• نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الأمسية الرمضانية الثانية عشر

    2012/ 08 /02 

    نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الأمسية الرمضانية الثانية عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا سيد الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين ,

    السادة الافاضل الاخوة الاكارم الاخوةات الفاضلات .. بداية ارحب بكم اجمل ترحييب واسال الله سبحانه وتعالى قبول الاعمال في هذه الايام الشريفة والليالي المباركة من شهر رمضان ,

    انتقلنا الى العشرة الثانية ونقترب من الليالي العظيمة في هذا الشهر واوصي نفسي واوصي احبتي والاخوة والاخوات بمزيد من الالتفات الى اهمية هذه الليالي والايام واسثمارها بشكل صحيح والتزود للاخرة في اجواء الضيافة الالهية .

     لا تنظر الى ماحرم الله وان لاتبتذل هذه النظرة بما تحط من قيمتك وشكلك

    كان حديثنا في نظرية الحقوق من رؤية الاسلام كما يذكرها امامنا وسيدنا الامام علي بن الحسين السجاد صلوات الله وسلامه عليه في رسالته الشهيرة رسالة الحقوق , وكان الحديث في الحق الخامس وهو حق البصر وذكرنا هذه العبارة عنه صلوات الله عليه "واما حق بصرك فغضه عما لايحل لك وترك ابتذاله "هذا هو الواجب الاساسي والحق الكبير للبصر ان لا تنظر الى ماحرم الله وان لاتبتذل هذه النظرة بما تحط من قيمتك وشكلك "الا لموضع نظرة تستقبل بها عبرة "ان يتحول البصر الى بصيرة واستنطاق الحقائق والتعرف على كنه الامور وقراءة ماوراء الحدث ومابين السطور "او تعتقد بها علما" او يكون من هذه النظرة أن تزيدك علما ومعرفة وتزيدك قربا من الله سبحانه وتعالى "فان البصر باب الاعتبار " البصر هو مدخل من مداخل الاعتبار وفرصة حقيقية لاستلهام دروس من هذه الحياة , في كل لقطة ومشهد في كل موقع يدخل فيه الانسان هناك فرصة ليعتبر ومايجده ان كان خيرا فهو عبرة وان كان شرا ففيه عبرة ايضا ولابد للانسان ان يتحكم ببصره ليكون من هذا النوع ,

    وقلنا ان هذه الكلمات الكريمة لامامنا السجاد تشير الى 3 حقائق ...

    الحقيقة الاولى الامور التي يجب غض البصر عنها وغض النظر عنها وقد تحدثنا في ليال عدة عن هذا الموضوع..

     والحقيقة الثانية هي عن طبيعة الاعتبار في هذه النظرة وكيف نحول نظرتنا الى نظرة اعتبار وتصبح نظرة عميقة ونظرة خالقة للشكليات وللظواهر وعبرنا عنها في ليال ماضية انها كالاشعه وهي ايضا صورة لكن الصورة الفوتوغرافية تنظر الى الشكل والاشعه لاتقف عند الشكليات بل تذهب الى العمق وترى عظمك هل به مشكله او سالم ويجب ان نحول نظرتنا الى نظرة اشعه ونقرا حقيقة الامور وليست تحسينات شكلية وفي هذا الموضوع . هناك اهتمام كبير من الايات القرانية والنصوص الواردة عن رسول الله (ص) وعن اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام تشير الى هذه النظرة نظرة الاعتبار واهمية ان يكون الانسان في موقع الاعتبار, لاتدع الدنيا تمر عليك مرور الكرام وعند خروجك من البيت الى الجامعه او الدائرة في سيارة خاصة او نقل عام ويتسغرق بك الوقت ساعات او اجزاء من الساعات , وقد تسال الى ماذا تنظر ستقول انظر الى المحلات والشوارع ولكن هذه المحلات والشوارع ثابتة , وقد تنظر الى بعض الناس ومنهم من يضع دوش في الشارع للتبريد ولكن هذه اللقطات ستتكرر ولكن ماهو الجديد ؟ ساعتين ذهابا وساعتين ايابا اربع ساعات , هل نستطيع ان نحول هذه النظرة العابرة الى نظرة واعية ؟ كيف نفكر ونتامل ونرى هذا الكون الى اين يذهب وكيف تسير الحياة واذا رايت شخص اصيب بالشارع لاسمح الله بحادث سيارة او غيره ساقول ان الانسان ضعيف في أي لحظة يصاب ويسقط واذا نفذ البنزين واذا شيخ كبير يريد عبور الشارع او رجل بصير حرمه الله من نعمه البصر كيف اعتبر منه والله اعطاني هذه النعمة والشخص الملتزم وغير الملتزم وكل هذه اللقطات ممكن ان تتتحول الى دروس في الحياة ومجال للاعتبار ,

    لاحظوا هذه الاية من سورة البقرة الاية 219 و220 تتحدث هذه الايات عن ظاهرة الخمر (الله يعيذنا جميعا منها) , الناس كانت تشرب ولم يكن حرام وبعدها شيئا فشيئا تحولت الى حالة من الحرمات والله سبحانه وتعالى في قرانه في هذه الايات يشير الى ان الخمر فيه بعض المنافع ولكن مضاره اكبر من نفعه ولذلك يجب ان ينظر الانسان ليس فقط الى صورة انتقائية لما يريده وهذه الظاهرة كالخمر او أي ظاهرة اخرى في الحياة لايجوز لك ان تنتقي فيها كذلك النظرة فيها ايجابيات وسلبيات ويجب ان ترى المحصلة النهائية والتقييم  الاجمالي للظاهرة هل يخدم ام لايخدم ,الخمر يظهر بعض الايجابيات يهدئ بعض الالام يعالج بعض المسائل والى اخره, لكن ضرره اكبر من نفعه وعندما تنظر في المجمل بهذه الظاهرة تراها مضره لهذا حرمها الله سبحانه وتعالى وهذه هي النظرة الواعية ...

     الله سبحانه وتعالى عندما يحرم شيء يريد لنا الخير و الصلاح والكمال

    " كذلك يبين الله لكم الايات "بعد مايذكر عن الخمر وفيه بعض المنافع والمضار ومضاره اكثر لذلك حرم بعد ذلك تاتي الايه  ويشرح لك ان هذه ليس فيها مصلحتك لكي " لعلكم تتفكرون " عسى ان تتفكرون وتعتبرون وتفكرون وتتدبرون وتتعمقون وتعرف اين مصلحتك وتاخذ القرار الصحيح , ولاتغر ببعض الايجابيات وببعض الفوائد الانية التي تراها في الخمر او في مواضع من هذا النوع بل انظر الى المحصلة النهائية والضرر الكبير في هذه الممارسة ...

    "لعلكم تتفكرون في الدنيا والاخرة " هذه الرؤية تفيدك في ااتخاذ القرار الصحيح وتحضى بسعادة في الدنيا والاخرة والله سبحانه وتعالى عندما يحرم شيء يريد لنا الخير والله يريد لنا الصلاح ويريد الكمال لنا ورؤوف بعباده والله لطيف بنا ، اذا الحرام فيه ضرر ومشكلة ويجب عدم التخلف عن الرؤية الالهية ولانقع في المطبات , الذي يعرف ويشخص ويتخذ القرار الصحيح "لعلكم تتفكرون " الذي يفكر ويتعمق ويتدبر ، لنكن من اهل البصائر ولنكن ممن بقف عند الظواهر ولايسير مغمض العينين وليس بالانفعالات بل يتامل بشكل جيد وهذه الخطوة صحيحة فيخطوها ومادام غير متاكد لايتخذ قرار وهكذا يعلمنا القران الكريم وهذه ثقافة الاسلام , عمق وتدبر وتامل ونفحص فيها ونرى مصلحتنا اين بعقلنا ثم نتخذ القرار .

    في سورة البقرة الاية 269 "يؤتي الحكمة من يشاء " ليس هذا سهل ان يكون الانسان حكيم ولديه حكمة ويقرا الامور ويدقق في القضايا وهذا نعمة من الله سبحانه وتعالى , "ومن يؤتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا " ان يتعامل وينظر بحكمة للامور ولايغتر ولايتخذ القرارات السريعة ثم يقول جل من قائل "ومايتذكر الا اولي الالباب " اللب العقل ومن يتذكر ويعتبر ومن يستفيد الا الذي لديه لب وعقل , واصحاب العقول ينظرون بحكمة الى الامور فيعتبرون منها حتى لو سقط مرة "ولايلدغ المؤمن من جحر مرتين "يسقط مرة ويكبو ويعتبر هذا خلل والخطوة والكلمة والمسموعه هذه اودت به الى مشكلة واصحاب الالباب والعقول ومن يعتبرون من هذه الايات الالهية .

     في سورة ال عمران الاية 13 "ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار "عبرة لمن ؟لاولي الابصارليس الذين يرون باعينهم لان الكل يرى بعينه الذي يرى بالبصيرة وليس البصر وهم اصحاب البصائر اصحاب النظرة العميقة , ولعل هذه الاية الشريفة تشير الى معركة بدر وفي المعركة المشركين على ماتذكر الروايات 3 اضعاف المسلمين وليس هناك تكافؤ في القوى واللوازم , لكن الله سبحانه وتعالى اظهر المسلمين على انهم ضعف المشركين في عيونهم ، انضباطهم وتماسكهم ووحدتهم والتزامهم بالخطة التي وضعها قائد المعركة رسول الله (ص) جعلت المشركين يرون المسلمين من حيث العدد ضعف ليس هناك من يحسب بل انتشار صحيح ومنظم والعشرة يظهرون 20 او خمسين , البعض قالوا المسلمين راوهم ضعف فيما انهم كانوا 3 اضعاف كي لايظهر عليهم حالة الاحباط والياس ..وعلى كل حال"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله" الحالة المعنوية حاسمة في المعارك العسكرية والسياسية .

    وفي الحياة اليومية والواقع الاجتماعي فان الحالة المعنوية لها دور حاسم وكبير والانضباط والالتزام والدقة ووضع الخطط الصحيحة واتخاذ الاجراءات والمواقف الصحيحة والتموضع الصحيح في أي صراع او تصدي او تحدي هذه يجعل لها هيبة ويجعل الاخرين يرون قوتك اكبر بكثير من قوتك الحقيقية ...وتكسب المعركة وهو شيء مهم ,

    "ان لذلك لعبرة " اعتبر يا انسان من معركة بدر فعدد المسلمين اقل لكن انضباطهم جعل فيهم هيبة وجعل الاعداء يرونهم الاكثر فصار الانهيار المعنوي لدى المشركين وهذا ما ادى ان يتغلب المسلمون وينتصرون انتصارا كبيرا ببدر ,

    في سورة ال عمران الاية 137 هنا الاتجاه الاخر والانكسار في احد "قد خلت من قبلكم سنن " سنن الهية تتجدد والقواعد المتحكمة بمجرى التاريخ والناس يختلفون والاسماء والعناوين تختلف لكن القواعد ثابتة , 2في 2 يساوي 4 اذا حسبتها بالبرتقال او التفاح او أي شيء اخر او بالبيوت هي قاعدة عامة , "كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء " مامعنى ذلك ؟لماذا كل يوم عاشوراء ويعني ماحصل يوم عاشوراء وعلى ارض كربلاء قاعدة تتجدد في كل زمان وكل مكان وفي كل مكان لدينا حسين ويزيد وصراع بين الحق والباطل وفي كل مكان وفي كل زمان هذه القواعد تتجدد و"قد خلت من قبلكم سنن " مضت عليكم سنن الهية وتعود اليكم

     الناس تتقرب الى الله سبحانه بالاخذ بنهجالمام الحسين (ع)  والالتفاف حوله والتمسك بهذا المنهج الاسلامي الاصيل

    "فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين" لاتقلق من اختلال التوازنات في لحظة ما والمسلمين انكسروا في احد "قالوا ياالهي السنا على حق , والرسول يخسر المعركة والمشركين يدقون طبول الانتصار , والمسلمون بينهم هكذا تكلموا بينهم ,اهل الحق يخسرون وينتصر اهل الباطل ولهذا جاءت هذه الاية ولاتستعجل وانظر الى القواعد , في يوم عاشوراء جماعة يزيد دقوا طبول النصر "قتلنا حسينا " يعتقدون انهم انتصروا اليوم انظر من المنتصر والناس بالاربعين تخرج 13 و14 مليون يسيرون في زيارة سيد الشهداء ولدينا ملحمة في زيارة الحسين وانظر الى يزيد من يزوره ومن يذكره لقد اصبح ملعنة بالتاريخ والناس تتقرب الى الله بلعنه والحسين تتقرب الى الله سبحانه بالاخذ بنهجه والالتفاف حوله والتمسك بهذا المنهج الاسلامي الاصيل انظر من المنتصر ظهر ان الحسين هو المنتصر , يامسلمين قد يكون المشركين غلبوكم عسكريا لكن هذه جولة  والمهم الذي يكسب المعركة وليس الجولة وقد يكون الجولة لهم لكن المعركة من يكسبها وانتم يامسلمين ياهل الحق ستكسبوها وراجعوا السنن الالهية وانظروا القواعد عظام ومصلحين وانبياء شهدوا كبوات وانكسروا في معارك ورجعوا نظموا اوضاعهم وعادوا اقوى مماكانوا وحققوا انتصارات كبرى , انظروا السنن "العاقبة للمتقين "سنة الهية , النصر للمؤمنين سنة الهية لاتشك بها والفناء والانحلال للمكذبين الذين قد تسير اول مرة كذبتهم ويصبح لهم صيت والناس قد تصدقهم  ولكن حبل الكذب قصير , وينتهي بعد ماتتكشف الامور وتتوضح الحقائق ويتخلون عن الكاذب "فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"في معركة أحد كسبوا جولة لكن لم يكسبوا المعركة لانها لكم يامسلمين , وفي هذه الاية الشريفة العزائم والهمة تبعث من جديد ,

     كلما تعرف حقائق اكثر عن هذا الكون تشعر اكثر بعظمة الله وتعالى و كلما تشعر بصغرك امام الله وتزداد تعلقا وانشدادا اليه سبحانه

    في آل عمران الآية 91 ويتفكرون في خلق السماوات والأرض " لايمرون عليها بسهولة بل يتفكرون في الارض والسماء وكيف خلقها الله والعجائب في هذا الكون ويتاملون ويزدادون معرفة وكلما تعرف حقائق اكثر عن هذا الكون تشعر اكثر بعظمة الله سبحانه وتعالى , كلما تشعر بصغرك امام الله جل وعلا وتزداد تعلقا بالله وتزداد انشدادا الى الله سبحانه وتعالى .

    "ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"حاشاك ربي ان يكون هذا باطل كل شيء له حساب ونظام متكامل ومنسجم يكمل بعضه بعضا , في حركة الطبيعة والكون تناسق كبير وانسجام وتوزيع للادوار وتكامل للمسؤوليات ومنظومة متكاملة تسير بشكل صحيح والنظام الاكمل والاحسن ،

    "فقنا عذاب النار "انظر ماذا تستفيد منها وكل شيء بحساب لم تخلق باطل اذن يالهي دعني انا ايضا ضمن النظام الاحسن واسير بالاتجاه الصحيح واحقق الكمال المجتمعي وابتعد عن النار واقترب من الجنة والاجر العظيم الذي وضعته لخالص اوليائك ,

    أيضا في سورة الانعام الاية 50 "قل هل يستوي الاعمى والبصير "هل يستويان الاعمى والبصير ويراد بالبصير الذي يلجا الى الوحي والاعمى هو الذي يعتقد ان له عيون يرى بها ولايحتاج الى السماء والانبياء ونصح الناصحين ابدا لايستويان "الاتتفكرون "الاعمى ليس مثل البصير , صاحب البصيرة ليس كاعمى القلب وهناك فرق واضح والله اعطاه قدرة الوضوح ويعرف مايختار واين يذهب ويسير وما المطلوب ليتبعه , ليكن لديك قدرة على التفكير بين اعمى القلب واصحاب البصائر ,

    لا تبخس الناس اشيائهم ولا تاخذ من حقهم

    في سورة الانعام ايضا الاية 152 "ذلك وصاكم به لعلكم تذكرون " الاية قبلها تضع لديك توصيات توصينا بمال اليتيم وايضا توصي بمنظومة الميزان وان لا تاخذ شيء من حق الناس أو تبخس الناس اشيائهم , اعطني كيلو عدس والدولة العراقية تعطيني ربع كيلو , متلاعب بالميزان كي ياخذ منك خمسين غرام ومن غيرك خمسينات عندما تجمع تصبح عشرين او اكثر يربح ولايعرف انه من المال الحرام , والبعض فقط يعتقد انه فقط في الميزان والطعام لكن هي قضية عامة كما هو الحال عندما تقصر في اداء واجبك تجاه الاخرين عندما تكون موظفا وتلهو بالهاتف واجتماعات العمل في اوقات الدوام فمتى المسكين المواطن يراجعك وتمشية اعماله, وتبدا المعاملة التي تخصه تعال غدا وتعال بعد شهر , انت مسؤول في الدائرة ارحم ترحم , غدا سيكون لديك حق وستظلم من الاخرين , لو كان كل منا يقوم بعمله على وجه كامل وحسن فان المجتمع سيسير بشكل صحيح ولكن ترى كل شخص  يحاول ان ينقص شيء لصالحه من حق الناس , عامل البناء مثلا يقضي وقته بالسجاير لكن العمل يجب ان يسير والموظف ايضا اجير صحيح ان الدولة تدفع له لكن هو اجير لدى الشعب والدقيقة التي يقصر بها ويخرج مبكر ويقضيها في شؤونه الخاصة ولاتخص الشعب بشكل مباشر يوم القيامة الشعب يمسكه من خناقه ويجب ان يجيب على الصراط , واذا تفاهمت مع المسؤول وغض الطرف عنك ولكن الناس لم تتفاهم معهم واخرت معاملاتهم ويوم القيامة يجب ان تجيب , واذا قلت للمراجع تعال غدا ويوم غدا اصيب هذا المواطن بمفخخة اذن انت شريك الارهاب من حيث تقصد او لاتقصد وكل معاناة الارملة والايتام انت شريك ولوانت وجدت له عمل مؤقت لما صار الحال هكذا ’ كل الم يتسبب بتقصير منك تجاه الاخرين بواجباتنا يوم القيامة نحن مسؤولون عنها , انظروا الاخلاقية كل هذه في اخلاقية الميزان وان تقص من حق الناس وتاخذه لك في كل قضية وفي كل شان من شؤون الناس , وايضا تحدثت الايات السابقة عن هذه الاية في العدل في التعامل , لاتعمل حزبيات وفئويات , هذا صاحبي ومن حزبي ومن ربعي ومن عشيرتي , تسير معاملته والغير لاتسير معاملته ,  

     عطفك وحنانك يجب ان يشمل الجميع ...

     تعامل مع الناس بعدالة ولا تفرق وتميز وعطفك وحنانك يجب ان يشمل الجميع وتتعامل مع الجميع ضمن استحقاقاتهم وهذه هي التوصيات التي جاءت في القران ثم يقول الله سبحانه وتعالى في الاية " ذلك وصاكم به لعلكم تذكرون " اذا لم تعتبروا سأرى مايحصل في دنياكم قبل آخرتكم والانسان الله كرمه وانت تريد ان تذله وتتسبب بمشاكل الاخرين وتقصر بحقوقك تجاه الاخرين وتميز بين الناس وتخلق فجوة وعداوات بين الناس وانت ستتحمل كل التبعات الدنيوية والاخروية ولاتقل انا لااعلم الله قال لعلكم تذكرون وذلك وصاكم به , يا انسان اذا اخذت بهذه الوصايا هنيئا لك لك في الدنيا والاخرة والناس تحبه وتلتف حوله والمسؤول في الدائرة عندما يكون متواضع وترابي ويحل قضايا الناس,الاخر عندما يراك مهتم .

    شخصيا في مكتبي شكلت لجنة تاتي طلبات وعرائض وهذه اللجنة تهتم وشخصيا عندما تاتيني ورقة اسال هل فيها تلفون واللجنة تتصل بهؤلاء الناس وهذه يجوز وتلك لا يجوز وهذه نستطيع ان نعملها وتلك لا وتلك تابعناها وتلك خلاف القانون , ويخبرني الاخوان اننا نتصل ببعض المواطنين ونقول لهم نحن من مكتب فلان وكنتم قد ارسلتم ورقة ويبدا بالبكاء بالتلفون لماذا هل صحيح انتم في مكتب فلان ,تابعتم وتتصلون نعم هذا واجبنا اذن العراق لازال فيه خير , صارت او لم تصير الى جهنم مادام هناك من يهتم بمواطن هذا كافي لنا ,هل اصبح اداء الواجب ضرب من الخيال الناس تستغرب اذن كم هو مقدار القصور فينا وكم نحن متخلفين عن اداء واجبنا تجاهلا الناس وهذا الاهتمام شيء مهم جدا .

    "قليلا ماتذكرون في سورة الاعراف الاية 2 مشكلتك يا انسان لاتعتبر وتتذكر وتستفيد من دروس الاخرين وماذا حصل لهم  ويصير بك ماصار في امم قبلك وتتكرر نفس القضية ولاتعتبر "وقليل من عبادي الشكور" وقليل ماتذكرون" لانستفيد من التاريخ ولانتعلم هذه القواعد المتجددة في حياة الانسان ,

    في سورة الاعراف الاية 176 فاقصص القصص لعلهم يتفكرون "لعلها إشارة الى  قصة بلعم بن باعورى هذا كان من عباد بني اسرائيل وصل الى مراتب عالية حتى يذكر ان الله سبحانه وتعالى تفضل عليه بالاسم الاعظم واذا صار عند بشر دعاؤه مستجاب وكل مايطلب وهذا سر ووصل هو الى هذه المنزلة والمكانة فبعث الله موسى عليه وعلى نبينا افضل السلام وبلعم بن باعورة قال لماذا لم اصبح انا نبيا لماذا موسى وهكذا بعد هذا التاريخ والعبادة والمنزلة الرفيعة فدخل الحسد في قلبه نستجير بالله وبدات تتصاعد في قلب بلعم العبد الصالح الكبير العابد الانسان الذي كان يتمنى الجميع ان يحصل على منزلته فبدا يحرق وياكل من حسناته ومنزلته وبدا يفقد وكانه قالب من الثلج وضع في الشمس المحرقة الى ان ذهب واصطف مع فرعون ليكسر جناح موسى عليه السلام ووقف يتامر مع فرعون على نبي الله موسى وهذا العابد الكبير بلعم بن باعورى تعلمون ماذا يعبر عنه القران الكريم ويمثله بالكلب اجلكم الله وحال الكلب "ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث "الحال الطبيعية للكالب ان تتركه يلهث ولان تتوجه له يلهث على كل حال وبلعم كمثل الكلب والانسان مهما كان في درجاته العالية لكن اذا لم يراقب نفسه ولم يشكر النعمة التي اعطاها له الله واذا وقع في الحسد والغيرة من الاخرين واذا انشغل بالاخرين اكثر من انشغاله بنفسه يصبح مثل بلعم بن باعورى " فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " كلمهم عن هذه القصص يارسول الله لعلهم يرون العبرة ويفتحون اعينهم ولايقعون في نفس المطبات التي وقع بها السابقون .

    نسال الله ان يجعلنا من المعتبرين وللحديث صله واستغفر الله لي والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .  

    اخبار ذات صلة