• نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية الرابعة

    2015/ 06 /22 

    نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية الرابعة


    بسم الله الرحمن الرحيم
     

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا سيد  الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين.

    السادة الافاضل، الاخوة الاكارم، الاخوات الفاضلات ،تقبل الله اعمالكم في هذا الشهر الفضيل ونسال الله سبحانه وتعالى ان ينزل رحمته علينا وعلى شعبنا وامتنا وعلى المسلمين والانسانية جمعاء في رحاب ضيافة الله سبحانه وتعالى .

        كان حديثنا في الليالي الماضية " في موجبات الظلم " اي الامور التي تدفع الانسان للوقوع في الظلم والتجاوز على الاخرين ، وذكرنا ان الشيطان ووساوس الشيطان مرض القلب ، وقسوة القلب ، رفيق السوء ، وصولا الى الترف ، هذه كلها عوامل تسبب وقوع الانسان في الظلم ، واستشهدنا بالايات القرانية الكريمة في هذا الشان ، فيما يخص الترف قلنا ان الله سبحانه وتعالى بلطفه وبفضله وبتقديره لمصالح عباده احيانا يحجز عنهم الوفرة المالية والامكانات لان حالة الترف توقع الانسان في الكثير من المطبات ، وما اكثر الناس الذين اذا ماتوفرت لهم الامكانات والثروات والاموال يبتعدون عن الله سبحانه وتعالى ، ولكن هذا التقدير الالهي حرصا على العباد يجب ان لايمنعنا من ان نعمل جاهدين لطلب الرزق فان كان من مصلحة ان نحصل على الرزق الله سبحانه وتعالى يجعل هذا الجهد مثمرا ويحقق لنا النتائج وان لم يكن كذلك فلا يحصل الرزق لكن لايمكن رفع اليد عن طلب الرزق وعدم الاهتمام بهذا الموضوع بل لابد للانسان ان يعمل جاهدا للتكسب ولطلب الرزق ولتوفير ماتحتاج اليه عائلته وذووه ومن هو مسؤول عنهم .

    التكسب باليد من العمل الصالح من اخلاق الانبياء واهل البيت( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين )  والصالحين

        كنا نستعرض بعض الروايات الشريفة في هذا الشان استعرضنا رواية عن الامام الباقر(  صلوات الله وسلامه عليه ) وكيف ان الامام الباقر بالرغم من بدانته النسبية كان سمينا الامام وبدينا ولكنه كان يخرج في ذلك الحر اللاهب وفي وقت الظهيرة ليمارس مهنة الزراعة ويتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالكد له ولعالته وكان يعتبر ذلك طاعة ويتمنى لو ان الله سبحانه وتعالى يقدر له نهاية حياته وهو اثناء طلب الرزق والعمل للكد على العيال .

    لدينا رواية اخرى في هذا الشان عن الفضل بن ابي قرة عن ابي عبد الله الصادق (صلوات الله وسلامه عليه )  ان امير المؤمنين ( عليه السلام ) قال "اوحى الله عزوجل الى داود ( عليه وعلى على نبينا واله السلام ) اوحى الله عزوجل " انك نعم العبد " انت نبي من انبيائنا وعبد صالح " لولا انك تاكل من بيت المال ولاتعمل بيدك شيئا "لكن انت تتقوت وتعيش من الاموال العامة ومن بيت المال ولاتعمل ولاتتكسب وتحصل على رزقك من خلال العمل المباشر فبكى داود (عليه السلام ) اربعين صباحا انه لماذا الله سبحانه وتعالى مامكنه في ان يقوم بعمل بنفسه حتى لايمد يده الى المال العام وانما يكد بيده وبجهده الخاص ويحصل على الفرص ، اربعين صباحا فاوحى الله عزوجل الى الحديد استجاب له دعائه في ان يفتح له نافذه لطلب الرزق ، ماذا اوحى الى الحديد "ان لن لعبدي داود " طلب من الحديد ان يلين لداود "فالان الله عزوجل له الحديد فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بالف درهم فعمل ثلاثمئة وستين درعا فباعها بثلاثمئة وستين الفا واستغنى عن بيت المال ، الله سبحانه وتعالى الان له الحديد ، الان الحديد باسباب طبيعية كيف يلين هذا الحديد او كانت نمكرمة الهية خاصة ولطف من الله في ان داود من ان يستطيع ان يلين الحديد ويصنع الدروع بيده فترون نبي عظيم من انبياء الله يقول له انت صالح لكن عليك ان تطلب الرزق بيديك ولاتكتفي بان تاخذ من المال العام .

    الاسلام ليس فيه رهبانية وليس من الصحيح ترك العمل والتفرغ التام للعبادة والانغلاق على النفس

        في رواية اخرى عن اسباط بن سالم قال دخلت على ابي عبد الله ( عليه السلام) الامام الصادق ( صلوات الله وسلامه عليه ) فسالنا عن عمر ابن مسلم "مافعل" ( احد المسلمين ) فقلت" صالح" : لازال على الصلاح سيدي يا ابا عبد الله ولكنه قد ترك التجارة "كان تاجرا وتركها وتفرغ للعبادة " فقال ابو عبد الله ( عليه السلام ) "عمل الشيطان عمل الشيطان عمل الشيطان "ترك العمل فعل الشيطان "ان يترك التكسب والتجارة هذا من فعل الشيطان ووساوسه لم يرتض الامام الصادق "اما علم ان رسول الله (ص) اشترى عيرا اتت من الشام فاستفضل فيها ماقضى دينه وقسم في قرابته "الان عمر ابن مسلم هل هو افضل من رسول الله ، ورسول الله مارس التجارة واشترى قافلة وافدة من الشام وباعها ومن ارباحها سدد ديونه ووزع الباقي على اقاربه على المحتاجين فاذا كان رسول الله يتاجر ويتكسب لماذا عمر ابن مسلم يستكثر على نفسه ذلك ، قال يقول الله عزوجل "رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار " هذه الاية الشريفة من سورة النور " لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله " يقول القصاص الذي يقص الكذب ، الراوي الكاذب الذي يقرا قراءه معوجة في تفسير هذه الاية "ان القوم لم يكونوا يتجرون " يعني لايتاجرون وجالسين يتعبدون فقط ، الامام الصادق يقول هذا تفسير كاذب واعوج "كذبوا ولكنهم لم يكونا يدعون الصلاة في ميقاتها " هناك فرق بين ان يتاجر ولايشتغل ولايعمل وبين شخص يتاجر ولكن ياتي وقت الصلاة ويقطع تجارته ويصلي الاية تقول "رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله " يعني هم يتاجرون ويبيعون ويتكسبون ويعملون لكن هذا العمل لايلهيهم عن ذكر الله وياتي وقت الصلاة ويقطع العمل ويصلي ثم يعود ويكمل " وهو افضل ممن حضر الصلاة ولم يتاجر " عاطل وياتي يصلي وهناك من يعمل ويتكسب ويتاجر ويقطع تجارته وياتي ويصلي هذا الثاني افضل من الاول ، لذلك علينا ان لانقصر في طلب الرزق وفي التكسب بالاعمال والمهنى الشريفة المتوفرة والمتاحى اي عمل من الاعمال الممكنة المباحة "اذن ترك التكسب من عمل الشيطان كما يقول الامام الصادق ( صلوات الله وسلامه عليه ) .

    الامل بالنجاح والتوفيق والاتكال على الله وسؤاله البركة شرط اساسي لنجاح الاعمال

        لاحظوا هذه الرواية الشريفة عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله الامام الصادق ، قال "ان امير المؤمنين( صلوات الله وسلامه عليه ) كان يخرج ومعه احمال النوى" : نوى التمر يجمعها ويضعها في كيس والدواب وياخذها فيقال له "يابا الحسن ماهذا معك فيقول "نخل ان شاء الله " النوى اذا زرعت ورعت تخرج نخلا كل نواة يمكن ان تكن نخلة فعندما يحمل حمل من النواة معناه الاف من النخيل وهذا درس اخر ليس فقط طلب الرزق بل الامل للنجاح والتوفيق والربح في طلب الرزق امير المؤمنين يخرج ويسال الله سبحانه وتعالى ان تكون كل نواة نخل وعندما يسال عنها لايقول نواة بل نخلة ان شاء الله بمباركة الله سبحانه وتعالى كل نواة ستكون نخلة اذا ما تمت رعايتها وتوفير الماء لها .

    لاتستطيع الحكومات توفير اوظائف لكل المواطنين وليس عيبا العمل بالاعمال الحرة

        فقال له وهل هو افضل ومن ابي " مستكثر ان اعمل بيدي الذي افضل مني ومن ابي يعني الامام الصادق كان يعمل بيده فقلت له" ومن هو": افضل منك وابوك : من الاحسن من الامام الكاظم والصادق فقال " رسول الله ( صلى الله وعليه واله ) وامير المؤمنين وابائي كلهم كانوا قد عملوا بايديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصياء والصالحين " فاذن ليس عيبا ان يعمل الانسان وليس عيبا ان يتكسب وليس عيبا ان يذهب الى المهن الشريفة الموجودة في المجتمع ويستغني عن الحاجة الناس بالعمل اليوم احيانا يرى شباب شهادته بجيبه بكالوريوس وماجستير وشهادات عليا وبلا عمل اما تعيين بالحكومة او ببيته يجلس وهذه ثقافة خاطئة والحكومة لاتستطيع ان توظف كل الشعب ولو استطاعت يجب ان نقول هذه نظرية شيوعية الشعب كله موظفين بالدولة ومتى يستقل الناس ويعملوا ويستفيدوا الراتب عندما يكون من الحكومة هي فيها سياسات واجنده وتقول له انت موظف بالدولة وتسير ورائي وافعل كل مااقول اين الديمقراطية والحرية وحرية التعبير عن الراي لذلك ترون ثقافة اهل البيت هي ثقافة العمل الحر كما نعبر عنه اليوم والزراعة وتربية الاغنام وماشابه التجارة والصناعة "صناعة الدروع عليه وعلى نبينا واله السلام ) زراعة وصناعة وتجارة وهذه مهن الانبياء علينا ان نعمل بها ونسير بهذا النهج .

    حينما يعمل الانسان ويكد لقوته يستنزل الرحمة الالهية

        ايضا عن ابي عمر الشيباني قال " رايت ابا عبد الله عليه السلام الصادق وبيده مسحاة وعليه ازار غليظ يعمل في حائط له :( مزرعة ) والعرق يتصاب على ظهره فقلت جعلت فداك اعطني اكفك "تفضل استريح وانا اخدمك سيدي وانا احرث الارض ، فقال لي " انا احب ان يتاذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة " اذا انت تاخذ وتحرث الارض انا افقد هذه الفرصة ان يقف الانسان تحت حرارة الشمس ويتصبب عرقا في طلب الرزق هذا شيء الله سبحانه وتعالى يحبه ويستنزل رحمته عليه ، لماذا تريد ان تفقدني هذه الخصوصية انا اريد بيدي ان اعمل ، لاحظوا المنهج الاسلامي الاصيل ، "تحمل المشقة في طلب الرزق "ياعمال الافران ياسواق التاكسي والكيا ياعمال البناء يامن يعمل في الاماكن الحارة يامن يبذل الجهد الكبير ويتصبب عرقا في طلب الرزق ايها المجاهدون في سبيل الله في ساحات الجهاد هنيئا لكم جميعا هذا هو منهج الاسلام هذا هو مايستنزل الرحمة الالهية حينما يعمل الانسان ويكد من اجل عياله وقوته .

     عن عمر بن يزيد قال قلت لابي عبد الله الصادق ( سلام الله عليه ) رجل قال " لاقعدن في بيتي ولاصلين ولاصومن ولاعبدن ربي فاما رزقي فسياتيني "ينقل للامام الصادق راى عابد من العباد ترك العمل وطلق الدنيا وقال اجلس في بيتي وكل السنة اصوم واقضي حياتي بالصلاة والعبادة والتهجد الى الله اذا كلها تصوم وتصلي من اين تعيش قال طلبت منه الرزق والله ياتيني به والرزق يات ماهو رد فعل الامام هل بارك له العمل كلا فقال ابا عبد الله هذا احد الثلاث الذين لايستجاب لهم " جالس في بيته ويركع صلوات ويصوم ويريد من الله ان ياتيه بالسلة وياتي بها اليه هذا لايكون دعاء لايستجاب من قال لك لارهبانية في الاسلام من قال لك اجلس في البيت وانعزل عن الامة وتصلي وتصوم فقط هذا لايصح انزل الى الساحة والميدان واحتك بالناس وتحمل المسؤولية وتكسب واكسب الرزق وعش عزيزا.
     

    قال رسول الله (ص) "العبادة سبعون جزءا افضلها طلب الحلال"

        عن ابي حمزة عن ابي جعفر الامام الباقر ( صلوات الله ) قال" من طلب الرزق في الدنيا استعفافا عن الناس "لايمد يده للناس لايريق ماء وجهه امام الناس ويطلب من هذا وذاك يعمل حتى يستغني ويستعف" وتوسيعا على اهله "الهي ارزقني حتى اوسع على اهلي هناك من يرزقه الله وتاتيه ارباح ويدخرها ويجمعها وليس لديه ثقة بالله ويكدسها كالطرشي ، اطفاله جياع بيته بائس وملابسهم رثة والملايين مدخرة لماذا تدخرها يااخي وسع على عائلتك ، الله سبحانه وتعالى يجحب ان يجد الخير على عباده حينما يرزقهم واصرف بلا اسراف وبلا تبذير وبلا ترف لكن الله اعطاك والبس ملابس جيدة واطعم اهلك طعام جيد واسكنهم في دار جيدة والفائض من هذه الاموال تصدق بها على الفقراء من جيرانك واصدقائك وعش الخير واعطي الخير للاخرين والناس عندما يروك من اهل الخير حتى من لايملك يقول الله يبارك به هذا ياكل ويعطي والله يوسع لي ويزيد من رزقه ، في هذه الرواية يقول من طلب الرزق استعفافا عن الناس " يذهب للعمل وهذا صنف وهناك صنف اخر عنده يعمل ليوسع على العيال او "توسيعا على اهله " لديه ويستطيع ان يصرف طعاما وملبسا " وتعطفا على جاره " انظروا الاولويات ، بعدما اهتميت ورعيت عائلتك الاقربون اولى بالمعروف وبعد ذلك جارك لانه عينه عليك تدخل وكيس الفواكه بيدك قد لايحصل عليه لانه عينه على اللحم ويشتم وتطبخ الطعام في بيتك ويشستم ويشتهي وليس لديه اذكره اذا الله موسع عليك وهناك زيادة وفائض اعطي للاخرين دع الاخرين يرون النعمة التي انعمها الله عليك ودع الاخر يبقى يدعيك بالرزق وسعة الرزق لانه انت صاحب خير مادام عندك خير تذكره من يكون بهذا الشكل : " لقى الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر " ليلة الاربع شعر القمر متكامل وهذا يظهر يوم القيامة ووجهه كشقة قمر هنيئا له ".

    الطمع والجشع من الامور التي توقع الانسان في الظلم

        قال رسول الله (ص) "العبادة سبعون جزءا افضلها طلب الحلال "افضل العبادات ان تطلب الحلال والرزق الحلال الطيب والرواية الاخيرة في هذا الباب عن ابي عبد الله عليه السلام ) قوله ايعجز احدكم ان يكون مثل النملة " تشبيه لطيف للامام الصادق يقول لنكون مثل النملة ماهو حالها : "فان النملة تجر الى جحرها "لاترى نملة واقفة دوما تتحرك وترفع شيئا بسيطا وتجرها احيانا ترون ذرة من القمح ونملة واحدة او اثنين وثلاثة ويتناطحون ويبذلون جهد لجر هذه ويوصلوها الى بيتهم الى ثقبهم وجحرها النملة تكافح وتعمل وتركض عندما نراها نقول ماهذه القشة التي ترفعها وهذه تبذل جهد لتوصلها وعندما تسقط تعود اليها وهكذا هل نستطيع ان نكون كالنملة ونبذل الجهود في طلب الرزق لنوصل الرزق لبيوتنا وبيوت المحيطين بنا نسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لنكون كذلك.

    اذن الترف عنصر اخر من العناصر والموجبات التي تدفع الى الظلم
        الطمع والجشع من الامور التي توقع الانسان في الظلم ، طماع عينه على الذي بيد الناس ويريد المزيد ولايشبع ويستكثر على الاخرين وهذه حالة سلبية عينه على مافي ايدي الناس يحسد بيت وسيارة وملابس هذا وهكذا وكل شيء والقلم والسبحة والمحبس كل شيء بايدي الناس عينه عليه ، طمع وجشع ، توقع الانسان في الظلم ويريد المزيد ويريد كل شيء له ولايريد لاحد شيء وهو الطمع لاحظوا هذا الايات الشريفة من سورة (ص) "ان هذا اخي "قصة تكلمنا عنها شخصان ترافعا عند داود ( عليه السلام ) " ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب " عنده تسعة وتسعون نعجة وانا اخوه من امه وابيه عندي نعجة وعينه على الواحدة الله اكبر وتسعة وتسعين عندك يريد ان تصبح مئة واعزني في الخطاب وياتي الي وهو اخي وماذا تفعل بالواحدة ومحضر اموري لها عينك عينك يريد ان ياخذ الواحدة وهي حالة الطمع والجشع ، قال داود " لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه "الطمع ظلم ظلمك هذا ظلم "وانك كثير من الخلطاء :من الشركاء " ليبغي بعضهم على بعض " شريك يظلم شريكه ويعتدي عليه " الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم "قليلون المؤمنين الصادقين الذين تستطيع ان تضع يدك بيده وتغمض عينك ولايطعنك ولايسيء اليك ولايغدر بك ولايتجاوز على اموالك ولايتطاول على حقوقك ولايطمع بك " وقليل ماهم " قليلون اولئك اذا حصلتهم تمسك بهم ولايفلت منك اذا حصلت من هذا النوع والصنف من البشر.

    مسالة الطمع داء اخلاقي عظيم يقع فيه الانسان نتبرك ببعض الروايات الواردة في هذا الشان لاحظوا يريوها الكافي الكليم الشريف في كتابه الشاكافي عن ابي عبد الله عليه السلام قال قلت ما الذي يثبت الايمان في العبد " ماذا نفعل ليثبت الايمان في قلوبنا ، نصير مؤمنين حقا ماذا نعمل .؟ قال "الورع " : عن محارم الله هذا حرام اتركه وهذا مشكوك به احتمال حرام اتركه ايضا وهذا واجب اعمله وهذا شاك واجب اعمله ايضا اجتناب الشبهات اسمه ورع ان يكون الانسان ورعا يتجنب الشبهات هذا هو الذي يثبت الايمان "والذي يخرجه منه " : الذي يخرج الايمان من الانسان ويفقد الانسان ايمانه بالله سبحانه وتعالى قال " الطمع " اذن الطمع يذهب الايمان من قلب الانسان ، نستجير بالله من ذلك .

    الطماع والحريص نفسه تقوده ولايقودها

        لاحظوا عن ابي جعفر ( الباقر )( سلام الله عليه )  قال"  بئس العبد عبد له طمع يقوده "هذا الطماع ليس امره بيده وبيد حالة الحرص والجشع الذي لديه ونفسه تقوده وليس هو يقودها ولايشبع مايحصل عليه يريد اكثر ، يا اخي انت بالامس القريب لم تكن تملك شيئا  قوت يومك والان ماشاء الله بيت كبير 3 طوابق وسيارة اخر موديل والملايين تلعب بجيبك اكتفي ولايريد ان يكتفي وعينه على ذاك هذا ويرتكب اي معصية ليحصل على المزيد وهذه مشكلة.

     لاحظوا هذه الرواية الشريفة عن امير المؤمنين في نهج البلاغة يقول علي (ع) "ازرى بنفسه "يعني احتقر نفسه ، من ؟ من استشعر الطمع " التكريم والتعزيز وذال نفسك وعينك على من يسوى ولايساوي شيئا لماذا ؟ " ازرى بنفسه  من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف ضره "هذات الذي مشاكله وقضاياه الخاصة ومعاناته بافواه الناس ويجلس هكذا حصلت معي مشكلة ولت املك والحقوا لي واعملوا لي هذا يصبح ذليل ومشاكله وقاضاياه بافواه الناس لنكن اعزاء مهما كان عندنا مشاكل لكن نكبر على مشاكلنا ونعض على الجراح ونكون بقدر المسؤولية .

    العقول تصرع والعقل يذهب والفكر يزول في بريق الطمع

        عن علي (ع) "الطمع رق مؤبد " الناس تريد تخرج من العبودية وتصبح احرار والطماع يدخل نفسه في العبودية ويكون عبودية ومؤبدة لاخروج منها لانه يبقى مريض ذليل دوما يشعر بالنقص حتى لو كان لديه المليارات وعينه على من يساوي او لايساوي شيئا .

    وقال ‘  ( عليه السلام ) اكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع " العقول تصرع والعقل يذهب والفكر يزول في بريق الطمع الذي ياخذ الانسان الى سلوكيات والى انفعالات والى ضعف امام الاخرين .

    عن الرضا (ع) عن ابائه قال جاء ابو ايوب الى رسول الله (ص) فقال يارسول الله اوصني واقلل لعلي ان احفظ " اعطني وصية لكن قصيرة لاني انسى اذا وصية طويلة لااستطيع فوصية قصير لاحفظها واستفد منها هكذا قال لرسول الله (ص) قال رسول الله" اوصيك بخمس " ( تعمل بها دنياك واخرتك مرتبه ).

    1-"باليأس عما في ايدي الناس فانه الغنى "( مادام عينك على ايدي الناس فانت تشعر بالفقر وتشعر بالدونية امام الاخر واستغني عما في ايدي الناس ولاتطلب اعمل وهكذا لااطلب من الناس وما ان تحصل عندك الاستغناء عما في ادي الناس لاتريق ماء وجهم للاخرين ولاتطلب من احد هذه هي اعلى مراتب الغنى وحتى لو لم تكن تكن وحتى لو لم تكن تملك كهذا.

    2- " واياك والطمع فانه الفقر الحاضر "الطماع يرى اي شيء بيدك لطيف وجيد ، فانه الفقر الحاضر " حت لو كنت تملك ملايين تعيش الفقر ويطلب من الاخر ويشسعر بالدونية تجاه الاخر وهو فقر حاضر .

    3 -" وصلي صلاة مودع "اذا واحد منا الان لاسمح الله يقول له الان نرفعك على حبل المشنقة وصل ركعتين وبعد ذلك او ارهابي يمسك واحد منا ليذبحه ويقول له اعطيك وقت لتصلي ركعتين وبعد ذلك اذبحك وانت ذاهب الى الله وهي ركعتين وانت مودع وذاهب مانوع  الخشوع ودمعة وتوجه لو كانت كل صلواتنا صلاة المودع بها اقبال على الله وبها توجه نحو الله سبحانه وتعالى هذا شيء مهم.

    4 - واياك ومايعتذر منه "لاتبرر دائما وهكذا قصدي وليس هكذا ، واتقدم لها اعذار وتبريرات لاتفعلها والباب الذي ياتيك منه ريح اغلقه واستريح ولاتقل كلمة تضطر للاعتذار منها لاتفعل فعلا تضطر ان تعتذر منه وهي قاعدة عامة وكل شيء لايفهم بشكل صحيح وتضطر للتبرير والاعتذار لاتفعله وتبقى عزيز .

    5 -  واحب لاخيك ماتحب لنفسك " ماتريد لنفسك وتشتهي من طعام وملبس وماكل ومسكن اشتهي لاخوانك وتمنى لاخوانك الخير الذي تتمناه لنفسك وهذا شيء مهم الانسان لايكون اناني واحتكاري ، فقط يرى شيء لطيف بوده ان يعطيها للاخرين وبضاعة رخيصة بمكان يحب ان يعرف الاخرين بالبضاعة والشيبء الجيد وبوده ان يستفيد اصدقائه من اي فرصة طيبة ويشتهي لهم مايشتهي لنفسه وهذا شيء مهم ،

    عن علي (ع) "ماهدم الدين مثل البدع ولاافسد الرجل مثل الطمع " الطمع يفسد الرجال نستجير بالله من ذلك ، عن هشام بن الحكم عن الامام الكاظم (صلوات الله وسلامه هذا رواية يرويها صاحب المستدرك " لاتطمع بشيء من خلق الله فان الطمع مفتاح للذل واختلاس العقل ( يذهب العقل ولاتستطيع ان تقدر المصلحة وتنساق وراء مشاعرك وعواطفك ورغبتك بالاستحواذ على كل شيء ) واختلاف المروات ( الانسان عندما يصغر نفسه ويطلب شيئا من الاخر هذا خلاف المروءة وتنكس راسك وتطلب شيئا ما ) وتدنيس العرض ( الله اكبر الطمع يدنس سمعتك والطماع كثير الطلب ولاتبقى له سمعة بالمجتمع ) والذهاب بالعلم ( يذهب العلم من الانسان ) وعليك بالاعتصام بربك والتوكل عليه " نسال الله ان يعييننا على ذلك .

    روايات عديدة ولكن نكتفي بهذا المقدار التي اشارت الى خطورة الطمع والجشع وكيف انه يتسبب بوقوع الانسان في الظلم .

    نسال الله ان يجيرنا من ذلك كله وللحديث صلة تاتي تباعا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخبار ذات صلة