• السيد عمار الحكيم يصف وثيقة الشرف بالخطوة الصحيحة ويدعو  الموقعين عليها إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية وان يكونوا صادقين مع انفسهم

    2013/ 09 /18 

    السيد عمار الحكيم يصف وثيقة الشرف بالخطوة الصحيحة ويدعو الموقعين عليها إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية وان يكونوا صادقين مع انفسهم


    لقد دعونا في الاسبوع المنصرم من هذا المنبر الى اعتماد سياسة تجميد الازمات في الشان الداخلي العراقي , وذكرنا الاسباب المنطقية والموضوعية الداعية الى اعتماد هذه السياسة وغدا يوم الخميس سيعقد اجتماع القادة السياسيين للتوقيع على ميثاق الشرف فيما بينهم , انها خطوة تصب في ذات المسار الابتعاد عن منطق التشنج ومنطق الفرقة والتقاطع , وهذا المسار يسعى لتجميد الخلافات بين القوى السياسية الداخلية , ولذلك فاننا داعمون لكل خطوة تصب في هذا الاتجاه مهما كان حجمها ومن أي جهة صدرت الا انها تؤكد على المبدا الصحيح ولابد لنا ان نكون متوحدين امام التحديات التي تقف بوجهنا وامام العواصف التي تعصف بجدار الوطن فلابد ان نتوحد ونتماسك حتى نواجه هذه الاشكاليات فبالتحابب نبني الوطن وبالتحارب نبلي الوطن ولابد لنا ان نكون رجال بناء لا نكون رجال بلاء كما نثمن الدور المهم الذي يقوم به سيادة نائب رئيس الجمهورية الدكتور الخزاعي في تقريب وجهات النظر وانضاج الافكار والسعي الى الوصول الى رؤية موحدة بين القوى السياسية والقيادات ليوقعوا على ميثاق شرف مقبول لديهم جميعا وعلى الجميع ان يكونوا صادقين مع انفسهم وجمهورهم حينما يذهبوا لتوقيع هذا الميثاق فلابد ان يكون هذا التوقيع نابعا من قناعة راسخة لديهم بان لابديل عن العمل المشترك والجلوس على طاولة الحوار وجها لوجه ووضع الملفات الشائكة في بلادنا على طاولة الحوار والنقاش بعقلية رجل الدولة الذي يتحمل المسؤولية الاخلاقية والاجتماعية في هذا البلد الكريم تجاه مواطنيه , ولابد ان تكون خطوة نخطوها وكل اتفاقية نوقع عليها نابعة من هذه الثقة ومن هذا الوضوح بان لابديل الا ان نتعامل بعضنا مع البعض الاخر.

    شبابنا في الجنوب مستعدون ان ياتوا ويحموا اهلهم في نينوى من الشبك وغيرهم والا يسمحوا بمثل هذا التهجير الطائفي
    لازالت العمليات الارهابية تحصد ارواح المواطنين من شمال العراق الى جنوبه وفي محافظات شتى وتجري هذه العمليات على نطاق واسع وتلحق الاذى والضرر بابناء شعبنا ليسقط كواكب الشهداء والجرحى ويخلفوا ورائهم جيوش من الارامل والايتام والمنكوبين في هذا البلد الجريح , ولازال الاستهداف يتركز على قضاء طوزخرماتو حيث التركمان من اتباع اهل البيت وعلى اهلنا واحبائنا الشبك في محافظة نينوى من اتباع اهل البيت ايضا , لقد تكلمنا عن الشبك في مناسبات سابقة ولابد ان نقف عندهم من جديد لان المظلومية تكبر والاشكالية تتزايد واخر الاحصاءات التي توفرت لدينا من العوائل التي سجلت في الدوائر المختصة المحلية في محافظة نينوى من النازحين الشبك قد تجاوزت الف عائلة حتى الان من محافظة نينوى هذا سوى الشهداء والجرحى في العمليات التي تستهدفهم بشكل مستمر ومتواصل وهذه قضية لايمكن السكوت عليها اننا نود ان نسال لماذا يستهدف الشبك هل لانهم اتباع اهل البيت فيستهدفون على خلفية طائفية لتهجيرهم من هذه المناطق التي سكنوها منذ زمن طويل ام لانهم لان موقع سكناهم يمثل موقعا استراتيجيا يطمع به البعض ويريد ان يبسط هيمنته الى هذه المناطق ,  أوان هذه المنطقة تمثل حلقة الوصل بين سهل نينوى وبين اقليم كردستان ولايريد البعض ان تبقى هذه الحلقة الذهبية قائمة فيريد ان يزيلها كليا من هذه المنطقة ام ان السبب هو شيء اخر او انه مجموع هذه الاسباب لابد ن ندرس الاسباب والدوافع التي تدفع هؤلاء للفتك باهلنا الشبك بهذه الطريقة الوحشية والهمجية ولكن الحقيقة انما يعاني منه اهلنا الشبك في هذه الايام في سهل نينوى يمثل وصمة عار في جبين كل الجهات المسؤولة عن امن تلك المنطقة والتي تتساهل في امن هؤلاء المواطنين والحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم فليس من المنطق والعدل ان يبقى الصمت سائدا حول هذه القضية الحساسة فيما نرى ان العمليات الارهابية تتزايد يوما بعد اخر والتصفيات لهذا المكون المهم من ابناء شعبنا في تسارع وتصاعد متواصل , كما ان الاعتداءات التي تنال اخواننا الشبك لاتحضى بالاهمية الكافية والتركيز من قبل الاجهزة الامنية والمسؤولين المختصين في تلك المحافظة , ولكننا نقول باننا لايمكن ان نقبل باستمرار هذه المجازر وهذا التهجير الطائفي لاهلنا الشبك في محافظة نينوى , واذا عجز الاخوة المسؤولون المحليون عن حماية هؤلاء فعلى الحكومة في المركز ان تتحمل مسؤولياتها في ارسال القوات العسكرية التي تحمي هؤلاء او تطويع ابناء الشبك انفسهم لحماية مناطقهم واذا تطلب الامر فشبابنا في الجنوب مستعدون ان ياتوا ويحموا اهلهم في نينوى من الشبك وغيرهم والا يسمحوا بمثل هذا التهجير الطائفي , وكل الخيارات يمكن ان تكون مفتوحة وندرسها وننظر فيها الا خيار واحدا  وهو ابادة الشبك وتهجيرهم القسري والطائفي من مناطقهم فهو مالايمكن ان نسكت عليه ونقبل به ,

    ندين ايضا الاستهداف الذي يتعرض اليه بعض اهلنا واسرنا الكريمة في محافظتي البصرة وذي قار
    وكما ندين الاستهداف الظالم للشبك في نينوى وللتركمان من اتباع اهل البيت في طوزخرماتو ولكل من يتعرض الى مثل هذا الاستهداف والاذى ندين ايضا الاستهداف الذي يتعرض اليه بعض اهلنا واسرنا الكريمة في محافظتي البصرة وذي قار , فاننا لايمكن ان نقبل بمثل هذا الاستهداف او الاذى الذي يصيب البعض منهم في تلك المحافظات واوجه ندائي الى السادة المحافظين في هاتين المحافظتين والى ابناء هاتين المحافظتين والى الاجهزة الامنية في هاتين المحافظتين بان هذه العوائل هم اهلنا واعزائنا واحبائنا وعشنا معهم على المحبة والوئام زمنا طويلا وكنا معا متحابين ومتاخين ويجب ان لانسمح لاحد ان يضغط عليهم او يبعدهم عن اماكن سكناهم او يتعرض لهم او لممتلكاتهم بسوء مهما كانت الذرائع حتى لو خرج البعض وقال نضغط عليهم حتى لايضغط على اتباع اهل البيت من الشبك او التركمان او غيرهم فهذا المنطق لانقبل به ونحن لانحمل هؤلاء الاحبة مسؤولية مايحصل في تلك المناطق وانما هم انفسنا وليسوا اهلنا فحسب كما عبر ت المرجعية الدينية في اكثر من مناسبة وعلينا ان نحفظهم ونحفظ ارواحهم ونحفظ مملتكاتهم وندافع عنهم كما ندافع عن انفسنا ,

    ندعوا لعقد مؤتمر تربوي وتعليمي على مستوى وطني من قبل وزارة التربية والتعليم يناقش فيه المشاكل والتحديات في العملية التربوية
    الان وقد بدا العام الدراسي الجديد وتوجه 8 ملايين طالب وطالبة من ابنائنا وبناتنا الى المدارس , ومقاعد الدراسة ان ذلك يبعث على السعادة والامل بمنظومة ومستقبل تعليمي جيد ولكن هذا المستقبل ليس بالضرورة ان يكون مستقبلا علميا مضمونا مالم تتوفر مقومات النجاح في واقعنا التربوي والتعليمي فلدينا طلاب ولكنهم يفتقدون الى المدارس الحديثة والتجهيزات المختبرية والاجهزة الحديثة في التعليم حتى يطوروا من قدراتهم وقابلياتهم , ولدينا اساتذة ومعلمين ولكنهم بحاجة الى مزيد من الدورات التطويرية التخصصية في تعريفهم بطرائق التدريس الحديثة مما يزيد من كفائتهم في تقديم بضاعتهم ومنهجهم الى الطلبة , ولازلنا نعاني من المدارس الطينية والمدارس غير المكتملة في الريف وفي المناطق المختلفة في البلاد ونعاني من المدارس ذات الدوام المزدوج في داخل المدن حتى مراكز المحافظات ان هذه المشاكل وغيرها تتطلب خططا حقيقية واستراتيجية وبعيدة المدى لمعالجتها , فالعملية التعليمية لايمكن ان تختزل بالطالب والمعلم والسبورة والرحلة والطباشير ,وما الى ذلك وانما العملية التعليمية تمثل مسارا واسعا يجب ان نسير فيه بدءا من التعليم الالزامي الذي يلزم جميع الابناء والبنات ان يدخلوا الى المدارس وصولا الى المؤسسات التعليمية الحديثة والى المناهج التعليمية والتربوية المتطورة والى الطواقم التدريسية المتدربة والكفوءة القادرة على ان تدرس المواد بطريقة مهنية ومحترفة , كل هذه العوامل يجب ان تتكامل حتى نقول بان لدينا عملية تعليمية متكاملة ولايمكن لشعب ان يتقدم خطوة اساسية واحدة الى الإمام مالم تتوافر لديه عملية تربوية وتعليمية صحيحة ومتطورة , ومع بدء العام الدراسي الجديد فاننا ندعوا لعقد مؤتمر تربوي وتعليمي على مستوى وطني من قبل وزارة التربية والتعليم يناقش فيه المشاكل والتحديات في العملية التربوية في كل مفاصلها وحلقاتها ليخرج بتوصيات محددة وواضحة لمعالجة هذه المشاكل والتحديات ويبنى على اساسها خطة استراتيجية لواقعنا التربوي والتعليمي في البلاد يبدء من اطفالنا في رياض الاطفال وياخذ بهم الى ابواب الجامعة في كل هذه المراحل والمستويات ان تكون لدينا خطة استراتيجية تربوية وتعليمية .وبدونها ستبقى العملية التعليمية تعاني من النظم الروتينية والقديمة التي لايمكن ان تحقق الطموح المنشود ,

    اطالب من دولة رئيس مجلس الوزراء شخصيا ان يتدخل ويضع حدا لمشكلة الزوجي والفردي التي انهكت اهالي بغداد
    في موضوع محلي اخر هناك موضوع الفردي والزوجي , الذي اصبح اهالي بغداد الكرام يعانون وهذه الثنائيات وكانها واقع مفروض على ابناء شعبنا العراقي فحينما نتحدث عن الكهرباء ياتي الحديث عن ( الوطنية والمولدات )  وحينما ياتي الحديث عن الطعام فتارة نتحدث عن الحصة التموينية وتارة نتحدث عن الطعام الذي نشتريه من الاسواق , واليوم حينما نتحدث عن النقل نتحدث عن الفردي والزوجي , وهل لنا ان نستفيد من سياراتنا حينما نخرج او لايسمح لنا بذلك , اننا نطرح قاعدة واضحة , حينما تسمح حلول ترقيعية وبالية وقديمة لحل مشاكل معينة فلابد لك  ان تعلم ان هناك شحة في الحلول وضعف في الحيلة وضعف في معالجة الازمة والمشكلة التي نواجهها هنا او هناك ولو كان هناك ابداع لقدمت الحلول الناجعة والصحيحة التي لاتضغط على المواطنين وتعالج المشاكل  بعيدا عن الحلول الترقيعية التي عفى عليها الزمن , اننا نجهل الاسباب الحقيقية والواقعية التي دعت الى اعتماد هذا الاجراء في جعل العجلات بالفردي والزوجي , وتحديد وتقييد حركة المواطنين في العاصمة وكأن المنغصات والمضايقات على المواطنين في بغداد كانت قليلة حتى جئنا لنزيد عليها بمثل هذا الاجراء الجديد , ان مثل هذه الحلول لايمكن ان تمثل معالجة للمشاكل المطروحة في هذه المدينة لانها تربك نمط الحياة والعيش لابناء هذه المحافظة , تصوروا ماذا ستصنع العائلة ونحن في بداية عام دراسي جديد حينما يريد الاب ان يصل الى دائرته او مكان عمله وحينما يجب ان يصل الاولاد الى مدارسهم فاذا كانت السيارة لايسمح لها ان تستخدم فكيف يصل الناس الى اماكنهم ومصالحهم وكيف يعالجوا مشاكلهم , هل نحبس الناس نصف الناس يوما ونطلقهم يوما اخر هل هذا هو الحل لمشكلة الامن في العراق , ويدعى ان الاختناقات المرورية وكثرة العجلات هي سبب المشكلة ولكن هذا الاجراء لم يلحظ هذا الموضوع وانما جاء اجراءا عاما فنجد هذا الاجراء حتى في ايام العطل مع ان ايام العطل ليس فيها اختناقات مرورية ونجد هذا الاجراء يشمل حتى  اطراف المدينة وليس مركز العاصمة فقط مع ان الاطراف ليس فيها اختناقات مرورية , وهكذا نجد ان من شرع ومن وضع هذا الاجراء لم ياخذ بنظر الاعتبار كل هذه الحقائق وكل هذه الظروف التي يمر بها المواطن , بل حتى ساعات القيود بالفردي والزوجي نجدها على مدار اربع وعشرين ساعة فان زحمة السير يمكن ان تكون في وقت الدوام الاداري ويمكن ان ينتهي بالساعة الرابعه او الخامسة او حتى السادسة ويسمح للناس ان يتنقلوا مساءا بسياراتهم كل ذلك يكشف ان هذا الاجراء ليس اجراءا مدروسا ولم يحضى بالاهتمام الكافي بالدراسة قبل اطلاقه الى الناس , اننا لانحتاج الى اختبارات نظرية او عملية حتى نقيم العقول التي تتحكم بمصائر هذا الشعب ويكفينا ان نقيم الحلول والمعالجات التي يقدمونها في حل الاشكاليات حتى نستبين قلة الخبرة والتخبط والعشوائية التي يعانون منها وهم يضعون مثل هذه الاجراءات , انني اطالب من دولة رئيس مجلس الوزراء شخصيا ان يتدخل ويضع حدا لهذه المشكلة التي انهكت اهالي بغداد وان ينهي هذا الجدل وان يسمح للناس ان يتحركوا وتستخدم الوسائل الصحيحة للمعالجات الامنية وليس بمزيد من القيود على المواطنين في حركتهم ونحن على ثقة بان دولة رئيس الوزراء سيقف ويحاسب من يتخذ مثل هذه الاجراءات وهذه القيود غير المدروسة ويرهق المواطنين دون ان تتحقق النتائج الواضحة لان مثل هذه الحلول العرجاء لايمكن ان تكون مقبولة لاحد ,

    اننا على ثقة بان المرحلة القادمة في اقليم كردستان ستكون مختلفة عن سابقاتها بعد التجارب المتعددة التي مر بها شعبنا في كردستان
    في الايام القليلة القادمة ستجري الانتخابات في اقليم كردستان انها فرصة مهمة نرسخ فيها تقاليد العمل الديمقراطي في بلادنا , ونتمنى لهذه الانتخابات ان تكون حرة وديمقراطية وان تكون عادلة امام جميع القوى الكريمة المتنافسة  في هذه الساحة , ان مثل هذه السياقات الديمقراطية والثقافة الصحيحة هي التي تنشيء جيلا واعيا وحرا يقدر تاثير خياراته في بناء هذا البلد وفي مساراته وفي اختيار فريق العمل للمرحلة القادمة , اننا على ثقة بان المرحلة القادمة في اقليم كردستان ستكون مختلفة عن سابقاتها بعد التجارب المتعددة التي مر بها شعبنا في كردستان وبغض النظر عمن يتقدم او يتاخر فان الشعب هو الرابح الاول في مثل هذا المسار الديمقراطي وفي العملية الانتخابية , ان الفائزين يفوزون باصوات الشعب ومن يتراجع يتراجع براي الشعب ايضا , وهذه قضية مهمة ان يكون الشعب وصوت الناس هو المعيار الحاسم الذي يخول من يريده الناس ليتصدى الى موقع المسؤولية ويدير شؤونهم , واليوم تعيش مدن وقرى كردستان فرصة مهمة لتعبر عن ارادتها وتقيم التيارات السياسية العاملة على مستوى الاقليم لتتحول هذه الانتخابات الى خطوة تقدم المسار السياسي والتنموي في اقليم كردستان الى الإمام باذن الله تعالى

    كما طرحنا سياسة تجميد الازمات في واقعنا الداخلي علينا ان نطرح هذه السياسة وتجميد الخلافات والازمات مع المحيط الاقليمي وننفتح على المحيط  ونتواصل معه
    تابعنا في الاسبوع المنصرم الزيارة المكوكية التي قام بها دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ السيد النجيفي الى كل من جمهورية تركيا والجمهورية الاسلامية الايرانية وهناك نية عن زيارة للمملكة الاردنية وللمملكة العربية السعودية , ان هذه الزيارات تاتي في الوقت الصحيح ومن المهم جدا كسر الجمود في العلاقة مع دول المنطقة  ومع المحيط الاقليمي للعراق , وتجفيف منابع الجفاء القائم مع هذه البلدان , اننا ندرك ان الاجواء الاقليمية اجواء مشحونة ومرتبكة والملفات في هذه البلدان متداخلة ومتشابكة بعضها مع البعض الاخر , ولكن مبدا التواصل مع دول الجوار والمنطقة هو المبدا السليم والصحيح في العلاقات الاقليمية مع بلدان نشترك معهم في التاريخ وفي الثقافة وفي الجوار , والحدود المشتركة وهكذا يجب ان يكون الامر في العلاقات الدولية ايضا كلما  انفتح العراق على محيطه وكلما انفتح على العالم كلما مد جسور من المحبة واواصر  العلاقة  الطيبة مما سيعيد بالنفع الى العراق والشعب العراقي ويساعد على تبادل المصالح بين العراق وهذه البلدان , لعلنا نختلف في قضية هنا او هناك مع هذا االبلد او ذاك ولكن هذا الاختلاف لايفسد في الود قضية وقد نكون مختلفين بدرجة كبيرة ومتقاطعين في بعض الامور وفي فهمنا وتقييمنا لبعض المسائل ولكن ان نذهب ونجلس ونتحاور ونتناقش ونتواصل مع هذه البلدان ونعالج مشاكلنا فهذا هو المنهج الصحيح , في حل الاشكاليات , ان العلاقات الاقليمية ليست علاقات شخصية حتى تختزل في حالة او موقف محدد وانما هي علاقات شعوب قبل ان تكون علاقات قادة فان مد الجسور سيكون مرحبا به وهو امر صحيح في كل الاحوال وفي كل الظروف حتى لو ولذلك اختلفنا مع بعض هذه البلدان في بعض الملفات وبعض التفاصيل , وكما طرحنا سياسة تجميد الازمات في واقعنا الداخلي علينا ان نطرح هذه السياسة وتجميد الخلافات والازمات مع المحيط الاقليمي وننفتح على المحيط  ونتواصل معه فهذه هي الحالة الصحيحة والمطلوبة , ان حالة الشد السياسي والتشنج ليس من مصلحة شعوب المنطقة ودولها سيما وان منطقتنا مفتوحة دوليا فالتقاطعات الدولية بدات تتداخل في مناطقنا وحينما يحصل تقاطع اقليمي بين بلدين سنجد صداه في المعادلات الدولية بشكل مباشر , وسيدخل في لعبة التجاذبات الدولية , في مثل هذه الظروف الصعبة يجب ان نكون حريصين ويجب ان نمد الجسور ونجمد الخلافات السياسية مع الدول الاخرى . اننا نتمنى لرئيس مجلس النواب ان يكون قد حقق انتاجا مهما بهذه الزيارة وصارح هذه البلدان وعبر عن تشخيص العراق ورؤية العراق للملفات المختلفة واقنعهم بالرؤية العراقية وهذا ما نتمناه في سيادته .

    اننا اليوم امام تفاهمات دولية من اجل قضية اقليمية داخلية وستكون الايام القادمة كاشفة على مدى عمق هذه التفاهمات وامكانية استمرارها او انهيارها
    لقد وصل الصراع في سوريا الى اسخن نقاطه ليعود من جديد الى الهدوء الذي وجدناه على قاعدة لاغالب ولا مغلوب , ولقد قلنا في وقت سابق وذكرنا مبررات هذه المقولة من ان هناك عقلنه دولية في هذه المرحلة في التعامل مع الازمات المختلفة , وهذا الهدوء الذي ساد بعد العاصفة وبسرعة جاء ليؤكد هذه القراءة فرغم التصريحات النارية التي شهدناها من مختلف الاطراف وتحشيد السفن والبوارج في البحر المتوسط والوعود بتوجيه الضربة العسكرية تجاه سوريا ووصول الصراع الى حافة المواجهة الدولية الا اننا لاحظنا ما ان انطلقت المبادرة الروسية حتى تلاقفها الجميع وقبل بها , وهو مايؤكد ان الجميع كان اسيرا لمواقفه المعلنة وكان يبحث عن مخرج فما ان جاء المخرج الكل بادر الى تلقي هذا الطوق الذي اطلقته المبادرة الروسية ليعود الى التفاهم والى الحل السلمي والسياسي من جديد , اننا اليوم امام تفاهمات دولية من اجل قضية اقليمية داخلية وستكون الايام القادمة كاشفة على مدى عمق هذه التفاهمات وامكانية استمرارها او انهيارها , كما انها فرصة لمعرفة التوجه الجديد لهذا الصراع الشائك والذي يمثل اكثر الصراعات الداخلية تعقيدا في المنطقة وربما في العالم لان الكثيرين وضعوا يدهم في هذا الصراع واصبحوا طرفا فيه بشكل او اخر ويساهم في اداراته وتوجيهه ولكن يبقى في النهاية فان سوريا وشعبها هم من سيدفع الثمن الغالي والكبير سواء استمرت هذه التفاهمات او انهارت ونسال الله الامن والامان والسلام لهذا الشعب العربي الشقيق والامن والاستقرار في المنطقة برمتها .

    اخبار ذات صلة