• السيد عمار الحكيم : التمسك بمشروع الأمام الحسين متصاعد سنة بعد أخرى والعراق محطة الإصلاح وانطلاقته

    2014/ 12 /12 

    السيد عمار الحكيم : التمسك بمشروع الأمام الحسين متصاعد سنة بعد أخرى والعراق محطة الإصلاح وانطلاقته


    بسم الله الرحمن الرحيم
     

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام والسلام على سيدنا ونبينا سيد الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد ، وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين.

     السلام عليك يا ابا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك ، عليك منا جميعا سلام الله ابدا مابقينا وبقي الليل والنهار ، ولاجعله الله اخر العهد منا لزيارتكم ، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) .

    السلام عليكم ايها المؤمنون الحسينيون ورحمة الله وبركاته، في عام جديد يطل علينا اربعينية الامام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) ونجتنمع من جديد في فناء الحسين وفي رحاب الحسين وتحت قبة الحسين (ع) هنيئا لكم يا زوار ابي عبد الله هنيئا لكم ايها الحسينيون حضوركم هنيئا لكم تشرفكم بزيارة سيد الشهداء ، لعلنا نفتقد اليوم اناس كانوا معنا في السنة الماضية ولكنهم غادروا الى ربهم ولانعرف ما اذا كنا من زوار ابي عبد الله في السنة القادمة او نكون قد انتقلنا ايضا الى الدار الاخرة نسال الله ان يطيل في اعماركم ولكن هذه حال الدنيا علينا ان نتزود ونستغل الفرص مادام فينا نبض ويعيش منا في هذه الدنيا .

     ماهو ملفت هذه الجذوة والحماس وهذا الاندفاع الذي نجده تجاه سيد الشهداء ، الانسان يفقد ابا ويفقد اخا ويفقد عزيزا ويبكي عليه يوم ويوم وثلاث واسبوع واسبوعان وثم ينتهي ويبدا يتكيف مع واقع الحياة ، الا قضية الحسين يشعر الانسان باللوعة والالم كلما استذكر من جديد ماجرى على سيد الشهداء من مصائب ومحن والام ، كلما نسمع مصيبة سيد الشهداء يتجدد المصاب عندنا وكان الحسين استشهد في هذا العام ، وهذا وعد وعده رسول الله (ص) حين قال "ان لقتل الحسين في قلوب المؤمنين حرارة لن تبرد ابدا " و لن للتابيد لايقول لاتبرد يقول لن تبرد ابدا ، هذه الحرارة والتفاعل والمشاعر مع الحسين ومصيبة الحسين والام الحسين ومحنة الحسين واهل بيته واصحابه لن تبرد ابدا، تتجدد والسر في ذلك ان قضية الحسين ليست قضية شخصية ، الحسين ليس شخصا قتل في عاشوراء ، ومن استهدف الحسين لم يستهدفه لشخصه، لو كانت القضية شخصية كان يمكن ان يتنازل يزيد لكن معاوية و ماعرضه على الحسين ان  تخل عن مشروعك واقبل بالواقع الموجود وتماشى مع الظالم ونعطي لك دار كبيرا وتدرس وتعيش حياتك وانت عالم كبير من علماء المسلمين يقول ليس لدينا مشكلة مع الحسين الشخص ، مشكلتنا مع الحسين المنهج ، مع الحسين المشروع ، مادمت حامل راية الدفاع عن الحق بوجه الظالم وبوجه الباطل هذه مشكلته مع يزيد ، تخل عن مشروعك سنحترمك ونقدرك ونعطيك كل ماتريد ، المشكلة مشكلة المشروع ، والمشروع لاينتهي باستشهاد الحسين (ع) " فكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء " مشروع الحسين مشروع الحق بوجه الباطل ، مشروع العدل بوجه الظلم والظالمين، مشروع الاصلاح بوجه الفساد والمفسدين، هذا مشروع الحسين ومادمنا في هذه الدنيا فهناك حق وباطل وهناك ظالم وهناك مظلوم وهناك قضايا عادلة وهناك قضايا باطلة ، البعض منا ، كلنا يرفع يده ويقول ياحسين ياليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما، هل يجب ان تكون في عاشوراء سنة 61 للهجرة لتكون مع الحسين ، انت ممكن ان تكون مع الحسين في كل يوم وفي كل مكان وزمان ، مادمت مع مشروع الحسين ، مادمت مع الحق ، مادمت مع المظلوم ومادمت مع المشروع ومادمت مع القضية العادلة انت مع الحسين ، وفي اللحظة التي تنفصل فيها عن المشروع تكون في الخندق الاخر وفي الجانب الاخر من المعركة، كم منا يدعي انه حسيني ولكن في واقعه هو يزيدي المنهج، يسير بمنهج يزيد وليس منهج الحسين ، ان نكون حسينيين هذا لايتم بالادعاء وبالشعار وبلبس السواد، اذا اردت ان تكون حسينيا عليك ان تتمسك بمشروع الحسين ، عليك ان تلتزم بنهج الحسين ، حتى تكون حسيني وكم منا يكون حسيني وكم منا يلتزم ويتمسك بنهج الحسين يجب ان يجيب كل شخص عن هذا السؤال بنفسه ، ولكن مادمتم تحت قبة الحسين اطلبوا من الحسين ان نكون حسينيين ، قف وقل اللهم بوجاهة ابي عبد الله، بمنزلة الحسين عندك ان تجعلني من الحسينيين ، ان تجعلني من السائرين على نهج الحسين ، اطلب ذلك من الله سبحانه وتعالى ، اطلب ذلك من سيد الشهداء ، وحاشى للحسين ( عليه السلام) ان لايتماشى مع هذا الطلب وحاشا لله سبحانه وتعالى ان لايستجيب لك هذا الدعاء ، نطلب ونعمل ونتوسل الى الله ونسعى ان نطبق فياتي المدد الالهي لنكون حسينيين مابقينا وماعشنا وماكان فينا نفس ان نكون على نهج الحسين ، نريد ان ننصر لابا عبد الله الحسين ، هذا اليوم امامنا عدو يسير بنهج يزيد حتى في تفاصيل عدوانه و ماذا فعل يزيد ؟ قطع الرؤوس ، الارهاب الداعشي يقطع الرؤوس ، يعطش الناس والاطفال والكبار ، ؟ الارهاب الداعشي يعطش الناس ، ويقطع الماء عن الناس ، يزيد يسبي النساء والاطفال ؟ الارهاب الداعشي يسبي الاطفال ايضا، يزيد استهدف الحسين لمشروعه مشروع الاصلاح والرسالة، الارهاب الداعشي يستهدفنا لاننا نسير في هذا المشروع، لايقول انه يستهدف ابناء الموصل لانهم شبك او تركمان  ، كلا، يقول لانهم روافض لانهم شيعة، لانهم على نهج علي والحسين نستهدفهم بابادة جماعية، ماذا ستكون النتائج ؟ العزة والكرامة والرفعة والسمو لمن يسير على نهج الحسين ، والذل والهوان والخذلان لمن يسير على نهج يزيد، في يوم عاشوراء دقوا الطبول وفرحوا وهلهلوا وتوقعوا ان الحسين واهل بيته واصحابه قتلوا جميعا ونساؤه سبيت وانتهت القصة وحسمت المعركة لصالح يزيد هكذا تصوروا، وسرعان ماتغيرت الصورة وسرعان ماتبدد الانتصار الموهوم وسرعان ماتبين ان هذا القتيل المجزر الملقى على رمضاء كربلاء هو المنتصر في هذه المعركة وانقلب السحر على الساحر ،" ولايحيق المكر السي الا باهله "هكذا يقول القرأن ما ان خطبت الحوراء زينب وما ان خطب الامام زين العابدين ( سلام الله عليه) في مجلس عبيد الله ابن زياد في الكوفة ويزيد ابن معاوية في الشام حتى انكشفت الحقائق وتبينت واصبح يزيد يسعى ان يطمطم ويخفي تلك الجريمة، واعاد اهل البيت من سبايا ، اعادهم معززين مكرمين الى ديارهم الى المدينة وفي طريق العودة وصلوا الى كربلاء في مثل هذه الايام في يوم الاربعين وصلوا الى كربلاء الحسين ، لاحظوا اقل من اربعين يوم قلبت الموازين بفترة قصيرة جدا ، اليوم من يخبرني اين دفن يزيد والشمر بن ذي الجوشن وحرملة اين دفنوا؟  كل اولئك الجناة والمجرمين اين قبورهم ، من يفتخر بهم ، من يدعي الانتماء اليهم، من يلتزم نهجهم، ليس الا الدواعش ، اصدروا بيان في محرم الحرام قالوا "يزيد قائدنا والحسين عدونا " قالها داعش ببيان رسمي ليس من قال ذلك الا داعش ولايوجد احد في هذه الدنيا يقول الحسين عدونا الا داعش ولايوجد احد يقول يزيد قائدنا الا داعش ، لااحد يفتخر بهم ولايعتز بهم احد ولااحد ينتمي لهم ، ذهبوا الى مزابل التاريخ، اصبحوا ملعنة للتاريخ، والناس ترفع ايديها على مر العصور والدهور ويقولون اللهم العن يزيد ومعاوية ، اللهم الشمر بن ذي الجوشن، يلعنوهم ، ولكن اين الحسين ؟ اين مقامه، اين مكانته، اين زواره، اين محبيه ، عام بعد عام وسنة بعد اخرى ، من سنة 61 للهجرة والى اليوم بشكل متواصل في كل سنة زوار الحسين اكثر من السنة التي قبلها ومحبي الحسين في كل سنة اكثر من التي قبلها، المهتمين بشان الحسين في كل سنة اكثر من سابقتها، الاهتمام يزداد والحب ينمو والولاء يتسع والانتماء يتعمق ويتجذر، السنة اكثر من العام والعام اكثر من اول العام واقولها لكم والسنة القادمة اكثر من العام الحالي ، ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني ان مشروع الحق مشروع صاعد، ويجب ان يكون مشروع الحق مشروع صاعد لاننا نحضر ونهيء ونمهد لظهور سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) والعراق الذي كان محطة لهذا الصراع التاريخي بين الحق والباطل، في عهد امير المؤمنين وحينما اصبح خليفة نقل الخلافة من المدينة الى العراق والامام الحسن المجتبى في العراق والامام الحسين قام بثورته التاريخية والمفصلية ، قام بها في العراق وستكون تتويج هذه العملية وحسم الصراع لصالح الحق في العراق ايضا لان الروايات تشير ان صاحب العصر والزمان( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) يظهر في الكعبة الشريفة في بيت الله الحرام ، ويرفع شعار "يالثارات الحسين " ويتجه نحو كربلاء الحسين وينطلق في مشروعه الكبير في مسجد الكوفة ، ومعسكر الامام في مسجد الكوفة ومن هنا الانطلاقة الكبرى في عملية الاصلاح، فكيف يمكن ان يكون العراق انطلاقة الاصلاح العالمي ولايكون محطة حقيقية ترفع فيها راية الولاء لعلي وال علي ، كل ماحصل ويحصل انما هو تمهيد وتحضير وتهيئة وهذا الجيش المليوني السائر على الاقدام يتحدى ويتصدى ويعبر عن الثبات ويعبر عن الاستقرار وعن الارادة الجادة في المضي في مشروع ونهج الحسين وهذا الجيش الحسيني هو جيش صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .

    اخبار ذات صلة