بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا سيد الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين ، السادة الافاضل ، الاخوة الاكارم ، الاخوات الفاضلات ،تقبل الله اعمالكم وصيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل ونسال الله تعالى ان يتقبل منكم صالح الاعمال .
كان حديثنا في الليالي الماضية في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا زين العابدين الامام علي بن الحسين (ع) وكنا نتحدث في الحق السابع من هذه الحقوق الا وهو حق اليد وقلنا ان اليد تستخدم احيانا ويقصد منها المعنى الحقيقي لها وهي العضو الذي نحرك فيها الاشياء وتارة يقصد منها المعنى المجازي أي الآثار المترتبة على اليد من فعل حسن او قبيح وتارة ثالثة يقصد منها المعنى الكنائي بمعنى التورط في الشيء ان لفلان في هذه القضية يد أي متورط فيها وقد تحدثنا عن المعنى الحقيقي وانتقلنا عن المعنى المجازي لليد وقلنا ان الظلم من اهم الآثار المترتبة عن اليد وقد تناول القرآن الكريم وروايات رسول الله وأهل بيته الكرام الشيء الكثير حول هذا المفهوم، وتعرضنا الى العديد من المفاهيم حول الظلم وتعرضنا عن آثار الظلم في القرآن الكريم واستعرضنا العديد من هذه الآثار وانتهينا الى الاثر الثامن من آثار الظلم ..
الخسارة هي الاثر الثامن آثار الظلم
الخسارة أثر من آثار الظلم ، الآية الشريفة من سورة الاسراء آية 82 " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " قلنا الشفاء يكون التشافي من المرض والنقص والعيب فيأت الشفاء ويزيل هذا المرض وهذا النقص في الانسان والقرآن شفاء للأمراض المعنوية والفكرية والأخلاقية يقدم رؤية صحيحة في قبال العقيدة الضالة والمنحرفة يقدم منهجا متكاملا في السلوك الانساني في قبال الانحراف الاخلاقي ، شفاء ورحمة ، اما الرحمة ليست ازاحة للمرض ولكن بعد ان شفي المرض الاخلاقي واصبح الانسان مستقيما في سلوكه وفكره وعقيدته تاتي الرحمة وهي حالة من تعميق الوازع الاخلاقي والتخلق باخلاق الله وحينما تتأصل وتتجذر هذه الامور في وجود الانسان فيقبل على الله ويتكامل نحو الله تعالى ، قلنا في علم الاخلاق يعبر عن الشفاء بالتخلية انسان يخلي وجوده من الذنوب والمعاصي ويعبر عن الرحمة بالتحلية بعد ان اخرجت الشيطان من وجودك الآن التحلية تحلي قلبك بنور وذكر وطاعة الله تعالى ، وذكرنا ايضا ان هذا القرآن غذاء معنوي " ولا يزيد الظالمين الا خسارا " وهذه الآية موضع الاستشهاد ، ما يحصل عليه الظالم حينما يطالع ويتلو القرآن الكريم المزيد من الخسارة والخسارة أثر للظالم وقلنا هذا الشيء غريب لماذا الظالم يخسر حينما يتعاطى مع القرآن أي خسارة وذكرنا ان المشكلة ترتبط بالظالم نفسه وليس بالقرآن ، وذكرنا ان طعام لذيذ يأكله يتقوى به في طاعة الله يحوله الى فكر وطعام لذيذ تقدمه الى مقاتل مجاهد يحوله الى طاقة في مواجهة العدو ولكن طعام لذيذ اعطه لظالم يقوى به على ظلمه فيشتد بظلمه والمشكلة ليست في الطعام ولكن المشكلة في اسلوب الاستفادة بهذا الطعام والبوصلة في الاستفادة من هذا الطعام ، الظالم لا يقرأ القرآن حتى يهتدي وانما يفتح القرآن ليجد موضع للسخرية ويبحث عن ثغرة في القرآن ، اذا التهيئة النفسية مهمة جدا في حصول الشفاء والرحمة في القرآن الكريم ، الدوافع يجب ان تكون الهية وانت طالب هداية الى الله تعالى وتاتي الى القرآن لتهتدي به ، اذا طلبت الهداية والشفاء والرحمة من القرآن يتحول القرآن الى شفاء ورحمة ، ولكن اذا جاء شخص وتعاطى القرآن حتى يعادي القرآن او يريد ان يحصل على ثغرة في القرآن هذا الانسان لا يزيده الا خسارا ، اذا الخسارة أثر من آثار الظلم ، والملفت ان هناك مقاربة كبيرة بين الامراض البدنية والأمراض الروحية الاخلاقية ، القرآن شفاء للأمراض الاخلاقية والروحية وطبعا في تراثنا الاسلامي وأهل البيت (ع) هناك تشافي في القرآن حتى للأمراض البدنية ، عندك صادع وألم ومشاكل صحية معينة هناك ادعية وآيات قرآنية للاستشفاء من الامراض البدنية ولكن القرآن الكريم كتاب هداية للاستشفاء المعنوي والأخلاقي ، ولكن هناك مقاربة كبيرة بين المرض البدني والمرض الاخلاقي .
المقاربات بين الامراض البدنية والأمراض الاخلاقية
اولا / كلاهما مضر بحال الانسان ، قد يصاب الانسان بالأنفلونزا مثلا مرض مضر كذلك المرض الاخلاقي الانسان لا يضبط نفسه يسمع الحلال والحرام لسانه يتفه بالحلال والحرام وينظر للحلال والحران هذا مرض ، النظر الى المصف عبادة النظر العالم عبادة النظر الى وجه المؤمن عبادة ولكن النظر الى المحرمات لا يجوز وهنا اذا استطاع الانسان ان ينظم الايقاع في النظر والسماع وهذا حلال وهذا حرام فهذا شيء جيد واذا لم تستطع فانت مريض مرض اخلاقي ، وكما ان النظر البدني يصل الى مستوى يخاطر بحياة الانسان ، في لحظة يرفع الطبيب اجهزته ويقول ان لا علاج لهذا المريض ، مرض يؤدي بحياة الانسان ، كذلك الامراض الاخلاقية هناك منه ما يضيع حياة وسعادة الانسان .
ثانيا / المرض البدني تحتاج فيه الى مراجعة الطبيب اذا كان مرض بسيط تراجع المستوصف واذا كان المرض قوي فسوف تسأل عن افضل الاطباء لمعالجته ، كذلك الامراض الاخلاقية نفس الامر هناك امراض بسيطة تحتاج الى حبة ضد الفايروس الاخلاقي تستمدها من تلاوة القرآن او قراءة كتب الاخلاق والروايات الحديثة واحيانا اخر يكون المرض الاخلاقي عضال ، الانسان يبتلى بمشاكل اخلاقية وهنا لا يكفيه الموعظة والنصيحة في مجالس عامة او مجالس الدعاء وانما يحتاج الى مرشد الى مربي يراقبة ويهديه الى الطريق
ثالثا / في المرض البدني يقال الوقاية افضل من العلاج بيئة موبوءة لا تدخل او تستخدم الكمام حتى لا تستنشق الهواء ويدخل الفايروس كذلك في الامراض الاخلاقي " اتقوا من مواضع التهم " مكان فيه شبهة لا تتقرب منه ، مجلس فيه منكر لا تزوره ، جالس المؤمنين والذين يعرفون الحلال والحرام ، وكذلك العلاج المرض البدني يحتاج الى علاج كذلك المرض الاخلاقي يحتاج الى علاج ايضا ولابد ان نحرص على مثل هذا العلاج
رابعا / المرض البدني فيه امراض ذات عدوى ، هناك امراض معدية وعليك الحذر خوفا من انتقال المرض الى كافة افراد العائلة ، المرض الاخلاقي كذلك يكون غالبا معديا ولذلك نرى الاهتمام الكبير في اختيار الصديق والجليس اختيار الخليل الصاحب ، الرفيق من يكون والمجلس والناس الذي تحتك بهم ما هي اوضاعهم حتى لا يأتيك الفايروس الاخلاقي ، اليوم مع الاسف كم من ابنائنا ابرياء بفطرة سليمة يدخل المدرسة والمدرسة يمكن ان تكون موبوءة فيتداول الطلاب بمواضيع ويتفوهون وبكلام ويتبادلون صور ومعلومات الى غير ذلك فينفتح الطالب المسكين على اشياء غريبة عليه فيبدأ يتطبع بأخلاق سلبية وهذا ما يعو الملاك التدريسي الى ان يكونوا على اهبة الاستعداد والرقابة لتتحول المدرسة الى بيئة تشيع الصلاح والفضيلة وليس بيئة موبوءة
خامسا / المرض البدني يحتاج الى تشخيص في البداية يعطيك الطبيب مجموعة تحاليل مرضية حتى يعرف نوع المرض وعلى ضوئه يتم تشخيص العلاج واحيانا المشكلة معقدة فتتشكل لجنة طبية ويدرسوا الملف الصحي للمريض ويقرروا العلاج المناسب كذلك المرض الاخلاقي يحتاج الى تشخيص اين جذوره فهناك ترتبط بالوراثة هناك مشاكل جينية ، هناك امراض اخلاقية ايضا لأسباب جينية ، حينما تريد اختيار زوجة يجب ان تكون دقيقا في اختيارك ، امير المؤمنين (ع) حينما اراد اختيار زوجة ام البنين بعد استشهاد الزهراء فاطمة بحث عن اسرة وعوائل معروفة بالشجاعة والبسالة ، لان الطفل الذي ينمو في رحمها والا العباس (ع) لا يأتي من أي زوجة هذا فيه ابعاد جينية هذا في الاتجاه الايجابي ، كذلك في البعد السلبي فيه مشاكل ، البيئة التي يتاثر بها الانسان ويجب ان يشخص هذا المرض الاخلاقي عن سببه ، احيانا وكبيت وضغط على فتى في الطفولة ينعكس بشكل اخلاقي حينما يكبر عنده عقد ينتقم على المجتمع لانه فاقد للحنان من احد ويريد ان ينتقم من الناس هذه كلها يجب ان تشخص الجذور الاخلاقية كما تشخص جذور الامراض البدنية
سادسا / كلا المرضين قد يصل الى مستوى لا توجد فرصة لعلاجه ، في الامراض البدنية معروفة سرطان وغيرها لا توجد علاجات لها ، في المستوى الاخلاقي والروحي ايضا الانسان احيانا يصل الى حد الاسراف في الرذيلة وقلبه يكون اسود وليس عنده أي تفاعل مع الموقف الصحيح ومع الهداية ، القرآن يستخدم مع هؤلاء مفردة " طبع الله على قلبه " لا يتفاعل ابدا لا مع موعظة او نصيحة ولا يعتبر ممسوخ ، في سورة الوبة آية 80 القرآن الكريم يعبر عن هذه الحالة ، الله تعالى يقول لرسوله الكريم " استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " وهذه السبعين اشارة الى الكثرة يعني لو الف مرة تستغفر يا رسول الله لهم لن يغفر الله لهم ، يصل الانسان في لحظة من الرذيلة والطغيان لا يتأثر بعدها بكل شيء قلبه كالحجارة او أشد قسوة ، لا حظوا التعبير القرآني أشد قسوة من الحجارة ، يقتل مئات من الناس ولا يرجف له جفن ، يصل الى مستوى يتلذذ بالعقوبة في تعذيب الناس ، هناك من الطغاة يتلذذ في صراخ الابرياء من السجناء ، لذلك القرآن يقول " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " كما ان المرض الاخلاقي يمكن ان يقاس بالمرض البدني ويشابهه فالشفاء من الامراض الاخلاقية كشفاء الامراض البدنية ..
القرآن شفاء من التكبر والغرور والنرجسية والعقد النفسية والنقمة تجاه العباد والبلاد والحقد على الناس
القرآن علاج لحالات الضعف والانكسار والهزيمة النفسية والتردد والرعب والفزع ، القرآن يعطيك قوة ويزيل عنك هذا المرض الشعور بالضعف امام الاعداء ويجعلك تتحول كالجبل الاشم وتقف بقوة وبسالة امام الاعداء .
القرآن علاج من حب الدنيا والميل الى الشهوات ، هناك من هو مستعد للقتل من اجل مبلغ بسيط من المال ، حب الدنيا والشهوات والميول هناك من يذهب الى الرذيلة بمستوى لا يقف عند حد ، لا مرأة محصنة يفتك ويهتك بكل شيء ما هذا الانحطاط الخلقي ، القرآن شفاء من حب الدنيا وشهواتها يجعل لك مطبات ومعوقات في طريق المعصية القرآن يعطيك القدرة والحصانة " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " نبي لولا برهان ربه والحجة من الله لولا الوقاية من الله ربما يضعف النبي ولكنه لم يضعف لانه رأى الحجة .
القرآن شفاء من الخصومات والعداوات والاساءات من الحروب والدمار والقتل ومن خلال القرآن الرحمة والتعايش والسداد " وان او اياكم لعلى هدى او ضلال مبين " يا مشركين تعالوا نتحاور اما نحن على هدى وانتم على ضلال واما نحن على ضلال وانتم على هدى ، ومن غير المعقول ان يكون رسول الله على ضلال ، ولكنه الادب والمنهج الانفتاحي والقبول للآخر في الاسلام ، " وانا او اياكم " لم يقل له يا مشركين نحن على هداية وانتم مضلين ويجب معاقبتكم " وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين " وهذا المشرك حينما احترمته ودعوته للحوار فسوف ياتي للحوار وربما يفتح قلبه ويراك مستوعبه وان كان مختلف معاك في العقيدة ومن شان ذلك فتح الجسور ، ولكن اليوم هذا المنهج الاسلامي اين ونحن اين ، اليوم في اطار الدين الواحد وكل طرف يتحدث ضد الاخر ، اين المشتركات العظيمة الله ورسوله والكعبة والكتاب الله والعقيدة والتوحيد والنبوة والمعاد والكثير من التفصيلات العقيدية والعبادات من الصلاة والصوم والحج وغيرها وكلها نتركها ونركز على امور ثانوية في العبادات ، هذا المنهج يجعل الناس تقتل بعضهم من المستفيد من مواجهة الامة الاسلامية مع بعضها ، من المستفيد ، هذا العراق سوريا اليمن وبدأ الارهاب ينفذ الى السعودية والكويت والى ليبيا وتونس وحتى الى فرنسا وامريكا وغيرها واقول لكم ستسمعون المزيد اذا لم تكن هناك ارادة جدية في الوقوف ضد الارهاب ستكون كل يوم قصة ، في البداية العالم يسمع فقط مفخخات او حزام ناسف فقط في العراق والارهاب يحصد بنا والبعض يقدم نصائح من مكانه ! الآن وفي كل يوم في العديد من البلدان احزمة ناسفة ومفخخات وستستمر اذا لم تكن هناك ارادة حقيقية حذرنا ولكن من يسمع هذه التحذيرات .
القرآن شفاء من كل هذه الخصومات والعداوات تجعل الناس تقترب من بعضها " اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق " والإنسان تتحرك مشاعره تجاه نظيره في الخلق ، في سورة يونس " قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور " القلوب المتصدعة " ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " في الآية " وشفاء لما في الصدور " القرآن يغسل الغل والحقد ، حب السلام والتعامل وتحمل الآخر حتى لو تختلف معه وتتواصل مع الآخر وتسمعه كلامك ، انت عندك عقيدة ومعتز بها وكذلك الآخر وهذا لا يفسد في الود قضية كلنا مسلمين وعراقيين وكلنا نستظل بهذا الوطن ، في سورة فصلت " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء " لاحظوا في نهج البلاغة يقول علي (ع) في القرآن " واعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش " ينصحك ولا يغشك " والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب كل حديثه صدق وما جالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة او نقصان " زيادة هدى او نقصان في العمى ، نقصان يعني شفاء وزيادة يعني رحمة " واعلموا انه ليس على احد بعد القرآن من فاقة " ما وراء القرآن لا تحتاج الى شيء آخر وانما تحتاج الى من يوضح لك القرآن نفسه ، كلام رسول الله (ص) واهل البيت (ع) هم يقولون لنا " اعرضوه على كتاب الله فما وافق الكتاب فخذوه وما خالف فاضربوا به عرض الجدار " القرآن كليات والروايات تفصل آيات الله ، والروايات التي تتقاطع من نهج القرآن فلا تاخذوه ، " واعلموا انه ليس على احد بعد القرآن من فاقة " من حاجة ، " ولا لأحد قبل القرآن من غنى " لاغنى قبل القرآن لانه منهج للحياة ومشروع بناء الحياة على اساس الحق والعدل " فاستشفوه من أدوائكم " ادواء جمع داء امراض ، اطلبوا الشفاء لأمراضكم من القرآن " واستعينوا به على لئوائكم " لئوائكم شدائدكم القرآن يعينكم ويفتحوا الطريق لحل مشاكلكم " فان فيه شفاء من اكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلالة " وهل ان هناك اكبر من الكفر والنفاق والظلم ! القرآن شافي هذه الامراض " فاسألوا الله به " لاحظوا دعاء ليلة القدر حينما نرفع المصحف " اللهم انما نسالك بحق هذا القرآن وما انزلت فيه " " اطلبوا " من الله تعالى " وتوجهوا اليه بحبه " بحب القرآن ، كلما تتمسك بالقرآن ، كلما تتمسك بالله تعالى اكثر " ولا تسالوا به خلقه " اسال من الله واستهدي بالقرآن " انه ما توجه العباد الى الله تعالى بمثله واعلموا انه شافع مشفع " القرآن شفيع وشفاعته مقبولة وقائل مصدق وانه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّعت فيه ومن محل به القرآن " فضحه القرآن " يوم القيامة صدّق عليه " يقول هؤلاء هجروني عملوا لي ديكور يا الله قرائين مذهبة ولا احد يقرأ بها هجروني مصاحف تبقى من رمضان الى رمضان لا احد يقرأ بها ! " فانه ينادي نادي يوم القيامة الا ان كل حاجة مبتلى في حقه وعاقبة عمله " في حلاله حسابه وفي حرامه عقاب ، حرثت وزرعت من اين لك هذا السماء والزرع والأرض هل هي لك ام لا " غير حرثك القرآن " حرث القرآن التدبر في آيات القرآن " فكونوا من حرثته وإتباعه " كونوا ممن يتدبر بآيات القرآن ومن اتباع منهج وفكر وسلوك القرآن " واستدلوه على ربكم " اطلبوا من القرآن ان يدلكم على الله " واستنصحوه على انفسكم " دققوا في الآيات ،" واتهموا عليه آرائكم " لا تخطئوا القرآن بل خطئوا انفسكم ، البعض يريد ان يكون القرآن على مقاسه بدل ان يكون مقاسه على مقاس القرآن " واستغشوا فيه اهوائكم " رغباتكم استغشوا اعتبروها مغشوشة اذا ما كانت تخالف مضمون القرآن نسال الله تعالى ان يجعلنا مأنوسين بالقرآن الكريم و نأخذ به نتزود منه فانه شفاء ورحمة ولا يزيد الظالمين الا خسارا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .