• نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الليلة الرابعة من المحرم

    2012/ 11 /19 

    نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الليلة الرابعة من المحرم

     بسم الله الرحمن الرحيم  

    السلام عليكم يا أبا عبد الله السلام عليكم يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك , عليك منا جميعا سلام الله أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار , ولا جعله الله اخر العهد منا لزيارتكم , السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ,

    التوكل اعتماد القلب في جميع الأمور على الله سبحانه وتعالى

    السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات الحسينيون ورحمة الله وبركاته , في هذه الليالي الحزينة التي نجتمع فيها لنستذكر واقعة ألطف الأليمة ونعيش هذه الأيام والليالي مع الحسين عليه السلام , ونستذكر ما جرى عليه نستدر الدموع وتخرج منا العبرة ولكننا لا نقف عندها , وإنما ننتقل من العًبرة إلى العٍبرة ومن الدموع الى الدروع , إلى العبر وذكرنا ان واحدة من السمات المهمة التي تجسدت في الحسين عليه السلام وفي أهل بيته وأصحابه هي سمة التوكل على الله سبحانه وتعالى , نجدها في كل كلمة وفي كل قول وفي كل فعل وكل موقف وفي كل سلوك صدر من الحسين عليه السلام ومن أهل بيته وأصحابه , التوكل على الله , وذكرنا ان حقيقة التوكل إنما اعتماد القلب في جميع الأمور على الله سبحانه وتعالى , ضع عينك امام الله , وتطلب من الله وإذا حصلت على ما تريد فتوجه الى الله بالشكر وتعلم ان الله هو المعطي واذا كانت هناك حاجة تاخرت عنك فاعلم ان هناك مصلحة في هذا التأخير فترفع يدك بالدعاء والطلب وترجو من الله سبحانه وتعالى ان يقضيها لك إن كان في ذلك مصلحة هذه حقيقة التوكل وهذا هو التفويض واناطة الامور الى الله سبحانه وتعالى , منه نطلب واليه نتوسل وعليه نتوكل .
     ثم ذكرنا حدود التوكل قلنا البعض يعتقد ان التوكل هو اتكالية , لا يدرك لماذا انا متوكل على الله , السبب الطبيعي يجب ان تخوضه ويجب ان تتعلم وتطلب من الله , اذا كنت مريضا لماذا لا تذهب للطبيب او فقير لا يعمل , بحجة التوكل على الله هذا ليس توكل هذه اتكالية وهناك من يحتمي تحت يافطة التوكل ليهرب من الحياة ومن مسؤولياته في هذه الحياة ومن خوض الأسباب الطبيعية لتحقيق النتائج , في الجانب الآخر هناك من يعتقد جازما ان النتائج تحصل بأسبابها الطبيعية والله غائب , من يشفيك يقول الطبيب المتخصص فلان , او درجة اختصاص عالية من الجامعة الفلانية بالعالم اذهب اليه ويشفيني , هل يشفيك هو ؟ الله هو الشافي , من خلال هذا الطبيب او غيره , حتى تكون تشخيصات الطبيب صحيحة وحتى يضع اليد على المرض والمشكلة والداء وحتى يشخص الدواء الصحيح وحتى يكون هذا الدواء مؤثرا فيه يجب أن تتوكل على الله , وتذهب نحو الطبيب ومن يعتقد انه يستطيع ان ينجح وحده بلا عون من الله لا يقولها لكن لم يلتفت أصلا إلى الله , أنا تاجر وأحقق أرباح في فهمي ومعرفتي وتجاربي , انا استطيع , كلا ستكبو ،  أول مرة قد تحصل على أموال وبالثانية ستكبو,  إذن حدود التوكل أن نذهب نحو الأسباب الطبيعية وان نحقق الأمور من خلال أسبابها لان هذا النظام نظام السببية وضعه الله في هذا الكون , ولكن أن نعتقد جازمين ان لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى , اعمل وأقول له يا الهي أنت ارزقني وادرس واقول له الهي أنت أنجحني واذهب إلى الطبيب وأقول له الهي أنت شافيني وأنت الشافي لاغيرك , هذا حدود التوكل .

    المرتبة الاولى .. التوكل الادعائي

    ثم انتقلنا الى مراتب التوكل , قلنا ان بعض المتوكلين وهم الأكثر وعموم الناس توكلهم ادعائي ويدعي ويرفع شعار التوكل لكن بالواقع هو غير متوكل , يقول الله ماهي مساحته يقول كل شيء بيد الله والأمور بيده والله مالك كل شيء يقولها , لكن عند المشكلة والقضية كل عينه على الأسباب الطبيعية مثلا لديه ضائقة مالية واطلب من عمي أو من خالي أو من صديق أو اطلب من فلان ايهم يستطيع وكل هذه أسباب طبيعية لاياتي بباله أن يرفع يده الى الله ويطلب منه , ويتوكل عليه وثم يبحث عن الأسباب , وليس قبلها , هذه في شؤون الدنيا وعند الوصول الى شؤون الآخرة تصبح القضية بالعكس , قلبك طاهر الله لا يقف عن هذه الأشياء , كلام هنا وعمل هناك وأموال نجدها بالطريق نضعها بجيبنا هذه بشطارة تلك بكذا ونبدأ نبرر , إذن أين إجراءاتك لتحقيق رضا الله سبحانه وتعالى , إلا يحتاج رضا الله إلى أسباب طبيعية يقول كلا دع قلبك نظيف والبقية سهله , بالدنيا التركيز على الأسباب الطبيعية وبالشؤون الأخروية  تجرد عن هذه الأسباب وابتعاد عن ما يقرب إلى الله تحت ذريعة وعنوان "دع قلبك نظيف وطاهر والله كريم " لكن لا يتقرب إلى الله بما يبتعد عنه , النظرة الحرام لا تقربك بل تبعدك وإذا نظرت الى الحرام لا سمح الله وأريد ان اقترب من الله لا يجوز هذا سائر بالطريق الخطأ وهكذا في كل شيء هذه المرتبة الأولى .

     المرتبة الثانية .. عقله يقول الله بيده كل شيء وقلبه يقول عبد الله بيده كل شيء

     اولئك المتوكلين على الله سبحانه وتعالى ويقودهم الى التوكل حلمهم والدليل والبرهان , انت ماذا يقول انا متوكل على الله , لماذا ؟ يقول البرهان العقلي والبرهان النقلي والآية والرواية هي التي دلت على اننا يجب ان نتوكل على الله والأمور بيد الله اذن نتوكل والله عليم , ويعلم حاجتنا وقدير ويقدر ان يحلها وكريم لا يبخل ويعطي لعبده , ورحيم ليس لديه ثار, فاذا كان الله يعلم وبيده ويقدر ويعطي وهو رحيم ويريد خير عباده لماذا لم يفعلها ؟ هذا الإنسان يتوكل على الله ولكن بالدليل العقلي والبرهان , اول آية عندما ياتي الى استحقاقات الواقع عقله يقول  له بيد الله وقلبه يقول له اذهب الى الطبيب الفلاني يشافيك , وشد حيلك هذه ألليله الأخيرة قبل الامتحان للصبح حتى تنجح , اعمل هذه المناورات عله ان شاء الله تقنع هذا وذاك ويعطوك تعيين او موقع او كذا , كل باله مع الاسباب وعندما يرجع للدليل يتذكر ان كل شيء بيد الله وعندما يصطدم بالواقع ينغمس بالاسباب الطبيعية وينسى الدليل فدائما يعيش الصراع بين العقل وبين القلب , عقله يقول الله بيده كل شيء وقلبه يقول عبد الله بيده كل شيء .

    المرتبة الثالثة .. قلبه ووجوده ومشاعره وعقله كل هذه الامور تدله وتسوقه نحو الله سبحانه

    وهي اهم المراتب , ان يفهم الإنسان بحيث ان القلب ينظر ويرى ويعتقد ويؤمن بالتوكل على الله سبحانه وتعالى , قلبه ووجوده ومشاعره وعقله كل هذه الامور تدله وتسوقه نحو الله سبحانه وتعالى فيكون أنسانا الهيا , أنسانا متخلقا متوجها نحو الله , هذا الإنسان عندما يصل الى هذه ألمرتبه هنيئا له الله سيعطيه ويفتح عليه ويرزقه واذا منعه يمنحه الشكر والرضا والقبول لهذا الواقع ويجعله يعتقد إن ذلك فيه مصلحة واذا أعطاه لم يصاب بالغرور والنرجسية ويقول هذه من الله الذي إعطاني وبأي لحظة سيأخذها" لان شكرتم لازيدنكم " يعطي ويقدم للآخرين ويساعد الآخرين ويوظف طاقاته في خدمة الآخرين , اذا أعطي لا يصاب بالتكبر والغرور والأنانية والنرجسية واذا منع لا يصاب بالإحباط واليأس والخنوع , هذه خصوصية التوكل في مرتبته العليا

      آثار التوكل ..

     الإنسان المتوكل على الله ماذا يحصل ؟ والآثار المترتبة على ذلك وماهي السلاح بيده والاوراق التي لديه والقوة التي يستشعرها والمعطيات ؟

    أولا/ إذا أردت أن تخرج من هيمنة الشيطان والطواغيت والظالمين عليك بالايمان والتوكل على الله

     الانسان حينما يسيطر على نفسه ويخرج عن سلطة وهيمنة الشيطان , شيطان الجن والإنس , يسيطر على اعصابه من الوقوع في المعصية , لاحظوا قول الله تعالى في سورة النحل الاية 99 "انه  الشيطان ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون " عندك ايمان وتوكل ، الشيطان ليس له سلطان عليك ولا يؤثر فيك ولا يستطيع ان يضلك  ويحرفك وتأتي المعصية أحيانا النفس تجنح نحو المعصية والرذيلة والعياذ بالله وعندك موقفات قوية وحصانات ومناعات كبيرة جدا , "انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون "اذن على من لديه سلطان " انما سلطانه على الذين يتولونه "الذين هم يذهبون ويطرقون باب الشيطان ويقولون نحن قادمون نريد ان نبايعك , ونحن أتباعك وأنت المتبوع ونريد تسليمك زمام القيادة بيدك يا شيطان ويقول مادام أنت أتيت إذن أنا جاهز للقيادة , يقال احدهم في عالم الرؤيا رأى الشيطان بيده حبال وسلاسل مختلفة بعضها خفيفة وبعضها غليظه فسال الشيطان قال ما هذه ؟ قال الشيطان هذه السلاسل هي للناس , من الذي قليلا يسلم رقبته اسحبه قال لماذا هي أشكال وانواع ؟ قال الشيطان لان الناس مختلفين وبعضهم أؤشر إليه فيأتي راكضا وهناك من يحتاج الى خيط وبعضهم يحتاج الى حبل وبعضهم يحتاج إلى سلاسل وهم من لديهم مقدار من الإيمان والتوكل على الله , قال يا إبليس أسالك سؤال قال له تفضل, قال أيهم لي ؟قال أنت من النوع الذي يأتي بالإشارة لا تحتاج إلى سلاسل ولاحبال ولا واحدة من هذه لك , لكن الحصيلة" انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون "الذين هم وضعوه شريك مع الله سبحانه وتعالى , بالكلام الله هو الحق والمالك هو الرب وبالعمل عين على الله وعين على الشيطان , اذن وضعوا الشيطان شريك مع الله سبحانه وتعالى , الشيطان سلطانه على هؤلاء اما المؤمن المتوكل لا طريق للشيطان عليه , إذن إذا أردت أن تخرج من هيمنة الشيطان والطواغيت والظالمين عليك بالايمان والتوكل , المؤمن المتوكل لا طريق للشيطان عليه واردت ان تخضع لهيمنة الشيطان والوقوع في الرذيله والعياذ بالله " يتولونه وهم به مشركون " انت تختاره بعملك وليس بكلامك وبالكلام كلنا نقول لا ولكن بالعمل تختاره انت الشريك ولاحظوا في هذه الرواية "لولا ان الشياطين يحومون حول قلوب بني ادم لنظروا الى ملكوت السماوات " الإنسان اذا استطاع ان يتحرر من الشيطان ويفتح عينه وينظر ويرى ملكوت حقيقة السموات وبواطن السماء والعالم الآخر والنشأة الآخرة , ونشأة المعنى وهذه يستطيع ان يراها ويحيط بها ويتعرف عليها والذي تحصل له هذه اللذة , اللهم أذقني حلاوة مناجاتك وعبادتك " هذه الحلاوة عندما تاتي وترى تلك الحلاوة تتصاغر امامها كل اللذات المادية والدنيوية وتتمسك بتلك وتريد تلك , الحسين عليه السلام آية بارزة من آيات الله سبحانه وتعالى في هذا الجانب وبرز لديه التوكل بأوضح صورة وحصل على هذه الهيمنة على نفسه في قبال هيمنة الشيطان , وحينما يوبخ اولئك المنحرفين وينبههم الى هذه الحقيقة ويقول في اول خطبة يوم عاشوراء مخاطبا اولئك القوم " فنعم الرب ربنا وباس العبيد انتم "لجيش عبيد الله بن زياد ولجيش يزيد بن معاوية ولجيش عمر بن سعد " وباس العبيد انتم أقررتم بالطاعة "بالكلام نحن نطيع الله ومسلمين " وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه واله ثم أنكم زحفتم الى ذريته وعترته تريدون قتلهم "لكن سلوككم اين وكيف تذبحون أولاد الأنبياء وذرية الأنبياء , هذه كيف تنطبق مع ذلك الحديث والادعاء " لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم " الشيطان عندما يسيطر عليكم تنسون الله وعندما تذكر الله يبتعد الشيطان هذه لا تجمع مادمت ابتعدت عن الله ستنساه وياتي ذكر الشيطان يحضر وهذه مساحته , هذه معركته " فتبا لكم ولما تريدون "عمر بن سعد هذا سعد بن أبي وقاص ليس شخص عادي يعرف الأمور ويعرف الحسين ولديه علم وفهم والحسين عندما يحاججه ليس كما يحاجج الآخرين " يا عمر اانت " أنت وأنت عمر بن سعد لماذا هذا الموقف ؟ وينحني عمر ويقول للحسين وعدوني اذا خرجت الى قتالك ومعركتك  بملك (  الري ) وكانت الري ولاية كبيرة في ذلك الوقت وهي منطقة أصبحت قريبة من مدينة طهران , قريب من باب طهران وضواحيها وأيام زمان كانت الري مدينة كبيرة " ملك الري " الدنيا والشيطان استحوذ عليه واخذ مشاعره لمن يتولونه , تولى الشيطان والشيطان سيطر عليه وهذه المشكلة , كل الانحرافات التي تحصل للإنسان حينما يتجاهل الإنسان ذكر الله سبحانه وذكره , تقرب إلى الله وتوكل على الله ستمسك الأمور بيدك ولا تفلت منك ولا تذهب باتجاه الشيطان ولا يسيطر عليك الشيطان ,
    لاحظوا الآية الأخرى والتي تشير إلى هذه الحقيقة هي سورة يونس " الآية 84 و85 وقال موسى ياقوم ( يخاطب بني اسرائيل ) " ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مؤمنين " هل انت مؤمن بالله نتيجة هذا الايمان يجب ان يكون هناك توكل على الله اما أن تكون مؤمن غير متوكل لا يجوز هذا , الله تعالى بيده كل شيء اذا كان بيده كل شيء اذن بمن تتمسك بالقوي والذي بيده كل شيء و لاتتركه وتذهب للذي ليس بيده شيء مادام تذهب لغيره معناه انك لا تؤمن بان الله بيده كل شيء ولو آمنت لم تتركه وتذهب للآخر , مثلا سيارة ( الامثال تضرب ولاتقاس) سيارة آخر موديل واخرى قديمة واذا اردت ان تركب لطريق بعيد ايهم تركب ؟ اكيد التي توصلك الى المكان المطلوب وشتان بين هذه الامثله وما نتحدث , "فقالوا ( اذا كنتم مؤمنين ) على الله توكلنا ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين " هي هذه المشكلة الوقوع في الفتنة وفتنة الظالمين , ترغيب وترهيب , تعال عندي واعطيك دنيا ومواقع واموال ووجاهات واعطيك ترغيب وترهيب , اذا لم تاتي معي اسجنك والاحقك واتابعك , على طول الخط الظلمة شياطين الجن والانس وهذه طريقتهم , اذا سرت معي تحصل على كل شيء واذا لم تات معي كل من ليس معنا فهو ضدنا هكذا يقولون , فاذا كنت تستعد للمنازلة وهذه فتنة والبعض يسيل لعابه للامكانات والدنيا والبعض الاخر لديه حالة خوف ورهبة وضعيف ويهتز وباي تهديد تراه تتغير سماته  ويندفع نحو الشيطان او نحو الظلمة وما الى ذلك , بني اسرائيل يقول على الله توكلنا ثم يطلبوا من الله"  ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين "لا تتاثر باغراءات الظالمين فكلما كان الايمان اعظم واوثق وكلما كان التوكل على الله اعظم والخوف والطمع بما في يد الظالم اقل يكفي الإنسان ان لايخاف ماذا تفعل له ؟ اقصى شيء تهدده بالقتل , "ابالموت تخوفني " هذا نطمح اليه لاتخيفنا بالموت والواحد يتمنى الشهادة ويريدها وهو يتوسل الله سبحانه وتعالى ان يرزقه الشهادة وانت تهددني بها وهي مكرمة من الله سبحانه وتعالى , "القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة " اذا الموت لا أخاف منه بعد الموت لايوجد شيء ولايؤثر علي شيء ولا يستطيع الضغط علي وهذه اولى الفوائد العظيمة للتوكل .

    ثانيا//عندما تكون متوكلا على الله تشعر بالقوة والثقة والعزة والكرامة

    الهمة العالية عندما تكون متوكل تشعر بالقوة وظهرك مسنود وفي ركن وثيق هو الله سبحانه وتعالى وترفع راسك وتشعر بالقوة بقوة الله , تشعر بالثقة لارتباطك بالله سبحانه وتعالى وتشعر بالعزة لانك مرتبط بالعزيز وتشعر بالعظمة لانك مرتبط بالعظيم وتشعر بالكرامة لانك مرتبط بالكريم , من شدة هذا الارتباط وهذا التوكل تصبح قوي والهمة ، عن الامام الجواد صلوات الله وسلامه عليه " الثقة بالله تعالى ثمن لكل غال "عندما تصبح لديك ثقة تستطيع تحقيق كل شيء وبالثقة بالله تحصل على الارادة وهي توفر لك فرص تحقيق كل ماتصبو اليه وتريده , " فإذا أردت ان تنجح عليك بهذه الطريقة , واصحاب الحسين وماوقع في يوم الطف ايضا كانوا من اصحاب هذه الهمة العالية وعندما تنظر الى 72 نفر في مقابل 70 الف واولئك لديهم المال والطعام ومدججين بالسلاح واولئك العطش اخذ ماخذ كبير من صغارهم فضلا عن كبارهم ويتضرعون من الجوع والعطش والعدد قليل وغرباء واولئك في اماكنهم يقاتلون , الامثال تضرب ولاتقاس , في كرة القدم الفريق الذي يلعب على ارض الاخر يحسب له شيء آخر غير من يلعب على ارضه ومن يقاتل على ارضه غير من هو غريب واتى من مكان اخر وظروف المعركة وتوازنات المعركة واصطفافاتها , الدعم اللوجستي بالمعركة والقدرات البدنية في المعركة ليس هناك قياس هذا واحد وذاك عشرة ؟ لا 70 و70 الف ، ألف ضعف فالقضية منتهية وليست بحاجة الى حساب وليس هناك من فرص وليس هناك توازن وتكافيء اقل او اكثر هذا معناه ونقيس السبعين بالسبعين ألف ومعركة محسومة عسكريا قبل ان تبدا فبقول شخص مادام واجبنا ان ناتي يجب ان نستشهد والحسين لانتركه يجب ان نرمي انفسنا على الموت وتنتهي القصة ونستشهد , ماكان تعاملهم ؟ اسمعوا والفضل ما شهدت به الأعداء ولا أريد ان أقول أصحاب الحسين كيف وصفوا أنفسهم أريد ان انقل  لك  , (عمر بن الحجاج ) عندما اراد ان يستفز قومه ويحرضهم على القتال ماذا قال لهم وماذا وصف أداء الحسين وأصحابه واهل بيته في المعركة هذا المقطع من الحديث الذي تحدث به عمر بن الحجاج لقومه يقول لهم " اتدرون من تقاتلون ؟ تقاتلون فرسان المصر( شجعان وابطال في هذه الديار ) وأهل البصائر ( لديهم وعي وبصيرة وفهم دقيق للامور ) وقوما مستميتين ( طبيعي عندما يكون فارس ومن اهل البصيرة كيف لا يستميت ولديه مشروع ولديه قضية ولديه حق يقاتل من اجله ولا تستطيع ان تتغلب عليه ) لا يبرز اليهم احد منكم الا قتلوه ( اذا كنتم 70 الف وخرجتم اليهم واحدا واحدا سيقتلوكم ) والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم , اذن 70 الف وبالحجارة ارموهم بها , استخدام الوسائل غير الشريفة الوسائل غير النظيفة في المعركة , ضربة بضربة ورجل برجل هذه هي المعركة ونحن 70 وانتم 70 الف ونقبل بها , 70 الف وغير مستعدين للقتال سيف بيد ورمح برمح وتذهبون للحجارة , انظروا الدناءة والكثرة العددية والامكانات المادية وهذه كلها لا تمنع الإنسان ان يدخل الى مداخل غير شريفة وغير نظيفة لتحقيق غاياته , " الغاية تبرر الوسيلة " مادام غايتنا قتل الحسين أي وسيلة تقتل الحسين واصحابه ليس هناك مانع اما اهل الحق لايقولون الغاية تبرر الوسيلة واهل الحق يقولون بان الوسائل يجب ان تكون من جنس الغايات , غاية شريفة الوسيلة يجب ان تكون شريفة  وهدف سامي وكيف اوفر له وسائل غير سامية وغير نظيفه لايجوز هذه من تبريرات الشيطان وتلبيس الشيطان حتى يفتح المنافذ للإنسان ان تريد أن تحقق شيء شريف اسرق وساعد الفقراء ؟ من قال لك هذه تقبل ؟ لا تصير هذه , ولذلك نجد ان الحسين عليه السلام كان وجاء الحر بن يزيد ألرياحي مع جيشه , وأشربوهم الماء وهو حق انساني وليس له علاقة بالمعركة نحن اعداء او أصدقاء أنت إنسان وإنا إنسان ولك حق الحياة وهذا الماء من حقك لكن هم كيف تعاملوا ؟ بطريقة أخرى وأهل البصائر الأقوياء وهمم عالية , انظروا ام البنين صلوات الله وسلامه عليها , تفقد أربعة في هذه المعركة عبد الله وعثمان وجعفر وابي الفضل العباس سلام الله عليهم , أربعة وهذا شيء ثقيل والأمهات التي ثكلن بأبنائهن الله يحفظكم جميعا بأمهاتكم لكن الأم الموجوعة المالومة تعلم ما أقول الأم التي تفقد ابنها ثم يكونوا اثنين وثلاثة وأربعة , والعياذ بالله شخص شرير وغير صالح وسيارة تصطدم به أيضا إلام تلطم عليه لكن عندما يكون الرجل صالح وفي طريق الحق , جاءوا يريدون أخبارها عظم الله أجرك يا أم البنين , بابنك عبد الله وبابنك عثمان وبابنك جعفر وخبروها باستشهاد أولادها وهي تسألهم ؟ ماذا عن أبي عبد الله الحسين أولادي فداء للحسين وقولوا لي الحسين ما أخباره ؟ إذا الحسين حي وموجود اذا الحسين على قيد الحياة أولادي فداء للحسين انظروا التوكل على الله , انظروا المبدئية العالية والوضوح والبصيرة , لم تهتز حتى قيل لها عظم الله أجرك بابي عبد الله الحسين هنا انهارت , وشقت الراية ورأت الإمام قد تعرض للاستهداف والمشروع تعرض للاستهداف هنا شعرت بالقلق هذا التوكل شيء عظيم وكبير اذا استطعنا أن نوجد في أنفسنا سنكون حسينيين جميع ما بقينا وبقي الليل والنهار, الحسين لايمثل شخص مهما كان عظيم ,.رسول الله وهو سيد الأنبياء وجد الحسين وهذا الإنسان العظيم والله يقول في قرانه نقلا عنه " قل إنما يعلمه الله إنما أنا بشر مثلكم " عظمة الرسول ليس بشخصه برسالته لأنه رسول من الله سبحانه وتعالى وعظمة الحسين لأنه صاحب مشروع وحامل رسالة ومدافع عن الحق والحق ينبض في كل شيء لان الحسين جسد الصراع بين الحق والباطل , وهذا الصراع لا يقف في كل مكان وزمان والصراع تجده بين الحق والباطل لذلك نقول دائما" كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء "في أي زمان ومكان كنا هناك صراع بين الحق والباطل , علينا ان نقف ونتعلم من دروس الحسين,

    نسال الله ان يجعلنا من المتوكلين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة