نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الأمسية الرمضانية الرابعة
عزيز العراق كان حريصا على شعبه وأمته
عزيز العراق كان من اولئك الشخصيات التي انصفت زمانها فكان يملأ وقته وزمانه بالعمل وللجد وللجهد لايكل ولايمل في صباح باكر في ليل متاخر في يوم عطلة في صيف في شتاء , ليس لديه شيء اسمه عطلة ودائما تجده متهيأ ومستعد لاداء الواجب وبذلك ترك لمساته وبصماته بوضوح في الكثير الكثير من الملفات المختلفة وكلما وجدنا طريقا ومسلكا من مسالك الخدمة وجدنا اثار عزيز العراق على هذا الطريق وهذا المسلك , وكان حريصا على شعبه وامته وكان يبذل كل الجهد لاسعادهم ضمن الامكانيات المتاحة انذاك والتاثير الذي كان يملكه على عدد من الناس كان يوظفها لمصلحة المواطنين ولخدمة الناس ولحل مشاكلهم وهذا ما عهدناه وسمعناه , كان اهل نخوة في دار الهجرة مواطن لديه مشكلة يتصدى بنفسه ويرفع الهاتف على المسؤول الفلاني ويتوسط مع هذا الشخص ويكتب كتاب لهذا بنفسه وبشخصه يتدخل ولايكتفي احيانا بارجاع الامور الى اطراف او مكتبه او موظفيه العاملين عنده ليمارسوا ويتابعوا كان يتدخل بنفسه ويتابع , تراه يوم او يومين مشغول بقضية انسان مظلوم, اذكر 3 عراقيين بالباكستان استشهدوا على يد الجماعات المتطرفة وقضى اسبوع مشغول بالاتصالات والمكالمات وتوثيق العلاقات لياتي بهذه الجثامين ليحفظ كرامة العراقيين وعزتهم , ولايعرف له حال وهكذا كان يتدخل ويتابع ولديه كرامة الشعب والمواطن قضية اساسية ومهمة وهي ما اتحدث بهذه العناوين في هذا المجلس ويعرف ماذا اعني وكل من هؤلاء الذين عايشوه يحمل في جعبتهم الكثير من الشواهد على هذه القضية , ولكن التاريخ لم ينصفه والزمان لم يف الزمان معه كما وفى عزيز العراق معه واصول التاريخ تقول ذلك والزمان حينما لا ينصف بعض الرجال سياتي يوم ويتحول الزمان والحاضر الى تاريخ ونتخلص من الاحراجات اللحظة ومن ارهاصات وتفاصيل هي فيها تشابكات ومصالح في هذه اللحظة قد يجوز الكثيرين يعرفون خفايا وسمات مهمة لعزيز العراق لكن في الصراعات الحزبية والسياسية عزيز العراق والمجلس الاعلى قد يقال دعه يستفيد لكي لاندع منافس مثلا لكن كلما سرنا الى الامام ,
عزيز العراق يتحرك برؤية وبمشروع وباستراتيجيات واضحة
وكان يجالس العلماء من جانب اخر وتلك الاهتمامات الجهادية , الاهتمامات السياسية مع ذلك الالتزام والعمق والوضوح والدقة وانا لاحظت عند بعض الخبراء الغربيين الذين كتبوا عن عزيز العراق لفت انتباههم يقول في حديثه في الاروقة والمفاوضات معهم يقول في حديثه ينتقي الكلمات بعناية ويفكر ويتكلم بحدود ويختار الكلمات بعناية شديدة فكان يكبرون في هذا المعنى وليس شخص يريد ان يتكلم فقط هو صاحب قضية ولديه مشروع ولديه رؤية ويحاول ان يوظف كل الفرص والامكانات للضغط على الاخر انتصارا لمشروعه ولشعبه ولوطنه وكيف يستطيع انتزاع الحقوق لصالح هذا الشعب وهذه كانت السمات المهمة دائما عزيز العراق يتحرك برؤية وبمشروع وباستراتيجيات واضحة ليتحول الى منهج في تعاطيه مع الازمات والقضايا السياسية , كان نعم الاخ لاخيه شهيد المحراب وكان يرى في شهيد المحراب الاخ والمعلم والقائد وحينما تكون العلاقة فلسفية استحضار مفهوم القيادة والطاعة والانقياد للقائد من اصعب الامور والتعامل مع اخ ولكنه كان يميز بين هذه المساحات , فهو اخوه الاكبر يقدره ويحترمه ويتعاطى معه من موقع الاخوة ولاسيما ان شهيد المحراب له دور في الرعاية الخاصة لعزيز العراق لتاريخ طويل لكن يتعامل معه ايضا كقائد , يناقشه ويحتدم معه في الراي ولكن يلتزم بالقرار القيادي الذي يصدر من شهيد المحراب ثم يعمل جاهدا ويبني كل خططه ومشاريعه الميدانية على اساس رؤية القائد حتى لوكانت في بعض التفاصيل على خلاف , ليعبر بذلك عن قمة الوفاء والالتزام والانضباط في التعاطي مع القضايا والشؤون العامة , لم يكن يتقاطع مع شهيد المحراب يختلف احيانا ويناقش ولكن لايتقاطع وهذه سمة مهمة ياخذ الرؤية وياخذ القرار القيادي ويؤسس ويطور وينمي ويحول هذه الرؤية الى خطط ميدانية والى واقع عملي على الارض فكان رجل قرار ورجل مسؤولية هذه من سمات عزيز العراق التي كان يتميز بها ,
كان عزيز العراق يتجنب الظهور ويبتعد عن الاضواء ولكن القدر ساقه ليضعه في المقدمة والواجهة
كان يتجنب الظهور ويبتعد عن الاضواء والصور التي تراها اليوم من عنده اغلبها ليست صور اخذت في مجالس عامة وفي احتفالات وفي فعاليات , تروه في جبهات القتال مع مجاهدين في ظروف ماينشر وتروه في الفيسبوك وفي المواقع المختلفة اغلب الصور الموجودة عن عزيز العراق ليست صور بالهندام الرسمي وفي مجالس رسمية وانما لانه كان يبتعد عن الظهور والاضواء , وكان رجل ميدان ,وكلما زادت الظروف قسوة كلما زاد عزيز العراق حزما واصرار في مساراته وليس من النوع الذي يهتز وينكسر وكلما زادت عليه الضغوط كلما تجده ببساله واستعداد وتهيؤ اكبر للمنازلة وهذه كانت سماته ويوصف من الاعداء والخصوم بانه الرجل العنيد لانه قوي ويقف ويهيء كل مستلزمات المعركة وكلما اشتد الوطيس وجدته اكثر انتباها وحماسا وتهيأ للمواجهة , ولكن بقدر ماكان يتميز بالجراة وبالوضوح وبالشجاعة كان يتميز ايضا بالالتزام والانضباط والموقف الذي يرسم ويحدد لمعالجة المسائل فالقضية ليس تهور وليس شخص يلتحم بل قوي وجريء وشجاع وحازم وواضح ولكن يعمل ضمن حكمة ولديه التزام وانضباط والجمع بين الامرين يحتاج الى موازنة دقيقة والى شخصية قادرة تحقق مثل هذا التوازن , وحينما ترجل شهيد المحراب عن صهوة الجهاد والتصدي لخدمة هذا الشعب وانتقل الى ربه اصبح عزيز العراق في المحك وكان يتجنب الظهور ويبتعد عن الاضواء ولكن القدر ساقه ليضعه في المقدمة والواجهة وكان يتحمل صعوبة اضافية لان شخصيته وتركيبته واهتماماته في حياته الطويلة ماكان مهيا ليلعب ادوار واجهية وحينما وضع في الواجهة كان يبذل جهد كبير لياتي باستحقاقات المهمة الجديدة التي هي بعيدة عن سياقاته وتركيبة شخصيته في تاريخ طويل ,
كانت ضربة قاصمة للظهر في لحظة خسر الاخ والاستاذ والقائد والركيزة الكبيرة والجبل الاشم الذي كان يتكيء عليه هو واخوانه ورفاقه من قيادات المجلس الاعلى , خسروا شهيد المحراب وكانت الامة في اصعب الظروف وهي تشهد التحول الكبير وتواجه الظروف الاقليمية والدولية القاهرة , تعلمون كيف كانت الظروف في 2003 حينما غاب شهيد المحراب في 2003كانت الصدمة الكبيرة ليس في شهيد المحراب انما للشعب العراقي عموما هذه القيادة التاريخية وهذا الجمع ما الذي يعوضه ومن يملأ الفراغ وكيف نلملم الجراح ونحن ندخل ولازلنا في بدايات معركة طاحنة في معركة المصير لهذه الامة ولهذا الشعب , فكانت لحظة حرجة بكل تفاصيلها وبكل مفاصلها ولكن الموقف لم يكن يحتمل التردد ولم يكن يحتمل التلكؤ وكان يتطلب الاقدام وتحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه وعلى عاتق اخوانه ورفاقه , فلابد ان يكونوا بمستوى الحدث وبمستوى الازمة القائمة وينتصروا لشعبهم وهو يدخل في معركة المصير المعركة التاريخية والمصيرية لاثبات وجوده في الواقع السياسي الجديد في العراق وهذا ماوجدناه فيه وفي رفاقه وحافظوا على انضباطهم ومشاعرهم وكتموا في القلوب ودموعهم في العيون وانطلقوا بشجاعة وبساله ليواجهوا القدر ويصطفوا ويقفوا الى جانب ابناء شعبهم وتسارعت الاحداث وكثرت المفاجئات وما أكثر من انساق الى ردود الفعل والانفعالات السريعة والتماشي مع الحالة التي كانت تفاجئهم في كل يوم والفعل كان بيد القوى الدولية ولكن عزيز العراق ابى على نفسه ان يكون ممن يتعامل بردود الافعال ووقف وقفة كبيرة وساهم اسهامات جادة ليحول الفعل من الاطراف الدولية الى الاطراف الوطنية العراقية وتستعاد السيادة ويمسك العراقيون زمام المبادرة وقدم ذلك بمساعدة رفاقه في الساحة الوطنية سنة ونصف عما كان مقدر له من القوات الدولية وهذا ما اعطى زخما كبيرا للواقع العراقي واشعر ابناء شعبنا بالثقة المتزايدة وقدرتهم ان يتحملوا مسؤولياتهم في ادارة شؤونهم .
اعتمد سياسة النفس الطويل وكان محاورا حازما وواضحا ويعرف ماذا يريد ويعرف كيف يصل الى مايريد , الاطراف الدولية كانت مستخدمة تكتيكات مع قيادات اخرى في العراق وفي المنطقة وتعرف كيف تكسر الاخر وترهب الاخر وهي قوى دولية كبيرة قوى عظمى وجيوش تملآ العراق والعراق بلد محتل بقرارات مجلس الامن انذاك واستخدمت بحق عزيز العراق كل هذه التكتيكات لثنيه وكسر عزيمته ولكنه كان كالجبل يدافع عن حقوق الشعب ولايقبل ان يستدرج الى الابتزاز وان يضعف امام تلك الضغوط التي تمارس ممن يمثل القوى الدولية في العراق ,
ان عزيز العراق نذر نفسه لاكمال المشروع الوطني والانتصار لشعبه ولوطنه وبناء العملية السياسية بالطريقة التي تضمن مصالح هذا الشعب ولم يقف طويلا عند مشروعه الشخصي وكان تركيزه على ( نحن ) العراق الى اين ونحن كعراقيين الى اين ؟ اكثر من تركيزه على ( الانا) وحانت له فرص وتوجهت نحوه الانظار وكان يستطيع ان يوظفها لترسيخ الانا ولكنه سحب الامور الى ثقافة النحن فكان العراق والقيم والمواطن والشعب والامة هي المفاهيم التي تدور في ذهنه وهذه ليست قضية يجامل بها او يتكلم بها في خطابات , في اضيق دوائر القرار حينما كان يجلس ويناقش ويراجع الامور دائما كانت هذه المفاهيم التي تاتي على لسانه , الشعب وناسنا والوطن والسيادة كيف ؟ التحديات كيف نواجهها وهذه كانت السمة البارزة التي وجدناها في تاريخ طويل في سيرة عزيز العراق , انضباط وواقعية وتغليب المصالح العامة مع حزم وجراة واقدام وشجاعة , هذه كلها كانت تخلق شخصية مركبة صنعت هذا التميز الذي وجدناه والتاثير الكبير الذي لاحظناه في عزيز العراق ,وفي هذه المرحلة لم تسمعوا الكثير عن شجون عزيز العراق والمحنة التي كان يعيشها بل الاقربين من الطيبين ومن معه في ساحات الوغى وفي هذه التحديات الكبرى كان يستمع الى كثير من الهمس واللمز وكان يساء فهم خطواته وكان يسعى البعض ان يزايد هنا او هناك , ولكنه هو ورفاقه كظموا غيظهم وتحملوا كل تلك المنغصات وكل تلك الارباكات التي كانت تشوش , تنازلوا وضحوا تنازلات مادية ومعنوية من اجل مشروع الشعب وانا اعرف ان شعبنا لايعرف الكثير من هذه الامور وسياتي يوم تتكشف هذه الحقائق وتتوضح لابناء شعبنا , وترفعوا حتى عن الرد على الكثير من الشبهات التي كانت تطالهم وتشكك بصدقية منهجهم ومشروعهم ومساراتهم حتى نقول ليس وقتها الان ونحن امام تحديات خطيرة واعداءنا متربصين والواقع العراقي على كف عفريت وشعبنا يذبح ونحن مستهدفين لاباس الوقت ليس لهذا الانتصار للذات اليوم يجب ان نقف وننتصر للمشروع وكان منصهر وذائب في شعبه ووطنه وقضيته وتحمل كل هذه المعاناة وتجاوزها ومضى لقضية اهم واكبر , كان مايهمه كيف يثبت حقوق الشعب ويضمنها في دستور يكون وثيقة ضامنة لحقوق العراقيين , قبل ان يفكر كيف يضمن حقوقه وحقوق تياره وجماعته , العراق كان ماثل امامه وضحى بالكثير , لقد اتهموه بانه قليل خبرة في السياسة , ولايعرف فيها , وفي نفس الوقت الذي كانت توجه هذه الاتهامات له كان منشغل ويفاوض كيف يوفر مقعد ليدخل هؤلاء الاعزاء ويجلسوا الى جانبه على طاولة المفاوضات ويعطيهم الدور والفرصة ,
كان عزيز العراق يشعر انه امام مسؤولية تاريخية امام الله وامام هذا الشعب
كانوا يتهموه بانه قليل خبرة في كيفية استغلال الظروف لتحسين مواقعه , لايعرف كيف يستثمر الظروف , والسمعة الطيبة التي يردها لكن عندما يصل الى قطاف الثورة لايعرف القطاف , فيما انه يحسن جيدا ويعرف مسالك تحسين مواقعه وترسيخ دوره لكن كان ينظر الى القضية الاكبر وكان يشعر انه امام مسؤولية تاريخية امام الله وامام هذا الشعب ان يدخل في صراعات ومناكفات حتى يحصل موقع اضافي ومكان اضافي وتاثير اضافي ، كان همه المشروع وكان حرصه على العراق كيف ينقذ هذا البلد وكيف ياخذ به الى بر الامان , كان يعرف ان الولادة هي اصعب المراحل التي تمر بها الشعوب والامم , حالة الولادة والمخاض حالة عسيرة وصعبة ومن يفكر بمصالحه لايستطيع ان يحافظ على الوطن فكان يهتم بان يكون ام الولد ويحافظ على الوليد حتى لو ضاعت حقوقه الشخصية , يرى العراق وليده ونجاح هذه العملية واسعاد الشعب العراقي هذا هو المهم , وكثير من رفاقه يتذكرون كم كان يشير الى هذه القضية و( نحن ام ولد ) حتى ان البعض من القريبين والمحبين حينما يرون ان سياسة ام الولد تعرفون قصة ام الولد , اثنين أمهات جئن وكل واحدة تقول هذا ابني وتشاجرن وتقاضين عند امير المؤمنين الإمام علي وكل واحدة تدعي انها والدة هذا الولد , من الام ؟قال انها سهلة اتوني بسيف لنقسمه نصفين ونصف لهذه ونصف لتلك ولكن الام الحقيقية صاحت وقالت اعطيه لتلك المرأة وهي امه الحقيقية لكن امير المؤمنين عرف انها هي الام الحقيقية لحرصها على الولد وعدم السماح بقطعه الى نصفين بعكس الاخرى التي لم تتكلم ولم تهتم بهذا العمل , ولايحترق قلبها عليه والام الصحيح مستعدة تفرط به ويذهب للثانية لكي يبقى حي ولايحدث له مكروه , عزيز العراق كان يقتبس ويقول نحن ام الولد ونحن لانحصل الموقع ليس مشكلة والعراق دعه ينجح حتى لو بيد غيرنا وهو هذا الذي نريده والمشروع نريده ان يحفظ والناس دعها تتماسك وتتلاحم وكان منطقه منطق ام الولد , ليتمسك بالولد حتى لو كان على حساب مصالحنا وحقوقنا ومواقعنا وفرصنا هكذا كان يفكر عزيز العراق , والتفرغ الكامل لهموم الامة جعل عزيز العراق ورفاقه ينشغلون عن تنظيم بيتهم الداخلي وكان تركيزهم العراق الى اين والدستور كيف يكتب والانتخابات كيف تكون والمفاوضات كيف والسيادة كيف تستعاد والعراق كيف يخرج من الفصل السابع ,
غادر عزيز العراق الى واشنطن في سفرة الاستقلال والسيادة رافعا شعار اخراج العراق من البند السابع
حينما غادر عزيز العراق الى واشنطن في سفرة الاستقلال والسيادة رافعا شعار اخراج العراق من البند السابع , في الامم المتحدة المساحة الاكبر من ابناء شعبنا ومن النخب العراقية ما كانت تعرف ماهو البند السابع والعراق تحت البند السابع ولماذا يخرج العراق منه , بعدها شيئا فشيئا الناس بدات تفهم وتعرف البند السابع والسيادة والوصاية وهذه تعرف عليها الناس بعدها وكان متقدما في فهمه وفي تشخيصه لما ينبغي ان تكون الامور ورفع شعار دولة المواطن والمسؤول راعي وخادم لهذا الشعب والمواطن هو السيد ودولة المواطن ودولة الشعب الناس هي من تنتخب وتختار وماتختاره الناس يكون مشروعا وهذا كان همه ويضع التصاميم لهذه القضية وانشغال عن البيت الداخلي وهو منشغل بالقضية الكبيرة ولد ردود افعال وحساسيات من بعض المواطنين والناس قالوا لنجرب الاخر وخرجنا من الانتخابات وعزيز العراق والكيان الذي يمثله والذي صممه والعنصر الاساسي في المسالة راى ان الشعب بدا يجرب الاخر وصار امام اختبار هل هو مع دولة المواطن هل يقبل بمواطن حتى لو كان اختار الاخر وما اختار ربعه وناسه , عزيز العراق حصل على صدقية عالية في هذا المجال فكان اول المهنئين واول المباركين للفائزين في تلك الانتخابات واصدر بيان واشار فيه الى قبوله بنتائج الانتخابات وتهنئته للفائزين قبل اعلان النتائج النهائية من المفوضية العليا للانتخابات , ولم يدع مجال للطعن والاعتراض واتهامهم بالتزوير وغيرها وكان في جعبتهم وفي يدهم الكثير من الوثائق التي يمكن ان تكون دليلا على ذلك , قال نحن نتقدم ونتاخر الان نطعن بالانتخابات ونشكك بها حتى لو مظلومين ولدينا ادلة وظلمنا وذهب جزء من اصواتنا اليوم ناتي نشكك بالانتخابات لكي نصعد ، الوليد في خطر ودعنا نحافظ عليه حتى لو تضيع لنا الفرص ليست هذه مشكلة , والتشكيك بالانتخابات يعني التشكيك بافرازات الانتخابات وبالعملية السياسية والعراق اصبح في مهب الريح , كلا, لانشكك حتى لو كان لدينا وثائق اخفوها واصدر بيانه واعترف بالانتخابات وهنأ الفائزين ومضى وبرهن على انه من المؤمنين بدولة المواطن , والعاملين في هذا الصدد سواء كان المواطن ياتي في رايه لصالحه او ياتي للاخر .
ونحن مع الشعب فيما يختار
نحن مع المواطن اينما اختار واينما كان والمواطن يتحمل المسؤولية ان احسن الاختيار هنيئا له ونحن معه وان اخطأ الاختيار نصحح وليست هذه مشكلة وكل اربع سنوات انتخابات والناس ترى ان كان خياراتها صحيحة واختارت ومرتاحه نحن معها واذا شعرت انه يحتاج الى تشديد نظر ودراسة اخرى نحن معها ونحن مع الشعب فيما يختار واذا اختارنا نحن خدامه واذا لم يختارنا والمشكلة فينا ولم نستطع اقناعك اننا نستحق الثقة وليس بك المواطن على حق دائما والمشكلة بنا واذا انت بعد ذلك ندمت او رايت ان خيارك غير صحيح لاتحملنا المسؤولية , انت اخترت ونحن صفقنا لك وقلنا ياشعب نحن معك , فقط لاتعاتبنا وهذا المقدار نقبل به ونؤيد ونرحب ونشجع ونهنيء كل من يختاره الشعب ونمشي وراءه واذا اختارنا نحن خدامه واذا اختار غيرنا نحن ندعم هذا الخيار والشعب دعه يرى ويقيم وهذا هو المنطق الذي كان يعتمده عزيز العراق ولذلك كان يتسم بهذه الروحية المتسامية وبهذه العقلية النيرة وكان وفيا لشعارات التي اطلقها والناس شبعت شعارات ولكن يجب ان تكون قول وفعل والكلمة التي تقولها يجب ان تعمل بها وهذا هو المهم , ومادام الناس تصفق لك وانت تقول ديمقراطية جيد لكن اذا صفقت لغيرك وانت تبقى تقول ديمقراطية وانت تؤيد الديمقراطية وتسير مع الغير وهذا هو الاختبار الكبير وعزيز العراق نجح في هذا الاختبار , تعلمون في ايام ما وكان يستخدم العلاج الكيمياوي وفي ظروف صحية صعبة كان يقول انا واجبي لااقصر به ويذهب للبصرة وللنجف والى محافظات في ظروف مرضية وخطب وقال كلمته وقال الناس ماذا تختار نحن معها وعندما اختاروا الاخرين رحب ومشى وأيد ولعل الله سبحانه وتعالى ايضا اراد ان يكرمه بهذه القضية , لو كل الخط صاعد ممكن يخرج واحد يقول الديمقراطية باعتباره مستفيد منها لكن ان تصير فرصة بان الاخر يستفيد ويظل عزيز العراق يقول ديمقراطية ودولة مواطن هذه قضية مهمة جدا تحققت في حياته الشريفة , عزيز العراق بالرغم من شخصيته الحازمة وطبيعة انشغالاته ومهامه الحساسة ولكن كان يمتلك رقة وعاطفة وكان جدا رقيق وعاطفي وتتحرك مشاعره ويتالم من التقارير عن معاناة الناس واحيانا اجلس بخدمته والتلفزيون والاخبار والتقارير عن المواطنين وهذا المريض وهذا المشكلة والمنطقة فيها ازمة خدمات تراه يهتز بمشاهدة هذا التقرير او معلومة او ماشابه ذلك ,
في الوقت الذي كان عزيز العراق يتسم بالجراة والاقدام لكن في الازمات الكبرى كان يتسم بالهدوء
كان يحترق ويتحسس ويندفع ويغلي كيف ان الناس مظلومين هكذا , ويحرك ربعه ويحرك جماعته ويتصل بمن يمكن ان يؤثر في شيء هذه حالة الحرص والاندفاع والتحسس للمعاناة والالام كانت موجودة , من بعيد يرون حزمه من بعيد ويرون شخصيته الجريئة والحازمة والصلبة ومن يقترب منه ويعيش بالقرب منه يرى تلك الحالة الحانية والعواطف والمشاعر , تفقد عوائل الشهداء كانت تاخذ ماخذ كبير منه في ذروة الازمة وخرج من اجتماع ولديه عشر دقائق او ربع ساعه ترى تلفون بيده يتكلم مع ابن احد الشهداء او ابنت احد الشهداء خصوصا تعلمون ان عائلته منكوبة 63 شهيد و عندهم واولاد وبنات ايتام كثر وبحكم المحرمية اكثرهم لو عمهم لو خالهم لو كذا محرم عليه فكان يرى من واجبه ان يسال عنهم ويتفقدهم ويصير العيد وبعد مايعيد الناس في بغداد يذهب الى النجف الاشرف ويجمعوهم واولاد الشهداء في غرفة وبنات الشهداء في غرفة وياتي اليهم بهدايا ويجلس معهم بمقدار ويسامرهم ويؤنسهم ويوزع الهدايا والى اخره , هذه كانت يعتبرها جزء من واجباته , احيانا نسال عن مشاكل والمحنة وغيرك من يكفي يقول لا هذا واجبي الشخصي يجب ان اقوم انا بهذا العمل , وكذلك عوائل شهداء المجاهدين بعضهم الذي كان يستطيع ان يتواصل وبعضهم يكلف البعض ويسمع من الارامل وعوائل الشهداء والمظلومين ودائما كان يتحسس لهذه المعاناة و في الوقت الذي كان يتسم بالجراة والاقدام لكن في الازمات الكبرى كان يتسم بالهدوء ويفاجيء الجميع و لماذا ؟ لان الانفعالات لاتستطيع صنع موقف فيه واقعية وحكمة , عزيز العراق يستمع ولاينفعل قوي وهاديء وقلب الامور يدرسها ومرات انا جالس بالقرب منه يسال في قضايا حساسة وحاسمة وظروف جدا قاهرة كانت ماذا نعمل سيدنا ؟ لايعطي رايه يقول دعوني افكر ويجلس في غرفته ويغلق الباب ليفكر والقرار اذا تاخر نصف ساعة او ساعة بتفكير ومشورة وكان يتشاور مع اخوانه ويقلب الامور ويسال ويتاكد ويرى هذه هي المصلحة بعيدا عن الانفعالات ويمضي بقوة ولايخشى وهذه عملية صعبة الانسان.
لديه جرأة وعنده شجاعة وعنده اقدام ولكن ايضا يتميز بالهدوء , الا اذا كانت القضية تمس الخطوط الحمراء وفيها تجاوز على قيم وفيها تجاوز على شعب وفيها مس بالكرامة لهذه الامة , يفور دمه وذاك الوقت لاتراه هادئا ويصرخ لازلت اذكر في الحكومة الاولى التي تشكلت الانتقالية 3 من المجاهدين الطيبين اعتقلوا من الاجهزة وتحت وطأة التعذيب قتلوا , قال عجيب عراق جديد وبالسجون بالتعذيب تقتل اناس فار دمه , كان يصرخ ويتصل بالمسؤول ويصرخ عليه وجاء يوم التاسع من محرم بعد استلام الجثامين الطاهرة اخذهم للخلاني وبالبعض منكم يتذكر ذلك والقى تلك الخطبة المعروفة ورفع الجثامين والحكومة بسرعه تراجعت انذاك وفورا اصدرت قرار قضائي بملاحقة المتورط بتعذيب هؤلاء , هنا راى القضية تمس الكرامة وعراقي يتعذب من جديد , لا, هذه لايسكت عنها وهنا العاصفة وهنا البركان الثائر الذي كان يتجسد في شخصية عزيز العراق , القضية التي تمس المباديء لا تتحمل مجاملات سياسية والقضية التي ترتبط بكرامة شعب لامجاملة وهدوء فيها , هناك موقف صريح وواضح ويزعل من يزعل و هذا منطق عزيز العراق , وهذه كانت من سمات التميز في شخصيته .
المرجعية كانت تمثل محورا أساسيا وركنا ركينا في رؤية عزيز العراق وشخصيا جالس معه وأرافقه في اغلب لقاءاته التي كانت مع المراجع العظام وكنت جالس في محضره محضر الإمام السيد السيستاني في اجتماعات خاصة خلف أبواب مغلقة وليس هناك احد , وكان يقول للإمام السيستاني ادام الله وجوده الشريف سيدنا المرجعية دين ندين الله به ولا يعني نحن المرجعية بالنسبة لنا ورقة سياسية ، دين هي والقرارات المصيرية والقضايا الإستراتيجية والقضايا الخطيرة والقضايا التي ترتبط بمصالح الشعب لا يتخذ بهذا القرار الا بعد التشاور مع المراجع ليسمع رايهم ويتشاور معه ويعطيهم رايه ويبين وجهة نظره لكن اذا كان للمرجعية راي اخر يلتزم براي المرجعية ويقدمها على رايه,
وصية عزيز العراق هي الوصية الخالدة من يقراها لايرى رجل سياسي امامه ولايرى عالم دين امامه يرى شخصية جامعة في رؤيته تجاه الله سبحانه وتعالى يستشعر حالة التصاغر والتواضع والذلة بين يدي الله وفي نظرته للاخرة في نظرته للقيم وفي توصياته لشعبه , لاالشاب لاالمراة لا العشائر لا النخب لا الجمهور افرد لكل شريحة مقطعا خاصة في وصيته وتحدث لهم وبين رايه في كيفية الاهتمام بهم , في دين واخرة وفيها دنيا وفيها مجتمع وفيها سياسة وكان يكتبها وهو ينتقل الى ربه يعلم يوم ان تقرا لا تزيده من شيء الان الدنيا ومافيها, لاتصفق لعزيز العراق ومافائدة التصفيق والدنيا ومافيها اذا تدبر لاسمح الله ومايضر عزيز العراق انه في عالم اخر عند مليك ومقتدر هو اعماله ونيته وهنيئا له على هذا التاريخ الحافل , فهذا كتبها يعلم في وقت انه لاتضيف اليه شيء وليست وثيقة سياسية هذه تعبر عن عمق توجهات عزيز العراق وفوجيء الجميع من ابنائه الى الاخرين فوجيء الجميع بزهد عزيز العراق , خادمكم ابنه اساله بابا كم تملك وماعندك متصور انه لابد هذا الرجل التاريخ الطويل لابد ان لديه مزرعه او بيت او شيء نقود او قضية لابد يعني لايجوز , حينما فتحنا الوصية بعد وفاته تفاجأنا هذا عزيز العراق ويقول كل هدية , درس بليغ للجميع, كل هدية مهما كانت اكثر منها هذه ليست لي لماذا لاتعطوها للاخر هذه للموقع وليست للشخص اعتبروها اموال عامة , وذهب وهو مرتاح وسهل على الصراط وليس له ممتلكات حتى يسال عنها في قادم لايملك شيء وراح واستراح وهو مرتاح واهله مرتاحين ايضا تعلموا ويوم الله ياخذ امانته ترون المسيرة هي بالشكل لانريد ولانطمع بشيء من الدنيا وهذا درس بليغ رجل الخدمة العامة تسلطت عليه الاضواء الدور القيادي الكبير , تاجر بسيط ومواطن عادي ممكن ينتقل الى رحمة الله يترك لاهله الكثير وشخص بحجم عزيز العراق لايملك شيء , هذه بحد ذاتها شهادة لنزاهة هذا الرجل وزهده وفي تجافيه عن الدنيا ولايريد شيء وان شاء الله نحن على هذا الدرب باذن الله تعالى, اليوم ونحن نفتقد عزيز العراق ومرت 3 سنوات على رحيله كيف ننتصر له ؟ كيف نذكره هل نقيم له مجلس جزاكم الله خير جزاء في هذه الليله الرمضانية واخوان واخوات لكم في اماكن اخرى في بغداد والمحافظات ويتابعون حديثنا الان لكن هذا لايكفي , عزيز العراق افنى حياته من اجل هذا الشعب والوطن ,
اذا اردنا ان نكون اوفياء لعزيز العراق علينا ان نتبنى المشروع بناء الدولة العصرية العادلة , وعلينا ان نتمسك باللحمة الوطنية
ويا ابناء شهيد المحراب يا أبناء عزيز العراق اذا اردتم ان تكونوا ابناء بارين لهذه الشخصيات الكبيرة عليكم ان تكونوا في خدمة الوطن والمواطن عليكم ان تاخذوا بثقافة (نحن ) وليس ( الانا ) عليكم ان تتواضعوا لشعبكم وتتعلموا من صغيرهم قبل كبيرهم لاياخذكم الغرور ونحن نفهم ونعرف اشياء لكن الطفل الصغير قد يعلمنا دروس في الحياة لم نعرفها ونتواضع للشعب ولناسنا وكلما نتواضع اكثر كلما نتعلم اكثر ونستفيد وكلما شعبنا يحترمنا اكثر , اذا اردنا ان نكون اوفياء لعزيز العراق علينا ان نتبنى المشروع بناء الدولة العصرية العادلة , دولة و اذا اردنا ان نكون اوفياء لشهيد المحراب وعزيز العراق علينا ان نتمسك باللحمة الوطنية وان لاننجر الى الصراعات الجانبية وننشغل بمصالحنا على حساب مصالح الوطن والمواطن , هذا المنهج يجب التمسك به , اليوم عزيز العراق يحضى باحترام كبير لدى كل العراقيين بكل توجهاتهم , لماذا ؟ هذا الذي ظلمه في حياته بعد ماتتكشفت الحركات قال كنا نظلمه وجاء وقاد العراقين وقالوا لي كنا ظالمين عزيز العراق ولم نكن نعرف مشروعه ولم نكن فاهمين المشروع واليوم اكتشفنا ان هذا الرجل وطني ويجب ان نسير على هذا النهج ونتبنى المشروع ونتمسك بهذه المسارات وهذه الرؤية ونحقق الانجازات الكبرى لابناء شعبنا,
اصلاح الامور هو الطريق الاساسي والضروري والمهم
اصلاح الامور هو الطريق الاساسي والضروري والمهم مادام هناك فينا من لايشعر بالارتياح يشعر بالسخط ويشعر بالغبن ، العراق لجميع العراقيين ويجب ان يشعر جميع العراقيين به بالعزة والكرامة وتوفر الفرص وتكافؤ الفرص وهذا يحتاج منا الى اصلاحات حقيقية ويجب ان نكون جادين في مسار الاصلاح ويجب ان نشجع بعضنا بعضا على هذا المسار , ويجب ان نعود الى اللحمة والتمسك الحقيقي بين ابناء الشعب حتى ينطلق البلد لكي نبنيه والجهد الذي يبذل في الصراعات السياسية اليوم لو كان يبذل في الخدمات البد لاصبح مبني وكان تقدم , لنكن اوفياء لعزيز العراق من خلال الالتزام والتمسك بمشروعه , نسال الله ان يمكننا على ذلك واسال الله سبحانه وتعالى ان يتغمد روح عزيز العراق وهذه روحه حاضره فيما بيننا وشاهدة لاداءنا ونسال الله ان يوفقنا على ان نسير على هذا النهج وان نكون دوما في خدمة الوطن والمواطن واستغفر الله لي ولكم واترحم على شهداء العراق على الشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق وعلى كل اولئك الشهداء الذين سقطوا في الايام الاخيرة في هذا الشهر الفضيل المئات بين شهيد وجريح نترحم عليهم جميعا وكذلك على المسلمين في ميانمار ونسمع ان هناك مجازر شخصيا اطلعت على بعض الصور عبر الفيس بوك لمسلمين ميانمار وهذه فوتو شوب او شيء اخر مامعقول البشر بالالاف يتحول الى كومة لحم انا لااعقل ولم اصدق ذلك حتى بدات الاخبار تؤكد وجود مجازر كبرى من هذا النوع وتؤكد ان هذه الصور حقيقية وهذه كارثة انسانية كبرى , اليوم هناك فضائيات تتحدث عن دم يراق في بعض الدول العربية والاسلامية والله يجازيها على حرصها على دم الانسان والمسلم ونتقطع لكل قطرة دم ونتمنى ان لانجد اي مقتل لكن لماذا السكوت على المسلمين في ميانمار ولماذا السكوت للدماء الزاكية التي تراق هنا وهناك , يجب ان نهتم بالانسان وبالمسلم اينما كان هذا واجبنا ومسؤوليتنا ونسال الله ان يتغمد الجميع برحمته الواسعه واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .