• السيد عمار الحكيم : الامة الاسلامية يجب ان تعيش قوتها وتماسكها حتى تحقق الانتصارات والانجازات الكبرى

    2012/ 08 /20 

    السيد عمار الحكيم : الامة الاسلامية يجب ان تعيش قوتها وتماسكها حتى تحقق الانتصارات والانجازات الكبرى

    ايها المؤمنون اوصيكم ونفسي بتقوى الله واتباع امره ونهيه، ايها الاعزاء نجتمع اليوم في يوم سعيد وعزيز عند الله سبحانه وتعالى في يوم عيد الفطر المبارك، سمي عيدا لاننا نعود فيه الى الله سبحانه وتعالى في التوبة والانابة والمغفرة ولان الله سبحانه وتعالى يعود علينا برضوانه ولطفه وكرمه وجزائه وعطائه، وسمي فطرا لاننا نعيش فيه العودة الى الفطرة الى الذات والى العادة الطبيعية التي تتمثل بطاعتنا وانقيادنا الى الله سبحانه وتعالى.
    ان اقل مايعطي الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم لعباده هو الطهارة من الذنوب والاثام والمعاصي، فهنيئا لكم على هذا اليوم، وكما قال علي عليه السلام " واعلموا عباد الله ان ادنى ما للصائمين والصائمات ان يناديهم ملك في اخر يوم من شهر رمضان ابشروا ياعباد الله لقد غفر لكم ماسلف من ذنوبكم فانظروا كيف  تكونون فيما تستانفون " في هذا اليوم تطهر الذنوب ويطهر الانسان من معاصيه وعليه ان يستانف ويستمر في طريق الطاعة لله سبحانه وتعالى ويحرص على ان تبقى صفحته بيضاء نقيه صافية بعيدة عن كل ذنب ومعصية، ومن لايحظى بالمغفرة في هذا اليوم فلا يمكن ان يكون هذا اليوم عيدا له لما ذكره امير المؤمنين سلام الله عليه بقوله " انما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه "وكل يوم لايعصى الله في فهو عيد، في مثل هذا اليوم نعظم الشعائر الالهية وفي مثل هذا اليوم نطلق التكبير والتهليل لله سبحانه وتعالى ونجدد هذا النداء مرات ومرات قبل صلاة العيد وكاننا بذلك نعبر عن انتصارنا على الشهوات والدنيا ولذاتها فاننا من  خلال اكمال العدة بصيام شهر رمضان وتكبير الله سبحانه وتعالى نكون قد وفينا بماقال الله جل وعلى في كتابه الكريم "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم " اننا نعلن الانتصار على الشيطان، الانتصار على الطواغيت، الانتصار على الانحراف والضلال في يوم العيد وكما عن رسول الله صلى الله عليه واله " زينوا العيدين بالتهليل والتكبير واالتحميد والتقديس "
    ثم ندفع  زكاة الفطرة قبل ان ناتي الى الصلاة لان هذه الزكاة هي زكاة لاعمالنا ولانها عطاء مالي  حينما ننظر الى موارد انفاقها نتعرف على الابعاد الاجتماعية  ليوم العيد ونصرف هذه الزكوات على الفقراء والمحتاجين والمصالح العامة وتاليف القلوب وكل ذلك تكرس عملية التضامن الاجتماعي والتواصل بين الناس والمحبة والتسامح والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع ، ثم نحضر لصلاة العيد هذا الحضور الكريم والمبارك ونؤديها جماعة وليس فرادى في اشارة واضحة على المدلول الاجتماعي ليوم العيد و الثمرات الكبيرة المترتبة على هذا الاداء الجماعي ونعبر عن البهجة والفرح والسرور ونرتدي الملابس الجديدة كل ذلك اشارة الى فرحتنا الغامرة بغفران الله سبحانه وتعالى لنا في يوم العيد .
    وكما عن امامنا السجاد صلوات الله عليه " اللهم اننا نتوب اليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا وسرورا ولاهل ملتك مجتمعا ومحتشدا" نجتمع ونعبر عن السرور والفرحة وانما يكون ذلك لما انتصر الله له للمؤمنين ، ولابد لنا ان نقف سريعا عند حقيقة العيد في يوم العيد وفي صلاة العيد نرفع ايدينا بالدعاء في اثناء الصلاة ونتلوا ماعلمنا به اهل البيت سلام الله عليهم" اللهم ياأهل الكبرياء والعظمة "بماذا ننادي الله سبحانه وتعالى في العيد ؟ ان طلبنا الرزق قلنا يارزاق ، وان طلبنا العزة قلنا ياعزيز ، وان طلبنا الانتقام من اعدائنا قلنا يامنتقم اي شيء نطلبه في يوم العيد هنا نرفع ايدنا و نطلق ذلك الاسم الذي ينسجم مع مطاليبنا وطموحاتنا نقول له "اللهم اهل الكبرياء والعظمة "نطلب من الله العظمة والقوة في يوم العيد لنكون امة قوية تعيش العظمة التي فيها ذل لله وانقياد لله ولكن فيها الطموحات والامل لتحقيق الانجازات الكبرى "واهل الجود والجبروت"  ونطلب منه ان نتمتع بصفة الجود ونريد ان نكون من الكرماء الذين يمنحون ولكن جود مع الجبروت جود من موقع القوة وليس موقع الضعف ونريد ان نعطي ونقدم للاخرين لكن ليس عطاءالذليل الخانع لكن عطاء القوي من موقع الجبروت ونريد ا نعطي ونقدم واننا متواضعون لكن تواضعنا ليس دليل ضعفنا انما تواضع من موقع القوة، "واهل العفو والرحمة واهل التقوى والمغفرة " نريد التسامح والعفو ونريد ان نكون من اصحاب التقوى المغفرة والصفح عن الاخرين ولكن بعد ان حصلنا على الجبروت والقوة ومن مواقع القوة نصفح عمن اساء الينا واخطا في حقنا.لاحظوا هذه التراتبية المهمة في هذا الدعاء هذا النداءالذي نطلقه في يوم العيد.
    ايضا نقف ونؤكد "ان هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد ص ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا "فهو يوم الشرف والكرامة ويوم المزيد من الشرف والكرامة ونطلب في هذا اليوم ان نزداد شرفا وكرامة وعزة بين يدي الله سبحانه وتعالى ، والامة الاسلامية امة قوية امة يجب ان تعيش قوتها وكبريائها ولحمتها وتماسكها حتى تحقق الانتصارات والانجازات الكبرى ولكن هذه العظمة عظمة امام من يريد ان يخضع امتنا وهي ذل بين يدي الله سبحانه وتعالى ،من اراد عزا بلا سلطان وهيبة بلا عشيرة فليخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته والعز والعظمة والكبرياء بطاعة الله سبحانه وتعالى
    نسال الله ان يجعله لنا عيدا بهذه  المضامين الكبيرة والواسعة.

    اخبار ذات صلة