• في الأمسية الثانية من المحرم .. السيد عمار الحكيم يؤكد أهمية طلب النصر من الله في حربنا مع داعش

    2014/ 10 /28 

    في الأمسية الثانية من المحرم .. السيد عمار الحكيم يؤكد أهمية طلب النصر من الله في حربنا مع داعش

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين .

    السلام عليك يا أبا عبد الله , السلام عليك يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك , عليك منا جميعا سلام الله أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منا لزيارتكم , السلام على الحسين , وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) .

    السلام عليكم ايها المؤمنون الحسينيون , إخوة وأخوات ورحمة الله وبركاته , في شهر محرم الحرام , على مائدة الحسين (ع) مدرسة ,عطاء, منهج, للحياة , وقد تعودنا في كل عام ان نقف عند إضاءة وعند محطة وعند درس وعبرة من دروس وعبر الحسين (ع) , وقد تحدثنا في العام الماضي عن واحدة من السمات والصفات المهمة في الحسين (ع) وفي اهل بيته واصحابه, هذه السمة التي شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء , وكانت تمثل مفتاحا أساسيا لهذا الانتصار المعنوي الكبير ولهذا الثبات والاستقامة التي تميز بها الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه , الا وهي سمة البصيرة, فالحسين واهل بيته وأصحابه كانوا من أهل البصائر وهذا ما يشهد به ( عمر بن الحجاج الزبيدي)  قائد الميمنة في جيش ( عبيد الله بن زياد في جيش عمر بن سعد ) حيث يقول مستنفرا قومه وجيشه وأراد ان يحرضهم على قتال الحسين ويستنفرهم فيقول لهم " أتدرون من تقاتلون ؟  تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين لا يبرز إليهم احد منكم إلا قتلوه على قلتهم والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم " .

    أولئك أهل البصائر وفرسان المصر , المصر : المدينة , لديهم بصيرة ولديهم رؤية ثاقبة , فلذلك تجدهم مستميتين وهذه نتائج للبصيرة , مهما كان عددكم كبير ولكن لا تستطيعون الوقوف بوجه اهل البصائر حتى لو كان عددهم قليل, هذه سمة مهمة في الحسين (ع) وفي أهل بيته وأصحابه ويجب ان تتوافر فينا ويجب ان نكون من اهل البصائر , وقلنا لابد ان نتحدث عن :

     

    معنى البصيرة 

    وأهمية البصيرة

    وادوات البصيرة

    والعوامل التي تحقق البصيرة

    واثار ومعطيات البصيرة

     وموانع البصيرة

     ومصاديق اهل البصائر

     

    وقد تحدثنا في السنة الماضية بتفصيل عن معنى البصيرة وقلنا هي الوضوح الكامل حالة اليقين , التي تحصل عند الإنسان والاعتقاد القلبي تجاه ما يؤمن به والمشروع الذي يتمسك ويلتزم به , هذا الوضوح الكامل يطلق عليه بالبصيرة :

    ان يحمل رؤية واضحة , في تعابيرنا اليوم نقول الرؤية الإستراتيجية , ماذا يريد , إلى أين , في مشروعه ومساره ’, وفي خطواته , في أهدافه, هذه هي البصيرة.

     ثم استعرضنا الآيات والروايات الشريفة التي تتحدث عن  أهمية البصيرة , وانتقلنا إلى الحديث عن أدوات البصيرة حيث ان القران الكريم :

     يعتبر القلب في إشارة إلى العقل والفكر , القلب , والعين , والإذن

    , مدخلات وأدوات لتحقيق البصيرة لدى الإنسان, ثم تحدثنا عن عدد من عوامل تحقيق البصيرة, قلنا القران والكتب السماوية عامل لتحقيق البصيرة في الإنسان, واستعرضنا عدد من الآيات والروايات الواردة عن رسول الله ( على رسولنا الصلاة والسلام وعلى آهل بيته ) في هذا الموضوع , القران , التوراة , الإنجيل , الزبور , كيف ان هذه الكتب السماوية تحقق البصيرة لدى الإنسان,

    العامل الثاني//

     الآيات الإلهية , النظرة الواعية للظواهر الكونية المحيطة بنا كيف تساعد على تحقيق البصيرة الأرض والسماء والبرق والرعد والبحار والأشجار  والجمال والطبيعة , الإنسان , دقائق هذا الكون , كلها تساعد على تحقيق البصيرة, في الإنسان,.

    العامل الثالث //

     التسديد الإلهي , الرعاية الربانية, المدد السماوي , له دور كبير في تحقيق البصيرة, واستعرضنا عددا من الآيات الشريفة في العام المنصرم وتوقفنا عند هذا الحد .

    في هذا العام نواصل هذا البحث الشيق والمهم لنخرج من مجلس الحسين (ع) وقد تعرفنا على سر من أسرار الحسين , ومفتاح من مفاتيح النصر والنجاح الحسيني , ونسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا حسينيين حقا , فكرا ومنهجا وان نكون من أهل البصائر كما كان الحسين (ع) .

    لاحظوا هذه الرواية , في (  بحار الأنوار الجزء 26 )  عن علي (ع) إن رسول الله (ص) لما تفل في عيني وأنا أرمد ( لعلها إشارة إلى حرب الخندق حينما أصاب الرمد عين علي (ه) وكان عليه ان يخرج لقتال عمر بن ود والعين لم تكن تسعف ) فرسول الله (ص) اخذ شيئا من ريقه الشريف وبلل به عين علي (ع) فطابت بإذن الله وشفت من ذلك الرمد , علي ينقل لنا هذه الواقعة, يقول  حينما كان الرسول يبلل ريقه ويضعه على عيني كان يدعو بهذا الدعاء " اذهب عنه الحر والبرد " رسول الله (ص) يسال من الله سبحانه وتعالى لعلي (ع) ان يذهب عنه الحر والبرد وماذا يطلب رسول الله " وبصرهم صديقه من عدوه " اللهم أعطه بصيرة , ليس فقط بصره يتحسن لكن بصيرته ولديه ألقدره على التمييز بين الصديق والعدو " فلم يصبني رمد بعد " الله سبحانه وتعالى استجاب لرسوله الكريم في حق علي " ولا حر ولا برد واني لأعرف صديقي من عدوي " انظروا تأثير البصيرة, القدرة على التشخيص , تمييز الناس , الصالح من الطالح , الصديق من العدو, القريب من البعيد, كم من صديق قريب نزعم انه صديق وقريب ولكنه ممن يطعن بالخلف وهو اخطر الأعداء , وكم من أناس نتوهم أنهم أعداء ولكنهم في الواقع أصدقاء , فنظلمهم ونبعدهم ونقصيهم ونعاديهم ونخاصمهم , ولكنهم أصدقاء , لعدم القدرة على التمييز , هذه فراسة المؤمن , تشخيص , وتمييز الصديق من العدو , تقدير الموقف الصحيح في الاصطفاف , من معنا ومن ضدنا , كل من ينتقدني هو ضدي ؟ وكل من يمدحني هو معي ؟ هذا ليس هو المنطق , لعل ناطق مشفق يكون اقرب الناس ألينا , ولعل متملق متزلف يسمعك الكثير من الإطراء ويطعنك من الخلف , هذه القدرة على التمييز : البصيرة , تحقق البصيرة وهذا ما تحقق لعلي (ع) بدعاء رسول الله ( ص) كما في هذه الرواية .

    رواية أخرى, في الأدعية المروية عن الإمام الصادق ( صلوات الله وسلامه عليه  ) في نافلة الليل وهي من اهم الأوقات التي يقضيها الإنسان يناجي فيها ربه في منتصف الليل في آناء الليل تتفرغ لمناجاة ربك وتطلب منه اهم ما تريد, إمام معصوم (  الأمام الصادق ) يعلمنا ماذا نريد وماذا نطلب لاحظوا هذا الدعاء للإمام الصادق ( ع) :

    " اللهم أعطني بصرا في دينك "الهي أريد عبادة واعية , أريد طاعة واعية , أريد ان افهم ديني بشكل صحيح, لا اريد قراءة سطحية وشكلية عن الدين, لا أريد رؤية انغلاقية وتشددية ومتشددة عن الدين ولا أريد رؤية انفلاتية متساهلة تضيع علي الدين, أريد الرؤية الوسطية الواقعية التسامحية للدين " وجعلناكم امة وسطى " الوسطية والقراءة الصحيحة للدين ,

     الإسلام دين السلام والمحبة والتعايش , دين الانفتاح على الأخر , دين التعامل مع الأخر وليس دين الذبح والقتل لكل من يختلف معك في رأي , هذه المدارس والمناهج المتشددة , المتطرفة التي أصبحت تحمل لواء الإسلام والإسلام منها براء , ومن سلوكها ومنهجها براء , هذه حالة بعيدة نطلب من الله البصيرة في الدين, ديننا ليس به ( نفذ ثم ناقش )  ديننا به ملاكات الأحكام , ديننا فيه فلسفة التشريع, روايات الواردة عن رسول الله (ص) تعج ببيان فلسفة التشريع لماذا هذا واجب ولماذا ذاك حرام ولماذا يرى الإسلام يرى كذا ولماذا ترى السماء كذا فيه فلسفة وحكمة قد نعرفها وقد نجهلها, ان عرفناها عرفنا لماذ1ا هذا واجب وذاك حرام وذاك ممنوع وهذا راجح ومحبب وان جهلناها علينا ان نتعرف عليها وان نسال عنها , هذه النظرة الواعية للدين ان يعرف الإنسان لماذا يصلي ولماذا يصوم ولماذا يحج ولماذا يزكي ولماذا يجاهد في سبيل الله ولماذا يظهر في مجالس الحسين (ع) ولماذا , ولماذا , الإجابة عن هذه الأسئلة تعطي للإنسان بصيرة في دينه و يعرف ان هذا الدين ليس مجموعة تعليمات واوامر ونواهي جوفاء بعيدة عن المنطق والمصلحة الحقيقية لهذا الإنسان في حياته الدنيوية والأخروية .

    أعطني بصرا في دينك وفقها في عبادتك " الهي العبادة , تحتاج إلى إجراءات صحيحة, إلى معرفة بالاحكام , من ما اكثر من يصلي وصلاته باطله ويتوضأ ويتطهر ووضوءه باطل ويحج وحجه باطل ويصوم وصومه باطل , بعد عشرين سنة وثلاثين يطلع على المسائل ويقوال عجيب كنا نصلي بطريقة اخرى  طول عمرنا ,هذا لا يعذر الانسان يقال لماذا لم تسال وتتعلم وتتأكد , نطلب من الله سبحانه وتعالى ان يكون لنا فهم فقهي للعبادة وإجراءات صحيحة والتزام صحيح بالعبادة, "وفهما في حكمك وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك  "

    هناك من تراه وجهه نير بنور الله وواحد آخر تراه روح الإيمان غائبة عن وجهه, هذا من الله سبحانه والله يبيض  الوجوه , بيض الله وجوهنا جميعا في الدنيا والآخرة " واجعل رغبتي فيما عندك " الهي أريد طموحاتي ورغبتي بما هو عندك ولا اريد ان ارغب في شيء يبعدني عنك, اريد ان ارغب فيما عندك ويقربني اليك, هذه مهمة التكاملية , ان يتحرك الإنسان في طول طاعته لله سبحانه وتعالى فيرغب بما احل الله وهو المساحة الكبيرة ويحجم عما حرم الله وعما يغضب الله وهي المساحة الضيقة , مساحة الحلال ومساحة المباحات ومساحة واسعة جدا, لماذا نتركها ونذهب للحرام, يطلب الإنسان من الله سبحانه وتعالى ذلك" واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك " على ملتك وملة رسولك , حينما يغادر الإنسان الحياة وهو على الطريق الصحيح, وهو على نهج الله ورسوله, وهو قد عمل وأطاع الله والتزم بنهج رسوله الكريم, هذه الموتة انتقاله إلى الدار الآخرة والجنة والسعادة وهنيئا لمن يحضى بذلك .

    رواية أخرى, في دعاء الإمام الحسين في يوم عرفة " الهي ان القضاء والقدر يمنيني وان الهوى بوثائق الشهوة أسرني فكن أنت النصير لي تنتصرني وتبصرني " الهي النصر من عندك , والبصيرة من عندك , بتسديدك , برعايتك , بلطفك, بمحبتك, تنصرني وتبصرني , النصر وما النصر الا من عند الله " ان ينصركم الله فلا غالب لكم " اين تبحث عن النصر ؟ ابحثها عند الله , ليس في قوتك فمهما كنت قويا فهي شكلية وكارتونية , الله ينصر من يشاء ويخذل من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويرفع من يشاء ويضع من يشاء " هو الله , لا تخطيء , اطلب النصر من الله , وكم نحن بحاجة إلى هذه المفاهيم ونحن في معركة طاحنة مع الإرهاب الداعشي مع اعداء الله , نحتاج إلى توجه إلى الله سبحانه وتعالى ونحتاج إلى انقطاع والى دمعة والى انكسار القلب والى توسل بالله سبحانه وتعالى حتى ينزل علينا نصره فالنصر من عند الله , والبصيرة من الله وبتسديده.

    في رواية اخرى أيضا في(  بحار الأنوار الجزء 73 )  عن الصادق ( عليه السلام ) قال " اذا اراد الله بعبد خيرا " اذا اراد الله ان يضع العبد على السكة الصحيحة اذا أراد به خيرا , اذا أراد ان يرفعه ماذا يفعل وماذا يوفقه بماذا لاحظوا " زهده في الدنيا " يطلع الدنيا من عينه ويخرجها ويصبح زاهدا فيها , ماذا يعني الزهد في الدنيا ان لا يملك شيئا , كلا, الزهد ليس ان لا تملك شيء الزهد ان لا يملكك شيء , هناك من لديه سيارة موديل قبل عشر سنوات , قلبه عليها يخاف ان تسرق او تعطل او تذهب , باله معها , وهناك من لديه سيارة اخر موديل لا يهتم ويقول اذا صار قدر الله يريد ذلك انا لله , ليس لها علاقة بحجم الممتلكات هناك فقير ليس لديه سبل وهناك غني زاهد والعكس وأنت تملك حاجتك ام حاجتك نملكك والواحد لابس قميص جيد يخشى ان يتلوث واو لا يكون هناك شيء وكل باله على القميص هل تملك القميص ام القميص يملكك, ان تتعلق بأمور الدنيا فتسلب عقلك ويصبح عقلك وفكرك على هذه الأشياء وتصبح هذه الأشياء تملكك وهذا خلاف الزهد ما ان تكون المالك وتراعي وتحفظ ولكن القضاء والقدر انا لله , وهناك من يرى عند سرقة بيته او احتراقه يصاب بسكتة قلبية ويقع على أثرها وهناك من يسمع ولا يتأثر بشيء وهناك فرق بين هذا وذاك شتان بين هذا وذاك وهذه قضية أساسية , الزهد ان لا يملكك شيء وليس ان لا تملك وقد تكون مالك الدنيا وما فيها وأنت زاهد .

    هذا :

    اولا:  الزهد في الدنيا

    وفقهه في الدين,

     لديك رؤية صحيحه عن الدين وتقوم بالواجبات والمستحبات والمكروهات تمتنع عنها وتلتزم وتحجم , سئل احد مراجعنا كيف ندخل الجنة  , رفع الرسالة العملية التي بها الاحكام الشرعية رفعها وقال هذا حرام لا تعمل به وهذا حلال التزم به وذاك مباح اعمل به وهذا مستحب حاول ان تعمله , رسالة عملية هذه هي الجنة, التزام وفقه, التفقه في الدين, "وبصره عيوبها "هنا الشاهد , منحه البصيرة ليكتشف عيوب الدنيا , فمن يكتشف عيوب الدنيا هذا الإنسان ممن اراد الله به خيرا , البصيرة, بعيوب هذه الدنيا لكي لا تأخذك لذاتها ونزواتها إلى ما لانهاية والى ما يوقعك في الحرام, " ومن اوتيهن "أي  الله اذا أعطاه الثلاثة :

     

    1- الزهد في الدنيا

    2-الفقه في الدين

    3-البصيرة بعيوب الدنيا

    فقد أوتي خير الدنيا والآخرة

    ما تريد أكثر من ذلك احصل عليهن وخير الدنيا والآخرة تحصل عليه.

    في رواية أخرى في الصلوات المندوبة المستحبة في يوم الجمعة قبل الزوال هذا الدعاء عن الامام الصادق (ع) لاحظ ماذا يطلب الإنسان في يوم العيد ويوم الجمعة يوم العيد والعطاء " يا من هداني اليه "( الهداية من الله ) ان تتوجه بقلبك نحو الله , نعمة عظيمة احبتي اليوم انتم جالسين في مجلس الحسين ( سلام الله عليه ) في مجلس يذكر فيه الله , في مجلس يشجع فيه على طاعة الله , وفي هذه اللحظة هناك إنسان وشاب في مكان اخر حيث معصية الله , الهداية توفيق وتسديد من الله , " ودلني حقيقة الوجود عليه "( عندما قلبك يطمأن , وينشد إلى الله سبحانه وتعالى , هذا ايضا تسديد وعطاء الهي " وساقني من الحيرة إلى معرفته " ( الهي وفقني لكي اراك وارى عظمتك وارى كبرياءك واتعلق بك وانشد اليك , وأتمسك بك , يصبح عندي حالة العرفان والوضوح , حالة البصيرة, وبهذا تتعزز العبودية الخالصة لله سبحانه وتعالى , "وبصرني رشدي برأفته " ( الحمد لله الذي يبصرني وأعطاني البصيرة لأعرف صلاحي واين مصلحتي , برأفته وبلطفه, التسديد الإلهي هو الذي يمنح الانسان البصيرة في تشخيص صلاحه, "صلي على محمد وال محمد واقبلني عبدا " كم عظيم ان يكون الانسان عبدا لله سبحانه وتعالى , يحسن العبودية لله , أمام الناس ان تكون حرا , وبين يدي الله ان تكون عبدا , هذه هي العظمة ان تكون عبدا يحسن العبودية لله سبحانه وتعالى , " ولا تذرني فردا "( لا تتركني وحدي يا الله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ابدا, اذا تركتني أضل وانحرف, الهي أريدك إلى جانبي وأريدك معي , وأريدك هاديا لي " انت أحب إلي مولاي " أحب شيء إلى الإنسان يجب ان يكون الله سبحانه وتعالى , اذا كان عندنا شيء احب إلى انفسنا من الله يجب ان نشكك بأنفسنا, يجب ان نراجع أنفسنا ونعيد تقييماتنا ونصحح مواقفنا حتى يكون الله سبحانه وتعالى هو الاحب إلى نفوسنا وقلوبنا, وهكذا كان الحسين ( عليه السلام ) كان الله ماثلا أمامه هو احب شيء عنده وأصحاب الحسين واهل بيت الحسين , هذا التعلق والانشداد والارتباط الذي كان لأهل البيت وللحسين (ع) بالله سبحانه وتعالى , هو الذي خلدهم , ماهو  التفسير الطبيعي والمنطقي لشهيد, لقتيل قتل قبل 1200 سنة واليوم يؤبن بهذا الحجم, مئات الملايين من الناس يبكون الحسين ويندبون الحسين , ويقيمون المجالس للحسين , ويحيون شعائر الحسين و هذا ليس له تفسير مادي, تفسيره هذه العواطف والمشاعر والمحبة للحسين (ع) تفسيرها علاقة الحسين  بالله سبحانه وتعالى وتجسيد الحسين للمشروع الرسالي والإلهي فكان الحسين مفردة أساسية في هذا المشروع وفي هذا التصميم الرسالي .

    نسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا على نهج سيد الشهداء وان يوفقنا لنكون حسينيين حقا , قلبا وقالبا, منطقا وفكرا وسلوكا, واداءا , نندب الحسين ونبكي على الحسين وننتهج نهج الحسين (ع)

    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة