• السيد عمار الحكيم : لن نسمح لأحد أن يتطاول على مقام المرجعية الدينية والأجهزة الأمنية تحتاج الى تجديد الدماء

    2013/ 08 /09 

    السيد عمار الحكيم : لن نسمح لأحد أن يتطاول على مقام المرجعية الدينية والأجهزة الأمنية تحتاج الى تجديد الدماء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين ابي القاسم المصطفى محمد ثم الصلاة والسلام على سيد الوصيين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين علي بن ابي طالب وعلى الصديقة الطاهرة المظلومة الشهيدة فاطمة الزهراء وعلى الامام الهمامين الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة وعلى الائمة الهداة المهديين من ولد الحسين (ع) علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والخلف القائم المهدي حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة .

    عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..ايها المؤمنون ايها الاخوة والاخوات ايها الشعب العراقي الصابر ان الكثير من المشاكل والتحديات التي تقف بوجهنا اليوم والتي تبدو للوهلة الاولى انها مشكلات عصية على الحل وانها تحديات يصعب مواجهتها ومعالجتها ولكنه انطباع غير دقيق فمشروعنا صامد وثابت وراسخ ولكننا احيانا نخفق في ادارة امورنا بالشكل الصحيح الذي نتمناه ونركز على السلبيات والتفاصيل ونتناسى قضايانا المصيرية والاستراتيجية اننا ابناء هذا الوطن شاء من شاء وابى من ابى ولن ينالوا من هذا الوطن الا حينما ينالوا من آخر طفل من اطفالنا وسننتصر عليهم باذن الله تعالى آجلا ام عاجلا وسنبني هذا الوطن الحبيب الذي مزقوه بحقدهم وطائفيتهم وعنصريتهم ، سنبني مجتمعا متنورا بعيدا عن ظلاميتهم وانحرافهم وافكارهم المريضة والهدامة ، ان هؤلاء قتلة الاطفال والنساء يحاولون الايحاء باننا عاجزون عن مواجهتهم ولكن الواقع انهم هم العاجزون عن مواجهتنا ومواجهة ابناء شعبنا فيلجأون الى اجساد الاطفال البريئة كي يخطوا بها انتصاراتهم ويعمدوا بها شهاداتهم المزعومة ، ان مشروعنا مشروع حياة ومشروعهم مشروع موت ان مشروعنا مشروع مستقبل ومشروعهم مشروع ماض مليء بالحقد والكراهية ، ان مشروعنا مشروع رحمة ومشروعهم مشروع شر وقسوة ولكننا للاسف لا نحسن ادارة امورنا بالشكل الصحيح فيتضاءل خيرنا ويتعاظم شرهم ومتى ماتم التفكير واتقننا التدبير فان هؤلاء سيتلاشون من حياتنا وينهون قصة بائسة لتاريخ اسود وعلينا ان ندرك ان مشروعنا ثابت ولكن تدبيرنا مهزوز احيانا فلنعمل بصدق وقوة كي نثبت تدبيرنا كما ثبتنا مشروعنا ، يا ابناء شهيد المحراب ايها الكرام باخلاقكم ومواقفكم وتضحياتكم ان نصر هذه الامة امانة في اعناقكم وان تدعيم مشروع الدولة من اهم واجباتكم .

    ايها المؤمنون يتبادر الى اسماعنا في هذه الايام بعض الاصوات التي تتطاول على المرجعية الدينية العليا بقصد او بغير قصد ونقول لهم ان المرجعية ليست وجودا طارئا على هذه الامة وأخذت دورها في تاريخ هذه الامة الطويل وفي نشاة هذه الامة واذا كان البعض لا يؤمن بالمرجعية فهذا شانه ولكن ان يتطاول على قيمنا ومقدساتنا ومرجعيتنا فهذا لا نسمح به اطلاقا ، اننا قد نتسامح مع هفوة هنا او سقطة هناك ولكن ليعلم الجميع اننا لن نتسامح مع من يتطاول على مراجعنا ومقدساتنا فالمرجعية هي الجسر الممتد الى جذورنا وهي البوصلة لبناء مستقبلنا واي شعب يفتقد الجذور ويفتقد البوصلة فهو شعب ضائع تتلاعب به الامواج وتضرب بثناياه الرياح ومصيره التحطم على صخور الزمن ، ان من فضل الله سبحانه وتعالى على مرجعيتنا ان حباها بسلطة معنوية لا تنقطع في زمن او مرحلة ولا تؤخذ من حكومة او دولة انما هي سلطة معنوية زرعت في العقول وجبلت عليها الانفس وبالرغم من هذه القوة والتاثير للمرجعية الا انها آلت على نفسها ان تتعالى على الرد على الاصوات التي تحاول الانتقاص منها من موقع الابوة والرعاية للابناء الضالين وتدعو لهم بالهداية والرشاد .

    ايها الاخوة والاخوات يا ابناء شهيد المحراب وعزيز العراق في هذا العيد نستذكر المسؤولية ونرفع راية التكليف التي حملنا اياها شعبنا الوفي ونحن متمسكون بنهجنا الذي ارتضيناه لانفسنا وهو منهج الانفتاح ومنهج الشراكة فنحن مع الجميع ونحن للجميع من اجل خدمة هذا الوطن ورفع الحيف عن المواطن فقطارنا واحد ويدنا ممدودة للجميع وكيف لا ونحن ابناء من يعطي دون ان يسال ويقدم قبل ان ياخذ وقد اثبتت الايام ان منهجنا هو المنهج الثابت مهما تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال ، ان هذا العيد يمر علينا ومحافظاتنا بحكوماتها المحلية يحدوها الامل بغد افضل وخدمة ارقى فلقد قال المواطن كلمته وخرج الى صناديق الاقتراع وشارك في الانتخابات وبقي علينا ان نقوم بواجبنا وان نتحمل مسؤوليتنا على اكمل وجه دون تقصير او تبرير ، املنا كبير باخوانكم واخواتكم في كتلة المواطن في مجالس المحافظات الذين تقدموا لحمل راية التكليف ونتمنى ان يثبتوا باذن الله تعالى على انهم اهل للثقة وللمسؤولية وان تيار شهيد المحراب وكتلة المواطن ليس فيها مكان للمتكاسلين والمتقاعسين والمتكبرين فهم كتلة المواطن وسيكونوا مع المواطن في كل المواطن قولا وفعلا اسما ومعنى .

    ايها الاحبة في هذا العيد نراجع ما انجزناه ولا نتراجع عما حققناه ولسنا من الذين اذا تقدموا خطوة ظنوا انهم أكملوا الطريق واننا ندرك جيدا ان مهمتنا كبيرة وطريقنا طويل و تحدياتنا ضخمة ولذلك علينا الاستعداد دائما لمراجعة انجازاتنا ومناقشة اخفاقاتنا فلقد رفعنا شعار التغيير والتطوير لنكون بمستوى الاهداف النبيلة التي نذرنا انفسنا لها املنا اليوم ان نكون خير ممثلين لشريحة واسعة من ابناء شعبنا وعلين ان نكون بمستوى المسؤولية التاريخية لهذا التمثيل فالامم تتطور بتطورشعوبها  والشعوب تتطور بتطور تياراتها السياسية والاجتماعية ونحن في تيار شهيد المحراب نحمل شعلة التطوير والتجديد مع الاحتفاظ الكامل باصالتنا فجذورنا عميقة في تربتنا وبهذه الهمة نستطيع ان نساهم في تقديم الحلول للمشاكل التي يعاني منها هذا الوطن والاعباء التي يأن منها المواطن ، ان الجميع بات يدرك ان الذي لا يستطيع ان يحل مشاكله الخاصة فلن يستطيع ان يحل مشاكل هذا الوطن والذي يعجز عن تحديث منظوماته فسيكون عاجزا بكل تاكيد عن تحديث منظومات الوطن ومؤسساته ، نحن في تيار شهيد المحراب ادركنا هذه الحقيقة منذ سنين وعملنا عليها بجهد واصرار حتى اصبحت منهجا لن  نحيد عنه باذن الله تعالى فالمراجعة والتصحيح حالة دائمة ومستمرة في مسيرتنا العملية سواء كنا متقدمين او متراجعين من حيث الواقع السياسي .

    ايها المؤمنون اخوة واخوات لقد اكدنا مرارا وتكرارا باننا نؤمن وعن قناعة راسخة ان النجاح حليف العمل الجماعي والعمل الفردي مصيره الفشل وعليه فانا ادائنا السياسي وفي مختلف الظروف والمستويات كان يرتكز على هذه المنهجية الواضحة في روح العمل الجماعي وبروحية التكامل لا التخاصم واليوم فان الظروف التي يمر بها وطننا الحبيب تؤكد صحة المنهج الذي سرنا عليه ، ان المؤامرات تحاك ضد هذا الوطن في السر والعلن وقد عقد الاشرار عزمهم على استباحة دماء شعبنا وانتهاك امن وطننا ولكن شعبنا سيرد كيدهم الى نحورهم باذن الله تعالى مهما اوغلوا في دمائنا لاننا عاهدنا الله تعالى وعاهدنا ابناء شعبنا في عدم السماح للظلاميين في مصادرة حق ابناء شعبنا في العيش بحرية وكرامة ومهما تفننوا في اجرامهم فيبقوا عاجزين عن تحقيق انتصارات مهمة ، نعم قد يزعجوننا قد يؤذوننا قد يقتلوننا ولكنهم لا ينتصرون علينا ومع الاسف الشديد فان أداءنا الامني لم يصل الى درجة النضج المطلوبة لمنع هؤلاء من ايذاء ابناء شعبنا وقد حان الوقت لتجديد دماء اجهزتنا الامنية وتحريك الماء الراكد فيها ، ففي قبال اي عمل اجرامي يقوم به هؤلاء لابد من البحث عن مسؤول امني مقصر قصر في اداء واجبه فولد هذه الثغرة التي ادت الى استهداف ابناء شعبنا ، نحن ندعو اخوتنا في الحكومة الى الاستماع لكلماتنا التي تنطلق بصوت محب ناصح  فنحن سند ودعم لهم وأنهم سيبقون دائما سندا ودعما لنا .

    ايها المؤمون ان منطقتنا قد تجاوزت مرحلة المخاضات ودخلت مرحلة الولادات وبعض هذه الولادات جاءت مشوهة والبعض الآخر جاءت منحرفة عن مساراتها الصحيحة ولكن طبيعة الحياة تابى الا ان تستقيم مع الصواب  وتدفع الخطا وتحارب التشوه ، ان الحرية هي وقود الشعوب نحو التقدم والاتحاد فلاكرامة مع الاذلال ،  ومع الحرية المنضبطة يمهد الطريق امام الشعوب لتصل الى مبتغاها وتحقق اهدافها وامانيها . لقد عانت شعوبنا العربية من وطأة الاستعمار ثم التسلط والاستغلال واليوم تعاني من التطرف والتكفير حيث تشوه منجزاتها وتفرض عليها اجتهادات منقوصة  بعيدة عن الدين والعقيدة والمنطق ، اليوم تمر الشعوب العربية باخطر تحد تواجهه منذ مئة عام لانها اليوم تواجه نفسها وثقافتها ووعيها فهي اليوم تبحث عن الحرية المنضبطة وليس الانفلات الامني والمجتمعي وهي اليوم تبحث عن ثقافة التكامل وليس ثقافة ثقافة القتل والسحل والتمثيل بجثث الضحايا ، وهي اليوم تبحث عن طرق جديدة تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وليس استعادة الوسائل السابقة باسماء وعناوين جديدة . ان الشعوب العربية ثارت من اجل العدالة الشاملة وليس العدالة المجتزئة التي تنصف البعض وتهمل البعض الآخر بحجة انه كان من المرحلة السابقة ، ان هذا التحدي الذي يواجه شعوب ودول المنطقة يعد تحديا مصيريا سيرسم ملامح خارطة المنطقة للعقود القادمة ومن المؤسف ان نقول بان التجارب الناجحة في منطقتنا اصبحت اقل من التجارب المتلكئة او الفاشلة ولذلك علينا تفعيل تكاملنا العربي والاسلامي  الاقليمي والدولي وان نتعاون على انتاج فكر جديد قادر على عبور الطوائف والقوميات والتعدديات وبناء منظومة عمل مشترك على المستوى الاقليمي ، ان الذي يربط دول المنطقة ليس الجغرافية وحدها وانما التاريخ والحضارة والثقافة المشتركة والمستقبل والمصير المشترك وهذه حقيقة على الجميع ان يدركها قبل فوات الامان فقد نختلف على قضية هنا او هناك ولكن علينا ان لا نعمل على افشال الآخر دون النظر بعمق الى الأضرار الكبيرة التي ستلحق بالجميع دون استثناء ، ان الحرائق في منطقتنا حرائق متداخلة ومشتركة فلا يدعي احد أنه يجيد اللعب بالنار لان لهيبها سيصيب الجميع دون استثناء وأولهم من يشعلها ومن يلعب على اوتارها ، لقد آن الاوان لمغادرة لغة العناد والاستماع الى لغة العقل كي نحفظ ما تبقى من مصير مشترك لشعوب المنطقة ، نسال الله سبحانه وتعالى ان يحقق الآمال وان يعم الامن والامان والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب والمنطقة بشكل عام وان نشهد مزيدا من التواصل والتآزر لما فيه خدمة هذه الشعوب الكريمة ، بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

    اخبار ذات صلة