• نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية التاسعة عشر

    2015/ 07 /10 

    نص حديث السيد عمار الحكيم في الامسية الرمضانية التاسعة عشر

                                                          بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ، سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم المصطفى ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين .

    السادة الأفاضل ، الإخوة الاكارم ، الأخوات الفاضلات ،تقبل الله أعمالكم وصيامكم وقيامكم ونسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا وإياكم من المرحومين في هذا الشهر الفضيل وان لا نكون من المحرومين .

    اعوذ بجلال وجهك الكريم ان ينقضي عني شهر رمضان او يطلع الفجر من ليلة هذه ولك قبلي تبعة او ذنب تعذبنا عليه، نسال الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذه الليالي الشريفة ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان ، يجعلها ليالي رحمة ومغفرة ونصر وظفر لشعبنا وابناء امتنا ، في ليلة اخر جمعة من شهر رمضان المبارك ألفنا ان نخصصها للاحتفاء بيوم القدس هذه السنة الحسنة والكريمة التي دعا اليها الإمام الخميني ( قده) حينما اعتبر الجمعة الاخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للاحتفاء بالقدس ، وما اجمل هذه الالتفاتة فقضية القدس وقضية فلسطين، هي القضية المركزية بين المسلمين مهما انشغلنا في ساحاتنا بتحديات واعداء وخصوم واشكاليات ، ولكن علينا ان لاننسى فلسطين وان لانغفل عن القدس لان المعركة في فلسطين معركة على الهوية ، الهوية الإسلامية مستهدفة والقدس هويتنا ، القدس ترمز إلى اسلاميتنا ، واستهدفت لهذه الهوية، فعلينا ان نحافظ عليها وعلينا ان نهتم باحيائها على الدوام ، الحديث عن يوم عالمي للقدس لكي نكرس ونرسخ هذه المركزية ولكي لاننسى فلسطين فقضية فلسطين ليست قضية فلسطينية وانما هي قضية اسلامية ، تعمنا جميعا وعلينا ان نهتم بها ونرعاها ,هناك من جاء وأراد ان يصور ان فلسطين أرضا بلا شعب وهو شعب بلا ارض فمن حقه ان ينزل في هذه الأرض وان يحتكرها لنفسه هكذا أرادوا ان يصوروا، ونعرف منذ اكثر من نصف قرن عملية ممنهجة ينفق فيها إنفاقات هائلة وتغطى بغطاءات دولية كبيرة من اجل تغيير واقع من حال إلى حال وأصبح الشعب الفلسطيني شعبا مشردا في كل صوب وحدب وهناك من جاء واحتل الارض وغصب هذه الارض وجلس عليها ويدعي الشرعية لنفسه في هذه الخطوات ، يوم للقدس العالمي من اجل ان نتضامن ومن اجل ان نواسي ومن اجل ان نرفع صوتنا بالاعتراض والتنديد والاستنكار لغصب ارض من أراضي المسلمين بهذه الطريقة وعلى مرأى ومسمع من العالم .

    ان يوم القدس العالمي يرمز لمواجهة كل مستكبر ومعتد وكل غاصب وكل متجاوز على حرمات المسلمين انه يوم نجدد فيه موقفنا الواضح تجاه كل المتجاوزين ، انه يوم المظلوم في مقابل الظالم ، انه يوم نرفع فيه شعار العدالة أمام كل من يعتدي ويتجاوز على حرماتنا وعلى شعوبنا وعلى امتنا وعلى أراضينا ، ان يوم القدس العالمي صرخة بوجه كل من يعمل على تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني من دول ومنظمات وجماعات والغريب ان الكثير من هذه العناوين تقيم هذه العلاقة بالسر مما يعني أنها تدرك بأنها خلاف مصالح المسلمين ، تشعرها بالإحراج أمام الرأي العام الإسلامي فتقيمها بالسر وهذا دليل على صدقيه ما نقول ، ان وجود مثل هذا التطبيع وهذه المصالح وهذه العلاقات من دول ومنظمات وجماعات هي التي تطمع الكيان الصهيوني في الإسفاف والتمدد والتجاوز حتى أصبح اليوم يتحدث عن تهويد كامل القدس حتى القدس الشرقية يريد ان يهودها ويضع اليد عليها ، ويستغل بشكل بشع الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة .

     وللانصاف هل بإمكاننا ان نميز ونفصل بين الكيان الصهيوني وبين داعش وهذه المجموعات في العلم الجنائي حينما تحصل جريمة اول سؤال يسأله المحقق من المستفيد ؟ هذا المجني عليه المقتول هل لديه عدو وخصم هذا اول سؤال هذه الخطوة صبت في مصلحة من ومن المستفيد من هذه الخطوة والجريمة فأصابع الاتهام تتوجه نحو المستفيد بالدرجة الأساس ، واليوم نقول هذا التفكك ، الفتن الطائفية ، الذبح والقتل على الهوية ، الصراعات والخصومات وهذا الاستنزاف الكبير لدول عربية واسلامية بالشكل الذي نراه في العراق في سوريا في اليمن والبحرين وليبيا في مصر وفي كل مكان وتونس ، من المستفيد ؟ هذا التفكك في العالم العربي والاسلامي من يستفيد منه ؟ وهل تجدون في المنطقة احد يستفيد بقدر مايستفيد الكيان الصهيوني ؟ هذا مؤشر ان الكيان الصهيوني متورط بشكل مباشر كما تشير اليه بعض التقارير او بوسائط في اذكاء هذا الصراع او في تغذية هذا الصراع  والا ماذا يعني ان مابثته القناة الثانية الاسرائيلية ان الكيان الصهيوني تداوي ويعالج مجانا في مستشفياتها الآلاف من المعارضة السورية ، طيب هذه المعارضة لطالما أجهرت بالخصومة والعداء لإسرائيل ما الذي يجعلها تذهب وتعالج جرحاها في مستشفيات اسرائيلية وما الذي حول اسرائيل إلى منظمة خيرية تقدم هذه المساعدات المجانية في معالجة هؤلاء الجرحى حتى يتم تطبيبهم واعادتهم إلى ساحة المعركة القضية مفضوحة وواضحة.

     ان يوم القدس العالمي هو يوم نقف فيه ونستذكر كل هذه المؤامرات التي تحاك بالضد من امتنا العربية والإسلامية لنتخذ المواقف الصحيحة منها .

     انه يوم نستذكر فيه دور الامم المتحدة والمنظمات الاسلامية والعربية في تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه الحقوق العادلة  للشعب الفلسطيني .

    يوم يقف مع هذا الشعب المظلوم ، قرارات أممية وقرارات في مجلس الأمن أحيانا كلها تجرد ولايعمل بها من قبل إسرائيل ولا احد يتحدث والعملية الممنهجة لوضع اليد على كل شيء يرتبط بفلسطين في ظل صمت عالمي مطبق أي ظلم اكثر من ذلك أي حقوق انسان يرفع شعاره ويجري الحديث عنه هنا او هناك يؤسفنا ان نقول ذلك، العلاقة بين الكيان الصهيوني وداعش ، ومن يريد أن يواجه الكيان الصهيوني عليه أن يواجه دواعش زماننا ، لانهم الأدوات التي بهم يطبق المشروع الصهيوني بالمنطقة ، يجب ان نكون صارمين وحازمين وواضحين في هذه القضية.

     يوم القدس العالمي يوم يرمز لوحدة الأمة الإسلامية ولحمتها ، نتوحد على عدونا المشترك ونتوحد على مظلوميتنا المشتركة ، نتوحد على جرحنا النازف ، نتوحد على قضايانا الأساسية ، يوم للوحدة يوم للتفاهم وليس يوما للاختلاف ، ولذلك تجدون ان قضية فلسطين ومظلومية الشعب الفلسطيني والانتصار لفلسطين اخذت حيزا كبيرا لدى فقهائنا ومراجعنا طوال هذه الفترة منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين والى يومنا الحاضر،

     في فهرسة واستعراض  سريع لمواقف مراجعنا :

    المرجع الكبير الامام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، شارك بنفسه وليس مالوفا للمراجع ان يشاركوا في المؤتمرات وذهب بنفسه وشارك في اول مؤتمر عقد حول القدس ، وحول فلسطين وحول مظلومية الشعب الفلسطيني.

    الامام السيد محسن الحكيم اوفد وفدا كبيرا ومهما يمثلونه للعديد من دول الإسلامية كتركيا وإيران وأفغانستان وباكستان واندونيسيا وماليزيا وسنغافورة في عام 1967 ، ارسل هذا الوفد للتشاور مع كل هذه البلدان الاسلامية وتشجيعهم لاتخاذ مواقف واضحة تجاه فلسطين، وكان اول مرجع يفتي بجواز العمل الاستشهادي والفدائي والعسكري ضد الكيان الصهيوني ونصرة للشعب الفلسطيني .وكان اول مرجع يفتي بجواز دفع الزكوات من الحقوق الشرعية لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني  في معركته العادلة مع الكيان الصهيوني ، وكان يوجه الخطابات والنداءات والرسائل المستمرة للرؤساء والزعماء والشخصيات الدولية والاممية والرسالة  التي اطلقها للامم المتحدة عام 1948 ايضا الادانة الصريحة والواضحة للنظام الشاهنشاهي في ايران حينما اعترف بالكيان الصهيوني ورفع علم اسرائيل على الاراضي الايرانية في طهران الامام الحكيم استدعى السفير الايراني في بغداد انذاك وحمله ادانة رسمية وواضحة للنظام الشاهنشاهي على تطبيعه للعلاقة مع اسرائيل وكان يرسل البيانات والرسائل إلى المؤتمرات الدولية التي تعقد الاسمية والدولية في الدول الاسلامية وفي المجتمع الدولي التي تعقد حول فلسطين ، وكان يتبنى اقامة الاحتفالات في الانتصار للشعب الفلسطيني وتابين شهداء فلسطين ان كان في جامع براثا في بغداد وان كان في جامع الهندي في النجف الاشرف ، واستقبل العديد من القيادات الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس ياسر عرفات في النجف الاشرف .

    الامام الخوئي ايضا أفتى بجواز دفع الحقوق الشرعية لنصرة الشعب الفلسطيني وافتى بجواز العمل الاستشهادي للانتصار لفلسطين ولشعب فلسطين ومقارعة العدو الصهيوني وبارك التطوع والانضمام إلى الحركات العسكرية الفلسطينية المسلحة لمواجهة الكيان الصهيوني .

    الامام الخميني ومن بعده الامام الخامنئي دام ظله كانا المبادرين في رفع شعار فلسطين وتكريس امكانات دولة كاملة بحجم الجمهورية الاسلامية لاسناد ودعم القضية الفلسطينية وتحملت ايران الكثير من التبعات والضغوطات الدولية جراء هذا الموقف المبدئي والتي بقيت مصرة وجادة في تبنيه

    الامام الشهيد الصدر ( قدس سره) اصدر العديد من البيانات والفتاوى في وجوب نصرة ابناء الشعب الفلسطيني وكذلك نجد فلسطين حاضرة في ادبيات الامام الشهيد الصدر في خطاباته وفي محاضراته وفي بياناته دوما كان يذكر فلسطين ويدافع عنها واصدر بيانا استنكر فيه تهويد القدس الشريف حينما بدات عملية تهويد القدس الغربية في حياته الشريفة ،

    الامام السيستاني ( دام ظله الوارف ) فتى بتحريم بيع العقارات للصهاينة في العراق واصدر العديد من البيانات التي ادانت الاعتداءات الصهيونية ان كان على مخيم جنين او في العديد من الموارد الاخرى وصولا إلى الهجوم والاعتداء السافر على غزة الذي قام به الكيان الصهيوني وكانت له ادانة لاستشهاد احمد ياسين وادان الاعتداء على الفلسطينيين في العراق .

     وهكذا نجد قضية فلسطين في ادبيات مراجعنا العظام بشكل واضح على مستوى الموقف الفقهي وليس موقف سياسي فقط ، فتوى والفتوى خاضعة لاعتبارات تختلف عن الاعتبارات السياسية هكذا تم التعامل مع فلسطين ومع القضية الفلسطينية في مجمل مواقف فقهائنا على مدار الستين عام المنصرم .

    في هذه الليلة الشريفة لكي نجمع بين اجواء رمضان هذا الشهر الفضيل العظيم وهذه الليالي الكريمة ، وهو شهر القران وربيع القران ، وبين واقعة القدس وماجرى على الشعب الفلسطيني المسلم لنقف عند مقطع قراني يختص ببني اسرائيل والقدس ، وننظر كيف يقيم القران الكريم بني اسرائيل وكيف يقيم موقعهم وموقفهم من القدس الشريف وببيت المقدس لاحظوا هذه الآيات الشريفة من سورة المائدة الاية 20 ومابعدها " واذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم : موسى قال لقومه بني اسرائيل اليهود ياقومي اذكروا نعمة الله عليكم اراد ان يوقض ضميرهم واراد ان يصوب مسيرهم واراد ان يشجعهم لتصحيح اخطائهم ، دعاهم ليذكروا نعم الله سبحانه وتعالى ويستذكروا المواهب والنعم العظيمة التي منحها الله سبحانه وتعالى لهم ، طبعا نعمة الله عنوان مطلق يشمل كل النعم الالهية ، ولكن الايات التالية تشير إلى ثلاثة نعم على وجوه الخصوص لبني اسرائيل بشكل خاص ،

    النعمة الاولى /" اذ جعل فيكم انبياء "

    قدروا هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى ارسل لكم العديد من الانبياء في بعض النصوص التاريخية يذكر فقط في زمن نبي الله موسى ( عليه وعلى نبينا واله السلام ) متزامنا معه موسى كان هناك 70 نبيا من بني اسرائيل ، كل هؤلاء الانبياء جاؤوا ليحذروا بني اسرائيل ويخرجوهم من عبادة الاوثان ومن الشرك الذي وقعوا فيه ومن عبادة العجل الذي  ابتلوا به بهذا البلاء مع الاسف الشديد ومن الخرافات والاوهام التي دبت فيهم وفي نفوسهم ، ومن الظواهر السلبية والمواقف الشاذة التي كانت تمثل ملامح سلوكهم ، وهذه هي النعمة المعنوية الكبرى ارسال الأنبياء "اذ جعل فيكم "  انزل فيكم أنبياء ، عدد كبير من الأنبياء أرسله إليهم وهذه نعمة عظيمة والنبي موسى يقول لقومه انتبهوا واخرجوا من غفلتكم ولاحظوا هذه النعمة الالهية العظيمة التي منحها اياكم وهي الحجة الشرعية حينما تكون الأمة قادرة ان تكتشف  ، موقف السماء في كل قضية ، ان تتعرف على مصالحها من المصلحين الهداة المهديين ، أنبياء وأوصياء وأئمة ، نظرية الإمامة الإلهية التي نؤمن بها قائمة على أساس اللطف ونظرية النيابة عن الامام المعصوم في زمن الغيبة ان كان ( نيابة خاصة : النواب الأربعة ) ومن بعدهم ( النيابة العامة : المراجع ) ، فقهاء هؤلاء امتداد وبهم الملاذ للوصول إلى الحجة الشرعية واكتشاف الموقف المطلوب في القضايا المختلفة هذا لطف من الله، الآية تقول " اذ جعل فيكم أنبياء "تعتبره مكسب ومغنم ومصداق واضح للنعمة الالهية التي يتحدث عنها موسى ( عليه وعلى نبينا واله السلام ) .

    النعمة الثانية //وجعلكم ملوكا "

    طبعا ملك فيه معنيين ، معنى اول الذي يتبادر إلى اذهاننا يعني حاكم ، لكن هل كلكم حكام هناك حاكم واثنين وعشرة وعشرين ولايقول وجعل فيكم ملوكا الاية ماذا تقول وجعلكم ملوكا " كلكم يابني إسرائيل جعلكم ملوكا ، فهذا يعني لايقصد منه ملوكا يعني حكاما هل كل بني إسرائيل كمزرعة البصل كلهم حكام لايجوز هذا ، ملوكا المعنى الثاني يعني اصحاب اختيار ، على أنفسكم وعلى أموالكم وعلى حياتكم يعني بعد الاستعباد الفرعوني وبعد ان كنتم عبيد بعد ان كنتم أسرى بيد الفراعنة وإتباعهم ، تعاملوا معكم بتلك الطريقة السيئة التي يتحدث عنها القران بالتفصيل ولااريد ان افصل ، بعد ذلك الله سبحانه وتعالى وجعلكم ملوك أي حرركم من الارتهان ومن الاسر ومن العبودية الفرعونية , فصرتم احرارا قراركم بيدكم وليس بيد الفراعنة والطغاة والظلمة، ببركة موسى عليه السلام ) بعد سنين الاستعباد اليوم انتقلتم إلى مرحلة الحرية مرحلة الكرامة ، مرحلة الاعتماد على الذات ، وهذه هي النعمة المادية الكبرى التي منحهم اياهم العبودية اسوء حالة ان يكون الانسان فاقد الارادة ، وفاقد السيادة , فاقد الموقف وذليل، ذل وتبع للاخرين، وكيفما اذا كان سيما اذا كان الاخر هو ظالم وطاغية كفرعون ذل لفرعون وللظلمة والطغاة ،

    عن رسول الله (ص) كانت بنو اسرائيل اذا كان لاحدهم خادما ودابة ولامراة كتب ملكا يقال عنه ملك يعني مستقل قدرة وزوجته ودابة وبيته والخادم اذن هو مستقل لايحتاج لاحد ولايقع تحت استعباد الفراعنة هكذا تعبر الاية الشريفة ،

    النعمة الثالثة/وأتاكم مالم يؤت احدا من العالمين " اعطاكم اشياء لم يعطها لغيركم ، حينما اعانكم وساعدكم على فك الاغلال وعلى النجاة من فرعون واعوانه وفلق لكم البحر وخرجتم واستطعتم ان تهربوا من فرعون وجلاوزته واغلاق فرعون وال فرعون وهذه نعمة عظيمة اعطاكم اياها الله وكذلك النعم في الطعام والشراب والماكل اعطاكم نعم عظيمة تشير اليها الاية 57 من سورة البقرة "وظللنا عليكم الغمام " جلبنالكم الغيم تظلل عليكم من الحر كي لاتحرقكم الشمس المحرقة ولاتسيء اليكم ولاتتعبكم ، الغيم جعلناه بخدمتكم يابني اسرائيل واعطيناكم كل هذه النعم والفرص " وانزلنا عليكم المن : وهي مادة صمغية حلوة كالعسل هذه اعطيناكم اياها "والسلوى " طير طيب لذيذ كان هذا الطير غير موجود الا في بني اسرائيل ياكلونه ويلتذون به ، الشجرة جعلناها تخرج لكم من الذي هو ( من السما) السائل الصمغي الذي هو حلو مثل العسل، والطيور اللذيذة وفرناها لكم لتاكلوا منها " كلوا من طيبات مارزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون "( لكن لايغزر بهم) لم ياخذوا بهذه النعم ولم يشكروا الله والاثر عكسي ، اذن هذه الايات تستعرض النعم الثلاث لبني اسرائيل ثم ياتي الشاهد هنا :

    موسى بعد ان ذكر "اذكروا نعمة الله عليكم " واستعرض النعم الالهية والله هكذا اعطاكم ووصل إلى موقف الطلب الله اعطاكم الان مطلوب منكم موقف ، ما الموقف ؟ ياقومي ادخلوا الارض المقدسة" ادخلو بيت المقدس وادخلوا إلى الارض المقدسة كانت مهبط الانبياء في مر التاريخ، "ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم " : الله سبحانه وتعالى كتب لكم الراحة والسعادة والامن والامان والازدهار في هذه الارض يابني اسرائيل ، بشرط : اذا امتثلتم لامر الله سبحانه وتعالى ودخلتم هذه الارض ولم تشركوا بالله ولم تظلموا احدا ولم تسيئوا لاحد ولم تتجاوزا على احد واخذتم بتعليمات السماء والانبياء تتحول لكم إلى دار سلام وامان واعمار وازدهار ونجاح ، الدنيا نعطيكم اياها في بيت المقدس في هذه الارض بشرط ادخلوها قاتلوا وخذوها وحرروها ممن مغتصبها واخذها واقيموا عليها حدود الله سبحانه وتعالى " ولاترتدوا على ادباركم "لاتجبنوا ولاتكثروا المشاكل في مواجهة الاعداء وقفوا بقوة وبسالة اما العدو وحرروا بيت المقدس وذاك الوقت سترون كيف تنزل الراحة والدعة والاعمار والبناء وكل شيء في بيت المقدس اما اذا صار عندكم ارتداد واذا تراجعتم واذا قصرتم واذا لم تقفوا واذا لم تواجهوا هذا خطاب ليس فقط لبني اسرائيل هذه قاعدة انسانية وسنة الهية في كل زمان اذا لم تقف " فتنقلبوا خاسرين " في الدنيا الله يؤركم الذل والهوان وفي الاخرة الله يريكم الذل والهوان ، الخوف ، الانكسار، الضعف ، الجبن، الامة الخاضعة الخنوعة لاتعطى امنا ولااستقرارا ، ولاتعطى راحة ولادعة، لاتستطيع هذه الامور لاتعطى الا غلابا الا ببذل الجهد وبالتضحية وبالعطاء والا بالدماء والا بالشهادة والامة التي تدافع عن نفسها وعن كرامتها الله يعطيها عز الدنيا والاخرة، انظروا المنهج القراني هؤلاء لم ياخذوا بهذا الشرط ولم يقبلوا بهذا الامر وضيعوا على انفسهم فرصة عظيمة، اليوم جاؤو بعد الاف السنين هذه الارض الموعودة والحق التاريخي لاعمي ليس هناك حق تاريخي وبنت الناس حلوة ولطيفة وصالحة وطيبة بنت اناس شرفاء جاءت فرصة وقالوا لك تفضل نعطيك اياها تزوجها على كتاب الله وسنة نبيه انت ترددت ولاكمل درسي ولاتخرج ثم الله كريم بعد خمس سنوات وهذه لقطة تنتظر خمس سنوات ؟ بطلت عليها وما اردتها واريد ان اكون نفسي ، اذهب وكون نفسك واليوم الثاني جاء ابن الحلال اخذها وذهب وتعود بعد اربع وخمس سنوات تقول هذه لي هذه فرصة جاءت وذهبت الآن واذا تقربت منها ألان انت معتدي على اعراض الناس معتدي وهذه هي التي كانت لك فرصة وحق لم تعرف قيمتها ولم تأخذها بوقتها وذهبت منك ، ارض بيت وعقار جميل لطيف على شارع عام بنصف السعر واسع كل شيء به تفضل اشتريه ونعطيه لك بنصف السعر،تقول  لانظر لئلا يكون هناك شيء غير طبيعي الله كريم ولا تريد وجاء الثاني تلقفها واشتراها وتأتي بعد خمس سنوات تقول هذه لي جاءت الفرصة ولم تستغلها وذهبت ، بني إسرائيل لوجئت لاستفدت منها الفرصة لكان حقهم واخذوها لم ياتوا وذهبوا اذن ليست لهم وجاء الشعب الفلسطيني واليوم اذا اعادوها بحق تاريخي فهذا غصب وتجاوز على امة تحملت التبعات وحررت هذه الارض وجلست على هذه الارض ، الله سبحانه وتعالى يقول "التي كتب الله لكم " اذا تتحملون مسؤولياتكم وتتعاملون بشكل صحيح وتواجهون الاعداء العابثين في هذه الارض وتخرجوهم فهذه حلال زلال لكم فيها الراحة وفيها مافيها ولكن بشرط الالتزام بالمعايير الالهية وعدم الاعتداء على الناس واذا لم  تعملوها ستذهب منكم ولاسلاح يفيدكم وقنبلة نووية وقبة حديدية تفيك وكل هذا الكلام لايفيدك وذهب وانت غاصب ومعتدي ولاحق تاريخي لك في هذه القضية هكذا يقول القران الكريم " قالوا ياموسى ان فيها قوما جبارين "كيف تريدنا ان ندخل إلى بيت المقدس والارض المقدسة وفيها قوم جبارين : ينقل عنهم العمالقة كانوا اناس بنيتهم البدنية قوية وبسطة في الجسم والبعض قال (كراندايزر)  كانوا لايبدون كذلك وحالة غريبة ولكن بنيتهم وعظامهم خشنة واناس اقوياء يسموهم عمالقة اهل قتال شرسين شديدين فبني اسرائيل نحن خرجنا الان من فرعون ، كما في بيت تاتي به إلى البيت عندما يصيح ماشاء الله يهز  المنطقة وابقى( كفخ ) عليه اسبوع ويصبح دجاجة ، بعد ذلك يصبح فروج صغير وينسل على  جانب وبني اسرائيل ومن كثر مادمرهم فرعون الخوف معشعش فيهم ومرعوبين ، والان نقاتل العمالقة ، اين نحن من هؤلاء ، ياموسى انظر لنا شيء اخر ، كيف ندخل ونقاتل هؤلاء وندخل الارض المقدسة" قالوا ياموسى ان فيها قوما جبارين " : عندهم باس وشدة العمالقة معشعشين " وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ": نحن نريد ان نرتاح بالظل مرتاحين ونريد من ارادتهم وان يجلبها الينا احدهم ، قرصة حارة ولذيذة وببلاش وارض كاملة بيت المقدس لاعدو ولا مشكلة ولاحرب واتفضلوا هنا والحور العين تنزل الينا من السماء وماء وخدمة هذا لايكون ، "لن ندخل " لن للتابيد ، غير ممكن لاتفكر ان ناتي ونعطي دماء ونضحي ونقف امام هؤلاء العمالقة وقوم جبارين ابدا لانفعل ذلك " وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون " فندق خمس نجوم ببلاش وتقول لافكر ماذا تفكر ، فرصة تاريخية جاءتهم وضيعوها وذهبت هكذا تضيع الفرص ، الأمة الخانعة ليس لها الا الذل والهوان هذه هي الرسالة القرآنية لبني إسرائيل والأمة التي تقف وتدافع عن كرامتها وعزتها وسيادتها هذه امة الله يكتب لها الاستقرار والرفاه والأمان والأعمار والازدهار وكل شيء يعطيها .

    يا شعب العراق انتم من أي نوع ؟ الحمد لله الذي جعل شعبنا ليس  من سمات بني إسرائيل ولم يجعلهم امة خانعة وجعلهم امة تستقبل الرماح بصدورها ، وتتلقى السهام بفتوى مراجعها ، هؤلاء الشباب بعمر الورود يتساقطون في جبهات القتال ويذهبون إلى ربهم ولكن يورثونا عزة وكرامة ويورثونا امجادا ولاتعتقدون ان هذه الدماء تنتهي

    كل قطرة بريئة لها حوبة عند رب العالمين ، وكل قطرة يسقى هذه الارض الطيبة ستتحول إلى مصدر عزة وكرامة لهذا الشعب ، انتظروا قليلا وهنيهة وليس كثيرا ولااقول عقود انتظروا قليلا، وانظروا اثار هذه الوقفة عند الله سبحانه وتعالى في الدنيا وسترون كيف يأتي الأمن والاستقرار والأعمار والازدهار والرفاه والرخاء كيف يأتي للعراق وللشعب العراقي بهذا المنطق القراني وليس (عمار ) يتكلم بل الله يقول إلا اذا كنت تريد ان تكذب القران وحاشا لله ان يكذب هذا المنهج ، "قال رجلان من الذين يخافون " : رجلين صالحين ممن يخافون الله "يخافون انعم الله عليهما ولانهم يخافون الله الله انعم عليهما واعطاهما ، اثنين مؤمنين ماذا قالوا لبتني اسرائيل " ادخلوا عليهم الباب "موسى يقول لكم لاتترددون واغمض وادخل وادخلوا لبيت المقدس "فاذا دخلتموه فانكم غالبون نحن نضمن لكم النصر مؤكد فقط قف واثبت ولا داعش ولاجد جد داعش فقط اثبت وقف تسير القضية وتنتهي ، ونحن نضمن لكم من هؤلاء الاثنين ، في الروايات ؟ يقال احدهما يوشع بن نون ، والثاني كالب بن يوفنا وهو الزوج اخت موسى عليه السلام مريم وكلاهما من نقباء بني اسرائيل الاثني عشر ، وفي ليال سابقة تحدثنا عن المقاربة الذي قام بها رسول الله (ص) بين نقباء بني اسرائيل الاثنا عشر والائمة من اهل بيته الاثني عشر وهذه الاثني عشر لها مدلول في حركة التاريخ ربط رسول الله (ص ) في الرواية التي تلوتها على مسامعكم قبل ليال ،  ربط مع نقباء بني اسرائيل هؤلاء الاثنين من نقباء بني اسرائيل الاثني عسر ، هذه الثقة بالنصر والظفر والغلبة من اين اتت لهؤلاء ؟:

     اولا / بسبب عقائدي//

    موسى قال السماء قالت والسماء لاتكذب اهلها هذا واحد .

    اثنين/ لسبب عسكري//  ، دائما العدو اذا تباغته في عقر داره تتلخبط اوضاعه وخصوصا هؤلاء الله اعطاهم بسطة في الجسم عمالقة فبالصحراء وبالفضاءات العامة يتحركن بقوة ويبطشون ويفتكون واما تدخل إلى المدينة وبالازقة إلى يتنحنح وانت تتغلب عليه فهذه اسباب عسكرية ايضا في هذا الاتجاه اضافة إلى السبب العقيدي .

    عن علي (ع) في نهج البلاغة فوا الله ماغزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا " الذل والهوان لاناس يدخل اليهم العدو في عقر دارهم ولذلك علينا ان نقاتل الاعداء في عقر دارهم ولانسمح لهم ان يقتربوا من حصوننا الحصينة، "وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين " كونوا مؤمنين يابني اسرائيل والقضية محسومة لصالحكم قالوا ياموسى انا لن ندخلها ابدا ماداموا فيها " لاتفكر بهذه القضية نحن لسنا قوم نضحي ونقدم فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون " نحن( مكركخين ) هنا وانت وربك اذهب وقاتل الجبابرة حتى ندخل معززين مكرمين ، هنا موسى بعد ان بذل الجهد ولم يفد بهم امة خانعة وامة منكسرة ، ياس منهم موسى عليه السلام ) قال ربي اني لااملك الا نفسي واخي "الهي القوم هكذا بني اسرائيل لايريدون القتال لاتاخذنا بجريرتهم النا واخي "فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين " فرق بننا نحن نقف نقاتل ونجاهد وكل شيء وناتمر بامرك يا الله وهؤلاء امة مع الاسف لايغزر بها شيء ، الله سبحانه وتعالى استجاب ، قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة "مادام هكذا تعاملوا واستهزئوا بامر الله وقالوا ياموسى اذهب وانت وربك وقاتل استهزئوا بامر الله واربعين سنة نبهذل احوالهم بالصحاري والبراري ولايجدون بيت المقدس حتى يتوبون ، حتى يتعلمون ، يتيهون في الارض "عندما اتخذ القرار اربعين سنة موسى رق قلبه ، يالهي قلت لك انا افصل وافرق بيننا لكن هؤلاء قومي على شيناتهم اربعين سنة كثير عليهم بالصحاري والبراري مدة طويلة ، جاء الامر لموسى "فلا تاس على القوم الفاسقين " لايرق قلبك عليهم يجب ان ياخذوا حسابهم ، واللله سبحانه وتعالى حاشا ان ينتقم من احد هذا العذاب ليس انتقام بل لاعدادهم وتربيتهم الخوف معشعش بهم واذا لم يبق اربعين سنة بالصحراء لايستطيع ان يتجاوز عقدة الخوف والرعب من الطغاة ولايستطيع تجاوزها ، معشعش الخوف عنده ويجب ان يتجاوزها يقال في زماننا الجيل ثلاثين سنة اربعين يعني جيل ونصف يعني يخرج جيل شبابي ليس عنده عقد الماضي ، لايعشعش الخوف في اروقة الظلمة والطغاة ، قادر ان يتخذ قرارات بلا خلفيات احقاد وخوف وجبن وتاريخ مليء بسلبيات معينة ، لديه قدرة ان يتحرر الله سبحانه وتعالى رفقه بهم تيهم اربعين سنة بالصحراء وبنوا انفسهم واصبحوا امة مختلفة رحمة بهم وشفقة بهم حتى عذاب الله كان للشفقةى بهم ، ولكن هذه هي سمات بني اسرائيل وهذه السمة تتجدد في كل زمان بهم الغدر مع الاسف الشديد ، الاساءة ، وهذا المنهج الصهيوني الذي نراه اليوم هو سمة للناس الذي ابتلى موسى بهم في وقتهم بالقهر والقوة والضغط والجبروت يريدون ان يفرضوا ارادتهم ولكن كما وعدنا القران الخاسرين والخزي في الدنيا والاخرة هذا هو نصيبهم وعد وعهد معهود من الله سبحانه وتعالى نسال ان نسال الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منكم وان يوفقنا في اداء واجباتنا ومهامنا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله  وبركاته .

    اخبار ذات صلة