• نص كلمة السيد عمار الحكيم في مؤتمر الكرد الفيليين من خلال إحياء يوم الشهيد الفيلي

    2019/ 04 /30 

    نص كلمة السيد عمار الحكيم في مؤتمر الكرد الفيليين من خلال إحياء يوم الشهيد الفيلي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

    السادة الأفاضل الإخوة الأكارم الأخوات الفاضلات.

    استذكار تاريخ وتضحيات المكون الفيلي

    يوم كريم, مناسبة كريمة, حضور كريم, نستذكر فيه مكوناً أساسياً من مكونات أبناء شعبنا العراقي, الحديث عن الكرد الفيلية والكرد الفيليين ليس حديثاً عن مكون طارئ على هذا البلد, وإنما هو الحديث عن مكون أصيل له جذوره العميقة الممتدة في تاريخ هذه الأرض, ويكفينا أن نستذكر أن الكرد الفيليين كانوا حكاماً للعراق لست سنوات منذ 1523 إلى 1529 لاحظوا 1500 ميلادي كانوا حكاماً في هذه الديار وفي هذه الأرض, هذا تعبير عن مستوى أصالتهم وجذورهم الممتدة في العراق, وما تعرض له الكرد الفيليون شيء كثير وقد برع سماحة الشيخ نعماني وسماحة الشيخ أسد الله الفيلي باستعراض كليات هذه الظلامة لكن أن يُنفى مكون بأكمله ويستهدف ويُبعد عن أرضه ووطنه وأن تُسحب جنسيته وانتمائه لهذا الوطن ولا يُعترف بها وأن يتعرض إلى تلك المحن والآلام والاستهداف الواسع فهو جريمة إبادة جماعية بكل مقاساتها الدولية, وهي جريمة ضد الإنسانية بحسب المعايير التي وضعتها الأمم المتحدة.

    الظلم والاضطهاد الذي تعرض له الفيليون من قبل النظام البعثي

    التصفيات الشاملة والواسعة, أحكام الإعدام الجماعي الذي صدر بحق الكرد الفيليين, والتنفيذ الجماعي بدون إجراءات شكلية قانونية حتى, ومن دون أن يُسمح لهم بالطعن والتمييز لقراراتهم, كانت تمثل عملية استهداف واسعة وبشعة بحق هذا المكون الكريم, مصادرة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة, تجميد الأرصدة المصرفية, مصادرة البيوت والعقارات ومكاتب العمل والمعامل وغيرها وغيرها من التفاصيل التي شهدها الكرد الفيليين بشكل واسع, وصل الحال إلى إرغام الفيليين على الطلاق القسري وفك العلاقة بأسرهم إذا ما كان الزوج أو الزوجة من مكون آخر, بقرار حكومي أُلزموا بمثل هذه الخطوة الدنيئة, وكلمات الدكتاتور لازالت تهز في ضمائرنا جميعاً في ذلك المقال السيئ الصيت الذي كتبه في جريدة الثورة في يوم 16شباط من 1981 حين قال في ذلك المقال وقد كتبه بقلمه ونُسب إليه بشكل واضح, تحدث عن الكرد الفيليين وقال: اجتثوا من أرض العراق, وكان أول من يستخدم مفردة الاجتثاث, استخدمها صدام حسين بحق الكرد الفيليين, وانظروا للسنن الإلهية, يجب أن تكون المؤسسة التي تجتث صدام وأعوان صدام أن تسمى بهيئة الاجتثاث لفترة من الزمن, ولا أتصور من سماها استذكر هذه المقولة واستلها مما كتبه صدام, لكن هذه سنة الحياة, أن يسقط صدام في يوم استشهاد السيد الصدر, أن تشكل هيئة لاجتثاثه هو وجماعته وتستخدم ذات المفردة التي استخدمها قبل 25 عاماً من سقوطه وتشكيل هذه الهيئة, اجتثوا من أرض العراق لكي لا يُدنسوا هواء العراق, يستكثر على الكرد الفيليين أن يستنشقوا من هواء العراق, (ولا يدنسوا الدم العراقي عندما تمتزج دماؤهم بدماء العراقيين بالتزاوج) ويشير بكل صلافة إلى هذه الخطوة, وإلى هذا الإجراء الذي اعتمده مجلس قيادة الثورة بضرورة بالطلاق القسري بين الفيليين وأزواجهم من المكونات الأخرى, وصل الحال إلى إجراء التجارب البايولوجية المختبرية الكيمياوية واستخدم الكرد الفيليين كعينة بشرية وحقل تجارب لكل تلك الجرائم الفجة, ولكن كل هذه المحن.

    ثبات الكرد الفيليين كمكون اساسي من مكونات العراق

    كل هذا الاستهداف لم يغير من مسار الفيليين ويبقيهم مكوناً فاعلاً في هذه الأرض, جغرافياً نجد انتشارهم من شمال العراق إلى جنوبه, صحيح أنهم يتركزون سكانياً في بغداد في ديالى في واسط ولكنهم متواجدين في كل مناطق العراق, سياسياً بنظرة سريعة وخاطفة على المشارب السياسية والأحزاب والقوى الإسلامية والوطنية والمدنية إلى غير ذلك من العناوين في كل هذه المساحة الواسعة تجد الكدر الفيليون متميزون وحاضرون ومؤثرون في المشهد السياسي, على المستوى الاجتماعي يكفي أن نلقي نظرة على النجوم نجوم الرياضة نجوم الفن نجوم العلم والعلماء في مختلف المجالات نجوم السياسة نجوم الاقتصاد ورجال الأعمال وأينما وضعنا اليد وأينما أخذنا عينة وجدنا الفيليين حاضرين في كل هذه المساحات, فالكرد الفيليون حاضرون في كل الساحات والمساحات ومؤثرون في هذه الساحات ومتألقون ومتميزون, بل الكرد الفيليون يمثلون حلقة الوصل في النسيج المجتمعي العراقي فهم كرد ولكن ينتمون إلى مذهب أهل البيت سلام الله عليهم, ولهم انتشار جغرافي واسع كما أشرنا, ولهم عمق في الجوار, في الجمهورية الإسلامية, كل هذا التنوع الدميغرافي والجغرافي والسياسي كان سبباً في استهدافهم, وهذا التنوع الذي سبب لهم ذلك الاستهداف بالأمس يجب أن يكون هو ذاته سبب في تكريمهم وتمكينهم ودعمهم ورفع الغبن عن هذا المكون الكريم, نحن بحاجة إلى أن نرسخ المواطنة الحقيقية وكم من جهود بذلت حتى يُرفع الإشارة إلى الفيليين في جنسياتهم العراقي ما بعد سقوط صدام وفي ظل العراق الجديد, كم بذلنا من الجهد جميعاً وفيكم من بذل الكثير, وكان لنا الشرف في المساهمة بقدر ما نستطيع في إزالة تراكمات كثيرة, ولكن لا زال الطريق أمامنا طويلاً ويجب أن نستمر ونواصل.

    ضرورة الحفاظ على تراث الفيليين وتمكينهم

    اللغة الفيلية, الثقافة الفيلية, أدوار الفيليين وتمكينهم مجتمعياً حكومياً سياسياً وأن يُتعامل معهم في كل هذه المساحات على أنهم مواطنون أصلاء, وهم كذلك, هذه مهمة أساسية يجب أن نتحملها جميعاً,

    هذا التراث من الشهداء والتضحيات والعطاءات يجب أن لا يضيع, يجب أن لا يبقى في الصدور ويُنسى’ هذا رأسمال كبير ليس للفيليين وحدهم, وإنما للشعب العراقي كله, ولا بد أن نفكر بشكل جاد وبعد ما يقرب من عقد ونصف من الزمان على تجربتنا الجديدة لاستحداث مركزٍ مختص لأرشفة وتوثيق وجمع هذه الذاكرة الشفهية لكثير من المضطهدين من الكرد الفيليين توثيقها وتقديمها إلى التاريخ وإلى الأجيال القادمة.

    الكرد الفيليون قضية شعب وقضية وطن

    أيها الأحبة في الوقت الذي نستذكر فيه كل هذه المعاناة, ولكننا نعرف جيداً أن الكرد الفيليين قضية, قضية شعب وقضية وطن, ويجب أن لا نكتفي بأن نندب حضنا ونستذكر ذلك التاريخ ونذرف الدموع عليه, حجم المعاناة والآلام تستحق أن نذرف الدموع عليه كلما استذكرناها, ولكن أن نحول قضية الكرد الفيليين كما هي معاناة شعبنا في مختلف اتجاهاته أن نحولها إلى رافد حقيقي لبناء حاضرنا ومستقبلنا.

    اولويات هذه المرحلة

     نحن اليوم بعد 16عشر عام من الديمقراطية, بعد كل تلك المعاناة والآلام التي خضناها في عهد الدكتاتورية وخضناها مع مخلفات الدكتاتورية بعد سقوطها, علينا أن نراجع ونحدث أولوياتنا على الدوام وفي هذه المرحلة الحساسة يجب أن تكون لنا أولويات واضحة, وأن نسير ضمن هذه الأولويات لبناء واقعنا العراقي بشكل مناسب.

    الاولوية الاولى:

    إعادة الثقة, ثقة الشعب والناس بالدولة, بالوطن, بالأمجاد, بالحضارة, بالتاريخ, بالإمكانيات الهائلة المتوفرة في هذا البلد, يجب أن نكسر حالة الاحباط والانكسار والتشاؤم والسلبية وأن ننظر بإيجابية إلى الحجم الكبير من الإيجابيات التي تجتمع في بلادنا اليوم, هذا التدافع لزيارة العراق والتعاقد مع العراق وإبرام الاتفاقيات مع العراق من كل دول المنطقة والعالم هذه الزيارات الكثيرة رؤساء وملوك ووفود دبلوماسية وبرلمانية ورجال أعمال ماذا تعني؟ تعني أن العالم كله أصبح ينظر للعراق نظرة مختلفة, يجد أن هناك شيء جديد يحصل في العراق, يجد أن هذا البلد يخرج من عنق الزجاجة, العراقيون أولى أن ينظروا ويقيموا هذه الحقيقة ويعملوا على أساسها, نحتاج إلى إعادة هيبة الدولة, نحتاج إلى ردم الفجوة بين شعبنا وبين القوى السياسية, نعم هذه القوى ليست كأسنان المشط ليس كلهم سواسية, وفي الجهة الواحدة ليس الجميع من صنف واحد كما هو الشعب, القوى السياسية تعبير عن إرادة الشعب, فيهم المخطئ وفيهم المسيئ لكن المسيئين لا ينحصرون في الطبقة السياسية وحدها في كل شريحة هناك مخطئ ومسيء وهناك صالح, في الأطباء, في المهندسين, في المحاميين, في كل شيء, فأن نأتي ونسلط الضوء على سياسيين أساءوا استخدام السلطة والنفوذ باتجاهات خاطئة لنعمم هذه السلبيات على جميع هذه الطبقة هذا أمر غير سليم وغير صحيح, نحتاج إلى إشاعة الإيجابية والتفاؤل, نحتاج إلى أن نحصل على هذه الحالة المعنوية التي تشعرنا بعز الانتماء لهذا الوطن هذا شيء مهم وضروري وأن نضع حد للاستهداف الممنهج لك ما هو إيجابي في هذا البلد, استهداف الرموز, استهداف القادة, استهداف الانجازات, استهداف الإيجابيات, هناك ماكنة ضخمة تعمل على تقليل من قيمة كل إنجاز في هذا البلد, وعلى التشكيك على كل ثابت في هذا البلد, وعلى استهداف كل قيمة معنوية في هذا البلد, ترون البناء إذا لا توجد أسس قوية له ينهار لا ينبني إلا بأسس, المجتمعات أيضاً تبنى على أسس هي القيم, المبادئ, الرموز, المقدسات, الثوابت, الأعراف إلى غير ذلك, هناك من يهدم هذه الأمور حتى لا تقوم قائمة للعراق يجب أن نكون حذرين.

    الأولوية الثانية:

    بناء الدولة, بناء المؤسسات, العراق بعد 16 سنة من حقه أن يكون دولة قوية ويتعامل على أساس دولة مع شعبه, احترام وسيادة القانون, عدم التمييز بين الناس, يجب أن يكون ظهر المواطن هو القانون, فيكون قوي بقوة القانون الذي يحميه, ويذهب ويتابع مرفوع الرأس سواء كان هناك جهة تحميه وتدعمه أو لا يوجد, ليس الباج هو من يعطي للقوة للإنسان المواطنة هي من تعطي القوة, يجب أن نحصل إلى هذه اللحظة, المواطن لا يشعر بالقلق والخوف, ويشعر أن حقه يُمكن أن يُنتزع أياً كان إذا كان الحق معه وإذا كان القانون معه.

    تقليل من البيروقراطية, وتسهيل الأمور إلى الناس, مكافحة الفساد بشكل حقيقي وليس بشعارات, واليوم واحدة من أهم معوقات مكافحة الفساد هي بعض الأصوات تنادي بمكافحة الفساد, بعض أشد المفسدين هم أكثر الناس صراخاً في مكافحة الفساد, يتحدثون ويصرخون ويتهمون من هو بعيد عن الفساد يتهموه بالفساد حتى يربكون الصورة إما على قاعدة اقتلني ومالكاً ويضيع نفسه بين المجموع, أو على قاعدة النزيه الشريف المخلص يجب أن يكون هو المتهم في المجتمع في نظر الناس أنه هو هذا الفاسد, حتى الفاسد الحقيقي يعمل خلف هذه الضوضاء ويقوم بممارساته بشكل طبيعي, هذه من أهم التحديات التي تواجهنا تشخيص من هو المصلح ومن هو الفاسد ارتبكت الصورة, اختلطت الأوراق, نحتاج إلى معالجات, إذا أردنا بناء دولة علينا أن نعتمد على الكفاءات سواء كانوا منتمين أو لم يكونوا, الأساس أن يكون الشخص كفوء وجدير بالموقع الذي هو فيه.

    الأولوية الثالثة:

     البناء الاجتماعي, نحن بحاجة إلى إعادة بناء, تعرفون الجيوش عندما تخرج من الحروب يعملون لها إعادة هيكلة, نحن مجتمعنا بعد هذه الخضات والهزات العنيفة يحتاج إلى إعادة بناء, بناء القيم, بناء الأعراف السليمة, الذي لا يخاف من الله على الأقل يخاف من عشيرته, يخاف من الناس, يخاف من المجتمع, يخجل, هكذا المجتمعات تُمسك, أناس القيم تضبط إيقاعها وهناك من تضبط إيقاعه الأعراف الصحيحة والسليمة, العقيدة السليمة والفكر السليم في ظل ترويج لمدارس الإلحاد والانحراف الفكري نحتاج إلى مراجعة فكرية سليمة وبناءات سليمة, الأخلاق والسلوك المستقيم اليوم ظواهر أخلاقية مخلة بالشرف ومسيئة للبنية الأخلاقية الاجتماعية, مخدرات, انتشار ظاهرة الطلاق بشكل غير مسبوق, وعشرات من الظواهر الأخلاقية والمجتمعية السلبية, مواجهة التعصب والتطرف والانغلاق, مواجهة التخلف هذه كلها مسائل مهمة لبناء البنية الاجتماعية القيمية في المجتمع, مواجهة الجهل والأمية والأنانية والانتهازية وبناء الشخصية العراقية الأصيلة, إعادة بنائها وترميمها كما كان في تاريخها الطويل هذا الشيء مهم ويمثل أولوية.

    الأولوية الرابعة:

    العدالة المجتمعية, لا نستطع أن نبني مجتمع ودولة حقيقية بدون أن يشعر الناس بالعدالة, العدالة في توزيع الثروات والإمكانات والفرص, الجميع يكونوا متساوين في إمكانية الوصول إلى كل المواقع, إلى كل الأدوار إلى كل الفرص إلى الإمكانات المتاحة, الأشخاص يجب أن يشعروا بعدم التمييز, المناطق يجب أن تشعر بعدم التمييز, الكفاءات يجب أن تشعر بفرص متكافئة, أيضاً الخدمات الضرورية, لا عدالة اجتماعية بلا خدمات حقيقية, ماء, كهرباء, بنى تحتية, فرص عمل, سكن, هذه أمور ضرورية للحياة إذا لا توفر لا نستطيع القول أن هناك عدالة اجتماعية بحدودها الدنيا, تطوير الواقع المعاشي للمواطنين أن يشعر الناس بأن هذه الموازنات التي يسمعوا أرقامها وتقر في مجلس النواب أن تُصرف على المجتمع وأن يجدوها على موائدهم, هذا شيء مهم.

    الأولوية الخامسة:

    المشروع الوطني, عبور التخندقات المذهبية والقومية والمناطقية وما إلى ذلك, تعزيز وتعميق السلم المجتمعي ومعالجة الإشكاليات بين المكونات, تجريم الطائفية والعنصرية والحديث بما يفرق بين الناس ويوقع الناس بعضهم ببعض, ولكن على قاعدة احترام الخصوصيات لا إلغاء الخصوصيات, هذه كانت من شيطنة الدكتاتورية, وطنية ماذا تعني وطنية؟ يعني أن تخفي مذهبك وتخفي قوميتك وطبعاً تحفي مذهبك إذا كان غير المذهب الرسمي للدولة الذي كان يتمذهب به قادة البلد آنذاك, تُخفي قوميتك إذا كانت غير القومية السائدة في البلد ونحن عرب, لكن هناك فرق بين العروبة وبين التوجه العنصري الذي كان يعتمده ذلك النظام في سحق المكونات القومية الأخرى الكرد والتركمان وغيرهم, هذا لا يصح, نحن اليوم بحاجة إلى مراجعة جدية في هذا الشأن, احترام الخصوصيات المسلم مُحترم, والمسلم الشيعي والسني يجب أن يكون مُحترم في تعبير عن شعائره في هويته, من كان يذهب للزيارة يسموه طائفي, الذي يصلي ويجاهر أنه من مذهب ما يسبل يده مثلاً أو يضع تربة يصبح طائفي, الذي يتحدث بقضية وحقيقة ذات طابع مذهبي أو قومي هذا إما عنصر أو طائفي, أي كلام هذا؟ الطائفة نعمة والطائفية نقمة, المشكلة في تعدد الطوائف والقوميات, المشكلة في استعداء الآخر, إلى أي طائفة ننتمي نستعدي الآخرين, إلى أي قومية ننتمي نستعدي القوميات الأخرى, هذا هو الشيء الخطأ الذي يجب أن يُعالج.

    الأولوية السادسة:

    تطوير العلاقات الإقليمية والدولية للعراق, العراق ليس جزيرة في محيط, قوته في بناء منظومة من العلاقات الوثيقة مع دول المنطقة والعالم, ولكن العلاقة ليست للعلاقة, العلاقة بحد ذاتها ليست هدف, يجب أن تكون هذه العلاقات على أسس, احترام السيادة العراقية, وضمان عدم تدخل الآخرين في الشأن العراقي الداخلي, يجب أن يكون هناك مقياس واضح للعلاقة وحجمها, هو مقدار ما توفره هذه العلاقة من المصلحة الوطنية العراقية كم تخدم العراقيين؟ العلاقة مع أي دولة يجب أن تُبنى على أساس ما تخدم العراق والعراقيين, كلما كان خدمة الوطن أكثر وخدمة الشعب أكثر كلما عمقنا هذه العلاقة, يجب أن تُبنى هذه العلاقة على عدم استغلال ظروف العراق الاستثنائية, في استخدام العراق في الاعتداء على الدول الأخرى, ويجب أن لا يكون العراق مقراً أو ممراً في الاعتداء على الآخرين, يجب أن يكون العراق سيداً وكل من يتعامل معه يحترم هذه السيادة وهذه الظروف الخاصة بالعراق, العراق يجب أن يكون جسر تلتقي عنده مصالح الآخرين وليس نقطة للتخاصم والتقاطع بين الآخرين هذه هي القواعد الواضحة البينة لبناء علاقات سليمة وصحيحة مع الآخرين وتحديد نسبة العلاقة مع أي بلد على أساس هذه المقاسات وهذه الظروف.

    اسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق ويبارك لكم في مؤتمركم وفي اجتماعكم وأن نشهد ذلك اليوم الذي نجد فيه الكرد الفيليين قد حصلوا على كامل حقوقهم وأدوارهم الطبيعية في بلدهم ووطنهم.

      شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   

    اخبار ذات صلة