• السيد عمار الحكيم : علي (ع) برهن على ان قيمة القيادة بالمشروع الذي تتبناه وليس بالموقع الذي تشغله

    2014/ 05 /14 

    السيد عمار الحكيم : علي (ع) برهن على ان قيمة القيادة بالمشروع الذي تتبناه وليس بالموقع الذي تشغله


    بسم الله الرحمن الرحيم
     

    والصلاة والسلام على سيد المسلين ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الميامين وصحبه المنتجبين ثم الصلاة والسلام على سيد الوصيين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) .

    ماذا نقول في حق علي الرجل القدوة الرجل الاسطورة الجبل الاشم الانسان الكامل علي (ع) كان تجسيدا للانسان الكامل السالك نحو الله تعالى الذي جسد العبودية لله تعالى ، ولادته في بيت الله فهو وليد الكعبة وشهادته في بيت الله فهو شهيد المحراب وعاش حياته مطيعا لله ، البداية في بيت الله والنهاية في بيت الله ما بينهما الطاعة لله ، هذا قمة الاخلاص هذا قمة العطاء هذا قمة الحضور الواعي والمؤثر لهذا الانسان لخدمة الحياة ، ميزة كبيرة ان يكون الانسان وليد الكعبة تميز بها علي عن غيره من الخلائق ولكن الملفت ان عليا (ع) لم يطرح هذه الميزة في اي من كلماته حتى حينما اضطر ان يعرّف الناس بنفسه ويذكرهم من هو علي كي يتجاهلونه بالطريقة التي كانت تتم ، كان يذكر الكثير من مناقبه ويذكّرهم بها الا ولادته في الكعبة ، لماذا لم يستخدم امير المؤمنين هذه الورقة الرابحة لماذا لم يذكّر الناس بان الله خصه ميّزه ان يولد في الكعبة لسبب بسيط انها ميزة وفضيلة هو لم يكن فاعل في تحقيقها الله منحه اياها كان في رحم امه ، يذكر خيبر والغزوات يتكلم بنصرة الاسلام يتحدث عن وقفته مع رسول الله (ص) ولكنه لم يقل انا وليد الكعبة لانها ميزة لم يساهم هو في صنعها وانما الله تعالى منحه اياها ، ولعل من قائل يقول يا علي وان كنت لم تصنعها ولكنها ميزة استخدمها لتحريك المشاعر حتى يلتف الناس حولك حتى تحقق بهم تلك الاهداف السامية وتلك الانجازات في مشروع السماء الذي تحمله على اكتافك ، الغاية نبيلة عندك هدف اسمى استفد من هذه الميزة ولكن عليا يابى ان يستثمر وسائل غير علمية لتحقيق غايات شريفة ونبيلة وهذا يذكرني بما حصل لرسول الله (ص) حين فقد ابنه ابراهيم كان ولده الوحيد كان معتزا به بفقده ولّد صدمة نفسية كبيرة في نفس رسول الله بكى بكاءا  شديدا وعبر عن حزنه تجاه ولده واقترن يوم وفاة ابراهيم بكسوف الشمس والناس لاحظت دمعة النبي وبكاءه بحق ولده ثم كسفت الشمس قالوا السماء بكت ابراهيم كان يمكن لرسول الله ان يلتزم الصمت ان يغض الطرف ان يستثمر هذه المشاعر التي تصورت لوهلة للحظة ان السماء تتفاعل مع هذه المصيبة ليربط الناس بالاسلام اكثر ولكنه في حال الحزن وقف واعترض قال الكسوف والخسوف آيات الله لها اسباب منطقية وموضوعية وليس لها علاقة بموت ابراهيم ، علمنا درسا حتى لو اندفعت الناس وراء مشاعر وكان هذا التجييش العاطفي مفيد لتحقيق غايات واهداف نبيلة لكن اذا كانت هذه العواطف توجهت بشكل غير علمي لابد من تشخيص الحقيقة لهم وتعريفهم بالواقع وهذا ليس استثمار الفرص هذه مدرسة الاسلام مدرسة رسول الله مدرسة رسول الله (ص) ومدرسة علي (ع) .

    كان علي قريبا من رسول الله (ص) اقرب من القريب كان نفسه كما تشير الآية الشريفة " وانفسنا ولنفسكم " في آية المباهلة نفس النبي بنص القرآن .

    ايضا رسول الله (ص) ماقاله في حق علي امر مبهر وكيف لنا ان نحصي كلما قال في هذه العجالة ولكن اشارات ، حينما عرضوا عليه مخالفات يرتكبها ملوك حضرموت قال " لينتهين بني وليعة او لابعثن اليهم رجل كنفسي ينفذ فيهم أمري "  ارسل لهم علي (ص) او يعتبرون ، رجل كنفسي هكذا عبر رسول الله " اما انت ياعلي فصفيّي واميني " انت صفي رسول الله وامينه يا علي " علي مني وانا من علي " حسين مني وانا من حسين " لاحظوا هذه التكاملية " لا يؤدي عني الا انا او علي " المهام الرسالية لا يستطيع تحمل اعباءها الا الرسول او علي حصرا " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " شهادات كبيرة موقع متميز يسجله رسول الله (ص) بحق علي (ع)
     

    هذا في البعد الايجابي ...

    اما في البعد الآخر ..." من سب عليا فقد سبني " القضية ليست شخصية ولا عشائرية انما قضية منهج ومشروع وخط ، قضية اندكاك وتكامل وعلي (ع) في طول رسول الله ، علي امتداد لرسول الله في طوله ، علي (ع) لم يعبر عن شخص وسلوك شخصي انما عبر عن منهج وعن مدرسة ومشروع عبر عن منظومة قيم ومباديء واخلاق ، القرآن لا يتحدث عن علي بصيغة المفرد في كل الآيات التي اشير فيها الى علي ، " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " بالجمع بحق علي دائما تستخدم صيغة الجمع ، " علي مع الحق والحق معه علي " يتميز علي بان الحق معه " يدور معه حيثما دار " كلنا نبحث عن الحق والحق يبحث عن علي كلنا نتمحور حول الحق والحق يتمحور حول علي ، علي (ع) مقياس ، كل شيء في الحياة له مقياس ، لكن الانسان نزنه بعلي (ع) " والحق مع علي يدور معه حيثما دار " علي مقياس البشر ، انه الصراط المستقيم في رواية عن رسول الله (ص) ان القسطاس المستقيم ، تيار في الامة خط في الامة .

    وكما كان علي يمثل نهجا في الامة فان اعداء علي وقاتل علي لم يكونوا شخصا وانما مثلوا منهجا في الاتجاه الآخر ، قتل النفس الزكية في المساجد في اماكن العبادة في الحسينيات والكنائس وبعد 1400 سنة لازال هذا المنهج تفجير وتقتيل اشلاء في دور العبادة وملاحقة الناس الآمنين المسالمين هذا منهج ، المنهج العلوي والمنهج التكفيري منهج الحياة ومنهج الموت منهج المستقبل المشرق ومنهج الظلام والكراهية منج التعايش والتسامح والسلام والمحبة والانفتاح والتواصل مع الآخرين منهج الانطواء والانغلاق وتكفير وتخطئة الآخرين وقتل الناس لانهم اختلفوا معنا في راي او كلمة منهجين ومدرستين تتصارع في تاريخ طويل ، علي (ع) حاضر بمنهجه واعداء علي حاضرون ايضا والصراع مستمر تبلورت الشخصية القيادية لعلي في ليلة المبيت حين بات على فراش النبي وضحى بوجوده وضحى بكل ما لديه من اجل قائده رسول الله (ص) انصهر في رسول الله ذاب في رسول الله اطاع رسول الله اطاعة واعية مطلقة والقيادة الحقيقية هي تلك القيادة التي تنبع وتنبثق من التبعية الواعية والحقيقية ، فيها التزام وانضباط فيها وضوح وتضحية وفداء من اجل هدف هكذا برز علي القائد في هذه المنعطفات والمحطات المصيرية وحين تصدى علي استشعر المسؤولية واستشعر واجبه الشرعي والاخلاقي تجاه الامة تصدى للموقع السياسي وهو يقول ليس للناس وانما لربه " اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان " ليس تدافع على مواقع ، الهي انت تعلم " ولا التماس شيء من فضول الحطام... ولكن ..

    اولا / لنرد المعالم من دينك ..نحدد بوصلة القيم والمباديء والاخلاق وفيها حياة النفوس والقلوب

    ثانيا / ونظهر الاصلاح في بلادك .. نخدم الوطن والمواطن نبني دولة نحقق الرفاه نوفر صلاح وبنيان

    ثالثا / فيأمن المظلومون من عبادك ..يتحقق الامن والاستقرار يشعر الناس بالطمانينة .

    الامن القضائي ..المظلوم لا يخاف حينما يذهب الى القاضي وياخذ حقه من الآخر ولوكان الآخر مقتدرا .

    الامن الاجتماعي ..الناس تخرج الى حياتها الاجتماعية وهي آمنة ومستقرة

    الامن النفسي .. الامن في كل مستوياته ومدياته ، ان عليا (ع) برهن على ان قيمة القيادة بالمشروع الذي تتبناه وليس بالموقع الذي تشغله ، الموقع لا يصنع قادة وانما المشروع وحمله وتحمل المسؤولية تجاه المشروع هو الذي جعل عليا القائد المتسالم عليه ونحن نتحدث عن القيادة المجتمعية والمقامات المعنوية الخاصة لعلي (ع) .

    القيادة التي تحمل المشروع همها كيف تنتصر للمشروع وكيف تنفذ المشروع وكيف تسعد الناس كيف تنتصر لقيمهم ودنياهم واخراهم لا تقف وقفة الثار والتشفي والخصومة من هذا وذاك ولذلك نجد ان عليا (ع) كان اول من منح الحريات السياسية بعد وفاة رسول الله (ص) واعطى فرصة وفسحة لكل من يعترض على علي،  وعلي مع الحق والحق مع علي فمن يعترض على علي ويخطّيء سياسات علي (ع) اكيد هو على باطل ولكن مع هذا الامر لم يمنع علي من اعطاء الحريات للناس ومنحهم الحرية في الانتقاد والاعتراض ، والناس كانت تنتقد يصراحة بدون مواربة ولكن علي تحملهم بالغوا في الضغط عليه والاساءة اليه صبر عليهم حتى حملوا السلاح تحولت المعارضة السياسية الى مسلحة قطعوا الطريق قتلوا النفس الزكية اراقوا الدماء عبثوا بالمجتمع وبسلمه المجتمعي حينذاك وقف علي بوجههم قاتلهم وما ان كفوا ورفعوا اليد عن السلاح والقوا السلاح على الارض حتى عاد الى منهجه متناسيا مواقفهم السابقة انتقل معهم الى سياسة التسامح والتعايش والاحتواء ولم يحفظ لهم في ذاكرته تلك المواقف التي حملوا بها السلاح من خلال رفقه بمعارضيه بخصومه بمن حمل السلاح بوجهه من خلال هذا الرفق استطاع ان يسحب فتيل الازمة ويمتص جزء من غضبهم وان يعيد الاستقرار السياسي الى ذلك المجتمع هكذا تعامل علي ، بل حتى الخوارج الذين قاتلهم بشراسة كان يقاتلهم ويقول " لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فاخطاه كمن طلب الباطل فاصابه " هؤلاء ليس عندهم مصالح خاصة ولكنهم قاصرون عن الفهم هكذا تعامل وارسى قواعد الامن والاستقرار والسلم المجتمعي هكذا كرس الظواهر الايجابية والصحية في المجتمع هكذا عزز الحريات في المجتمع بعيدا عن التشفي والثار والانتقام من الخصوم والمنافسين السياسيين ، وقال كلمته الشهيرة " أتريدونني ان اطلب النصر بالجور  فيمن وليت عليه  ما طلعت شمس وما طلع في السماء نجم لا افعل ذلك " مستحيل ان أتخلى عن مبادئي وقيمي في منح الحريات للناس مهما كانت الضغوط علي ، انا عندي منظومة قيمية اعمل بها ، وواحدة من سماته المهمة  علي ( عليه السلام ) مثّل صمام الامان وعنصر التوازن في كل مراحل حياته الرسالية ، في كل المنعطفات وفي كل المحطات كان عنصر توازن وكان صمام امان للمجتمع ، حين انطلقت الرسالة الإسلامية كان علي يمثل القائد الشاب ويمثل جيل الشباب ، استطاع ان يكون حلقة الوصل ويتواصل مع جيل الشباب وان يكون الجسر الذي يربط بين الجيلين وحقق توازن في أصحاب رسول الله في تلك الثلة الخالصة المؤمنة ، التي ارتبطت برسول الله (ص) ، في المنعطفات الخطيرة كان ذلك الفتى الشجاع الذي يبرز بسماته القيادية ويتصدى حينما يتردد الآخرون ، فوقف بوجه عمر بن  عبد ود العامري وفي خيبر وفي قائمة يطول ذكرها وكان هناك من هو اكثر خبرة في القتال واكبر عمرا منه  واشد بمقاييس العمر واللياقات البدنية وما الى ذلك وحيثما تردد الآخرون كان علي في الميدان يتصدى ويحقق التوازن الكبير وصمام الأمان في تلك المنعطفات الخطيرة .

    نظرية الامامة والمرجعية هي القيادة الحقيقية التي تحقق التوازن وتضمن سلامة المشروع وتنطلق به الى بر الامان
    وحين تطور الواقع الإسلامي وانتقل الإسلام من مكة الى المدينة وبدات معالم الدولة الإسلامية ، ومجالس البحث والفكر والدرس وحلقات التعليم وما الى ذلك ، بدا ينضج المسلمون وتتعدد الافكار والتوجهات والتحليلات والقراءات العقيدية والفقهية والسياسية والاجتماعية وغيرها والناس يتناقشون وكان علي (ع) صمام الامان ومحور التواازن في مثل هذه التوجهات ودفعها بالاتجاه الصحيح تحت لواء رسول الله (ص ) ، وبعد وفاة رسول الله (ص) وتجاهل مضمون الغدير واندفاع التجربة في اتجاهات اخرى هنا نجد التوازن المذهل الذي قدمه علي عليه السلام ) في تلك المرحلة العصيبة من حياته الرسالية ، حينما تصدى للسيطرة على التاثيرات والانفعالات السياسية غير المنضبطة ووقف موقف الدعم والاسناد للادارة التنفيذية المتصدية انذاك ، واستطاع ان يخلق توازن بين دوره القيادي في المجالات العقيدية والاجتماعية وفي انضاج الافكار وتقويم المسار وتصحيح الاداءات وبين الادارة التنفيذية المتصدية في ذلك الحين فوقف داعما للمشروع وان كان الاخر يدير هذا المشروع ، ولم يربط مهامه القيادية ومسؤولياته تجاه المشروع لم يربطها بمواقع السلطة ، فكان يتحمل مسؤولياته في كل الادوار والمواقع ، وكان اكبر من الموقع ، واستطاع ان يمثل القيادة الحقيقية لروح المشروع وحفظ التوازن الكبير في ربع قرن التي مضت بعد وفاة رسول الله (ص) حتى بايعه الناس بشكل واسع ، هذا الدور المتوازن ، دور صمام الامان هو الدور الذي وفى به علي وائمة اهل البيت ( سلام الله عليهم ) ووفت وتفي به المرجعية الدينية وهي امتداد لخط الامامة الالهية ، ودوما في هذا التاريخ الانساني والاسلامي الطويل لاحظنا كلما كان الخلاف سياسيا لمن يتصدى لمواقع السلطة المباشرة نجد الدور للائمة الاطهار والمرجعية الدينية في تحقيق التوازن من داخل المنظومة وكبح نزعات الاستبداد والانحراف وتصحيح المسار ، ومتى ماتطور الخلاف من خلاف الى انحراف يعصف بالتجربة كلما لاحظنا وقفة علي (ع) والائمة من بعده والمرجعية الدينية ، وقفتهم في تحقيق التوازن الحقيقي والتصدي لهذا الانحراف بكل الوسائل الممكنة والمشروعة والمتاحة ، وهذا مالاحظناه في عهد سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وجد الانحراف تجاوز الخلافات السياسية ووصل الى خلاف يعصف بالمشروع فضحى بكل مالديه من اجل تصحيح وانقاذ المشروع والمسار ، ويبقى هذا الدور الحقيقي للامامة والقيادة الدائمة والمستمرة من داخل المنظومة في قلب الامة والتاثير االمستمر من اجل الحفاظ على المشروع مع قطع النظر عمن يتصدى لتسلم السلطة في هذه المرحلة والقضية وتلك وبقت نظرية الامامة والمرجعية هي القيادة الحقيقية التي تحقق التوازن وتضمن سلامة المشروع وتنطلق به الى بر الامان .

    في موقع السلطة ، حينما جاء الناس وبايعوا عليا واصروا على عليا بالتصدي هنا علي (ع) كان يعرف حجم المشاكل التي تقف بوجهه فكانت إستراتيجيته في هذه المرحلة هو خلق التوازن من خلال تقديم النموذج الكامل للدولة العادلة ، لم يكن هدفه كيف يحكم وانما هدفه كيف يقدم هذا النموذج ليكون مقياس تقاس به الدول ، عدل علي ، حكم علي ، هذا كان الهدف لذلك تجاوز على صلاحيات متوفره له اهملها وجاؤوه ليفاوضوه الانتهازيون ، ماذا تعطينا ؟ ماهي المواقع والادوار ؟ ، الآخرون يعطونا كذا وكذا انت ماذا تعطينا ياعلي ، قال لعلكم لديكم كلام شخصي لاطفي الشمعة لان هذه من الأموال العامة لأنير لكم شمعة من أموالي الخاصة وكان جوابا بليغا والشمعة لها حساب ، هل أعطيكم وبأي صفة ؟ لماذا ؟ لااعطيكم ماهو ليس حق لكم ، أعطيكم ماهو حق لكم ، خرجوا لانه ليس هناك مصالح وذهبوا باتجاهات اخرى ، وكان يمكن لعلي بصلاحياته ان يمنح ويقدم وهنا وهناك ويضبط الإيقاعات لكنه كان يعرف ان تنازلات محدودة غير قادرة على انجاح التجربة واذا أراد ان ينجح الحكم يعطي تنازلات تخاطر بأصل المشروع ولكنه قدم المشروع على الحكم وكان هدفه ان يقدم النموذج ولذلك اصبحت دولة علي(ع) تمثل نقطة التوازن والارتكاز الحقيقي في نظرية الإدارة والقيادة للمجتمع والدولة في طول الخط التاريخي .

    سماحته  : سيكون رد ائتلاف المواطن حاسما اذا خرجت نتائج الانتخابات بطريقة غير منطقية
    اننا نقترب من اعلان النتائج الاولية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لما توصلوا اليه في الفرز الاولية في هذه العملية الانتخابية ولكن تاخر الاعلان عن أي معلومة رسمية حتى الان وبعد مرور كل هذه المدة اثار القلق والشكوك لدى العديد من الاوساط والمعنيين ، اننا سنستمر بمراقبة العملية بدقة وسنقيم مدى الجدية في النظر في الشكاوى التي قدمها المرشحون والقوائم المتنافسة الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وسنحتفظ بالرد وننتظر خروج وظهور النتائج واذا ماوجدنا ان النتائج غير منطقية سيكون لنا ردا حاسما على مثل هذه النتائج ، لان دورنا في هذه الامة هو الدفاع عن ارادتها وحريتها ، واذا تبين ان هناك تزوير لهذه الارادة وان هناك عبث بحرية هذه الامة واصواتها سوف لانلتزم الصمت وستكون لنا كلمة وكلمة واضحة وقوية لتنوير الراي العام والدفاع عن حقوق شعبنا وارادتهم واتمنى ان لانصل الى هذه المرحلة وان تقوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بعملها بكل مهنية واحتراف وشرف وشفافية ، وتحافظ على اصوات الناخبين  وتترجمها الى مقاعد كما جاءت في صناديق الاقتراع دون زيادة او نقيصة ، وعلى القائمين على العملية الانتخابية والمفوضية ان يعوا بانهم سيقفون طويلا امام التاريخ وامام الشعب العراقي اذا ماتلاعبوا او خضعوا او رضخوا للضغوط وللتاثيرات ، اننا اذ نشكر ونثمن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على جهودها ونشكر الفريق الكبير الذي يقوم بادواره في فرز الاصوات ولكن نشدد على ضرورة تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب العراقي وتجاه ارادته واصواته التي خرج في تلك الملحمة البنفسجية ووضعها في صناديق الاقتراع واذا ما اعلنت النتائج وكانت نزيهة وشفافة حينذاك سننتقل الى المرحلة اللاحقة وسنولي الاولوية القصوى والاولى لسرعة الاجراءات في انعقاد مجلس النواب وتشكيل الحكومة القادمة لاننا نعي جميعا طبيعة التعقيدات والطبيعة الاستثنائية التي يمر بها العراق والمنطقة ومايحملنا مسؤولية كبيرة في الاسراع في هذه الخطوات لتعزيز الاستقرار وتشكيل حكومة وطنية قوية ومنسجمة وتحمل رؤية واضحة وموحدة ومتفق عليها لادارة البلاد في السنوات الاربع القادمة ..
     

    لا لحكومة بلا مشروع وبرنامج ، ولا لتحالف وطني بلا مقومات مؤسسية ورؤية واضحة ، ولا لاغلبية سياسية بلا فريق قوي منسجم
    ان موقفنا الواضح والمعلن ، اننا ننطلق لبناء التحالف الوطني كخطوة اساسية ومحورية لايجاد الاستقرار السياسي في البلاد ، ويجب ان تكون عملية بناء التحالف الوطني على اسس حقيقية ومتينة ورصينة لا ان يتحول التحالف الى مجرد غطاء وقتي ومرحلي لتشكيل الحكومة وينتهي دوره عند تشكيل الحكومة والاعلان عن بعض المواقف في الازمات ، ان التحالف الوطني الذي نعمل على بناءه في المرحلة القادمة هو المؤسسة التي تمتلك الاليات الواضحة وتتحرك ضمن سياسات وخطط ورؤية واضحة نتفق عليها داخل التحالف الوطني ليتحول التحالف الى محطة لصنع القرار ولتوجيه ومراقبة كل المسؤولين التنفيذيين الذين يرشحهم التحالف الوطني لمواقع الخدمة العامة وبذلك يتحول التحالف الوطني الى ضمانة لوحدة واستقرار العراق ولايكون مجرد غطاء لتبرير او تمرير بعض القرارات والسياسات ، ثم بعد ذلك ننطلق لبناء التحالف الوطني الاكبر من القوى الوطنية الفاعلة والمؤثرة في جميع الساحات الوطنية ، والتمثيل الحقيقي والقوي لكافة المكونات العراقية بما يطمئن جميع العراقيين بكل انتمائاتهم ومشاربهم ، نقولها بوضوح لا لحكومة بلا مشروع وبرنامج ، ولا لتحالف وطني بلا مقومات مؤسسية ورؤية واضحة ، ولا لاغلبية سياسية بلا فريق قوي منسجم ، هذه لاءاتنا الثلاث والتي تمثل خارطة الطريق للمرحلة القادمة ،

    ان أي اغلبية سياسية بسيطة ستجعل الحكومة القادمة ضعيفة وهزيلة وقلقة ، ومن يطالب بالاغلبية السياسية البسيطة و عليه ان يستذكر ان من ياتي بنصف زائد واحد يمكن ان يرحل بنصف زائد واحد ايضا ، وسيسهل اسقاطه لاحقا في أي وقت ، وهذا امر لايخدم الوطن والمواطن ولايخدم حتى من ينادي بمثل هذه الافكار والاطروحات ، نحن في ائتلاف المواطن نمثل حجر الزاوية في تشكيل الحكومة القادمة بمساعدة شركائنا الاساسيين باذن الله تعالى ونحن فخورون باننا نمتلك جسور التواصل والثقة مع جميع الاطراف المتصدية في الساحة السياسية ، وسنعمل بقوة لجمع كل اطياف الشعب العراقي وتشكيل الفريق القوي المنسجم الذي يقود العراق الى بر الامان ، ولنا الفخر ان نكون صمام الامان وعنصر التوازن في العملية السياسية القائمة بمساعدة جميع القوى المخلصة والوطنية في بلادنا ، اذا اردنا ان نكون علويين فعلينا ان نسير على نهج علي ، نهج التسامح والتعايش والبناء والأعمار وراب الصدع والانفتاح على كل القطاعات ، والحكومة التي تبنى على مثل هذه الأسس ستكون حكومة قوية وفاعلة ومدعومة من كل الأوساط الشعبية وتكون قادرة على تحقيق ما يطمح اليه أبناء شعبنا حينما خرجوا وصوتوا لهذه القوائم ولهؤلاء المرشحين الكرام والحكومة التي تكون بدايتها على الصراع والكسر وعدم راب الصدع وعدم إشراك القوى الأساسية والحقيقية الممثلة لكافة المكونات مثل هذه الحكومة ستبقى عرضة للانهيار في أي وقت وهذا ما لا يخدم البلاد ولا يخدم تجربتنا السياسية .

    نسال الله سبحانه وتعالى ان يحقق الآمال وان يعيننا جميعا على  تشكيل الفريق القوى المنسجم برؤية واضحة ببرنامج محدد يكون قادر على ان يحقق بلسما لجراح العراقيين نسال الله ذلك وشكرا لكم لحضوركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة