• كلمة المرجع الشيخ اسحاق الفياض في المؤتمر 26 للمبلغين والمبلغات

    2014/ 06 /19 

    كلمة المرجع الشيخ اسحاق الفياض في المؤتمر 26 للمبلغين والمبلغات


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمد  لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وزااله الطيبين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين , يقدم علينا شهر رمضان المبارك الذي جعله سبحانه وتعالى يحمل سحائب الرحمة والبركة يترقبه الصالحون ويغتنمه العابدون , رغبه الى الله وتقربا الى رضوانه , ولم لا وقد جعله الله سبحانه موسما ومغنما وتجارة لا تبور , المؤمن في ساعاته مأجور مرحوم , محضور تغفر ذنوبه وتستر عيوبه , ويضاعف أجره , شهر رمضان ربيع القرآن والذكر والإنابة والتوبة , ويسعد به قوم آخرون يتخذونه سبيلا الى إرشاد أهل الإيمان يبلغونهم أحكام صيامه ويرغبونهم في ثواب العمل في اناءه , وينبهونهم على ما يجب او ينبغي على مراعاته فيه ويجعلونه منطلقا الى هدي الدين وشعاره والانتظام في سلك نظامه , والالتزام بخططه ونواميسه , ان الله سبحانه وتعالى انزل الشريعة وكلف النبي (ص) تبليغها , ليتم الحجة على الناس وجعل الأئمة حفظة عليها يبينون للناس ما اشتبه عليهم منها , ويفصلون لهم ما يحتاج الى تفصيل ليبلغوا بهم الى رضوانه , ويميتوا سبيل البدعة والانحراف والتطرف في القول والعمل , والعلماء والمبلغون أيدهم الله تعالى في كل عصر يرثون هذا الدور ويتشرفون بهذه السمة , وكل ما ازداد العلو في الارض وظهر من يريد الإفساد او عم الجهل بالدين وطريق رب العالمين كلما عظم دورهم وازدادت الناس حاجة اليهم وكثرت الاستنارة بهديهم , وقد مني هذا الزمان كما في كل زمان باهل الاعراض عن التذكر والاقبال على زخارف الدنيا والقنوع بزهرتها , من دون اصلاح في الدين فعملوا بالدنيا بعمل اللاهين حتى غروا غيرهم وجروهم الى سيرتهم وزهدوهم بطريق الاعتدال وعدلوا بانفسهم وبهم سبيل الرشاد , وبعض من هؤلاء قضت الظروف والاحوال ان يكون في موقع الرعاة والمسؤولية فافسدوا وبدلوا وساروا بالناس يرا صعبا فاضطرب نظامها حتى تبلبل عند بعض الناس التفكير والحكم وتذبذب الالتزام الديني واستحسن البعض المنكر وهو يحسب انه من الجميل المستحسن , وساعد على ذلك انفتاح ابواب اللهو غير المحلل وغياب الرقيب العام وضعف الرقيب الخاص , وانتم أيها الإخوة العاملون من اجل الله , قد من الله عليكم ببركة الهداية والعلم , رغبكم الله سبحانه في كل زمان تعلمون الجاهل وترغبون البعيد وتهدون الضال وتشيعون الفضيلة وتامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر بالدعوة الصالحة, وسيلتكم الكتاب المجيد والسنة المطهرة والدعوة الواضحة وانتم من اسباب التوفيق في هذا الشهر الكريم , للسير الى الله والعمل بطاعته , اذا رات الناس قولكم يشابه فعلكم رغبت بمنطقكم واخذت عن الدين واحكامه واخلاقه بواسطتكم , واعلموا ان التحديات التي تواجه المجتمع الاسلامي كبيرة كما ان المؤمنين يزلزلون بين الحين والاخر بطائفة مارقة حاقدة تريد استئصالهم وثنيهم عن جمعيتهم غير ابهة بالنواميس الدينية والدساتير الدولية وفي مثل هذه الظروف التي لايخلوا مجتمع عن ات تعرض له هذه المحن والابتلاءات تتلقى بالتكاتف والتلاحم والتازر ونبذ الخلافات والعمل كصف واحد فان الله سبحانه اذا علم من عبده صدق النية وحسن العمل ايده بنصره والله يؤيد بنصره من شاء قال تعالى " ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين " هذا وان المؤمنين بلحمتهم كثيرون اقوياء وعليهم ان يستفيدوا من التجارب والتراشد ولا يستغني بعض عن بعض ولا يقطع بعض بعضا , فقد وصلهم الله برحم الايمان وعرفهم بنعمته , واراهم فضل تواصلهم وتناصرهم فحري بكم أيها الاخوة ان تشيعوا بين الناس روح المودة والتقارب وتبغضوا اليهم قبح التباغض والتباعد فكل اختلاف في الراي والتوجه دون جامعة الدين والايمان لا يجوز ان يتجاوز احكامهما ويعارض مصالحهما كما اننا نغتنم هذه الفرصة للتنبيه على امور :

     الامر الاول //

    في الوقت الذي نشيد فيه ونثمن سرعة وصدق استجابة المؤمنين شبابا وكهولا لدعوة المرجعية العليا الى النهوض للدفع عن المقدسات ودفع المعتدي المتكبر  الذي في غفلة كاد ان يفعل فيها مايصعب تداركه ويحاط بعاقبته فاوفى بعهدهم الى الله واظهروا استعدادهم للجهاد بالنفس في سبيل خير البلاد والعباد فجزاهم الله خير جزاء المحسنين نؤكد على ان يكون التطوع لحمل السلاح عن طريق المؤسسات العسكرية الحكومية حصرا ,

    الامر الثاني //

    التأكيد على ان البيان التاريخي للمرجعية الدينية بحمل السلاح للدفاع عن ارض العراق وشعبه لم يكن بيانا طائفيا لان الارهابيين يستهدفون جميع العراقيين , وفي جميع مناطقهم ومن هنا فان مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولايختص بطائفة دون اخرى ,

    الأمر الثالث //

    ان مسؤولية القادة السياسيين امام الله تبارك وتعالى , وامام شعبهم الكف عن المهاترات والمزايدات وان يتخذوا من نداء المرجعية الدينية نقطة تحول بتوحيد كلمتهم ومراجعة السياسات الخاطئة التي عصفت بالبلاد ومزقتها وعليهم ان يتعظوا بما جرى على المفسدين من قبلهم وان الله تعالى لبالمرصاد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة