• خلال الأمسية الرمضانية الرابعة ..السيد عمار الحكيم يطالب المسؤولين ان يضعوا حدا للاستهداف الظالم لأبناء شعبنا

    2013/ 07 /15 

    خلال الأمسية الرمضانية الرابعة ..السيد عمار الحكيم يطالب المسؤولين ان يضعوا حدا للاستهداف الظالم لأبناء شعبنا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد , وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين .

    نسال الله ان يعين المتصدين و المسؤولين في ان يضعوا حدا لمثل هذه الاختراقات والاستهداف الظالم لابناء شعبنا

    السادة الأفاضل , الإخوة الاكارم , الأخوات الفاضلات ابارك لكم هذه الايام الشريفة واسال الله تعالى ان يتقبل منكم صالح الاعمال في هذا الشهر الفضيل وان يتغمد شهداءنا الابرار برحمته الواسعة ، يوم جديد من ايام الصيام وجريمة جديدة واعتداء جديد يطال العديد من المحافظات العراقية وهكذا في كل يوم نزداد ألما ونتجرع الحسرة على أحبة من ابناء هذا الوطن نفتقدهم يغيبون عنا باجسامهم ولكنهم حاضرون بمنهجهم بوطنيتهم بانشدادهم الى هذا الوطن الكريم بمظلوميتهم وهم ينتقلون الى رحمة الله سبحانه وتعالى ويستهدفون على يد الارهاب الاعمى ليس لهم ذنب الا الولاء لاهل البيت (ع) فهنيئا لهم الشهادة ونسال الله ان يعين المتصدين و المسؤولين في ان يضعوا حدا لمثل هذه الاختراقات والاستهداف الظالم لابناء شعبنا ، في محافظة ديالى تارة وفي محافظة بغداد وفي ذي قار وفي واسط وفي البصرة وهكذا في كل محافظة من محافظاتنا الكريمة والاستهداف الظالم لابناء شعبنا .

    لا تأخذك هذه الرجلين الى موقع فيه استخفاف بكرامتك تقلل من شانك من قيمتك من مقدارك

    كان حديثنا في الليالي الماضية في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا سيد الساجدين زين العابدين (ع) وذكرنا ان هذه الرسالة تمثل وثيقة انسانية مهمة تنظم العلاقة بين الانسان ونفسه والانسان وربه والانسان والآخرين وكان الحديث في الحق السادس من هذه الحقوق وهو حق الرجل رجل الانسان لها حق على الانسان وذكرنا ان العبارة التي ذكرها سيد الساجدين على قصرها ولكن فيها دروس عظيمة وكبيرة وكان الدرس الاول الذي تعاطيناه في الليالي الماضية ان لا تمشي الى ما لا يحل لك ، رجلك لا تاخذك الى مكان محرم لايحل لك الذهاب اليه وتحدثنا على مدار الليالي الماضية في مداليل هذه العبارة وهذا الدرس البليغ ، ثم الدرس الثاني من هذه العبارة العميقة في حق الرجل قوله (ع) " ولا تجعلها مطيتك في الطريق المستخفة باهلها فيها " هذه الرجلين تمتطيها أنت تمشي على رجلك كما لوكنت تمتطي دابة فتضع حملك عليها وتحملك هذه الدابة ، سيد الساجدين يستخدم مفردة الامتطاء في التعبير ان هذه الرجل هي التي تحملك ،لا تركب هذه الرجل ولا تأخذك هذه الرجلين الى موقع فيه استخفاف بكرامتك تقلل من شانك من قيمتك من مقدارك ، لا تسمح لهذه الرجل ان تأخذك الى مكان حينما يسألوك اين كنت ولماذا ذهبت الى المكان الفلاني لايوجد عندك جواب ، الكرامة الانسانية تخرم وتخدش بالذهاب الى اماكن معينة وقد تكون النية طيبة " اتقوا من مواضع التهم " المكان الذي يجلب لك التهمة لا تذهب له ، لا تذهب الى مكان يحط من قيمتك ، لا تذهب الى موقع يصعب عليك تبريره ، اتظل تبرر وتدافع ، لماذا تضع نفسك في موضع الاتهام وتضطر دائما تدافع عن نفسك ، قد تقول انا ذهبت من اجل ان اطلع على المسيئين ماذا يعملون ، من يقبل منك هذا الكلام ، ومن يصدقك ، المكان الذي يحط من قيمتك المكان الذي يستخف بك المكان الذي يقلل من قيمتك لا تمتطيه هذه الرجل ولا تاخذك هذه الرجل الى ذلك المكان ..

    الدرس الاول لا تذهب الى مكان لا يحل لك ..

    الدرس الثاني لا تذهب الى مكان ربما انت لا ترتكب فيه الحرام ولكن تفسير وجودك في هذا المكان وتبرير وجودك في هذا المكان صعب فيقلل من قيمتك ويجعلك في مكان الشبهات والاتهام " اتقوا من مواقع الشبهات والتهم " هذا منهج إسلامي أصيل ، احيانا الانسان يقوم بعمل هو ليس محرم ولكنه خلاف المروءة ، انا بعمامتي اماكن لا اقدر اروح لها ولكنك انت تقدر ان تروح لها ، تدخل في مطعم وتاكل لفة سندويج وتاكل لفة في الشارع ليس فيها مشكلة ولكن معمم يفعلها الناس لا تتقبلها منه هي ليست حرام ولكنها خلاف المروءة ، كل انسان بحسب ظروفه هناك مواقع هناك سلوكيات لا تليق به ولكن هي امر طبيعي من شخص آخر في ظرف آخر  ، هذه الرجل لا تاخذك الى مكان خلاف المروءة  ، في الوسط الايماني هناك اماكن لا يصح ان يذهبوا اليها حتى لو لم يرتكب حراما لانه لايحبذ الذهاب الى مكان ياتي بالشبهة للانسان ويقلل من قيمة الانسان ، الامام السجاد (ع) يقول من حق رجلك ان لا تورطها بالذهاب لان تاخذك الى مكان وتجعلها مطية تمتطيها وتذهب الى مكان فيه استخفاف بكرامتك بعزتك بوجودك بموقعيتك  الايمانية بين المؤمنين ،

    في الكافي ج5 ص64 قال ابو عبد الله الصادق (ع) " لا ينبغي للمؤمن ان يذل نفسه " يا مؤمن لا تذل نفسك " قلت بماذا يذل نفسه قال يدخل في ما يتعذر منه " يدخل في مكان يجب عليه ان ياتي بمبررات وأعذار " حينما تدخل للمسجد او تزور ارحامك او اخوك المؤمن لا احد يسالك ولكن هناك مكان تسال لماذا ذهبت لذلك المكان ودخلت فيه ! مكان تسال الناس لماذا وتضطر ان تجيب الاعذار لنفسك انك دخلت الى الموقع الفلاني ، هذا لا تعمله هذا به اذلال لنفسك ، تضع نفسك في موضع الاتهام ويجب ان تدافع عن نفسك ، الانسان فقط في المحكمة يدافع عن نفسه حينما يقف المدعي العام ويدافع عن نفسه ، لا تدخل الى موقع تضطر ان تاتي باعذار تبرر دخولك ووصولك الى هذا الموقع ، هذه الضابطة كل مكان حضورك ليس مبرر وتضطر تخفي وجهك خوفا من ان يراك احد فلماذا تذهب الى مكان تتحير فيه وتريد ان تبرر من ان يراك احد ، اذهب الى مكان ترفع راسك ولا تخاف من ان يراك احد فيه ،

    اي مكان يجعلك متهم ويجعلك ذليل لا تذهب له ، واي مكان يجعلك عزيز يمكن ان تذهب اليه ،

    عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال " ان الله عز وجل فوض الى المؤمن اموره كلها " اعطى فسحة للمؤمنين ان يتحركوا في مساحة المباحات ضمن الحدود التي وضعها الله تعالى ، هذا واجب وهذا حرام ما سواه مباحات مستحب مكروه حتى المستحب تقدر ويرجح ان تعمله ، المكروه الافضل ان لا تعمله ولكن اذا عملته ليس حرام ، المباح دائرة واسعة فوض للمؤمنين ان يتحركوا في مساحة المباحات وجعل لهم سعة في حركتهم " ولم يفوض اليه للمؤمن ان يذل نفسه " صحيح انها مباحات ولكن لا يعني ان تذل نفسك وتعرض نفسك للاتهام " الم يرى قول الله عز وجل ههنا ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " الله تعالى اراد لك ان تكون عزيز ، العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، يامؤمن الله جعلك عزيزا فلا تذل نفسك الله جعلك كريما لماذا تسيء لنفسك لا تسيء لنفسك بالذهاب الى اماكن تحتاج لان تبرر لها " والمؤمن ينبغي له ان يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ، فدائرة المباحات واسعة لكن دون ان تعرضك الى الذل لان الله اراد لك العزة ، اذهب الى مكان تكون فيه عزيز وترفع راسك تقول كنت في المكان الفلاني ، هذا درس مهم هذا منهج في الحياة هذا اطار يحددلك حركتك الى اين تذهب  ، اسال نفسك قبل ان تذهب الى اي مكان اذا سالوني اذا اناس اروني انا في ذلك المكان هل يروه امر طبيعي ام يجب علي ان اوضح والتمس الابرار ، اي مكان يجعلك متهم ويجعلك ذليل لا تذهب له ، واي مكان يجعلك عزيز يمكن ان تذهب اليه ،

    الدرس الثالث

    " فانها حاملتك  " رجلك تحملك ترفعك تتحرك عليها وسالكة بك مسلك الدين " الرجل لا تاخذها الى مكان فيها استهانة بك واذلال لك ، خذها الى مكان تعزز فيها قيمك التزامك دينك ، خلي تاتي بك الى مجلس الموعظة في شهر رمضان تاخذك الى المسجد تاخذك الى حيث طاعة الله الى حيث الصلة مع عباد الله الى حيث الخدمة للناس الى حيث حل مشاكل الناس ، اينما يعزز دينك اذهب وتاخذك رجلك الى ذلك المكان " فانها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك " تاخذك الى اي مكان تسبق الآخرين تتقدم على الآخرين في الخير والصلاح وطلب العلم ، الرجل تاخذ يعني ان تقبل على شيء ان تمشي باتجاه شيء ان تهم بشيء الاقبال على شيء ايضا يستخدم للرجل ولكن في الواقع هي ليس رجلك ، طلب العلم يعني انك مشيت للعلم والفضيلة وذهبت باتجاه مكارم الاخلاق ، تاخذك رجلك الى كل مكان تسبق فيه الاخرين وتتقدم عليهم قربى الى الله وخدمة لعباد الله ونصرة للحق والحقيقة ، هذا هو المعيار لنمشي الى كل ما يعزز من وجودنا من قربنا الى الله من عزتنا من كرامتنا من ديننا من منظومتنا الاخلاقية الى غير ذلك .

    امشي بقوة وبحزم ولكن بتواضع

    في سورة الفرقان آية 63 " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا " هون سكينة وقار بدون تكبر واستعلاء وعنجهية ، عباد الرحمن من يجسد العبودية لله تعالى يمشون على الارض هونا ، باتزان بتواضع ، النظر اليهم يذكر بالله ولا يمشي بطريقة استعلائية يتكبر فيها على الآخرين ، التواضع في المشي لا يمنع من الجدية ومن القوة في المشي في المشي ، متواضع ولكن قوي متواضع لكن جاد ، ينقل عن بعض اصحاب رسول الله (ص) حينما وصفوا مشية الرسول قال ما راينا حدا أسرع في مشيته من رسول الله ، رسول الله ليس مريضا ولكنه متواضع وهناك فرق بين التواضع والضعف فرق بين التواضع والمرض هناك فرق بين التواضع والذل ، انت متواضع ولكنك عزيز وقوي متواضع ولكن عندك همة ، امشي بقوة وبحزم ولكن بتواضع وهاتان يجتمعان ولا يمتنع ان تكون كذلك وهكذا كانت مشية رسول الله يمشي سريعا ولكن بتواضع وليس بتكبر وبتبختر وحاشر لرسول الله ان يكون متكبرا وتبخترا .

    أخطو خطوة تعزز دينك وتعزز معرفتك وتعزز ثقافتك وانتمائك وهويتك ، تمنحك الوضوح والبصيرة

    في ارشاد القلوب قال رسول الله (ص) " من مشى في طلب العلم خطوتين وجلس عند العالم ساعتين " ساعتين لا تعني ساعتين من ساعتنا الساعة تعني برهة من الزمن آن من الزمن ساعتين يعني فترة قصيرة " وسمع منه كلمتين اعطاه الله جنتين كل جنة قدر الدنيا مرتين ، يعني اخطو خطوة تحصل هذا الاجر العظيم خطوة تعزز دينك وتعزز معرفتك وتعزز ثقافتك وانتمائك وهويتك تمنحك الوضوح تمنحك البصيرة تصبح عندك بصيرة من امرك مشكلتنا الجهل والغفلة مشكلتنا الضياع ، فالانسان يطلب البصيرة والمعرفة ويمشي ويمضي على بصيرة من امره لذلك هذا الاجر والثواب ليس بقدر الجهد الذي يبذله ، خطوتين كلمتين ساعتين ولكن هذا التوجه هذا المسار هذا المنحى هذا الدرب حينما سرت فيه اذهب للنهاية هذا طريق الصلاح والفلاح والنجاح امضي فيه فانت ماجور عليها تزداد علما ومعرفة وتقى تزداد قربى من الله وماذا يريد الانسان اكثر من ذلك .

    في بحار الانوار ج84 قال الصادق (ع) " اذا دخلت المسجد فأدخل رجلك اليمنى وصل على النبي وآله ، واذا خرجت فاخرج رجلك اليسرى وصل على النبي وآله ، ما هي الرسالة وما هو الدرس ،  الحركة الواعية الالتفات الى ما يقوم به الانسان ، انت تدخل الى المسجد بيت الله ، رجلك حركاتك سكناتك ذكرك لسانك يجب ان ينسجم مع ايقاع المسجد ، تدخل من الميامين البدء باليمين ، رجلك اليمنى اولا ، في رواية اخرى تدخل الى بيت الخلاء تقضي حاجة حينما تدخل ادخل رجلك اليسرى اولا الى بيت الخلاء وحينما تريد الخروج اخرج رجلك اليمنى اولا ، لبيت الخلاء ادخل اليسرى للمسجد ادخل اليمنى وشتان بين هذا وذاك ، هي ثقافة ان تكون خطواتك واعية هذا مسجد يجب ان تحط اليمنى اولا وذاك بيت الخلاء تحط اليسرى اولا ، التعامل مع بيت الخلاء غير التعامل مع المسجد مكان فيه رفعة مكان فيه قضاء لحاجة انسانية ، اذا اردت ان تذكر الله سبحانه وتعالى واذا اردت ان تصلي ان تستقبل القبلة اذا اردت ان تقضي حاجتك يحرم الاستقبال والاستدبار ، لا يصير ان تستقبل القبلة وتقضي حاجة انسانية ولكنها حالة وضيعة قدر الانسان هذا هذا هو قدر الانسان ، لكن عليه ان يتعامل بوحي مع هذا القدر ، يجب ان لا تكون كل حياتك حالة واحدة ، هذه كلها رسائل في التعامل الواعي مع الحياة في الالتفات الى ما يقوم به الانسان ، الله خلقنا مختار انا الانسان وخلق الآخرين ان كان حيوانا على الفطرة ان كان ملكا مقربا ايضا هو غير مختار مجبور على الطاعة اما الانسان خلقه مختار فيجب ان يقوم بافعاله باختيار ووعي حتى يحول كل هذه الخطوات الى فرص للكمال الانساني الى فرص يتكامل بها اكثر واكثر .

    الرسالة الإسلامية تؤمن بالرسالات السابقة مؤمنة بها ومهيمنة عليها اي مكملة بها

    في سياق الرجل ايضا ، البحار ج9 ص198 " عن ابي الصهباء البكري قال سمعت علي بن ابيطالب (ع) دعا اسقف النصارى فقال انشدك بالله الذي انزل الانجيل على عيسى ، الرسالة الاسلامية تؤمن بالرسالات السابقة مؤمنة بها ومهيمنة عليها اي مكملة بها ، الرسالة الاسلامية فيها جوهر الرسالة اليهودية والنصرانية وزيادة ، " انشدك بالله الذي انزل الانجيل على عيسى وجعل على رجله البركة " عيسى (ع) الله جعل البركة في رجله ، الانسان حينما يوظف هذه الرجل في العمل الصالح تصبح رجله بركة تأخذه الى حيث يتعزز الدين ويتحقق له السبق ، " وكان يبدئ الأكمه والأبرص وبرء أكمه العين واحيا الميت وصنع لكم من الطين طيورا وأنبئكم ما تأكلون ما تدخرون " نحن نؤمن بكل هذه الاشياء لعيسى (ع)  ثم يوجه علي (ع) لاسقف النصارى هذا السؤال " بكم افترقت بنو اسرائيل بعد عيسى (ع) كم فرقة اصبحتم بعد عيسى كم جماعة أصبحتم المسيح ، فقال لا والله الا فرقة واحدة ، نحن فرقة واحدة نحن كلنا لون واحد نحن موحدين ومنسجمين ، فقال امير المؤمنين " كذبت والذي لا اله الا هو لقد افترقت على اثنين وسبعين فرقة " أصبحتم 72 فرقة " كلها في النار الا فرقة واحدة " هي الفرقة الناجية ، الحق واحد ،  ولكن الكل يدعي انه الحق ! ، من هو الحق اذا ، كلها حق لا ، القرآن يتعامل مع قضية الحق والباطل بسم الله الرحمن الرحيم الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور " ليس من الظلام الظلمات جمع ، والنور ليس أنوار واحد ، فالحق واحد النور واحد لكن الظلمات بالجمع كثيرة " يخرجهم من الظلمات من الطرق الظالمة والظلامية والمنحرفة الى النور الواحد ، الله نور السموات والأرض " الله هو النور واحد الحق لا يكون الا مفرد الا واحد ، كلها في النار الا فرقة واحدة ، طبعا عندنا روايات عن الامة الاسلامية كذلك 72 كلها في النور الا فرقة واحدة هي الناجية ، ان الله يقول منهم امة مقتصدة ، امة واحدة " وكثير منهم ساء ما كانوا يعملون " امة مقتصدة هذه التي تنجو ، امة ماشية في الطريق الصحيح وتمشي وراء النور وليس امم وفرق تمشي وراء الظلمات ، اذا الرجل مبروكة الرجل تكون مباركة رجل عيسى (ع) كانت مباركة كما يذكر امير المؤمنين وكل رجل تخطو نحو الطاعة لله تعالى فهي مباركة ،

    عن ابي عبدا لله الصادق (ع) " ان الله تبارك وتعالى لما اراد ان يتوب على آدم (ع) حينما اتى الامر لا تاكلا من هذه الشجرة اكل آدم وحواء طبعا آدم معصوم نبي والمعصوم لا تصدر منه المعصية ولكن هنا يقولون ان الامر لم يكن امر مولوي امر الهي واجب الطاعة او حرمة يحرم عليكم ان تاكلوا ثمرة ، وآدم خالف الامر وعصى الله واكل لا ، هذا امر ارشادي ، تذهب للطبيب يعطيك الوصفة اذا تريد تشفى استعمل هذا الدواء ولا يقول لك يجب ان تاخذ وهو امر باختيارك ، اذا تريد ان تشفى هذا الدواء ، أمر الطبيب امر ارشادي يعطيك طريق العلاج وانت تختار ، الله تعالى يقول يا آدم تريد ان تبقى بالجنة لا تاكل من هذه الشجرة اذا أكلت منها سوف تخرج من الجنة وانت تختار ، فالأمر الإلهي أمر إرشادي وحينئذ مخالفته ليس مشكلة ، فهذه ليست معصية حتى نقول آدم (ع) نبي معصوم كيف ارتكب معصية وهو معصوم حتى تتوضح الصورة لحضراتكم ، الامام الصادق ينقل بان الله تعالى لما اراد ان يتوب على آدم قال لا تاكل منها اكل خرج من الجنة ، آدم تحمل تبعات وكان صبورا ، الله تعالى اراد ان يوفر له طريق يعالج هذه القضية ، ارسل اليه جبرائيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته ، انت نجحت في الصبر بعد ان خرجت من الجنة تعاملت بمسؤولية ، شيء طبيعي نبي ، التائب عن خطيئته ، انت استعجلت واكلت من هذه الثمرة وخرجت من الجنة ، الآن الله تعالى يريد ان تعالج هذه القضية ويعوضك مما خسرته من البقاء في الجنة " ان الله تبارك وتعالى بعثني اليك لاعلمك المناسك التي يريد ان يتوب عليك بها " اذا عملت المناسك يعوضك الله ، الله تعالى بعثني لاعلمك ، لاحظوا الرسالة والدرس العظيم الله يوفر فرص الكمال وفرص التعليم " فلله الحجة البالغة " واخذ جبرائيل يده وانطلق به حتى اتى البيت " البيت الحرام ، مسجد الحرام بيت الحرام ، صحيح ابراهيم (ع) وضع الاسس لكن البيت الحرام كان بيتا حراما من آدم (ع) ، المكان المبارك التوقيت المبارك الزمان والمكان هذه خصوصية مكان مبارك هذه البقعة الله له شان فيها من آدم (ع) ، اتى به الى هناك " فنزل عليه غمامة " واذا به تاتي غيمة في هذا البيت في مكان ما تعمل دائرة او ظل دائري ربما بحجم الكعبة ، " فنزل عليه غمامة من السماء فقال له جبرائيل خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام ، يعني طوف ، اذا الطواف منذ زمان آدم (ع) قبل ان ينبني البيت ، الله قدر ان تاتي غمامة تخلي الظل على الكعبة على هذه البقعة اذا اتريد الله يلغي كل الأثر السلبي من اكلك من هذه الثمرة خط برجلك ، امشي على هذه الدائرة التي عملتها الغمامة بظلها ، يعني طوف ، خط برجلك ، قد ينتقد المسلمون على عملية الحج والطواف من قبل بعض الناس ، هؤلاء لا يفتهمون ولا يعرفون نحن لم نذهب للحجر ، نحن ذاهبون للحج والحج هو القصد ، انا ذاهب قاصد لله تعالى ، كيف أجسد هذه العبودية يجب ان اظهرها انا انسان جسم بدن مادة يجب ان اظهرها بتعامل مادي فأطوف حول البيت ولكن انا أطوف قاصدا الله تعالى ولم اقصد الحجر ، لو كان الحجر لكان في كل قرية نبني كعبة ونطوف بها ، القضية ليست قضية حجر ، خط برجلك حتى اجسد العبودية لله واتحرك حركة واعية ، احرك رجلي بوعي واحرك بدني بوعي وضمن شروط وثوابت وضوابط في قضية الحج حتى اتعلم كيف اتعامل تعامل واعي حتى احقق النتائج ، "خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام ، ثم انطلق بي حتى انتهى بي منى فاراه موضع مسجد منى ولكنها لم تكن مسجد ولكنها قطعة ارض في الصحراء في ذاك الوقت ، فخطه برجله " هنا ايضا خط برجلك في مسجد الخيف " ثم اخذه الى المشعر الحرام ثم كل اقسام الحج " آدم اول من حج ، اول من حج من الناس كان آدم (ع) ، حج البيت قبل ان يكون هناك بيت ، ليس هناك كعبة ولكن آدم كان اول من طاف وأول من وقف في مسجد الخيف وأول من وقف في المشعر الحرام وهكذا الاعمال التي نقوم بها الى اليوم ، هذه الحالة التقيد بمكان التقيد بزمان التقيد بحركات ، في الصلاة عليك ان تعرف القبلة من اي اتجاه وبخلافه متعمدا حتى لو شبر تختلف عن القبلة فهي غير مقبولة ، ملبسك يجب ان يكون طاهرا لا يصح الصلاة بملابس نجسة ، مكان الصلاة يجب ان يكون مباح وغير مغصوب وطاهر ايضا ، محل السجود يجب ان يكون طاهرا وتستقبل القبلة وكذلك الالتزام بالوقت بدون تقديم او تاخير ، صيام الى المغرب عشر دقائق وحتى دقيقة واحدة تفطر غير مقبول ويصبح صيامك باطل ، تصوم اكثر من يوم واحد لمدة يومين او ثلاثة ايام متواصلة غير مقبول ، صوم الوصال محرم ،ما معنى هذه القيود معناها القراءة الواعية للحياة والسلوك الواعي في هذه الحياة وكل شيء له حساب انضباط التزام سياقات واضحة تعينك على الوصول لله تعالى ، المتدين ياتي للحج المرشد يقول وضوء اكثر من 80% خطأ ، وضوء خطأ ، الصلاة ركعتان الطواف نسمّعلهم نراها عدد كبير من الناس صلاته غير صحيحة وضوءه غير صحيح بالصوم تجد تساهل في قضايا بسيطة صائم النهار كله قضايا كثيرة لم يضبطها ، تساهل ، انا ادعو كل من يسمعني ان يرجع يشوفله عالم يعلمه الوضوء الصحيح ، لا حياء في الدين ، اليوم اعرف وأصحح أفضل مما ابقى تروح يوم القيامة تقول لا ادري ، ماذا يقولوا لك هلا تعلمت ، علماء موجودين كل مكان لماذا لم تصحح صلاتك ووضوءك ، لماذا لم تتعلم ،  لا ادري ليس عذرا ، نسال الله تعالى ان يجعل عبادتنا عبادة واعية وان يجعل سلوكنا سلوك واعي وان يجعل استخدامنا لجوارحنا لارجلنا لايدينا لألسنتنا لآذاننا لعيوننا وبصرنا ان كل هذه الامور تعاملا واعيا حتى نقترب من الله سبحانه وتعالى .

    اخبار ذات صلة