• قناة الحرة الفضائية تلتقي سماحة السيد عمار الحكيم

    2013/ 07 /22 

    قناة الحرة الفضائية تلتقي سماحة السيد عمار الحكيم

     أكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن الطاولة المستديرة مدخل مهم لتحقيق حالة من الانسجام والوفاق الوطني وإشراك القوائم المؤثرة والمهمة الفائزة في الانتخابات النيابية .
    الأخيرة لتشكيل حكومة على أساس الشراكة الحقيقية  ، معتبراً أن المبدأ هو أن تكون هذه الوزارات عراقية وليست حزبية ، و أن تشعر كل القواعد الشعبية التي صوتت للقوائم أنهم ممثلون في إدارة البلاد وفي القرار ، فضلاً عن مبدأ الاعتماد على الأمناء والأكفاء .
    جاء ذلك في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة الحرة الفضائية مع سماحته السبت  1042010 ضمن برنامج لقاء خاص .
    وتم في اللقاء التطرق للعديد من المواضيع على الساحة العراقية وما يتصل بها من قضايا إقليمية وعربية ودولية ، إضافة للشؤون الداخلية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي .

    وفيما يلي نص المقابلة التلفزيونية ...

     

    حوارات تشكيل الحكومة ...

     

    الحرة / ننطلق من حوارات تشكيل الحكومة ، هناك تصريحات حول تقارب بين المجلس الأعلى ودولة القانون ، الى أين وصلت المفاوضات وما هي مفردات هذا التقارب ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان الائتلافين الوطني ودولة القانون لهما عمل مشترك على مدار السنوات الست الماضية ، من خلال الائتلاف العراقي الموحد لمرحلتين تشريعيتين ولذا فان هناك أفقاً للتفاهم والتنسيق والعمل المشترك وهذا ما دعا إلى توحيد نوع من أنواع الرؤية المشتركة في مجالات معينة ، وعلى هذه الخلفية شكلت لجان مختلفة بين الجانبين وبدأت بالحوار والتفاوض من اجل الوصول إلى تفاهمات تمكّن الائتلافين في تشكيل حالة من التحالف بينهما وحققوا تقدماً في مجالات مهمة ولا تزال بعض المسائل المحورية مورد نقاش ومنها الآلية في اختيار رئيس الوزراء بين الائتلافين ، وإذا ما تمكنا من السيطرة على هذه الأمور والوصول إلى رؤية مشتركة في هذه المسائل فيمكن حينذاك القول بان هناك إمكانية في التحالف بين الجانبين .

    الحرة / أين العقدة في اختيار رئيس الوزراء بين الائتلافين ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /موضوعة التراضي والتوافق على مرشح أو أكثر ، كيف يتم الترشيح ، كيف يسمى رئيس الوزراء ، هل ينتخب أو تحدد لجنة معينة قيادية من الائتلافين للنظر في مثل هذا الترشيح أو تعطى أكثر من خيار من قبل الائتلافين . ولازالت القضية في طور النقاش والتداول داخل الائتلاف الوطني وبين الائتلافين حتى نصل لرؤية مشتركة قادرة على أقناع الجميع بأنها مدخل منصف لتحديد الشخص المناسب لإدارة العملية .

     

    الطاولة المستديرة ..

     

    الحرة / المجلس الأعلى وانتم شخصياً أعلنتم موقفكم الايجابي من القائمة العراقية إلاّ أن هناك تحفظاً من الائتلافين تجاه بعض أطراف القائمة العراقية كيف تفسر ذلك ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك أننا مختلفين في بعض التفاصيل والتقديرات ، كانت لنا رؤية في الائتلاف الوطني أن الطاولة المستديرة مدخل مهم لتحقيق حالة من الانسجام والوفاق الوطني وإشراك القوائم المؤثرة والمهمة الفائزة في هذه الانتخابات لتشكيل حكومة على أساس الشراكة الحقيقية كما اشرنا ، لعل بعض الأخوة لديهم وجهة نظر أخرى وينظرون الى مرحليات معينة ، نحن نحترم آراءهم وحينما نتحدث عن تحالف بين الائتلافين فليس من الضرورة ان نكون متفقين على كل التفاصيل ، هناك مداخل جوهرية وموضوعات أساسية إذا ما تم الاتفاق عليها بين الجانبين فسنكون قادرين لتحقيق مثل هذا التحالف ويبقى الائتلاف الوطني حر بشكل كامل في توجهاته وتحالفاته واتصالاته المستمرة مع التحالف الكردستاني والقائمة العراقية وليس من الضرورة ان نكون ملزمين تماماً برؤية واحدة في نمطية التعامل أو نظرة في التعامل ، نحن لانتحدث عن اندماج وإنما عن تحالف .

    الحرة / هناك عقدة رئيس الوزراء ، وهي ان الكتلة التي تحصل على رئاسة الوزراء لاتمنح وزارة او موقع سيادي آخر وهذه تسبب مشكلة للقائمة العراقية والائتلاف الوطني مع وجود العديد من القوى فيهما ، كيف تنظرون لهذه القضية ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً ليس الأمر بهذا الشكل ان يكون لكل ائتلاف فرصة واحدة هناك فرص أكثر و فرص متنوعة ومتعددة ، طبعاً منصب رئاسة الوزراء لأهميته يحظى بنقاط اكبر في موضوعة توزيع الأدوار بين القوائم ولكن هذا لايمنع من وجود فرص حقيقية خصوصاً ونحن نتكلم عن قوائم كبيرة فالقائمة العراقية حصلت 91 مقعد ودولة القانون 89 مقعد والائتلاف الوطني 70 مقعد ، على نحو المثال إذا أخذنا التجربة السابقة فمن مجموع ( 275) نائب اعتبر في حينها منصب رئيس الوزراء يتمثل بـ ( 15 ) نائب ولذلك الأخوة في حزب الدعوة حازوا على موقع رئاسة الوزراء حيث كان لهم (12 ) نائب حينذاك واستكملت (15 ) من الآخرين حيث تحمل الائتلاف هذه القضية واليوم حينما يزداد العدد يكون هذا الموقع عدد آخر أكثر من النقاط ، هذه القضية قابلة للنقاش في الفترة المقبلة .

    الحرة / يبدو انه لم يتم تحديد الأسماء للمناصب السيادية وان المرحلة الحالية لازالت تشهد حوارات تفاهمية أوليه بين الأطراف ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / من الطبيعي ان يكون لكل الأطراف طموح في موقع الخدمة والمسؤولية هنا او هناك وفي أي موقع كان وهناك حالة ترقب لطبيعة الفرص والحضور للأسماء الكريمة التي طرحت والائتلافات الموجودة وكما نقولها دائماً أننا لم ندخل لانتخابات رئاسية لتكون الأصوات لها القول الفصل في الموضوع ، هي انتخابات نيابية وبالتالي كتل برلمانية ، قد يكون من له مقاعد أكثر لكنه لايستطيع الدخول في تحالفات أوسع ليشكل الكتلة الأكبر والعكس صحيح .

     

    حكومة الشراكة الوطنية ..

     

    الحرة / النوايا متوجهة باتجاه حكومة شراكة ، هل ان مفهوم الشراكة تلطيف لمفهوم المحاصصة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / هناك فرق جوهري بين الشراكة والمحاصصة ، المحاصصة والتي قد طبقت بشكل من الإشكال في تجربتنا السابقة كانت تعني ان هذه الوزارة تكون من حصة جهة سياسية معينة وهي من تحدد الاسم وليس من حق احد ان يعترض وهذا الاسم يرى ان هذه الوزارة تابعة لكيانه السياسي أو حزبه ويجري تغييرات أساسية في مجمل المسؤولين والمدراء ويأتي بأشخاص قد يكونون قريبين منه ، وأنا لاأعمّم هذه الظاهرة ولكن شهدناها في العديد من الوزارات و أوجدت مناخات غير صحية واستياء كبير أحيانا وأحياناً ترشيحات غير موفقة ولا احد يستطيع محاسبة هذا أو ذاك لان حساب الشخص يفسر وكأنه نوع من أنواع الضغط على الكيان السياسي الذي يمثله ووقعنا في مطبات كبيرة لمنهج المحاصصة .

    أما في الشراكة أي التمثيل الحقيقي للمكونات ولكن التدقيق الكامل في الخيارات وفي كفاءات الأشخاص وتعطى الفرصة للقوائم الفائزة بحكم الثقل والاستحقاق الانتخابي أن يرشحوا أسماء وشخوص ثم توضع آليات معينة وهذه تفاصيل ، نحن نتحدث عن مبدأ والمبدأ أن تكون هذه الوزارات عراقية وليست حزبية وتشعر كل القواعد الشعبية التي صوتت للقوائم أنهم ممثلون في إدارة البلاد وفي القرار ومبدأ الاعتماد على الأمناء والأكفاء .

    الحرة / هناك خوف من أن حكومة الشراكة سوف تؤدي إلى تعطيل الدور الرقابي عليها كما حصل في المرحلة السابقة باعتبار أن الكتل لاتريد محاسبة ممثليها من الوزراء والمسؤولين ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / من الإنصاف ان نقول أن تعطل الدور الرقابي في المرحلة السابقة كما ينبغي كان بسبب أن الأطراف العراقية المختلفة كانت تلاحظ وتأخذ بنظر الاعتبار طبيعة الظروف الأمنية والسياسية في البلاد وكانت الحكومة ولفترة طويلة تمضي (بنصف + واحد) من الوزراء وكان هناك انسحاب لعدد كبير من الوزراء في ظروف أمنية قاهرة وكان هناك شعور بان تزايد الضغوط على الحكومة في ظل أوضاع سياسية وأمنية معقدة قد يؤدي إلى انهيار المشروع الديمقراطي في البلاد لذلك كانت تستحضر مصالح اكبر تؤدي إلى نوع من أنواع التماشي ، في الحقيقة يجب أن نكسر هذه الحواجز وان يجري محاسبة الوزير اذا لاحظ أن أداءه ليس بالمستوى المطلوب و يكون كيانه أول المطالبين بعملية استجوابه أو تصحيح موقعه او ما إلى ذلك ، يجب أن نرسي قواعد جديدة وان لانستسلم للصعوبات وان نتغلب عليها وان نستفيد من التجارب ونطورها .

    الحرة / الا ترون أنكم بتأسيس حكومة الشراكة تكونوا قطعتم الطريق أمام الرقابة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لأاعتقد ذلك ، إذا أردنا ان ننظر لمكون بأكمله غائب عن المسرح السياسي في العراق ، واليوم شئنا أم أبينا ولم نكن نقصد ذلك ، ولكن جاءت الخيارات من الشعب بالطريقة التي تدفع الائتلاف الوطني ودولة القانون فيه غلبة ولون معين لايمكن تنكره ، القائمة العراقية فيها لون آخر التحالف الكردستاني فيه لون ، اذن هي قوائم ذات ثقل من مكون ولون معين ، تغييب أي قائمة يعني تغييب لإرادة ذلك المكون وعلى الأمد البعيد يمكن ان ننظر الى امكانية الوصول الى حكومة فاعلة ونشطة ومعارضة فاعلة ونشطة حينما تكون الحكومة قادرة على ان تقنع كل المكونات العراقية بتمثيلها وتكون المعارضة قادرة على ذلك أيضاً .

    المقدم / لماذا لا تكون جهة سياسية معينة تمثل المعارضة ، حيث نرى كل القوائم تشترك في الحكومة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / هذه القوائم قدمت برامج والشعب انتخبها لتلك البرامج وهذا يعني ان هذه القوائم تكون أمام مسؤولية تجاه أبناء شعبها في تنفيذ هذه البرامج ، التنفيذ لايكون من المعارضة وإنما من مواقع الخدمة التنفيذية عندما يكون المسؤول حاضر في مجلس الوزراء او في الحكومة عندها يكون قادراً على ان يدافع عن حقوق أبناء شعبه .

    المقدم / ولكن صوت المعارضة يكون عال ومؤثر ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان دور المعارضة مهم ولكننا لايمكن ان ننظر الى التجربة العراقية على أنها تجربة متجذرة في الواقع الديمقراطي وبلد مؤسسات والأمور تسير كما ينبغي ، اليوم نحن نتعافى بالتدريج والمشروع العراقي أمامه الكثير من الإشكاليات والتصدع وأزمة ثقة وإشكاليات إقليمية ودولية وواقع معقد في الداخل وظروف سياسية وأمنية وتنموية صعبة وتحتاج الى قرارات جريئة والقرار الجريء يحتاج الى قاعدة واسعة تسانده حتى يمضي .

     

    المرجعية الدينية ..خصوصية عراقية ونجفية ..

     

     الحرة / هناك من يقحم أو يشرك المؤسسة الدينية في مجمل الأوضاع في البلاد وهناك من يرى ان هذا الأمر هو بناء لولاية فقيه عراقية ، ما رأيكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نعتقد ان السلوك الذي مارسته المؤسسة الدينية في العراق ولاسيما المرجعية الدينية كان واضحاً فهو يمتاز بخصوصية عراقية ونجفية ضمن سياقات العمل ، المرجعية لا تدخل في التفاصيل وبالرغم من الضغوط الكبيرة التي تمارس ليطلع على رأيها تحبذ أن تترك مساحات واسعة في القرارات والتفاصيل للقوى السياسية وحينما تتعقد الأمور وحينما يصل البلد إلى أزمات كبيرة تعطي المرجعية حلول وسطية أو توصيات أو اقتراحات معينة كانت دوماً مدعاة لتعزيز اللحمة وحل المشاكل ، نلاحظ اليوم انه عندما تحدث أزمة معينة بين أطراف كادت تؤدي إلى مضاعفات غير ايجابية نجد أن قوائم مختلفة وشخصيات من مكونات معينة ترسل وفوداً إلى المرجعية ، ما دمنا نفتقد البناء المؤسسي الكامل الذي يعطي الفرصة لمعالجة كل الإشكاليات عبر السياقات المؤسسية ، اليوم المحكمة الاتحادية تقول شيء فان كان منسجماً مع توجهاتي اقبل به وان لم يكن كذلك أشكك به أو أقول ان هذا الأمر ليس من صلاحية المحكمة ، أو حينما تقول المؤسسات كلمتها يظن أنها منحازة .

    الحرة/ لو نفترض ان خليفة السيد السيستاني يكون رجلاً لا تؤمن مواقفه هل أن تردد الشخصيات السياسية للمرجعية الدينية يؤسس لمشكلة في العراق ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نعرف أننا نبني دولة دستورية وفي الدستور وضعت السياقات الكاملة ان مؤسسات الدولة تأخذ مدياتها وفرصتها في حسم الأمور والاختلافات ، وجود الضعف والهشاشة في مؤسساتنا الدستورية وفي البناء المؤسسي للدولة العراقية هو الذي يجعل بعض الأزمات تأخذ مديات أكبر وتحتاج الى من يعين في المساعدة على حلها ، هل نذهب إلى ما وراء الحدود لحلها او نبقى نعالج الأمور عراقياً ، المرجعية الدينية مقام رفيع ودوماً كانت مصدر خير للعراقيين فإذا ما قدمت توصيات او نصائح فهذا لايعتبر خرقاً للسياقات أو ذهاب إلى نظريات سياسية مورد احترام لبلدانها أو شعوبها ، الدستور العراقي واضح في هذه السياقات كما أن دور المرجعية واضح ، ما هو مهم ان هناك ثقافة نجفية للمؤسسة الدينية في النجف الاشرف منذ 1000 عام والى اليوم اعتمدت سياقات ومنهجية معينة في التعاطي مع الأمور ما يطمئن أن دور المرجعية سوف لن يكون في يوم من الأيام إصدار الأوامر والنواهي وأن يكون هذا او لايكون ذاك وإنما هي منسجمة مع السياقات العامة ، المؤسسات السياسية ، الأحزاب تأخذ دورها الكامل ، كما أن مؤسسات الدولة العراقية لها الصلاحيات الكاملة .

    المقدم / فيما يتعلق بموضوعة خلافة السيد السيستاني بعد عمر طويل ، كيف تنظرون لهذا الموضوع خصوصاً وأن إيران تسعى لملء الفراغ من خلال حضور معين أو مكاتب وغيرها ، كيف أنكم ، مؤسستكم ،  مؤسسة النجف تراقب هذا الموضوع ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /أولاً أنها فقاعة إعلامية ليس الا ، لم يكن اختيار المرجع في يوم من الأيام كما يتم اختيار البابا مثلاً لدى أعزاءنا المسيحيين ، أو حتى مثلاً شيخ الأزهر بحسب مقاسات وسياقات عمله ، المرجعية هي تفرز نفسها في منظومة خاصة فيها الكثير من التعقيد تمنع من أية اختراقات أو املاءات معينة كما هو معروف في تاريخها الطويل ، السيد السيستاني لم تأت لجنة لتعيينه وإنما نتيجة مؤهلات واقعية وموضوعية تبلورت مرجعية السيد السيستاني ليكون بهذا الموقع .

    المقدم / ولكن ألا يمكن اعتبار هذا الأمر مشكلة خصوصاً أن اختيار المرجع يكون بالصدفة أو أنه أمر فوضوي  ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ليس فوضوي وإنما موضوعي ، يجب ان تبرز من المقومات العلمية والعملية والمواصفات العالية ما تقنع ما يعرف بأهل الخبرة من المجتهدين والفقهاء في مساحة واسعة بجدارتها ، ولما كانت القضية تأتي من مساحة واسعة تصبح عملية التأثير والاختراق معقدة .

    المقدم أين موقع السيد محمد سعيد الحكيم من هذا الموضوع ، وانتم هل تدعمون مرجعاً معيناً ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ليس من شأن القوى السياسية التدخل في عملية اختيار المرجع او تحديد موقعهم وأدوارهم هذه السياقات تقوم بها المؤسسة الدينية بعيداً تماماً عن دور القوى السياسية ، سماحة السيد محمد سعيد الحكيم هو احد المراجع العظام الذي يأخذ هذا الدور ليس من أطراف سياسية وإنما بحكم طبيعة المواصفات المعتمدة .

    الحرة / مع وجود المراجع من غير العراقيين في النجف الأشرف ، هل تبحث الجهات السياسية عن مرجع عراقي يمكن ان ينهي هذا اللغط ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /هذه نظرة قاصرة لمفهوم المرجعية ، المرجعية لا علاقة لها بالجنسية أو الانتماء لبلد ما وإنما هناك مواصفات ذاتية وموضوعية ترتبط بالجانب العلمي والعملي والقدرة على الوفاء بالمسؤوليات الجسام للمرجعية ، نلاحظ قوة النجف اليوم أنها تحتضن مرجعيات من جنسيات مختلفة عراقية وإيرانية وباكستانية وأفغانية وما إلى ذلك .

     

    العلاقات مع  التيار الصدري ..

     

    الحرة / هل إن الاختلاف حول مفهوم المقاومة بينكم وبين التيار الصدري يمكن ان ينسحب الى داخل أروقة الائتلاف الوطني ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كمبدأ عام نحن نتحدث عن ائتلاف وليس اندماج بين القوى السياسية في جهة واحدة أو حالة سياسية واحدة ، الائتلاف يعني ان قوى متعددة القرارات والتوجهات والتصورات تتفق فيما بينها ضمن برنامج محدد فيما يرتبط بهذا البرنامج ، توحد برامجها ورؤاها وهذا لايمنع ان تكون لها وجهات نظر وأفعال معينة خارج هذا الإطار والسياق ، أما بخصوص موضوعة المقاومة فقد كان هناك التباس وقصور في النقل وحينما تم الاطلاع على ما قيل من احترام مبدأ المقاومة وأنها حق إنساني مكفول ولكن بعض من يدعي الانتماء الى هذا العنوان لاحظنا في العراق كان له سلوكيات وتصرفات أدت إلى استهداف مدنيين أو ماشابه ذلك ، دافعنا عن المقاومة عندما نزهناها عن هذه السلوكيات .

    الحرة / هناك اختلاف بينكم وبين التيار الصدري حول الوجود الأمريكي وطبيعته هل من الممكن ان ينسحب هذا الخلاف الى الائتلاف الوطني ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ما يرتبط بالموقف العلمي كائتلاف هناك انسجام كامل في الواقع العراقي وهناك التزام باتفاقية سحب القوات وخروج هذه القوات ضمن الأسقف الزمنية المحددة لها إذن نحن متفقون مع الإخوة في التيار الصدري في هذا الأمر وليس هناك مشكلة في هذا السياق ، بقي كيف نسميه ، وكيف نتعامل ، كيف نستقبل او لانستقبل ، هذه تفاصيل يمكن ان تبقى ضمن مساحة القراءة المتعددة للأطراف كموقف سياسي ، الاّ أن الموقف من هذه القوات ومن اتفاقية سحب القوات الأجنبية إلى غير ذلك فهناك رؤية مشتركة في هذا الأمر .

    الحرة / هل إن هذه الرؤية متفق عليها ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ضمن برنامج الائتلاف هناك رؤية واضحة لكيفية تحقيق السيادة العراقية والاستقلال وخروج القوات الأمريكية والعلاقات الإقليمية المتوازنة بين العراق والدول الأخرى ، الإطار العام إطار مقبول .

     

    الوضع الداخلي للائتلاف الوطني العراقي ..

     

    الحرة / سألت الدكتور الجعفري في لقاء سابق عن آلية التصويت التي ستعتمد داخل الائتلاف ، وأجاب بأنه يعتمد على عدد المقاعد في مجلس النواب او عدد الأصوات التي حصلت عليها هذه الجهة ، هل تم بحث هذا الموضوع ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد الائتلاف العراقي يترقب النتيجة النهائية بعد النظر في الطعون لحسم المسألة حين ذاك سيجلس وفق النظام الداخلي الذي وضعه لنفسه ينظر هل هو بحاجة إلى تطوير كيف يتم توزيع الأدوار ، في داخل الائتلاف لانشعر بوجود مشكلة نعم هناك ظاهرة لم يلتفت لها كما ذكر الأخ الجعفري اليوم نلاحظ ان هناك قوى لها عدد كبير من الأصوات ولكن لم يتمثل هذا العدد الكبير من الأصوات بعدد من المقاعد يتناسب ، وقوى لها أصوات اقل وحازت على مقاعد اكبر هذه القضية تحتاج الى رؤية تعالج داخل الائتلاف وهذا ما سيعمل الائتلاف على تحقيقه ضمن السياقات التي وضعها لنفسه .

    الحرة / هناك من يقول ان هذا الموضوع سيتسبب في تفكيك الائتلاف ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /لااعتقد ذلك ، هناك إرادة في الحفاظ على وحدة الائتلاف ، هناك برنامج موحد ، هناك مؤسسة سياسية نريد ان نرسيها ونكرسها لنقدمها نموذج جديد للمشهد السياسي العراقي وكلنا أمل في ان التفاهم الذي نشهده بين أطراف الائتلاف يمكنه من تجاوز أي اختلافات .

    الحرة / هناك من يقول ان الاختلاف حول طبيعة التصويت داخل الائتلاف ربما يسبب تفكك الائتلاف ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لااعتقد ان مثل هذه القضايا الفنية سيكون لها مردودات سلبية وسنعمل على أساس الأخوة والتفاهمات العالية ، وحدة الائتلاف بالنسبة إلينا ولجميع قوى الائتلاف خط احمر والكل يدرك أهمية الحفاظ على هذه الوحدة والانسجام .

    الحرة / هناك تصريح نقل عن شخص لم يعلن عن اسمه ربما ينتمي الى التيار الصدري يقول ان التيار الصدري يمتلك مفاتيح المرحلة المقبلة ولم نتنازل عن مطالبنا ولن نرضخ لأي جهة تحاول ان تحصد مكاسب باسم التيار ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نحن مع هذا التوجه ، الائتلاف لم يبنى على أساس الاملاءات وفرض لرؤية معينة ، هو مؤسسة سياسية بنيت على أساس التفاهم والوصول إلى رؤية موحدة والى الاتفاق بين أطراف الائتلاف في الخطوات وهذا ما لاحظناه خلال الأشهر الماضية ، كانت هناك كثير من المراهنات على ان الائتلاف سينفرط لعدة قضايا ، قال البعض اذا وصلتم الى توزيع المقاعد والمرشحين او في أي خطوة كان يظن ان الائتلاف سينفرط ولكنه بقي متماسكاً ويزداد تماسكاً يوماً بعد يوم .

    الحرة / في إحدى اللقاءات السابقة قلت ان لدينا برنامج وهذا البرنامج يحتاج الى صوت أكثر قوة في مجلس النواب ، كيف ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نعم ، لدينا برنامج ائتلافي فإذا كان هذا الشخص او ذاك يريد ان يتقدم ليكون رئيساً للائتلاف والآخر رئيساً للهيئة السياسية وذاك رئيس للكتلة النيابية داخل الائتلاف ورابع رئيس للكتلة الوزارية للائتلاف والخامس ناطق رسمي باسم الائتلاف وهكذا ..

    الحرة / أليست هذه محاصصة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ليست محاصصة ، في النظام الداخلي للائتلاف السابق كان عندنا رئيس الائتلاف ورئيس وزراء ولعل هذا كان احد الأسباب التي أدت الى خروج بعض الأطراف من الائتلاف وحينما جلسنا نقيم الفترة السابقة ولاحظنا ان عدم تحويل الائتلاف الى مؤسسة وعدم إعطاء بقية الأطراف ادوار في داخل الائتلاف قد يؤدي الى انفراط العقد ، هذه رؤية وضعت قبل الانتخابات .

     

    شؤون المجلس الأعلى ..

     

    الحرة / بالنسبة لرئاسة حضرتكم للمجلس الأعلى ، الآن حظوظ المجلس الأعلى انخفضت ما هي مقدار المسؤولية التي يتحملها السيد عمار الحكيم عن هذا الانخفاض ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً على المستوى الشعبي ليس هناك انخفاض ، في انتخابات مجلس المحافظات حصل المجلس الأعلى على 540 ألف صوت وفي هذه الانتخابات حصل المجلس الأعلى على ما يقارب 700 ألف صوت خلال فترة وجيزة بالرغم من الإشكاليات والتحديات التي واجهناها وخصوصاً وفاة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم وخضّات عنيفة قد تؤدي الى الانهيار في كيانات سياسية أخرى ولكن المجلس بقي موحداً متماسكاً ومنسجماً وفاعلاً استطاع ان يطور نفسه خلال هذه الظروف الصعبة .

    الحرة / الفرق في عدد المقاعد وعدد الأصوات هو مشكلة بالنسبة لكم ، من يتحمل هذه المسؤولية ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / قوة المجلس في أنه قوة سياسية لاتتخذ القرارات من شخص واحد ولايمكن ان تدار الأمور من شخص واحد وهناك نظام داخلي وهناك صلاحيات واضحة للرئيس ومركز القرار والشورى المركزية ولذلك كلنا نتحمل المسؤولية في حال تحقيق الانتصارات او الكبوات .

    الحرة / غياب السيدين محمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم هل له اثر ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك أنها مسؤولية كبيرة لي ان أتوسد على موقع جلس عليه شخصيات كبيرة مثل شهيد المحراب وسماحة السيد عبد العزيز الحكيم ، هل أوفق ان أواصل المشوار بنفس الزخم وان أضيف على هذا المشروع هذا ما اتركه للمواطن المراقب وهو الذي يقيم .

    الحرة هل تشعر ان لديك رؤى إصلاحية شبابية يتم مقاطعتها من قبل الكثير من السياسيين أصحاب التجربة والأكبر منك سناً ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / إنني فخور بالثقة العالية التي منحت بها من قبل إخواني من الشخصيات الكريمة والقيادات التاريخية في المجلس ويقدموا كل الدعم والإسناد كما إنني أحظى بدعم قوي من أخواني في المجلس الأعلى وهم يشاطرونني الرأي في العديد من التوجهات .

    الحرة هل لديكم مشروع إصلاحي وهل هناك معوقات لهذا المشروع ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك أني امتلك رؤية ومشروع واعمل مع إخواني في المجلس الاعلى على بلورة هذه الخطة التفصيلية للمجلس الاعلى والذي يجعل من المجلس الكيان المرن المنفتح المتحرك القادر على الانفتاح على كل أبناء الشعب العراقي والقادر على تلبية طموحاتهم ، لكيان سياسي يعبر عن آلامهم وتطلعاتهم وواقعهم أنا امتلك هذه الرؤية وأناقشها بشكل مستمر مع أخواني في أروقة المجلس ، لايوجد شيء يخلو من التعقيدات والإشكاليات في هذه الحياة .

    المقدم / كيف تستطيع أن تثبت انه يوجد هناك انسجام وتقبل من قيادات المجلس الأعلى للرؤى الإصلاحية ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت ان هناك ثقة بأخيهم الذي اختاروه في هذا الموقع وهناك دعم لهذه التوجهات ومن ناحية أخرى أن موقع رئاسة المجلس الأعلى يمتلك عدد من الصلاحيات في الجوانب التنفيذية كما كان في الأوقات السابقة و هناك مشورة في القضايا الستراتيجية والأساسية وبالتحديد السياسات العامة للتعامل وايضاً هناك صلاحيات للرئيس ان يتحرك في القضايا المتعلقة بالتقييمات والتشكيلات والجوانب الإجرائية في المجلس .

    الحرة / هناك كلام قيل بعد وفاة المرحوم  السيد الحكيم بان المجلس سيتفتت ولكن المجلس عبر مرحلة لابأس بها ، هل تجاوزتم هذه العقبة نهائياً ( أي عقبة التفتت ) ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / شخصياً لم أراها في يوم من الأيام ، طبيعة تكوين المجلس والثقة العالية والانسجام الفكري والروحي والعقلي بين قيادات المجلس الأعلى ، رؤية الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ولمساته ومشروعة ورؤاه تجاه الواقع العراقي الذي اشبع به قيادات المجلس ملتزمون تجاهه وهذه صمامات أمان حقيقية تضمن وحدة المجلس .

    الحرة / هناك تعليق لأحد كوادر المجلس مجهول الاسم  يقول فيه " ان اعلام المجلس اخفق في إيصال صوت المجلس الأعلى إلى الجماهير " وكان ذلك سبب في عدم تحقيق المجلس النتائج المطلوبة؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /  الحديث عن المجاهيل هذا من ( الفيكات ) الإعلامية المعروفة ولكن على كل حال وعلى الاجمال بالفعل المجلس الأعلى ليس هذا شأنه وليس هذا دوره ولا هذه فرصته ولم يكن في تأريخه هكذا واليوم أمامه فرص كبيرة وهائلة لتوسيع قاعدته الشعبية ونحن نشعر ان المجلس الأعلى خاض لسنوات عدة انشغل كثيراً في الهم السياسي وفي إنشاء البلد وانشغل في ظروف البلد الصعبة عن نفسه واليوم نركز على هذا أن نعود ونطور واقع المجلس الى تنظيمات وامتدادات ولدينا خطة طموحة في مجالات عدة .

    اخبار ذات صلة