• نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية الثامنة

    2015/ 06 /29 

    نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية الثامنة


    بسم الله الرحمن الرحيم
     

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا سيد  الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين ، السادة الافاضل، الاخوة الاكارم، الاخوات الفاضلات ،تقبل الله اعمالكم وصيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل ونسال الله تعالى ان يتقبل منكم صالح الاعمال .

        كان حديثنا في الليالي الماضية في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا زين العابدين الامام علي بن الحسين (ع) وكنا نتحدث في الحق السابع من هذه الحقوق الا وهو حق اليد وقلنا ان اليد تستخدم احيانا ويقصد منها  المعنى الحقيقي لها وهي العضو الذي نحرك فيها الاشياء وتارة يقصد منها المعنى المجازي أي الىثار المترتبة على اليد من فعل حسن او قبيح وتارة اخرى يقصد منها المعنى الكنائي بمعنى التورط في الشيء ان لفلان في هذه القضية يد أي متورط فيها وقد تحدثنا عن المعنى الحقيقي وكان حديثنا في المعنى المجازي لليد وقلنا ان الظلم من اهم الآثار المترتبة عن اليد .

    آثار الظلم في القرآن الكريم ..

    اولا / الاختلاف
     ثانيا / انكار القيامة 
    ثالثا  / الخوف
    رابعا / تكذيب آيات الله ( وقد تحدثنا في هذه الآثار الاربعة في الليالي السابقة )
    خامسا / التمرد على الله تعالى من آثار الظلم يصبح الانسان متمردا على الله عاصيا لأوامر الله تعالى

    لاحظوا الآية 161 وما بعدها  من سورة الاعراف " واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية ( ويراد بها بيت المقدس الله تعالى امر بني اسرائيل ان يسكنوا بيت المقدس " وكلوا منها حيث شئتم " هذا المكان الواسع المليء بالنخيل والفواكه المكان العظيم استفيدوا منه تزودوا منه كلوا واشربوا كما تشاءون وتريدون كل هذه النعم متوفرة لكم في خدمتكم " وقولوا حطة " ولكن المطلوب منكم شيء واحد ان تقولوا حطة اطلبوا من الله تعالى حطة ( حطة يعني حط الذنوب ) النزول من العالي الى الداني يعني اطلبوا المغفرة من الله تعالى اسكنوا بيت المقدس واستمتعوا بكل النعم الالهية ولكن قولوا حطة اطلبوا من الله غفران الذنوب " وادخلوا الباب سجدا " ادخلوا الحرم المقدس من بابه سميت باب حطة " وادخلوا الباب سجدا " خاشعين لله تعالى ادخلوا في حالة تعظيم لله تعالى " نغفر لكم خطيئاتكم " كل ذنوبكم ومعاصيكم وتجاوزكم على الله تعالى وكل اساءاتكم لنبي الله موسى كلها نغفرها ونفتح صفحة بيضاء لكم فقط ادخلوا المسجد وقولوا حطة نصفح عن كل شيء " سنزيد المحسنين" ليس فقط نغفر لكم خطيئاتكم ولكن نثيبكم ، ولكم ماذا كان موقفهم امام هذا العرض الالهي وهنا الشاهد " فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم " ليس فقط لم يقولولا حطة ولم يطيعوا امر الله سخروا واستهزءوا بامر الله وكانوا قد حوروا الكلمة حطة قالوا حبة ، سخرية استهزاءا يستهزئون بارادة الله لا يرضخون ولا يستفيدون من هذه العروض السخية لله تعالى ، اذا الظلم اثر يترتب عليه اثر مهم التمرد على الله " فأرسلنا عليهم رجزا من السماء " رجزا يعني عذابا ، في اللغة الرجز حالة الاضطراب والاختلال وتطلق على الابل ارجلها ترتجف في حالة المرض ليس عندها حركة منتظمة ، صغير الابل والعجل اول ما يقوم يكون في حالة اضطراب ، لكن الابل حينما تمرض تحصل عندها هذه الحالة فيقال رجز ، وتستخدم بمعنى العذاب ، بما كانوا يظلمون " انزلنا العذاب لانهم لم يستفيدوا من الفرص وانزل عليهم العذاب ويقال ان العذاب كان الطاعون وهو يسبب الاختلال في الحركة والكلام ، نفس الآية الشريفة وردت في سورة البقرة آية 58 وما بعدها  بنفس النص ولكن باختلاف في العبارة الاخيرة " فأرسلنا على الذين ظلموا " الطاعون لا يشمل الجميع بل شمل الذين استهزءوا الظالمين الذين لم يستجيبوا للعرض الالهي ولم يقولوا حطة ، في هذه الآية بما كانوا يظلمون وفي تلك الآية في سورة البقرة بما كانوا يفسقون ، المعصية فيها جنبتان جنبة ترتبط بالله تعالى ، والفسق هو حالة الخروج عن امر الله وطاعته ، " بما كانوا يفسقون " في اشارة الى انهم لم يراعوا امر الله ، اما الجنبة الثانية في الجنب هو الانسان حينما يذنب يسيء الى نفسه يظلم نفسه وفي هذه الآية " بما كانوا يظلمون " ، التمرد عن امر الله اثر آخر من آثار الظلم .

    سادسا /  الحسرة ، الظالم دائما يصاب بالحسرة كما تشير الى هذا الاثر العديد من الآيات القرآنية ، لاحظوا الى هذه الآية في سورة الانبياء آية 95 وما بعدها " وحرام على قرية اهلكنها انهم لا يرجعون "  هناك عذا ياتي الى الامم يهلكهم هذا حينما ياخذون كل فرصتهم ، الله يمهل ولا يهمل ، الله يحاول ينعش ذاكرتهم يبتليهم ببعض المطبات جوع خوف وباء زلازل مشاكل دنيوية معوقات ارهاب الله يبتلي عبادى حتى يصحيهم ويلتجئوا الى الله ولكن هناك من لا يرعوي بل انه يزداد تمردا على الله في تلك اللحظة ياتي العذاب الالهي " وحرام على قرية اهلكنها " في ذلك الوقت هناك من يندم ولكن بعد ان ينزل العذاب يطلب الرجوع حتى يصحح موقفه ولكن يعد زوال الفرصة لا يمكن الرجوع الى الوراء ، يطلبون الرجوع ولكن أنى لهم ذلك وهذا لا يكون ، تشير الى هذه الحقيقة آية 99 من سورة المؤمنون " حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون " بعد كل هذا العمر الطويل وآيات الله تتلى عليك تقرا القرآن وتستمع للنصائح والعظات ولكنك لا تسمع هذا الكلام وتريد ذلك في لحظة الموت " كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون " عد الى الله من البداية قبل لحظة الوفاة  حينما ينزل العذاب يفتح البعض عينه على مافاته ولكن هيهات من العودة " حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهي من كل حدب ينسلون " حتى تفتح هذه الثغرة ويدخل يأجوج ومأجوج ينتشرون في الارض ، ماذا يراد يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم ، هذه الحقيقة وردت في موضعين في هذا الموضع وفي سورة الكهف انهم اقوام متوحشون دمويون يقتلون يذبحون يدمرون يحرقون لا يبقون شيئا امامهم وحوش  ، الايات الشريفة والامارات التي وردت في القرآن الكريم عن يأجوج ومأجوج يبدو انهم المغول حيث لا منطق ولا حديث ولا شفقة ولا معايير ولا ضوابط يفتكون بكل شيء يحرقون الحرث والنسل وهناك دولة اليوم تسمى دولة المغول وهي بين روسيا والصين شمال شرق آسيا فكانوا يهاجمون الصين وينطلقون منها عبر مضيق دانيال سلسلة جبال وهناك فجوة بين هذه الجبال مضيق دانيال يعبرون عبر المضيق ويفتكون بالناس وهذا المضيق في منطقة القوقاز وعبر المضيق يعبرون الى العديد من الدول جاءوا في قرون متعددة وفي حملات متعددة واحرقوا وقتلوا الكثير ، خمسمئة سنة قبل الميلاد كانت لهم صولة كبيرة لهؤلاء المغول و كان ملك فارس والمدائن آنذاك بولش الكبير وحصلت معارك في وقتها ، ايضا في القرن الرابع الميلادي هجموا على ايطاليا الحضارة البيزنطية الرومانية وحرقوا ودمروا الكثير في القرن الثاني عشر هاجموا البلاد العربية والإسلامية ومنها العراق وإيران وقتلوا الكثير وكان يقودهم جنكيز خان المعركة الاخيرة ، كانوا لا احد يستطيع ان يقف بوجههم وأينما حلوا يبطشون ويفتكون في بغداد حينما دخلوها المغول اوجدوا حالة من الرعب والخوف ، يأجوج ومأجوج من وقف بوجههم انه ذي القرنين كما يعبر عنه القرآن الكريم استطاع ان يبسط حكمه على مساحة واسعة من الارض ، القرآن لم يذكر اسمه البعض من المفسرين يقول انه الاسكندر المقدوني هو ذي القرنين والبعض يقول كولش الكبير الملك الهاخامنشي هو والبعض يقول بعض ملوك اليمن هو المقصود بذي القرنين وهذا يحتاج الى تحقيق ، ما يهمنا هو المواصفات ذي القرنين شخص قوي شجاع الله تعالى مكنه في هذه الارض في فترة وجيزة اصبح له تأثير وهيمنة في الكرة الارضية كان عادلا منصفا يراعي الرعية كان ملهما ، شخص مؤمن متواضع مقدام سماته التي يذكرها القرآن الكريم هذه الاوصاف ، القرآن يحدثنا عن ذي القرنين في ثلاث رحلات التي حاول ان يفتح بها الله ويزيل الطغاة عن الارض ، رحلة الى الغرب " حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة " حمئة هو الطين الاسود يبدو في بلاد الغرب كانت مستنقعات طينية ارض سوداء وصل لها والشمس حينما تغرب يعني غروبها اننا لا نراها واذا امامك صحراء وغربت الشمس كانها تدخل في التراب واذا كان الارض طينية وحينما تغرب الشمس كانها تدخل في الطين هذا هو الوصف القرآني " حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما " في الغرب وجد ناس هناك وتعامل معهم برفق وحل مشاكلهم ، الصولة الثانية لذي القرنين رحلته الى الشرق " حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم يجعل الله لهم من دونها سترا " وصل الى الشرق وجد ناس فقراء حالة البؤس عالية عندهم ليس عندهم بعد حضاري ، لا شيء يفصلهم عن الشمس والمفسرون اختلفوا في معنى لا يفصلهم شيء عن الشمس ، قسم قالوا يعني عراة تماما حتى في زماننا الحاضر الناس في مجاهيل افريقيا عراة بلا ملابس ، بعض آخر من المفسرين يقول يلبسون الملابس ولكنهم بلا بيوت ، هذه هي الصولة  الثانية لذي القرنين .

    الصولة الثالثة كانت منطقة جبلية بين جبلين شاهقين " حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهم قوما لا يكادون يفقهون قولا " لا يعرفون يتحدثون عندهم ازمة حضارية اناس متخلفين لا يعرفون حتى التعبير ، بعض المفسرين قال انهم لا يعرفون بلغة ذي القرنين وانما بلغتهم المحلية في المنطقة ولكن كيفما يكون فانهم ليس عندهم حضارة " قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض " سبحان الله يأجوج ومأجوج بصفات معينة اذا نراجعها فانها تطابق صفات داعش ، داعش يأجوج ومأجوج لهذا الزمان  " ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا " نجمع لكم الاموال ، رغم انهم متخلفون ولكنهم اغنياء وعندهم الاموال على ان تجعل بيننا وبينهم سدا " سد يمنع هؤلاء ان ينزلوا على مدننا ويقتلوا فينا ، ذي القرنين رجل عادل هل يستغلهم وياخذ منهم الاموال لخدمتهم ام يقوم بواجبه دون ان ياخذ منهم شيء ، قال لهم اريد وقفتكم
    لغلق مضيق دانيال نعمل سد بين الجبلين لغلق الطريق على عبور المجرمين للاساءة اليكم ، لا اريد ان اطيل عليكم في هذا الموضوع .. ذي القرنين درس عظيم وعبرة .

    الدروس والعبر من قصة ذي القرنين

    اولا / حتى لو كان حاكما عادلا مسددا من الله تعالى ولكن يحتاج الى الاسباب الطبيعية لذلك القرآن الكريم " وآتيناه من كل شيء سببا " عرفناه كيف ينتصر اعطيناه الوسائل " فأتبع سببا " وهو عمل بهذه الطرق والوسائل وانتصر ، سياقات لتحقيق الانتصار ، يجب التخطيط اختر التوقيت والمنهج الصحيح والتكتيكات الصحيحة " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " فاتبع سببا ، ذي القرنين كان يجيد استخدام وسائل النجاح .

    ثانيا / هناك كلام عن ان الشمس غابت كما يشير القرآن الكريم ان الشمس طمست في الطين ، ماذا نفهم من هذا شمس عظيمة تطمس في الطين يعني يا انسان مهما تكون كبيرا ولكن موقف غير موفق تلكؤ حسرة خطوة غير تسقطك من مكانك العالي يا انسان لا تغتر ربما كلمة غير موفقة تسقطك في المجتمع لا تاخذك النرجسية تأكد من الخطوات التي تتبعها .

    ثالثا / ذي القرنين كان يعتمد مبدأ الجزاء والعقاب ، من يخطأ يعاقب ومن يحسن يثاب ، من امن العقوبة اساء الادب ، يسرق ولا احد يحاسبه ويسيء ولا احد يسأله ، " قال اما من ظلم فسوف نعذبه  واما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى " في كلام امير المؤمنين يقول " ولا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء فان في ذلك تغييبا لأهل الاحسان عن الاحسان وتدريبا لأهل الاساءة على الاساءة " يصبح تدريب للمسيئين .

    رابعا / تجنب التكاليف والأوامر والتعليمات والضوابط المشددة التي لا يتحملها الناس الحكم العادل يجب ان لا يحملهم ما لا يتحملون"وسنقول من امرنا يسرا".

    خامسا / التعاطي مع الناس على اختلاف توجهاتهم ذهب للمشرق والمغرب والشمال وفي كل منطقة مستوى من الثقافة ولكنه تواصل معهم ولم يحتكر جهده لجماعة دون اخرى كان لكل المواطنين بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم بتعبيرات اليوم نقول هذا السلوك الوطني .

    سادسا / الاهتمام بجميع الشرائح حتى الضعفاء منهم ، ذي القرنين حينما طلب منه الناس في منطقة بعيدة اهتم بهم الاهتمام بالضعفاء ، عن الامام الصادق (ع) " اسماع الأصم من غير تصخر " من غير ضجر او جفاف او قسوة وشدة تفهمه " اسماع الأصم من غير تصخر صدقة هنيئة " ثواب عظيم تعامل حتى مع الضعيف مداراة الناس حتى لو لم يكن هناك مكسب سياسي وراءه هذا كان منهج ذي القرنين .

    سابعا / الامن الاستقرار الامني اولوية الناس في خطر يأجوج ومأجوج يبحث عن ثغرة حتى يفتك بالناس ذي القرنين وقف وقفة مشرفة حتى يحقق الامن والاستقرار لمواطنيه ، ابراهيم (ع) اول ما شيد الكعبة قال " رب اجعل هذا البلد آمنا " اول ما طلب الامان .

    ثامنا / اشراك الناس المعنيين في تحقيق الانتصار ، اشرك الناس حتى يشعرون بالاهتمام ويندفعون اكثر ويتمسكون بالمشروع ، حينما طلبوا من ذي القرنين قال لهم " فأعينوني بقوة " نبني السد سوية وليس انا فقط ، يا ابناء المناطق المغتصبة يجب ان يكون لكم دور في تحرير مناطقهم وفي بناءها بعد التحرير ايها المسؤولين المعنيون في الحكومة اشركوا ابناء المناطق في تحرير مناطقهم ومسك الارض ، " أعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما " اجعل لكم حاجز يمنع الظالمين منكم " آتوني زبر الحديد " قطع الحديد الكبيرة جدار حديدي " حتى اذا ساوى بين الصدفين " وضع قطع الحديد الكبيرة واحدة بجانب الاخرى " قال انفخوا حتى اذا جعله نارا " النار تلين الحديد فيحصل حالة اللحيم فيما بين هذا الحديد ولم يكن من قبل مكائن لحيم كما هو الحال اليوم " قال ائتوني افرغ عليه قطرا " قال ائتوني نحاس الذائب حتى اكسو به الحديد حتى يتماسك الحديد ولا يزمجر " آتوني افرغ عليه قطرا فما اسطاعوا عليه ان يظهروا " جدار قوي متماسك لم يستطع يأجوج ومأجوج ان يعبروا عليه اصبح عالي " وما استطاعوا له نقبا " ولم يستطيعوا ان يثقبوه فشلت كل محاولاتهم وحفظ هؤلاء الناس ، اشراك الناس له دور في تحقيق الانتصارات هؤلاء القوم بحسن الادارة تحولوا الى ناس منتجين وحققوا اجاز حير العالم والى اليوم هذا السد موجود وقويا ، اشعروا الناس بانهم شركاء حقيقيون و لهم دور حقيقي في تحقيق الانتصارات حولوهم الى شعب منتج .

    تاسعا / القناعة من القائد وعدم ابتزاز الناس ، " فهل نجعل لك خرجا قال ما مكني فيه ربي خير لي " عرضوا عليه الاموال ولم يقبل ، هذا شيء مهم ، القرآت في احد عشر آية ينقل عن رسوله الكريم " قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى " هذه لكم محبة اهل البيت مصلحة للمسلمين جميعا.

    عاشرا / الاتقان والاحكام ، اتقن عمله وجاء بالحديد ولحمه ووضع النحاس وبعد مئات السنين لم يصبه شيء ، اتقان في العمل ، من يعمل شيء يجب الاتقان والتعب عليه حتى يحقق النتائج المهمة .

    احد عشر / تجنب الغرور والاعتداد بالذات ، ذي القرنين صار امبراطور هو عمره كما تشير الروايات 21 سنة وحقق وفتح الدنيا خلا 12 سنة يعني رجل ثلاثيني والعالم كله تحت ارادته ولم تحصل عنده نرجسية ولا غرور ، " ما مكني فيه ربي " الله هو الذي وفقني ، كم جميل ان يعزو الانسان الانتصارات الى توفيق الله تعالى ، ذي القرنين يقول " هذا رحمة من ربي " وانتم وقفتم هذا تواضع تجنب النرجسية والغرور مهم في تحقيق الانتصارات ، في سورة هود " ما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب " في سورة النساء " ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ".

    ثاني عشر / كل شيء عرضة للزوال ، " فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء " حينما تقوم يوم القيامة والساعة التي ارادها الله تعالى هذا الانجاز الكبير يسوى بالارض تسونامي حينما ياتي مدن كاملة تتهدم وتزول " وكان وعد ربي حقا " زلازل كوارث نراها امامنا وهي عبرة لنا كلها تزول لا تتعلق بالدنيا " اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا " ولكن بدون تعلق ، نعود الى الآية " واقترب الوعد الحق " قيام الساعة " فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا " شاخصة يعني بارزة لا تغمض ، هنا الشاهد " ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا " لم نكن نعرف وفتحنا عيوننا بعد فوات الامان " بل كنا ظالمين " لظلمهم اصيبوا بالحسرة فتحسروا لانهم لم يستثمروا الفرص، نسال الله تعالى ان يبعد عنا الظلم والحسرات وللحديث صلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة