• السيد الحكيم :  اذا كنا فريق فلا بد ان نشعر بأن الربح هو ربح الجميع والخسارة هي خسارة الجميع حتى نكون امة كما أراد القرآن الكريم

    2011/ 09 /08 

    السيد الحكيم : اذا كنا فريق فلا بد ان نشعر بأن الربح هو ربح الجميع والخسارة هي خسارة الجميع حتى نكون امة كما أراد القرآن الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم 

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا سيد الأنبياء والمرسلين حبيب آله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد ، وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين.
    انه ليوم عظيم وحدث مهم من على ارض البصرة الفيحاء، حيث التاريخ والحضارة وحيث الهوية العربية والوطنية وحيث التاريخ الحافل بخدمة الإسلام وخدمة العراق من البصرة الفيحاء ينطلق العطاء من جديد عطاء الفكر والثقافة ، الثقافة الأصيلة المتمثلة بالقرآن الكريم.
    ما اسعد هذه اللحظات ونحن نعيش المسابقة القرآنية الثامنة في عمر تجربتنا السياسية الوليدة في العراق، ما ان انبثق النور وبالرغم من كل التحديات والصعاب السياسية والأمنية ولكن ثقافة القرآن كانت حاضرة وشاخصة في هذه الديار وللمرة الثانية البصرة الفيحاء تستضيف هذه المسابقة الوطنية وتحتضن أبناء العراق الشرفاء والغيارى من كل مناطقهم ومحافظاتهم وتلاوينهم يجتمعون هنا في البصرة تحت يافطة القرآن وتحت شعار القرآن ليعبرون من جديد عن التزامهم وانتمائهم للقرآن الكريم يعبرون عن هذه الهوية وعن هذا الانتماء والاعتزاز.
    القرآن هو المدخل والشفاء لكل داء إن كان أمامنا تحديات سياسية او تحديات امنية او تنموية او تحديات خدمية او تحديات في تعزيز التعايش بين العراقيين فالقرآن هو الملاذ (( ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا )) ماذا نقول في فضل القرآن ومكانة القرآن يكفينا ما قاله رسول الله (ص) وقد ذكره بحار الأنوار الجزء الثاني والتسعين الباب التاسع عشر قوله (ص) (( عليكم بالقرآن فأنه الشفاء النافع والدواء المبارك وعصمة لمن تمسك به )) ليس فيه مضاعفات جانبية بل القرآن شفاء نافع ، العصمة والضمان والأمان لمن يتمسك بالقرآن الكريم (( ونجاة لمن تبعه )) حاشا للقرآن ان يغوي احدا من يتبع القرآن يصل ويهتدي ويرشد (( لا يعوج فيقوم )) القرآن لا يشذ عن الطريق حتى يحتاج الى تقويم هو من يقوم (( ولا يزيغ فيستعتب ولا ينقضي عجائبه )) الإنسان يشعر بالاعتزاز بالقرآن الكريم والتلذلذ بتلاوة اياته والتعمق في معانيه مهما تكررت هذه التلاوة يبقى للقرآن طراوة ويبقى للقرآن جاذبية كبيرة وهذه من عجائبه (( ولا يخلق على كثرة الرد )) مهما قيل ومهما اشيع من اتهامات ومن أباطيل بحق القرآن الكريم لا تلاقى أي شبهة لتنال من القرآن الكريم وتحط من قيمته ومنزلته (( وتلوه فأن الله يأجركم على تلاوته  بكل حرف عشر حسنات  اما  اني لا اقول الم حرف واحد ولكن الاف عشر واللام عشر والميم عشر )) بكل حرف عشر حسنات لمن يتلوا القرآن الكريم ، ولهذا كان الاهتمام الكبير لحملة القرآن من قرائه وحفاظه منزلة عظيمة ودور كبير في السماء قبل الارض وقراء القرآن معروفون في السماء قبل الارض فهم في الارض لديهم المعاناة والمشاكل والظروف الصعبة كبقية الناس ولكنهم معروفون في السماء وهذا ما نجده في نصوص كثيرة منها ما ورد عن رسول الله (ص) (( حملة القرآن المخصوصون برحمة الله )) الله يخصهم برحمته.
    هنيئا لكم يا قراء يا حفاظ يا حملة القرآن (( الملبسون نور الله المعلمون كلام الله )) نور الله يتلبس بهم ويدخل قلوبهم ، وحامل القرآن ينطق بالقرآن لسانه وذكره ونهجه هو القرآن الكريم (( المقربون من الله من ولائهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادا الله )) الولاء لهم والعداء لهم هو ولاء وعداء لله سبحانه وتعالى لأنهم حملة كتاب الله وحفظة كتاب الله (( يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا وعن قريه بلوى الاخرة )) ازمات وبلوى الاخرة يتخلص منها الانسان بتلاوته للقرآن وهذا ما يؤكد لنا اهمية اشاعة الثقافة القرآنية وتكريس مبدأ التعاطي مع القرآن الكريم، ولكن بقدر ما ان حمل القرآن فضيلة ومكرمة ولكن في الوقت نفسه مسؤولية حافظ القرآن حملة القرآن ليس كغيرهم لابد ان يتحملوا مسؤولياتهم اذا اخطأوا اذا شذوا لا قدر الله اجارنا الله واياكم فالوزر اعظم واذا اصابوا فهم اقرب الى رضا الله سبحانه وتعالى.

    " حذار من رفع الشعارات الدينية للوصول الى مآرب دنيوية"

    لاحضوا هذه الرواية عن الامام الصادق (ع) قال (( القراء ثلاثة قارئ قرأ ليستدر به الملوك ويستطيب به على الناس )) هذا يقرأ ويحفظ يبحث عن وجاهات وعن مكانة بين الناس حتى يستقوي بالقرآن على الناس ولا يستقوي بالقرآن لخدمة الناس ولتثقيف الناس بل يستقوي به على الناس فيتعمق بالتلاوة والتفسير ليس حبا بالقرآن وانما حبا لنفسه وذاته حتى يحصل على صيت وعلى سمعة ووجاهة (( فذاك من اهل النار )) الله يعاقبه اشد العقاب اذا كنت تريد الدنيا فاذهب للبحث عنها اما ان تستقوي بالقرآن وتتجلبب بجلباب الدين للوصول الى دنيا هذا من أعظم الذنوب ، حذار من رفع الشعارات الدينية للوصول الى مأرب دنيوية هذا خطر على الدين يحذر منه الإمام الصادق (( وقارئ قرأ القرآن وحفظ حروفه وضيع حدوده )) وقف عند الشكليات وعند التلاوة وادابها في التجويد والتلاوة والحفظ ملتزم تماما بكل هذه الآداب والقواعد ولكن المضمون حقيقة القرآن جوهر القرآن رسالة الحياة التي تضمنها القرآن غريب وبعيد عنها (( فذاك من اهل النار )) حسن التلاوة لا تشفع له التلاوة التي تدفع الإنسان لحسن العمل والالتزام هي التي تكون سبب في السعادة الأخروية (( وقارئ قرأ فاستتر به تحت برنسه )) ثم توغل ثم انكفأ ليفكر ويتأمل ويتدبر ويستلهم من القرآن الكريم ((فهو يعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويقيم فرائضه )) يأتي ما اوجب الله في هذا القرآن.
    الله يعين قارىء القرآن ويرشده في الفتن ان يختار الموقف والطريق الصحيح والفتنة مشكلتها هو التباس الأمور يضيع الحق في ظروف الفتنة ((فمن يحمل القرآن حق حمله وهو من اهل الجنة ويشفع في من شاء )) هو مفتاح من مفاتيح الجنة لغيره ، فهنيأ لكم يا حملة القرآن على ذلك ، ولكن لماذا حمل القرآن له هذه المنزلة الرفيعة وماذا يعني القرآن الكريم وما هي رسالة القرآن وما هو الهدف من القرآن الكريم على ما يبدو من الآيات الشريفة ان القرآن الكريم أريد له ان يكون المدخل والركيزة للتغيير الجذري الكامل في الامم والشعوب لينقل الناس من حل الى حال يعبر القرآن الكريم عن هذا التغيير الحقيقي والجذري بالإخراج من الظلمات الى النور والظلمة والنور نقيضان لا يجتمعان.
    فالقرآن يخرج الإنسان من الظلالة الى الهدى من الظلمة الى النور الى الهداية الى جادة الصواب لاحضوا قوله تعالى في سورة ابراهيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الر كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد )) وفي سورة الحديد الاية التاسعة (( هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم )) اذن الاخراج من الظلمات الى النور هو الهدف الاساس من القرآن الكريم وماذا يقصد بالنور وما هو النور الذي يخرجنا القرآن اليه ماتشير اليه عدد من الايت الشريفة ان النور هو الله سبحانه وتعالى فالاخراج الى النور هو ربط الامة بالله سبحانه وتعالى لربط الناس من يتلوه ومن يتعامل مع القرآن بالله جل وعلا كما في سورة النور الاية 35 (( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم )) اذن الله هو النور والقرآن يخرج الإنسان من محورية ما سوى الله الى محورية الله والالتفاف والطاعة لله سبحانه وتعالى ، وعلى هذه الخلفية والمنطق يبني القرآن الكريم رؤيته في تصنيف الأمة ، واليوم يتم تصنيف الشعب الى ملتزم بالقانون وخارج عن القانون وغير ملتزم به والاقتصادي يصنف الناس الى ميسورين وفقراء الى غير ذلك ، كل من موقعه يصنف ، القرآن الكريم كيف يصنف الامة وكيف يصنف الناس يصنفهم على أساس الهدف الذي وضعه لنفسه الله والطاغوت محورين كل يستقطب وكل يدفع لمزيد من التمحور حوله ، القرآن الكريم يدفع الناس نحو عبادة الله وطاعته إذن يصنف الناس والأمة على هذا الأساس من يتمحور حول الله سبحانه وتعالى ومن يتمحور بالاتجاه الأخر في سورة النساء الاية 76 (( الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله )) المؤمن هو من يتمحور حول الله والاخر الكافر هو الذي يتمحور حول الشيطان والطاغوت (( والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا )) وهكذا تأتي الآيات الشريفة لتؤكد ان الانبياء يصب في نفس الاتجاه ربط الناس بالله سبحانه وتعالى ، عبادة الله والاجتناب عن عبادة الطاغوت ، الهدف من حركة الانبياء هو دعم هذه المحورية وهذا الاستقطاب الى الخير والنور والى الله في حركة البشرية وحركة الانسان ، نجد في سورة النحل الاية 36 (( ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الظلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )) الظلالة في الابتعاد عن محورية الله وعن طاعته سبحانه وتعالى ، وتأتي النهاية والخاتمة من سعادة وشقاء من جنة او نار على أساس هذه المحورية ، في سورة البقرة الاية 257 (( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) اذن النار والجنة ترتبط بهذا الاستقطاب والمحورية، هذين القطبين والمحورين محورية الله ومحورية الطاغوت وعلى هذا الأساس تبنى النظرية القرآنية.

    " ليس من منّة لنا على الله اننا نخدم او نقدم، بل لله الفضل والمنّة ان اختارنا وجعلنا ممن يُنتصر به لدين الله"

    نلاحظ ان هذه المسيرة الطويلة والتي استوضحنا اهدافها لا ترتبط بشخص او جماعة ولا تتوقف على احد بل تمضي قدما ومن يلتحق بالركب فهو الذي يسعد ومن يتخلف عن الركب فالمسيرة لا تتوقف وقطار الطاعة والتكامل الإلهي لا يتوقف والفرص التي أعدها الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان ، في سورة المائدة الاية 54 (( يا ايها الذين امنوا من يرتد منك عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم )) من يتخلف هو الذي يتقهقر ويتراجع ويبتعد وليس مسيرة التكامل الانساني نحو الله تتلكأ او تتوقف فلا منة لنا ان كنا من حملة القرآن او من خدمة الرسالة او ممن يسهم وتعميق وتعزيز الواقع الثقافي بين الناس ليس من منة لنا على الله اننا نخدم او نقدم بل لله الفضل والمنة ان اختارنا وجعلنا ممن ينتصر به لدين الله ومن يتخلف عن ذلك الله سبحانه وتعالى سيقيض آخرين تستمر بهم المسيرة ولا تتوقف ولاحضنا ان مسيرة التكامل لم تتوقف على الأنبياء والصلحاء والأوصياء والأولياء 124 الف نبي جاؤوا ورحلوا وبقيت المسيرة نحو الكمال مستمرة بوتيرة متصاعدة لذلك علينا ان ندعوا دائما ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن ينتصر به لدين اللهوان لايستبدل بنا غيرنا ، في هذا السياق لاينظر الى هذه المحورية محورية الله ومحورية الطاغوت لاينظر لها في بعدها الفردي فقط وانما ينظر الى ذلك في البعد الاجتماعي كما ان الفرد يجب ان يسير نحو الله الجماعة ، المجتمع يجب ان يسير نحو الله سبحانه وتعالى او ان يشهد حالة من الانحطاط والتراجع ليسير نحو الطاغوت والهاوية وهذا ما جعل القرآن الكريم يركز على البعد الاجتماعي ونجد المفاهيم ذات البعد الاجتماعي بشكل مركز في القرآن الكريم ، الأمم والشعوب والأقوام والقبائل والأزواج الى غير ذلك من العناوين التي ترمز الى الجماعة والواقع الاجتماعي نجده في القرآن الكريم كذلك نجد ان القرآن يتعرض الى ظواهر اجتماعية منحرفة أحيانا تساعد في عملية الاستقطاب لتدفع باتجاه الشر او الخير ليشير ويستنكر ويعيب الظواهر الاجتماعية التي تبعد الانسان عن طاعة الله سبحانه وتعالى ، القرآن يطرح مبدأ التقليد الاعمى واتباع الظلال لأن الاباء كانوا على هذه السجية يتحدث عن ظاهرة الترف والظلم والاستبداد وعن ظاهرة عبادة الكواكب وتقديس الحيوان وعن وئد البنات واحتقار المرأة وتخفيف الكيل والميزان والطبقية الاجتماعية الى غير ذلك من قائمة طويلة من المفاهيم ذات الطابع الاجتماعي والظاهرة الاجتماعية ينقدها ويعالجها مما يبرهن على ان القرآن ليس للفرد فقط وانما ينظر الى الفرد كفرد وينظر الى الفرد في اطاره الاوسع في اطار المجتمع وهذا ما نشاهده في ان القرآن الكريم بالرغم من كل هذا الاهتمام بالواقع الاجتماعي والظواهر الاجتماعية الا انه لم يستخدم مفردة مجتمع في اياته الشريفة وانما استخدم مفردة امة (( كنتم خير امة اخرجت للناس )) القرآن يتحدث عن امة ولا يتحدث عن مجتمع ، الأمة كما تتضمن الجانب العددي والكمي ولكنها ايضا ترمز وتشير الى البعد الكيفي والى طبيعة العلاقة بين هذا الجمع فحينما تكون العلاقة تضامنية تسمى امة وحينما يكون عدد كبير من الناس غير متعاونين وغير متفاهمين  لاتوجد علاقات انسانية فيما بينهم ولا توجد قاعدة تربط بعظهم ببعض لا يسمى هذا الجمع امة حتى اذا كان جمعا من افراد ، فالقرآن يتحدث عن امة يدفع الناس للتعاون والتعاضد والتكامل لتشابك الايدي ليكون لكل فرد خطوة في اطار انجاح المهمة الاجتماعية والعمل العام المطلوب من الجمع .

    " كم نحن بحاجة الى ثقافة القرآن الكريم في بناء تجربتنا السياسية الجديدة في العراق"

    وحينما نستعرض هذا الواقع ، هدف القرآن والخطوات المرحلية التي يعتمدها القرآن والاصطفاف الاجتماعي من وجة نظر القرآن الكريم والرؤية الاجتماعية للقرآن حينما ننظر الى هذه المفاهيم التي استعرضتها على شكل اشارات سريعة نفهم كم نحن بحاجة الى ثقافة القرآن الكريم في بناء تجربتنا السياسية الجديدة في العراق، نحن بحاجة الى تكريس مبدأ الامة لكي نصل الى منظومة قيمية.
    على مدار 8 سنوات ركزنا على الجانب السياسي ، كيفية كتابة الدستور وإقامة الانتخابات وكيف تداول سلمي للسلطة وتشريعات ومجلس نواب ومجالس محلية هذا العالم الطويل العريض الذي يشغلنا عن أنفسنا كثيرا وبحق كان يجب ان نبني مشروعا سياسيا متميزا والجانب الأمني كيف نوفر ضمانات وحماية لأرواح المواطنين وكيف نقف بوجه الدخلاء والعصابات والمجاميع الارهابية الى غير ذلك ، ولكن لايمكن ان نطير بجناح واحد نحن بحاجة الى جناحين حتى نطير الجناح الأول هو الاهتمام بجوانبنا المادية في الجانب السياسي والأمني والتنموي والرفاه والعيش الكريم الى غير ذلك والجناح الثاني الذي تطير به الشعوب والأمم في رؤية قرآنية هو الجناح المعنوي الروحي الثقافي والفكري والبنيوي ، الامة التي تلتزم بقيمها ومبادئها الامة التي تعتز وتتمسك بهويتها الهوية الدينية والاسلامية والهوية الوطنية هذه الهوية هي التي ستساعد وهذه القيم والاعراف والعادات هي التي تجعل المجتمع متماسك وملتزم وقادر على ان ينهض ويشعر بالقوة الحقيقية اذن نحن بحاجة الى ان نعزز ونكرس منظومة القيم في مجتمعنا كي نتحول الى امة كما اراده القرآن الكريم امة حقيقية تكون خير الامم ايضا نحن بحاجة الى ان نتحرك بمنطق الفريق الواحد المتعاون وبدونها لانكون بل نكون عدد من الناس يكره بعضه بعضا ويتآمر بعضه على بعض  او لايثق على الاقل بعضه ببعض وهذه ليست الصورة التي نتمناها نحن بحاجة الى فريق واحد منسجم ومتكامل يقف الى جانب الاخر يعينه ويساعده، من حق الجميع ان يتنافس استبقوا الخيرات والتنافس بالخير شيء صحيح الحزب الواحد واللون الواحد والقائد الضرورة هذه مفاهيم ولت اليوم لا نريد اللون الواحد.
    من حق الجميع ان يفكر ويتحدث ويقول وان يختلف ولكن فرق كبير بين الاختلاف والخلاف من حقنا ان نختلف ولكن حذار من نقع في الخلاف والفرقة والخصومة من حقنا ان نتنافس ولكن من يتنافس عليه ان يعرف ان منافسه هو حليف الامس وصديق الغد وكلنا عراقيون ولابد ان نبقى تحت مظلة واحدة فلا بد ان يكون للتنافس حدود ولاختلاف الرأي حدود وللتعددية حدود لا تجعل الامور تخرج عن سياقها وعن نصابها الصحيح ، الامة ومفهوم الامة تعني التحسس لالام الاخرين ومحنتهم ولهواجس ومخاوف الاخر لا يكفي ان اقول انا هذا مااريده وهذه مخاوفي ايها الاخرون التزموا بهذه المخاوف وطمأنوني بهذه الامور هذا جزء من الحق ولكن الجزء الثاني ان الاخر ايضا لديه المخاوف فكيف علي طمأنته وكيف اخطو الخطوات لرأب الصدع تجاهه.

    " اذا كنا فريق فلا بد ان نشعر بأن الربح هو ربح الجميع والخسارة هي خسارة الجميع حتى نكون امة كما اراد القرآن الكريم"

    اذن الامة تعني تحسس الآلام المتبادلة المخاوف الهواجس المتبادلة والمشتركة حتى نصل الى القاعدة المشتركة التي تجمع فيما بيننا ، الامة تعني ان القوة في قوة الجميع والضعف هو ضعف للجميع كل شريك اذا قوي ضمن الفريق الواحد فهو قوة للفريق واذا ضعف فهو ضعف للفريق لا يمكن ان ان تلمس أي شريك منا قوته في ضعف الاخر ولا يمكن ان يشعر بالضعف حينما يقوى الاخر اذا كنا فريق فلا بد ان نشعر بأن الربح هو ربح الجميع والخسارة هي خسارة الجميع حتى نكون امة كما اراد القرآن الكريم وكما تحدث عنها ،  يجب ان يقوى كل منا بالاخر وليس ان يقوى على الاخر حينما يشعر بالقوة تكون قوته في خدمة الاخر لأنجاح المشروع ونحن جميعا في زورق واحد وفي سفينة واحدة هذا من متطلبات ان نكون امة ، الامة يعني تلك المظلة الوطنية التي تجمع الجميع مهما اختلفت توجهاتنا الدينية والمذهبية والقومية والسياسية والمناطقية والعشائرية لنكرس هذه التعدديات في وحدة هذه الامة ولصالحها لأن كل لون هو قوة وكل لون هو ثقافة وكل لون هو منظومة من العلاقات كل لون هو نمط من الأنماط التي يمكن ان تضيف الى باقة الورد العراقية رونقا ووهجا وتميزا اكثر من غيرها، فعلينا ان نعترف بهذه التعدديات وان نحترمها وتأخذ مدياتها لكن ضمن الاطار الواحد والجامع الوطني الذي يجمع فيما بيننا ، الامة تعني ان نشترك في القرار والمصير والمسار ولذلك الشراكة ضرورة حتى يشعر الجميع بالثقة الاطمئنان وحتى ينشد الجميع لبناء هذا المشروع ولكن ان لا نتحاصص وشتان بين الشراكة والمحاصصة.

    " المحاصصة تقسيم وتجزئة للحق الواحد وهو امر مرفوض، والشراكة هي الحضور والمساهمة في القرار..فالشراكة ضرورة والمحاصصة ضرر"

    الشراكة ان نشترك في القرار المحاصصة ان نتقاسم الكعكة هذا لي وهذا لك وما افترضته لي هو ليس لي بل هو للعراقيين جميعا وما افترضته لك هو ليس لك بل هو للعراقيين جميعا.
    فالمحاصصة تقسيم وتجزئة للحق الواحد وهو امر مرفوض والشراكة هو الحضور والمساهمة في القرار ونحن جميعا شركاء في وطن واحد وفي مصير واحد وفي مسارات وسياقات واحدة فالشراكة ضرورة والمحاصصة ضرر ولا بد من التمييز بين الضرورة والضرر ، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا للالتزام بنهج القرآن الكريم لنكون قرآنيين حقا نحمله ونتعاطاه ونحفظه  نتعرف على تفسيره ولكن لننتقل الى العمل والتطبيق لمضمونه ومعناه الكبير وليس مضمون القرآن الا رسالة الحياة والتكامل والتقرب الى الله سبحانه وتعالى نسأل الله ان يحقق الآمال وان يبارك لكم هذا العمل الكبير.

    اخبار ذات صلة