• نص الكلمة السياسية للسيد عمار الحكيم في مؤتمر المبلغين والمبلغات الــــ 31 في النجف الاشرف

    2016/ 09 /22 

    نص الكلمة السياسية للسيد عمار الحكيم في مؤتمر المبلغين والمبلغات الــــ 31 في النجف الاشرف

    أيها الاخوة والاخوات المبلغون ...

    يتزامن مؤتمرنا هذا مع مناسبة عظيمة وتحديات جسيمة ... ونحن من منطلق مسؤوليتنا الشرعية والمجتمعية علينا ان ننطلق من وحي عاشوراء لمواجهة هذه  التحديات ..

    ان مشروع بناء الدولة وتماسك المجتمع هو الأساس لمشروع حماية الوطن ، ولكن نقطة الشروع هي الوحدة في الأهداف وان اختلفنا في المسارات ... فبدون وحدة الهدف ، والرؤية المشتركة ، والمشروع الواحد ، لا يمكننا المضي بعيدا في حماية الوطن وترسيخ دوره التاريخي والحضاري وترسيم دورنا كشعب حاضراً ومستقبلاً ..

    لقد كانت تجربتنا صعبة ومرة وقاسية .. وقد ارتكبت فيها العديد من الأخطاء و لعّل اغلبها لم يكن مقصوداً ... ولكنها أخطاء جسيمة كلفتنا كثيرا وكادت ان تصل الى درجة يضيع معها كل شيء ...

    وان احد اهم أسباب هذه الأخطاء اننا كنا نفكر بنظرية العقل المنفصل! ولم يقتصر الانفصال عن الأخر في التفكير  بل تعداه الى الانفصال عن الواقع وعدم التفاعل مع الاحداث الاجتماعية والتطورات المتسارعة والتحديات الكبيرة والمعقدة التي واجهتنا بالمستوى المطلوب من العمق والجدية ...

    أيها الاخوة والاخوات ...

    ان مسؤوليتنا الشرعية والأخلاقية والوطنية والإنسانية هي الموجه والمنظم لبوصلة حركتنا في مهمتنا السياسية والمجتمعية ... وعلينا ان نضع خارطة طريق لأولوياتنا في المرحلة الراهنة والمستقبلية ..

    اننا نؤمن وبعمق ان العمل بنظرية العقل المنفصل والمشاريع الفئوية والخطوات المتعجلة والخضوع الى ردات الفعل لا يؤدي الى أي نتيجة مرجوة ... كما نؤمن ان التأزيم والتصعيد والتشنج في المواقف قد يكسب جولة ولكنه يضيع المشروع والجمهور والوطن على حد سواء ..

    أيها الاخوة والاخوات ..

    ان دوركم كبير في تشكيل الوعي الجماهيري وتطمين الجمهور وتحصينه نفسيا امام موجات الإحباط واليأس ، انها مسؤولية شرعية وإنسانية في زرع الامل لدى الشعب ونقد السلبيات  بموضوعية والبحث عن الإيجابيات وابرازها ...

    ان تجربة العمل السياسي المباشر والتصدي للمسؤولية في ادارة شؤون الوطن والمواطن تختلف تماما عن تجربة العمل المعارض ... وان هذه التجربة كانت محفوفة بكثير من التحديات وفي ظل تركة ثقيلة وتدخلات كبيرة اضافة الى فقدان وحدة المشروع والرؤية ..  ومع ذلك فالعمل وتطوير الذات وتعديل المسار والانطلاق الى الامام بقوة وامل هو أولوية يجب ان لا نتنازل عنها ...

    أيها المؤمنون الكرام ...

    نحن امام تحدٍ كبير يتمثل في تحرير اخر ارض  عراقية من ايدي مغتصبيها الدواعش وخوارج العصر وأصحاب الفكر الهدام المنحرف ..

    وان هذا التحدي يتمثل في تهيئة أرضية للمعركة نفسيا وسياسيا وعسكريا ، وقد يكون الاستعداد العسكري اسهلها ، فلطالما كان المقاتلون والمجاهدون الابطال مستعدين للقيام بواجباتهم تجاه عقيدتهم ومقدساتهم ووطنهم ، ولكن القلق يأتي من البعض الذي قد لا يستوعب حساسية التحدي وجسامته ويغرق في الحسابات الذاتية والمواقف الشخصية ، او البعض الذي قد يفكر في الحصول على قطعة ارض زائدة عن حدود ما يستحق هنا او هناك ...

    وما عدى ذلك فان داعش الانحراف والإرهاب اندحرت والعالم كله يشهد انه رغم كل المشاكل والمعوقات والتحديات الجسام ولكن العراقيين اثبتوا انهم قد ينحنوا ولكنهم لن يركعوا ، وقد يتلقوا ضربة ولكنهم لن يهزموا ، وهذا بفضل صبر هذا الشعب وارادته وبفضل المرجعية الدينية هذه النعمة الآلهية العظيمة وهي الاب والراعي والموجه ، وهي البوصلة التي تحدد لنا المسار ...

    أيها الاخوة والاخوات ..

    ان اولوياتنا في المرحلة القادمة هي رص الصفوف وتوحيد المواقف والوصول الى اتفاق ولو بالحد الأدنى من المشتركات ، فملف تحرير الأرض يحتاج الى الوحدة ، وملف بناء الدولة والمجتمع يحتاج الى الوحدة ، وعندما تتحرر الأرض ويتم بناء الدولة والمجتمع نكون قد حققنا اهداف مشروع الوطن ...

    وعليه فان دوركم الديني والعقيدي والاخلاقي مهم واستراتيجي في المرحلة القادمة وان كانت هناك تجاوزات من البعض او خلط للأوراق والتوصيفات او محاولة لتوجيه احباط الشعب ويأسه بالضد من أبناء المشروع الاسلامي فان هذه المحاولات ستفشل كما فشلت مثيلاتها من قبل وهذا الصراع كان موجوداً في السابق وسيبقى في المستقبل ، ولكن هذا لا يعفي من أساء لقيمة الدور الإسلامي بسلوكيات وممارسات خاطئة ...

    كما اننا نعمل مع إخوتنا الآخرين على البدء فعليا بمأسسة التحالف الوطني وتحويله من مجرد ائتلاف انتخابي لتقديم مرشح رئاسة الوزراء الى مؤسسة سياسية تخدم الدولة وتدعم العمل السياسي الواعي وتتفاعل مع الناس بجدية وفاعلية ، ونسال الله ان يوفقنا للنجاح في هذا المسعى، رغم إدراكنا بصعوبة المهمة وتعقيداتها ولكنها ليست بالمستحيلة اذا ما توفر الحد الأدنى من الاتفاق والكثير من النوايا الصادقة ...

    لقد عقدنا الهيئة السياسية ونعمل على عقد الهيئة العامة للتحالف ، وهي اجتماعات لم تعقد منذ سنين ...

    ان الانطلاق نحو المشروع الوطني يجب ان يستند على أرضية صلبة ومأسسة التحالف تعتبر خطوة أساسية ومهمة لبلورة عمل سياسي ناضج وواعٍ يستفيد من الأخطاء ويستثمر الفرص ويواجه التحديات بذكاء وحكمة ...

    وتبقى مرجعيتنا الدينية هي النعمة الآلهية الكبرى حيث اثبتت للعالم انها فوق التخندقات بكل أنواعها واسمائها وان بوصلتها لا تحيد عن الحق والدفاع عن الناس وحماية المقدسات والوطن ...

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

     

    اخبار ذات صلة