• السيد عمار الحكيم : لا مكان للغة التسويف والتخوين والتبرير وخيارات المرحلة القادمة ليست كثيرة

    2014/ 04 /22 

    السيد عمار الحكيم : لا مكان للغة التسويف والتخوين والتبرير وخيارات المرحلة القادمة ليست كثيرة


    بسم الله الرحمن الرحيم
     

    قال تعالى (( يا ايها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصُركم ويثبت اقدامكم)) محمد/7

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    السلام على بابل وعلى اهلها وعشائرها ومثقفيها وشيبها وشبابها ورجالها ونسائها واطفالها ...

    السلام على مدينة المدن ... واصل الحضارات ... وعروس الفرات ... و عطر التاريخ ومصنع الرجال

    هنا ابتدأ تاريخ  العراق ومعه بدأ تاريخ الانسانية ... وهنا تمازج العراقيون مع الشعوب والامم ... وهنا اثبت العراقيون عراقتهم وجدارتهم , فالعراق عريق لان فيه بابل ...

    ومن بابل تواصلت الطرق لتربط مناطق العراق وتكون نقطة الالتقاء فيها .. فكانت بحق عاصمة العراق القديم وخاصرة العراق الحديث ... وعندها تلاقى الشعب العراقي بمذاهبه وعشائره ... بمدنه وأريافه ، بمرجعيته ومثقفيه ...

    ان لهذه المحافظة الكريمة هوية خاصة،ساهم التاريخ بتشكيلها والجغرافية بترسيخها .... وانعكست الهوية البابلية الخاصة على الهوية العراقية العامة ... فلا يذكر العراق دون ذكر بابل .... واذا ما ذكرت بابلفيعني انها العراق ....

    في بابل نقول ... لسنا امة طارئة .. ولا نتخذ خياراتنا بالصدفة .. فنحن شعب اختبرته الايام .. فلم يخضع ولم ينكسر .

    كنا هنا منذ سبعة الاف عام .. وتوالتعلينا المحن والحروب والامراض والكوارث والحرائق والابادات الجماعية .. فلم نغادر ارضنا ولم نتخل عن وطننا ...

    باقون الى ماشاء الله .. اصولنامتجذرة في ارضنا .. ارض العراق .. وارض بابل .. جيلاً بعد جيل ونثبت ان طين العراق يشبهنا .. ونخل الحلة يضلنا.. والكرامة والارادة والشهامة شيمتنا ...

    هذا التمازج بين محافظة ووطن ،لا نجده في اي مكان كما نجده بين بابل والعراق ...

    وكلما مر الفاتحون والمحتلون والطامعون على العراق ،مروا على بابل ... ولكنهم رحلوا وبقي العراق وبقيت بابل ... وقد احتفظت بابل بتاريخها وتناست المعتدين ... وكلما اوقد الطغاة نيران بغيهم وفسادهم فيها ... شاء الله ان يجعلها برداً وسلاماًعلى ابنائها المخلصين المصلحين ...

    وقد حاول الدكتاتور ان يزج تاريخه الاسود في تأريخ بابل وحضارتها ، ولكن بابل كما هي عادتها رفضت كل تاريخ مزور ، وكل ادعاء باطل ، لان الحضارات العظيمة تأبى ان يزور تاريخها احد ، وبقيت محافظة على حضارتها وتاريخها وتعض على جراحها ... لتبقى أصيلة ومتجذرة في ذاكرة التأريخ ...

    ان بابل حوت من كل شيئ اجوده , فهي تاج الحضارة والتأريخ ... ومدينة العلم والعلماء والدين والمرجعية... ومحطة من محطات علي في مسيرته نحو الحق ... وتجسيد المحبة والأخاء والوحدة بين ابناء الوطن عبر عشائرها وأهلها وارضها تظلهم ارواح الانبياء الذين تحتضنهم بابل في تربتها المباركة ... واليوم امام بابل  كسائر اخواتها من المحافظات العراقية الاخرى،  وقفة تحدي جديدة وكبيرة ، وقفة تنطلق بها الى المستقبل وتعيد لها زهو الماضي العريق ...
    اليوم بابل النازفة الماً وجراحاً جراء ضربات الغدر والارهاب تنتفض على آلامها وتستعد لمدّ يدها الى العراق كي تساعده على النهوض ... ومثلما كانت بابل حاضرة في تاريخ العراق فانها قادرة على ان تعود اليوم لتكون صانعة لمستقبل الوطن ... ومنتصرة بالمواطن ...

    فنحن امام استحقاق تاريخي لننطلق في بناء دولتنا العصرية العادلة المقتدرة التي حلم بها العراقيون ، دولة عصرية تمنح الانسان العراقي مكانته المنشودة التي يستحقها كي يعيش في وطنه ويفتخر به ... دولة عادلة تمنح المواطن الثقة بالقضاء والمؤسسات والتوزيع العادل للثروات ، وتُشعر المواطن انها دولته لا دولة المسؤول ... دولة مقتدرة تدافع عن شعبها ، وتقطع رأس الفتنة والثقافات الدخيلة الساعية لبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد والمدينة الواحدة والعشيرة الواحدة ... دولة مقتدرة على اعدائها متواضعة امام شعبها ، مقتدرة لحماية المواطن والدفاع عن كرامته وتوفير الامن الذي ينشده ...
     

    ايها الاحبة ، ياابناء بابل الفيحاء ...

    لقد آن الاوان كي نصحح المسيرة ، ونحقق الرؤية ، وننطلق بالمشروع ...

    لقد آن الاوان كي نثبت للعالم اجمع ان العراقيين اليوم كاجدادهم عبر التاريخ اصحاب حضارة وحكمة وكلمة وارادة ... وانهم قد يتراجعون ولكنهم لا ينحرفون ولا يتخلفون عن ركب الحضارة والتقدم ولن يقبلوا لأنفسهم ان يتأخروا عن الشعوب الاخرى...

    اننا اليوم كعراقيين قد دفعنا ثمنا غاليا لنحصل على الحرية ونحكم أنفسنا بأنفسنا ،ونحن على بعد ايام من اختبار الديمقراطية الحاسم لنعلن عن قرارنا واختيارنا وننتصر لوطننا ونبدأ ببناء دولتنا...

    ان قوافل الشهداء التي سقطت على طريق الحرية تنظر اليكم اليوم لتقولوا كلمتكم للارهاب الاسود وتؤكدوا بأنكم لن تسمحوا له بتعطيل مشروعكم .... وان عيون الاطفال تنظر الى اصابعكم البنفسجية لتتاكد بأنكم ستضعون مستقبلهم على الطريق الصحيح .... وان شبابنا يشمرون عن سواعدهم ليعبروا عبر صناديق الاقتراع عن قرارهم الحاسم وصوتهم المدوي ومنح الثقة لمن يستحقها ...

    اخوتي واخواتي واحبتي ، ياابناء العراق ... يا ابناء بابل الحبيبة ...

    نحن شعب يستحق العيش بكرامة ولن نتخلَّ عن كرامتنا يوما من الايام ... ونحن شعب يستحق النجاح لاننا شعب الحضارات والانجازات الكبيرة على مر العصور .... ونحن شعب يمتلك اكرم واقدم واقدس الاوطان .... ومن حق هذا الوطن علينا ان نمنحه قرار تقدمه ونهوضه وازدهاره .... وهذا القرار بايديكم اليوم فليكن قراركم تاريخياً تستحضرون به كل ماضيكم العريق ...

    اننا في تيار شهيد المحراب وائتلاف المواطن قد رفعنا شعار المواطن ينتصر ، لاننا لا نرى قيمة لاي انتصار من دون المواطن ، ورفعنا شعار .. "شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله" ... لاننا ندرك وعن قناعة ان التاريخ لا يرحم الفاشلين ... والمستقبل لا يسامح المقصرين ... ونحن لانقبل لأنفسنا ووطننا الا النجاح و لدولتنا الا ان تكون دولة عصرية عادلة مقتدرة ...

    فنحن ابناء شهيد المحراب وعزيز العراق ... ونحن ابناء المحرومين والمظلومين ... ونحن ابناء الشهداء والمضحين ... ونحن الحريصون على هذا الوطن ... ولن نقبل لانفسنا الا ان نكون بمستوى الامال التي يتطلع اليها شعبنا ويتوقعها منا ... وسنكون باذن الله بمستوى طموح المواطن .. وتاريخ الوطن .. وجذوره العميقة .... ولكي ينتصر الوطن لا بد ان ينتصر المواطن ... اننا سنحول هذا الشعار الى منهج ... ونحول المنهج الى ثقافة وعندها تتحول دولة المسؤول الى دولة المواطن ...

    نحن ابناء العراق ونعرف جيدا ماذا يريد العراق ؟!... فالعراق يريد الوحدة ... والوحدة تحتاج الى التضامن .. والتضامن يتم من خلال فريق عمل سياسي قوي ومتجانس ذي رؤية موحدة .... ولهذا فان برنامجنا الانتخابي يرتكز على فريق العمل السياسي القوي المتجانس ذي الرؤية الموحدة ويرتكز على الثورة الادارية الشاملة ...

    هذا هو برنامجنا الانتخابي ... والذي يمثل مشروع بناء دولة وكرامة انسان وحماية وطن ...

    هذا هو تخطيطنا للمستقبل ، لان المستقبل لا ينتظرنا وعلينا ان نسعى اليه ...

    هذا هو ضمان مستقبل اطفالنا ، الذين يحلمون بمدرسة حديثة وطريق آمن ...

    وهذا هو امل شبابنا ، الذين يستحقون العيش في وطنهم بحرية وكرامة ويؤسسوا كياناً لأنفسهم ، فمن لا يحتضنه وطنه لا يمكنه ان يحتضن الوطن ... وعلينا ان نحتضن شبابنا ليحتضنوا وطنهم ... ونهزم البطالة ونخلق لهم فرص الحياة الكريمة ... لنعيد للوطن شبابه عبر تمكين الشباب ومنحهم الفرص الكبيرة ...

    هذا هو مشروعنا للعراق ... ومتى ما انطلق العراق ستنهض مدنه وتستعيد بابل رونقها وتتباهى بتاريخها ويأمن اهلها ونقطع رأس الفتنة فيها ونسحق الارهاب ...

    ومتى ما انطلق العراق ... ستعود مصانع الاسكندرية الى انتاجها ، وتزدهر بساتين المسيب ... ويندحر الارهاب..

    ان بابل المجروحة عليها ان تلملم جراحاتها وتنتفض لتقرر مصير الوطن ... فبابل اليوم بشيعتها وسنتها تنتفض لتطهر ارضها من دنس التكفيريين الظلاميين وتطرد هذه اللوثة من مدنها ...

    ان بابل بجنوبها وشمالها قد انتصرت بالامس على الفرقة والطائفية وستنتصر غدا بأذن الله على الارهاب والظلام والعصبية ... ولتبقى دائما وحدة واحدة متلاحمة تمثل كل العراق وتحمل رمز حضارة الوطن ....

    اخوتي واحبتي ...ياابناء بابل الحبيبة ....

    قبل اكثر من عام اطلقنا مبادرة (( بابل التاريخ والوحدة الوطنية ))... وقلنا ان المشروع الذي من شأنه ان يداوي جراح بابل متاح امام اصحاب القرار من اي جهة كانوا لتطبيقه .. فليس المهم من يطبق المشروع .. وانما المهم ان يرى اهل بابل تغييراً في حياتهم و واقعهم.

     ولكن وللاسف تتحكم الاعتبارات الخاصةفي بلادنا بكل شيئ حتى بالمشاريع العامة التي تمس التاريخ والانسان والحضارة ...

    وقد اطلقنا هذه المبادرة ونحن على قناعة تامة من ان تاريخ العراق من تاريخ بابل ووحدة العراق من وحدة بابل ... ولكن مبادرتنا بقيت حبيسةالادراج ولم تحصل على الدعم الكافي في البرلمان كي تتحول الى مشروع.. وان المبادرة اليوم بايديكم ياابناء بابل الفيحاء .. وصوتكم هو قراركم لتختاروا من يمثلكم بصدق ويدافع عن حقوقكم ويدعم مشاريعكم ....وبصوتكم يتقرر مصير العراق ومصير محافظتكم ....

    لقد مرت علينا سنوات طويلة من سوء الادارة والارتباك في التخطيط للمحافظات ومعالجة الاخطاء ... خلفت مزيدا من الروتين والاهمال لهذه المحافظة الاصيلة وسائر المحافظات العراقية ..

    وبابل لها خصوصية كبيرة .. وكنا قد حذرنا مراراً من اغفال التعاطي معها على اساس هذه الخصوصية .. ولكن لم يؤخذ هذا التحذير على محمل الجد ... فكانت النتيجة : تمدد الارهاب الاسود في بابل العزيزة .. وأراقةالمزيد من الدماء البريئة في كل يوم.

    يا ابناء الحلة الكرام..قبل ان تقرروا أختيار  أحد , أسألوا عن برنامجه لبابل والعراق ؟؟!!... اسئلوا عن البرنامج ودققوا فيه ، لان الذي لا يقدم برنامجاً لايستطيع ان يخدم محافظته ووطنه ... لقد تعب العراق من الارتجالية... وتعب المواطن من الوعود وقد حان الوقت لنضع اقدامنا على الطريق الصحيح ...

    لنقدم للعراق فريق عمل متجانس ومتصالح مع نفسه ، لان العراق يستحق ان نتصالح لاجله ... ولنقدم للعراق جامعات تنتج علماً وثقافة وليس حملة شهادات لا يحصلون على فرص العمل والخدمة ... ولنقدم للعراق مدناً عامرة وشوارع نظيفة ومستشفيات صحية وبيوتاً مريحةتحمي عوائل العراق الأصيلة ، لان العراقيين يستحقون ان يعيشوا حياة كريمة ... ولنقدم للجيش العراقيالباسل السلاح المتطور والتدريب الجيد والخطط الناجحة والاهتمام المطلوب ، لان العراق يستحق ان نحميه ....

    ليس امامنا في هذه المرحلة خيارات كثيرة .. وعلينا ان نعمل على بناءدولة عصريةعادلة مقتدرة توفر احتياجات الشعبوتدافع عنه ...

    فالعراق لن يعود الى الوراء .. ولن يخطو العراقيون بعد اليوم الا في طريق النجاح ..  و لا مكان للغة التسويف والتبرير والتخوين بيننا.. فالتعايش والاخاء خيارنا .. والتكاتف للبناء منهجنا .. و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب غايتنا ..

    لقد ضحينا دوماً بارواحنا من اجل الوطن ... وهو يستحق منا اليوم ان نضحي من اجله وندعمه بقرارنا الصحيح واختيارنا الصحيح ... لنعمل سوية من اجل ان ينتصر المواطن فينتصر الوطن وتهزم الطائفية وثقافة الموت .... ولينتصر المواطن فيقضى على الفساد وتتحقق النزاهة والكرامة وتنتصر ثقافة الحياة ...

    سيبقى العراق وطننا وسنبقى مخلصين له وسيبقى اكرم الاوطان واقدس الاوطان ... ومن بابل التاريخ والوحدة الوطنية سنزف بشائر النصر ونعلن عن ولادة العراق الجديد وينتصر المواطن ....

    سلام على شهدائنا الابرار ... وسلام على المضحين من اجل الوطن ... وسلام على كل جهد وطني غيور ... وسلام على المرجعية الدينية الرشيدة... وسلام على الشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق ... دمتم ودام العراق بخير ...
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... 

    اخبار ذات صلة