• نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية السابعة عشر

    2015/ 07 /08 

    نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية السابعة عشر

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ، سيد الأنبياء والمرسلين ، حبيب اله العالمين ،  أبي القاسم المصطفى محمد ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين .

    ثم الصلاة والسلام على سيد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب ( صلوات الله وسلامه عليه ).

    السادة الأفاضل ، الإخوة الاكارم ، السيدات الفاضلات ، عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بإمامنا أمير المؤمنين الإمام علي (ع) .

     ليالي عظيمة ، ونحن نستذكر هذه الشخصية الأسطورية، هذه الشخصية القدوة والتي مثلت منهجا في الامة الاسلامية ، وذكرنا اننا في هذا العام نسعى ان نقرا عليا  ( عليه السلام) من خلال اقواله ، واستعرضنا العديد من النصوص الواردة في اقوال أمير المؤمنين ( ع) في نهج البلاغة والتي تحدثت عن موقفه تجاه المقاتلين والسلوك المطلوب في عملية في ادائهم للجهاد في سبيل الله ومسؤولياتهم في هذا الشان، كما وتحدثنا ايضا عن طبيعة السمات المطلوبة للمجاهد وللسلوك المطلوب في ادائه وفي تعامله مع المدنيين في حركته العسكرية والجهادية، وتحدثنا ايضا عن موقف امير المؤمنين ( صلوات الله وسلامه عليه) تجاه ظاهرة الفساد المالي في الدولة ومؤسساتها وتعامله الحازم مع المفسدين وملاحقته للمفسدين، اليوم نتحدث في ملمح اخر من ملامح علي كرجل دولة وهو :

    موقفه تجاه الممارسات الحزبية والفئوية في اطار الدولة .

    لاحظوا في كتاب له (سلام الله عليه) الى ( مصقلة بن هبيرة الشيباني )  والذي كان قد وضعه وولاه عاملا على ( اردشير خّرة ) وهي من مدن بلاد فارس ، يرسل له كتابا ، امر ديواني ومرسوم كما نعبر اليوم ، لاحظوا ماذا يقول لهذا الوالي في هذه المنطقة ، يقول له " بلغني عنك امر ان كنت فعلته فقد اسخطت إلهك وعصيت إمامك "اذن ليس من اهمال للتقارير التي تصل الى امير المؤمنين ، يرتب الاثر ويتابع ، ويدقق ، ويتحرى عن كل معلومة وعن كل ملحوظة تاتي عن احد ولاته ، لكن مبدا المصارحة والمكاشفة يقول هكذا بلغني الشيء ان كان صحيحا ففيه سخط الله وفيه عصيان لامامك لان الامام كان يشترط على ولاته قبل ان يعينهم شروط في كيفية الادارة وكيفية مراعاة الناس والتعاطي مع المال العام ، ماذا وصل يا امير المؤمنين ؟ يقول " انك تقسم فيء المسلمين ":  تقسم خراج المسلمين والضرائب وايرادات الدولة "الذي حازته رماحهم وخيولهم " ذلك الوقت ليس هناك نفط يستخرج الضرائب كانت تجبى من خلال الغنائم التي يغتنمها المسلمون فكانت ايرادات الدولة تاتي من خلال الجهاد والقتال في سبيل الله وملاحقة الاعداء والتضحيات الجسام التي تقدم في هذا الشان، "واريقت عليه دمائهم " : هذه الايرادات جاءت بدماء المسلمين ، "فيمن اعتامك " : اين تصرفهن : فيمن اعتامك من اعراب قومك " تصرفها فيمن اختارك بمصطلحات زماننا في من ( صوت لك )  "من اعراب قومك ": من جماعتك وحزبك ، من طائفتك ، من محافظتك ومن جمهورك ومن عشيرتك ، وانت ترعى هؤلاء ولاتهتم بعموم المواطنين على حد سواء وتختزل وتحتكر امكانات الدولة لصالح حزبك وجماعتك ، انت وزارتك عملتها وزارة حزبية ، والموقع الذي انت مسؤول عنه حولته الى موقع حزبي وليس كانه ملك لكل الناس وكانه ملك خاص لجماعتك ولحزبك هكذا بلغني واذا كان تعاملك بهذه الطريقة ففيه سخط وفيه عصيان علي ، "فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة " اقسم بالله العظيم ، هنا يستخدم عليا ( عليه السلام ) القسم " لان كان ذلك حقا " : انا لااريد ان اتعجل واظلمك وانا لااريد ان اخذ بتقرير المخبر السري وقد يكون كيدي وظالم ، لعل هذا التقرير غير دقيق انا اخبرك  انت وسارسل لجنة تحقيقية واتحرى عن الموضوع لكن اذا ظهرت هذه المعلومة صحيحة وانك كرست ووظفت المال العام لصالح حزبك وجماعتك وربعك وعشيرتك ولم تشرك المسلمين جميعا ولم تعطهم حقوقهم بشكل عادل ومنصف " لان كان ذلك حقا لتجدن لك علي هوانا " : ياويلك مني وسترى ما افعل بك ، وسترى كيف اتعامل معك ، "ولتخفن عندي ميزانا " قيمتك تهبط عندي ، وانت قيمتك ليس بوجاهتك بل قيمتك بخدمة الناس ، وقيمتك بالعدالة والانصاف ، في ادارة شؤون الاناس واذا كنت عادلا واذا كنت منصفا واذا تعاطيت مع المواطنين على اساس حقوق المواطنة واذا لم تفرق بين احد واخر ، نعم انت منزلتك رفيعة، مكانتك عالية لدي لكن اذا كان التعاطي بشكل اخر ، سيكون لي موقف منك وصورتك تهتز عندي انا علي بن ابي طالب ، "فلاتستهن بحق ربك ": هل تعتقد ان الله لايراك ولايقدر ؟ وجئت وصرت مسؤول سنتين او ثلاث واربع وتنتهي وتذهب وماذا بعد هذه المسؤولية وتنتهي المسؤولية وتنسى ويبقى الوزر والوبال عليك ، وتبقى التبعات عليك، الم تفكر بهذا الامر ، "ولا تصلح دنياك بمحق دينك " : تعتقد بهذه الطريقة تصبح لديك وجاهات واصواتك تزداد واموالك تكثر ، ودنياك تظمنها بهذا المنهج وتحصل الدنيا اذا حصلت عليها بزوال الاخرة ، وتمحق الاخرة ، وتخاطر باخرتك أي مصلحة في ذلك " فتكون من الاخسرين اعمالا " قل هل ننبئكم بالاخسرين  اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " يتصور انه يحسن العمل عاشت يده ، هذا وزير جيد حلبها الوزارة حلب ، ولا احد يتنفس الا ان يعطيه نسبة معينة له ولحزبة وجماعته وربعه ، حلبها بشكل جيد وتعتقد انك عملت بشكل جيد والحال أنهم الاخسرين أعمالا وظل سعيهم في الحياة الدنيا نستجير بالله من ذلك، "الا وان حق من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء " : الناس المواطنين المسؤول عنهم والذين معك والذين معنا بمنطقتك وبالمركز وبالمحافظة والإقليم والذي بالحكومة الاتحادية في المركز كل هؤلاء لهم حقوق متساوية وحقوق متكافئة، لأنهم مواطنون في دولة الإسلام .

    "الا وان حق قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء "الناس كلهم المواطنون باجمعهم لهم استحقاق في ميزانية الدولة وأموال الدولة، "يردون عندي عليه ويصدرون عنه " يجب ان توزع هذه الإمكانات على الجميع بشكل متكافئ ومتساوي بما يضمن مصالح جميع المواطنين ، لاحظوا الموقف في إرساء حقوق المواطنة ، في التعامل مع الناس بشكل سوي ، في الإنصاف بين المواطنين، في عدم احتكار الإمكانات والتعيينات والميزانيات احتكارها لطرف واحد واهمال الأطراف الاخرى وبقية المواطنين .

     ايضا موقفه (سلام الله عليه) في التداول السلمي في تغيير وتبديل المواقع وليس فقط ان كان فاشل يغيره ويبدل اخر مكانه ، فاذا كان مدير ناجح وعمل لسنوات عدة في مكان ما وقدم ماعنده وليس هناك جديد يعطيه الى العمل ارفعه واضعه في مكان اخر جديد عليه ليبذل ويجدد في ذلك الموقع واجلب مسئول اخر أضعه في هذا المكان ليأتي بأفكار جديدة ومنهج جديد واسلوب جديدا ويقدم شيئا جديدا لهذا الموقع.

    لاحظوا في كتاب له الى ( عمر بن ابي سلمة المخزومي ) وكان واليا له على البحرين، وكان ناجحا وادارته جيدة وليس بها احتكار وتبديد للمال العام ومع ذلك ، عزله عن هذا الموقع ونقله الى موقع اخر ، ونصب في مكانه ( نعمان بن عجلان الزرقي ) واليا على البحرين في رسالة الاعفاء ، او بالحقيقة  النقل الى مكان اخر ، ماذا نسميه تنسيب الى مكان اخر وانتظروا ماذا يقول علي ( عليه السلام ) لهذا الوالي والمسؤول الناجح" اما بعد فاني قد وليت نعمان بن عجلان الزرقي على البحرين "انا عينت شخص بدلك والي على البحرين "ونزعت يدك بلا ذنب لك " ورفعت يدك لكن من دون ان تكون ارتكبت خطأ وليس من مذمة عليك " ولاتثريب عليك ولاملامة عليك وليس عندي ملاحظات ونقاط عليك وادارتك صحيحة وناجحة لدي ومابيها ضير واشكالية "فلقد احسنت الولاية " كنت مسؤولا ناجحا، وهنيئا لمن يشهد له علي بن أبي طالب بالنجاح كم كان معناه عنده كفاءة وقدرة ادارية عالية" وأديت الامانة " : علي (ع) يقول انك كنت أمين وتعاملت بشكل صحيح، "فاقبل غير ضنين "التحق بالمركز وتعال عندي ، و"غير ضنين"  وانت غير متهم ولم اجلبك استدعاء وكمتهم يستدعى مرة يقال له تعال ليس استدعاء متهم "ولاملوم ولامتهم ولاماثوم فلقد أردت المسير الى ظلمة أهل الشام " انت ليس عليك شيء والان لدينا مسؤولية اكبر والمسؤول الناجح لانبقيه في مكانه وقدم ماعليه ونجلب غيره ونبدله ونضعه في مكان اهم لدينا معركة وجودية "مع ظلمة اهل الشام " اليوم معركة وجودية مع ارهاب داعش ، داعش عراق والشام ما اشبه اليوم بالبارحة، "واحببت ان تشهد معي " : اريدك معي ، اليوم هناك نواب ووزراء ومسؤولين جمدوا مواقعهم وذهبوا الى جبهات القتال لديهم خبرة عسكرية ويقولون اليوم يوم الملحمة وخبرتنا وتجاربنا نضعها بين يدي ابناء شعبنا ونقدم لهم لهؤلاء موقفهم وقفتهم وتضحيتهم وعطائهم "واحببت ان تشهد معي " وانا اردتك في هذه المعركة الوجودية معي لانك ناجح وكفوء ومدير قوي ولانك امين، وهذه معركة وجودية تحتاج الى من يكون بهذه السمات والاوصاف " فانك ممن استظهر به على جهاد العدو " انت شخصية قيادية وشخصية بها سمات ومؤهلات قيادية مهمة، واريد ان استعين بك في هذه المعركة فاعطيت مكانك وهو مهمة مدنية لفلان بن فلان وتعال لنذهب لقتال ظلمة اهل الشام او الظلمة القابعين هناك " على جهاد العدو واقامة عمود الدين ان شاء الله تعالى " اذن منهج التداول وتغيير الادوار والناجح احوله الى مكان اخر ليسجل قصة نجاح ثانية واضع اخر بدله ، فكرة ان واحد يقبع في مكان عشر وخمس عشر سنة هذا خطأ وان كان فاشلا لماذا نبقيه وان كان ناجحا قدم ماعليه وانجح المكان ونحوله الى مكان اخر لينجح مفصل اخر من مفاصل الدولة واتي بشخص كفوء واضعه ليتعلم في يوم ما في العراق الجديد اذا كان لدينا 100 او 200 مدير ناجح بعد عشر سنوات يجب ان يكون لدينا ثلاثة الاف مدير ناجح وبعد اربعين سنة يجب ان يكون لدينا 20 الف مدير ناجح ومعاييرنا ترتقي وخبراتنا تتراكم والخدمة لشعبنا يجب ان تكون اسرع وافضل لذلك نحن دوما بحاجة الى تراكم الخبرة والى بناء شخصيات قيادية والشخصية لايبنى الا بالميدان ويحتاج الى مقومات ذاتية يجب ان يكون دارس وبحاجة الى خبرة ومراس بالميدان ، والطبيب لايصبح طبيب بدراسة الكتب فقط يجب ان يمسك بالمشرط في صالة العمليات ويطبق مادرسه ليصبح طبيبا والقائد لايكون قائدا ناجحا إلا في الميدان ان كان قائدا عسكريا اومسؤولا ومديرا ، يحتاج الى التجربة واحتكار المواقع من قبل عدد قليل من الناس هذه ليست ظاهرة صحيحة نحتاج إلى أن نزرق دوما وجوه جديدة واناس تكتسب خبرة وتدفع العجلة الى الامام، اذن هذا ايضا في منهج علي ( عليه السلام) في التداول السلمي .

    ايضا في تكريم المسؤول الناجح ، نحن المسؤول اذا عمل وقام بواجبه ، هذه مسؤوليته وواجبه غصبا عليه ومع السلامة ، اذا اخطأ خطأ معين الدنيا تقوم ولا تقعد، العقل الجمعي في وضعنا هكذا ، يركض شخص ليل نهار لايذكره احد ، ويحقق انجازات عظيمة، ويحافظ على المال العام ويعيش حياة الكفاف ويكون قمة في النزاهة ، الناس تعبر وتمر مرور الكرام هذه الدولة العراقية كم كبرها كمثال في واقعنا ، كلهم ليسوا جيدين وغير مخلصين وكلهم سارقين ؟ كلهم سراق ؟ ليس صحيح هذا الكلام وليس إنصاف ابدا، هذا فيه اجحاف وفيه ظلم ، على اناس مخلصين من ابناء هذا الشعب ومن موظف بسيط الى مسؤول رفيع، من مقاتل بسيط الى قيادات كبيرة ، امنية ، عسكرية، قضائيا وسياسيا وهناك مخلصين يعملون ليل نهار في سبيل الله من اجل خدمة هذا الشعب ، لولاهم لكان لايبقى حجر على حجر في هذا البلد ومع كل التحديات ومع كل هذه المصائب ومع كل هذه المشاكل ، من هنا داعش ومن هنا الأوضاع الاقتصادية وانخفاض النفط وانخفاض الميزانيات والمشاكل الاقتصادية، ومن هنا المشاكل السياسية والمنطقة ملتهبة في هكذا ظروف وهناك من يعمل ليل نهار حتى يحقق انجاز لهذا الشعب ، راضين عن هذا الوضع ؟كلا، دون مستوى الطموح لكن لااحد يعمل ؟ ليس صحيح هذا ابدا، كل واحد منا ممكن يعرف في مساحة معاريفه يعرف اناس مخلصين يعملون ليل نهار من أصدقاء واقارب ومن ارحام ومن أناس يعرفهم وأناس رآهم في الدائرة والوزارة والشارع وفي كذا فالشرطي تراه يقف بالليل والنهار بالسيطرة يحمي ويحرص كما لو كان هذا بيته الخاص ، ولكن ليس كل الشرطة هكذا , ولكن اليس هناك شرطي نزيه ؟ هذا خطا ايضا لنكن منصفين، كما اننا نراقب الإخفاقات والإشكاليات وهذه خصوصية الناس النقد الذاتي يساعد على تصحيح المسار ، لكن يجب ان نكافئ من يقوم بالعمل الصالح، بالعمل الجيد، نحن مؤتمراتنا لتكريم العقول اتعلمون متى تحصل ، بعد وفاتهم ، تكريم العلامة الفلاني رحمة الله عليه، ابنه لياتي ويأخذ الهدية، لماذا تكريم رحمة الله عليه ، يوم وقف ويسير بطوله ماقلنا له تعال وعملنا له مؤتمر وهو حي ، نحن امة نكرم الاموات لكن الحي مادام هو حي هو العلامة الذي كرمناه بعد وفاته مادام حي الى اليوم الاخير لايعني شيئا لنا البعض منا هكذا وكثير منا ، قلما نكافيء ونكرم ونقدر ونبرز ، هناك امم تجدها تفتخر بقيادات وبشخصيات وبرموز وبكذا وتعرف قيمتهم بحياتهم ، نحن امامنا امير المؤمنين ( سلام الله عليه)  حينما استشهد في مثل هذه الليالي الشريفة وانتشر الخبر في الشام قتل علي في محراب صلاته " اهل الشام واحد ينظر للآخر وقالوا علي وال صلاة " أو كان يصلي علي حتى يقتل في محراب صلاته "الصلاة مستغربين انه يصلي ، بعد حين عرفوا ماقيمة هذا الرجل الأسطورة رسول الله(ص) من قبله ، ابونا رسول الله (ص) " مااوذي نبي بمثل ما اوذيت" وهكذا الاوصياء والاولياء وائمتنا الاطهار والمصلحين دائما قدرتنا في جلد الذات وتقريع بعضنا عظيمة وكبيرة ، لكن في التكريم انظروا امامكم علي بن ابي طالب كيف كان يكرم ، كتب الى احد ولاته ، "اما بعد فانك ممن استظهر به على اقامة الدين "انا فرحان بوجودك في فريقي وانت استقوي بك على اقامة الدين ، "واقمع به نخوة الاثيم " وبك اكسر تكبر وتبختر الناس الظلمة العصاة من ذوي الاثام"واسد به لهاة الثغر المخوف "الثغر هو الحدود قد تكون حدود لبد او قد تكون موقع مهم حساس في داخل الدولة يقول هذا سد لنا ثغرة معينة بمعنى هناك مهمة خطيرة وهذا تصدى لها وممسك بها " لهاة : هذه قطعة اللحم التي تروها على باب الحلق في سقف الفم التي هي بالحقيقة تنظم عملية استنشاق الهواء وايضا دخول المادة الغذائية لتنزل الى المعدة لاتذهب الى الرئة وجهاز التنفس للانسان وتودي بحياته ، لحمة صغيرة فوق في بوابة الحلق لها دور جدا عظيم في تنظيم تنفس الإنسان وطعامة وكل شيء وكم هو تشبيه جميل ايمر المؤمنين لهذا يقول له انت مثل هذه اللحمة وضعتك في موقع حساس "اقوي بك على حفظ الدين واستعين بك على لجم المفسدين فاستعن بالله على مااهمك "شد حيلك واستمر في هذا المنهج وابقى نقيا طاهرا كفوءا قديرا حريصا مقداما لاتبرد ، ولاتتراجع ، البعض منا تاتيه ايام تراه مندفع وثم ذلك يفتر وينكمش ،هذه مثل الاطار يجب ان تكون تملاها بالهواء والا بين فترة واخرى تنكمش وتنفس ، كما في الاطار الذي ينفس وياتي مندفع كالصاروخ وبعد ايام شيئا  فشيئا ينزل ويجب ان تشحنه مرة اخرى مثل موبايلاتنا تمر بضع ساعات يبدا ينقص الشحن ونضعه بالكهرباء ليشحن والا ينطفيء ويذهب ،يقول انت لاتصير من هذا النوع كن دائم الحماس والاندفاع ، "واخلط الشدة بضغث من اللين " حتى تكون ناجح في دورة القيادي يجب ان تجمع بين الشدة واللين ، شدة وكسر الناس تهرب منك ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " يارسول الله انت رسول الله تتعامل مع الناس ليس بالكسر والشد الناس تتركك وتذهب بعيدا، كله لين ورفق وعيني واغاتي لايسير العمل ابدا، هناك من اناس يحتاجون الى شدة  فالتوازن بين الشدة واللين هو من يحقق لك فرصة قيادية لتحقيق الانجاز، "وارفق ماكان الرفق ارفق " في المكان الذي تستطيع ان تعمل اعمالك برفق ومحبة  الافضل ان تستخدم اللين، ولكن بالمكان الذي يفهمون ان اللين خطأ واخوان يجب ان تقفوا بالمكان لان الضوء احمر ويجب ان يضع الصفارة بيده واليد الثانية ورقة الغرامات ومن يخرج يغرمه الناس تسير بشكل صحيح لكن ليس الجميع بهذا الشكل والبعض تقول له تفضلوا يلتزم ومهناك من لايعمل الا بالصياح عليه فيحتاج دائما حالىة الموازنة ولكن يبقى اللين هو الاساس مادام يحقق نتائج ، في المكان اللين لايحقق نتيجة هناك يجب ان تغلظ صوتك وتحمر عينك وتستخدم الشدة لكي تستطيع ان تنجح المهمة المسؤول عنها، "واعتزم بالشدة حين لاتغني عنك الا الشدة " اذا بالمكان ليس هناك حل الا الشدة لانجاز العمل فاستخدم الشدة اما اذا كنت تستطيع ان تنجز العمل فلا تستخدم الشدة وتعامل بلين " واخفض للرعية جناحك " كن متواضعا مع الناس وتواضع ، يامسؤول ان التوقيع بيدك ومصلحة المواطن بيدك والمسكين يقف وراء المنضدة او خارج على الشباك والنافذة ينتظر رحمة الله، ويبح ويا الله لعل الله يهديه ويوقع لاتستغل حاجة الناس لك ، ولاتستغل وتواضع ، "واسي بينهم "وكن عادلا ومنصفا مابين الناس في اللحظة والنظرة والاشارة والتحية " اذا كان عشرة يقفون بانتظار التوقيع وينظر الى شخص يعرفه ويا ابو فلان تعال الى داخل الغرفة والبقية يقفون مساكين يتحسرون ويقولون نصف ساعة مع هذا ونحن نبلط البحر ، انت في موقع مسؤول الان انه لم يات الى باب دارك وياتي ابن عمك وصديقك تعرف تكليفك هنا انت مسؤول عن مواطنين هذا ابو فلان صاحبك والاخر الذي لاتعرفه كلاهما مواطن ولهم حق متساوي ، بنظراتك وبابتسامتك وبتعاملك يجب ان تكون عادلا معهم ليشعر الكل باطمئنان الناس اتى لياخذ حقه وعنده قضية وتنجز وحتى بالتحية والسلام ، لايسلم انت تسلم عليه ، سلام عليكم ، ولايرد ، عمي صبح الله بالخير ولايجيب ، حياك الله ، لايجيب وبعد ثلاث اربع مرات تتكلم الامبراطور وهو موظف ، الامبراطور رفع راسه وقال هلو وهذه النتيجة بعد كذا مرة من السلام والتحية ، انت امس كنت تقف تنتظر توقيع غيرك لتتعين رافع الملف يمنة ويسرة واتعينت وغدا تعمل مثل ماعملوا بك، اذن لايمكن اصلاح وضعنا وكل واحد منا وراء النافذة يرجف والا ان يجلس على الكرسي والقلم بيده تبختر وتكبر ، لايمكن هذا ، لايصح هذا ، اذا واسيت بين الناس ، هذا غني وهذا فقير بنفس النظرة والتعامل ونفس الاحترام ، اذا واسيت بين الناس حتى يكون ماذا " حتى لايطمع العظماء في حيفك " الناس اصحاب الوجاهات والله هذا مليونير وهذا المقاول الفلاني وهذا رجل الاعمال الفلاني ودائما وراء المنضدة حياكم الله وةمرحبا وعندما يعملهكذا يطمع ويقول اذن هذا ارتخى اذا عنده معاملة حتى لو كانت غير قانونية يضعها بالنصف ومعها بضع وريقات وتسير المسائل "يطمع " ولايياس الضعفاء من عدلك "الفقير يائس وراى حجي فلان ومع كرشه والسبحة من افضل الانواع ومحبسه ماشاء الله نصف كيلو ، رجل الاعمال الفلاني دخل وقام له الموظفون والفقير سيقول ذهبنا بين الارجحل والذي عنده ياس من معي كلهم ذهبوا مع حجي فلان لكن عندما يكون التعامل سليم مع الجميع باحترام تريد تقوم للغني قم للفقير ايضا ، تريد تسلم على الغني سلم على الفقيرهذا هو الصحيح ولااقول لك لين للغني لاتهين احد واحترم الجميع ، وقدر الجميع وقف مع الجميع ، حتى يشعر الجميع بالانصاف ، فيانسوا ويطمئنوا ويندفعوا .

     هذا ايضا لاحظوا امير المؤمنين في التكريم .

    توصيات علي (ع) في كيفية سلوك المسؤول يدخل في ادق التفاصيل لايقول انا ليس علي انا القائد للقوات المسلحة انا امير المؤمنين انا الحاكم فوق لاعلاقة لي بالموظف ماذا يعمل هذا ليس عملي كلا لايتعامل امير المؤمنين بهذه الطريقة لاحظوا ماوصى به ( شريح بن هاني) حينما جعله في مقدمته الى الشام الى جيش الشام ماذا يقول له " اتق الله في كل صباح ومساء " تقوى الله هذا الكرسي لايخربك ، ظل انت علاقتك بالله قوية ومتينة ، "وخف على نفسك الدنيا الغرور " انتبه الدنيا لا تغرك ، سيارة وحمايات ومنافع ومكاتب معينة واناس تقف وراء بابك وهذه ظواهر لاتغرك وهذه الدنيا "ولا تامنها على حال " لاتثق بالدنيا فاعطيك دفعة ولاتامن لها ابدا بالدنيا مهما كانت اوضاعك ملائمة وجيدة برمشة عين كل هذه الامور تختلف ، ملياردير بالليل وتنهض صباحا والان انظروا في اوربا اليونان وأزمتها وتاثيراته على البورصة في اوربا والمصارف مليارات خسائر ، راس ينطح براس وهذا هو حال الدنيا، لاتامن بها "واعلم انك ان لم تردع نفسك عن كثير مما تحب مخافة مكروه "اذا لم تاخذ مواقف وتمنع نفسك من اشياء تحبها خشية الوقوع في مخالفة واذا لم يكن لديك حصانة ومناعة "سمت بك الاهواء "ارتفعت بك الأهواء الى كثير من الضرر "هذه النرجسية عندما تبدا تتبختر انظر الى حالك الله يساعدك ، الإنسان علىالارض يسقط وينفض ملابسه ويسير لكن اذا كان على الدرجة الرابعة او الخامسة سقط ستتاثر رجله واذا كان بالطابق العاشر وسقط سيكون التاثير اكبر هي سقطة لكن كلما تكون اعلى تكون السقطة اشد فكلما كان مسؤوليتك اكبر كلما كانت اخفاقك لا سمح االله به ضرر اعظم عليك وعلى المجتمع ، "فكن لنفسك منعا رادعا "انت امنع نفسك ان تذهب وتندفع الى نرجسيات وتبختر وتكبر وهذا لايناسبني وهذا من وذاك فلان وتواضع مع الناس ، "ولنزوتك عند الحفيظة "نزواتك وميولك ونرجسياتك ، في لحظات الحفيظة الغضب عندما تغضب وانت صاحب قرار فورا اطردوه ، وارموه بالسجن ، هذا خطير لانه صاحب قرار ويصبح عصبي في لحظة يتخذ قرار معين يهدم بيوت ، ويظلم ناس بهذه اللحظة ويقول "ولنزوتك عند الحفيظة واقما "كن قاهرا واقهرها، وقامعا واكسرها لاتسمح لنزواتك وهواك ان يلعب هذا كلام عني سافعل كذا وكذا الا سافعل له ملف اكسر رقبته به ، يجوز هذا او لا ؟ تكلم عنك اذا باطل اذهب له وقل له اخي هذا غير صحيح واذا بحق انت اصلح نفسك لكي لاتتكلم الناس عنك ، اما تكسر ظهره او رقبته هذا لايجوز ، اتق الله في مثل هذه المواقف .

    وللحديث صلة ياتي في الليالي القادمة في نهج علي (عليه السلام ) وكيفية تعاطيه نسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من السائرين على نهجه ومنواله وان يوفقنا لطاعته واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة