• في الليلة الثالثة من المحرم .. السيد عمار الحكيم : بيان داعش الأخير يعبر عن ظاهرة خوارجية نواصبية تتجلى بأبهى صورها

    2013/ 11 /08 

    في الليلة الثالثة من المحرم .. السيد عمار الحكيم : بيان داعش الأخير يعبر عن ظاهرة خوارجية نواصبية تتجلى بأبهى صورها

     بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الانبياء والمرسلين حبيب العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين , السلام عليك يا ابا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك , عليك منا سلام الله مابقينا وبقي الليل والنهار ولاجعله الله اخر العهد منا لزيارتكم, السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ( عليه السلام ) .

     

    ((من سمات المؤمنين قوة البصيرة ورسوخ العقيدة والعمل الصالح ))
    السلام عليكم ايها المؤمنون الحسينيون , اخوة واخوات ورحمة الله وبركاته , كان حديثنا في الليالي الماضية عن درس مهم ونقطة وضاءة وسمة اساسية من سمات الحسين ( عليه السلام ) واهل بيته واصحابه , الا وهي سمة البصيرة , فكانوا من "اهل البصائر" كما ورد في حقهم وفي تقييمهم , على لسان خصومهم واعدائهم , وقلنا ان البصيرة هي الاكسير وهي المفتاح لحل الكثير من الاشكاليات والتحديات وهي الطريق الذي يوصل الانسان إلى طي مراتب الكمال والوصول إلى الله (سبحانه وتعالى ) , البصيرة تعني الوضوح واليقين وقوة الادراك والفراسة والتمكن  من رؤية المستقبل , وتقدير الموقف الصحيح , ولذلك القرأن الكريم يتحدث عن البصيرة واهميتها بشكل واضح وفي العديد في اياته الشريفة , وقد استعرضنا في الليلة الماضية الاية الشريفة الخمسين من سورة الانعام واليوم نستشهد باية اخرى على اهمية البصيرة وهي قوله تعالى في سورة هود الاية 23 و24 بسم الله الرحمن الرحيم " ان الذين أمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم " هناك ثلاث سمات وثلاث صفات يترتب بعضها على الاخر , "ان الذين أمنوا" الايمان , العقيدة الراسخة , وعملوا الصالحات , العقيدة اكثر وضوحا كلما كانت مرتبة الايمان اعلى , كلما كان تجسيد هذا الايمان عبر العمل الصالح اوضح , فكلما كان الايمان اقوى كان العمل اكبر والهمم اكبر , "ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم " المخبت والاخبات هي حالة التسليم إلى الله تعالى وهي متفرعة على الايمان والعمل الصالح , حينما كان الانسان مؤمنا ومعتقدا وظهر منه العمل الصالح يصل إلى مرحلة الاخبات والتسليم لله جل وعلى , إلى مرحلة الخضوع والخشوع بين يدي الله جل وعلى , "ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون " الجنة , السعادة الابدية , المستقبل , لمن تتوفر فيه هذه السمات الثلاثة , "مثل الفريقين " المؤمن , وغير المؤمن , مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع , هل يستويان مثلا "الاصم , الذي يفتقد إلى القدرة على السمع , هل حاله حال من يسمع ؟ العمى ومن لايرى هل حاله حال من يرى ؟ لايمكن ان يتساويان , طبعا المقصود في هذه الاية الشريفة ليس هو البصر , بصر العين , المؤمن وغير المؤمن كلهم يبصرون, ولكن الفرق الكبير بين المؤمن وغيره ان المؤمن لديه بصيرة , بصيرة القلب , وليس بصر العين فقط , يرى بعين الله , هذه البصيرة انما يرزقها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين وللمؤمنات ,

     

    ((غير المؤمن كالاصم والاعمى لايرى الا بعينه فقط ولايسمع الاباذنه ولايتحسس بقلبه ))
    وليس لغير المؤمن , السمع لايراد منه سمع الاذن بل يراد منه الوعي وان يعي الانسان الحقائق , ومن لديه البصيرة هو قادر على ان يعي الامور بشكل صحيح ولكن غير المؤمن , كالاصم ليس له وعي , لايستطيع ان يرى وان يعي الحقائق , "افلاتتذكرون "في ذلك تذكرة وفي ذلك انتباه , التفت , من لديه بصيرة ليس كالذي يفتقد إلى البصيرة , في مقابل البصير , الذي يمتلك البصيرة , هناك" الغفلة ", الانسان الذي لايستطيع ان يعي ويفقه ويتعاطى مع حقائق الكون , في اية اخرى في سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم " قل ( يارسول الله اخبر الذين لايؤمنون بوحدانية الله والذين يعبدون الاوثان وتحدث مع هؤلاء الوثنيين وقل لهم ) من رب السماوات والارض "من ينظم شؤون السماوات وشؤون الارض , "قل لله " لايعرفون انت قل لهم وانت عرفهم بهذه الحقيقة "رب السماوات والارض قل الله "الله هو رب السماوات والارض ," قل افاتخذتم من دونه اولياء "تركتم رب السماوات والارض ومدبر السماء والارض وتركتم الله وذهبتم "واتخذتم وليا من الله " تمسكتم بغير رب العالمين , تمسكتم بهذه الاوثان والاصنام , تركتم عبادة الله وعبدتم الاوثان , "لايملكون لانفسهم نفعا ولاضرا "هل هذه الاوثان قادرة ان تدفع عن نفسها او تجلب لنفسها منفعة حتى تنفعك وتدفع الضرر عنك ,هل هي قادرة ان تحل مشكلتها لتحل مشكلتك ؟ , وثن وصنم , اللات والعزى وهبل إلى غيرها من الاصنام عند الجاهلية والصنم قد يكون من الحجر يضعه الانسان امامه ويعبده وقد يكون أي شيء في الحياة يبعده عن الله , ويصرفه عن الله فيكون هو كذلك , مثلا شخص راى واعجب بفتاة ولاتصبح من قسمته ونصيبه , لكن يظل باله وفكره وحياته وجوده , وكل شيء هي هذه , هذه صارت اله له , صارت وثن , شخص لديه قضية معينة تجارة معينة , تجارة شيء جيد , لكن تجارة تصبح كل وجودك لا البيت له حصة ولا الدين له حصة ولا الحياة لها حصة ولا المجتمع له حصة , كله عمل في التجارة يريد ان يجمع نقود , لمن ؟ تجمع لمن حتى ترتاح اين راحتك , اين راحة اهلك واين فائدة المجتمع منك , من يستطيع ان يراك , أي شيء يتخذه الانسان ويستحوذ على وجوده وعلى اهتمامه من دون الله بعيدا عن الطريق الصحيح , هناك من يجاهد في سبيل الله ويصرف كل حياته ووجوده لما يحقق التكامل إلى الله بما يوصله إلى الله , هذا هو في طريق العبودية لكن اليوم هناك اناس من خدمة سيد الشهداء يصرفون الوقت والجهد في خدمة سيد الشهداء , والحضور في هذه المجالس والخدمة الحسينية بكل انماطها , من هو الحسين ؟ لماذا نخدمه ونقف له , لماذا نواسيه , لماذا نستذكره , لم نعتلي المجالس له , لانه ابن بنت رسول الله ولانه حامل مشروع الله سبحانه وتعالى , مشروع الرسالة , "اني لم اخرج اشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (ص) اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر "قيمة الحسين بمايمثله من امتداد ,  انه وريث ,,,,,,,السلام عليك ياوارث ادم ,  السلام عليك ياوارث ابراهيم , السلام عليك ياوارث نوح , السلام عليك ياوارث موسى , السلام عليك ياوارث عيسى وياوارث محمد حبيب الله .

     

    ((الارتباط بالحسين يعني الارتباط بالله عزوجل لان مشروع الحسين مشروع الهي ))
    لذلك الارتباط بالحسين ارتباط بالله سبحانه وتعالى , لكن اذا صببت اهتمامك على قضية ماسوى الله استحوذت عليك هذه صارت اله"  لايملكون لانفسهم نفعا ولاضرا"  , لايستطيعون ان يدفعون الضرر عن انفسهم , الاوثان , لايستطيعون ان يجلبوا المنفعة لانفسهم , ولايدفعون الضرر عنكم , يا رسول الله قل  هذا الكلام للوثنيين , هنا الشاهد , "قل هل يستوي الاعمى والبصير " الذي يعبد الله هو البصير ويمتلك البصيرة , ويمتلك الرؤية ويمتلك الوضوح , ويسير في الاتجاه الصحيح , ولكن الذي يعبد الاوثان والذي يشد اهتمامه لما سوى الله هذا كالاعمى , قلبه لايرى , ليس لديه بصيرة "ام هل تستوي الظلمات والنور " من يسير في طريق العبودية لله , قلبه منور بذكر الله الالتفات والاهتمام والتركيز على الكمال المنشود لهذا الانسان , الذي يسير بطريق اخر , الظلمات والظلمات سكون وجمود , يراوح في مكانه , في حالة اليأس والانكسار , حالة التوقف عن كل شيء , الانسان المؤمن , الانسان المتوجه نحو الله , الانسان صاحب المشروع , الانسان الطموح , الانسان الذي يتحمل المسؤولية تجاه المجتمع , هذه انسان كله طاقة , كله حيوية , كله حماس , كله نور , كله انطلاقة نحو الاهداف الصحيحة , "ان جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم " قل لهم يارسول الله أتركتم رب العالمين وتمسكتم بحجر , هل خلقوا والله خلق وضاعت الحسبة عليكم أي المخلوق لله ام مخلوق لهبل وفلان وفلان من الأوثان , فبالاشتباه تمسكتم بالأوثان , هل يخلقون شيئا ؟ قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار " الخالق هو الله سبحانه وتعالى لاغير , فاذا كانت المخلوقات كلها مخلوقة من الله سبحانه وتعالى لم وقعتم في العمى والظلمة والتشبث بالأوثان وترك الله سبحانه وتعالى وتجاهل الوحدانية لله سبحانه وتعالى , انظروا البصيرة وتأثيرها , انظروا البصيرة وآثارها العظيمة في حياة الإنسان وحياة الأمة وفي حياة الجماعة .
     

    ((النور واحد والظلمات متعددة ))
     الآية الرابعة في سورة فاطر , الآية 19 وما بعدها , "وما يستوي الأعمى والبصير "المؤمن هو البصير والكافر هو الأعمى , من يسير في طريق الكمال وفي طريق الله سبحانه وتعالى هو البصير وما سواه أعمى , لايستوون , "ولا الظلمات ولا النور "حاشا ان يتساوى النور والظلمة , الله ولي الذين امنوا يخرجوهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " النور مفرد والظلمات متعدد , لا يقول إلى الظلمة لان النور يتجسد بالهدف الواحد بالله سبحانه وتعالى , ليس به تعدد لكن الظلمات , كلما سوا الله فهو الله , وهذه قد تتعدد لذلك الظلمات جاءت بالجمع , فالظلام منشأه السكون والركود , واليأس والإحباط ومنشأ كل خير عن الإنسان , ترون إنسان اذا ظلمة يتعثر , قد يقع , ببئر او حفرة , تنكسر رجله او يصير ما يصير الظلمة منشأ الأخطار كما ان الظلمة المادية منشأ أخطار مادية ظلمة القلب منشأ الأخطار المعنوية الجسيمة والعظيمة , ولكن النور منشأ الحياة والحركة والحيوية والنشاط والتكامل إلى غير ذلك , "ولا الظل ولا الحرور " الظل والفيء بعيد عن الشمس , يأتيك هواء لطيف بارد وحالة هل كحال الحرور والشمس المحرقة وهذا الهواء الحار السموم ذو اللهيب الحار هل هما متساويان ؟ الناس تهرب من الشمس المحرقة وتلوذ بمكان تحت الظل فالظل ليس مثل الحرور , الإنسان الكافر والإنسان المنحرف والإنسان المذنب والإنسان العاصي والإنسان الذي يبتعد عن جادة الصواب في بعده الديني والدنيوي الإنسان الذي يتخبط , الإنسان الذي ليس لديه رؤية الإنسان الذي لا يعرف ماذا يفعل والذي يعيش حالة ارتجالية , هذا الإنسان مكشوف تحت النار المحرقة وتحت الشمس اللاهبة , مكشوف ,معرض  للاستهداف من كل صوب وحدب فلابد أن تكون لك رؤية " ولا الظل ولا الحرور "

     

    ((هناك مؤشرات على الايمان كما هو الحال على مؤشرات الإنسان الحيوية ))
    من عمل صالحا وظهر منه الصلاح  وصل الى مرحلة الاخبات والخضوع والخشوع بين يدي الله جل وعلى , ان الذين امنو وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون " الجنة والسعادة الابدية والمستقبل لمن تتوفر هذه السمات الثلاثة " مثل الفريقين المؤمن وغير المؤمن " مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا" الأصم الذي يفتقد إلى القدرة على السمع حاله حال من يسمع ؟ العمى من لا يرى حاله من يرى ؟ لا يمكن ان يتساويان طبعا المقصود بالآية الشريفة ليس هو بصر العين , هل يستوي الأحياء ولا الاموات " عجيب , الحياة الحقيقية , هي حياة الانسان المؤمن , حياة الانسان المتجه نحو المشروع " ولنحيينه حياة طيبة " الحياة المادية فيها مؤشرات , المريض في حالة خطرة يذهبون به للمستشفى لايعلم الطبيب  فورا يمسك يده ليعلم نبضه وهناك مؤشرات معينة للحياة هل هي موجودة معناها حي اذا ذهبت المؤشرات معناه انه مات , فكما ان الحياة المادية فيها مؤشرات على الحياة , الحياة المعنوية حياة القلب وحركة الانسان التكاملية نحو الله سبحانه وتعالى هذه ايضا فيها مؤشرات " ولايستوي الاحياء ولا الاموات " لاحظوا في سورة الانعام ماذا يقول الله سبحانه "او من كان مات فاحييناه " الله يمنح البصيرة , الله يهديك إلى صراط المستقيم , بفضل من الله كنا نحن اموات وفي ازمة لانعلم اين الحق والله سبحانه وتعالى يحيينا حينما يرينا الطريق ويوصل الينا الانبياء والاوصياء والاولياء ," او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس "جاءته الحياة الطيبة وصار عنده بصيرة ورؤيا ويعرف اين الحق والباطل ويعرف اين يضع يده وبيد من ويعرف مع من يصطف وضد من يقف هذه كلها بصيرة نحن نقف اليوم بعد 1400 سنة نقول السلام عليك يا ابا عبد الله ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما , ياريت لو كنا في يوم عاشوراء لكنا كنا معك نذب عنك ونضحي بارواحنا وانفسنا عن ان يصلك واهل بيتك مكروه اليس هكذا نقول له كيف صار الوضوح لدينا ؟ لدينا من البصيرة " وجعلنا له نورا يمشي به في الناس الانسان الذي احييناه بعد ان احييناه كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " الانسان الذي يعرلاف ومنور بنور الله ويعرف الطريق وواجباته ومسؤولياته , ويتحرك ضمن اطار صحيح , عنده بوصله واضحة يتجه نحوها , هذا مثل الذي يسير بالظلمات ؟ يدخل ولايعرف الخروج منها ولا من اين المخرج " ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ماكانوا يعملون " الله سبحانه وتعالى جعل هذه الخصوصية البصيرة سمة مهمة للمؤمنين اما الكافر زين له وفرحان بالظلمة , ويعتقد انها بها كل شيء وياكل ويشرب وبعد سنوات يصاب بالسكر وضغط الدم وذهب بالطريق وقائمة عند الطبيب ويملك اموال الدنيا ويتحسر على لقمة ياكلها كما يتمنى ويشتهي وهذا ممنوع وتلك كذا , هل انتهت , اندفع نحو الدنيا والشهوات وضعفت قواه وذهبت كل تلك وبقى له كل شيء له صفر لادنيا ولا اخره وخسر الدنسا والاخرة وهذا هو حاله ويصبح هكذا " ان الله يسمع من يشاء " الله يسمع ويحيي , الله ينور , البصيرة ويمنحها الله سبحانه وتعالى ويسمع الله من يشاء , و"وما انت بمسمع من في القبور " لكن من ليس لديه بصيرة ولا ايمان ولا مشروع ولا رؤية هذا مهما تكلمنا معه لاينفع " طبع الله على قلوبهم وفي قلوبهم مرض فزادهم الله مرض"  ومهما تقول لايسمع , لماذا مابك القضية واضحة لماذا لا تعرفها ولا تقبلها ولا تتفاعل معها , الحسين بعظمته , الحسين الاتعرفه وتتنكر له , لماذا , انا اقرا لكم اليوم عبارات لكي ترون أمعقوله في 2013 في كل هذا الوعي هناك من يكره الحسين .

     

    ((طوبى لمن بصره في قلبه ))
    عن ابا عبد الله الصادق "طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه "هناك اناس لايرى الا ما تراه هذه العين لايعرف ما في الدنيا والذي يراه امامه فقط ولايملك غيرها وهنالك من بصره في عينه وهناك من بصره في قلبه وقلبه منفتح على الحقيقة ويعرف الامور ويقدر الامور ويحلل الظواهر ويتخذ القرارات الصائبة" طوبى لمن بصره في قلبه " طوبى لمن جعل بصره في قلبه "لاتنظروا في عيوب الناس كارباب انظروا ماذا يقول الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه , بني البشر خطائون وكل منا به عيب ونقص معين الله يقينا جميعا العيوب والاخطاء لكن هذه سمة البشر وامسكن زلة وثغره على اخوك المؤمن وتبدا بابتزازه لاتبقى تضغط عليه في هذا الموضوع ولاتتعامل باستعلاء وتستغل نقاط ضعف الاخرين في الضغط عليهم " وانظروا في عيوبكم كهيئة العبيد " ركز على عيوبك " عن رسول الله 0ص9 طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس " لو كل من يصحح اخطاءه وسلوكه لكانت بعد وقت ينظر للاخرين اترون من يبني بيت ولانراه لانه منشغل , الله يسهل بيت يبينه تاخذه عن الدنيا وكل شيء , وجودنا نريد ان نبينيه وشخصيتنا الا تريد لها تفرغ لاتبقى عيوننا على الناس وهذا قال وذاك تكلم لنهتم بعيوب انفسنا ونكون كهيئة العبيد في موقع الذل بين يدي الله بتواضع ينظر إلى اخطائه ويعالجها , " انما الناس رجلان مبتلى وهناك من هو عمله متعثر وصحته ناس صحيحي البدن واناس مرضى وهناك تجارة وعمل يختلفان والعائلة , وعبادته وتوجهه نحو الله وهناك من تاتيه نفحات ويرى قلبه متوجه نحو الله مندفع نحو الله قلبه منكسر وخاشع ,  نفسه لاتذهب ولاتبلغ المعصية والرذيلة وتواق لمحجالس الموعظة والدعاء والذكر ويبحث عن الخير وهذه نعمة , فارحموا المبتلى , الذي يقع في بلاء ارحموه ان كان بلاء مادي او مادي واحمدوا الله على العافبة" اذا الله اعطاكم صحة وعافية في تجارة او أي شيء اشكروا الله عليها ولاتصابوا بالتكبر بهذا الامر وانظروا البصيرة كم لها من دور وتاثير عظيم في حياة الانسان وتجعل حياته وماسواه في حكم الاموات .

    الحمد لله الذي جعل اعداء الدين .

     

    ((الظاهرة الخوارجية والنواصبية تتجلى باوضح صورها في داعش ))
    اليوم كنت  اتابع بيان منسوب ل ( داعش ) ماتسمى بالدولة الاسلامية للعراق والشام ,فيها صلافة ووقاحة ونصب علني قرات البيان وقلت الحمد لله الذي زادنا فيكم بصيرة كم اعداءنا يصدرون اشياء عن انفسهم اقوال وافعال تجعل الوضوح في ضلالهم وانحرافهم اعظم واكبر يقول بيانهم "يزيد قائدنا والحسين عدونا " الله اكبر , يزيد قائدنا , الحسين عدونا ؟ الله اكبر , ماهذا الضلال والانحراف , والنصب , نواصب هذا الزمان لاحظوهم ياأهل البصائر نتكلم بالبصيرة افتحوا اعينكم وانظروا إلى هؤلاء ماذا يقولون , يقول البيان , امام الرافضة الحسين قد خرج على امام زمانه ( يزيد بن معاوية) واستحق القتل , حقه ان يقتل على يد يزيد لان ( الامير يزيد بن معاوية)  كان خليفة المسلمين وان الحسين وان كان جده محمد لا يقول رسول الله الا انه أراد شق عصا المسلمين فتصدى له الخليفة العادل " ويزيد الذي كان يشرب الخمر ويلعب مع القردة والخنازير ويقتل النفس المحترمة "العادل" براي هؤلاء,  لاحظوا الكلمات التي قالها اليزيديين والامويين في يوم عاشوراء هي نفس الكلام "اولا تنزل لحكم ابن عمك فسوف لن يروك الا خيرا ولا يروك مكروه انزل على حكم ابن عمك يزيد بن معاوية ", يعبروا عن أنفسهم بأهل السنة وعن مجموع المسلمين من مذاهب اهل السنة الكريمة بالسنة وهكذا يفرق بينهم يقول "اهل السنة لم يرضوا باهانة أميرهم وخليفتهم يزيد بن معاوية وبما ان الحسين كان عدوا ليزيد فان الحسين وأتباعه هم أعداء لأهل السنة , اذن أعدائهم الحسين واتباع الحسين هم هدف شرعي لداعش ", يتكلم بالشرع , هذه الظاهرة الخوارجية وهذه الظاهرة النواصبية تتجلى بأوضح صورها ,

     

    (( نحن لانعرف من اهل السنة والجماعة من لايحب النبي (ص) وال النبي والحسين عليه السلام ))
     ادخلوا على الموقع الرسمي  لداعش تجدون هذا الكلام , ثم يقول" قد قرر ابنائكم في دولة العراق الاسلامية في العراق والشام تحمل المسؤولية الشرعية والتصدي لهؤلاء الروافض وإلحاقهم بإمامهم الحسين " ايها النواصب الا تعرفون ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة " الا تعلمون ان عز ليس فوقه عز , ان نكون على نهج الحسين ونستهدف كما قتل الحسين ونلتحق به , الا تسمعون منا ليل نهار ونحن نقول ياليتنا كنا معك سيدي ابا عبد الله فنفوز فوزا عظيما لاتخيفوننا بالموت , ابالموت تخوفني " قالوها اصحاب الحسين وننحن نقولها اليوم , هذه لاتخيفنا وتجعلنا نزداد اصرارا على حقانية المنهج الذي نسير فيه , ثم لايكتفي باستهداف اهل البيت ومايعبر عنه بالروافض " واننا اذ نحذر الروافض الشيعة من اقامة الطقوس فاننا نحذر "هنا يعبر عن جموع المسلمين" من اهلنا واحبتنا" لايقول اهل السنة يقول السنة نحذر السنة الذين يشاركونهم او يتعاطفون معهم ونقول لهم سيصيبكم مايصيبهم لانكم خرجتم على الملة ووقفتم إلى جانب اعداء الله ", كل السنة يكفرهم اخواننا من اهل السنة كلهم يكفرهم ويتعامل معهم بهذه الطريقة ونحن لانعرف من اهل السنة والجماعة من لايحمل الود لرسول الله ولاهل بيته والحسين عليه السلام ونعلم انهم يشاركوننا تاريخيا اقامة العزاء لسيد شباب اهل الجنة وهذا الاستهداف وهذه الظاهرة الخارجية وهؤلاء نواصب زمانهم والحمد لله الذي جعل خصومنا بهذه الصورة وبهذا الوضوح في بيانهم وغيهم .

     

    ((للمراة دور كبير في المشاريع الرسالية وليس هناك مشروعي رسالي استبعد المراة ))
    في هذه الليلة الشريفة ليلة الرابع من محرم نذكر ام البين هذه السيدة الطاهرة الجليلة كانت اية في البصيرة ومن ذوي البصائر فقدت اربع من ابنائها في واقعة الطف مع الحسين عليه السلام , عبد الله وعثمان وجعفر والعباس , ابي الفضل العباس , حينما دخل البشر إلى مدينة الرسول , حتى يخبر الناس بان قافلة السبايا تعود إلى المدينة وهي على مشارف المدينة بامر من زين العابدين كما تشير بعض النصوص تلقته ام البنين يا بشر" اخبرني عن ولدي الحسين ", سال من هذه المراة قالوا هذه ام البنين , قال" سيدتي عظم الله اجرك بولدك عبد الله ", قالت "اسالك عن ولدي الحسين" , قال لها "عظم الله اجرك بولدك عثمان ", قالت "سالتك عن ولدي الحسين "قال "عظم الله اجرك بولدك جعفر" , قالت مابك "اسالك عن ولدي الحسين "قال" عظم الله اجرك بابي الفضل العباس ", قالت" اسالك عن الحسين ", قال "عظم الله اجرك بابي عبد الله الحسين ",حينها فقط انهارت ام البنين لقد فقدت ابنائها الاربعة وتحملت ذلك , انظروا البصيرة , الرؤية الثاقبة , نظرها متوجه على ابي عبد الله الحسين لتطمان على صحته , اذا كان الحسين في حالة في صحة وعافية فلاباس ان يذهب الابناء الاربعة في هذا الطريق المراة كان لها دور مهم في واقعة الطف وكيف لايكون لها هذا الدور والموقع , في هذا المشروع الرسالي الكبير وهو مشروع للانسان كل الانسان واي مشروع رسالي استبعد المراة واي مشروع تمم للانسانية جمعاء ويستبعد المراة , المراة فرع اساسي وهناك من يقول لماذا سيد الشهداء اخذ النساء معه وهو يعلم بالنتائج , لانه اراد ان يصنع ملحمة انسانية كبرى وكيف تصنع هذه الملحمة ونصف المجتمع غائب عنها , البصيرة في ام البنين والبصيرة في الحوراء زينب حينما اراد ( الملعون )  ان يشمت بها قال لها "كيف رايت صنع الله في اخيك الحسين "ودهش ودهش الجميع حينما قالت "ما رايت الا جميلا" , انظروا البصيرة والرؤية العميقة للحوراء زينب التي رات كل تلك الالم والمحن تقول "مارايت الا جميلا ", ولم تكن هذه البصيرة عند العظام والنساء ذات الشان الكبير كالحوراء زينب وام البنين واينما امتدت لتشمل كل اولئك النسوة الذين شاركوا حتى النساء العاديات التي شاركن في كربلاء صار عندهن هذه البصيرة ونقرا في المقاتل عن ( ام وهب ) زوجة عبد الله بن عمير الكلبي هذه حينما كان يقاتل زوجها واحتوشوه من كل حدب وصوب , تذكر الروايات والنصوص وتقول اخذت عمودا واقبلت نحوه تقول له فداك ابي وامي قاتل دون الطيبين ذرية محمد (ص) لاتقول له ارجع وانتبه لنفسك , فداك امي وابي قاتل دون الطيبين لاتترك سيد الشهداء ودافع عن الحق ودافع عن حجة الله هكذا توصيه , كلما ارادوا ان يرجعوها للخيمة لم تطاوع وتقبل وكانت تقول لزوجها لن ادعك دون ان اموت معك , فناداها الحسين" جزيت عن اهل بيت نبيكم خيرا" ثم بعد ان يستشهد ,  مشت اليه زوجته ام وهب وجلست عند راسه تمسح الدم عنه وتقول" هنيئا لك الجنة انظروا البصيرة "هنيئا لك الجنة اسال الله الذي رزقك الجنة ان يصحبني معك "فقال الشمر لغلامه رستم اضرب راسها بالعمود فشدخه فماتت مكانها وهي اول امراة قتلت من اصحاب الحسين.

     صلى الله عليك يا ابا عبد الله وعلى اهل بيتك واصحابك وجعلنا من الاخذين بثارك تحت راية وليك الامام المنتظر عجل اللله فرجه الشريف واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة