• نص خطبة سماحة السيد الحكيم في صلاة عيد الفطر المبارك

    2011/ 08 /31 

    نص خطبة سماحة السيد الحكيم في صلاة عيد الفطر المبارك

    اولا/ الخطبة الدينية

     بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرار أنفسنا ومن سيئات اعمالنا "من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" واشهد ان لااله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله , اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك صلاة تامة نامية زاكية ترفع بها درجته وتبين بها فضيلته وصل على محمد وال محمد كما صليت على إبراهيم وال إبراهيم انك حميد مجيد.
    عباد الله أوصيكم بتقوى الله واتباع أمره ونهيه فأن الدنيا دار مجاز والاخرة دار قرار فخذوا من ممركم لمقركم , أيها المؤمنون أيها الصالحون في هذا اليوم الشريف في يوم عيد الفطر المبارك نستذكر أهمية العيد , العيد هو ما اعتاد الناس عليه ان يتكرر في كل عام , العيد يوم الفرح ويوم التعبير عن السرور وارتداء الملابس الجديدة واستلام العيدية والمكرمات من الكبار والتواصل بين الناس والتفسح في ارض الله الواسعة , الحدائق العامة وغيرها يوم فرح وسعادة.
    يوم تتجدد فيه المشاعر للناس بعضهم مع بعض , يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الاعراف ألاية 114 بسم الله الرحمن الرحيم" قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا وأية منك وارزقنا وانت خير الرازقين " وفي الاية 31 من نفس السورة " يابني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لايحب المسرفين " حيث أشارت هذه الاية الشريفة على أهمية التزين ولبس الملابس الجديدة والتعبير عن الفرح والسرور في يوم العيد ولكن مع مراعاة الاعتدال دون اسراف ودون تبذير دون احتكار لهذه الأفراح والمسرات على أنفسنا وتجاهل الاخرين.
    وفي الوقت الذي يأتي التأكيد على صحة مثل هذه السلوكيات الاجتماعية في التعبير عن الفرحة والسرور والبهجة ولكن لابد ان نعرف ان العيد في حقيقته وجوهره يمتد الى اوسع من هذه المظاهر المهمة والمؤثرة ولكن للعيد حقيقة ومضمون لابد ان نهتم به وقد جاءت الروايات والنصوص الشرعية لتؤكد على اهمية المعنى الحقيقي للعيد وهو الانفتاح على الله سبحانه وتعالى وهو يوم العطاء والجزاء الالهي العظيم.
    لاحظو ماجاء بكتاب الوسائل الجزء السابع الصفحة 480 عن رسول الله صلى الله عليه واله حيث يقول الرسول الكريم "اذا كان اول يوم من شوال نادى مناد ايها المؤمنون اغدوا الى جوائزكم , تقدموا لاخذ الجوائز من الله سبحانه وتعالى" , ثم قال الرسول الكريم "ياجابر جوائز الله ليست بجوائز هؤلاء الملوك" , في اشارة ان العطية الالهية ان الجزاء الالهي انما يتمثل في الابعاد المعنوية وباللطف والعناية الالهية واللطف الذي يشمل الناس في مثل هذا اليوم , وعن الرضا عليه السلام قال "انما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعا يجتمعون فيه" , هو محل الاجتماع والناس تلتقي بعضها ببعض في يوم العيد ويبرزون لله عزوجل فيمجدونه على مامن عليهم  هو يوم ذكر ويوم عبادة ويوم استغفار وتمجيد فيكون يوم عيد فيه الفرحة والسرور والبهجة ويوم اجتماع تتلاقى فيه الوجوه الطيبة ويوم فطر يفطر الانسان بعد ان صام لشهر كامل ويوم زكاة يدفع الزكاة ويقدم العطاء للفقراء والمساكين لكي لايكون العيد عيدا للانسان وحده وانما للمجتمع بكل شرائحه واصنافه ويوم رغبة نحو الله سبحانه وتعالى , يوم اقبال على الله ويوم تضرع لله سبحانه وتعالى , فالعيد لابد ان يشمل الابعاد الظاهرية والابعاد الباطنية والمعنوية حتى يحقق الهدف المرسوم له في الفهم الاسلامي , عن امير المؤمنين علي عليه السلام "انما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لايعصى الله فيه فهو يوم عيد" , وعن الامام الصادق عليه السلام عن ابائه قال " خطب امير المؤمنين عليه السلام يوم الفطر فقال "ايها الناس ان يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون وهو اشبه يوم بقيامتكم" , امير المؤمنين يشبه يوم العيد بيوم القيامة فاذكروا بخروجكم عن منازلكم الى مصلاكم خروجكم من الاجداث من القبور الى ربكم الى يوم القيامة يوم الحشر واذكروا بوقوفكم بمصلاكم , هذه الوقفة الكريمة التي يحبها الله سبحانه وتعالى , اليوم انتم في مقام الصلاة , وقوفكم بين يدي ربكم واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم في منازلكم في الجنة والنار ونسال الله أن تكون عودتنا إلى بيوتنا هي عودة فيها الرضوان وفيها المغفرة واللطف الإلهي ونسال الله أن يجعل عيدنا عيدا حقيقيا في ظاهره وباطنه نستحق فيه الرحمة , بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".

     ثانيا/ الخطبة السياسية

     بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا البشير النذير والسراج المنير المصطفى الامجد ابي القاسم محمد، ثم الصلاة والسلام على سيد الوصيين وامير المؤمنين وقائد الغر المحجلين علي بن ابي طالب وعلى الصديقة الطاهرة المظلومة الشهيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وعلى الامامين الهمامين الحسن والحسين وعلى ائمة المسلمين علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والخلف القائم المهدي حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة.
    عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله، لقد شهدنا في الصيام الحراك الشعبي الواسع الحضور في مجالس الدعاء والذكر والموعظة والنصيحة والاستفادة من العلماء والخطباء والوعاظ لكسب المزيد من القربى الى الله سبحانه وتعالى وتنمية العلاقة مع الله، فهنيئا لكم ايها المؤمنون شهر الصيام ومافيه من العبادة وهنيئا لكم عيدكم هذا بعد انجاز هذه المحطة المهمة من محطات التزكية وبناء الذات.

     الشأن المحلي

     " ان الشعب العراقي يراقب هذا العبث الذي يجده في مجمل الموقف السياسي في البلد ويشعر باليأس واحباط جراء الاداء السياسي للعديد من القوى المتصدية لادارة البلاد"

    على المستوى السياسي والاجتماعي شهدنا العديد من المتغيرات في هذا الشهر الفضيل فقد استمر التوتر بين بعض القوى والاطراف السياسية، كذلك التفجيرات الارهابية الدامية التي اودت بحياة المئات من المواطنين واستمرار الحديث عن ملفات الفساد المالي في العديد من مفاصل الدولة والملاحقة العسكرية لبعض دول الجوار لمنظمات معادية لها على الاراضي العراقية واستمر الضعف في تقديم الخدمات، ولاسيما الطاقة الكهربائية في اجواء الحر اللاهب الذي عاشه العراق في هذه السنة وفي ظروف الصيام وسياسة تصدير المشاكل عبر الحدود التي اصبح الشعب العراقي يعرفها جيدا ويعرف اثارها الكارثية الكبيرة على واقعه.
    ايها الاعزاء ان الشعب العراقي يراقب هذا العبث الذي يجده في مجمل الموقف السياسي في البلد ويشعر باليأس واحباط جراء الاداء السياسي للعديد من القوى المتصدية لادارة البلاد , واذا كانت القوى السياسية وقفت بوجه البعض في ظروف سابقة فعليها اليوم ان تتلاحم وتتظافر وتتشابك الايدي لتقف بوجه العبث, والعبث لتغيير حرف واحد ولكنه يشير الى وضع سلبي يجب ان نضع له حدا ولايمكن ان تستمر الامور بالطريقة التي تفاجيء العراقيين وتدعوهم الى المزيد من الاحباط وتحمل الاذى.
    ولكن ما يدفعنا الى الامل الكبير هو وجود هذا الشعب الكريم بارادته الصلبة ووعيه الكبير الذي يضع النقاط على الحروف ويشخص مكامن الخلل ويقيم الرجال والقوى ويستعد لوضع حلول ومعالجات لهذا الواقع غير المرضي لأي من العراقيين ومن جميع اطياف الشعب العراقي. والامل يحدونا بتلك الطاقات الشبابية الواعدة التي تقف اليوم وكلها طاقة لخدمة هذا البلد وكلها طموح من اجل مساعدة ابناء شعبنا للخروج من هذه الازمات , الامل بهذه الطاقات الشبابية التي لاتعيش عقد وتراكمات الماضي وهي قادرة على ان تحقق المزيد, لايمكن ان نخرج من هذه الصورة والمشهد السلبي الذي نعيشه اليوم في البلاد الا ضمن رؤيا واضحة للمعالجة وقد تعودنا ايها الاحبة ان نقف في كل عام في عيد الفطر المبارك وفي اجواء هذا العيد السعيد لنبين رؤيتنا الستراتيجية في الحلول والمعالجات المطلوبة للخروج من الواقع السيء الذي نعيشه واسمحوا لي ان ابين هذه الرؤية الستراتيجية في سبع نقاط:

     " ان القوة الحقيقية انما تحصل بتحقيق النجاح لكل مؤسسات الدولة وليس لبعضها على حساب البعض الاخر"

     النقطة الاولى/ أهمية احترام الدستور والالتزام بكافة مواده دون تبعيض او تجزئة , والحفاظ على هيبته وكرامته بين الناس وعدم السماح لاي تشكيك او تضعيف للدستور امام الرأي العام مادام دستورا نافذا يحظى بثقة ابناء الشعب وهذا لايمنع من امكانية تعديل بعض مواده ضمن السياقات الدستورية التي وضعها الدستور لنفسه ولكن مادام الدستور قائما فلابد من الالتزام به وبمواده كاملة واحترامه فهو المرجعية القانونية التي لامناص عنها.

     " نحن بحاجة الى حكومة قوية والى برلمان قوي والى قضاء قوي والى منظمات مجتمع مدني قوية"

     ثانيا/ بناء دولة المؤسسات ولايمكن ان نبني دولة مؤسسات الا ببناء مؤسسات قوية, نحن بحاجة الى حكومة قوية والى برلمان قوي والى قضاء قوي والى منظمات مجتمع مدني قوية والى شعب قوي يعبر عن ارائه بوضوح وشفافية كاملة والى وسائل اعلامية قوية وفاعلة تضع اليد على نقاط القوة والضعف من خلال المؤسسات القوية , بامكاننا ان نبني دولة المؤسسات ولابد ايها الاعزاء ان يكون الالتزام بالقانون دون انتقائية هو المدخل الصحيح لبناء هذه الدولة دولة المؤسسات.
    كذلك ضرورة أحترام الصلاحيات ومساحات الاختصاص بين مؤسسات الدولة , لكل مؤسسة واجبات كلفت بها حسب الدستور وعلى الجميع ان يحترم هذه الصلاحيات وهذه المساحات وان تتكامل الادوار.
    ان القوة الحقيقية انما تحصل بتحقيق النجاح لكل مؤسسات الدولة وليس لبعضها على حساب البعض الاخر وهذا مايتطلب تعاونا ايجابيا وبناءا بين كل هذه المؤسسات واحترام بعضها للاخر وعدم الانتقاص او الاضعاف لاي مؤسسة من مؤسسات الدولة.

     "ان القوة الحقيقية في مراعاة التوازن الاجتماعي وتمثيل كافة المحافظات العراقية بعقولها الزاخرة وكفاءاتها الكبيرة في إدارة الدولة"

     ان القوة الحقيقية في اختيار الاكفاء النزهاء الخبراء القادرون على اتخاذ القرارات الصحيحة وحل مشاكل البلاد واذا ماتوفرت هذه المواصفات في اشخاص ينتمون الى احزاب سياسية فلا بأس ان يتصدوا واذا كانوا من غير القوى السياسية فاي ضير ان نستفيد من هذه العقول العراقية حتى لو لم يكونوا من هذا الحزب او ذاك؟.
    ان القوة الحقيقية في مراعاة التوازن الاجتماعي وتمثيل كافة المحافظات العراقية بعقولها الزاخرة وكفاءاتها الكبيرة في إدارة الدولة بما ينسجم مع ثقلها السكاني , ان القوة الحقيقية في الحفاظ على مدنية الدولة وابعادها عن أي ممارسات توحي بعسكرة الدولة مما تمس وتخاطر بالصميم بالنظام الديمقراطي الوليد والجديد في العراق.

     "ان المشاركة الحقيقية هي المشاركة في الأدوار والمواقع والمشاركة في القرار السياسي والسيادي في البلاد ولايمكن ان نتحدث عن شراكة تغيب عنها هذه السمات"

     ثالثا/ الشراكة الحقيقية بين المكونات الاجتماعية والقوى السياسية الممثلة لهذه المكونات.
    ان هذه الشراكة انما هي قدر العراق وهي المدخل الوحيد لاستقرار البلاد في هذه المرحلة وفي اليوم الذي تتحقق غالبية سياسية معبرة عن عمق التمثيل للمكونات الاجتماعية في البلد ومطمئنة للعراقيين في كل اتجاهاتهم فسوف نرحب في ذلك اليوم بحكومة الغالبية السياسية ولكننا مادمنا بعيدون عن هذه الصورة ومادامت الكتل السياسية كل منها يمثل طيفا عراقيا ومنطقة جغرافية وحالة من الحالات العراقية فغياب أي طرف من هذه الاطراف هو غياب لشريحة مهمة ومكون اساس من مكونات المجتمع العراقي، ولانجاح بغياب أي من المكونات العراقية.
    ان الشراكة الحقيقية تتحقق من خلال الحوار المباشر والبناء بين الاطراف السياسية والجلوس على الطاولة المستديرة والمصارحة والمكاشفة بين هذه الاطراف لتحقيق رؤية تخدم البلاد وتعالج الاخفاقات والاشكاليات القائمة.
    ان الشراكة الحقيقية تتطلب تعزيز الثقة وتطمين الاطراف بعضها لبعض واطمئنان الاطراف بعضها لبعض وتجنب منطق التخوين والتشكيك بالنوايا والذهاب بالشراكة بما كل مالها وعليها من حقوق والتزامات وواجبات.
    ان المشاركة الحقيقية هي المشاركة في الأدوار والمواقع والمشاركة في القرار السياسي والسيادي في البلاد ولايمكن ان نتحدث عن شراكة تغيب عنها هذه السمات.

     " نحن بحاجة الى خطة وطنية منبعثة ومنبثقة من اولويات متفق عليها بين الاطراف السياسية حتى نوحد معايير النجاح او التلكؤ"

     رابعا/ التخطيط الستراتيجي ووضع الخطط الوطنية الشاملة لكل مرافق الدولة والأعمار المطلوب فيها , ماهي خطتنا في الزراعة والصناعة وفي توحيد اللحمة الوطنية وتعزيزها بين الناس في حل مشاكل البطالة في معالجة الفساد وفي كل قضية من القضايا وبحاجة الى خطط وطنية شاملة لكل هذه المفاصل المهمة حتى ينهض البلد وهذا يتطلب ان تتوحد القوى السياسية على رؤية واضحة في تشخيص الاولويات.
    ماهي اولوياتنا في هذه المرحلة ؟ ماذا علينا ان نقوم به؟ ماهي الخطوات المطلوبة ؟ خطة وطنية شامله باولويات متفق عليها وطنيا هي القادرة على ان تساعد في إدارة الدولة بشكل شفاف وواضح وتوحد معايير النجاح لدى الجميع , اليوم يخرج الينا احدهم ليقول ان الحكومة جدا ناجحة وواحد اخر يقول الحكومة فاشلة , هي حكومة واحدة ومشروع واحد اما ان تكون ناجحة او لاتكون , لماذا هذا الاختلاف في التقييم لانه لايوجد خطة او مسطرة لنرجع اليها لنرى هذا الخط مستقيم  ام لا , نحن بحاجة الى خطة وطنية منبعثة ومنبثقة من اولويات متفق عليها بين الاطراف السياسية حتى نوحد معايير النجاح او التلكؤ ووجود هذه الخطة ستساعد على امكانية المراقبة الذاتية والنيابية والشعبية والاعلامية للاداء العام والتأكد من صحة المسارات.

    خامسا/ محاربة الارهاب وهو مايتطلب تظافر الجهود بين كل القوى الخيرة وتحديد الخطط والوسائل والاليات المستخدمة في مواجهة الارهاب, الارهاب لايواجه بالوسائل التقليدية لانه يطور نفسه واصبح مبادرا وهي مابرهن عليه التفجيرات المتكررة في هذا الشهر الفضيل.
    ان على اجهزتنا الامنية الكريمة والتي نشكرها ونقدرها على ماتبذل من جهد ولكن عليها ان تخرج من ردود الفعل الى الفعل والمبادرة وتربك الارهابيين وتجهض مخططاتهم وتحد من قيامهم بقتل المدنيين بطريقة عشوائية وهمجية كما لاحظناها في العديد من التفجيرات التي شملت المكونات العراقية المختلفة.
    ان محاربة الارهاب يتطلب التركيز على الجهد الاستخباري والحيلولة دون وقوع الجرائم من خلال اكتشاف المجاميع الارهابية وتفكيكها قبل اساءتها للشعب العراقي واهدار الدم الشريف.

     "اعتماد القرار الجماعي الذي يمنع من تورط بعض المستفيدين والمستغلين بعقود قد تسيء الى المال العام والى سمعة البلد"

     سادسا/ محاربة الفساد الاداري في مؤسسات الدولة وهو مايتطلب تفعيل الادوات الرقابية وتقنين الصلاحيات بين المسؤولين من اصحاب القرار في هذه الامور واعتماد القرار الجماعي الذي يمنع من تورط بعض المستفيدين والمستغلين بعقود قد تسيء الى المال العام والى سمعة البلد ولابد من الركون الى الخبراء والمهنيين والمختصين عند اتخاذ القرارات المصيرية والعقود الكبيرة كي لانوقع على اشياء بمليارات الدولارات ثم يتبين انها غير مفيدة للبلد.
    سابعا/
    العمل على استعادة السيادة الكاملة بخروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة وتعرفون منذ مطلع التسعينات العراق دخل تحت هذا البند وانخرمت السيادة العراقية ب73 قرار دولي وخلال تسع سنوات تمكن العراق ان يتخلص من 70 قرار وبقيت ثلاث قرارات يبقى العراق بموجبها تحت البند السابع فعلينا بذل الجهد لتوفير كل المتطلبات والمواقف المسؤوله التي تساعد على اخراج العراق والغاء هذه القرارات الثلاث وبالتالي خروج العراق من البند السابع لميثاق الامم المتحدة كما لابد من الحرص على التنفيذ الكامل لاتفاقية سحب القوات الاجنبية من العراق في نهاية هذا العام وتحديد مساحات المصالح المشتركة بين العراق ودول المنطقة والعالم على اساس احترام السيادة العراقية الكاملة دون نقص او انخرام.

     شؤون المجلس الاعلى

     " ان هذا التغيير ليس هو الاول وقد شهد شعار المجلس الاعلى واسم المجلس الاعلى تغييرات عديدة في السنوات الماضية ليواكب تطورات الواقع واستحقاقاته"

     ايها الاعزاء ولابد لي من وقفة في هذا اليوم الشريف في شؤونا الداخلية تعرفون ان المجلس الاعلى والمؤسسات المنسجمة معه في تيار شهيد المحراب رفعت شعار التطوير والاصلاحات الجذرية التي وعدنا بها منذ اكثر من عام وقد وفينا بجزء مهم من هذه الوعود ولازالت الجهود متواصلة لاستكمال هذه العملية الشاملة التي شملت مراجعات جذرية في الموقف السياسي وفي الخطاب الاعلامي وفي واقع التنظيم الداخلي.
    واسمحوا لي اليوم ان اعلن عن خطوة جديدة اخرى في عملية الاصلاح ترتبط بشعار المجلس الاعلى وعلمه وبالمؤسسات المنسجمة مع المجلس الاعلى حيث سيكون اللون المعتمد لهذه المؤسسات في تيار شهيد المحراب هو اللون الاصفر وسيشهد شعار المجلس الاعلى تغييرات مهمة لتشمل العديد من الاضافات على هذا الشعار بما ينسجم مع تطور الواقع الذي يعيشه المجلس , فنجد النخله العراقية وهي ام الخير في ثقافتنا العراقية سيكون حاضرا في شعار المجلس والوان العلم العراقي وخارطة العراق التي ستعزز بشكل واضح المسار الوطني للمجلس الاعلى سنجده في هذا الشعار , ان اللون الاصفر يرمز الى الحماسة والغيرة والحمية والقوة والشجاعة كما يشار له في علم الالوان وان اللون الاصفر قد عبر عنه القران الكريم بأنه يسر الناظرين وان اللو ن الاصفر كما اشار علماء النفس يبعث على الارتياح والطمأنينة وتيار شهيد المحراب هو الحريص وله الغيرة على هذا الوطن ويمتلك الحماس في خدمة ابناء هذا الشعب الكريم فيأتي هذا اللون الاصفر منسجما مع هذه النوايا التي نحملها في نفوسنا تجاه الوطن والمواطنين.
    ان هذا التغيير ليس هو الاول وقد شهد شعار المجلس الاعلى واسم المجلس الاعلى تغييرات عديدة في السنوات الماضية ليواكب تطورات الواقع واستحقاقاته واليوم ياتي هذا الشعار ليحافظ على على الملامح الاصيلة في الشعار السابق ويضيف عليها بما ينسجم مع استحقاقات المرحلة وهناك تغيير مهم اخر سنشهده في الايام القادمة.

     "قررنا ان يكون اسم هذه الكتلة هي كتلة المواطن ليبقى تيار شهيد المحراب مفتخرا باسمه كتيار ينتمي لشهيد المحراب الخالد"

     كما تعرفون ايها الاحبة ان كتلتنا في مجلس النواب ومجالس المحافظات ومجالس الاقضية والنواحي كانت يطلق عليها كتلة شهيد المحراب ولكن العمل السياسي فيه صاعد ونازل وتعدد في الاجتهادات والاراء مما يدعو للاتفاق والاختلاف على هذه الاراء من الاخرين فهل يصح ان نقحم اسم شخصية مرجعية دينية وطنية سياسية كبيرة بحجم شهيد المحراب في يوميات السياسة وتدافعاتها , ان في ذلك اساءة لهذه الشخصية الكبيرة ولذلك قررنا ان يكون اسم هذه الكتلة هي كتلة المواطن ليبقى تيار شهيد المحراب مفتخرا باسمه كتيار ينتمي لشهيد المحراب الخالد ولكن الكتلة السياسية في مجلس النواب وفي مجالس المحافظات ومجالس الاقضية والنواحي ستكون كتلة المواطن.
    ولكن لماذا المواطن ولم نختر اسما اخر اخوانكم في قيادة المجلس الاعلى بعد مشاورات مستفيضة انتهوا الى ان يكون الاسم هو كتلة المواطن وذلك ان مشروعنا ككيان سياسي في هذا البلد يتركز على الانسان والمواطن واصلاح اموره المعيشية تربيته وتعليمه وضعه الصحي وكل شؤونه التنموية والخدمية وواقعه المعرفي والديني والاخلاقي وكل مانبذله من جهد فهو يرتبط بالمواطن وبخدمة المواطن وكلنا فخر وشرف ان نكون في خدمة المواطنين الشرفاء ولذلك سميت هذه الكتلة كتله المواطن انسجاما مع هذه العقيدة الراسخة في ابناء تيار شهيد المحراب ليكونوا دائما في خدمة المواطنين.

     الشأن العربي والاقليمي

     " نقف داعمين لكل خطوة اصلاحية يشهدها عالمنا العربي تكرس وتعزز مصالح الشعوب العربية الكريمة ونتحفظ على كل سلوك يؤدي الى اراقة دم بريء في أي من البلدان العربية الكريمة"

     ان الاوضاع في المنطقة العربية لازالت تشهد التحولات الكبيرة وقد باركنا للشعب الليبي الشقيق فرحة العيد متزامنة مع فرحة الحرية والديمقراطية وسقوط الدكتاتورية التي لاحظناها في الايام القليلة الماضية اننا سعداء ومتضامنون مع الشعب الليبي الشقيق في حريته وعزته وكرامته ونبارك للشعب الليبي سقوط الدكتاتورية، وان كان الكثيرون في عالمنا العربي والاسلامي لم يباركوا للشعب العراقي فرحتهم بسقوط الدكتاتورية واتهموا العراق بانه يتعاطف مع قوات اجنبية لاسقاط نظام صدام وقالوا ان الشعب العراقي يصطف مع المحتل , سبحان الله دارا الايام واذا باجماع عربي من جامعة الدول العربية يطلب من القوات الاجنبية التدخل والعالم العربي والاسلامي يقف وقفة واحدة ليبارك للشعب الليبي انتصاره على الدكتاتورية بفعل 19 الف طلعة جوية حتى الان للحلف الاطلسي.
    فلاحظوا المفارقات وتتكشف الاوراق , " فاما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض " بانت الحقيقة والشعب العراقي كان مصيبا في ان يمضي قدما وان يوظف كل الامكانات لتحرير نفسه من الدكتاتورية والهمجية والقمعية ليعيش الحرية في يومنا الحاضر, نتمنى كل الخير للشعب  الليبي والشعب المصري والتونسي هذه الشعوب التي تحررت ونتمنى ان توفق في بناء تجربة ديمقراطية عادلة منصفة تنصف جميع المواطنين في هذه البلدان كما ان انظارنا شاخصة الى كل الساحات المتوترة اليوم في العالم العربي ومايجري فيها ونتمنى ان تسير الامور بما تخدم هذه الشعوب الكريمة والطيبة ليس لنا الا ان نكون مع الشعوب مصطفين معهم متضامنين مع حريتهم وكرامتهم وعزتهم وتحقيق مطاليبهم العادلة في الديمقراطية والتعددية والحريات وتوفير الخدمات والى غير ذلك مما يتمنون ونقف داعمين لكل خطوة اصلاحية يشهدها عالمنا العربي تكرس وتعزز مصالح الشعوب العربية الكريمة ونتحفظ على كل سلوك يؤدي الى اراقة دم بريء في أي من البلدان العربية الكريمة ونتمنى ان نشهد الاستقرار والامان والازدهار في عالمنا العربي والاسلامي وللانسانية جمعاء.
    نسال الله ببركة هذا اليوم الشريف ان يحفظكم ويرعاكم ويوفقنا لاداء واجباتنا ومهامنا على افضل وجه , بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    اخبار ذات صلة