• السيد عمار الحكيم : بابل حجر الزاوية لمشروع العراق الحديث .. وائتلاف المواطن يطلق مشروع (( بابل التاريخ والوحدة الوطنية ))

    2013/ 04 /10 

    السيد عمار الحكيم : بابل حجر الزاوية لمشروع العراق الحديث .. وائتلاف المواطن يطلق مشروع (( بابل التاريخ والوحدة الوطنية ))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد (ص) وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين ...

    السلام عليكم ايها الطيبون الاكارم يا ابناء الحلة الفيحاء ...

    السلام على الحلة مدينة المدن ... السلام على اهل الحلة وعوائلها ورجالاتها وفنانيها وادبائها وعلمائها وشعرائها ورياضييها ...

    السلام على عشائر الحلة التي تمازجت على ارض الحلة رافعة شعار الوطن للجميع ... السلام عليكم يا ابناء العراق الغيارى وابناء الاسلام العظيم والمرجعية الدينية وشهيد المحراب وعزيز العراق ورحمة الله وبركاته ...

    السلام عليكم أينما كنتم ، في الريف والمدينة ، في المصانع والمعامل والمعاهد العلمية ، وفي كل مكان تنقلون فيه أقدامكم وتسري فيه ارواحكم ونفوسكم الطيبة . وفي كل مكان تبدعون فيه وتصنعون الحياة..

    السلام عليكم من أخ محبّ لكم ، مشتاق لزيارتكم ..

    السلام عليكم يا من تتنسمون عبق التاريخ ، وتجليات الحضارات

    السلام عليكم يا من كانت أرضكم مستقر الانبياء وممرهم في رحلة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى..

    هنا في الحلة أقف بينكم اليوم ، لنستذكر التاريخ ، هنا بابل ، ومن هنا نهض إبراهيم عليه السلام ، وجهر بدعوته ، وهنا كانت النار برداً وسلاماً عليه باذن الله ، ومن هنا تحرّك ومعه ابن أخيه لوط مهاجِرَين إلى الله..

    هنا عاش ورقد نبي الله ذو الكفل ...

    من هنا مرّ أمير المؤمنين علي عليه السلام ..وعلى هذه الأرض صلّى ...

    هنا مرّ زيد الشهيد وهنا رقد عليه السلام ...

    هنا الحلة المزيدية ،، هنا المقاومة ضد الظلم والطغيان .. هنا ابن ادريس والعلامة والمحقق الحلي ،وابن فهد

    هذه المحافظة جمعت المجد من جميع اطرافه ... فلا توجد مدينة بالعالم تزاحمها على قدمها .... ولا توجد مدينة في العالم تنافسها في مسلتها ..

     الحلة هذه المدينة العظيمة .. التي اشترك التاريخ والجغرافيا في تشكيلها ... حيث استمدت ارثها الحضاري من حضارة بابل سيدة حضارات العالم  وصاحبة الجنائن المعلقة .. ومسلة حمو رابي التي خط بها البابليون الاوائل اول قانون بشري نظم الحياة المدنية .. من هذا الرحم ولدت الحلة .. هذه الفيحاء  التي تسكن على ضفاف الفرات فترتبط بأعالي الفرات مثلما ترتبط بجنوب العراق .. الحلة الفيحاء.. هذه المدينة الحالمة .. الواعدة ... الواحة الخضراء التي يحتضنها الفرات ...

    والحلة أحتضنت الحوزة العلمية أيام الدولة العباسية .. فكانت تستضيف مئاتمن طلبة العلوم المختلفة .. وكانت واحة للمثقفين .. وفي العهد العثماني عندما كانت باقي المدن تغرق بالظلام والجهل .. كانت الحلة تنجب المفكرين  والعلماء .. وتنتج فكرا .. وفي عهد الاحتلال البريطاني كانت لسان حال  المنتفضين والثوار فكرا وشعرا ومقاومة ..

    هنا مهد الحضارات وأم المدن التي منها انطلق التمدن ومنها انطلقت اولى الانجازات الحضارية . ومنذ تاريخها الاول والى اليوم لم تنقطع ولم تخبو شعلتها ... ولها في كل عصر  رجال وعنوان ... انها عروس الفرات .. وفي زمن ليس ببعيد كانت حاضرة العلماء .. حيث انتجت الفكر والمفكرين .. حتى احتوت على مئات المجتهدين في زمن واحد ...

    اننا عندما نتكلم عن  عروس الفرات .. انما نتكلم عن تاريخ يمثل تاريخ العالم اجمع ... وعن مستقبل سيكون زاهراً بعناويين كبيرة ... أما الحاضر  فهو مهمتنا الاساسية كي نجعله  يليق بتاريخها ويمهد لمستقبلها ...

    ولكننا اليوم نرى الحلة مكسورة تبحث  عن من يداوي جراحها الكثيرة ... ونرى بابل هذه المحافظة التي امتلكت ما لم تمتلكه اي محافظة اخرى في العراق من الموقع والتاريخ وخصوبة الارض .. ولكنها تعاني من تراجع في خدماتها وتصحر في اراضيها وبطالة تنهش ابنائها ...

    ايها الاخوة والاخوات الاعزاء :

    أن محافظة بابل تعتبر من أخصب محافظات العراق أرضا واكثر محافظات العراق تنوعا في طبيعة اهلها .. ومن أكثر المحافظات العراقية اهمية في الموقع الاستراتيجي ... حيث تمثل بوابة الفرات الاوسط .. وخاصرة بغداد .... ومما يزيد من أهمية المحافظة انها تحوي العشائر  الاصيلة ذات التنوع المذهبي على حد سواء .. مما جعلها من محافظات العيش المشترك ...

    أن بابل هي العراق بتاريخه .. وأهله وعلمائه وعشائره وطوائفه .... وهي العراق بحضره وريفه ... وبتقاليده ومدنيته ... ولهذا فنحن في بابل نجد كل صفة من صفات العراق ...

    ففي بابل نجد الطيبة البصرية ... مثلما نجد نفحات علماء الدين التي تذكرنا بالنجف وكربلاء ... وفيها نجد  حماسة الدليم مثلما نجد مدنية بغداد ....

    انها بابل .. فهي التي أسست لهذا العراق منذ آلاف السنين ... والى الان مازالت تحمل كل صفات وتنوع العراق ... ومثلما انتفض العراق في وجه الظلام والظلاميين من التكفيريين والارهاب القادم من خارج الحدود فان بابل انتفضت بعشائرها حيث وقف السني بجنب اخيه الشيعي من اجل ان يطهروا محافظتهم النقية من هذا الدنس ... وضربوا الشر والارهاب بيد واحدة ومتحدة ... وبهمة وعزم عشائر بابل من جنوبها ولغاية شمالها انتصرت بابل على التفرقة والطائفية .. وعادت وحدة واحدة ملتحمة ...

    ولان بابل هي التاريخ الذي يزين جبهة هذا الوطن وهي محافظة العيش المشترك .. ولاننا نحمل مشروعا لبناء الدولة  العصرية العادلة .. التي تعمل من أجل مواطنها وتحفظ له حريته وكرامته وتاريخه وتأمن له مستقبله ... فأننا نطلق من بابل التاريخ مبادرة لهذه المحافظة العزيزة على قلوبنا .. والتي أطلقنا عليها مبادرة (( بابل التاريخ  والوحدة الوطنية )) ...

    حيث اننا أذا حفظنا تاريخ بابل فاننا نحفظ تاريخ العراق كله ... واذا دعمنا وحمينا الوحدة الوطنية في بابل فاننا سنحميها في كل ارجاء العراق ...

    ان مبادرة (( بابل التاريخ والوحدة الوطنية )) تتضمن المحاور الرئيسة التالية:

    1.  رصد ميزانية  اضافية خاصة لبابل وبقيمة 350 مليون دولار سنويا ولمدة 7 سنوات ، أضافة لميزانيتها المقررة.

    2.  انشاء مركز حمورابي للدراسات التأريخية الخاصة بحضارة وآثار بابل.

    3.  تطوير البنية التحتية لبابل الاثرية .. وتهيئتها كمعلم سياحي عالمي, عبر تأهيل اثارها بمواصفات عالمية , وتكثيف فرق البحث والتنقيب الاثري بالاستعانة بالخبرات العالمية بهذا المجال , واقامة المنشآت الضرورية التي تساعد على جذب السائحين من كل مكان لما لذلك من اثار مهمة في تعريف العالم بحضارات العراق القديم , ومردوداته الاقتصادية الايجابية على ابناء المحافظة .

    4.  تطوير جامعة بابل وتطوير تخصصاتها العلمية والزراعية والدراسات التاريخية والاثرية.

    5.  البدأ بأنشاء مدينة الحلة الجديدة وتفعيل قرار مجلس الوزراء بهذا الخصوص.

    6.  انشاء مجلس شورى حكماء شمال بابل ، كي يكون  مركزاً لحل المشاكل والتقاطعات العشائرية في شمال بابل ودعمه ماليا ومعنويا لانجاح مهمته، وليكون نموذجا يحتذى به في كافة مناطق العراق الاخرى.

    7.  انشاء متحف بابل العالمي والذي يحتوي الاثار البابلية ، كي يكون أكبر متحف لهذه الاثار في العالم ، خصوصا ان الاثار البابلية لم يستكشف اغلب مواقعها.

    8.  اعادة تأهيل منشئات الاسكندرية الصناعية وخصوصا صناعة السيارات والجرارات والنسيج الحريري ، مما يساهم بتشغيل  الايدي العاملة المتوفرة في المحافظة والتي تعتبر  من أفضل العمالة الماهرة.

    9.  أعادة تأهيل مشروع المسيب الكبير ، كي يعود صرحا زراعيا كبيرا كما خطط له حين انشائه ، وان يتم بناء مجمع سكني في المشروع لايواء العوائل التي تقيم في عشوائيات على اراضي المشروع.

    10. توسيع شبكة الطرق والمواصلات وإنشاء الطرق السريعة حول مدينة الحلة لتسهيل عبور وسائل النقل العابرة من شمال الوطن وغربه الى الفرات الاوسط والجنوب .

    11. تطوير البنية التحتية لقرى ونواحي بابل ومساعدة الفلاحين ، وتوسيع المؤسسات التعليمية والصحية وشبكة الطرق .

    12. تشجيع الاستثمار المحلي والعالمي في المجال السياحي والاقتصادي والصناعي في الحلة لتحريك راس المال وتشغيل الايدي العاملة .

    13. انشاء هيئة  لحماية وتطوير اماكن  العبادة للاديان الاخرى ، ودعوتهم لزيارة الاماكن المقدسة لهم سواء في مقام الكفل او غيره ، فنحن لسنا ضد اي دين ورسالتنا رسالة سلام وديننا دين سلام، ونحن فقط ضد العنصرية والتكفيرية والاعتداء على حقوق الاخرين وبغض النظر عن الدين الذي يدعيه حامل هذه الافكار المسمومة.

    14. تأسيس هيئة بابل الدولية للتسويق السياحي ، حيث تأخذ على عاتقها ترويج المدينة عالميا.

    15. دعم مهرجان بابل الثقافي وتطوير نشاطاته الثقافية والفنية.

    16. انشاء مركز جبلة لدعم المشاريع الزراعية والحيوانية .

    17. انشاء مدينة عروس الفرات السكنية وبسعة 100 الف وحدة سكنية لمعالجة ازمة السكن في المحافظة .
     

    ايها الاخوة والاخوات :
    ان محافظة بابل تمثل بوابة الفرات الاوسط وخاصرة بغداد ... وقلب العراق ... وان العمل على تطويرها وجعلها محافظة تعيش حاضرها مثلما كانت تعيش زهو ماضيها يمثل حجر الزاوية في بناء الدولة العراقية الحديثة ...وان تنفيذ هذه المبادرة كما في غيرها من المبادرات التي اطلقناها في المحافظات الاخرى يتطلب تظافر الجهود بين الحكومة المحلية والحكومة الاتحادية ومجلس النواب , لان تحقيق هذا الامل بتطوير محافظاتنا حسب الرؤية المطروحة في هذه المبادرات لا تتم الا بخطوات عملية وجدية من كافة هذه الاطراف ...

    أننا عندما نقول ان بابل رمز الوحدة الوطنية فأننا نعني ان الامتداد الجغرافي لشمال بابل واتصاله بجنوب بغداد اذا ما تحقق به العيش المشترك وارتفع به الامان والاستقرار لاهل هذه المناطق فانه سيمثل نموذجا يحتذى به في كافة مدن ومحافظات العراق الاخرى ..

    ان هذه المحافظة ليست بحاجة الى شعارات .. وانما هي بأمس الحاجة الى رؤية وتخطيط وارادة صادقة في العمل..

    واننا في تيار شهيد المحراب  وأئتلاف المواطن .. ندرك تماما ان بابل تمثل حجر الزاوية لمشروع العراق الحديث .. فأذا نجحنا في العيش المشترك في بابل فاننا سننجح في كل العراق .. واذا قضينا على  الاوكار الارهابية في بابل فاننا سنقضي على الارهاب في كل العراق .. واذا حافظنا على تاريخ بابل فأننا سنحافظ على تاريخ العراق ...

     ان هذه المحافظة الابية ... وبهمة أبنائها الغيارى وعشائرها الاصيلة لهي قادرة على النهوض والانطلاق الى المستقبل المشرق .. انها بحاجة الى  تخطيط وارادة .. ونحن نمتلك التخطيط والارادة ...
     

    اخوتي واخواتي الاحبة ...
    هؤلاء مرشحي أئتلاف المواطن .. وهم يسمعونني جيدا ... اننا اليوم غير ما كنا بالامس ....  ما تغيرنا ولكن تطورنا... وطورنا من أدواتنا والياتنا في العمل ... ونحن اليوم مسؤولون عن المرشحين الذين نقدمهم .. وسنراقبهم  مراقبة دقيقة ونحاسبهم وبشدة  اذا ما قصروا في اداء واجباتهم ... فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... ونحن ندرك تماما المسؤولية التي تفرضها علينا هذه الرعية ... فلن نجامل أحداً ...ولن نغض الطرف عن أحد ... ولن نسمح لاحد أن يستغل أسمنا وتاريخنا ودمائنا ... لقد ولى زمن الثقة المطلقة .. فأننا نثق بقدر ما نرى الانجازات على الارض .. والسمعة عند الناس .. وكم هو المسؤول قريب من نبض جمهوره ... فمن سينال ثقتكم سيكون ضمن مسؤوليتنا المباشرة وسيعمل ضمن برنامج واضح وليس ضمن أهوائه ومزاجه ...

    أنها مسؤولية شعب ومستقبل محافظة ومصير وطن ... ولا مجال للتهاون .... وأنني أتقدم بأعتذاري من جميع أهالي محافظة بابل .. عن أي تقصير بدر منا سواء بقصد او بدون قصد .. ومن خطأ أرتكبناه ... واننا اصحاب مشروع .. واصحاب المشاريع يعترفون بأخطائهم ولا يبرروها او يتغاضوا عنها .... اننا لا نطلب السلطة .. لان الله قد منحنا ما هو اهم من السلطة وهي المحبة في قلوب الناس ووالله لانها اشرف السلطات واعلاها مكانة ... فعمار الحكيم لن يكون محافظا او عضو مجلس محافظة .. ولكنه ومن منبع المسؤولية يحاول ان يقدم شيئاً لابناء شعبه وان يخدمهم لان الشرف الذي ورثه من أجداده جاء بسبب انهم خدموا الشعب ... ولهذا فلن نسمح لاحد ان يحمل اسمنا ولا يكون خادما لشعبنا .. وانني اتشرف بان اكون خادماً صغيراً لهذا الشعب العظيم ....

    السلام على الحلة الفيحاء .... السلام على بابل التاريخ .... السلام على الخضرة والماء ... السلام على عروس الفرات ... السلام على العشائر الاصيلة من جنوبها الى شمالها ... والسلام على شهداء بابل وضحايا الارهاب فيها والسلام على المرجعية الدينية وشهدائها ولاسيما الشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق ...

    ولتكن بابل اولا .... لانها كانت الاولى في التاريخ ... فلنجعلها معا .. الاولى في المستقبل ...

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    اخبار ذات صلة