• نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية الرابعة عشر

    2015/ 07 /05 

    نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية الرابعة عشر


    بسم الله الرحمن الرحيم

     
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا ، سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين .

    السادة الأفاضل، الإخوة الاكارم، الأخوات الفاضلات ، تقبل الله أعمالكم وصيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل ونسال الله تعالى أن يتقبل منكم صالح الأعمال في آناء الليل وأطراف النهار .

        كان حديثنا في الليالي الماضية في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا زين العابدين ، الإمام علي بن الحسين ( صلوات الله وسلامه عليه ) ، وكان الحديث في اليد بمعناها المجازي أي الآثار المترتبة على اليد ، من حسن أو قبيح ، وقلنا أن الظلم يمثل واحدة من أهم وأوضح  المصاديق هذه الآثار ، وتناولنا العديد من المواضيع المتعلقة بالظلم وانتهينا للحديث عن أثار الظلم في القران الكريم ، وكان حديثنا في الأثر الحادي عشر وهو :

    الفعل السيئ والقبيح ، الظالم يبتلي بالفعل القبيح وبالفعل السيئ ، وكنا نستشهد بالآيات الشريفة من سورة الزمر على هذا الأثر من آثار الظلم ، الآية 47 وما بعدها من سورة الزمر.

    بسم الله الرحمن الرحيم " ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا " :  لو كان الظالمين يمتلكون الأرض وما فيها "ومثله معه " : ليس فقط يمتلكون الدنيا وبكل ما فيها من متاع وإمكانات ونعم بل يمتلكون ضعفها ، مثلها وبقدرها أيضا ، لو كانت ممتلكاتهم كان يكون واحد يملك الدنيا كلها ويملك بقدر الدنيا يعني يملك بقدر الدنيا مرتين هذا :
     

    الظالم يترتب عليه أربع أحكام في هذه الآية :

    1- "لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ": يصل بهم العذاب والعصرة لو يملك من الدنيا بقدر الدنيا مرتين يقول خذوهن كلهن وخلصوني من العذاب ، مستعد يعطيهن فدية " لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة  " : شدة العذاب وشدته ، يجعل الانسان يعطي كل ممتلكاته حتى لو كانت بقدر  الدنيا مرتين فقط ليخلص نفسه ، الحكم الثاني.

     2-"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ": ورأوا من العذاب مالم يكونوا يتصورون ، تفاجئوا وسمعوا بالعذاب الإلهي الشديد لكن لم يتوقعوا حجم هذا العذاب ويقولوا النار محرقة لكن ان تقرأ ان  النار محرقة شيء ولا سمح الله يدك تكون على النار وتشعر بحرارتها شيء اخر ، لا احد يستطيع يصف حرارة النار الا من تلوع بها ، فنسمع عن عذاب الله العظيم لكن نسمع شيء وهؤلاء الذين يروها شيء آخر ويستغربون ويتعجبون ويدهشون ويقول سمعنا عذاب شديد ولكن لم نتوقع هكذا.

    3- وهو الشاهد في هذه الآية "وبدا لهم سيئات ما كسبوا " وتتضح وتبدوا لهم أعمالهم السيئة ، إذن الظالم أعماله سيئة ، وقبيحة .

    4- "وحاق بهم ما كانوا به يستهزئونوكل تلك الأشياء التي كانوا يسمعوها ويقرؤوها ويطلعون عليها يوم الآخرة هكذا عذاب بالنار وهكذا مقامات وهناك منازل، هذا مستوى العذاب كان يستهزئون ويسخرون ويقولون هذا كلام وقصص، من أين أتيتم بها ، وهذا كلام رجال دين، و( موامنة ) يريدون يأتمرون علينا ويخوفونا بهذه القصص، كل هذه الأشياء التي استهزئوا بها في يوم من الأيام يروها بأم أعينهم تحيط بهم، وتحتوشهم ويقعون فيها، "فاذا مس الإنسان ضر دعانا " عندما يتلوع الإنسان وتحدث لديه مشكلة ولديه مرض او فقر أو حاجة او قضية ومشكلة "دعانا " يا رب اقضي حاجتي او شافيني يا رب او حل مشكلتي يا رب .

    لو بي تروح وتيأس وتقول الهي لماذا بي فقط ولماذا كل شيء بي فقط ؟ وكأنك فقط انت المبتلى في الدنيا والكل بخير وجالسين بالجنة فقط أنت ، كلا، انظر ماحولك ، اذا كنت مريض وادخل إلى المستشفى وتترحم ألف مرة على مرضك الله يجيركم ، واذا كنت فقير وانظر ببيوت التجاوز وانظر الناس في البيوت الطينية كيف هو حالهم وتترحم مئة مرة على نفسك ، عندك مشكلة انظر مشاكل الناس ، دائما ترى الاسوء والأصعب من عندك ، ظروفهم مختلفة ونريد نختبره ، وعندما نحل المشكلة وعندما نعطيه ونغنيه ، وعندما نشافيه ، نريد ان نختبره أيضا ، ونرى اذا جاءت النعمة بيده يبقى منشد إلى الله سبحانه وتعالى،  هل يبقى مذعن ومؤمن ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وان الله هو الشافي وان الله هو حلال المشاكل ، هل ينشد أم لا ، ففي كل الأحوال يعطيك الصحة ويختبرك بالصحة ويمرضك ويختبرك بالمرض ، الفقير مبتلى بفقره، والغنى مبتلى بغناه ، لا تتصور احد لا يكون له اختبار الكل الله يبتليهم ، "ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون " : بالشر نبتليكم والخير نبتليكم أيضا ، فتنة ، المشكلة فتنة واختبار وحلها فتنة واختبار ، "بل فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون " مع الأسف أكثرهم يسقطون بالاختبار، امتحانات صعبة ونسبة النجاح قليلة فيها ، واختبار الحياة اختبار صعب كثيرون يفشلون في هذا الاختبار مع الأسف الشديد هكذا يقول الله، الغفلة والسهو، جاءت مشكلة يصاب بالإحباط وكأنه لا وجود لله لحل المشكلة ويفكر بكل شيء إلا بالله، لندق باب ابو فلان ونروح لكذا ونتوسط عند فلان، لكن ان يرفع يده إلى الله ويقول الهي منك أريدها، واذا صارت اول مايرفع يده ويقول الحمد لله الهي انت فعلتها "والنت قلب فلان او قلب المسئول الفلاني او كذا، ووقع كذا ومشى الطلب وحتى عندما تصبح حقيقة يرى ان الله سبحانه وتعالى هو الفاعل وهذه القاعدة الفلسفية المهمة "لامؤثر في الوجود الا الله " صحيح الطبيب اعطاني الوصفة لكن من الطبيب الذي اعطاه العقل لشخص ومن الذي اعطاه وهداه إلى نوع المرض وحجمه ليعطي العلاج الصحيح ومن الذي جعل هذا العلاج مؤثرا في المعالجة وشفاني ؟ الله سبحانه وتعالى، هو المؤثر في الوجود والبقية اسباب طبيعية، طبعا الله حينما يؤثر باسبابه، ولكن الله المؤثر لاننسى رب الاسباب وننشغل بالاسباب فقط ، هذه قاعدة يجب ان نعررفها دائما والانسان بشكل طبيعي فطرته سليمة " كل مولود يولد على الفطرة " فطرة الله التي فطر الناس عليها "والخامة طيبة للجميع لكن نحن نبدا هذه الفطرة السليمة باعراف خاطئة وبسلوكيات منحرفة، بعقيدة ضالة، وبتطرف وتشدد وافكار منغلقة، نبدا هذه الفطرة نلوثها، الصفحة البيضاء نقية لطيفة اعطي ماجك للطفل وقل له تفضل، ماذا يفعل ؟ يبدا يكتب ويشخبط وأعطيه قلم على ورقة بيضاء بعشر دقائق يرسم لك شيء فضيع، هذه الورقة البيضاء اللطيفة الجميلة بهذه الكتابات العشوائية يسودها، لا ينفع معها شيء ويجب ان ترميها ونحن ايضا هذه فطرتنا السليمة النقية البيضاء نلوثها بافكار ضالة ومنحرفة وبسلوك منحرف، بعادات غير سليمة تتلوث مع الاسف ويصبح تاثرها تجاه المنبهات الالهية قليل ، تاتي هذه المصدات والهزات،  حتى تنبهنا وتفتح اعيننا، وتلتفت نظرنا، حتى ننتبه ونخرج من الغفلة، هذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا فترون كيف ان المصيبة تتحول إلى رافد، المصيبة تتحول إلى عنصر التفات وانتباه وتصحي في المواقف بالنسبة لنا وهذه نعمة عظيمة، لذلك بهذا الابتلاء الله سبحانه وتعالى ينعش الذاكرة ويعيدنا إلى فطرتنا، وينبهنا حتى تكون عندنا صحوة ضمير من الغفلة التي نحن فيها وغفلنا عنها .

    هذه الفطرة احيانا تتلوث إلى مستوى يكون اوضح الواضحات مثار اختلاف وتشكيك

        لاحظوا هذه الرواية الجميلة عن امامنا الصادق (ص) في هذا الشان ، في بحار الانوار الجزء 3 الصفحة 41 قال رجل للصادق (عليه السلام) "  يا ابن رسول الله دلني على الله ماهو " : هذا الله ماهو، دلني عليه لقد تهت وضيعت الحساب، الاتعرف الله ؟ انظر كيف تصل الامور بالانسان، جاء متحير، "دلني على الله ماهو فقد اكثر علي المجادلون وحيروني " اتوا بادلة وتكلموا اهل الجدل الباطل حيروني وضيعوني، نستفيد من ذلك المرجف : الانسان الذي يثير شبهات ، الانسان الذي يهدم الفكرة لديك، هناك ارهابي بيده TNT ) ( أومتفجرات ويضعها في مكان ويفجر ويهد بناية وبشر ويذبح اناس، وهناك شخص ارهابي مفخخ  لكن بتفخيخ فكري وليس تفخيخ (  TNT  ) ياتي ويجلس معك ويبدا يتكلم ويربط الشيء وهذه بتلك ويثير لك اشكاليات ويشككك بكل معتقداتك، وتسمع الحديث لطيف "وان تقولوا تعجب لقولهم " في وصف المنافقين، عندما يتكلمون تنبهر بهم وتعجب ماهذا الكلام والتنسيق اللطيف وياتي بافكار وكلام وتبدو كلها منطقية ومقنعة ويشكك بدينك وعقيدتك، في هذه الايام هناك فكر عند بعض شبابنا النخبوي، لنذهب لنقرا الكتب الحداثوية، من ضد العصرية والحداثة ولكن الحداثة يعني ماذا، التجديد يعني ماذا ؟ اذا كان الحداثة تعني تنسف كل العقائد  وتخرج من الكتاب الذي تقراه او الفكرة الحداثوية حائر حتى بربك ولاتعلم من هو الله لانريد مثل هذه الحداثة، والحداثة التي تاصل وتجذر والتي ترسخ معتقداتنا ومتبنياتنا والحداثة التي تاخذ هذه الاصالة وتقدمها بحلة عصرية جديدة، هذه نضعها على رؤوسنا، لذلك ترون في الحكم الفقهي يقول كتب الضلال الكتب التي تثير مثل هذه الشبهات حرام على من يقراها من  الناس، لاتقول لي هذه حرية الفكر، كلا، انت حر في فكرك، ولكن الفكر المضلل الذي يريد ان يحولك إلى عبد ويقيد افكارك ويجعلك تذهب إلى الهاوية، لا والله هذا خطي، هناك شخص يقول ماهذا فيروس الايز الذي يصاب به يموت واريد ان اجربه ماهو ؟ هل يجوز هذا ؟ لايدعوك ؟ فيروس، مامعنى ان تجربه، عجيب، فيروس للبدن لايجوز ان اجربه ممنوع وكل عقلاء الدنيا يقولون لي ممنوع وهذا ليس خلاف الحرية هذه صحتك كيف تخاطر بها ممنوع حفاظا عليك، اذن الفيروس الفكري لماذا حلال بحجة حرية التعبير ماهذه المفارقة وذاك الفيروس اقصاه يمرضني ويقتلني في عمر  60 او 70 او 80 الله يطيل باعماركم اما الفيروس الفكري قد يذهب بي إلى شقاء ابدي "خالدون فيها " ذاك الايجوز ؟ لماذا لايجوز هذا ايضا، كتب الضلال يحرم قرائتها الناس المنحرفين الضالين يحرم تسمع لهم، مثلا)  u tube) هل سمعت ماذا يقول فاذا كنت غير محصن يقول الاستثناء الفقهي " يحرم قرائتها الا للرد "اذا كنت عالم تقراها لترى من اين يخربون عقول الشباب لترد عليها ، وحتى تنتصر للسلامة الفكرية للمجتمع اقراها ليس هناك مانع اما اذا كنت غير عالم في هذه الجوانب، لاتملك حصانة عندما تقرا دينك يتلخبط وعقيدتك تهتز وايمانك يهتز وهذا حرام لاتتقرب هذا فيروس خطير هدام يضيع عليك اخرتك ويشكك بافكارك وبعقيدتك ولاتتقرب منها، هذا المسكين كان ابتلى بهذا النوع فاصبح ملحد فداخ وحيره وسطره، جاء للامام الصادق يقول له سيدي قل لي الله من هو حيرني المجادلون، قراوا براسي وغسيل دماغ عملوا لي الإنسان العادي والشاب مثلنا بالمجتمع عادي واخذوه وبداوه وقال الله كذا وقال رسول الله كذا ونسقوا له بطريقتهم المعوجة وتحول الى وحش بشري متحرك، قنبلة متحركة، يبحث عن عدد من الناس يصلون مجتمعين حتى يفجر نفسه ويتقرب الى الله بدمائهم، هذه افة خطيرة، الذي يغذي هذا الإنسان بالفكر المنحرف هو اخطر من الارهابي نفسه ومن يفجر نفسه هنا وهناك لان الارهابي واحد اما ذاك المنظر يصنع ارهابيين ولاحظتم  توجيهات المرجعية الدينية في هذه الجمعة كانت تركز على هذا الجانب ونحن نار مستعرة، نار التطرف والفكر المتطرف المستعر، تاركين النار ومشغولين نعالج المصابين، هذا احترق الحقو له، والثاني احترق والثالث احترق والعاشر احترق والالف احترق، اطفئوا النار، مادامت النار مستعرة كل ساعة يسقط واحد بها وانت تظل العمر كله تشافي وتطبب الناس ولاتستطيع ولاينتهون، اطفئوا النار لكيلا يكون مصابين، مادام الفكر المتطرف يدرس في الجامعات وفي المعاهد في مساحات واسعة في العالم الاسلامي ويقول لماذا اصبح هذا ارهابي وفجر نفسه ولنقتله، كم نقتل من البشر؟ لنواجهه، كم سنواجه من مثل هؤلاء، هل تقتل الف ومليار مسلم ويصنعون اخرين ويجلبوه وتقتل الف حتى تقتل الالف كم تعطي ضحايا وشهداء، وياتي بدل الالف الفين، عمل لاينتهي، مادامت النار مستعرة فمهما عالجنا من المصابين لان من يحترق يجب ان تعالجه وليس هناك بديل ، لكن اما ان تطفيء النار وتعالج واما ان تبقى النار مستعرة وتبقى تعالج العمر كله ولاتنتهي، فالحكمة تقول "المصاب عالجه والنار اطفاها " اوقف التطرف والإساءة للانسان اوقفها، "فقد اكثر علي المجادلون وحيروني " الامام الصادق راى هذا رجل بسيط فعندما يتكلم بادلة فلسفية وعقلية على الله قد يصاب اكثر ولا يستوعب فأراد ان يناغي فطرته وانعاش الفطرة، اراد ان يبيض فطرته السوداء انظر كيف تعامل الامام واثبت له وجود الله لم يجلب ادلة فلسفية " قال له ياهذا هل ركبت سفينة قط " هل صدف وركبت سفينة " قال نعم ركبت سفينة  وذهبت الى البحر وطبعا الجزيرة العربية محاطة بالبحار يريد سمك ويريد ان يسافر وهكذا بالسفن ، نعم ركبت، " قال فهل كسر بك حيث لاسفينة تنجيك ولاسباحة تغنيك" هل صادف ان ركبت  سفينة وكسرت ولاسفينة لتنقذك ولاالشاطيء قريب والساحل قريب حتى تذهب سباحة وتقذ نفسك، بنصف البحر ولاسفينة تنجيك ولاتستطيع ان تسبح وتذهب سباحة الى الشاطيء هل صادفت هكذا موقف ؟ طبعا نفس السؤال هذا دليل على ان الامام الصادق ( سلام الله عليه ) الله سبحانه وتعالى اراه حقيقة في هذا الرجل وقضية قديمة حدثت له وليس سؤال فرضي خرج هكذا، كلا، الامام بعلمه وبفضل الله عليه انكشف  له ان هذا ممن حصلت له هذه المشكلة فاراد ان يوظف الحادث لإثبات وجود الله " قال نعم " بالفعل كنت مسافر وانكسرت السفينة بنصف البحر وليس هناك سفينة قريبة ولا نستطيع ان نسبح في نصف البحر في حيرة من امرنا، قال عليه السلام ) فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئا من الأشياء قادر ان يخلصك من ورطتك ؟ انت بالحال ذاك في البحر لامن سفينة ولا تستطيع ان تسبح وحائر بنفسك، بتلك اللحظة جاء ببالك جاء شيء يستطيع ان ينجيك ويخلصك من هذه الورطة؟ قال نعم بتلك اللحظة ذهب ذهني وفكري الى وجود يستطيع ان يخلصني من هذه الورطة شيءما وشخص ما ياتي وينقذني ، قال الصادق (ع) فذلك الشيء الذي فكرت به الذي ياتي وانت تعتقد ان سوبرمان وتعتقد بطل أسطوري وما تتصوره كيف شكله هو ذاك الذي تصورته وأنت في قلب البحر ولا سفينة قريبة ولا تستطيع ان تسبح ولاعندك طريق لان تصل وتنفذ نفسك لكن متصور هناك شيء يستطيع انقاذك هذا الشيء نحن نسميه الله، ذاك هو الله  " فذلك الشيء هو الله، القادر على الانجاء حيث لا منجي وعلى الإغاثة حيث لا مغيث "المكان الذي الكل يعجزون به، المريض ياتيه الطبيب مطأطئ رأسه ويجر أقارب المريض ابنه او أخوه ويجوز غيره ويقول تعال للمكتب ويقول له هذا المريض  ابوك او اخوك يؤسفني ان أقول لك اننا بالطب لا نستطيع ان نقدم له شيئا الا رحمة الله لاشيء بعد فلماذا تتعبه هنا بالمستشفى وانتم تعبانين وباقين بالممرات، خذه للبيت وانت والله ورحمته، نحن لانستطيع تقديم شيء اخر له، هذه اللحظة، لاحل الا الله، الله يمكن ان ينقذه، وكل واحد منكم لديه قصص كل واحد منكم يراجع تاريخه وحياته له او لأقاربه او ناس سمع لهم كل واحد منكم لديه قصص، عن اناس ماكان لهم حل بالاسباب الطبيعية ، الله سبحانه وتعالى حلها بطريقته، الله وحده.

        نعود لاستكمال الاية "بل هي فتنة ولكن اكثرهم لايعلمون " : يغفلون، ويفشلون بالامتحان لايتوجهون الى الله وبالشدائد تصبح لديه حالة احباط وبالنعم يعتقد انه عمل ذلك، يعتقد بعلمه وبخبرته، ولايقول الله فعل ويعتقد انه فعل ذلك،"قد قالها الذين من قبلهم فما اغنى عنهم ماكانوا يكسبون " : هل تعتقد ان كلام هذا الزمان يقولون نحن عملنا ونحن كذا، كل الامم السابقة كانوا بها اناس ، الله اعطاهم ، وماقدروا، ونسوا فضل الله ونسبوا ذلك لانفسهم، وقالوا نحن قوم عاد وثمود وقوم صالح وقوم سبأ وقارون، القران مليء بقصص الامم السابقة التي ايضا كانت من هذا النوع، جاءت لهم النعم وقالوا نحن عملنا ذلك وبقوتنا.

    " قد قالها الذين من قبلهم " : الامم السابقة : "فما اغنى عنهم ماكانوا يكسبون "لكن في لحظة الحقيقة كل هؤلاء اكتشفوا انهم لايملكون شيئا وليس بيدهم ولا يستطيعون ان يقفوا أمام العواصف التي تأتي، شخص بنى ناطحة سحاب سبعين طابق، عندما تكون بالطابق السبعين تكون الغيوم تحتك ويقول علمي وخبرتي وكذا درست الهندسة الفلانية وعملت الكذا، سونامي يأتي ثواني كل هذه تكنس الاول والأخير وتكنس السيارات والبشر والحجر وكل شيء تكنس وتسير ، اين انت وانا كذا اين أصبحت، أين أنت ؟ ياتي امر الله ، كل شيء يتغير،.

        لاحظوا هذه الاية في سورة القصص حول قارون الاية 81 " وكان قارون كثير التبختر ولديه نرجسية في ذلك الزمان الفقير وكان ملياردير ويلعب بالذهب وكنوز لديه ، في بيته مخازن كامنة من الذهب والفضة، يجلس عليهن، متربعا " فخسفنا به وبداره "جاء الزلزال وفتحت الأرض وأخذته هو وداره وذهبه وكل شيء اخذته وابتلعته الارض، "فما كان له من فئة من جماعة من أنصار من جنود من خدم من حشم كل هذه الجيوش والناس الذين يقفون ونعم سيدي ولا واحد منهم استطاع عمل شيء وفتحت الأرض وابتلعته هو وبيته وذهب وظلوا ينظرون اليه، عجيب اين ذهب، بلحظات أين أنت اذن، أين ربعك والخدم ماذا عملوا لك وانتهت، صدام حسين بكبره حزب البعث وكذا وسنوات عديدة ، بطرقة واحدة، ذهب في تلك الحفرة، أخرجوه منه بهذا الشكل هذا البشر لا تتصور انه قضية، "فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين " لم يستطع إنقاذ نفسه ولا احد استطاع ان ينقذه وجاءت لحظة الله سبحانه وتعالى يقول " خسفنا به وبداره " فأصابهم : الأمم السابقة، الذين ايضا تبختروا وقالوا نحن وبعلمنا "فأصابهم : الظالمين "سيئات ماكسبوا ".

    شاهد اخر، الظالم الفعل السيء العمل القبيح، "فأصابهم سيئات ماكسبوا " والذين ظلموا من هؤلاء ذاك في الأمم السابقة وفي هذه الامم الذين يظلمون من مشركين مكة ومن يظلم وفي كل زمان وتمتد الى زماننا هذه خطاب لكل ظالم وكل من يعتدي وكل من يسيء للآخرين او يعتدي على نفسه ، او يظلم نفسه بالمعصية والذنوب ، الإنسان عندما يكذب يظلم نفسه ايضا ظالم "ولكن انفسهم يظلمون "والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ماكسبوا " ايضا سيرون نتائج أعمالهم القبيحة والسيئة.

        شاهد ثالث بالآية "وماهم بمعجزين" ولا يستطيعون إنقاذ أنفسهم ، سيأتي العذاب عليهم وسيأخذ نتيجة أعمالهم السيئة والقبيحة "اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " انظروا الى الله في هذه الاية هؤلاء الذين يقولون نحن وبعلمنا عملنا وحققنا، أجابهم الله، الجواب الاول الشواهد التاريخية وانظروا الامم السابقة وقارون ماذا فعلنا به لكيلا يفكر احد منكم بهذا، الشاهد التاريخي والدليل الثاني دليل عقلي في هذا المقطع من الاية هذا دليل عقلي على انه لاتعتمد على نفسك، ولاتقول انا فعلت نعم يجب ان تكافح وتجاهد وتبذل جهد لكن لاتتصور ان النصر منك بل النصر من الله، "اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " الاتعلمون ان الله يوسع الرزق ويضيق الرزق لمن يشاء وكما يريد، اليوم في مجتمعنا يخرج جيرانك، دكتور واستاذ بالجامعة وتدق الباب وتقول العفو استاذنا الكريم انت ماهو اختصاص يقول انا اختصاص بروف بالاقتصاد، انا استاذ، اذا انت عقل الاقتصاد المفروض المليارات تلعب بيدك لماذا انت حائر بلقمتك وانت استاذ بروفسور، ماعنده نقود يشتري نقود لاهله وهو بروفسور بالاقتصاد، عقل اقتصادي رهيب لكن حائر بلقمته، شخص تجده لم يدرس واسمه لايعرف ان يكتبه موظف واحد يكتب له ولايعرف الكتابة وحتى توقيع لايعرف لديه طمغة، يطمغ هكذا، ما ممتلكاتك، انا لااستطيع ان احسبها وكذا دوانم ومزارع ولدي قصور ولدي سيارات وهكذا مليارات واموال، لاعلم ولافهم ولم يدرس اقتصاد، كنت اقرا تقرير قبل فترة يقول 18 من اكبر ملياراديرية العالم الاكبر في العالم 18 منهم اميون، لايقراون ولايكتبون، هذه ماذا تفسرها بالله عليك، هل بعلمك عملت لماذا هناك عالم لايملك وجاهل وكل شيء لديه، هذا الله سبحانه وتعالى يجعل هكذا اناس ليكونوا عبرة لهم وعبرة لغيرهم من البشر واذهب واعمل واتعب لاتجلس في بيتك وتقول اللهم ارزقني,  لااعطيك يجب ان تعمل وتبذل جهد، ولكن عندما تبذل اذا اتتك النعمة قل هذا من فضل ربي، اذا لم تاتك ولم يعطيك الله قل الهي لابد ان هناك حكمة انا اظل اعمل واذا كنت تقدر المصلحة وتعطيني وهناك من يملك سبع صنائع والبخت ضائع، اليس هكذا يقولون هي هذه الاية هذه معناها هو هذا المثل، (سبع صنائع والبخت ضائع) ليس بيده شيء هذا مفروض بهذه الخبرة التي يملكها اين يضع يده هناك ذهب لكن سبحان الله الله مقدر له قوت لايموت وذاك الاخر لاتعلم لافهم واين يرميها تاتيه بالهدف ، اين يضع ماله واينما يشتري يشتري طحين يرتفع سعره وايت مايعمل الله سبحانه وتعالى يقدر له حتى يكون عبرة لنا جميعا، الرزق بيد الله، هناك شخص تجده عنده احترازات طبية صحية، هذا غير معقم وذاك هكذا وهذا يجب ان نستعمله وهكذا العصير الفريش الفلاني كذا، يذهب الى المختبر واذا به خمسين عله به ومرض وكلا شيء فيه غير منتظم اذن اين الوضع الصحي والدقة الفلانية وواحد اخر شيش بيش اينما ياتي بيده ياكل ويشرب ولايفكر بهذه القصص ويذهب الى المختبر فتاتي النتيجة سالم من كل مرض وهذا عبرة لنا، اعود واقول ليس معناه لانهتم ومراعاة الاسباب الطبيعية شيء مهم ولكن ان تقول هذه الاسباب ولااحتاج خلص اراعي الاشياء الطبية ولاامرض ، اراعي هذه الاشياء واجعله 120 سنة ليس العمر بيدي وبيدك وهناك من خطط وجلس في الظل واذا به قصة لاعلى البال والخاطر وهناك من هو في قلب الجبهات والقنابل يمنة ويسرة وقناصات وهو يقول يالهي ارزقني الشهادة ويذهب ويعود ولايستشهد ولم تبق  جبهة لم اذهب اليها، والله اعطاه حياة ثانية وكيفما تكون يخرج سالم منها ، الله يريد ان يضع كل هذه الامثلة عبرة ويقولا يا انسان لاتغتر ولاتتصور الامور بيدك، هذه بيد ي بيد الله هكذا يقول لنا الله سبحانه وتعالى .

    "ان في ذلك لايات ": انذار واشارة، اية"لقوم يؤمنون " المؤمن يستفيد من هذه العبر، افتح عينك، جاءت له الهي شكرا لك، واذا لم تات الهي انت قدر ، رضا برضاك، للمؤمنين تكون هذه القدرة
    . امير المؤمنين في الكلمات القصار 250 في نهج البلاغة " عرفت الله بفسخ العزائم ": الله عرفته اقرر شيء واذا بي يتفركش ، كيف لااعلم .

        ظهر اسمي بقرعة الحج وانتهيت من توظيب اشيائي كلها ، وجاهزة الامور وسجلت بالقافلة ومرتب كل شيء وغدا السفر ، انا اعرف هكذا حدث واخر يوم ودعت عائلته ليذهب الى السيارة ليركب ويذهب وبيته بالطابق الثاني وعثر وكسرت رجله وقعد وواحد لاعلى باله ولامخطط ولادافع اموال واذا بشخص يدق بابه ويقول له اتذهب للحج والى ان يرى الكعبة ، كيف حدثت لانعلم، الله رتبها، "عرفت الله بفسخ العزائم وحل العقود " الاتفاق على قضية مرتبين وتعبانين ومناقشات ومداولات وكتبنا ووقعنا، واذا بها تتفركش وتذهب وعمل اخر ليس بالبال ولا الخاطر صارت بيت تم شراءه بنصف السعر كيف ؟ الله رتبه مثلا، "ونقض لهم " اقرر على شيء واهم على شيء ولايحدث، الله لايريد ذلك ولم يقرره واذا بفرصة تترتب وتصير، وفي كل هذه العناوين هذه ليست فرضيات وكل واحد منكم ليعود لحياته الشخصية لعلاقاته الخاصة، الذي راه بعينه سيرى مصاديق لهذه الامور، فلله الحجة البالغة، الله االحاجة خاصته يقيمها على عباده، فامام العين نرى الاشياء والمؤمن يعتبر "ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون " : المؤمن يعتبر ويستفيد فدائما يعود الى الله سبحانه وتعالى وغير المؤمن كل هذه الاشياء يراها ولكنه في غفلة ولايلتفت اليها ولايصحى ضميره فيظل في اتجاهاته الخاطئة ويرى انه الذي عمل بقدراته الشخصية .

    نسال الله ان يبعدنا عن الانانية والنرجسية وان نعمل ونعتقد بان ما يتحقق هو بفضل من الله سبحانه وتعالى وللحديث صلة ياتي تباعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة