• السيد عمار الحكيم يؤكد على التدرج في معالجة المشاكل والأمور المستعصية وعدم الذهاب إلى الحلول التي لا يمكن التراجع عنها

    2014/ 07 /15 

    السيد عمار الحكيم يؤكد على التدرج في معالجة المشاكل والأمور المستعصية وعدم الذهاب إلى الحلول التي لا يمكن التراجع عنها


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين ، السادة الأفاضل الإخوة الاكارم الأخوات الفاضلات ، تقبل الله أعمالكم وبارك الله لكم في صيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل.

    كان حديثنا في الليالي الماضية في نظرية  الحقوق وذكرنا ان رسالة سيد الساجدين الإمام زين العابدين الإمام علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليه، تمثل رؤية شاملة لمنظومة الحقوق في رؤية الإسلام، وانتهينا إلى الحق السابع من هذه الحقوق وهو حق اليد وتحدثنا عن المعنى الحقيقي وانتقلنا للحديث عن المعنى المجازي لليد ، وقلنا ان الأحكام الأربعة التي ذكرها الإمام السجاد بخصوص اليد وجوبا وحرمة واستحبابا وكراهة،

    يمكن ان تكون احكاما لليد بمعناها الحقيقي او بمعناها المجازي او بمعناها الكنائي، انتهينا من الحديث عن المعنى الحقيقي وكان حديثنا في المعنى المجازي لليد أي الاثار المترتبة على اليد من فعل حسن او قبيح ، وقلنا ان التجاوز على الحقوق وانتهاك الحرمات يمثل واحدة من اهم المصاديق للمعنى المجازي لليد وهو ما يعبر عنه القران الكريم بالظلم وبالبغي وبالعدوان وذكرنا العددي من العناوين في موضوع الظلم وانتهينا الى موانع الظلم أي الامور التي تمنع الإنسان من الوقوع في الظلم وتحدثنا عن ست موانع قلنا الايمان ، العمل الصالح ، التقوى ، مخافة الله ، الالتفات الى نصر الله وتسديده ، 
    العمل الصالح ، التقوى، مخافة الله، الالتفات إلى نصر الله وتسديده،

    وسادسا / الالتفات إلى علو الله. هذه الامور الستة التي ذكرناها موانع للظلم ، واستشهدنا بالآيات القرآنية الواردة في هذه الأمور وكان حديثنا في الامر السادس ، الالتفات إلى علو الله وقدرته ، إذا عرفت ان الله قادرا ، عاليا، مسيطرا، مهيمنا ، هذه تجعل الإنسان يتردد في الانتهاك للحرمات وفي الإساءة للآخرين، في بعض المدن والبلدان يضعون كاميرات لمراقبة حركة العجلات، ونرى يافطة مكتوب فيها الطريق مراقب بالكاميرات ، فالناس ترى الكاميرات وعندما تصل إلى اليافطة تقلل من السرعة واذا كانت اكثر من المقدار المسموح به تسجل الكاميرات ذلك وتأتي الغرامة إلى الباب مباشرة، وحتى لا يغرم الإنسان يقلل من السرعة وهذا يعني ان الالتفات إلى الرقيب يترك اثر مباشر ، والإنسان كلما عرف ان الله قادرا وحاضرا وعاليا ومشرفا كلما انتظم إيقاع هذا الإنسان وتجنب الظلم، وقلنا ان واحدة من مصاديق هذا الموضوع هي الآية الشريفة الآية 34 من سورة النساء والتي تتحدث عن نظام الإدارة في الأسرة وكنا نشرح فيها وانتهى الوقت في اللقاء السابق وجاء في هذه الآية بسم الله الرحمن الرحيم "الرجال قوامون على النساء" وقلنا ان القيمومة هنا تعني الإدارة وتعني الخدمة وليست السطوة والاستبداد والتعسف بحق الاسرة، الرجل قيم : يعني الرجل خادم والرجل مدير ومسؤول عن هؤلاء كيف يرعاهم وليس كيف يبطش بهم ويفتك بهم ، "بما فضل الله بعضهم على بعض " هذه المهمة جاءت من مؤهلات ومواصفات وضعها الله سبحانه وتعالى في الرجل ووضع مؤهلات ومواصفات أخرى في المرأة بما فضل بعضهم على بعض ، الرجل لديه مواهب ومؤهلات لا توجد لدى المرأة والمرأة لديها مؤهلات لا توجد عند الرجل ، والمرأة كلها عاطفة ومشاعر فكلفت بمهمة بالتربية والرجل لا يمتلك هذا القدر من العاطفة وسعة الصدر والصبر على تربية الاطفال ، والرجل فيه من الحالة العقلانية والحزم مما يساعده على حل المشاكل وادارة هذه الاسره اذن هي عملية تمايز وليست عملية تمييز، ليس الرجل افضل من المراة حتى أصبح مديرا للاسرة ، الادارة خاضعة لمعايير في هذه المعايير في الوصف الوظيفي للمدير ، هذا الوصف ينطبق على الرجل وليس معناه ان المراة مفضولة والرجل فاضل، الرجل افضل ، كلا، ليس افضلية في الانسانية  وليس هناك افضلية عند الله نتيجة هذه القيمومية ، ذاك بحث اخر " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " قد يكون الرجل اتقى وقد تكون المراة اتقى، فنحن لا نتحدث عن افضلية ، نحن لانتحدث عن اكملية، نحن نتحدث عنمدير ومواصفات الادارة في الرجل اكثر من المراة فجعل الرجل مديرا لهذه الاسرة ، وقلنا امام هذا الواقع ادارة الرجل للاسرة الزوجة يمكن ان تكون من احد صنفين :

    الصنف الأول / "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " وهناك من الزوجات الصالحات القانتات أي المطيعات الخاضعات  للزوج، ملتزمات بقانون الأسرة وموظف المسئول يقول لك وأنت تسمع، مسؤول الإدارة تعني تنظيم الامور ووضع ضوابط وإجراءات لتحقيق الاهداف المرجوة، فايضا الزوج يضع معايير وضوابط لادارة هذه الأسرة حتى يسعدها وينميها وحتى يربيها وحتى يحقق طموحاتها إلى غير ذلك، الزوجة الصالحة زوجة مطيعة لزوجها فيما هو مهمة الإدارة وليس بالشؤون الأخرى ، لا قيمومية للرجل على زوجته في كل شؤون حياتها ، فيما يخص الحياة الزوجية وليس من حقه التدخل في أموالها الخاصة وليس له حق ولا يفرض ولا يمنع وهذا خلاف الواجبات، قلنا مثل الموظف في دائرة والمسئول قراراته نافذه على هذا الموظف في مساحة الوظيفة، اما يقول أبو فلان سمعت انتم تنامون متأخرين بالليل ، لماذا لا تنامون مبكرين؟ مثلا، سأعاقبك، تقول له أنت ليس من حقك ان تعاقبني أنت بالدائرة مديري وفيما يخص العمل ما المعايير والضوابط والإجراءات وساعات الدوام وتفاصيل أخرى انا مستعد ان التزم اما ماذا افعل ببيتي أنت مسؤول في الدائرة ليس من حقك انا لست عبد لك بل موظف لديك كيفي انا متى أنام وأين اذهب وخارج الدوام ليس لك قيمومية علي ، الزوج أيضا قيم على الزوجة في ما يخص الأسرة وإدارة شؤونها . لكن هذا لا يحول الزوجة إلى (أمه)  بيد هذا الزوج يتحكم بكل حياتها وممتلكاتها كيفما يريد ، هذه محددة في الفقه ما هي مهام الزوج وصلاحياته التي يجب على الزوجة ان تطيع "فالصالحات قانتات حافظات للغيب " الزوجة تحفظ زوجها في غيبته وفي غيابه، تحفظه في ماله وتحفظه في عرضه وفي نفسها، لا تعرض نفسها بطريقة غير ملائمة أمام الآخرين ليطمع بها الرجال الآخرون ، تحفظ الرجل في عرضه في نفسها وتحفظه في ولده وتحفظه في رعايته، تحفظه في حفظ أسرار الأسرة وعدم البوح بما يدور في داخل الاسرة، إلى غير ذلك، "حافظات للغيب بما حفظ الله " الله جعل لها حقوق وجعل لها التزامات كرمها وحفظ موقعها في داخل الأسرة في قبال ذلك عليها ان تكون هي أيضا حافظة للغيب لزوجها في غيبته، اذا كانت الزوجة صالحة قانتة حافظة للغيب الزوج عليه ان يكرمها وان يحترمها و يقدرها .

    الصنف الثاني / التي لم نتحدث عنها في الليلة الماضية، "واللاتي تخافون نشوزهن "اما المرأة العاصية الناشز ، عاصية متمردة، صايرة رجل ونصف في البيت وتامر وتنهى وتتصرف بكيفها وتبذر الأموال كما تشاء وكما تريد ، تترك البيت وتهد البيت والأطفال منتشرين والبيت في حالة يرثى لها، بيتها و حياتها الشخصية وعلاقاتها الشخصية واليوم عند ام فلانة وأم فستانة، تخرج وتذهب وتأتي وتاركة البيت والأسرة متفرقة، لا تطيع : ناشز، ما الحل وكيف نتعامل معهم ؟ "واللاتي تخافون نشوزهن "عصيانهن، خرجن عن الطاعة، لا يطعن ولا يسمعن وهنا توجد عملية تدرجية في المعالجة ، القران الكريم يضع حلول ومراتب ، تبدا بالمعالجة بالمرتبة الأولى اذا لم تنفع تنتقل إلى المرحلة الثانية واذا لن تنفع تنتقل إلى المرحلة الثالثة يضع القران الكريم لمعالجة المرأة الناشز،

    اولا / "فعظوهن: الكلمة الطيبة والموعظة، ام فلانة هذه الحياة لا تجوز هكذا وإنا أتمنى منك وأرجوك ان تكوني مسئولة وتتحملين مسؤوليتك وانت زوجة اليوم وعندك أولاد وأسرة، توقعي منك ان تتصرفين بهذا الشكل ولا يكون البيت غير نظيف ولا يتأخر الطعام والأولاد يتربون بشكل صحيح وتحفظين أسرتك وبيتك، ، اذا كان وقت زائد ياتون ويزوروك وتزورينهم هذا معقول لكن لا حياتك كلها تصير خروج ودخول ، انا دخلي محدود وهذه إمكاناتي وبودي ان اشتري لك وان اكرمك ، لكن هذا واقعي هكذا أرجو ان تتفهمين وضعي وهناك أولويات بالحياة، الطعام وشرابنا وملبسنا ووضعنا ، إلى غير ذلك من كلمات فعظوهن :الموعظة والحديث في النظام الإداري الحديث يسمى الفات نظر واذا كان الموظف بدا يتخلف يعطوه ألفات نظر لكي يلتفت إلى المشكلة ويعالجها واذا  تمت الفائدة منها  الحمد لله حلت المشكلة هذه امرأة تسمع وتعي وتلتزم ، لكن اذا لم يفيد هذه المرتبة من مراتب التقويم والإصلاح ، عظوهن : بالموعظة وان  لم تفد معها ما هو الحل ، القران ينتقل إلى مرحلة ثانية اكثر تطورا: 
     

    ثانيا / "واهجروهن في المضاجع " اذا لم تفد  الموعظة معها ، صعدوا الموجة قليلا " اهجروهن بالمضاجع ، لا تناموا معهن على فراش الزوجية هي دائما تنام على فراشك اذهب إلى غرفة أخرى ولإظهار عدم الارتياح وإظهار الانزعاج ، ثقل وجهم عليها ، وتعامل ببرود ، طبعا هذه أيضا مرتبة فيها مستويات ، يبدو الإنسان يثقل وجهه قليلا وهناك أناس"  الحر تكفيه الإشارة"  إذا كان  وجهك ثقيل قليلا هي تلقف الرسالة وتلتقطها، ها ابو فلان شنو القصة ؟ تجيب : يابة كم مرة نقول هكذا لا يجوز ، اتي واجد الطعام غير حاضر وأنت خارج البيت لا يجوز هكذا، يابة أرجو المعذرة ،  الحمد لله حلت هذه ، وهناك واحدة " والعبد الا بالعصا " وتحتاج إلى رسائل اقوى، ذاك قال اشروا  لي وقالوا لي لو تخرج ، كنت نازل عند أقارب واشروا لي ولوحي لي،  قالوا  كيف، قال  حملوا أغراضي ورموها بالشارع، إذن لو صرحوا لك كيف تكون الأمور ، على كل حال البعض لا يكفيه فيها مثل هذه الإشارات ، اهجروهن في المضاجع، قم من فراش الزوجية ونم في مكان آخر ،ازعل واغضب عليها، لا تتكلم معها، واغضب معها، حتى تلتفت ان هناك مشكلة حقيقية تعالجها، فاذا فاد الحمد لله وفرجت، ورجعت إلى رشدها والتزمت بواجباتها وعاد الدفء إلى الأسرة والى العلاقة الزوجية بينهما، لكن اذا هذا أيضا لم يفد لا الموعظة فادت ولا الزعل فاد أصبحت الأسرة مهددة، بالضياع، وبالانفراط  ووصلت إلى أخر حدودها ، ما الحل ، اخر الدواء الكي ، كما يقال في المثل،

    واضربوهن / الحالة الاخيرة اذا الموعظة لم تفد معها وبعد الغضب لم يفد ايضا فلابد من عقوبة ولكن هذه العقوبة يجب ان تكون خفيفة كما في الفقه، لاتترك اثرا عليها ، على جسدها، ان لايعرضها إلى خطر، ان لايكون فيه تعنيف ، هو تاديب وليس تعنيف وانتقام، بمقدار ما يشعر هذه الزوجة ان القضية وصلت إلى حالة الانفجار، عليها ان تتدارك الموقف، عليها ان تراجع نفسها، عليها ان تعيد النظر في سلوكها، عليها ان تتحمل مسؤولياتها، وقائل من يقول هذا اليس انتهاك لحقوق الانسان، زوج يصل إلى حالة ان يعاقب زوجته ، هذه مشكلة ، نقول نعم هي مشكلة وهي ليست حالة مستساغة، وليست حالة مطلوبة وليست حالة طبيعية، لكن اذا دار الامر بين انفراط الاسرة وتتفرق هذه الاسرة ، طلاق وانفصال، هذه الزوجة ستضيع ولاتعلم الى اين تذهب ، البنت مادامها ببيت اهلها عزيزة وكريمة وعندما تخرج إلى بيت زوجها ترجع شكل اخر إلى بيتها حتى لو عادت إلى بيت اهلها تصبح شيء اخر ، فحتى  هي تحفظ حتى الزوج يحفظ حتى الاولاد يحفظون، كل ذلك يتطلب موقف ، حتى يحافظ على هذا الامر ، اذن نحن المسالة تدور بين محذورين، محذور عقوبة توجه للمراة في قبالها محذور ان تضيع الاسرة، يقال اخر الدواء الكي اذا كان هذا مفيد في اعطاءها رسالة قوية ، هذا المريض يصل احيانا في لحظات من الخطر يكون بعد يكاد يفارق الحياة في تلك اللحظة ماذا يفعلوا له ، تيار كهربائي ويضعون الجهاز كي يتحرك القلب ، البدن ينتفض ، مرة ومرتين وثلاثة ، وقد يتحرك القلب والحمد لله وتقول له هذا خلاف حقوق الانسان كيف تصعقه بالكهرباء الست طبيب ، يقول صحيح التيار الكهربائي مؤلمة وبها عوارض ، لكن الموت اشد منها، فحتى انقذه من الموت اضطريت ان اعطيه صعقة كهربائية ، الحفاظ على الاسرة  امر عظيم وخطير واذا وصلت القضية لهذا وهي ليست اول خطوة واذا وصلت القضية لحظة الأسرة معرضة للانهيار فان تجرب صعقة كهربائية يكون هذا للحفاظ على الاسرة شيء مقبول ، حينذاك، وفي النظام الاداري الحديث ايضا هذه موجودة "عظوهن : الفات نظر ، واهجروهن في المضاجع : قطع راتب وانذار  وماشابه ذلك ، اضربوهن : نظام العقوبات ، في النظام الإداري هناك نظام عقوبات، والمخالفات تختلف وتصل إلى حد الاعدام حسب المخالفات التي يرتكبها المواطن في حياته، فهذه امور واردة في النظام الحديث وهي عند الضرورة قد يقال ، جيد المرأة اذا نشزت واذا تمردت :عظوهن واهجروهن واضربوهن، الزوج اذ نشز وتخلف هذا لايقال له على عينك حاجب كيفه، هذا رجل لا احد يقول له شيء بكيفه وهكذا ؟ هذا ظلم ، الجواب كلا ، الزوج ايضا اذا تخلف عن واجباته ايضا يبدا بالموعظة وثم بعد ذلك يتطور الموقف وصولا إلى التعزير ، المراة لا تستطيع على الرجل ولم تكلف المراة بهذا الامر وكلف الزوج هو في ان يكون ويقود هذه الإجراءات التراتبية والتدرجية تجاه زوجته ، لكن الزوجة تذهب للحاكم الشرعي القاضي تشتكي وتقول له هذا زوجي تارك البيت و ولا يعطينا نفقة ولا يفعل كذا ويتعسف في البيت ويسيء الينا والحاكم الشرعي ينصحه ، واذا لم يفد يأخذ احترازات وإجراءات تجاهه وصولا إلى التعزير أي الضرب ،  أيضا نفس الكلام، لافرق بين الزوج والزوجة وغايتها لجهة التنفيذية تختلف في الزوجة الزوج يقوم بهذا العمل ، في الزوج الزوجة تشتكي الى الحاكم والقاضي وهو ينفذ ويعزر ، معروفة القصة التي جاءت اشتكت هذه المراة لعلي عليه السلام ، تعسف زوجها، قال له لن يسمعه وهدده بالسلاح وبالسيف قال اقطع رقبتك اذا وصلت الى هناك حتى يثنيه وحتى يقومه وحتى يتحمل مسؤولياته الزوجية ، "فان اطعنكم :الشاهد في البحث في هذه الاية هذا المقطع، "فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا "لكن اذا رجعوا الى الطاعة ، بالموعظة او بالزعل او الهجر في المضاجع، او في مرحلة العقوبة في أي من المراحل اذا رجعت المراة الى رشدها الى الطاعة والالتزام "فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " لاتظلموهن ولاتعتدوا عليهن ولا تستمرون في ادواتكم التعسفية ، ارجعوا الى الاحترام والتقدير والتبجيل حتى ترون عندما تسير بشكل صحيح الزوج يحترمها ويقدرها ويكرمها ويعطيها موقعها اللائق في الاسرة، وعندما تخرج عن السياقات وتتمرد الزوج يبدا بالموعظة وما بعدها من المراحل المطلوبة ، القضية ليست قضية انتقام وليست قضية تعسف ، ليست قضية شماتة، ليست قضية تشفي ، كلا، مسالة اصلاح وحفاظا على الاسرة وحفاظا على هذه العلاقة المقدسة بين الزوج والزوجه، العلاقة الاسرية ، "فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا " حينما تلتفت الى ان الله عليا كبيرا حاضرا وشاهدا فلا تبغوا عليهن سبيلا ، لاتظلموهن ، إذن إدراك قدرة الله سبحانه وتعالى وعلو الله سبحانه وتعالى ، الالتفات الى هذه الحقيقة يمنع من وقوع الظلم ، هذا المانع السادس من موانع الظلم .
     

    المانع السابع / الالتفات الى علم الله سبحانه وتعالى، تعلم ان الله يعلم علمه رادع، وتلتفت ان الله الان يرى ويعلم ، ترون ان الانسان عندما يكونة كبير في الاسرة حتى الذي يريد ان يدخن لا يستطيع ان يدخن امام الكبير في ادابنا وعوائلنا يخرج الى الخارج ولا يدخن امام الكبار ويرى هذا عيب ، واشياء يعملها الإنسان ، لا يعملها امام الآخرين وبعلمهم يعني خلف الستار ، الالتفات ان الله يرى ، لاتستطيع ان تظلم بعد ذلك لانه يرى ، هذا الظلم والعدوان وسيسجله ، الظالم يظلم وهو غافل عن ان الله سبحانه وتعالى رقيب وشاهد على فعله وعلى ظلمه وتجاوزه، لاحظوا الشاهد على ذلك في القران الكريم ناتي باية واحدة في هذا الموضوع في سورة فاطر الاية 36 وما بعدها وهي تشير الى ظروف الإنسان المنحرف والعياذ بالله في الدار الآخرة ، المذنب والمخطيء العاصي في الدنيا ، يسير بلا رقيب وبر هوادة لكن في الدار الاخرة ماهو حاله القران الاية تتحدث المقطع ألقراني يتحدث عن ظرف هذا الإنسان المتمرد على نعم الله سبحانه وتعالى ، ماهو حاله في الاخرة ؟

    تقول الاية "والذين كفروا :أي كفروا بانعم الله ، كفروا برسله ، كفروا بكتبه السماوية ، كفروا بالنعم التي منحها الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان وكان يمكن ان يحولوها الى مدخل لسعادتهم ، الله أعطاك لسان لو تكلمت بالمفيد وناصح الناس وموظف هذا اللسان توظيف صحيح الله يثيبك على ذلك وتدخل الجنة من وراء اللسان، الله أعطاك قلم قوي وقدرة كتابية جيدة، لو كنت الفت كتبا مفيدة بهذه القدرة والناس تقرا كتبك وتستفيد وتهتدي وتدخل الجنة من وراء هذا الكتاب والقلم، أي نعمة الله أعطاك إياها ، اذا توظفها توظيف صحيح تصبح مدخلك ومفتاحك إلى الجنة، هناك من يكفر بانعم الله والله يعطيك العين ويوظفها لما شرع الله، يعطيك الاذن يسمع بها ماحرم الله ، يعطيه لسان يتكلم به بما يحرم الله هذا لسان ليس للغيبة والنميمة والكذب ليس لهذه الذنوب والمعاصي يتجرا فيه ويصبح سبب وطريق الى النار ، كلا، وظفوه ليكون طريقك للجنة "والذين كفروا "ما استثمروا نعم الله في وجودهم ، وجودك نعمة، في كل يوم من حياتك يمكن ان تقوم بخطوة صالحة وحسنة وتستثمر ذلك في قربك الى الله سبحانه وتعالى وفي وجودك وفي فكرك وفي عملك وفي سلوكك وفي كل هذه الامور يمكن ان تكون مداخل ومفاتيح توصل الإنسان الى السعادة الابدية وتدخل الإنسان الى الجنة ، اما هناك من  لا يستثمر هذه الامور كلها ويوظف ويستغل كل هذه النعم بالاتجاه الخاطيء ، "والذين كفروا لهم نار جهنم " هذا الذي لا يستثمر هذه النعم ، نار جهنم له وليس له غير ذلك ، "لا يقضى عليهم فيموتوا "الله لا يصدر حكم الاعدام في الجنة حتى يموتون "ولا يخفف عنهم من عذابها " انظروا التعبير ألقراني الرائع ، الإنسان اذا كان به مرض شديد ويصل الى لحظة يقول له الهي اما ان تشافين او تاخذني وتخلصني وعجيب يكون الموت احيانا خلاص ، احيانا ذوي المريض حبا به يصل الى لحظة يقول الهي اما ان تشافيه او تريحه ، لانتحمل ان نراه هكذا وقلبنا يتقطع عليه من الالم والمعاناة ومن كذا يصل ال لحظة الناس تتمنى له والمحبين يتمنون له الموت او الشفاء ، هذا الذي بجهنم من كثرة العذاب القاسي يقول الهي اما ان تقتلني على الاقل انتهي ، ماذا يقتل كلما راح الجلد واحترق جددناهم وبدلناهم جلودا غيرها ، يبقى حي ويحترق وهو حي فيقول له الهي اما ان تحكم علي بالاعدام وتخلصني وارتاح او تخفف عني العذاب اما هذه او تلك واحدة منها ، لانه يبقى الإنسان صاحي وهو يتالم وهو يتعذب والعذاب لايخف وهو لايموت ويبقى معذب وهذه مشكلة ، "لايقضى عليهم "لايحكم عليهم بالاعدام ولايموتون بامر الله ، فيموتوا حتى يرتاحون ولايخفف عنهم من عذابها ، ولا العذاب يخف عنهم ،" كذلك نجزي كل كفور" هذا جزاء من يكفر بانعم الله،’ القران يستخدم ، كفور صيغة مبالغة ، يعني اعمق من الكفر ، حالة الطغيان ، هذا الذي يغلق كل مفاتيح الرحمة الالهية كل ابواب الرحمة يغلقها بوجهه . ليس له عمل صالح وخير ، جرثومة متحركة والعياذ بالله ،شخص عمره ستين او سبعين سنة نقلوا لي عنه كلمة قالوا هذا يقول يتبجح ويبدوا امام الناس ، عمره سبعين سنة يقول انا بعمري كله لم اصم الا يوم واحد ، وهذا اليوم ابي وقف على راسي وقال الا ان تصوم وابشركم ايضا زوغت في هذا اليوم وكنت اشرب ماء عندما يذهب ليصلي واهله فرحوا بالمجلس ، يتبجح   لم يصلي ولا ركعة ، لا تصلي ولا تصوم ، الله لا ينقص منه شيء اذا لم تصوم ولم تصلي انت من تبتلي بالبلاء العظيم، انت سترى الضيم ، الله لايزيده شيء من صلاتك ولا ينقصه من تركها، لامن صلاتك ولا من صومك ، انت تستفيد وانت تتضرر ، كفور ، والعياذ بالله ، الكافر في قبال المؤمن ، الكفور يراد بها كفران النعمة، هذا الذي يكفر بانعم الله وكل النعم الالهية يتجاوزها ويعتدي عليها ، ماهو حاله هنا" وهم يصطرخون فيها " يصطرخون ، صراخ ويستغيث ويصرخ الحقوا لي ، وهو في النار ، ماذا يقولون ، "ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل "الهي اعطينا فرصة فقط اخرجنا وارجعنا للدنيا سترى كيف نعمل بشكل جيد وسترى عملنا عمل صالح، انظر كيف سنطيعك فقط ارجعنا ، لم نكن نعلم بانها هكذا ونحن الان فهمنا وارجعنا ياربي ، "غير الذي كنا نعمل "نعمل فعل مضارع يعني استمرار يعني كنا دائم الاساءة ، اساءتنا مستمرة ، ارجعنا ياربي ليكون عملنا صالح وعمل مستمر ، الاية  تقول "ربنا اخرجنا نعمل صالحا "نكرة صالحا ، يعني ماذا ؟ يعني بالدنيا ليس لدينا أي عمل صالح بمعنى ان العذاب الشديد الذي تتحدث عنه الاية هم الناس الذين عملهم كان عمل سيء وكله عصيان وكله كفر بانعم الله وليس خلطوا عملا صالحا واخر ، كلا ، اولئك الذين سائرين في الاتجاه الخاطيء في الاتجاه المنحرف في كل سلوكياتهم الاية تشمل وتخص هؤلاء ، "ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل "غير الذي كما نعمل : لايقول غير الاخطاء والمعاصي ، يعني الهي ربنا الذي كنا نعمل به توقعناه عملا صالحا واعتقدنا اننا نسير بشكل صحيح وتبين انه نحن سائرين بطريق اخر والان عرفنا ارجعنا حتى نعمل العمل الصالح الذي انت تريده ، وهذه بالحقيقة اشارة لطيفة من القران الكريم للتدرج في الانحراف الذي بحالات التي تمر بالإنسان ، الفطرة تجنح الى الطاعة ، كل شيء فيه معصية وتمرد هو خروج عن الفطرة الانسانية، فالانسان عندما يرتكب معصية بفطرته يقلق ’ ويتالم ، ويندم ، ويتراجع ويندم لماذا فعلت ذلك ولماذا نظرت الى الحرام وزلماذا تكلمت بالحرام ولماذا ذهبت الى المكان الحرام ولماذا بهذا الشكل انفعلت وتكلمت بهذا الكلام مع الاخر ولماذا لماذا ، يندم وهذه الخطوة الاولى ، قليلا عندما يواظب على الإساءات قليلا تزيل قبحها ، اول مرة يلطم على راسه ، عاشر مرة وعشرين مرة تصير طبيعية ، يبدا لايرى قبحها، يهون عليه فعل المعصية ، يألف فعل المعصية ، هذه الخطوة الثانية ويستمر اكثر وقليلا قليلا يصبح هو هذا الصحيح ، هناك تجمعات وهناك اناس اذا واحد يقول انا لااشرب هم يضعون أمامهم الاشياء المشروبات الكحولية اذا قال احد  لا اشرب الا بيبسي بينهم يضحكون ويقولون يشرب بيبسي هذا متخلف ؟ يصير الحرام هو الشيء الجيد والحضارة وهو العصرنة وهو التطور وهو التقدم ، والذي يسير بالطريق الصحيح رجعي ومتخلف ولا يفقه شيئا ، دعوا انفسكم بها ، صلاة وصوم هذه قصص وهكذا يتكلمون ويصل حاله ان يرى الإنسان السيئات يراها صالحات ويراها عمل جيد ويصير تغير وتبدل قيمي في سلوك الإنسان ، فيبدأ يرى العمل الطالح يراه صالحا، والمعصية يراها حسنة، يراها تقدم ويراها خطوة صحيحة، هذا معقد، لماذا لأنه ليس له علاقات مع الجنس الأخر وكذا، معقد ، لنرسله لطبيب نفسي و بالحقيقة انت المعقد والذي تارك زوجتك وذاهب الى العلاقات غير المشروعة والمحرمة وانت المعقد وليس هذا الذي يحافظ على اداب العلاقة وسياقاتها، هذه الاية الشريفة تشير الى هذا المعنى اللطيف الشيطان يصل في وسوسته الى لحظة يبدا يزين للإنسان انحرافاته وباطله ، لاحظو في سورة التوبة الاسة 37 زين لهم سوء اعمالهم "عمل سيء يزين لهم ويبدا يراه هو هذا الشيء الصحيح ، هذا هو الموقف المطلوب ، يبرر لنفسه ويتبجح بفعل المعصية ، ويقرع الآخرين لانهم يطيعون الله ولايعصونه في سورة الكهف "هل  ننبئكم بالاخسرين اعمالا " ليس الخاسر بل الاخسر ، بالاخسرين اعمالا’ من هم ؟ الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا "في الدنيا جهودهم ذهبت هباءا منثورا ، تاهوا وكلها خطيئة ومعاصي وذنوب وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا" ويعتقدون انهم سيدخلون الجنة من اوسع ابوابها،

    هذه المطربة الفلانية التي الناس تدخل من وراء الاستماع اليها وحالة الهيجان غير المشروع الذي يحصل للانسان نتيجة متابعة هذا الامر يعمل معها مقابلة ماذا تقول : تقول الله وفقني ، وكانت اغنية متطورة ومؤثرة ، والناس اشترت السيدي والاقراص ، الله وفقني ، هذا ليس توفيق ، كل واحد يسمع وينحرف ويرتكب معصية ، انت شريكة معه، باعوا مليون ياليت لم يبيعوا وياريت باعوا مئة الف قرص او عشرةالاف ، او قالوا ليست جيدة ولم يسمعها احد وياتي يوم وتوقل ياريت لو لم يسمعوها ولم يشتروها وياريت صوتي كان مبحوح ولاافيد لهذه القصة، هكذا تصير الامور "وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا" ثم ياتي الجواب القراني نتركه الى لقاء الغد باذن الله تعالى ، نكتفي بهذا المقدار ونستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    اخبار ذات صلة