• نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الليلة التاسعة من المحرم

    2012/ 11 /24 

    نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم في الليلة التاسعة من المحرم

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين وصحبه المنتجبين .

    السلام عليكم يا أبا عبد الله, السلام عليكم يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك , عليك منا جميعا سلام الله أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار , ولا جعله الله آخر العهد منا لزيارتكم , السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ,

    السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات الحسينيون ورحمة الله وبركاته , كلما تمر لليلة كلما نقترب من ليلة الفجيعة الكبرى من يوم الرزية العظمى من يوم المصيبة التي ألمت بال بيت الرسول في واقعة ألطف في يوم عاشوراء , كما نقترب الى هذه اللحظة والى تلك الساعات كلما ينبض القلب حرفة وألما وحزنا على سيد الشهداء وعلى أهل بيته وأصحابه , وكلما تستنفر المشاعر والعقول في استلهام الدروس والعبر والاستفادة من هذه المدرسة المعطاء , مدرسة الحسين عليه السلام .

    التوكل على الله يساعد في الخروج من هيمنة الشيطان والابتعاد عن المعصية

    وكنا قد بدأنا منذ بداية هذه الليالي العشرة من شهر محرم الحرام في التركيز على واحدة من الدروس المهمة في ( واقعة ألطف ) ألا وهي التوكل على الله تعالى, هذه السمة التي رافقت الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كل مواقفهم وفي كل حركاتهم وسكناتهم , في كل أقوالهم وأفعالهم , ذكرنا حقيقة التوكل على الله وحدود التوكل ومراتب التوكل وكما نتحدث عن آثار ومعطيات التوكل , ماذا يفيدنا التوكل وأين هي آثاره في بناء الشخصية الإنسانية ؟

    قلنا إن التوكل يساعد في الخروج من هيمنة الشيطان والابتعاد عن المعصية , يوجد الهمة العالية ويحقق فرص وقدرة اتخاذ القرار والخروج من حالة التردد ويعطي الإنسان الثقة من خلالها لا يتأثر بالرأي العام وإعراض بعض الناس عنه في مواقفهم وعندما يكون متوكل على الله سبحانه وتعالى بعض الإنسان أعجبهم ام لم يعجبهم وأرادوا أن يشهروا به او أرادوا ان يضغطوا عليه لا يتأثر ويبقى قويا وصلبا واليوم ندخل في اثر جديد من اثار التوكل الا وهو الكفاية .

    وهي بلوغ الأمر وبلوغ المراد , الإنسان لديه غايات شريفة ونبيلة , بالتوكل على الله سبحانه وتعالى يستطيع ان يحقق هذه الغايات ويوفر للإنسان حالة الكفاية لاحظوا في القران الكريم حالة الكفاية في سورة الأحزاب آية 25 وكفى المؤمنين القتال " المؤمن همه كيف ينتصر بالمعركة والله سبحانه وتعالى يكفيه ويحقق له الانتصار ويحقق غايته ومراده, في سورة الحجر الآية 95 "إنا كفيناك المستهزئين "الإنسان يضيق صدره بمن يستهزئ به ويسيء إليه ويشهر به , الله سبحانه يقول يا رسول الله "انا كفيناك " هذا مطمحه ونحن حققناه, في سورة النساء الآية 79 "وكفى بالله شهيدا " يكفيك ان الله سبحانه وتعالى شاهد عليك ويعرف ما تقوم به من أعمال صالحة وطيبة , كلما يتمناه الإنسان وغاياته المشروعة تتحقق , فإذا كان التوكل هو المدخل لتحقيق هذه الغايات وهو المدخل لتحقيق الكفاية فهذا هو السر الحقيقي في النجاح , لاحظوا هذه الرواية عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه , قال "من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا , "اذا أعطاك الله ثلاثة أشياء لا يمنع ثلاثة اشياء منه , "من أعطي الدعاء أعطي الإجابة " لان الله سبحانه وتعالى هو يقول"ادعوني استجب لكم " يجوز لا يحدث توفيق الدعاء و تدعو ولا يستجاب إليك لكن إذا دعوت ونقصد من الدعاء ليس لقلقة لسانه فقط اللهم أعطيني وغيرها , كلا , وإنما الدعاء بشروطه , المعروفة "أجيب دعوة الداعي إذا دعاني " إذن هناك داعي يدعو وداعي لا يدعو , هو يدعو لكن لقلقة لسان وسبحته بيده سبحان الله ولا اله إلا الله والله اكبر , والمصحف بيده يتلو القران وباله في غير مكان والدعاء يتلوه لكن قلبه ليس مع الدعاء وهذا ليس داعي , أشياء لا يقصدها "أجيب دعوة الداعي ( متى )  إذا دعاني "إذن الداعي الذي يدعو من أعماق وجوده أجيبه , أعطيه سؤاله , فالله سبحانه وتعالى اذا أعطانا الدعاء يعطينا الإجابة كما يقول الإمام الصادق .

    "ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة"لكن هناك من يحصل على نعمة معينة يحتكرها , سواء كان موقع او منصب لاي سبب من الأسباب تراه يحتكر ويريد كل شيء له فرص التعيين له ولربعه ولأقاربه , هذا ليس شاكر, لكن من يعطى نعمة الشكر ويعطى الزيادة "لان شكرتم لازيدنكم " والشكر ليس كلمة شكر لله هذه لا تكفي والشكر بالقول وبالفعل وبالسلوك والاستفادة من هذه النعمة وإذن استفدت من النعمة فائدة صحيحة تكون شاكرا لها ,

    " ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية " حينما تعطى التوكل وتكون متوكلا على الله سبحانه وتعالى , الله يعطيك الكفاية والله سبحانه وتعالى يقول في قرانه " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "أمره متروك لله , وإذا عينك على عبد الله وزيد وعبيد , انتظر من زيد وعبيد الإجابة , وإذا كان عينك على الله سبحانه وتعالى , ترجوه وتطلب منه وليس من غيره فالله سبحانه وتعالى يكفل لك تحقيق هذه الغايات "فهو حسبه " الله يتوكل والكفاية من الله سبحانه وتعالى , تبلغ حاجتك وتحقق ما تريد من خلال التوكل على الله هذا أيضا معطى آخر ومهم .

    الاثر السادس من آثار التوكل على الله , الشجاعة , اذا كنت متوكل تصبح عندك شجاعة وثقة عالية بالنفس وتستمدها من الثقة بالله سبحانه وتعالى , يصبح لديك جرأة وإقدام لا تهاب المنغصات والتحديات التي تقف بوجهك , هذه من السمات المهمة للمتوكلين , الشجاعة ,

    على المتصدي أن لا يخلق فجوة بينه وبين الأمة

    لاحظوا هذه المقطع القرآني اللطيف في سورة يونس الآية 71 الى 73 تشير إلى هذا الأثر العظيم في التوكل "واتلوا ( يا رسول الله اقرأ على الناس ليعرفوا ) "واتلوا عليهم نبأ نوح "هذه الآيات وما بعدها تشير إلى عدد من الأنبياء ومقطع تاريخي  مهم من نوح الى موسى عليه وعلى نبينا واله السلام , وهو مقطع مهم لعدد من الأنبياء كان لهم بصماتهم في التاريخ الإنساني , يا رسول الله اتلوا عليهم نبـ نوح " ماذا حدث لنوح "اذ قال لقومه يا قوم "امس تحدثنا قليلا عن هذا الموضوع , أمم , ناكرة للجميل ومجحفة بحق أنبيائها وأدبرت ولت وانحرفت وتمردت لكن الأنبياء في خطابهم ماذا يقولون " يا قومي " انتم ربعي وقومي والمتصدي عليه ان لا يخلق فجوة بينه وبين الأمة وهذا درس قرني عظيم وقوم نوح من الأقوام التي وقفت بوجه قيادتها ولكن نوح وقف ويخاطبهم كقربى كما يخبرنا القران الكريم "ياقومي "انتم قومي وربعي وعشيرتي حتى لو عارضتموني وأنا على حق وانتم على باطل , "ان كبر عليكم مقامي : اذا شق عليكم وإذا كنتم غاضبين من مقامي عندكم , جلوسي عندكم والله سبحانه تعالى أرسلني إليكم او مقامي بمعنى المنزلة منزلة الرسالة الإلهية ,

    الأنبياء والأئمة لايجاملون على الحق ومسؤولين عن التبليغ بلا زيادة أو نقصان

     لماذا يكون عند نوح المنزلة ( حالة الحسد ) كثير من الناس لا يطيق ان يرى خيرا لأحد , ويرى الآخر صعد من أموال أو وجاهات او فرصة مادية او وجاهة معنوية او إمكانية معنوية لا يطيق ولا يتحمل ولا يريد الخير لا لنفسه ولا للآخرين او يريد الخير لنفسه فقط ولا يعطي منه " ان كان كبر عليكم مقامي " اذا شق عليكم ان تتحملوا هذه المنزلة الله جعلني نبيا منزلا وهو من أنبياء أولي العزم " وتذكيري بآيات الله "وأنا اتلوا ايات الله عليكم واعظكم وأنصحكم واذكر لكم الحقائق ولا تريدون سماعها لان كلام الحق ناشف ومر وكثير من الناس لا ترغب بسماع الحق , وكلام الحق يجرح أحيانا وكلام الحق يتقاطع مع المصالح أحيانا , وأنا نوح لا استطيع ان أجاملكم والأنبياء لا يجاملون , عظمتهم وعزتهم وقوتهم إنهم أنبياء ورسل من الله وعليهم ان يبلغوا الرسالة كما هي بلا نقيصة او زيادة , اذا كان شق عليكم ذلك وغاضبين وجاحدين ومتمردين لأني أقول الحق بالرغم من سلوكي ليس سلوك خاطئ سلوك المعصوم والآيات التي نحن يصددها فيها مصلحتكم وسعادتكم والخطوة التي أقوم بها هي خطوة مدروسة تنسجم مع المعايير الصحيحة لكن إذا كان هذا يشق عليكم "فعلى الله توكل "انظروا الأثر , امة بأكملها تقف بوجهه ولا تريده ولا تقبل به وغالقة آذانها وإسماعها وأعينها عن سماع ورؤية الحق مع ذلك يقول انا قوي بقوة التوكل على الله ,

    التوكل يمنح الانسان الشجاعة ويقوى بقوة الله

    فعلى الله توكل وهذا التوكل يمنح الإنسان الشجاعة ويمنح الإنسان الجرأة ويمنح الإنسان الإقدام والقدرة على المواجهة ," فاجمعوا أمركم وشركائكم "لملموا صفوفكم ليس انتم فقط بل انتم وشركائكم, من الشركاء ؟ آلهة او أصنام تعبدوها تعتقدون إنها ستساعدكم او حلفاء , من داخل البيت او من خارج البيت إقليميين او دوليين اذهبوا ولملموا كل ما عندكم انتم وربعكم وحلفاءكم ومن معكم , تعالوا انا وحدي أقف بوجهكم لأنه انا ليس وحدي انا قوي بقوة الله والتوكل على الله وانا قوي بقوة الحق الذي أتمسك به واعمل به , "فاجمعوا امركم وشركاءكم "لملموا كل أوضاعكم واجمعوا كل طاقاتكم ,وهو أمر تعجيزي كما يذكر المفسرون , لا يستطيعون اللملمة لان الله لا يعطيهم هكذا توفيق ولا يكتب لهم النجاح ودائما صفوف الباطل خاوية وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت " وتتوقع ان تراهم وهم امة واحدة وجبهة واحدة لكن في واقعهم مشتتين ومبعثرين لأنه ليس هناك حق إذن هذا لاصق يجب ان يلصق الناس بعضهم ببعض ويكون الجماعة والعصبة هذا اللاصق غير موجود وهو معنوي وغير مادي والمليارات لا تعمله , أفضل والأسلحة والإمكانات لا تستطيع ان تصنع هذه التجهيزات العصبة واللمة وهذه العصبة لا تجتمع الا لحب الله والحق و لا تستطيعون ولملموا كل أوضاعكم ونوح بحالة من السيطرة على أعصابه وقوي وشجاع لأنه متوكل على الله سبحانه وتعالى ويكفيك ان تتوكل وتتصاغر أمامك وتهون في عينيك كل التحديات وكل الأخطار وكل الأعداء مهما توسعوا وكبروا وكان وهجهم كبير , ونحن اليوم نعيش واحدة من التجارب الإلهية هذه غزة أمامنا منطقة صغيرة وأناس مستضعفين وإسرائيل في عنجهيتها وإمكاناتها وكان يتوقعون بساعات ينهار كل شيء ويرفعون الرايات البيضاء وإذا بهم يباغتون ويفاجئون بصبر بثبات وبمبادرة وبمفاجئات , إسرائيل تبحث عند هذا وذاك من يجلب إليهم الهدنة لإنقاذ أنفسهم , اليوم كنت اسمع احد الصحفيين يقول " الإعلام الإسرائيلي لم بخرج واحد يقول إسرائيل انتصرت في هذه المعركة فقط رئيس الوزراء وجماعته خرج بمؤتمر صحفي يطبل بطبول النثر لكن الرأي العام لا احد في إسرائيل يقول انتصرنا , انظروا التوكل على الله ماذا يعطي من شجاعة وقوة " ثم لا يكون أمركم عليكم غمة "لملموا أنفسكم ثم لا احد يعتب , الغمة هي الضيق الذي يجلب الكآبة للإنسان والحزن , المغموم الكئيب الحزين والكربة والشدة وتأتي بمعنى الغطاء , غطاء على القلب فلذلك يشعر بضيق "ماذا يعني ثم لا يكون أمركم عليكم غمة " يعني ادرسوها بشكل صحيح انتم وشركائكم في غرف العمليات وضعوا الخرائط وانظروا إمكاناتكم لا تأتون وتقولون لا نعلم في غفلة من أمرنا , كلا , اذهبوا وادرسوها وإذا اطمأننتم بنجاحكم وانتصاركم تعالوا وانظروا كيف ستنكسرون ونحن لا نريد التعامل مع مغفلين ونأخذكم في حالة من الغفلة , كلا , لا نريد شيء مستور نريده مكشوف وواضح , ضع رجلك على ارض صلبة بحساباتك المادية وتعال وانظر كيف سأكسرك وسأخذلك بقوة المنطق والتوكل على الله سبحانه وتعالى , كم قوي هذا المنطق , منطق المتوكلين ومنطق الأنبياء ومنطق أصحاب المشاريع الإصلاحية , "ثم امضوا إلي ولا تنظرون " بعد الدراسة والتأكد امضوا وتعالوا واستهدفوني بشخصيتي وبشخصي , تعلمون الاستهداف أحيانا, جسدي القتل وأحيانا استهداف معنوي يشوش عليك ويستهدف سمعتك وهذا أحيانا اخطر من الأول , على كل حال استهدفوني بكل الأنواع أنا النبي هكذا يقول لهم نوح ,

    الحرب النفسية تمنح الإنسان ثقة عالية بالنفس وهذه ليست ثقة وهمية اذا كانت تستند الى جذور

    انظروا هذه وسيلة من وسائل الحرب النفسية التي يعلمنا القران إياها خاضها الأنبياء في مواجهة تلك الأمم الضالة والمنحرفة أمم بأكملها كانوا يعيشون عزلة وكانوا يعيشون حصار مفروض عليهم ولكن نتيجة هذه الشجاعة والبسالة المستمدة من التوكل على الله سبحانه وتعالى استطاعوا أن يحققوا الانجازات العظيمة الحرب النفسية تمنح الإنسان ثقة عالية بالنفس وهذه ليست ثقة وهمية , هناك حرب نفسية ليس لها جذور , يتكلم ويقول أنت ارفع من صوتك ومن الضجيج , وما شاء الله في زماننا ما أكثر هذه الشواهد ويصرخ هذا وذاك , ماذا ؟ أجوف مثل الطبل ليس لديه قوة منطق لعله يعتقد إن صوته وبالصراخ يستطيع أن يغطي الحقيقة لكن الحقيقة لا تغطى " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " هذا الاستفزاز إنما يؤتي أكله وثماره حينما يكون ناتج من قوة وصلابة حقيقية وشجاعة وإقدام حقيقي مستمد من التوكل على الله سبحانه وتعالى , اذ لاحظنا ان هذه الآيات مكية جاءت على قلب رسول الله في مكة يوم العسرة والحصار ويوم الغربة ويوم الوحدة لرسول الله وعدد قليل من المسلمين ممن كانوا حوله و فكان الله سبحانه يريد أن يقوي قلبه" ليثبت به فؤادك"ويربط جأشه , يا رسول الله انظر إلى نوح كان وحده وعدد محدود من الناس معه وهكذا قال لهم وانتصر أنت أيضا لا تنظر إلى الاصطفافات الواسعة وانت محاصر من كل الاتجاهات أنت محاط بقوة الله وقف بوجههم وقل لهم اجمعوا كل طاقاتكم لنرى ماذا تفعلون ؟ وهذا درس لكل المتصدين هذه دروس الأنبياء ولا تخصهم وحدهم "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " هذه قضايا نقتدي بها ونتأسى بها والمتصدي يكون في مرمى السهام عليها أن يتحمل ويصبر ويواجه مادام على الحق وإذا كان هناك خلل في أدائه ومنطقة ومشروعه يصحح الخلل لكن مادام المشروع صادق ومادام النوايا صحيحة ومادام الأداء ضمن المقاييس , يمضي الإنسان والله سبحانه وتعالى يقيض له وينصره , هذا الجانب المعنوي انصر حاتم  في النظرية الإسلامية والقرآنية بمنطق السماء المنطق المادي لا يحسب له حساب فدائما يتفاجئون وتخرج النتائج بشكل أخر وحساباته دائما مادية 2 في 2 يساوي أربعة وفي مرة 2 في 2 تخرج 12 لماذا ؟ لا يعرف , هذا ليس شيء غريب لأنه اغفل الجانب الأهم في المعركة ولم يحسبها , لذلك المعنويات والإيمان بالغيب والتوكل على الله والاستمداد من الله هذا له دور كبير,

    الابتعاد عن منهج الأنبياء والأئمة المعصومين يفضي الى الغضب والعقاب الإلهي

     أيام فيها مطر واستنزال للرحمة الإلهية ونحن نعيش في ذكرى الحسين على مائدة سيد الشهداء علينا آن ندعو وان نتوسل إلى الله أن نطلب منه سبحانه وتعالى ونتوكل عليه هذا الشعب والوطن ليخلصه مما يعانيه من الشقاء والتقدم ويمنحه الازدهار " فان توليتم "يا قوم نوح " إذا تمردتم ولم تسيروا معي في مشروع السماء الإصلاحي "فما سألتكم من اجر "هذا لن لا يغيظني ولن يخسرني شينا أنا جئت وعيني على فائدة مادية او معنوية لا أريد ان اتامر عليكم أو احصل على شيء أو اجمع لمة معينة فإذا غضبتم وأعرضتم سأخسر, إذا كان اجري عليكم فإعراضكم سيخسرني ولكن بما إن اجري على الله ليس عليكم أدبرتم او أقبلتم انتم تسعدون وإذا أدبرتم انتم تشقون وتحرمون وتعاقبون من الله سبحانه وتعالى انظروا المنطق مهمة هذه القاعدة ودرس عظيم ايها المتصدي حينما تتصدى لا تضع عينك على منفعة مباشرة , ضع عينك على الله وكما شرحنا في الأيام السابقة عندما نتكلم عن المنظومة القيادية تبدأ من رب الأسرة من 3 او 4 أشخاص إلى مدير في دائرة إلى وزير إلى أمير كل هؤلاء مشمولين هذه منظومات مختلفة لكن قيادية قاعدة واحدة تحكمها , يا متصدي إذا كانت عينك على الأجر من الناس الذين أنت مسؤول عنهم لن تستطيع خلق القرارات الصحيحة لان بعضها قد لا تعجبهم ويخالفون ولديك مصلحة معهم وتسير على خلاف المنهج الصحيح "فان توليتم فما سألتكم من اجر ان اجري إلا على الله "انا الله يعطيني وهو يرزقني وأتوقع الأجر من الله فهو يرفع من يشاء ويضع من يشاء وهو يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو يعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء , ليس بيدك بيد الله لا تستطيع ان تمنعني لان الله يعطيني وهذا منطق الأنبياء " وأمرت ان أكون من المسلمين " انا مأمور بالتسليم إلى الله وقضائه وقدره والله ماذا يريد مني "سلم لمن سالمكم "الله ماذا يريد مني انا مسلم لامر وتقدير الله " فكذبوه ".

    الله ينجي الصالحين ويستخلفهم في الارض ولايخلف وعده

    كل هذه النصائح والإنذار لم يستمعوا اليه ولم يقبلوا ولم يأخذوا الحقيقة وحساباتهم مادية , النتيجة "فنحيناه ومن معه في الفلك " أركبناهم في السفينة ونجيتاهم والله لا يخلف وعده وحاشا لله ذلك , نوح بقوة التوكل على الله قال أنا وحدي أقف بوجهكم كلكم والله أنجاه وأنقذه " وجعلناهم خلائف "ليس فقط انجيناهم بل جعلناهم وهم خلفاء على الأرض وهم ولاة وهم أمراء وأمرناهم على الأرض , ذهب فقط بملابسه ويستهزئون به وكل الجيوش والاصطفافات والتحالفات أنت وحدك ماذا تستطيع . الله أنجاه ومن معه بل أمره أيضا" وجعلناهم خلائف ""وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم "وهذه سنة إلهية "وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا "هذا هو الوعد الالهي والسنة الإلهية السادسة والطغاة والمستبدين والظالمين والمنحرفين عمرهم لن يفهموا هذا الكلام وفي كل زمان يقفون ويخالفون ويكبون على وجوههم ويأتي الوقت الثاني وحقبة أخرى ويرى الجيوش بيده والإمكانات بيده والدعم الأجنبي وووو , سينهار وهكذا واليوم الربيع العربي وما وجدناه من أنظمة ظالمة بدأت من المقبور ولم تنتهي عند حد هذه كلها شواهد واضحة على هذه الحقيقة القرآنية " ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " المستضعفين نجعلهم أئمة, هذه السنن الإلهية والقاعدة التي تتحكم بمجرى التاريخ "وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا "ليس فقط أنجينا المؤمنين وأمرناهم بل الذين كفروا أغرقناهم وأنزلنا عليهم العذاب " فانظر كيف كان عاقبة المنذرين "انظر الذين أتاهم الإنذار والسنن الإلهية لم يسمعوا ويأخذوا ويطيعوا بهذه السنة انظر حالهم وأين وصلوا و إذن هذا هو التوكل وهذه منزلته وهذا دوره في بعث الحماس والشجاعة  والقوة والصلابة للإنسان حينما يتوكل على الله لذلك نجد ان أبي عبد الله الحسين في خطبته في يوم عاشوراء يستشهد بهذه الآية الشريفة " وان تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصح من أنفسكم فاجمعوا أمركم وشركائكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون " يستشهد بهذا الشاهد أذن التوكل على الله يحقق هذه النتائج في يوم عاشوراء عصرا عمر بن سعد دق طبول النصر وعبيد الله بن زياد في قصره يعيش الفرحة والسعادة انه انتصر في المعركة ويزيد الدنيا لا تسعه , وما أن تحركت الأيام حتى تبين الذل والهوان والخزي والعار والانتكاسة الكبرى للظالمين في يوم عاشوراء والعز والشرف والكرامة والفخر والانطلاقة الحقيقية للحسين عليه السلام ولمنهج الحسين وقضية الحسين كانت في يوم عاشوراء ,

    علي الاكبر ( ع ) عليه السلام المصداق الواضح للشباب

    من تصور ان الحسين قتل في يوم عاشوراء اليوم بعد 1400 سنة وهذا المجلس الصغير من مجالس عامرة من أقصى الشرق الى أقصى الغرب تحيي ذكرى الحسين ماذا يقول الواقع يقول الحسين كان انطلاقته يوم عاشوراء وليس نهايته , الله سبحانه وتعالى أراد ان يحقق هذه السنة الإلهية بهذه الطريقة وتفنن الهي ولكن هذه السنة لا يمكن ان تتخلف في حالة من الحالات" ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا "علي الأكبر وهذه الليلة الشريفة منسوبة إليه, ليلة التاسع من محرم وهو واحد من المتوكلين الذين تألقوا وبرزوا في يوم عاشوراء وتخلدوا وخلد (علي الأكبر) من موقفه ,( علي الأكبر ) المصداق الواضح للشباب وهناك مثل عند أهلنا "حق الشباب على الشباب " علي الأكبر كان في السابعة والعشرين من عمره في قمة وذروة الشباب كان يتميز بميزات كبيرة كان أشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا ومنطقا , هذه صعبة الجمع ثلاثتهن , خلقا قد  يشبه الابن ابوه وخلقا الابن يتربى في بيت وأخلاق الكبار في هذا البيت يأخذها وهناك يتأثرون بالبيئة الاجتماعية غالبا التي يعيشون بها , لكن خلقا( بضم الخاء )  وخلقا ( بفتح الخاء ) ومنطقا , ومن يقولها ؟ الحسين يشهد له بذلك , أشبه الناس برسول الله منطقا , مستوعب المشروع وحامل القضية على أكتافه و والرسالة الإسلامية هاضمها , يتجسد في أقواله وأفعاله , ورأى كيف تألق وعلي الأكبر غير معصوم , أشبه برسول الله , أنت يا شاب حيثما تسمعني تستطيع ان تجعل علي الاكبرامامك قدوة وهذا الشاب كيف تألق وعاش قمة التوكل على الله سبحانه وتعالى , كان أول أهل البيت الذين برزوا والأصحاب لم يدعوا أهل البيت يبرزون وهم تقدموا بعد ان استشهدوا اجمعهم جاء دور أهل البيت وأول من برز علي الأكبر , وكان لخروجه وبروزه اثر ووقع على قلب الحسين عليه السلام , علي الأكبر بن ليلى بنت ميمونة بنت أبي سفيان , إذن جد والدته أبو سفيان ويزيد ابن معاوية بن أبي سفيان اذن أبو سفيان الذي هو جد يزيد هو جد ليلى ام علي الأكبر من أمها , جد من الأم , حينما برز علي الأكبر صاح رجل ان لك رحما ب ( أمير المؤمنين ) يزيد ونريد أن نرحم الرحم فان شئت آمناك يا علي أنت جد أمك أبو سفيان وهو جد ( أمير مؤمنينا على ما يقولون ) جد يزيد أنت لديك رحم مع يزيد ومستعدين أن نؤويك , انظر الجهل ؟ لو كنا نقبل به حاكم ظالم أين المشكلة ؟ لم تكن عاشوراء ولو قبل الحسين بيزيد لكان الأموال والفرصة وفتح المدينة على أبوابها هي مشكلة يزيد مع الحسين وواقعة ألطف كلها مسالة موقف من الحاكم الظالم , وهذه هي القضية ماذا يعني آمناك هل في اللحظة الأخيرة اطلب الأمن من يزيد انظر الجواب العميق لعلي الاكبر فقال عليه السلام "ان قرابة رسول الله صلى الله عليه واله أحق ان ترعى" ثم شد يرتجل "انا علي بن الحسين بن علي نحن ورب البيت أولى بالنبي تا الله لا يحكم فينا ابن الدعي اضرب بالسيف أحامي عن أبي,  ضربة غلام هاشمي قرشي " انظروا التوكل والإقدام والبسالة والشجاعة والوضوح في الرؤية عند علي الأكبر , الحسين عليه السلام وهو يرى علي الأكبر في هذه الحالة مقدما كأنه رق قلبه ويراه بعمر الورود يبرز الى المعركة فصاح بعمر بن سعد "مالك قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله وسلط عليك من يذبحك على فراشك "ورفع شيبته المقدسة نحو السماء ودعا بدعاء معروف واستمر علي الأكبر في القتال فقتل مائة وعشرين ورجع إلى المعسكر متعبا يشكو له الظمأ والعطش والحسين ليس لديه ماء ليعطيه لعلي الأكبر فبكى الحسين وقال "واغوثاه ما أسرع الملتقى بجدك فيسقيك بكأسه شربة لاتظمأ بعدها أبدا " ياعلي اصبر وتحمل ورسول الله ادخر لك كأسا من الماء ورجع علي إلى الميدان مبتهجا ببشارة إمامه الحسين بلقاء جده واستمر في القتال حتى أكمل المائتين فقام مرة بن منقذ ألعبدي" علي آثام العرب إن لم اثكل أباه به الله اكبر حلل هذه الكلمة لا يقول علي الآثام إن لم اقتله بل ان لم اثكل أباه , المشكلة مع الحسين والحقد على الحسين والضغينة على الحسين والسهام للحسين وكل باله ان يقتل علي الأكبر ليحرق قلب الحسين عليه السلام لعنة الله عليه فطعنه بالرمح في ظهره وضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته الله اكبر , واعتنق فرسه فاحتمله إلى معسكر الأعداء وأحاطوا به حتى قطعوه بسيوفهم إربا إربا ونادي رافعا صوته "عليك مني السلام ابا عبد الله "انظروا التوجه نحو الحسين وصاحب القضية لا يغادرها , ينظر بعين الله ويتحمل بصبر أولياء الله.

     فسلام له يوم ولد ويوم قدم ويوم استشهد في طريق الله متوكلا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة