• نص حديث سماحة السيد عمار الحكيم في الليلة العاشرة من محرم الحرام

    2012/ 11 /27 

    نص حديث سماحة السيد عمار الحكيم في الليلة العاشرة من محرم الحرام

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين وصحبه المنتجبين .

    السلام عليكم يا أبا عبد الله, السلام عليكم يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك , عليك منا جميعا سلام الله أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار , ولا جعله الله آخر العهد منا لزيارتكم , السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام، ,السلام عليكم ايها الحسينيون الاوفياء ورحمة الله وبركاته .

    الانسان المتوكل انسان شجاع مقدام لايقلق من شيء
    ليلة العاشر من محرم ليلة يتجدد فيها المصاب وتشتد فيها اللوعة والرزية الكبرى والمصيبة العظمى التي ألمت باهل بيت الرسالة بالحسين واهل بيته واصحابه ، ليلة حزينة واليمة نعيش جرحا نازفا وحرقة على بن بنت رسول الله (ص) واهل بيته واصحابه ولاسيما حينما يقف الانسان بما دار في هذه الليلة كيف تعامل الحسين (ع) واهل بيته واصحابه كيف تعاملوا وهم يستعدون للشهادة في سبيل الله وكانوا يشاهدون تلك الاصطفافات الواسعة كلها دروس وعبر علينا ان نستلهم هذه الدروس ونتعلم من الحسين علينا ان نقف عند هذه المدرسة المعطاء ونزداد وضوحا وبصيرة ونزداد توكلا على الله تعالى ، فالحسين (ع) كان من اهم سماته التوكل على الله في كل مواقفه وحركاته وسكناته في كل اقواله وافعاله وهذا ما دعانا للحديث عن التوكل في الليالي الماضية ، تحدثنا عن حقيقة التوكل وحدود التوكل ومراتب التوكل وآثار ومعطيات التوكل ، واستعرضنا في آثار التوكل الخروج عن هيمنة الشيطان ومواجهة الذنوب والمعاصي تحدثنا عن الهمة العالية التي يحصل عليها الانسان المتوكل تحدثنا عن القدرة على اتخاذ القرار والخروج عن حالة التردد للانسان المتوكل ، تحدثنا عن حالة الثقة العالية بالنفس والناتجة من الثقة بالله تعالى والتي تمكن الانسان من ان يواجه اعراض الناس والراي العام ومخالفته في منهجه القويم ، تحدثنا عن حالة الكفاية وتحقيق وبلوغ الاماني والاهداف المشروعة من خلال التوكل ، وانتهى بنا الحديث الى سمة اخرى واثر آخر من آثار التوكل وهو الشجاعة ، الانسان المتوكل انسان شجاع مقدام لايقلق من شيء متوكل على الله تعالى ، اليوم نقف عند مشهد قرآني آخر يشير الى هذه الشجاعة عند المتوكلين ، هذا المقطع في سورة الاحزاب الآية 45 الى الآية 48، فيه دروس وعبر واشارات مهمة وتاكيد يتوج هذا المقطع ببيان اهمية التوكل على الله تعالى ، الخطاب في هذه الآيات موجه للنبي (ص) وتشمل المؤمنين والمتصدين لمهام رسالية ولمشاريع اصلاحية ، تبدأ هذه الآيات بقوله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبي " يذكرهذا المقطع خمس صفات لرسول الله (ص)  ثم خمس واجبات وبما ان الخطاب للنبي ، اذاً الخصوصية التي تجعل الرسول يتصف بهذه الصفات ويكلف بهذه المهمات هي خصوصية الرسالة ، فكل من يتصدى ويتحمل المسؤولية الالهية عليه ان يوفر هذه الصفات في نفسه وعليه ان يفي بتلك الواجبات والمهام والمسؤوليات ..

    الصفات الخمسة..

    الصفة الاولى .. " يا أيها النبي انا ارسلناك شاهدا " النبي شاهد على الامة لان اعمال االعباد تعرض على النبي والائمة الاطهار (ع) فهو يطلع ويتعرف على اعمال العباد كما تشير الآية الشريفة 105 من سورة التوبة " بسم الله الرحمن الرحيم وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " المؤمنون اشارة الى الائمة الاطهار ، اذاً يا رسول الله ان تشهد على الامة ، أيضا هو شاهد على الانبياء وكل نبي كان شاهدا على أمته ورسول الله هو شاهد على الشهداء على الانبياء كما تشير الآية 41 من سورة النساء " فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " اي الشهادة على الانبياء . النبي (ص) شاهد على أحقية الرسالة من خلال سلوكه وصفاته وتاريخه وبرنامجه ومشاريعه وخططه ، كلها تؤكد حقانية الادعاء بالانتماء الى الله تعالى  ، كلها تعمق وترسخ المفاهيم الاسلامية التي ارادها الله تعالى للعباد ، اذاً " انا ارسلناك شاهدا " الشهادة في هذه المستويات الثلاث ، هذه الصفة الاولى ، ..

    الصفة الثانية والثالثة " ومبشرا ونذيرا " مبشر ونذير تبشر المحسنين بثواب الله بالاجر العظيم بالسعادة برضا الله بالمستقبل المشرق والواعد وسلامة المسار ، تعطيه القوة والعزيمة تبشره تسعده بانه في الطريق الصحيح ، هذا ما نجده في ليلة عاشوراء ، كيف ان الحسين كان يبشر الاصحاب بما ستؤول اليه امورهم ، ونذيرا ، محذرا للكفار للمنافقين من انحرافهم عما ستؤول اليه امورهم في الدنيا والآخرة ، " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، من كان منهجه صحيح وارتباط بالله تعالى يكون مرتاحا ويعيش السعادة ، السعادة ليست بالمال وليست بالامكانات المادية ، السعادة براحة القلب والضمير ، اذاً يا رسول الله عليك ان تكون بشيرا بمن يستحق ونذيرا لمن يستحق ، هذه البشارة والانذار جناحين يطير بهما الانسان ، البشارة عملية ترغيب عملية استحضار المصلحة مادية كانت او معنوية ، البشارة تنطبق حتى على القضايا المادية والمعنوية وفي مقابل ذلك الانذار والتحذير يشمل ايضا قضايا مادية ومعنوية ، فالانسان مجبول يبحث عن المصلحة في الدنيا وفي الشؤون المعنوية ويتجنب المخاطر والاضرار ويدفع الضرر عن نفسه ، ايضا في الضرر المادي الدنيوي وفي الضرر المعنوي ، الانسان يعيش بين الخوف والرجاء وبين الترغيب والترهيب ، يا رسول الله ان تجمع بين الركنين سوية مبشرا ونذيرا ، الذي يسير في الطريق الصحيح تبشره والذي يسير في الطريق الخطأ تنذره وتحذره ،  في القضايا الأخروية الله تعالى رؤوف بعباده وارسل الانبياء والرسالات واوضح للناس المنهج القويم رغبة ان الناس كلهم يسيرون في طريق الهدى ، هذا التوازن جدا مهم " مبشرا ونذيرا " .

    الصفة الرابعة " وداعيا الى الله باذنه " وان تدعو الى الله هذه صفتك وهذه سمتك انت تبين وتشرح وتبلغ للناس منطق السماء ومشروع السماء ، " وداعيا الى الله باذنه " وقد يسأل سائل السمات الاخرى ليست باذن الله ؟؟ لا كلها باذن الله هنا جاءت تاكيد ان اهم مهمة للانبياء هي الدعوة الى الله وهي اشد واخطر المهام ، الدعوة الى الله تتقاطع مع مصالح الناس ، مبشرا تفرح ، نذيرا تحذر ، لكن داعيا الى الله ، هذا خطأ وهذا صح  ، الناس عندهم رغبات وشهوات ، لايقبل منك النصيحة ، هذه اخطر مهام الانبياء الدعوة الى الله ، تبين الانحراف والطريق الصحيح ، لذلك جاء التاكيد على هذا الامر .

    الصفة الخامسة .." وسراجا منيرا " يا رسول الله انت سراج ، السراج هو المصباح المنير ، تشع بالنور تقدم عطائك مشروعك والخطاب السماوي الى الناس والمشروع الالهي الذي تبينه للناس ، علامة صدقيتك انما هي مضمون الرسالة التي تحملها ، في القرآن الكريم اربعة مرات استعملت كلمة السراج ، ثلاث منها للشمس وهذه الرابعة للنبي (ص) في الآية الشريفة 16 من سورة نوح " وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا " الشمس سراج ، السراج يعني ان نوره منه ، لماذا رسول الله والانبياء والرسل سراجا منيرا ، حينما ترى نوره ومشروعه وبرنامجه ومضمونه كلها تدل على ذلك ، الصدقية والواقعية والمضمون يدلنا قبل الادلة العقلية والنظرية والنقلية وما شابه ، سلوكه ومنطقه كله يدل على هذا الأمر الشمس نور والنور يطرد الظلمة والظلمة وحشة وغربة والظلمة خروج عن السياق والنور تجمع والتفاف حول الشيء ,  انظر اذا كنت في الصحراء انر ضوء او مصباح وستجتمع الكل حتى الحشرات اذن النور يجمع والظلام يفرق وهذا من سمات النور اللهم الا اذا كان اعمي  لأنه  لا يستطيع ان يرى النور وهذا ابتلاء والنور موجود ولكنه لا يستطيع رؤيته والخفافيش لماذا ترى في الظلام وتعودت العيش في الظلمة , هذه المشكلة ليست في النور إنما فيمن لا يريد ان يرى , نور ساطع منهج الأنبياء واضح وابو جهل عندما كان يسمع من يقرا القران يسد إذنه بأصابعه ويسألوه لماذا ويقول انه اذا سمع القران سيتأثر به فإذا كان منطق القران جيد لماذا لا تريد ان تسمعه ؟ لا يريد لأنه عند مشكلة ( طبع الله على قلبه ) , هذه ليست مشكلة النبي , يجب ان يعالج أمره , النبي يوحد ,  والنبي يجمع والنور مصدر حياة , تنمو الكائنات والأشجار تجتمع نحو النور والثمار وكلها تنمو بهذا النور, ولا تنمو بغير وجود النور, والسراق واللصوص دائما يبحثون عن الظلام والنور يأتي ويطردهم ,والنبي في رسالته أيضا عن دين الناس وأصحاب الأفكار الدخيلة والضالة ينكشفون عن منطق الأنبياء والنبي سراج منير لان كل سمات الشمس في بعدها المادي موجودة في البعد المعنوي لرسول الله وحياة الإنسان الطيبة بإتباع الرسالات الإلهية وهذا مشروع الأنبياء وهذا وجه التشبيه , الانتماء للأنبياء يجعل الإنسان يبعث الطمأنينة كما هو النور قبال الوحشة التي قذفها الظلام ,

    هنا تبدا الصفات الخمسة وتبدأ الآيات الشريفة في شرح الواجبات الخمسة :

    الاول .. وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا "بان الله قدر  الفضل الكبير والفضل هو عطاء بلا استحقاق , العطاء بإزاء العمل كما الأجر إزاء العمل وتقديم العبادة تستدعي الأجر وهكذا الصلاة والصوم لها اجر وإحياء شعائر الحسين لها اجر لكننا لا نتكلم عن الأجر في طاعات الله ,كما ورد في الآية  (أنا الله )  أريد ان أعطي لهؤلاء فضلا ولا أتحاسب معهم واحدة بواحدة" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" يخطون خطوة أخطو سبعمائة خطوة كما ورد في سورة البقرة الآية 261 "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله " تساعد في مشروع خيري او انفق في سبيل الله واي وجه من وجوه الانفاق "كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة " 100 في 7 يساوي 700 تخطو خطوة أخطو باتجاهك 700 خطوة انتظروا الكرم الإلهي "والله يضاعف لمن يشاء "والله يقول انا اعطيهم اكثر من ذلك , من الكريم الجواد الله اعلم , كل خطوة ب 700 خطوة وما فوق ال 700 انا اقدر كم أنت مخلص ومتوكل على الله يضاعف متى يشاء وكم ما يشاء مئات الآلاف وملايين الأضعاف من العطاء تجاه خطوة يقوم بها الإنسان وايات عديدة "ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( في سورة ق )  لهم ما يشاءون فيها( الجنة )  ولدينا مزيد "انت وما تشتهي نفسك , وهذه المفاجئات " ولدينا المزيد "رب العالمين كيف يتعامل مع عباده , في سورة السجدة" فلا تعلم نفس ما اخفي منه من  قرة اعين جزاء لما كانوا يعملون "لا تعرف ما أخفينا من قرة اعين وكان الموضوع يخص الأطفال وترغيبهم ومفاجأتهم بالهدايا من قبل الآباء او الأمهات , لا يعرف ماهو سقف العطاء , ونحن بالنسبة كم نفكر بجود الله لا نستطيع ونطلب بقدر فهمنا والله يعطينا اكثر من ذلك , أخطو خطوة صحيحة وسترى نتائجها عند الله سبحانه وتعالى . اليوم التاسع من محرم وأبناء وبنات شهيد المحراب في كل العراق , أخر الليل قالت الأنواء الجوية هناك مطر شديد في كل العراق وانخفاض كبير في درجات الحرارة ومطر شديد وجو بارد في كل البلاد , جو بارد ومطر شديد , يعني الذين خرجوا موطنين أنفسهم على استقبال البرد و المطر ويقولون يا ابا عبد الله بابي انت وامي , تلقيت السهام لا اتلقى المطر , في كل مجلس من مجالس الحسين نقول(  ياليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما ) , صحيح نحن نستطيع تلقي السهام هل نستطيع تلقي المطر لنتهيأ لتلقي السهام اذا لم نخرج لتلقي المطر لن نخرج لتلقي السهام وكل هذه الحشود التي خرجت , لتعبر عن وفائها لسيد الشهداء ماذا نقول لهم شكرا لكم , ما قيمة الشكر وشكر الله أعظم,  ورأيت الزينبيات في بغداد في ذلك الحماس والوهج والاندفاع التعبير الصادق , انكسر قلبي ولاحظت الحسينيين وشكرت الله سبحانه وتعالى لان هذا الخط الشريف والشعب الكريم مع الحسين يتفانى من اجل الحسين وقلبه وكل شيء من اجل الحسين , هنيئا لكم يا أبناء شهيد المحراب , هنيئا يا شعب العراق ’ هنيئا لكم يا أتباع أهل البيت وهنيئا للمسلمين وهنيئا لكل من يشارك بهذا البرد القارص , المجلس الحسيني لم يؤخره المطر والبرد والمؤمنين يعبرون حبها وتعبيرها لله , هم لهم " ولدينا المزيد " ما تريد تأخذه ونحن نعطيك المزيد ,

    الثاني والثالث .. ولا تطع الكافرين والمنافقين "يا رسول الله لا تطع الكافرين والمنافقين وطبعا رسول الله لا يطيعهم وهي هنا للتأكيد وأيضا للاقتداء ونحن المتصدين عندما نسمع هذه الرسالة نقول هذه لنا , وكذلك الطغاة والمنافقين من الكفار , يعرفون انها جاءت للتهديد والترغيب ,والمنافقين ويشوشون ويشوهون السمعة ويستهدفون ويكذبون ويتهمون , يا متصدي لا تخاف ولا تهتز , لا تضعف يجب ان تكون قويا وخطاب رسول الله " ولا تطع الكافرين والمنافقين غريبة هذا الاقتران الكافر والمنافق , والمنافق يشهد الشهادتين وفي ظاهرة لكن قلبه في مكان اخر والله يجمع بينه وبين الكافر في هذه الآية , يا رسول الله كما لا تطع الكافر لا تطع المنافق لأنه يتظاهر بالإسلام وقلبه في الواقع في جبهة الكفر فكان الله ينظر الى المواقف , نعم تشهدتم الشهادتين أحكام الإسلام تنطبق عليك , لكن هل إحكام الإسلام تنطبق عليك ؟ , الدين المعاملة , سلوك وسلوكك هل هو سلوك مسلم والسلوك يتحدد بالقلب والمشاعر وبالموقف , أنت موقفك ليس معنا , ليس كل من أطال لحيته وامسك بمسبحة أصبح من أهل الإيمان , عندك فلوس تشتري السبحة ويكفي ان لا تذهب للحلاق فتطول لحيتك لان الإيمان ليس بالمسبحة واللبس لكن بالموقف الذي يراد ان تتخذه في لحظة الحقيقة , هذا التهديد خطر , الكفار والمنافقين وأصحاب الضلالة وخطورته بمستوى التحذير الإلهي يتوجه لرسول الله (ص) رسول الله تعرض الى الكثير من الاستهداف الواسع , ويأتون إليه من مداخل مختلفة , يا رسول الله اذا كنت تريد ان تهدينا فيجب ان لا تذكر ألهتنا بسوء ولا تسب أوثاننا ولا تنتقدنا على هذه الأمور وشيئا فشيئا نستطيع ان نتفاهم معك ونصبح مسلمين , انظروا المدخل و لا تتكلم عن أصنامنا , وعن ألهتنا , ومرة يأتون , يا رسول الله نحن قلبنا مع آلهتنا وأنت تقول الله هل يجوز ان نعبد الهتك سنة وسنة أنت تعبد آلهتنا , هناك مثل شعبي يقول ساعة لربك وساعة لقلبك , في الصلاة نلتزم ونؤدي ما علينا لكن بعد الصلاة نترك العبادة في المسجد إلى ان يحين صلاة المغرب , ألان بعدها لنا , ماذا تفعل ساعة لنفسك الآن , هكذا أتوا لرسول الله سنة نعبد ربك وسنة نعبد ألهتنا , ومرة جاءوا اليه وقالوا حديثك حق لكن اسمحوا سنة نعبد آلهتنا والسنة القادمة سنأتي إليك , هذه كلها مكائد وفخاخ ورسول الله اذا قال لهم نعم سيروا سنة مع آلهتكم , اذن انهارت النظرية الإلهية , وانتهت الرسالة الإسلامية , والمبادئ الحقيقية انهارت , هذا المنطق واجهه رسول الله (ص) جاؤوا وقالوا يا رسول الله نحن برجوازية واعيان ولدينا ملايين ملابسنا من حرير وقصورنا فارهة كيف تجلس مع المعدان والفقراء من المساكين المؤمنين ونحن إذا أتينا ستتلوث وستتوسخ ملابسنا , اتركهم يا رسول الله وتعال نحن سنتبناك وسنسير معك وسنقدم لك واجلس مع الأكابر,  يا رسول الله لماذا تجلس معهم وتأكل الخبز اليابس فيما  ان اللحم والدجاج والمأكولات الطيبة موجودة لدينا والقصور موجودة لدينا اين تذهب يا رسول الله , انظروا الى هذه الحقائق التي مرت على رسول الله , وهو إنسان" إنما أنا بشر مثلكم " يا رسول الله سنعطيك موقع قيادي وسنعطيك أجمل بناتنا ونؤمرك علينا وكل هذه الإغراءات انما هي ترهيب وترغيب وهما جناحين استخدما في معركة الكفار والمنافقين مع رسول الله (ص) فلذلك الله يحذر رسوله "ولا تطع الكافرين والمنافقين ".

    المسؤولية الرابعة.. ودع أذاهم " الأذى قرآنيا مستخدم في الأذى المادي الجسدي وفي الأذى المعنوي , نشوه سمعتك هذا اثر معنوي , لاحظوا في القران الكريم يشير الى هذه الحقيقة في سورة التوبة الايه 61 ومنهم من يؤذون النبي ويقولون هو أذن "الروح يقول له يا رسول الله ليس هذا شيء جيد اصفح عنا يا رسول الله ومرة أخرى يقبل , اذن كل شيء  تسمع , ويقولون على رسول الله رحيم وأنت تسمع منهم وتصفح عنهم وتتساهل معهم ’ لا تبقى هكذا , القران ينتصر للرسول الكريم " قل اذن خير لكم " لو كان شديد ولا يقبل العذر هل هو أفضل ام انه عندما تعتذرون يقبل منكم في المرة العاشرة والعشرين, اصحاب المشاريع الاصلاحية الصادقة هم الذين ينجحون ويحققوا الانجازات .الصفة الخامسة.. وهي الشاهد في حديثنا " وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " ، يا رسول الله تريد القوة والعزة وتقف بوجه الكفار والمنافقين ومكائدهم ومؤامراتهم الطريق هو التوكل على الله وهذا الطريق يعطيك بسالة وقوة ويعطيك اقدام ويمكّنك على هؤلاء وتنتصر عليهم هذه سمة ابي عبدالله الحسين في يوم عاشوراء واهل بيته واصحابه ، نرى عندهم الوضوح والتوكل العالي على الله تعالى ، هذه الليلة الاخيرة من ليالي من المجلس ، هناك بعض النصوص الواردة في ليلة عاشوراء ، ماذا جرى في هذه الليلة..
    وجمع الحسين اصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة فقال " اثنوا على الله افضل الثناء واحمده على السراء والضراء اللهم اني احمد كان اكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا اسماعا وابصارا وافئدة ولم تجعلنا من المشركين ، أما بعد فاني لا اعلم اصحابا أولى ولا خير من اصحابي  ولا اهل بيت اوصل ولا ابر من اصحابي فجزاهم الله عني جميعا " ، يا مسؤول يامتصدي اذا كان جماعتك أناس جيدين اخبرهم بذلك واشكر لهم هذه تبعث العزائم والهمم لديهم ، " وقد اخبرني جدي رسول الله (ص) باني سأساق الى العراق فانزل ارضا يقال لها كربلاء وفيها استشهد وقد قرب الموعد " لاحظوا التوكل على الله ، لم يخاف ان يصارحهم فينقلبوا عليه او يتركوه ، " ألا واني أظن ان يومنا من هؤلاء الاعداء غدا ، واني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني إمام ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم برجل من اهل بيتي وأصحابي فجزاكم الله جميعا خيرا وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فان القوم انما يطلبونني ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري ".
    ثم نرى اهل البيت والاصحاب فكانهم نشطوا من عقال بين مباشرة للعبادة واستعداد للقتال لهم دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد وراكع وساجد " هناك قضايا ملفتة في هذه الليلة منها .." خرج الحسين (ع) في جوف الليل الى خارج الخيام يتفقد التلاع والعقبات " القائد ينزل للميدان ويرى الامور بنفسه ، درس عظيم "فتبعه نافع بن هلال البجلي فساله الحسين عما اخرجه ، قال يابن رسول الله افزعني خروجك لجهة المعسكر فقال الحسين اني خرجت أتفقد التلاع والروابي مخافة ان تكون مكمنا  لهجوم الخيل يوم تخملون ويحملون ، ثم رجع (ع) وهو قابض على يد نافع " ، العواطف والمشاعر بين القادة والاتباع ، " ويقول هي هي والله وعد الله لا خلف فيه ، ثم قال له الا تسلك بين هذين الجبلين وتنجو بنفسك ، وقع نافع على قدميه يقبلهما ويقول ثكلتني امي ان سيفي بألف وفرسي مثله فوالله الذي منّ بك علي لا فارقتك حتى يتعب سيفي وفرسي عن قطع الرؤوس الباغية وملاحقة الاعداء ، ثم دخل الحسين (ع) خيمة العقيلة زينب (ع) ووقف نافع بجانب الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له " هل استعملت من اصحابك نياتهم ، العقيلة قلقة وتسال عن اصحابه ومدى اخلاصهم ,وهي تقول " فاني اخشى ان يسلموك عند الوثبة " فقال والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم الا الاشوس يستأنسون بالمنية دون استئناس الطفل بمحالب أمه ، قال نافع فلما سمعت هذا منه بكيت واتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت ماقاله لاخته زينب ، قال حبيب والله لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة ، قلت اني خلفته عند اخته واظن ان النساء شاركنها في الحسرة فهل تجمع اصحابك وتواجهونهن بكلام يطيب قلوبهن ، فقال حبيب يا اصحاب الحمية ، فقال لبني هاشم ارجعوا لمقركم ما سهرت عيونكم ، ثم التفت الى اصحابه وحكى لهم ماشاهده وسمعه فقالوا باجمعهم والله الذي منّ علينا بهذا الموقف لولا انتظار أمره لعجلناهم بسيوفنا الساعة فجد نفسا وقر عينا فجزاهم خيرا فقال هلم معي نواجه النسوة ونطيب خواطرهم فجاء حبيب ومعه اصحابه الى حرائر رسول الله هذه الصوارم آلينا الا نغمدها الا  في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه أسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها الا في صدور من يفرقنا فيكم ، فخرجن النساء اليهم ببكاء وعويل يقلن ايها الطيبون حاموا عن بنات رسول الله وحرائر امير المؤمنين ، فضج القوم بالبكاء .

    اخبار ذات صلة