• السيد عمار الحكيم : التيار الملتزم بنهج علي (ع) اصبح تيارا مؤثرا في التوازنات الاقليمية والدولية

    2014/ 07 /18 

    السيد عمار الحكيم : التيار الملتزم بنهج علي (ع) اصبح تيارا مؤثرا في التوازنات الاقليمية والدولية


    بسم الله الرحمن الرحيم
     

    اخوتي الكرام اخواتي الفاضلات تقبل الله اعمالكم وعظم الله لكم الاجر بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا امير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين علي بن ابي طالب (ع) ليلة عظيمة ليلة كريمة هي اولى ليالي القدر وهي الليلة التي جرح فيها علي (ع) وكم هذا الاقتران بين ليلة القدر وبين استهداف علي واستشهاده اقتران عظيم ، علي وليد الكعبة ولد في الكعبة الشريفة وفي بيت الله الحرام وكانت حياته حافلة بطاعة الله ودعوة الناس الى الله تعالى كان مشوارا رساليا مشوارا الهيا وكانت النتيجة في بيت الله ايضا ، البداية من بيت الله والنهاية من بيت الله وما بينهما خط متصل في طاعة الله والعمل من اجله فكان علي (ع) تجسيد للانسان الكامل كان يجسد العبودية الخالصة لله تعالى يعبر عن الانسان حينما يفني وجوده من اجل الله ومن اجل المشروع الرسالي على الارض ، علي (ع) غريب الاطوار جامع للمتناقضات للخصال التي لا تجتمع في رجل واحد ولذلك القرآن الكريم كلما تحدث عن علي استخدم صيغة الجمع وليس صيغة المفرد وكانه يشير الى ان علي ليس فرد وانما امة " انما وليكم الله ورسوله " لا يقول علي " والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون " ولاية علي اتّباع علي فان حزب الله تيار المؤمنين بالله تيار المنتصرين لدين الله المتمسكين بحبل الله فان حزب الله هم الغالبون ، الغلبة النصرة انما هي باتّباع علي (ع) فهو يمثل منهج يمثل مشروع يمثل اطار في الامة ولا يمثل شخصا مهما كان عظيما علي يمثل امة " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " مهما كانت الاصطفافات مهما بلغ حجم الاعداء مهما اتسعت رقعة التآمر لكن الشعور بالثقة الشعور بالقوة والعزة والعزة لله تعالى ، للارتباط بالله " حسبنا الله ونعم الوكيل " فاذا وضعت في كفة الميزان الله تعالى نصرة  الله وتسديده وفي الكفة الاخرى ما تريد فنحن رابحون " حسبنا الله ونعم الوكيل " ..
     

    علي (ع) فدى رسول الله بنفسه بوجوده في كل هذا المشوار الرسالي الطويل

        هكذا كان علي (ع) ، رجل المواقف الصعبة " ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين " الانس والجن عبادتهم في كفة وليس عبادة علي في كفة وانما ضربة علي يوم الخندق ، لاحظوا هذا المنهج الاسلامي الاصيل لا تقاس الامور كلها بالاعداد والارقام ، العدد ليس كل شيء وانما النوع التاثير كلمة حق عند سلطان جائر تساوي الف محاضرة للجالسين ، الحياة موقف حينما هرب الآخرون وتنصلوا حينما ساد الرعب والخوف لدى الآخرين وقف علي الفتى آنذاك وقال أنا يا رسول الله اقف بوجه عمر بن عبد ود العامري ، وهذا من شجعان العرب حجمه شكله طاقته وانت فتى صغير قال انا له يا رسول الله ، رجل المواقف الصعبة ، في ليلة المبيت علي يقول انا يا رسول الله انا انام وانت اخرج حتى نحصل ان تبتعد اكثر حتى نسلم عليك ، رسول الله ليكون في امان ، فدى رسول الله بنفسه بوجوده في كل هذا المشوار الرسالي الطويل ، احد اساتذتنا يقول اجريت تتبع في الروايات في النصوص لارى هل تحدث علي في مجلس رسول الله (ص) يقول من خلال تتبعي لم اعثر على مكان لحضور رسول الله وعلي يتحدث الا ان يسال فيجيب هكذا كان لرسول الله (ص) وقدم وساهم وأعطى كل وجوده ولكن هناك سؤال لطالما يطرح نفسه علي بن ابي طالب الشجاع العالم المعصوم بمواهبه بملكاته بخبراته بقدراته بفهمه العميق حينما تصدى لادارة الامور لخلافة المسلمين استمرت خلافته لاربع سنوات وبضعة اشهر اخذ ولاية واحدة بمقاسات اليوم ولكن هذه السنوات كانت مليئة بالازمات والحروب والمشاكل وفي بعض هذه الحروب من الناحية العسكرية لم ينتصر علي (ع) كانت طبول النصر تدق في الجبهة الاخرى لماذا وما هو تفسيرها ، شخص بعلم وشجاعة وقدرة ومؤهلات علي ما استطاع ان يعبا هذه الامة وياخذها الى حيث الانتصارات الكبرى المباشرة ، حينما نريد ان نتحدث اليوم بعد مرور الف وبضع مئات من السنين من زمن علي ، اليوم من المنتصر علي ام خصومه لا شك ان علي هو المنتصر ، مشروع علي خط علي التشيع لعلي اصبح اليوم تيار في الامة اذا كانت الروايات تشير الى ارتداد الناس بعد وفاة رسول الله (ص) الا ثلاثة او اربعة الا سبعة او عشرة او ثلاثين على اكثر تقديد وهنا يراد بالارتداد من الولاء لعلي وليس من الاسلام ، شيعة علي نفرات محدودة اما اليوم كم مئة مليون وما هي مساحاتهم وتاثيرهم وحضورهم علمائهم مؤلفيهم سياسييهم تجارهم مؤمنين وصلحاء وطيبين اصبحوا تيار كبير في الامة فاعل مؤثر في التوازنات الاقليمية والدولية هذا هو النجاح بعينه ، النجاح على المستوى الستراتيجي الطويل الامد ، علي (ع) حقق اكبر انتصار في فترة قصيرة ، ربع قرن علي (ع) في الحاشية في الزاوية مهمش واربع سنوات تصدى لخلافة المسلمين بنى هذا التيار الكبير في الامة الى اليوم ينمو ويترعرع يوما بعد آخر .

     لا اتحدث عن الانتصارات الاستراتيجية لعلي هذه قضية محروزة وانما اتحدث عن ما يسمى في الاصطلاح السياسي الاخفاقات السياسية والعسكرية المباشرة التكتيكية في فترة حكم علي ، لماذا وما هي المشكلة ، لم لم يتحقق الانتصار الكاسح في الجمل في صفين في النهروان اين كانت المشكلة واذا ما عرفنا ان هذه السنن الالهية تتجدد في كل زمان ومكان ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ، اذا عرفنا الجواب يمكن ان نطبق ذلك على زماننا وعلى كل زمان على تجربتنا وعلى كل تجربة لنعرف كيف تدار الامور ، ما هي التركيبة المجتمعية التي انطلق منها علي وما هي التيارات السياسية التي كانت في عهد علي ما هي طبيعة النزوات والطموحات الشخصية والحزبية والفئوية التي كانت في عهد علي ما هي الصراعات والازمات وخلفياتها التي كانت في عهد علي (ع) هذه اسئلة مهمة ..
     

    التيارات السياسية والدينية في عهد امير المؤمنين علي (ع)

        أولا / هناك تيار سياسي مهم نعبر عنه بخط الانتهاز الخط الانتهازي أناس اصحاب مصالح يبحثون عن مصالحهم ، الناس الى خير ام الى مشاكل لا يفكرون بهذه الامور كلما يفكر به مصلحته الشخصية أين ، وفي هذا التيار الانتهازي فيه ناس يحسنون الحديث يصفطون كلام ينظرون تنظيرات جدا رائعة وحينما تسمعه تنبهر به حتى تقول هو هذا الحق قدراتهم التاثيرية عالية عندهم امكانات مالية تجمعهم مع الآخر المصلحة الخاصة ليس الا وليس عندهم حدود في مد المصالح والجسور مع الآخرين ، ليس هناك قيم او مباديء او اطر او خطوط حمراء الشيء الوحيد المصلحة ، في اطار المصلحة مستعد ان يتحالف مع الشيطان ليس عنده حدود ، مساحة حركته واسعة جدا المرونة كبيرة قدرات في الفكر والبيان والتنظير والمال والاعلام والراي العام واسعة جدا ، يبدو كبير ومؤثر يستغل مشاعر الناس ، عمرو بن العاص في حرب صفين كان عنده كسور حساب مع معاوية قال له لا تعطيني ماذا افعل بك جاء للمسلمين لجيش معاوية قال لهم من تقاتلون قالوا نقاتل علي بن ابي طالب قال لهم الا ترون عمار بن ياسر الآن سقط شهيدا قالوا وما المشكلة قال الم تسمعوا قول رسول الله عمار تقتله الفئة الباغية قالوا بلى سمعنا قال انتم قتلتموه يعني انتم الفئة الباغية فانهاروا وانتشرت هذه الكلمة كالنار في الهشيم معاوية ادرك الخطر الحرب حرب نفسية حرب اتهامات حرب معنويات اذا انهارت المعنويات سلاح وعتاد لا يكفي وحده جيش معاوية انهار وصل الخبر الى معاوية ما القصة قالوا له عمر بن العاص اشار الى ان جيش المعاوية هم الفئة الباغية بعد قتلهم لعمار بن ياسر ، ارسل معاوية على عمر بن العاص قال له ما تريد قال خراج مصر قال انه لك ، الان مصالحه اصبحت في جبهة معاوية قال للجيش من جديد ليس انتم من قتل عمار وانما قتله من جاء به الى الجبهة ويقصد عليا ، الباغي هو الذي جاء بعمار الى ساحة المعركة ، يتلاعبون بالمقدسات بالقيم ليس عنده قيمة مصلحته اين ، حروب فيها احتياجات الناس تريد سلاح يصبح تاجر بالسلاح الناس تريد طعام يحتكر الطعام ويصبح تاجر بالطعام لا يعنيه الشعب الى اين ، لا يعنيه ارواح المواطنين لا يعنيه الوطن كل ما يعنيه مصلحته اين ، حسب مصالحه يكيف مواقفه وبما ان المصالح متحرك تكون المواقف متحركة ، في تخطيط القلب القلب السليم يصعد وينزل ولكن في لحظة يقف قلبه يطلع خط مستقيم هذا سلوكه في الدنيا صاعد نازل كل يوم هو في شان ساعة مع هذا وساعة مع ذاك يسمع كل واحد الكلام الذي يعجبه مصلحته هي الاساس خط الانتهاز ، هذا كان خط قوي وفاعل في عهد علي (ع) وهو خط مؤثر في كل زمان ومكان ، الانتهازيون يعشعشون في المجتمع ويستغلون الفرص ويشاغلون الناس ويستغلون تقاطع المصالح والاختلافات بين الناس حتى يستفيد ويصعد في كل قضية كل ما يفكر فيه اين هو واين مصلحته هذا خط الانتهاز واجهه علي (ع) .
     

        التيار الثاني / تيار النفاق العقد النفسية احقاد ضغائن ثارات القلوب السوداء الناس الذين لديهم انفصام بالشخصية وجهان يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ فيك كما يروغ الثعلب ، ظاهره شيء وباطنه شيء آخر نستجير بالله ، هذه الازدواجية ليس هناك صفاء ولا نقاء ولا شفافية في العلاقات ليس هناك وضوح ، تعقيد ولف ودوران ومكيدة نفاق هذا كانت ظاهرة جدا متجذرة في الصدر الاول للاسلام ، القرآن ستة الاف وكسور آية وردت في النفاق ، صفات النفاق واحوال المنافقين وظروفهم وشروطهم وعقابهم ..الخ ، القرآن الكريم كتاب للمعالجة يعطي برنامج لبناء مجتمع يعالج مشاكل وامراض ، وحينما تكون 10 % من آياته تختص بظاهرة النفاق هذا يعني عمق وتجذرهذا المرض في ذلك المجتمع ، هذه حالة النفاق كانت حالة حالة مؤلمة ومعرقلة ومعطلة ، الناس اصحاب الوجهين في كل مكان لهم كلمة ، في تجربتنا العراقية اليوم نسبة كبيرة من مشاكلنا من هذه الامور ، ترى هذا المسؤول متحمل على المسؤول الآخر وبالعكس ، يسمع كلام المنافقين ، هذا يحرض وذاك يحرض والواحد يزعل على الثاني ولا احد يصارح الثاني وتبدأ تكبر المشكلة تلاحظون يصير فريق موتور مجتمع في اي لحظة ممكن ينفجر تيار النفاق من هذه الظاهرة النفاقية وهذا كان تيار مهم في الامة مؤثر ينخر من الداخل مشكلة المنافق ان ظاهره صديق ، العدو تعرف انه عدو داعش تعرفه عدو وتقف بوجهه وتقاتله ، اما مشكلتك من هذا الذي يظهر لك بمظهر الصديق ولكنه ليس صديقا فهذا ينخر المجتمع من الداخل خطره اعظم ومعالجته اصعب  ، عدو حينما دخل ووجد حاضنة وجلس في وسطها كيف تستهدفه ، اما عدو عنده معسكرات بالصحراء تقصفه بالطائرات وتنتهي منه ، دائما العدو بمظهر الصديق أصعب من العدو الواضح ، المنافق عدو " هم العدو " اعداء لكن مضيعين انفسهم في الوسط ، ظاهرهم اصدقاء وباطنهم اعداء وخصوم خطرين جدا هذا التيار الثاني كان ايضا ينخر بالمجتمع يثبط الناس ويسبب مشاكل ومتاعب كبيرة لعلي (ع) في تعبئة الامة .
     

        التيار الثالث / تيار اهل الحديث الناس الذي ظاهرهم تدين ولكن ليس لهم عمق بالدين يتصور ان الدين مجموعة طقوس وعبادات ، سامع كلمة ومتمسك بها ولا يعرف ما هي القصة هذا حلال هذا حرام هذا يجوز هذا لا يجوز نقطة راس سطر ، هذا شرك هذا كفر ، لايتفاهم ، هو فاهم القضية بطريقته الخاصة يريد يتوضأ تراه نصف ساعة واقف على المغسلة ويهدر الماء يريد ان يصلي ترى الركعة الواحد كم دقيقة ويعيد الآية خمس مرات حينما تراه تقول عنه كم متعبد هذا ولكنه ونتيجة لقرائته الخاطئة المجتمع كله يدخله في أزمة كبيرة تحت غطاء التدين والقداسة والخوف من الاقدام الى ما الى ذلك ، ابو موسى الاشعري واحد من هؤلاء ، علي يعبأهم يجمعهم يصعد المنبر والناس تراه جالس على السجادة ويديه مليئة بالمحابس ولسانه لا يتوقف عن التسبيح مظهره جدا مغري ، عابد ، صعد المنبر قال ياناس سمعت رسول الله (ص) يقول سياتي على امتي فتن ، القاعد فيها خير من القائم (الجالس) والنائم خير من الجالس واليوم نحن في فتنة نحن لا نقاتل المشركين والكفار وانما نقاتل المسلمين فهذه فتنة كل واحد ليذهب الى بيته ، هكذا يقول رسول الله ، وثبط الناس وجعلهم يتركون القتال وكل واحد يقول اذا كان رسول الله يقول هكذا ، الحرب اساسا لا احد يحبها فكيف بالحرب مع المسلمين وتاتي الفتوى من رجل لحيته طويلة ويلبس المحابس الكثيرة ! وهو جالس على سجادته اربع وعشرين ساعة ! انهار الجيش ، عنوان متدين عنوان جدا مقدس عنوان يتورع ، الاسلام سوف يضيع الوطن سوف يضيع الاعداء سوف يدخلون وانت تشكك الناس ، هذا طبعا تيار مزعج ظاهره اسلام وتدين وقداسة ولكن واقعه جمود على النص وعدم قدرة على تحليل المواقف وعدم تطبيق الحكم الشرعي بشكل صحيح على الواقع المجتمعي الذي نحن نعيشه ، هؤلاء ايضا كانوا سكين خاصرة يمثلون عبء كبير على علي (ع) تيار اهل الحديث ، ورايتم في واقعة التحكيم وما قام به ابو موسى الاشعري وادى ان تنهار كل العملية نتيجة موقفه الساذج ، عقله هكذا يقحم نفسه فيما لا يستطيع ان يعالج يتصور نفسه ان يعرف كل شي ، عنده فهم ناقص ومغلوط ، اليوم هناك قراءات اسلامية معينة ايضا تحاول تحتكر الاسلام في قراءتها هذا شرك هذا كفر لا احد يتكلم ، طيب في رايك شرك انت حر ولكن في رايي ليس شركا انا اتقرب الى الله ، ليس لك حق ان تصادر عقيدتي وترغمني على شيء وليس لك حق ان تكفّرني لاني احمل عقيدة غير عقيدتك ، انت لا تزور الاضرحة فانت حر اما ان تقول انا مشرك وانا استند الى الكتاب والسنة في زيارة هذه المقامات العالية واتقرب بهم الى الله تعالى استنادا الى قراءة اسلامية عميقة ليس لك حق ان تصادرني ، لك حق ان تخطّئني كما نحن نخطئك ولكن تقول لي مشرك ليس لك حق تمنعني تفجر المقامات من اعطاك هذا الحق ، هذا تيار آخر .
     

        التيار الرابع / تيار الرفض تيار الخوارج تيار الشدة والغلظة تيار قطع الرؤوس تيار العقل المتحجر الذي لا يريد ان يفهم او يعي ، كل من ليس على رايي نقص رقبته ، هكذا الدم بسيط ليس له حرمة وتقتلون الناس متعبدين لهم دوي في آناء الليل صلاة الليل لا تترك لديهم يتصورون يطيعون الله بهذه الخطوات متصورين انهم يتقربون الى الله بتفجير نفسه ، هم كافراد حينما ياتون هذا من تونس وهذا من المغرب وهذا من الشيشان وتارك اهله ويقاتل ويقتل ما هي مصالحه المباشرة يتصور انها هذه هي المبدئية وهو يرى ان البشرية كلهم اعداء الله ويجب التخلص منهم هكذا يرى الامور ، هذا التيار الخوارجي ، علي (ع) تحملهم رغم السب والهتك الى ان حملوا السلاح وقطعوا الطريق وتعدوا على الناس ودخل في معركة طاحنة في النهروان قاتلهم وقال " لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فأخطاه كمن طلب الباطل فأصابه " ، هؤلاء ملتبسة عليهم الامور ولا يريد ان يفهم ولا يقبل ان يسمع ، تضطر ان تقاتله حتى توقف هذا الامر ، هذا تيار آخر .
     

        التيار الخامس / تيار المخلصين الطيبين المطيعين لعلي (ع) الذين وقفوا واستبسلوا تحت لواء علي ولكنهم كانوا اقلية عددية ، أما التيار الكبير اولئك .
     

        التيار السادس / عموم الناس البسطاء الذين تضيع عليهم الامور حينما يروا الصراعات والنداءات واسماء ومسميات لا يدري اين الحق وكل واحد يقول شكل وتضيع القضية عليهم هؤلاء تيار الامة البسطاء من الناس الذين يضيعون بين الانتهازيين وكلامهم المنمق والمنافقين وكلامهم المغري واهل الحديث وشكلهم الجذاب والمغري ويذهبون للصلاة خلفهم وهو لا يدري انه لا يعرف الامور على حقيقتها وبين أناس متشددين يمتهنون القتل والذبح فهذا المواطن البسيط يتحير ، وهناك اهل الحق يتكلمون ويدعون ايضا وتضيع القضية ويضيع الحق على الناس البسطاء ، تلتبس عليهم الامور وتختلط لا يعرفون اين هو الحق ..
     

    اليوم لدينا مرجعية عليا تقول كلمتها وكلمتها مسموعة والناس منسجمة مع مراجعها

        فلذلك علي (ع) كان عنده أزمة تعبئة جماهيرية مع كل هذه العناصر التي تتحرك يريد يعمل مثل الآخرين ، هذا يرشيه وهذا يشتريه وهذه مناورة سياسية وغيرها من الاساليب الملتوية ولكن مبدئية علي (ع) لا تسمح له ان يقوم بمثل هذه التكتيكات والاجراءات لانه يراها لا تنسجم مع الموازين الشرعية ومع الحالة القيمية التي يمتلكها ، يده قصيرة في هذه التكتيكات والمناورات وهو يعرفها ويعيها جيدا وقاله " والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر " يتحرك بدون قيود وبدون حدود ، ولكن علي له حدود ومحددات في حركته وربما يغلبه في لحظة نتيجة الحرية في الحركة لعدم وجود مبدئية في هذا المسار ولكن هذه التكتيكات وحبل الكذب قصير هذه تنجح مرة مرتين عشرة ولكن من حفر بئرا لاخيه وقع فيه " ولا يحيق المكر السيء الا باهله " المكر السيء النوايا السيئة والشريرة المواقف الخاطئة ترتد على اصحابها هذه النار تحرق بلهيبها من اشعلها لا تبقى الامور بهذا الشكل ، اذا كانت ليس في نفس اللحظة ولكن بعد لحظات بعد خطوات ولكن تحرق ، من يزرع الشر ومن يعمل الشر يحصده ولو بعد حين سنن الحياة هكذا تقول .

    هذه صورة والمامة عن تركيبة المجتمع في عهد علي (ع) وهذه التيارات القوية الفاعلة المتناحرة التي اربكت الى حد كبير ذلك المجتمع لعلي(ع) ان يحقق انتصارات كبيرة وحقة ، اليوم حينما نقارن انفسنا مع كل المشاغبات لدينا مرجعية عليا تقول كلمتها وكلمتها مسموعة والناس منسجمة مع مراجعها بالرغم من المشاغبات والمشاغلة والاتهامات ولكن هذا التيار اصبح تيارا قويا ، امير المؤمنين كان غريب المكان وحيد ، الاشاعات تدب في المجتمع ، حينما استشهد علي في مثل هذه الليلة وجرح وانتشر الخبر قتل علي في محراب صلاته ، الناس في الشام قالت او كان علي يصلي حتى يقتل في محراب صلاته ! بهذا الشكل كان امير المؤمنين مظلوما وبهذه الطريقة اريد عزله وبقي يكافح يؤسس لمشروع ومنهج نحن اليوم نعيش على مائدته ونستفيد من ثمارهذا المنهج ونسال الله تعالى ان يوفقنا في ان نكون من المتمسكين بولاية علي (ع) وللحديث صلة والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة