• كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في المسابقة القرأنية التاسعة التي اقامتها مؤسسة شهيد المحراب في محافظة ميسان

    2012/ 09 /02 

    كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في المسابقة القرأنية التاسعة التي اقامتها مؤسسة شهيد المحراب في محافظة ميسان

    ما اسعد هذه الفرصة وهذه الوقفة التي نقفها في كل عام حينما يجتمع العراق حول القرأن الكريم واي شيء يجمعنا كالقرأن كتاب الله هذه النعمة العظيمة الالهية والتي تستمر بعطائها الزاخر ليس للعراقيين وحدهم وليس للعرب والمسلمين وحدهم وانما للأنسانية جمعاء في كل مواقعها ومن على ارض ميسان ميسان الحضارة وميسان التاريخ والعطاء والفداء وميسان الشهداء وميسان التضحيات الكبيرة من اجل الاسلام ومن اجل العراق  على ارض شيدت واسست عام 311 قبل الميلاد حينما كانت مملكة وحكمها 23 ملكا وكانت تمتد في عطاءاتها الحضارية والاقتصادية الكبيرة وأثرت الواقع العراقي والاسلامي على حد سواء ونعرف ان العملات التي اصدرتها الدولة الاسلامية منذ سنة 81 هـ الى سنة 97 هـ منقوش عليها مملكة ميسان كانت تضرب العملة النقدية للعالم الاسلامي على هذه الارض وكانت محطة اقتصادية مهمة في العصر الاموي والعباسي حينما نقف على ارض ميسان ونستذكر هذا التاريخ وهذه الحضارة ونستذكر العطاءات المستمرة الى يومنا الحاضر نشعر بالفخر والاعتزاز .
    وحينما يجتمع القرآنيون في العراق من كل بلدانهم ومواقعهم ومحافظاتهم وانتماءاتهم على ارض ميسان فهي رسالة اخرى احبتي هنيئا لكم على هذا التوفيق وعلى هذا الحماس والجهد الكبير الاف من القراء يتسابقون ويتنافسون بالخير لتكون الحصيلة هذا العدد الكبير الذي يجتمع اليوم ليتنافس منافسة وطنية ونتمنى النجاح للجميع وصول من وصل الى هذه المسابقة هو بحد ذاته نجاح كبير فالكل حقق النجاح والكل تميز وتألق ولكن الكمال لا يقف عند حد والطموح لا يقف عند حد .

    القرآن الكريم ..هذه النعمة الالهية العظيمة والوثيقة التاريخية المتجددة

    اسمحوا لي باختصار ان ان اتحدث في محورين ان سمح الوقت المحور الاول في القرأن الكريم وكيف نتعامل معه والمحور الثاني في فلسفة التسابق والمسابقة وجذورها الاسلامية ، اما ما يخص القرأن هذه الايات الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم (( ان هذا القرأن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا )) هذه النعمة الالهية العظيمة وهذه الوثيقة التاريخية المتجددة وكلما تطورنا في قدراتنا الفكرية وكلما تطور العقل البشري كلما استطاع ان يكتشف حقائق جديدة من القرأن الكريم ولذلك نجده الوثيقة المتجددة وفي كل زمان وفي كل عصر نجد ان هناك مفسرون استطاعوا ان يجددوا ويؤصلوا في التفسير ويكتشفوا حقائق جديدة من القرأن الكريم ونتعرف ان ما تمكنا منه لا يمثل الا النزر اليسير وهناك الحقائق الكبيرة التي عملنا ان نستثمرها ونستفيد منها ونكتشفها بالتدريج كلما تطورنا ، هذه الوثيقة هي الوثيقة لبناء المجتمع وبناء الانسان هي الوثيقة التربوية الاساسية التي من خلالها يمكن ان ننظم واقعنا المعرفي والاجتماعي والسياسي والامني وتعاملاتنا وعلاقاتنا بالله سبحانه وتعالى وعلاقاتنا مع أنفسنا ، القرآن ليس كتاب لصرف الدعاء والمناجاة والابتهال الى الله سبحانه وتعالى القرأن الكريم هو وثيقة لبناء الحياة وحركة الانسان في كل اتجاهاته واذا ما عدنا الى القرأن الكريم وتمسكنا به سنجد كيف تتحول المجتمعات الانسانية الى واقع جديد وحينما تتطور مجتمعات اخرى ونظرنا لها نظرة اكبار في تطورها لنبحث عن اسرار التطور لنجد انهم قد اخذوا بجزء من الحقائق القرأنية وسبقونا في ذلك وهذه الحقيقة اشار اليها امير المؤيمنين (ع) في وصيته الخالدة قبيل استشهاده (( الله الله ان يسبقكم بالعمل به غيركم )) اخذوها وسبقونا وعملوا وتطوروا ونحن تخلفنا عن الاخذ بها فتراجعنا ولذلك حينما نعود الى القرأن الكريم والى ثقافة القرأن والى البناءات القرأينة والى الرؤية القرأنية الشاملة حينذاك سنجد انفسنا متطورين ومتقدمين على الاخرين .

    كلما كان الالتصاق بالقرآن اكثر كلما كنا اقرب للاستفادة في بناء واقعنا ومجتمعاتنا

    ان الوثيقة القرأنية تمثل البلسم والشفاء لجروحنا ومعاناتنا والامنا بكل المستويات " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " لمن يعمل ويلتزم وياخذ بهذا النهج " ولا يزيد الظالمين الا خسارا " احذق الاطباء لو قدم لنا افضل الوصفات العلاجية نأخذ العلاج ولا نستعمله فاننا لا نشفى لا يكفي ان يكون الطبيب حاذق ولا يكفي تشخيص الداء والدواء بل ان استخدم الدواء هو الطريق الى العلاج فاذا لم نلتزم ولا نتمسك لا يمكن ان نجد تطورا ولذلك نجد ان تراثنا الاسلامي من ايات وروايات واردة عن رسول الله (ص) واهل بيته الكرام وصحابته الافذاذ هذا التراث ركز بشكل كبير وبشتى الوسائل على ربط الناس بالقرأن الكريم فكلما كان الالتصاق بالقرأن اكثر وكلما كان الانشدادا اشد للقرأن كلما كنا اقرب للأستفادة من هذه الوثيقة الكبيرة في بناء واقعنا ومجتمعاتنا بدءا من النظر " النظر الى المصحف عبادة" ، اكرام القرأن وتعظيمه  عدم اهانة القرأن وهذا الورق قد اكتسب قدسيته بما كتب عليه لذا اصبح هذه الاوراق مصحف وهي كتاب الله ولذلك نجد حرمة مس القرأن بدون طهارة "لا يمسه الا المطهرون " ان لم تكن لديك طهارة لا تستطيع ان تمس ايات الذكر الحكيم وان لم تكن لديك الطهارة القلبية لا تستطيع ان تمس حقائق القرأن الكريم يجب عليك ان تتطهر وان تقدر وتحترم وهذا الاحترام عنصر من عناصر الشد .

    عن ابي جعفر الباقر (ع) قال قال رسول الله (ص) (( انا اول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه واهل بيتي ثم امتي ثم اسألهم ما فعلتم بكتاب الله واهل بيتي )) على الصراط رسول الله يسأل امته ما فعلتم بكتاب الله واهل بيتي تكريم كتاب الله واهل البيت.

     وعن ابي عبد الله الصادق (ع) اذا جمع الله عز وجل الاولين والاخرين اذا هم بشخص قد اقبل لم يرى قط احسن صورة منه وكأن الله يجسد القرأن الكريم في صورة شاب حسن المظهر فاذا نظر اليه المؤمنون وهو يقرأ القرأن قالوا هذا منا هذا احسن شيئا رأينا )) اسال القرأني ما هي الطف ذكرياته وما هي احلى الاوقات لديك فيجاوب الاوقات التي يحفظ بها القرأن ويقرأه حتى يقف عن يمين العرش ويقول الجبار عز وجل وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمن اليوم من اكرمك ولأهينن من اهانك )) الله سبحانه وتعالى لديه موقف وهو حسب موقفنا من القرأن الكريم اكراما او غيره لا قدر الله ، التركيز على ان يكون القرأن حاضرا في البيت حاضر كمصحف وحاضرا كتلاوة ، البيوت يجب ان تشيع فيها ثقافة القران وان تعلوا فيها أصوات القرآن الكريم .

    القرآن يجب ان يتحول الى جزء من واقع حياتي وسلوك ومن فكر ومن ممارسة

    عن النبي (ص) (( نوروا بيوتكم بتلاوة القرأن ولا تتخذوها قبورا )) اذا صوت القرأن لا يرتفع في بيتك فان هذا البيت قبرا والقبر ظلمة ووحشة وعزلة والقبر مخافة والقبر احباط لغير المؤمنين وبيتك سيكون هذا شأنه كآبه بدون القرآن كما فعلت اليهود والنصارى صلوا في الكناس والبياع وعطلوا بيوتهم  العبادة في الكنيسة وبعدما تنتهي الطقوس نضع الدين على الرف ونعيش حياتنا ، الاسلام يقول لا القرأن ليس كتاب تقرأ فيه فحسب بل يجب ان يتحول الى جزء من واقع حياتي وسلوك ومن فكر ومن ممارسة هكذا يجب ان يتحول القرأن الكريم فان البيت اذا كثر فيه تلاوة القرأن ، كثر خيره ، واتسع اهله ، وأضاء لأهل السماء  )) ايضا نجد التأكيد على الاستماع للقرأن وهو طريق من طرق الاتصال (( واذا قرئ القرأن فاستمعوا له وانصتوا )) عن زرارة قال سمعت ابا عبد الله اتلصادق (ع) يقول (( يجب الإنصات للقرأن في الصلاة وفي غيرها واذا قرأ عندك القرأن وجب عليك الإنصات والاستماع )) تعلم القرأن وتعليمه مدخل اخر للالتصاق بالقرآن الكريم اما ان تكون متعلما او معلما للقرأن ، عن رسول الله (ص) (( خياركم من تعلم القرأن وعلمه)) .

     وعن علي (ع) (( تعلموا القرأن فانه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور )) الاستشفاء بالقرآن ليس لغز وليس اساطير بل هذه حقيقة وعن الصادق (ع) (( ينبغي للمؤمن ان لا يموت حتى يتعلم القرأن او يكون في تعلمه )) .

    تلاوة القرأن التأكيد على التلاوة حينما تتلوا وتتلوا تبدأ تكتشف حقائق وامور كثيرة .

    عن رسول الله (ص) (( من قرأ عشر ايات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين اية كتب من الذاكرين ومن قرأ مئة اية كتب من القانتين ومن قرأ مئتي اية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمئة اية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمئة اية كتب من المجتهدين ومن قرأ الف اية كتب له قنطار من تبر القنطار خمسة عشر الف مثقال من ذهب المثقال الواحد اربع وعشرون قيراطا اصغرها مثل جبل احد )) نؤمن بما يقول رسول الله (ًص) وهو ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى هذا هو الحق حفظه والتأكيد على ذلك هنيئا لحفاظ القرآن.

     عن ابي عبد الله الصادق (ع) (( ان الحافظ للقرأن العامل به مع السفرة الكرام البررة  )) اذن هو مع تلك النخبة الطلائعية الالهية وعنه (ع) (( ان الذي يعالج القرأن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له اجران )) والذي يحفظ بمشقة اجره مضاعف ، حمل القرأن وترون كل الوسائل الحسية التي يمكن ان تربط بشكل او اخر بالقرأن يكفي ان تدمن ويكفي ان يكون لديك اتصال بهذا النبع الصافي حتى ترتبط بالقرأن الكريم ، حمله على صنفين ان تضع القرأن فيجيبك او ان حقيقة القران او الفاظ القرأن ، تفسير القرأن ومعرفة مداليل القران هو نوع من انواع الحمل ، فالحمل بمراتب يبدأ بمحل المصحف الشريف وصولا الى حمل حقيقة القران ، عن النبي ( ص) ان احق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرأن ، وان احق الناس في السر والعلانية ، بالصلاة والصوم لحامل القرأن ، (( ثم نادى رسول الله ( ص )  بأعلى صوته يا حامل القرأن تواضع به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله )) (( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء )) دائما الشرائح التي لهن ميزة تتميز عن غيرهن ، هذه الشرائح في المسؤولية ايضا مسؤولية مضاعفة، المؤاخذة الالهية ايضا شيء مهم ، (( يا حامل القرأن تزين به لله يزينك الله به )) حتى يبرز اسمه ويشيع صيته فيبذل جهد في القرآن فيصبح نجم في القرآن كما ان هناك نجوم في الرياضة وغيرها هذا لا يصلح ، "ولا تزين به للناس " لا تتظاهر " فيشينك الله به " ، حملة القرآن أنتم أمام خيارين اما خيار التالق او خيار ان تكونوا خصماء لله وحاشاكم ان تكونوا كذلك ، هذه كلها ادوات الارتباط الحسي بالقرآن الكريم ، في مقابل ذلك هناك اداة فاعلة جدا ورد التاكيد عليها وهي الارتباط المعرفي بالقرآن التدبر في آيات الله ،   تاكيد وتركيز كبير ، صفحة من القرآن بتامل بتدبر بروية لها من الاثر اكثر من جزء من القرآن بدون تركيز ، ادراك المعاني التفاعل مع الآيات القرآنية له فوائد مترتبة على ذلك وهي ..

    اولا / الخشوع والايمان بالله سبحانه وتعالى ، لاحظوا في سورة الانفال " انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون " هؤلاء يتدبرون فيترك اثرا في نفوسهم . خشوع وايمان .

    ثانيا /   البكاء والخشية من الله ، رقة القلب ، وهذه اهم شيء في طريق الطاعة الانسان ان يصل الى حالة الخشوع والرقة ، حينما تحصل عنده رقة يبدي يتفاعل ويتعاطف ، التفاعل الوجداني ياتي من الرقة ، التدبر يولد رقة " واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " .

    ثالثا / الفرح والاستبشار .. هذا البكاء ليس بكاء حزن وانما بكاء خشوع يصاحب السعادة والفرح والبشارة بالمستقبل الرغيد ، بالسعادة الأخروية " واذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين آمنوا فزادته ايمانا وهم يستبشرون " الآية الشريفة من سورة التوبة .

    القرآن لم يكتفي بالدعوة الى التدبر وإنما أكد على الدعوة الى التدبر العميق

    القرآن الكريم يؤكد كثيرا على موضوع التدبر ويركز على ان قراءة القرآن يجب تكون بتدبر " كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليذكر أولوا الالباب "، اذا كان الاساس هو التدبر اذا يجب ان يكون القرآن ميسور الفهم حتى يتمكن الجميع ان يتدبروا فيه ، لذلك جاء التاكيد على ان هذا القرآن نزل ميسور الفهم للجميع وهذا لا يتقاطع ان يكون له بطون لاينالها الا ذو حظ عظيم ، لكن الصورة الاولى الفهم المباشر المداليل الظاهرية للقرآن الكريم قابلة للفهم لجميع الناس على اختلاف مستوياتها ، في سورة القمر " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " اربع مرات تتكرر الآية في سورة القمر وهو تاكيد على تيسير القرآن الكريم . في سورة الدخان " فانما يسرناه بلسانك  لعلهم يتذكرون " .

    القرآن لم يكتفي بالدعوة الى التدبر وانما اكد على الدعوة الى التدبر العميق ، التدبر له مراتب ومستويات ، القرآن الكريم يطلب منا التدبر العميق في آياته ، كما في سورة النساء " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها " هذا سؤال لكنه في الحقيقة حث " افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا  " .

    عن النبي (ص) "ويل لمن لاكها بين فكيه " لاتجعلوا قراءة القرآن كما في تشبيه الرسول لوك فقط الفك يتحرك ولكن ليس هناك تاثير على الواقع الفكري للانسان " ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتامل فيها " الويل لمن يتعاطى مع القرآن بهكذا مستوى دون تدبر .

    عن النبي (ص) "اعربوا القرآن " أي احكموا اعرابه عباراته جمله مفرداته " والتمسوا غرائبه " تاملوا فيه ، فيه معان غريبة تاملوا فيها وتعرفوا عنها من خلال التدبر العميق .

    عن الامام السجاد (ع) " آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك ان تنظر ما فيها "  .

    آيات العذاب توجب منك الشعور بالرهبة وآيات الجنان والسعادة تشعرك بالفرح

    في سورة المزمل " ورتل القرآن ترتيلا " ، وفي سورة الفرقان " ورتلناه ترتيلا " نحن نقف عند هذه الآيات ونستشهد على حسن التلاوة ، الترتيل يعني حسن القراءة ، فيما ان هذه الآيات تشير الى حقيقتين الترتيل هو حسن القراءة والترتيل هو تكرار بمعنى التامل والتدبر في مداليل الآيات .

    عن الصادق (ع) " الترتيل هو ان تتمكن وتحسن صوتك " هذا في الجانب الشكلي للقضية ،حسن التلاوة ، اما القضية الثانية " واذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوذ بالله من النار واذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فاسأل الله الجنة "" يجب ان تتفاعل مع القرآن ، آيات العذاب توجب منك الشعور بالرهبة وآيات الجنان والسعادة تشعرك بالفرح ، هذه حالة التفاعل لا تاتي الا من خلال التدبر .

    عن علي (ع) في الخطبة 191 في نهج البلاغة " أما الليل فصافون أقدامهم تالين لاجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا " ثم أمير المؤمنين يشرح يرتلونها ترتيلا " يحزنون به أنفسهم " يعيشون حالة الحزن القلق على مستقبلهم وآخرتهم من خلال تلاوة القرآن " ويستديرون به دواء داءهم " يبحثون عن العلاج لامراضهم ، لمشاكلهم لمعانتهم فأذا مروا بأية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا وتطلعت نفوسهم اليها شوقا وظنوا انها نصب اعينهم ، واذا مروا بأية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم وظنوا ان زفير جهنم وشهيقها في اصول اذانهم هكذا يتفاعلون مع هذه الايات ، لنتدبر في القران الكريم ، لنقف عند ايات الذكر الحكيم ، لنستفيد دروسا وعبر من هذه الايات لنحول حمل القرأن قراءة وحفظا وتعلما وتعليما الى ثقافة الى محطة لبناء الانسان والمجتمع الى فرصة لأشاعة التسامح بين الناس لنتعلم كيف نجعل مجتمعا مجتمعا قرأنيا كيف نشيع ثقافة التنافس بالخير واشاعة الخير بين الناس كيف نتعاون كيف نتصالح كيف نضع يد بيد لخدمة الانسان لبناء المجتمع لو كان الطبقة السياسية في واقعنا في العراق وفي غير العراق لو كانت تضع هذه الحقائق نصب اعينها وتتحرك بمنطلقات قرأنية لزالت الكثير من الصراعات والخلافات والتنافسات لتغلبت المصالح العامة على المصالح الخاصة ، لوجدنا الجميع في خدمة الناس متواضعين من يحمل القرأن عليه ان يتواضع ومن يريد ان يطبق القرأن عليه ان يكون متواضعا في اي موقع وكل ما كان موقع اعلى لزم ان يكون التواضع اشد واكثر نسأل الله ان يجعل مجتمعنا مجتمعا قرأنيا يؤسفني ان المحور الثاني لم يتسنى الوقت له لعنا ان نتناولة في فرصة اخرى اسأل الله سبحان وتعالى لكم التوفيق وكلي شكر لأخوتي واعزائي في مؤسسة شهيد المحراب ودائرة الشؤون القرأنية ، وكلي شكر واعتزاز بكل المؤسسات القرأنية العاملة في ساحتنا العراقية والعربية والاسلامية وبالسادة الافاضل القراء ضيوفنا الاكارم من مصر العربية الشقيقة شكري وتقديري للحكومة المحلية والسادة المسؤولين في هذه المحافظة والقرأنيين فيها الذين وفروا وساعدوا على استضافة هذه المسابقة الكبرى ونتمنى لها ولكم جميعا احبتي النجاح والتوفيق والتسديد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخبار ذات صلة