• السيد عمار الحكيم : هناك نقص حاد في الثقافة الزوجية ولابد من مراجعة بعض الأعراف التي تسود المجتمع

    2012/ 11 /01 

    السيد عمار الحكيم : هناك نقص حاد في الثقافة الزوجية ولابد من مراجعة بعض الأعراف التي تسود المجتمع

    ما اجمل ان نقضي هذه الاوقات في عبادة وممارسة اجتماعية ودينية , الزواج هو المدخل وهو البداية الجديدة لحياة جديدة للإنسان , وما أجمل ان يتم هذا اللقاء وان يتم هذه الصلة بين الزوجين وهذا الزواج في ايام كريمة واعياد عظيمة هي من ايام الله نتفائل خيرا ونتيمن بهذا الاقتران حينما يكون الزواج في رحاب عيد الله الأكبر في رحاب عيد الغدير الأغر جعلنا الله واياكم من المتمسكين بولاية امير المؤمنين والائمة الاطهار من بعده , ايام فرحة وسرور وايام عبرة وايام نتلقى فيها دروسا في مدرسة الاسلام الكبرى, دروس الإنسانية والحياة والعطاء ودروس في التعاون والشراكة بين الزوجين, هذه العلاقة أحبتي وابنائي اذا ما تجسدت فيها شراكة حقيقية واذا ما أعطى كل من الزوجين قلبه للاخر, اعطى المحبة واعطى الرقة وأعطى اللطف وتبانى على ان يعيش مع شريكه في السراء والضراء حينذاك ستنجح هذه العلاقة وتتحول الى محطة مهمة من محطات السعادة في الحياة الانسانية’ سعادة الإنسان في الدنيا واحدة من اهم مفاتيحها ومداخلها هي نجاح هذه العلاقة الزوجية, وقد يملك الإنسان مليارات من الأموال وتجارة ولديه وجاهات كثيرة لكن بالبيت لم يكن مرتاح بالبيت وحياته سقم كما يقال, والانسان داخل البيت اذا كان مرتاح وحياته سعيدة والامكانات المالية لم تكن متوفرة وفقير الحال, والدنيا تقف بوجهه يعود الى البيت هناك قلب حنون يحتضنه ويستقبله ويخفف معاناته وهذا الإنسان هو اسعد الناس, السعادة ليست بالمال والسعادة ليست بالوجاهات وبالمواقع الاجتماعية, السعادة في جوهرها ان تشعر بالراحة والسكنى والسكينة وهذه السكينة لا تجدها الا في بيتك وفي حضن زوجتك, والزوجة في حضن زوجها, هذه سنة الله وسنة الحياة.
    بسم الله الرحمن الرحيم وانكحوا الايامى منكم " (الايامى يعني الغير متزوجين ويجوز متزوج وزوجته متوفيه وزوجة زوجها فارق الحياة, من ليس له زوج او زوجة يسمى ايامى , " وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم "
    هذه من القضايا النادرة التي الله اعطا بها ضمان ان يكونوا فقراء " اذا كنت تخشى الفقر " ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " الله يدبرها لكم والله يوفر لك ويسهل لك , قرر واتخذ الخطوة الصحيحة والباقي على رب العالمين , هل رايتم شخص تزوج وقال لا اعرف كيف اخرج منها,؟ الله يسهل وقضية الزواج من القضايا المضمونة , لكن على الإنسان ان يسعى ويخطو والباقي يتركه على رب العالمين , الزواج اللبنة الاولى في الاسلام وقد اهتم الاسلام كثيرا في موضوع الزواج ومادام الشاب والشابة لم يتزوجا فهما عرضة للكثير من الابتلاءات والتحديات , شخصية الإنسان غير مستقرة , يعيش حالة من اختلال التوازن وعنده احتياجات انسانية لا يعرف كيف يلبيها , الله سبحانه وتعالى بلطفه جعل هذه الاحتياجات بوجود الإنسان , والزواج طمأنينة والزواج استقرار , الزواج سكينة , الزواج توازن في شخصية الإنسان , ولذلك نجد التركيز والتأكيد الكبير على هذا الموضوع , رواية عن الامام الرضا سلام الله عليه , جميلة ولطيفة لاحظوا ماذا يقول الامام , يقول "لو لم تكن في المناكحة والمصاهرة اية محكمة ولا سنة متبعة  لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتالف البعيد ما رغب فيها العاقل اللبيب وسارع اليه الموفق المصيب "يعني حتى لو لم تكن هناك نصوص فالزواج تقارب وتالف بين الزوجين وبين عوائلهم وتالف بين عشائرهم وهذا من البو فلان وهي من البو فلان عندما يتزوجون العشيرتين تتصاهر وتتقارب وتتألف  والعقل يقول الزواج حالة من الترابط ومن التعاضد والتضامن , يشيع المحبة ويشيع الوئام وينشر المشاعر الطيبة والاخلاق الكريمة بين الناس فهذه خطوة صحيحة ويجب ان تكون ويجب ان تتم , فما بالك بهذا الكم الهائل من الايات والروايات الواردة في فضل التزويج , حتى ان رسول الله (ص ) يقول " اكثر اهل النار العزاب " مادام أعزب يعني هذا مهيئ للوقوع في الحرام وليس لديه حصانة وليس لديه مناعة وفيروس المعصية يمكن ان يفتك به في أي لحظة , والزواج مثل التلقيح الطبي الذي يقي من المرض ومن يكون ملقح ضد المرض هو امن من المرض والزواج حصانة ومناعة من الوقوع في الحرام , ولذلك نجد هذه الآية الشريفة وأمثالها من الآيات والروايات تقول يا ناس لا تخافوا من الفقر والعوز لانه لن يؤخرك عن الزواج لان الله سيوفره لك ,
    وعن ابي عبد الله الصادق (ص) " يقول "من ترك التزويج مخافة الفقر  فقد أساء الظن بالله سبحانه وتعالى " بسبب الفقر وان شاء الله عندما اتعين , لا توجد تعيينات , عدد كبير من الناس لا يستطيعون الحصول كلهم على التعيينات ووهنا ستتأخر وسيفوتك القطار وستبحث عن وسائل غير صحيحة وغير صحية وغير مناسبة لتعبر عن احتياجاتك الإنسانية , الذي يؤخر زواجه مخافة الفقر , يجب ان لا تسيء الظن بالله واذا كان هناك تاجر يقول لك تزوج على حسابي , وتقبل , هل تقبل بالله وبقضائه الله يقول ان تكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " لا تتردد وصدق الله ولاتصدق الناس , اذن هذا سوء ظن بالله سبحانه وتعالى : ان الله عز وجل يقول ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " وعنه صلى الله عليه واله " أكثر الخير في النساء " لا تتصور انك بزواجك تعني مصاريف بل هي من الله وسيفتح الله عليك والله سبحانه وتعالى يفتح وييسر ويسهل الكثير عليك وتاتيك ابواب وتاتيك موارد انت لم تكن تتصورها وهذه ببركة هذه الخطوة المحببة لله سبحانه وتعالى , لكن هذا الزواج على اهميته يحتاج الى دقة وهناك كلام قليل اتكلم به لان الزوج اختار الزوجة وهي اختارت الزوج , ومتفاهمين اريد ان اتكلم به واخشى ان يقول احدهم انني لم افعل هذا يجب ان اعود للوراء , واتردد عن الكلام واليوم قررت ان اتكلم ولكن انتم هذا الكلام ليس لكم بل لغيركم ومن هو لم يختار ,
     

    تناسب الأعمار بين الزوجين
    الإنسان يريد ان يختار الزوج يجب ان يدقق , ويتاكد هل هذا شريك العمر والزوجة كذلك , هل هناك تناسب بالأمر , كم عمرك خمسين سنة , كم عمرها بنت الحلال , 18 او 19 لا اتذكر , هذا فارق كبير وستظلمها وتظلم نفسك معها , هذه بنت ال 18 لديها متطلبات لا تستطيع ان تعملها , هي وانت ستظلمان , اذا كان الفرق 5 او 6 سنوات او 10 لا باس ولاا كثر من هذا , كل ما تزداد الفارق العمري بين الزوج والزوجة كلما الإنسان يعرض نفسه وزوجه وحياته الزوجية الى مشاكل , فقضية العمر والامانة مهمة , هل هو أمين هل هي أمينة ومحرم أسرارك ستصبح , دينك وحياتك ومالك , وأسرارك , وكل شيء سيكشف أمامها؟  , وأنت يا بنت الناس كل شيء سينكشف أمام الزوج , هل هي كفء ؟ هل انت كفء لها ؟ هذه الحالة يجب ان تكون حالة من الكفاءة والكفئية فيما بين الزوج والزوجة حتى تنجح  هذه العملية.
    لاحظوا في اختيار الزوجة عن ابي داوود الكرخي قال قلت لابي عبد الله الصادق (عليه السلام ), قال ان صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت ان اتزوج " توفت ويمتدحها بشكل كبير ومريحة لي ولا استطيع بلا امراة وقد تقول النساء انتبه حتى عندما اموت لا تتزوج وبالجنة ان شاء الله نتلاقى , بحياتك انت على راسي ولكن اذا كانت هناك اقدار ماذا اصنع , ويقول للصادق أنها كانت جيدة لكن مضطر للزواج ,
    فقال عليه السلام" انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك فإذا كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب الى الخير والى حسن الخلق  "
     أذن هذا عش الزوجية ستدخل فيه اين تضع نفسك ؟ وأموالك ستكون شراكه بينك وبينهم ام لاتعرف اين الصعوبات لتوفرها , وأسرارك وأماناتك ودينك وستطلع عليه الزوجة, يجب ان تكون طيبة وأخلاقها حسنة , هذه الخصوصيتين قبل جمالها وشكلها , ماهي اخلاقها ؟ اختار الطيبة ومن اهل الخير , واختار من أخلاقها حسنة , يا بناتي العريسات مفتاح النجاح والدخول الى قلب الزوج , الاخلاق , والكلمة الطيبة وتحمل بعض المنغصات وأوصيكم جميعا اذا أردتم النجاح وان شاء الله ستنجحون بحياتكم الزوجية هذا الموضوع ,الغنيمة والغرام بعضها غنيمة أي مكسب وتعلق بها , واكسبها وهناك ازواج وكثيرين ان شاء الله هم هكذا لديه تعلق بزوجته مع العلم مضى الكثير على زواجهم 30 سنة او 50 سنة وكلما تزداد المدة يزداد التعلق بها , ومنسجمين جدا ولايستطيع احد فراق الثاني


    النساء على انماط ثلاث
    الامام يستشهد بهذه الابيات الا ان النساء خلقن شتى فمنهن الغنيمة والغرام ومنهن الهلال اذا تجلى لصاحبه ومنهن الظلام ( اعوذ بالله من النوع الثاني كما يبين الامام في هذه الابيات الظلام المتحرك والشر المطلق نستجير بالله ونعوذ به من مثل هذه النساء ) فمن يظفر بصالحهن يسعد ( اذا اتت اليك الأولى الهلال ستسعد , الغنيمة والغرام وهن بناتي كلهن من هذا النوع انتبهوا يا ازواج , ويحصل على السعادة " ومن يغبن ( لايحصل عليها هل تظلمها او ترفع يدك عليها او تؤذيها , كلا " ومن يغبن فليس له انتقام " ( هذا قدرك ويجب ان تتحمل واجرك على الله , وانتبه ان لا تظلمها وانتبه ان تسيء اليها حتى لو أساءت بالمعروف قابلها وحاول ان تصلحها وتقنعها ان تسير بالطريق الصحيح , "
    وهن أولا فامرأة ولود ودود , ( هذه تنجب اولاد وهي ودود وحالة المودة والمحبة للزوج وللأولاد واضحة فيها ) تعين زوجها على دهره لدنياه واخرته " ( وتساعد الزوج على بلاء الزمان وتساعده على دنياه وتساعده على اخرته , ولا تعيقه عن عمل الخير والعبادات وتأدية العبادات والزيارات وصلاة الجمعة وغيرها ) ولا تقترح عليه ان يذهب بها الى مشاوير والتنزه وغير ذلك , وعندما ترى فيه فعل خير وعبادة تشجعه وتعينه على دنياه اذا كان مهموم وتخفف همومه , ومشاكله وتساعده وهكذا ,ليس مع الزمن عليه , معه على الزمن,

    ثانيا " وامراة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعينه على خير " اذا أدبرت أدبرت لإجمال ولا اخلاق , نوع من البلاء , هذه ايضا نمط اخر من الزوجات .الامام يقول "عقيم "

    النمط الثالث ," وامرأة صخابة ولاجة "( صوتها مرتفع بالبيت بغير سبب وتسبب توتر الاعصاب وبكل قضية مهما كانت , ولاجة تذهب وتاتي ) انتبهي على زوجك ونظفي البيت واطبخي الطعام وحممي الاولاد وياتي الزوج تعب وتستقبليه , وقد تذهب المراة في عمل اما الاكثار من الخروج والتنزه مع الصديقات , وتترك المسكين ياتي ولايجد من ينظف البيت  ولايوجد طعام لياكله , ويبدا يفكر باشياء غير صحيحة , ويابناتي الكريمات البيت اولا , الزوج اولا , انهوا عملكم والوقت الذي يكون الزوج قانع استاذنوا واخرجوا ولكن ليس عند رجوعه تخرجون ودائما يجب ان يجدكم الزوج في البيت , حتى تحافظين عليه بعش الزوجية بهذه الطريقة.
    "وامراة صخابة ولاجة همازة"  ( كثيرة العيب وصعبة الارضاء ودائما تعتب على اتفه الاشياء وتعطي الامثله عن النساء الاخريات وعن اوضاعهن وعينها على الناس , وقد لا تنتبه ان هناك مئات الاشياء التي يعملها لها زوجها لها , خذيه بحلوه ومره وكل سلوكه وسترين انه ليس هناك افضل منه ,هذه ايضا سمات لاتحبين نجاح الحياة الزوجية يابناتي انتن لازلتم بالخطوة الاولى وقللوا من الخروج غير الضروري ولاسيما اذا كان الزوج بالبيت , وقللوا من العتاب لازلتم في اول الزواج سواء كان لا يملك عمل جيد او لم يكن قد كون نفسه وقللوا من المتطلبات والشكوى وبعدها سيخرج من حياتك إلى الأبد, ولا ترفعون أصواتكم والمرأة تتكلم بهدوء وهي عزة ووقار لها ,
    لذلك يقول ( ص ) "من سعادة المرء الزوجة الصالحة " والسعادة لديه مهما كانت ملمات الدنيا , وعنه (ص) "المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح " واحدة صالحة تساوي الف رجل غير صالح , في المقابل عنه (ص ) " شر الأشياء المرأة السوء " وهذه أسوء شيء للإنسان المرأة السوء لذلك الدقة في الاختيار مسالة مهمة حتى تكون البداية صحيحة , والانطلاقة صحيحة والسعادة تضمن في الحياة الزوجية , وكذلك الزوجة يجب ان تدقق في اختيار زوجها , وليس على أساس العشيرة او ابن العم او ابن فلان او لاستطيع ان نقول له لا , يا آباء  انت ولي على البنت لكن الولي يجب ان يرى مصلحتها وليس لك الحق في الفرض عليها او تورطها , حتى لا تخجل من الآخرين تدمر حياة البنت وهذا امر يجب ان تعيش وهي غير مرتاحة هذا لا يجوز .
    قال الأمام  العسكري ( ص) لرجل استشاره في زواج ابنته "فقال عليه السلام " زوجها من رجل تقي فانه ان أحبها أكرمها وان ابغضها لم يظلمها  ( أول ماتراه في الرجل دينه , ومن يخاف الله لا يظلمها حتى لو كان لا يرتاح لها لا يظلمها ومخافة الله والتقوى اول صفة يجب ان تبحث عنها في الزوج والعريس الذي تؤمنه على ابنتكم ) "من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها "وهو مشغول بلياليه الحمراء وستتلف ابنتك وستضيع , وانظر سلوك الزوج ودينه وهذه أول خصوصية , سواء يملك او لا يملك الله ييسره , المال ليس كل شيء واهم شيء الأخلاق والدين , واهم شيء السلوك.
     قال الصادق ( عليه السلام ) لرجل استشاره في زواج ابنته لا حد أقاربه وكان سيء الخلق "قال عليه السلام " لا تزوجه ان كان سيء الخلق " حتى لو كان ابن عمها , اذهب ورتب نفسك وأخلاقك تكون مرتبة وتعال وخذها ولا نعطيك إياها اذا كانت أخلاقك هكذا وبعض أعرافنا تحتاج الى مراجعة , ابن العم يأخذ الموضوع طمغة لبنت العم , وانا بالمناسبة متزوج من  بنت عمي لكن ليس بالقوة .
    الإشباع العاطفي لكل من الزوجين وهذه قضية محرجة ولكن لإحياء في الدين ويجب ان نتكلم بهذه الكلمات لتنجح الحياة الزوجية , نحن ثقافتنا الاجتماعية وثقافتنا الزوجية ناقصة مع الأسف الشديد لأننا نستحي من الكلام بهذه الأشياء فيما ان هذه الأمور يجب أن تعرف وتقال , يا زوج هذه زوجتك وإنسانة لديها احتياجات ويجب ان تلتفت اليها , ويا زوجة زوجك لديه احتياجات يجب ات تلتفتين إليها , وإشباع الاحتياجات الإنسانية الحاجة الزوجية بين الزوجين مدخل مهم لسعادة الزوجين , ومدخل مهم لنجاح هذه العلاقة , اذا أي من الطرفين لم يشعر بالإشباع الكامل سيبدا يفكر من حيث يقصد او لا يقصد بأشياء غير صحيحة وتبدا الانهيارات وتبدا المشاكل الدنيوية والأخروية فهذه قضية جدا حساسة ,
    عن ابي عبد الله الصادق ( سلام الله عليه ) قال جاءت امرأة عثمان بن مضعون ( من العباد كما هو معروف ) فقالت يا رسول الله , تشتكي , فقالت "يا رسول الله ان عثمان يصوم الدهر" يعني كل ايامه , وطبعا النهار " ويقوم الليل " بالنهار صائم وبالليل قائم , أين أنا من هذه الحياة ؟ انظر كم هي مؤدبة هذه المرأة , بهذ المقدار ورسول الله فهم ما تقصد , فخرج رسول الله مغضبا , وخرج مسرعا , يحمل نعليه , انظر شدة الغضب لرسول الله (ص) لم يلبس نعليه وركض في إشارة الى ان هناك خطر حقيقي , وسلوك غير مقبول , حتى جاء الى عثمان فوجده يصلي , وتاكد من الرواية وهذا ليس معناه ان لا نصلي ولا نتعبد إنما العبادة في وقتها والصلاة مطلوبة والمستحبة مطلوبة الصوم في ايام معينة مطلوب , ولكن الذي  تاخذ العبادة كل شيء منه لايلتفت الى عائلته بسبب العبادة لا يجوز هذا , فانصرف عثمان حين رأى رسول الله (ص) وأكمل صلاته واستفسر من رسول الله ( ص ) عن سبب مجيئه فقال له (ص) يا عثمان لم يرسلني الله بالرهبانية "لارهبنة في الإسلام "ولكن بعثني بالحنفية" السهلة السمحة , ورسالتي رسالة تسامح ورسالة يسر وسهولة , لا رهبانية في الإسلام ,
    " أصوم واصلي والمس أهلي "أتريد ان تزايد علي انا رسول الله واخصص وقت لإشباع الاحتياجات الإنسانية لزوجتي وانا رسول الله وأنت ما  انت يا عثمان لماذا تترك بنت الناس , "فمن احب فطرتي فليستن سنتي ومن سنتي النكاح " لذلك يا زوج عليك ان تهتم ونحن مجتمعاتنا دائما توصي الزوجة بالزوج وهذا جزء من الحقيقة والصحيح والمهم لكن لانوصي الزوج بالزوجة , وهذا خطأ , كما ان الزوج انسان وله احتياجات , الزوجة إنسانة ولديها احتياجات ويجب ان تشبع هذه الاحتياجات بشكل صحيح , اذا كان الزوج في مجتمعاتنا الأبواب مفتوحة إمامه ولا يوجد رقيب عليه معناه المرأة يجب ان تتحمل دائما كلا هذه قضية عادلة والحاجة مشتركة ويجب ان تلبى من كل كمن الطرفين تجاه الأخر , في المقابل عن الباقر عليه السلام " لا ينبغي للمراة ان تعطل نفسها ولو ان تعلق في عنقها قلادة " الرجل يقول تفضلي تقول له دعني ارتدي القلادة وبهذا المقدار الامام الباقر يقول لا يجوز لها , لا يجوز لها ان تتاخر ولو بقدر ان تلبس القلادة مادام له حاجة انسانية لبيها لكي تحفظيه لكي يبقى عندك ولايفكر بشيء اخر ,
    ايضا يا زوج يا ابنائي هن امانة في أعناقكم كيف تحافظ على الأمانة ؟ يا بناتي الكريمات اولئك أولاد الناس أمانة في احضانكن كل من الشريكين امانة بيد الشريك الاخر , هذا مفهوم الائتمان والامانة سيعطي فرصة حقيقية لبناء علاقة صحيحة , فيها احترام وتقدير وفيها تكريم , ليس فيها اساءة وايذاء وليس فيها تسجيل نقاط والشراكة لايعني ان اسجل بورقة وقلم واسجل نقاط على الزوجة وكذلك الزوج وعند الشجار نخرج ماسجلنا , نحن لسنا في ساحة معركة ونحن لسنا بساحة منافسة ونسجل نقاط بعضنا على الاخر نحن في حياة زوجية وشراكة , وانت تغفر لها وهي تغفر لك وتصفح عنك لتسير الحياة , عن الصادق عليه السلام " ما اظن رجلا يزداد في الايمان خيرا الا ازداد حبا للنساء " وهي مقدار الايمان للشخص وكم تحب زوجتك , هذا معيار , حبك لزوجتك هو معيار مستوى ايمانك , كم مهمة هذه القضية .
    عن النبي (ص) "أي رجل لطم امرأته لطمة امر الله عز وجل مالك ( خازن النيران ) فليلطمه على وجهه سبعين لكمة في النيران "( هذه ليست رجولة وانتم يا شباب يا ابنائي الأعزاء لا تقل اني شاب وعصبي انتبه ولا تقبل لنفسك هذا الشيء انت رجل , انتبه لا تخدش رجولتك بهذا العمل وعندما تسيء الى ابنته الناس , انظر الى العذاب , الله وراءها , يضعك مع مالك خازن النيران مالك ويعمل مايعمل معك.
    عن زين العابدين الإمام السجاد سلام الله عليه " واما حق الزوجة ان تعلم ان الله عز وجل جعلها لك سكنا وإنسا فتعلم ان ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها وان كان حقك عليها اوجب كان لها عليك ان ترحمها " ( سكينة وانس بوقتك معها وهي نعمة إلهية رزقك الله بها كزوجة صالحة  وواجبك ان ترحمها وترعاها وتنتبه لها ) ,
    عن الإمام الباقر في الاتجاه الاخر "لا شفيع للمراة انجح عند ربها من رضا زوجها " يابناتي يوم القيامة يجب ان يكون رأسكم مرفوع عند رب العالمين ويجب ارضاء هذا الزوج لانه مفتاح الجنة , " ولما ماتت فاطمة " سلام الله عليها قام عليها امير المؤمنين علي عليه السلام وقال اللهم اني راضي عن ابنت نبيك اللهم أنها قد أوحشت فانسها " كان علي راض عن فاطمة , وهذه القضية أساسية في التوفيق للزوجة .
    عن الصادق عليه السلام " ملعونة ملعونة امراة تؤذي زوجها " مشكلة المراة كيدها كبير , تؤذي بلا امساك وتعذيب بضرب يبان , وهناك تعذيب محترف يعذبه بلا دليل , يقطر ماء او ما الى ذلك وترى بالافلام ان شاء الله بالعراق لا يوجد مثلها ليس لها دليل وهي اصعب واخطر والمراة حينما تريد ان تعذب تجعله يتقلى المسكين ولا يمكن له الكلام, وهي تعرف " ملعونة ملعونة امراة تؤذي زوجها وتغمه " تدخل الغم الى قلبه والنكد ويرى الغم عندما يراها ," وسعيدة سعيدة امراة تكرم زوجها ولاتؤذيه وتطيعه في جميع احواله " وتسمع كلامه ,
    يابناتي هذا مدخل مهم لنجاح حياتكم الزوجية , الذي يعتقد ان الحياة الزوجية حياة مفروشة بالورود فهو مخطيء , الزواج ليس لطيف كله , الزواج فيه اشياء لطيفة لكن فيه مشاكل ايضا , يا زوجة يا زوج من اول يوم اعرف الى اليوم انت ملك تخرج وتاتي على راحتك وتنام وتاكل كذلك من اليوم يجب ان تنظم حياتك مع الشريك , والشراكه بكل ما تحب وقد تكون هناك اختلافات في اوقات ونوع الاكل وأوقات الراحة وهذه تحتاج الى التفاهم , كل من الزوج والزوجة عندما ياتي الى عش الزوجية ياتي بعادات وسلوك معين وهذا المنطق يقول انا رجل وانا القيم , لست إمبراطور ودكتاتور , نحن للدولة غير راضيها للأسرة نرضاها , يجب ان تتفاهم وهي تنسق حياتها على مائك , هذا كلام غير صحيح , أنت إنسان وهي إنسانة , انت يجب ان تتنازل وهي تتنازل القليل وتلتفون في المنتصف , اذا تريدها كلها تتنازل هذا ظلم لماذا ؟ تتنازل هي دائما , هذه الشراكة تحتاج الى تفاهم وتحتاج الى تضحية من الطرفين لتنجح , مثل شراكتنا السياسية عندما نقول الشراكة تحتاج تنازلات متبادله وهي سنة الحياة لان الشراكة هكذا , كالشراكة في التجارة وليس من الصحيح ان يقول احدهم ان الربح لي والخسارة لك نحن شركاء بالربح والخسارة , حتى تصبح شراكة والا هي ليست كذلك فمن يدخل شريك في تجارة الخسارة عليك والربح لي , لماذا أتشارك معك هكذا , ومن يقول انا الرجل تعال شراكة مع ابنة الناس وما اقول تعملين وما يعجبني ولا يعجبني لا تعمليه هذه ليست شراكة , المرحلة الاولى من الزواج تحتاج الى حالة تفحص , انت تفتح عينك عليها وما تحب وما عاداتها وما تتعامل وما تاكل وما تشرب وكيف تتصرف وهي تفتح عينها عليك وترون اين المشتركات واين التي تحتاج الى تعديل ليصبح هناك انسجام , وعندما كنت اسلم عليكم رأيت أكثركم في عمر الزهور وفرحت كثيرا والزواج المبكر اذا كان باصوله ان شاء الله بداية نجاح حقيقية وليس لان عمري 16 سنة وتزوجت لكن الإنسان في العمر المبكر عندما يتزوج يستطيع ان يكيف نفسه ويتطبع على الشخصية الخاصة بزوجته وهي تتطبع عليه وهو شيء مهم , يا أباء يا أمهات يا من لديكم أولاد او بنات , يقف الاب يقول ابني كبر اريد افرح به وأزوجه , جيد لكن من تزوجه وكيف ؟ يجب ان تضمن السعادة , وتقف الام تنظر الى طول ابنتها وتقول كبرت البنت وان شاء الله أراها ببدله العرس وبليلة الفرح وهذا جيد لكن البدلة يجب ان لا تخرج بالكفن الابيض بعد عمر طويل ان شاء الله , التفكير لايجب ان ينحصر بمجرد الزواج وكذلك للبنت , كلا يحتاج ان نتاكد إنها تسعد وتنجح في حياتها الزوجية , شركاء يعني متعاونين وليس متعاندين اذا كان الاساس هو العناد هذا ليس شراكة , تعاون وتراحم وحل مشاكل فيما بينكم , الشراكة يعني انت وهي تلتمسون حياتكم , الى الان انت ببيت ابوك وحياة اهلك ومايريدون ومايشربون ويتعاملون وكيف ينامون ومتى ينهضون وانت منسق حياتك مع اهلك , وهي منسقة حياتها مع اهلها , اليوم صرتم ازواج من اليوم انت عندك حياتك الخاصة التي لايشترك فيها الا زوجتك اللهم الا ان كنت في البيت الكبير ولديك غرفة معهم وتتكيف معهم ولكن ان كنت مستقل ببيتك وثم حتى لو كنت مشترك تشترك معهم في الاكل لكن هناك اسرار وخصوصيات , ويجب الحفاظ عليها , وكذلك البنت يجب ان تحافظ على اسرار حياتها الزوجية واقحام اهل الزوج واهل الزوجة في حياتكم هذه ليست صحيحة , محرم اسرارك يابنتي هو زوجك , وانت يا ابني محرم اسرارك في حياتك الشخصية هي زوجتك وهذه حياتكم , انتم احرار بها ويجب ان تبنوها بما ينسجم مع ذوقكم , واشراك وادخال اهل الزوجة والزوج في المشاكل يعقد ولايسهل الا في الحالات النادرة التي يكون فيها العرسان شباب ياخذون النصح والمشورة لكن هم يقررون لحياتهم , قضية اخيرة اطلت عليكم كنت اقرا في احصائيات الديوانية ان اكبر نسبة من شباب العراق في محافظات العراق التي يتابعون المسلسلات المدبلجة هم شباب الديوانية استوقفت عند هذه الإحصائية , هي ليست عيبا لكن هذه تقول الإحصائية لذلك احببت ان أقول الكلمة لكل شباب العراق من الديوانية , ياشباب ياشابات التلفزيون واحدة من الوسائل المعرفية , وهناك مسلسلات مفيدة وجيدة يراها الناس وهناك مسلسلات ضارة , تؤسس لثقافة اخرى الإنسان عندما يراها اول مرة يتقزز حول الخيانات واللعب ماذا زوجة لديها صديق وزوج لديه صديقة وعلاقات من نوع معين والخيانات وكذا , وبطل الفلم هو خائن وينتصر له في إيقاعات المسلسل بحيث المشاهد يبدا يتعاطف مع الخائن وليس مع الضحية , هذه أشياء خلاف قيمنا وأخلاقنا , اول مرة قد يراه ويعبر وغير مرتاح لكن مرة اخرى وعاشرا , يراها طبيعي لانها تؤثر فيه بشكل غير مباشر وهذا جانب , ماهو المسلسل الذي نراه والبرامج التي نراها أيضا أنت الى اليوم وحدك ومن اليوم فصاعدا صرتم اثنين , وانت تحب كرة القدم وهي تحب المسلسل ويخرج اخر يريد اخبار , وتتجاهل إرادتها وتسير الأمور بإرادتك وهذا غير صحيح لان هناك تلفزيون واحد بالغرفة و يجب ان تتفقون وتتفاهمون ان نتابع أشياء مفيدة , وغير مضر , لان المضر يؤثر بالنفس .مؤسسة شهيد المحراب زوجت 12 الف شاب وشابة وهو رقم مبارك في هذه الأيام المباركة وهي عيد الغدير الأغر .
    كلمة شكر وتقدير أخرى لأولئك المحسنين الذين ساهموا في خلق هذه الفرحة وهذه البسمة على شفاهنا جميعا فشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة