• في الأمسية الرمضانية الثامنة ...السيد عمار الحكيم: بإطاعة الله والالتزام بأوامره نجتاز الصراط التشريعي في الدنيا ومن يجتازه قادر على ذلك في الاخره

    2013/ 07 /22 

    في الأمسية الرمضانية الثامنة ...السيد عمار الحكيم: بإطاعة الله والالتزام بأوامره نجتاز الصراط التشريعي في الدنيا ومن يجتازه قادر على ذلك في الاخره

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كان حديثنا في اليوم الماضي عن الإنسان وعلاقته مع الآخرين من أبناء المجتمع وكان حديثنا في الحق السادس من هذه الحقوق ونحن في مرحلة دراسة حقوق الإنسان , حقه مع نفسه وجوارحه وأعضائه وكان حديثنا وكان حديثنا في حق الرجل "حق رجلك عليك " وتحدثنا في العديد من الاضاءات التي ذكرها إمامنا السجاد( صلوات الله ) وكان الحديث في الليلتين الأخيرتين في الإضاءة الرابعة قوله (عليه السلام ) " فبهما تقف على الصراط " بهاتين الرجلين تقف على الصراط الذي يأخذك إلى الجنة اذا ما استقامت هذه الرجل , وقد تأخذك إلى النار اذا ما سقطت من على الصراط ولم تستقم في حركتك التكاملية " فانظر ان تزل بك فتردى في النار ".

     وذكرنا ان للصراط معنيين ,

    1- صراط في الدنيا

    2-وصراط في الآخرة  

    والصراط الدنيا أيضا له معنيين  :

    أ-  صراط تكويني

    ب-وصراط تشريعي 

    وقلنا ان الصراط التكويني لا يختص بالبشر بل يشمل كل الكائنات ويشمل الإنسان والحيوان والنبات , وحتى الجامدات,الجوامد أيضا مشمولة بهذا الصراط التكويني ونعني بهذا الصراط هو العناصر المطلوبة لبقاء كل موجود وكل كائن ولبقائه ولكماله الممكن , وذكرنا ان الشجرة من اجل ان تنمو وتعيش تحتاج إلى مجموعة من المقومات هذا صراطها التكويني للبقاء وهكذا كل كائن من الكائنات .
       من يطيع الله و يأخذ بالواجبات والمحرمات و يلتزم بما أمربه  , يكون قد اجتاز الصراط التشريعي
    والصراط التشريعي يخص الإنسان وحده دون غيره من الكائنات لأنه يرتبط بالمنظومة التشريعية وبالإحكام الشرعية التي يفرضها الله سبحانه وتعالى على الإنسان ليحقق من خلاله الكمال .
    هي امر ونهي وهي واجب وحرام وهي تحكم بإيقاعات السلوك الإنساني , ومن خلال الالتزام بهذه التشريعات الإنسان يتكامل في سلوكه وفي طريقه نحو الله سبحانه وتعالى ’ وقلنا ان الصراط في الاخرة هو ليس الا تعبير عن الصراط في الدنيا , فالصراط التشريعي , من يطيع الله سبحانه وتعالى ومن يأخذ بالواجبات والمحرمات ومن يلتزم بما أمر الله , يكون قد اجتاز الصراط التشريعي في الدنيا ومن يجتاز الصراط في الدنيا فهو قادر على اجتيازه في الآخرة, ومن يسير بهدي رسول الله (ص) وأهل بيته الكرام في الدنيا فهناك أيضا يسير نحو الجنة ومن يسير بهدي الشيطان وينحرف ويضل في الدنيا فيكون قد سار في النار وتزل قدمه ورجليه يوم القيامة وقلنا هذا المعنى للصراط في الآخرة , 

                                الصراط ايضا هو معرفة الإمام المفروض الطاعة وإتباعه

    ولكن هناك معنى أخر جاء في الروايات وفي النصوص الواردة وهو لا يتنافى مع هذا المفهوم ولكن هو بيان تطبيق لهذا المفهوم , حيث جاء إن الصراط في الدنيا هو علي (عليه السلام )والصراط هم أهل البيت ( سلام الله عليهم ) والصراط هو معرفة الإمام المفروض الطاعة وإتباعه , معرفته وإتباعه أمرين حينما يجتمعا يمكن أن يتحقق الفلاح والنجاح والاجتياز للصراط في هذه الدنيا وهو ما يجرنا إلى اجتياز الصراط في الآخرة . 

    في هذا المعنى هناك العديد من الروايات التي يرويها العلامة (الاميني)  في كتابه وفي موسوعته ( الغدير ).

     لاحظوا هذه الرواية الجزء الثاني من موسوعة (الغدير ), مجموعه من الروايات في هذا المعنى , عن قيس بن حازم قال"التقى ابو بكر وعلي بن ابي طالب" , الخليفة الأول وأمير المؤمنين فتبسم ابو بكر في وجه علي عليه السلام , فقال له علي مالك تبسمت ممن ابتسامتك يا أبا بكر ؟ قال سمعت رسول الله (ص) يقول " لا يجوز احد الصراط الا من كتب له علي الجواز " اذن لا يجوز الصراط الا بختم علي , يرويها الخليفة الأول عن رسول الله (ص) . 

    الصراط في تجسيده هو السير على نهج رسول الله ونهج علي وأهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة والسلام)  

    في رواية أخرى عن ابن عباس قال,  قال رسول الله (ص)" أذا  كان يوم القيامة أقام الله عزوجل جبرائيل ومحمدا (ص) على الصراط "يقف جبرائيل ويقف رسولنا الكريم (ص) على الصراط " "فلا يجوز احد "( لا يعبر احد) "إلا من كان معه براءة من علي بن ابي طالب ", اذن جبرائيل ورسول الله يضعون (سيطرة ) الذي يعبر والذي لديه تأشيرة الدخول إلى الجنة براءة وختم من علي أمير المؤمنين, مما يعني إن الصراط في تجسيده هو السير على نهج رسول الله (ص) ونهج علي وأهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة والسلام) ,
    في رواية ثالثة , عن النبي (ص) ان قال " معرفة ال محمد براءة من النار " كما ذكرنا المعرفة  والإتباع والالتزام أمرين وجناحين يطير بهما الإنسان لتحقيق الفوز والنجاح واجتياز الصراط في الدنيا والآخرة , اذن المعرفة و واحدة. 

                                           حب ال محمد  جواز على الصراط 

    "وحب ال محمد  جواز على الصراط " اذا عندك معرفة وعندك محبة , بمن عرفته لان المعرفة تولد الحب , وتعرف واحد مكانته ومنزلته رفيعة تحبه إذا صارت المعرفة والمحبة يأتي الإتباع والولاية , " والولاية لأل محمد أمان من العذاب " الولاية لرسول الله ولأهل بيته هو الأمان من عذاب الآخرة اذن الصراط يجسد في علي 0عليه السلام)  وفي أهل البيت ( سلام الله عليهم ) لأنهم ممثلون منهج رسول الله (ص) ولكن في الوقت نفسه هناك تحذير شديد تجاه الأدعياء أي هناك من يدعي الولاء لآهل البيت وهناك من يدعي انه من أصحابهم وانه من إتباعهم ولكن لا يسير على نهجهم ولا يلتزم بتعاليمهم وتعاليم رسول الله وأهل البيت فيكون صرف ادعاء بعيد عن الواقع والتطبيق هناك تحذير شديد منه ,  لاحظوا في كتاب الكافي الجزء الأول الصفحة 425 عن ( زرارة بن اعين ) وهو واحد من كبار أصحاب العلم الأطهار( صلوات اله وسلامه عليهم )  عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى من سورة الملك الآية 27 " فلما رأوه  زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " في تفسير هذه الاية الشريفة ماذا يقول الإمام الباقر( سلام الله عليه )   قال هذه نزلت في أمير المؤمنين وأصحابه الذين عملوا ماعملوا من الفعل الصالح يرون أمير المؤمنين في اغبق الأماكن لهم ويرون أمير المؤمنين في الجنة والمقامات العالية في مكان يغبق على حضوره في ذلك المكان فيسيئوا وجوههم و يحزنون ويتألمون أنهم ليسوا مع علي في هذه المكانة والموقع لماذا ليسوا معه ؟ لان إتباعهم وصحبتهم  كانت صحبة ادعائية ولم يكونوا صادقين في نهجهم وفي اتباعهم لعلي (عليه السلام ) ويقال لهم " هذا الذي كنتم به تدعون " كنتم تدعون انكم من أصحاب علي ومن اتباعه,  اين انتم من نهج علي ؟ اذن انتم انتحلتم شخصية علي ولم تعتمدوه وتتبعوه , وفي زماننا اليوم القانون يحاسب على انتحال الشخصية . 

         هناك منا يدعي التبعية لعلي وال علي , ولكن سلوكه وموقفه ونهجه وحركاته وسكناته لا توحي بذلك

     وقد يوقفك احد وانت  تقول انا من رئاسة الجمهورية مثلا  واذا اكتشف الضابط ان ادعاءك غير صحيح  هذه جريمة يحاسب عليها القانون , وهناك منا يدعي التبعية لعلي وال علي , ولكن سلوكه وموقفه ونهجه وحركاته وسكناته لا توحي بذلك فهو ادعاء ليس الا , وبقال لهم " هذا الذي كنتم به تدعون والذي انتحلتم اسمه بعضنا ينتحل اسم علي ولكنه في الواقع والتطبيق والعمل لايسير على نهج علي عليه السلام فهي تبعية ادعائية . 

                                  داء المتصدين انهم  يحاطون بالمتزلفين والمتزلفين والمنافقين  

    في رواية أخرى أيضا في الكافي الجزء الأول الصفحة 438 عن ابي عبد الله الصادق ( سلام الله عليه ) ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين وهو من أصحابه , مصنف على انه من أصحاب علي , فسلم عليه هذا الرجل سلم على علي ( عليه السلام )  ثم قال له "انا والله احبك وأتولاك " ادى القسم في محضر علي (عليه السلام) " بأنني احبك يا علي وأتولاك واتبعك", فقال أمير المؤمنين "كذبت", أنت كذاب فيما تدعي , هذا كلام فقط وادعاء , أنت لست صادقا في ذلك قال "بلا والله إني احبك وأتولاك ", فكرر ثلاثا , يؤدي القسم بانه يحب علي ويتولى علي وعلي عليه السلام يقول له" كذبت" , هذا كله كلام وادعاء وفي الواقع أنت لست كذلك , عندما كرر ثلاث مرات فقال له أمير المؤمنين "كذبت ما انت كما قلت ",يعني  ليس الامر كما تقول وتدعي , "إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ,( والأبدان تخلق لاحقا بنطفة والله سبحانه وتعالى يودعها فتكون سببا طبيعيا للولادة والبدن)  لكن الروح الأرواح خلقت من طينة واحدة , "وخلقوا من فائق طينة نار يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا" , الأرواح خلقت قبل ذلك,  قبل الأجسام , ثم عرض علينا المحب لنا , الله سبحانه وتعالى عرفنا بالأرواح المحبة لنا وتعرفنا عليها فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض فأين كنت ؟ اذا كنت بالفعل صادق وأنت في قائمة الموالين وانت في قائمة المحبين وأنت في قائمة الأتباع لم لم نراك في تلك الألواح التي قدمت وعرضت علينا لأسماء محبينا وأرواحهم وعندما عرضت الأرواح أنت لم تكن موجود ؟ , وراى انه كشفت قضيته و انه بالقسم والتملق والتزلف يستطيع ان يضحك علي وعليك ولكن لا يستطيع على أمير المؤمنين , انظر الوقاحة شخص يأتي ويكذب على علي (عليه السلام )(عين بعين ) ويقسم على شيء ليس فيه , هذا داء المتصدين يحاطون بالمتزلفين وهناك أناس يقولون مولانا وسيدنا يقبل اليد وكذا ويسمع كلام طيب و(علي وياك علي ) , كلمن قال هل هو بالفعل هكذا ليس دائما,  الولاء الحقيقي هو ولاء المنهج والإسلام اعتمد على منهج قويم وليس فقط مشاعر وعواطف جوفاء تبرز لاعتبارات مختلفة , وهناك من يقرر نفسه من المتصدي ويسمعه الكلام وأي طاغوت من طواغيت التاريخ لم يسمع المديح والإطراء أي غبي من القادة الأغبياء في العالم لم يقفوا ويتغنوا بذكائه وفطنته وإبداعاته وفكره إلى آخره ؟ , في مجتمعاتنا الإنسانية( نصنع طغاة وظلمة) ونحن نساعد على صناعة الظالم والطاغية وهذه الشريحة من الناس والتي تصفق لكل من يتصدى وتلتف حوله ليس إيمانا بمنهج , وليس عقيدة في رؤية معينة وإنما هي مشاعر تقال حتى يقرب  نفسه ويحصل على امتيازات وفرص إلى آخره .

     وعلي (عليه السلام)  لم يكن من أولئك الذين يمكن أن تمرر عليه مثل هذه الأمور وعلي اكبر من أن يستغفل  بهذه الأمور , وعندما  سأله هذا السؤال "عرضت علينا قائمة اسمك ليس موجود فيها , أين كنت ؟ سكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه ولم يراه بعد ذلك اليوم وكشف أمره وافتضح , فذهب ولم يعد لان ادعاءه كان غير واقعي . 

      المديح والإطراء بحضور الشخص  والسباب والشتيمة خلفه ازدواجية ونفاق وهي ليست من سمات المؤمنين 

     أيضا في رواية أخرى عن أبي جعفر الباقر (سلام الله عليه ) " إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق "أهل البيت (سلام الله عليهم ) بفضل من الله نتيجة للمنقبة الوجودية التي يتمعتون بها عندما يمر أي بشر نعرف هل هو منافق او صادق أو كاذب في الادعاء يظهر شيئا ويبطن شيئا النفاق هي حالة الازدواجية يظهر شيئا ولكن يبطن شيئا اخر , حياكم الله مولانا وعندما يعبر يعطي كلاما آخر و عجيب هناك بعض الناس بلى وكذا وبمجرد اغلاق التلفون يسب الشخص الآخر وأنت قبل قليل كنت تسمعه وتتحدث معه بحديث اخر وبالمديح والاطراء بحضوره والسباب والشتيمة خلفه لماذا الازدواجية؟ هذه ليست من سمات المؤمنين , كن واضحا الخطاء خطا حتى لو كان من حاكم ومتصدي او رجل خدمة عامة قف بوجهه وقل له هذا خطأ والصحيح صحيح حتى لو كان من إنسان مغمور بالمجتمع , متى نكون بلون واحد وصادقين مع أنفسنا والآخرين , والكثير من الزلات والانحرافات تحصل حينما يتوقع الإنسان انه يسير في خطى صحيحة والحال ليس كذلك والناس كلها تعرف انه كذلك ولا تصارحه الناس .
    بسم الله الرحمن الرحيم" قل هل أنبئك بالاخسرين أعمالا  " ليس بالخاسرين بالاخسرين هناك اسوء من هؤلاء "قل هل انبئكم بالاخسرين اعمالا " من هم ؟" الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " يعتقدون أنهم يسيرون بالشكل الصحيح وليس هناك من هو أفضل منه وكل كلماته صادقة , ولكنه في الواقع ليس كذلك والآخرين يصفقون ويشجعون , ويتحدثون ويهمسون في الخلف خلفه ولا يصارحوه فتحصل نرجسية واعتداد بالذات ويتوقع انه دائما على صواب وهو ليس كذلك . 

    الانسان اما ان يتنور ويستنير بحب اهل البيت ويعبر واما ان يكون مظلما بحلب اعداء الحق ولايمكن ان تجتمع هذه المحبة مع تلك 

    النقطة الاخرى المهمة , لا يمكن ان يجمع الإنسان بين الحق والباطل , الحق نور والباطل ظلام , وهذا المكان اما فيه نور فلا مكان للظلام فيه واما يغيب النور فيأتي الظلام ولا تجتمع الظلمة والنور في مكان " حب اهل البيت وهو الحق لا يجتمع مع حب أعداء اهل البيت كيف تجتمع هذه وانا احب هذا وذاك,  لا يجوز هذا حق وذاك باطل وهذا نور وتلك ظلمة,  والقلب اما ان يتنور ويستنير بحب اهل البيت ويعبر واما ان يكون مظلما بحلب اعداء الحق لا يمكن ان تجتمع هذه المحبة مع تلك , فالحديث القدسي عن الله سبحانه وتعالى " من أحبني أطاعني " لا يجوز ان احب الله وأطيع الشيطان اما إني أحب الله او لا أحبه وأحب الشيطان , والشراكة الوطنية سياسة وقوى سياسية تجتمع والله  والشيطان لا يجتمعون , سوية .
     هذه الرواية التي سأتلوها على مسامعكم من احد الأصحاب الكبار ذو تأثير كبير من الرواة الكبار اسمه صفوان الجمال , وصفوان من كبار أصحاب الأئمة ورواتهم وثقاتهم و كان جمالا , (عنده شركة سيارات) على حد تعبيرنا اليوم وكما تعلمون  الشركات تؤجر وفي ذاك الوقت هناك جمال وهو يملك(  شركة مواصلات ونقل ) كما نسميها اليوم ولديه جمال يكريها يؤجرها ويرتزق عليها , وكان رجل صالح طاهر نقي , حدث معه هذا الحدث والذي نقراه على مسامعكم لترو كيف القضية معقدة ولا يمكن ان يجتمع الالتزام بالحق مع الالتزام الأخر من غير الحق , عن أبي فضال عن (صفوان بن مهران الجمال)  قال دخلت على أبي الحسن الأول الإمام الكاظم (سلام الله عليه ) فقال لي يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ( تسير بشكل صحيح دينك وسلوكك والتزامك وهذه شهادة عظيمة من إمام معصوم " كل شيء منك حسن جميل ماخلا شيئا واحدا " زلة واحدة لديك , كيف صدر منك هذا الشيء ؟, قلت جعلت فداك أي شيء " لااريد ان أحيد عن الحق وقلبي عامر بذكر الله وحبكم أهل البيت ماذا صدر مني وأنت لست راضيا عنه ؟ طبعا ألفات النظر , كل شيء الا واحدة , الإمام لفت نظره وينصحه , وهذه ثقافة جيدة و, وليس كما نقول اليوم والله مادام المسار العام لا ينبغي ان نشكل ونعتذر ومنطق ( عبر ) في تعاملاتنا الاجتماعية و(عبر لا متسوة ) وأخاف يزعل مني دع غيري يقول له لماذا أقول له انا ذلك , واحد يرميها على الاخر , كلا , كل شيء فيك حسن جميل ماخلا واحدا واقول له ليمسحها حتى لو كانت واحدة ليكون ابيض ناصع ليس عليه مؤاخذه وهذا شيء جيد , وما هي سيدي فديتك ؟ اخبرني ما الذي اخطات فيه ؟  قال " اكرائك جمال من هذا الرجل " يعني هارون الرشيد , كيف تؤجر  جمالك لهارون الرشيد ؟ قلت والله ما اكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو , اجرت الجمال لكي يذهب لحج بيت الله الحرام ولم اؤجرها ليفتك باحد او (انزال عسكري ) على مكان ويغصب اماكن ويسرق اموال ويعتدي على حرمات كلا , ارسل الي رسول ليؤجر الجمال ليحج إلى بيت الله الحرام وانا اجرتها , للحاكم الظالم لكن في عمل صحيح لحج بيت الله الحرام , و اكريته لهذا الطريق طريق مكة للحج , ولا اتولاها بنفسي وحتى هذه , لست انا من اسير بالجمال بل غلماني وسأرسل غلماني معهم ( من الموظفين والطاقم ولست انا ) ولكني ابعث معه غلماني " انظروا جواب الإمام اذن خطا صفوان هو  اجر لحاكم ظالم جماله حتى يركبها ويذهب للحج والامام يقول له هذه ( فاول عليك)  كيف؟  انظروا,  فقال لي "ياصفوان ايقع كراك عليهم " عندما ياخذ الجمال هل يدفع لك عمولة وايجار,  قلت "نعم "طبعا انا جمال وهذا عملي والحاكم غني قلت "نعم " قال , فقال لي "اتحب بقائهم حتى يخرج كراك ؟ هل يعجبك ان يبقى هارون الرشيد سالم ويعود ليعطيك الايجار ونقودك؟ ,
    وبعد ذلك يموت او يذهب إلى جهنم ولكن قبل ان يدفع الايجار لا يموت , اتريده ان يبقى حيا ويعطيك حقك ؟ قلت" نعم " طبعا من ودي ذلك ان مات ماذا افعل ؟ يرسلوني إلى وزارة المالية والى التخطيط ومنه إلى الحكومة المحلية ولااعرف من اين اتي بنقودي الله يعينهم الذين يتعاقدون مع الحكومة وبعضهم ياتي ويشكو عن عقد حكومي , استوردنا بضاعة بكذا مليون واخذوا البضاعة ووزعوها ولم يعطونا الاموال بحجة انهم لايملكون , من يمسك تغير الوزير ؟ لماذ ا لاتعطوه امواله والحكومة وقعت وعلى كل حال , قلت" نعم" من ودي يبقى حي ويعطيني اموالي والذي يحصل بعدها ليحصل , قال" فمن احب بقائهم فهو منهم " مادام تحب بقائه فانت منه وصرت تدعو له اللهم أحفظه ليعود ويعطيني نقودي "ومن كان منهم ورد النار " ومن يكون من الظلمة يكون في النار قال صفوان ماذا يفعل الان الحاكم متواعد معه ووقع عقد ايجار ماذا يقول له , الغيت العقد هذه صعبه انظروا ماذا فعل الانسان المتدين وذو العقيدة قال صفوان "فذهبت وبعت جمالي عن اخرها فبلغ ذلك إلى هارون" , هارون وصل اليه الخبر فدعاني " فقال لي "ياصفوان بلغني انك بعت جمالك" قلت "نعم" فقال لي" لم ؟ "لايستطيع ان يقول له ان الامام الكاظم (ع) قال لي ذلك لان ذلك معناه أن يعرض حياة الامام في خطر ويتحمل المسؤولية الكامله وهذا درس اخر الموالي والتابع الصحيح يتحمل مسؤولية القرار , ولا تضعها برأس الاخرين,  فقلت" انا شيخ كبير وان الغلمان لايقوون بالاعمال ماحك جلدك مثل ظفرك ", وعندما اقف على الجمال انا اديرها ولااتركها للعمال والموظفين تضيع ولا يستطيعون تادية الحق بشكل صحيح فقال" هيهات هيهات "الان تذكرت انت شيخ كبير امس وقعنا . "اني لاعلم من اشار عليك بهذا " اشار بهذا الى الامام موسى بن جعفر (ع) " الامام الكاظم قال لك وعلى ذلك بعتها , لو بزماننا لقلنا وضعوا جهاز تنصت في بيت الامام وذاك الوقت هناك عيون سمعوا او تحليل,  قلت" مالي ولموسى بن جعفر" , ما علاقة موسى بن جعفر بجمالي ؟ ومحاولة إبعاده عن القضية ولكي لا تتوجه إليه يد الغدر للحاكم الجائر ويسيء اليه , فقال "دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك ", لا تستطيع ان تضيع علي ولولا انت رجل مستقيم لقتلتك , فاذا كان اكراء الجمال لحاكم ظالم لزيارة بيت الله الحرام تجعلنا معه ومحسوبين عليه لصرف انا أتمنى ان يبقى الا ان يدفع لنا حقنا,  فانظروا كيف ان القضية معقدة , الولاءات والتولي والتبري , هذه من القضايا الأساسية في إيمان المؤمن ان يتولى الحق واهل الحق , ويتبرا من الباطل واهل الباطل , انا لأحب الباطل لكن ابو فلان منحرف لكن لدي مصلحة معه وهذا مصلحة قد تصير معي قضية في يوم من الأيام وابقي شعرة معاوية وخيط معه إذن انت تتواصل مع جميع من اهل الباطل وحافظ مصالحك والحق ليس مشكلة , كلا , السلوك المنحرف حينما يجد حالة الانكماش والانكفاء عنه من المجتمع , المخطئ لا احد يغطي له ويسكت عنه والكل تصطف في جانب الحق والمخطئ يشعر آنذاك بعزله ويصحح من سلوكه ويغير من أداءه إلى غير ذلك وهذه ثقافة .
    قال النبي (ص)" من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد اجرم "وقد لاتعلم انه ظالم وقدمت له مساعدة وتعتقد انه إنسان عادي وغير ذلك وتبين بعد ذلك ولكن انت تعلم انه ظالم وتقدم العون له فقد خرج من الإسلام "الإسلام دين السلام , الإسلام دين الاستقامة , كيف تكون مستقيم وتعين الظلمة الذين لا استقامة لهم وقال الباقر (عليه السلام ) العامل بالظلم والمعين له والراضي به ,شركاء ثلاث " الثلاث هم شركاء من رضي بفعل قوم كان منهم وحسب عليهم ويتحمل وزرهم وعلى الأقل الإنكار القلبي وإذا كنت لا تستطيع إصلاح الظالم يجب ان لا تقبل به وبالظلم وفي قراره نفسك لديك موقف وحصانة وعندك تلقيح الطفل نأخذه وهو طفل ونلقحه , وتلقيح يسخن ويمرض وبأيدينا نأخذه ونلقحه ليكون له مناعه من المرض وفي هذه الحالة كذلك نحتاج إلى التلقيح , والتلقيح هو الإنكار القلبي وقلبيا يجب ان تكون منكر لهذا الشيء .وقال (ص) شر الناس المثلث " قيل يا رسول الله وما المثلث " قال "الذي يسعى بأخيه إلى السلطان "يكتب (تقرير كيدي ) ويرسل للظالم معلومات خاطئة يكسر رقاب الناس فيهلك نفسه وبهذا العمل تقول على أناس أبرياء وهلك نفسه ويهلك اخاه من كتب عليه اكيد السلطان الظالم سيتخذ موقف ويهلك السلطان لان السلطان يعتدي على هذا البريء فيهلك السلطان ايضا فيهلك نفسه ومن كتب عليه ومن سعى عليه ويهلك السلطان وقال (ص) "من مشى مع ظالم فقد اجرم " جريمة ان تسير مع الظالم وان تغطي للظالم وان تدعم الظالم وان تسكت عن الظالم هذه جريمة , انظروا المنهج الإسلامي الأصيل في تعريف الأخطاء وكشف المخطئين وعزلهم ’, لا تمشي معه ولا تساعده ولا تقدم له أي عون حتى لو كانت حج بيت الله الحرام , ولا ترضى بعمله وأنت في مكانك وهذا الرضا مطلوب وكيف المجتمع سيصبح فيه حصانة لهذا وتصبح اصطفافات حقيقية وصحيحة .
    وللحديث صلة تأتي تباعا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة