• نص كلمة السيد عمار الحكيم في الذكرى الـ 34 لتأسيس منظمة بدر

    2015/ 07 /04 

    نص كلمة السيد عمار الحكيم في الذكرى الـ 34 لتأسيس منظمة بدر


    بسم الله الرحمن الرحيم

    \r\n

     
        تحية الى مجاهدي منظمة بدر يتقدمهم الأستاذ العزيز الحاج هادي العامري، واخوانه المجاهدين الافذاذ الذين قدموا ومازالوا يقدمون الكثير لهذا الشعب المعطاء, وحينما نقف عند المقطع القراني من سورة ال عمران نجد كم ان هذا المقطع والمشهد يتطابق مع الظرف الذي نعيشه اليوم \" ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذله \" وبعد  غزوة احد حيث الانكسار والهزيمة المعنوية والعسكرية وحيث المسلمين بين شهيد وجريح وحيث المعنويات العالية للمشركين الذين انتصروا عسكريا وظاهريا في تلك المعركة وفي طريق عودتهم تنبهوا انها لحظة الانكسار التاريخية للمسلمين فلماذا يتركونهم ويعودوا الى مكة ليغيروا الطريق ويذهبوا الى مدينة رسول الله وينقضوا على ماتبقى من المسلمين ولايبقوا لهم باقية حتى يطفاوا نور الاسلام بشكل كامل وفي تلك الاجواء التي عاشها اولئك المشركون وهج الانتصار ويعيش المسلمون التفكك والتشرذم المعنوي وهنا جاء جبرائيل ونزل على قلب رسول الله (ص) ليخبره بهذه الخطة ووان المشركين تحولوا من الذهاب الى مكة ليعودوا وينقضوا على المسلمين ويطفئوا نور الرسالة ، فكان ان جمع الناس رسول الله (ص) ونزلت هذه الايات في تلك الولااهة ليذكرهم بان ذلك النصر العظيم الذي تحقق لهم ببدر كان في ظرف الضعف وانتم اذلة ، ضعفا في العدد والعدة والامكانات، كنتم 313 نفر امام تلك الحشود الكبيرة والعظيمة للمشركين بامكاناتهم وبوهجهم وبالغطاءات السياسية والاعلامية الكبيرة التي كانت لهم ولكنكم كنتم ثلة قليلة متماسكة وقوية عارفة ماذا تريد مخلصة لله سبحانه وتعالى فتحقق لكم ذلك النصر العظيم ، لاحظوا بقية هذا المشهد القراني \" فاتقوا الله لعلكم تشكرون \" بالعودة الى الله وبصدق النية وبالإخلاص بإمكانكم ان تحققوا الانتصارات الكبيرة \"اذا تقولوا للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين \" في بدر انزلنا اليكم ثلاثة الاف من الملائكة يقاتلون معكم فجبروا ضعفكم وكان لكم النصر العظيم والمسدد في ذلك الوقت ، بلى ان تصبروا \": بمعنى الثبات في المعركة والاستمرار والاستقامة في المعركة وبذل الجهد والغالي والنفيس في مواجهة الاعداء \" وتتقوا \" : وتلتزموا وتطيعوا ربكم وتطيعوا الاوامر العسكرية لقيادتكم لانها نازلة في ( احد )  ولو لم تخالفوا الامر الذي امره رسول الله كقائد عسكري في تلك الساحة والمعركة ولم تتركوا تلك الثغرة لما دخل المشركون وكانت الهزيمة والانكسار في احد ، الصبر هو الثبات في المعركة والتقوى هو الانضباط والالتزام والطاعة  \" وياتوكم من فورهم هذا حيث ياتون بلا تردد مسرعين للنيل منكم والاساءة اليكم \"يمددكم ربكم بخمس الاف من الملائكة مسومين \" ان كان في بدر جئنا لكم بثلاثة الاف ففي هذه اللحظة سناتي لكم بخمسة الاف ، هذا النداء السماوي اعطاهم العزة والبسالة واستنهضت فيه الهمم ووحدهم ليكونوا صفا واحدا في مواجهة العدو والملفت ان رسول الله (ص) لم يقبل منهم ان ياخذوا مواقف دفاعية ومواقع دفاعية ويقاتلوا في المدينة وانما طلب منهم الرحيل ليواجه المشركين وهم من يهاجم في تلك الظروف الصعبة والانكسار الذي بهم \" وما جعله الله الا بشرى لكم \"انما وعدكم بخمسة الاف من الملائكة يقاتلون معكم لتكون بشارة وتمنحكم المعنويات وتعزز فيكم الهمم \"ولتطمئن قلوبكم به لتعلموا ان هذا الجيش السماوي الرسالي الكبير معكم يقاتل ويذب عن الاسلام وعن الرسالة الاسلامية ولكن لاتترددوا في لحظة ولاتشعروا ان خمسة الاف من الملائكة هو من سيحسم المعركة \"وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم \" الله هو الذي ينصركم ونخبركم بوجود ملائكة لتطمئن قلوبكم ولتستبشرون وتشعرون بقوة المعنويات ولكن النصر من الله سبحانه وتعالى وليس بهؤلاء الملائكة \"ليقطع طرفا من الذين كفروا \" بهذا الحضور الملائكي وبهذا الجيش الملائكي الله سبحانه وتعالى يعينكم على هلاك هؤلاء المشركين والتغلب عليهم وتقطيع اوصالهم \"او يكبتهم \" : يذلهم ويخزيهم ويكسرهم على ايديكم فينقلبوا خائبين وبالفعل هذا الذي حصل المشركون في ذروة انتصاراتهم واذا بهم يستمعوا الى ان المسلمين جيشوا الجيوش وتحركوا نحوهم لقتالهم فتصوروا ان هذه قوة جديدة تدخل الى المعركة وشعروا بالقلق والخوف وتراجعوا وتقهقروا الى حيث ماجاؤوا ما اشبه اليوم بالبارحة حينما كانت الانكسارات النفسية التي المت بنا نتيجة الظروف التي عشناها وحينما تقدم اولئك الارهابيون في الانبار وثم في الموصل اخذتهم العزة بالاثم شعروا بانها فرصة قالوا قادمون يابغداد وتحركوا نحو بغداد وحددوا التوقيتات وقالوا ندخلها في ثلاث اشهر فجاء نداء المرجعية وفتواها ليوقف هذا الزحف ويحولنا من امة منكسرة نبحث عن ملاذ للخروج من هذه الازمة الى امة مبادرة فكان الحشد الشعبي وكانت الفصائل المجاهدة والمقاومة وكان الابطال من الجيش والشرطة والبيشمركة وابناء العشائر وكانت هذه اللحمة واقولها لكم بان داعش كان نعمة على العراقيين لاننا قبل داعش كنا مختلفين في تشخيص عدونا وهناك من يقول هذا ارهابي ومن يسميه مسلح ومن يقول ثائر ورابع يقول انه مقاوم ولم نكن موحدين كشعب على عدو واحد ولكن داعش وحدنا واهم شيء في المعركة ان نكون موحدين ومتماسكين ومشخصين لاعدائنا والبوصلة في هذه المعركة.

    \r\n

        اليوم داعش يتحول الى سبب في ان يفضح الارهاب ومخططاته بكل اسمائه والوانه اليوم داعش يتحول الى رافد ليوحدنا ويوحد العالم المنطقة والعالم معنا على مواجهته كنا نصرخ لسنين طوال ونقول ان الارهاب لادين له ولامذهب له وان الارهاب لايستهدف العراقيين او مكونات عراقية محددة وحدها الارهاب ليس بندقية للايجار ان يتوظف للظرف السياسي على نظام وجماعة معينة  ولكن هذه الكلمات لم تكن تجد الصدى الكافي في ضمائر الاخرين اما اليوم وبعد ان طال الارهاب مناطق ودول عديدة في العالم والمنطقة اصبحت الصورة اوضح ونقولها اليوم كما قلناها بالامس وكررناها مرارا ، كما ان داعش انطلق من الارض العراقية وحاول ان يستغل الظروف والملابسات التي شهدناها في واقعنا العراقي فالقضاء على الارهاب يجب ان ينطلق من العراق ايضا واذا لم تقف المنطقة والعالم مع العراقيين في هذه المعركة فعليهم ان يستعدوا لمقاتلة داعش في عواصمهم وكل مكان بالعالم ولانستثني احدا، اكثر من 80 دولة اليوم ابناءها ومواطنيها يقاتلون في صفوف داعش ويتعلمون وسائلها ونحن نعرف ان داعش تعتمد على حالة خيطية ولامركزية والسلاح والعبوات يصنعونها من مواد محلية الصنع تتوفر في اي متجر واي مكان بالعالم فلا احد يستطيع ان يقف بوجه داعش ويمنعه، وهؤلاء انتحاريون الكاميرات لتلتقط الصور ولتظهر بعد سويعات من اي تفجير ان فلان بن فلان هو الذي فجر ولكن الحدث حصل وانتهى، ولكن اذا كان شعبنا قوي ومر بظروف جعلته يمتلك الحصانة والقوة والبسالة في مواجهة الارهاب فليس بالضرورة ان تكون شعوب المنطقة والعالم بنفس القوة ويمكن بتفجيرات كبيرة لاقدر لها لو حصلت هنا او هناك ان تؤدي الى انهيارات في هذا البلد او ذاك .

    \r\n

        اننا نحذر من جديد من خطورة داعش والتساهل معه او دعمه او غض الطرف عنه او اعتباره للضغط السياسي انه لعب بالنار ستصل شرارته الى من يمارس هذه الادوار وسيكون اول المتضررين لان الله سبحانه وتعالى يقول في قرانه \"ولايحيق المكر السيء الا باهله \"، لذلك ندعو لتشكيل جبهة اقليمية ودولية واسعة وعريضة لمواجهة داعش ليكون العراق محور اساسيا في هذه المعركة وندعو  لتقوية حشدنا الشعبي وقواتنا المسلحة ولاسيما الحشد وابناء العشائر الذين يتحتم علينا الاسراع في توفير الغطاء القانوني المناسب لهم لاننا نستاء كثيرا حينما نستمع البعض وهم يطلقون على الحشد صفة المليشيا اي المجموعة الخارجة عن الحكومة والدولة وحاشا للحشد ان يكون كذلك فهو يسير ويتحرك بخطط الدولة واوامر القائد العام وبميزانيات وامكانات الدولة وبسلاح الدولة وبالتعاون مع اجهزة الدولة الاخرى فلايمكن ان يكون مليشيا ولكن علينا ان نذهب لتقنين قانون الحرس الوطني الذي يكون جامعا وغطاءا وسندا للحشد في كل تفاصيله ، تسليح الحشد الثقة والاعتماد بالحشد، عدم تفخيم الاخطاء شيء مهم ، ولكن وصيتي لاحبتي في الحشد ان الوثيقة التاريخية التي اصدرها الامام السيستاني وفيها عشرين فقرة تمثل ملامح متكاملة وصورة واضحة ونقية للسلوك الذي يجب علىينا ان نكون عليه وبالتالي كلما التزمنا بهذا المنهج سنحقق الانتصارات الكبرى دون خسائر تذكر وهذا ماعلينا ان نسير فيه ، الحضور بقوة وفرض الامر الواقع في ميادين الجهاد مسالة اساسية وفي ميدان الوغى ولكن الى جانبه المشروع السياسي الجامع للعراقيين التسوية التاريخية ضمن الدستور والقانون هذا مدخل اخر علينا ان نهتم به.

    \r\n

        وجود ثلاث ملايين نازح يعيشون ظروفا استثنائية ومناطق محررة تحتم علينا ان نسرع في اعادة النازحين الى مناطقهم ونشعرهم بالامان واتنهم شركاء اساسيون الاعتماد على ابناء المناطق في تحرير الارض وفي مسك الارض اولوية اساسية يجب ان لا نتناساها بحال من الاحوال وكلما كان الاستعداد لابناء المناطق اكثر كلما كان علينا ان نشركهم ونعطيهم الدور فأبناء كل منطقة احق بها وعليهم ان يكونا في الواجهة ونحن جميعا معهم مساندين الى جانبهم، هذه هي الاولويات الأساسية التي علينا ان نقف عندها ونهتم بها لمعالجة مشاكلنا .

    \r\n

        تحية للبدريين منذ انطلاقتهم الاولى بغطائهم الشرعي وهو الكيان الذي يتمتع بالشرعية لانه انطلق بفتوى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قدس ) ونمى في اكناف مرجعية الامام الخميني والامام الخامنئي وبعد 2003 وبرعاية فقهاء شهيد المحراب (قدس) وبعد 2003 ودوره الكبير في بناء العملية السياسية في ظل مرجعية الامام السيستاني ( دام ظله الوارف ) والى اليوم يمارس هذا الدور بقوة وشجاعة لعل البعض من ابناء شعبنا لظروف التعتيم لم يتعرف على واقع بدر وجهوده وجهاده قبل سقوط الصنم ولكن اليوم اصبح دور البدريين وعطائهم في مواجهة الارهاب وفي اسناد ابناء شعبنا واضح للعيان .

    \r\n

    نسال الله ان يديم العزة والكرامة والشموخ لهم ولكل المجاهدين ولكل ابناء شعبنا ومكوناته واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة