• نص كلمة السيد الحكيم التي ألقيت بالنيابة عنه في الأمم  المتحدة ضمن اجتماعات الدورة ٥١ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف

    2022/ 09 /28 

    نص كلمة السيد الحكيم التي ألقيت بالنيابة عنه في الأمم  المتحدة ضمن اجتماعات الدورة ٥١ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف

    المتغيرات الجديدة وحقوق الإنسان
     

                                                               بسم الله الرحمن الرحيم

    السيدات والسادة الكرام..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

       في ظل المعاناة والإضطرابات المتصاعدة بشكل حاد في جميع أنحاء العالم، تقدّم مبادئ ومعايير وإجراءات حقوق الإنسان حلولاً فعالة لبناء قدرة أقوى على الصمود أمام الأزمات، ومقاومة اليأس، من خلال الوقاية من عدم الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي والسياسي.فالسياسات التي توفّر الوصول الشامل والمتساوي إلى الحماية الإجتماعية والرعاية الصحية والتعليم والبيئة والسكن ومعالجة الفقر ومشاكل السكن وتحقيق التنمية المستدامة ، والمؤسسات التي تعزز إحترام آراء جميع أفراد المجتمع وحقوقهم، والقوانين التي تفرض المساءلة والوصول إلى العدالة، تساهم في الوقاية من تصعيد التوترات والمظالم وتمنع تحوّلها إلى عنف وصراعات.

    السيدات والسادة الكرام...

        إن المتغيرات الجديدة في واقع حقوق الإنسان وتنامي النزاعات المسلحة والإرهاب والتطرف قد أدى الى ملايين الإنتهاكات في منظومة حقوق الإنسان السياسية والمدنية والإقتصادية والإجتماعية  بل تجاوز مدياته الى إرتكاب جرائم تصل الى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب مهددا في ذلك الأمن والسلم الدوليين .

     

    السيدات والسادة الأفاضل...

    لقد كان العراق أحد الدول التي تعرضت للإرهاب والتطرف العنيف منذ نشوء الجماعات الإرهابية مرورا بالقاعدة وداعش الذي إعتمد سياسة إدارة التوحش والتطرف والفكر العنيف منتهكا كافة حقوق الإنسان الأساسية ومخلفا ملايين الضحايا من خلال الإعدامات الجماعية وتجنيد الأطفال وبيع النساء في سوق النخاسة واختطافهن والتهجير القسري وتهديم الموروث الثقافي والتاريخي وإلغاء الحريات والتمييز على أساس العرق والهوية الدينية والإثنية وإنتهاك حقوق الأقليات في أكبر جريمة في العصر الحديث تصل الى مصاف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، والعراق اليوم بعد إعلان الإنتصار على داعش يعيش متغيرات جديدة تهدف الى معالجة الآثار السلبية وجبر الضرر وإعادة النازحين وإنقاذ المختطفات وتأهيل البنى التحتية  وتعزيز واقع حقوق الإنسان مما يقتضي وقوف المجتمع الدولي معه لتجاوز هذه المرحلة الحساسة والمهمة. 

    السيدات والسادة الكرام ...

    إن إحترام وتطبيق القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان أصبح ضرورة قصوى في ظل المتغيرات الجديدة التي يعيشها العالم اليوم وإن ضرورة صياغة عقد إجتماعي وسياسي يرتكز على حماية حقوق الإنسان  وتعزيز قيم المحبة والمساواة وقبول الآخر ومنع التمييز  أصبح ضرورة قصوى وهذا يتطلب إعتماد سياسة وطنية وخطط إستراتيجية وبرامج حكومية تضع في أولويتها الأساسية إعمال النهج القائم على حقوق الإنسان وضرورة تمتع المواطن بكافة حقوقه المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية  وإدماج القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في المناهج التعليمية والسياسات والتشريعات الوطنية لإيجاد مجتمعات بعيدة عن ثقافة العنف والتطرف والإرهاب والكراهية. ونحن في مؤسسة الحكيم الدولية نعمل بجد لتحقيق ذلك.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخبار ذات صلة