• مشددا على عدم السماح لانتهاك السيادة العراقية تحت اي ذريعة .. السيد عمار الحكيم : على من يرفع شعار مساعدة العراق لمواجهة الإرهاب أن يثبت حرصه عليه من خلال تسليحه كأولوية قصوى

    2014/ 09 /17 

    مشددا على عدم السماح لانتهاك السيادة العراقية تحت اي ذريعة .. السيد عمار الحكيم : على من يرفع شعار مساعدة العراق لمواجهة الإرهاب أن يثبت حرصه عليه من خلال تسليحه كأولوية قصوى


    الحلف الدولي ضد الإرهاب وحماية السيادة

        اليوم  نرى العالم يجتمع  لحرب داعش والإرهاب ، وقد قلنا ومن على هذا المنبر ان داعش سرطان لابد ان يتحد الجميع لمحاربته واقتلاعه من جذوره لانه لا يستثني احداً ولن يكون اي احد بمنأى عن ارهابه ووحشيته ...

    وبما ان الارهاب اليوم يسيطر على ثلث مساحة الوطن !!.. فان العالم يجتمع  تحت عنوان مساعدة العراق في حربه مع داعش والإرهاب ، والعراق يرحب دائما باي مساعدة في حربه الضروس والطويلة مع الارهاب والتكفير والانحراف حتى لو جائت متأخرة !!... ولكن المساعدة يجب ان  تلبي احتياجات العراق وشعبه اولا قبل ان تلبي اي احتياجات اخرى !!...

    فنحن مع المساعدة التي لا تنتهك السيادة !!...... ونحن مع المساعدة التي لا تملي الشروط ... ونحن مع المساعدة التي لاتفرض على العراق شروطاً في اختيار اصدقائه وحلفائه في هذه الحرب ...

    نحن واقعيون وموضوعيون وندرك جيدا اننا بحاجة للمساعدة الدولية في هذه الحرب الشرسة والتي لا تخضع لاي قانون لاننا نحارب عصابات اجرامية متعطشة للدماء ... ولكن علينا ان نحدد نوع المساعدة والاولويات في هذه المساعدة !!...

    فالعراق لا يحتاج الى رجال تقاتل بالنيابة عنه ..... ولكنه يحتاج الى السلاح والتعاون الامني والاستخباري والى التقنيات الحديثة التي تساعده على تعقب الارهابيين والقضاء عليهم !!.... ولحد اللحظة لم تصل شحنات السلاح التي اشتراها العراق بامواله الخاصة من الولايات المتحدة الامريكية ... فهناك اكثر من 3 مليارات دولار اسلحة لم تسلم الى العراق حتى الان !!... وعلى من يرفع شعار دعم العراق في مواجهة الارهاب ان يثبت حرصه على العراق من خلال تسليحه كأولوية قصوى ... واليوم لم يعد هناك اي عائق او عذر او حجة...

    وعلى الجميع ان يساعد العراق في الحفاظ على سيادته وان لا يوغل في انتهاك هذه السيادة المنهكة حاليا من الارهاب الدموي الاعمى !!....

    وعلى المجتمع الدولي ان يساعد العراق في حماية حدوده من خلال ايقاف تدفق الارهابيين عبر الجهد الاستخباري المشترك لدول الجوار ... فهؤلاء الداعشيون لا ينزلون من السماء و لا يخرجون من باطن الارض ... وانما يسافرون من دولة الى دولة ويتنقلون من مطار الى مطار ويعبرون الحدود !!... فكيف تتهاون بعض الدول وتسمح لنفسها ان تكون ممراً للارهابيين ونقطة تجمع وعبور للعراق !!... هنا يعرف الصديق من غيره ويعرف المخلص والجاد في مساعدة العراق من الادعياء واصحاب الاجندة الخاصة ...

    نعم الارهاب عدو شرس ودموي ونحتاج الى مساعدة الجميع في القضاء عليه ولكن لن نسمح في انتهاك السيادة العراقية تحت اي ذريعة وغطاء ... والاصدقاء الحقيقيون  عليهم ان يحترموا حدود السيادة العراقية .... واذا قال قائل ان السيادة الان مخترقة من قبل الارهاب ؟!.... نقول له نعم مخترقة من قبل الارهاب فهل هذا يعني ان تخترق من قبل الاصدقاء او من قبل من ياتي للمساعدة ايضاً !... هذا منطق اعوج نرفضه بتاتاً ...

    ان ابطال الحشد الشعبي يقفون كالاسود اليوم جنباً الى جنب جيشنا الباسل وقواتنا المسلحة البطلة دفاعا عن مناطقهم وابطال العشائر يخوضون معارك العزة والشرف في مناطقهم .. وابطال البيشمركة يدافعون عن كردستان ومناطق اخرى من الوطن .... وهؤلاء قد حققوا انجازات مهمة ونوعية في دحر الداعشيين وكسر شوكتهم وسيحققوا المزيد من الانتصارات وصولاً الى تطهير العراق كله من هذه العصابات الاجرامية .

    العراق اليوم كله يقاتل .. شيعة وسنة ... عرباً وكرداً وتركماناً وشبكاً .... مسلمين ومسيحيين صابئة وايزديين ... فهذه حرب الشعب العراقي كله وليست حرب طائفة او قومية دون غيرها ... لقد وحدنا الارهاب ووحدنا التحدي ... وعلى الاصدقاء  والمجتمع الدولي ان يدعموا هذه الوحدة تحت سماء عراق واحد موحد ذي سيادة كاملة ...

     

    الحرب على الارهاب والتسيس  والمحاور

        هناك محور اخر في التحالف الدولي لحرب داعش والارهاب وهو محور تسييس هذا التحالف وادخاله في نفق المحاور  !!... وهذا يضعف التحالف ويقلل فاعليته ولايساعد على بناء الثقة بين دول المنطقة .. كان المفروض ان تدعى كل الدول المهتمة بهذا الشأن الى مؤتمر باريس دون تمييز ، ففي السياسة دائما هناك خلافات بل وتقاطعات ولكن عندما نواجه خطراً واحداً علينا ان نعمل سوية لمواجهته وان لا ندع خلافاتنا تتحول الى عائق للعمل المشترك فيما بيننا ...

    ان استبعاد الجمهورية الاسلامية الايرانية خطوة غير موفقة فهي تقف في مواجهة الارهاب وهي دولة مهمة ومحورية في المنطقة ولكي ننتصر في معركتنا علينا ان نحشد كل الطاقات خصوصا واننا نحارب مجاميع ارهابية ولا نخوض حرباً تقليدية ، ففي حربنا مع الارهاب نحتاج الى كل مساحة ممكنة وكل تنسيق يمكن ان نوفره ...

    هناك من يقول انه لم ولن يسمح لايران ان تشارك في الحلف الدولي للحرب على داعش !!.. ونحن نقول لم ولن يتخلى العراق عن اصدقائه واخوته وحلفائه ... ولم ولن يقبل العراق ان تفرض عليه شروط ممن يقبل المساعدة أو من يرفضها... وايران لديها حدود مشتركة مع العراق تمتد ل 1350 كيلو متراً ولديها تاريخ مشترك وتداخل اجتماعي وجغرافي واقتصادي كبير ... فكيف يمكن للحرب على الارهاب ان تنتصر دون ان يكون للجهد الايراني مساحة مهمة فيها !!... هذا كلام يخالف المنطق ويخالف مبدأ  التحالف من اجل عدو مشترك ...

    يخبرنا التاريخ انه في الحرب العالمية الثانية وعندما اجتاحت النازية اوروبا دخل الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت في حلف مع الولايات المتحدة ضد المانيا النازية الهتلرية رغم كل الخلافات  الايديولوجية والسياسية والمنهجية ، ولكنهما كانا في حلف واحد ضد عدو واحد !!... فمن المهم ان نستفيد من دروس التاريخ للقياس عليها .. ومن هذه الدروس هو ان نتعاون ضد العدو المشترك وان لانجعل التقاطعات والخلافات تقف عائقا امام هذا التعاون ..

    وعلى الجميع ان يعي ان احد اهم اسباب وجود داعش واخواتها هو هذا التقاطع  العنيف في العمل السياسي  وسياسة المحاور البعيدة عن اي منطق ...

    نقول لجميع الاشقاء والاصدقاء ان القرارات يجب ان تكون مدروسة وتخضع للحسابات الواقعية لا لحسابات المحاور الضيقة ... وامام الجميع حرب مفتوحة نحتاج فيها الى الجهد الاقليمي والدولي ... وايران دولة محورية اقليميا ودوليا وهي ايضا دولة  جارة متداخلة مع العراق  والارهاب لا يبعد عن حدودها سوى  عشرات الكيلو مترات ....

     

    نداء الى ابناء المحافظات المستباحة

        اوجه ندائي الى ابناء شعبنا من المحافظات الغربية المستباحة واقول ؛ انها مرحلة تاريخية سيكون ما بعدها يختلف عمّا قبلها وسيكون لكم فيها الكلمة العليا !.... فلا يحرر الارض الا اهلها !!  ولا يدافع عن الشرف والكرامة الا اهله !!.... وانكم اليوم تواجهون طاعونا اسوداً يقتلكم باسم الدفاع عنكم ويستبيح ارضكم  بحجة تحريركم ويغرر بابنائكم بغطاء هدايتهم ويقتلهم باسم جهاد داعشي بعيد عن جهاد الاسلام المحمدي الاصيل !!!....

    فهذا يومكم وهذه ساعاتكم وليشهد العالم انكم قلتم " كلا " واضحة وصريحة للارهاب والارهابيين والقتلة الداعشيين .... وليعرف العالم اجمع بانكم لا تحتاجون الى من يحرركم وانما تحتاجون الى من يدعمكم بالسلاح والغطاء اما الارض فهي ارضكم وانتم اعرف بها من غيركم وانتم قادرون على تحريرها ...

    وقد قلنا لكم سابقا ومن هذا المنبر .. باننا سنزرعها رجالاً من الفاو الى زاخو .... وسنصول معكم  كصولة عمنا العباس ....

    وان حربنا مع الارهاب لا هوادة فيها .. فهي معركة وجود ومعركة حياة او موت ....  وقد اوغلوا بدمائنا وانتهكوا الاعراض واقترفوا المحرمات ... الا لعنة الله على القوم الظالمين ...

    فيا ابناء الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى ... انه تاريخكم وحاضركم ومستقبلكم .... فدافعوا عنه جميعا وحرروه من دنس الارهابيين المنحرفين .... انها ارضكم وارض اجدادكم فلا تسمحوا للغرباء وشذاذ الافاق وحثالة المجتمعات المريضة ان تستوطن على ارضكم ... فانتم اصحاب الحق وانتم من سيحقق النصر وانتم ابناء العراق ...

     

    الضلوعية .... وقفة عز ومثال شموخ

        بالامس القريب  افتخرنا  بصمود وانتصار امرلي واليوم نفتخر  بشجاعة وثبات الضلوعية ... هذا هو العراق الذي نعرفه .. رجال ونساء شجعان وشعب واحد وموقف واحد ... من امرلي الى الضلوعية تختصر  حكاية النصر العراقي القادم  دون ادنى شك ... بأذن الله ...

    في الضلوعية اختلط الدم الشيعي بالدم السني كي يقول لارهاب الدواعش اننا موحدون  في وطننا وانك الغريب المطرود الذي لا مكان لك ...

    وفي الضلوعية وقفت العشائر البطلة كي تسطر اروع  معاني النخوة والشجاعة ... فكانت عشائر الجبور مثالاً ناصعاً للعشائر العراقية الاصيلة ...

    وستثبت الايام اننا في العراق سنروي كل يوم حكاية انتصار جديد ... فالمؤمنون بهذا الوطن اكثر بكثير من الذين يطعنون به بالظهر ... والمخلصون لهذا الوطن اكثر بكثير من الذين ينحازون لانفسهم ومصالحهم فقط ... وهاهي الضلوعية تثبت ان العراق يقول " كلا " للارهاب والتكفير والظلام ... وهذه الضلوعية تقدم مثالاً اخراً على صبر العراقيين وشجاعتهم ونخوتهم..

     

    البرلمان الجديد والاصرار على النجاح والاصلاح

        بالامس شاهدنا البرلمان الجديد وهو يمتنع عن التصويت لبعض المرشحين للمناصب الوزارية .. وبعيدا عن شخصنة الموضوع .. فانها اشارة صحية للعمل البرلماني والديمقراطي ... فليس عمل البرلمان ان يقول نعم وحسب !!.... وانما عمله ان يقيم ويناقش ويصحح ويقدم بدائل ان امكن ... لقد قال البعض سقط البرلمان بعدم التصويت على المرشحين وقال البعض اخفق البرلمان في التصويت ونحن نقول لقد اخفق المرشحون في كسب ثقة البرلمان وخرج البرلمان مرفوع الراس حين عمل بواجبه وادى مسؤوليته ...

    اننا بحاجة الى برلمان واع اذا اردنا بناء مجتمع واع ودولة ناجحة ... وان قرارات البرلمان تعكس التفاهمات التي تجري بين الكتل السياسية وعندما لا تتفق الكتل على قضية فهذا سيؤدي بالتاكيد الى عدم اقرارها في البرلمان .. وهذا هو جوهر العملية الديمقراطية البرلمانية ... حيث  التفاهمات بين التيارات السياسية تتجسد في موقف ممثليها في البرلمان سلبا او ايجابا ...

    وعلينا جميعاً ان ندرك بأن سياسة التفاهمات تجنبنا الازمات والاختناقات وتزيد من جرعات الثقة عند الجميع وتدفع الكل الى التعاون والتكامل ... وان سياسة فرض الامر الواقع لم ولن تجدي نفعا ....

    نتمنى دائما ان نرى برلمانا واعيا وواثقا من نفسه يضع مصلحة العراق نصب عينيه ويكون متفقا ومتفاهما في اطار التفاهمات والاتفاقات الاساسية بين الكتل السياسية الرئيسة في البلاد.

    اخبار ذات صلة