• السيد عمار الحكيم : معركة تكريت أكدت قدرة العراقيين على تحرير أرضهم وإنهم أقوى من تصورات الإرهاب

    2015/ 04 /01 

    السيد عمار الحكيم : معركة تكريت أكدت قدرة العراقيين على تحرير أرضهم وإنهم أقوى من تصورات الإرهاب


    الحشد الشعبي والتنسيق العالي بين الجيش والحشد

        نحمد الله كثيرا على نعمة النصر ونعمة الصبر ونعمة الثبات .... اليوم أبنائنا في القوى الأمنية من حشد شعبي وجيش وطني وشرطة اتحادية وأبناء عشائر غيارى تقدموا خطوة كبيرة أخرى الى الامام وحرروا مدينة تكريت ورفعوا العلم العراقي على مقر الحكومة المحلية وأزاحوا علم الخلافة المغتصبة الارهابية !! خلافة الفكر الظلامي المنحرف ..... ان هذه الخطوة النوعية تحمل الكثير من الرسائل والدلالات ... وسأركز هنا على اهمها و أوجزها في ثلاث رسائل مهمة ومحورية ...
     

    الرسالة الأولى : اكتشاف امكانياتنا الحقيقية !! اننا كعراقيين نستطيع ان نحقق انتصارات كبيرة متى ما عرفنا كيف نستثمر امكانياتنا الذاتية الحقيقية.. لقد صرفنا مليارات الدولارات على مدار سنوات عدة في بناء القوات المسلحة ولكننا وللأسف أخفقنا في بناء مؤسسة عسكرية متكاملة وقوية وكان احد اهم أسباب الاخفاق غياب قيادة وإدارة صحيحة لعملية البناء ... واهم قاعدة في بناء المؤسسات العسكرية هي ((ان الوحدة بآمرها)) .... أي ان الوحدة العسكرية لا تبنى بكمية السلاح والعتاد والمؤن الغذائية والتجهيز والتدريب وحجم الرواتب التي تدفع لجنودها ... رغم أهمية هذه العوامل .... ولكن الوحدة العسكرية تبنى عندما يكون هناك قائد حقيقي يقودها .... وعندما نتمكّن من بناء وحدةٍ عسكرية قوية ومتماسكة فأننا نستطيع ان نبني جيشاً مهنياً قوياً وعندها يمكننا القول إننا أصبحنا نمتلك مؤسسة عسكرية فاعلة .... لقد علمتنا المعارك في تحرير ارضنا من الإرهاب ولا سيما معركة تكريت الاخيرة اننا قادرون علىى تحقيق الانتصار متى ما اكتشفنا امكانياتنا الحقيقية ... وأولها قدرتنا على إعداد القادة الحقيقيين الذين يتمكنون من قيادة وحداتهم بانضباط وصبر وقوة ويحققون الانتصارات المتلاحقة ...

     

    الرسالة الثانية : اننا اقوى مما كانوا يتصورون ... وهم اضعف مما كنا نتوقع .. فالحرب نصفها إرادة ونصفها إشاعة ..... وقد اشاع الإرهابيون انهم لا يهزمون بسهولة !!... وانهم يمتلكون عقيدة منحرفة لا تقهر وانهم يموتون دون اهدافهم وانهم سيحولون مدن العراق الى مزرعة من الألغام والطرق المفخخة .... وقالوا وقالوا وقالوا ... وقد اخذت هذه الاقوال مأخذها في فترة معينة واستطاع الإرهاب الظلامي المنحرف ان يتقدم مرحليا بحرب الاشاعة ..... ولكن توالي الانتصارات بدأ يكشف عورتهم وكذبهم وزيف بطولاتهم .... فهم ابطال على الضحايا العزل من شباب الشيعة في سبايكر وبادوش وأبناء عشيرة البو نمر والجبور واللهيب والعبيد السنة والمدنيين التركمان والشبك الشيعيين وابناء سنجار من الايزديين ومن اتباع اهل البيت وابناء سهل نينوى من المسيحيين وغيرهم من الابرياء الكثير الكثير .... وان عقيدتهم اوهن من بيت العنكبوت وان اهل الضلال من القوقاز والجزيرة العربية التي تقاتل معهم انما هم بقايا المجتمعات المريضة والشخصيات المنحرفة التي تتلذذ بالقتل والتعذيب وتبحث عن السبايا!!!.... لقد اكتشفوا حقيقة قوتنا واكتشفنا حقيقة ضعفهم ... وأننا نراعي ونلتزم ونحرص على تقليل الخسائر لأن هذا وطننا وهذه مدننا وهؤلاء المدنيون المأسورون او النازحون اهلنا ... ومن يقاتل في ارضه ليس كالغريب المنحرف الذي لا يهمه شيء ولا يقف عند حد ويحرص على اعطاء رسالة العنف بكل صورها حتى يخلق الرعب في قلوب الناس وهو سلاحه الوحيد للهيمنة على البلاد والعباد .... وليس كابن الوطن الخائن الذي باع نفسه للإرهاب والشيطان !!..... ولهذا فأن الابطال يتقدمون ببطأ ولكن بثبات واصرار ويواصلون الانتصارات .....
     

    الرسالة الثالثة : شكرا لكل من يدعمنا ولكن لا تفرضوا علينا شروطكم !!... نقول شكرا لكل من يدعمنا في معركتنا المصيرية ولكل من يقف معنا في هذه اللحظة التاريخية من حياتنا وحياة وطننا .... ولكننا نقول ان الدعم يجب ان لا يكون مغلفا بشروط وإملائات علينا .... فالصديق لا يشترط على صديقه !!!.... والحليف لا يشترط على حليفه !!!.... لقد ابتلينا بالإرهاب الأسود والفكر المنحرف الظلامي التكفيري منذ عشر سنوات .... وكنا دائما نستمع لنصائح أصدقائنا وحلفائنا ... وجربنا كل الوصفات وكل الحلول وكل الخبرات ..... وقد حان الوقت كي يستمعوا الينا والى حلولنا .... ولتتوقف قائمة الشروط المرافقة للدعم والنصائح ... فنحن كدولة نقبل النصح ولكن لا نقبل الشروط وخصوصا التعجيزية منها ... وتحت أي مبرر.

     

    اشراك أبناء المناطق المغتصبة كما اكدت المرجعية وإعادة بناء البنية التحتية ومسك الأرض

        أحب ان أؤكد على محور مهم اخر في معركتنا ضد الإرهاب وهو محور المشاركة الواسعة لأبناء المناطق المغتصبة في تحرير ارضهم !!... وان لا تكون هذه المشاركة رمزية او محدودة مناطقيا ... فهم أولى بتحرير ارضهم ومدنهم وقراهم من رجس الشيطان وخلافته الضالة ... وهذا ما اكدت عليه مرارا المرجعية العليا وهي تدرك بحكمتها ورؤيتها الثاقبة ان المشاركة الواسعة لأبناء المناطق المغتصبة سوف يحقق الكثير في طريق النصر النهائي على الإرهاب وأهله .... فهم أصحاب الأرض ويعرفون مداخلها ومخارجها .... وهم يتحركون بين أهلهم وعشائرهم ومناطقهم فيعرفون المواطنين ويميزون بين البريء والارهابي وبذلك يثبت للقريب والبعيد ان ابناء هذه المناطق الكريمة مع اخوتهم في الحشد الشعبي والقوات المسلحة انما يمثلون فريقاً واحداً وهدفاً واحداً ومهمة واحدة ... فتخرس السنة المتقولين وتتضح الحقائق للمشككين... كما ان وجود أبناء المناطق المغتصبة يساهم في مسك الأرض بعد تحريرها وهي المهمة الاساسية بعد كل معركة ... ولا يمكن لأبناء القوات الأمنية المشتركة القيام بهذا الواجب بمفردهم كونهم قواتاً مقاتلة مهمتها استعادة الأراضي المغتصبة وليس التمركز فيها .... وعليه فان مهمة مسك الأرض يجب ان تكون لأبناء المناطق وبدعم من القوات الأمنية المشتركة .... اما إعادة الاعمار وترميم البنية التحتية الضرورية فأنها معركة أخرى لا تقل أهمية عن معركة تحرير الأرض ويجب ان يتم التعامل معها بطرق مدروسة وخطط معدة مسبقا وبجهد مشترك من قبل كل الوزارات .... ومن هنا ادعو جميع الميسورين من أبناء المناطق المحررة الى تفعيل مبدأ ((الجهد الطوعي)) .... في إعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق .... فهناك الكثير من رجال الاعمال والتجار والمقاولين يمتلكون الكثير من الاليات والمعدات والايدي العاملة وهم أكثر حرصا وأكثر كفاءة من مؤسسات الدولة وروتينها المعقد .... فالجهد الطوعي يجب ان يكون له دور كبير وبارز في إعادة التأهيل للمناطق المحررة.

     

    عدم الوقوع في الأخطاء والحرص كل الحرص على الانضباط

        كما ادعو اخوتي المتطوعين من الحشد الشعبي والعشائر الاصيلة والبيشمركة والقوات المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية الى الحرص الشديد على عدم وقوع الأخطاء والدقة في الأداء ... ان معركتنا هذه فيها الكثير من الحساسية وهناك الكثير من الموتورين المتربصين الذين ينتظرون خطأ هنا اوهناك كي يؤججوا نار الفتنة وهي مستعرة أصلا !!... ويتلهفون لتشويه انتصاراتكم والتشويش عليها .... فارجو منكم ان تكونوا على قدر المسؤولية وفي اعلى درجات الحذر والانضباط وان تفوتوا الفرصة على أصحاب المشاريع المشبوهة والتخريبية والذين يعتاشون على خلق الازمات والفتن .... فارتكاب الأخطاء مرفوض سواء كان بقصد او بدون قصد !!... والانضباط هو اوجب الواجبات وقمة الالتزام.
     

    ضرب الأطفال في المدارس وتصرف الحكومة تجاه المسيء

        تفاجئنا في الأسبوع الماضي بحادث إثر فينا كثيرا وهز ضميرنا الإنساني ومشاعرنا الابوية .... الا وهو ضرب مدير احد المدارس للتلاميذ الأطفال !!... ان هذا الحادث ليس معيباً ومشيناً وخارج نطاق التربية فحسب !!.... انما هو حادث يدل على ان نظامنا التربوي كما يعاني من تلكأ في العملية التربوية والتعليمية كذلك يعاني من التلكأ في العملية الإنسانية التي تصاحب التربية والتعليم !!.... والا كيف استطاع هذا الشخص الذي يضرب الأطفال بهذا الشكل القاسي والمهين ان يصل الى درجة مدير مدرسة يتعلم فيها أطفالنا !!.... اين النظام الاشرافي؟.

    وأين المراقبة الدورية للمعلمين والمدراء وخصوصا في مدارس الأطفال ؟؟ وكيف نتأكد من عدم وجود حالات مشابهة في المدارس الاخرى ويعجز فيها التلاميذ الاطفال وهم بعمر الورود ان يدافعوا عن انفسهم او ينقلوا شكواهم .... اننا نطالب ان لا يكتفى بفصل المدير المسيء وانما بفتح تحقيق يشمل مدير المنطقة التعليمية وصولا الى مدير التربية العام كي تكون المسؤولية مشتركة ... فلولا اهمال الرأس ما تجرأت الدرجات الوظيفية الأدنى على الانحراف والإساءة .... يجب ان تكون معالجاتنا جذرية وليست ارتجالية ومرحلية !!.... وأين مسؤولية المعاون؟؟؟ ومسؤولية المشرف التربوي ؟؟؟ ... وأين مسؤولية المدرسين والمعلمين الذين يتواجدون في المدرسة ؟؟ ... ولماذا لم يبلغوا عن هكذا ممارسات شاذة بحق الأطفال !!... ان تكون قراراتنا وردات فعلنا مبنية على الصدفة فقط فهذا غير مقبول .... واتمنى من الأخ وزير التربية ان يقف طويلاً عند هذه الظواهر التي تسيء الى النظام التعليمي والتربوي في البلاد ويضع المعالجات الجذرية لها.

     

    القمة العربية وتقييمها

        في الشأن العربي والإقليمي ... ان انعقاد القمة العربية شيء جيد وندعو اليه دائما ونتمنى ان يتكرر ويترسخ واتخاذ قرارات ذات اغلبية واجماع عربي خطوة في الطريق الصحيح ... ولكن نتمنى على اشقائنا العرب ان يراعوا مسالة التوازن في سرعة انعقاد القمم وجرأة اتخاذ القرارات فيها .. كي يشعر الجميع في الجامعة العربية انهم متساوون وان هناك انصاف في التعامل مع قضاياهم .... لا ننكر ان الوضع صعب ومربك في أكثر من بلد عربي .... وان المنطقة عموما والدول العربية خصوصا تتعرض لضغط شديد ومنذ سنوات ... وان المحاور والتخندقات أصبحت أكثر وضوحا واستقطابا... نحن ندرك تماما كل هذا .... وندرك ان ما يجتمع عليه العرب في الجامعة العربية يجب ان ينظر له على انه قرار عربي بغض النظر عن نوعية هذا القرار ومدى صحته من خطأه .... ولكننا نرى ان التوازن هو من اهم عوامل صناعة الاستقرار في المنطقة والعالم وهو قانون الطبيعة الأول ... وبدون توازن فلا توجد قيمة لأي شيء ... وهنا نقول اين التوازن في قرارات الجامعة العربية ؟؟!!.... وأين التوازن في اهتمامها بقضية دون أخرى؟؟!!.... ونوعية الإجراءات المتخذة في قضية دون أخرى ؟؟!!.... اسئلة كبيرة وكثيرة تثار ونتمنى ان نجد لها إجابات صريحة ومنطقية ... فهناك اكثر من ملف عربي شائك ومحترق .. فلماذا لا يتم التعامل مع كل الملفات بنفس الحزم الذي تعامل معه مع ملف اليمن ؟؟ ... ولماذا لا تكون القرارات بنفس الجرأة ؟؟... ومع ذلك فأننا نشدد على ان الجامعة العربية تبقى الإطار لأي تحرك عربي وندعو ان تكون حازمة في إيجاد حل للازمة اليمنية مثلما كانت حازمة في التدخل بهذه الازمة ... وكلنا امل بأخوتنا العرب ان يكون صوت الحكمة عندهم اعلى من صوت المدافع.

     

    اليمن وعاصفة الحزم وعواصف المنطقة التي لا تنتهي

        وفي الشأن اليمني فأننا تابعنا بأهتمام وحذر تطورات الازمة اليمنية الأخيرة وانطلاق عملية عاصفة الحزم .... وأصبحت لدينا عاصفة أخرى تضاف الى عواصف المنطقة التي لا تنتهي .... ولكي نكون منطقيين وواقعيين فان الازمة اليمنية تداخلت فيها العوامل الداخلية والخارجية بشكل كبير وهو يمثل أحد أسباب اتجاهها نحو التعقيد ... انَّ موقفنا الثابت هو عدم التدخل في شؤون الاخرين ... وإذا كان هناك تدخل فيجب ان يكون تدخلاً إيجابياً وليس لصالح طرف على حساب اخر .... لان من السهل اتخاذ قرار الحرب ولكن من الصعوبة بمكان اتخاذ قرار إيقافها !!... وجمهورية اليمن بتركيبتها السكانية والعشائرية وطبيعتها الجغرافية وطبيعة أهلها ليست بلداً سهلاً لمثل هكذا حرب مفتوحة ... كما اننا نحمل الأطراف المعنية مسؤولية ما حدث وما وصل اليه اليمن ... وأننا ندرك جيدا ان هناك دولاً إقليمية لديها مناطق رخوة في امنها القومي وأنها تعتبر بعض الاحداث الداخلية في اليمن هي جزء لا يتجزأ من امنها الاستراتيجي .... وهنا نركز على ان عبور الخطوط الحمراء هو تصرف طائش من الجميع وبدون استثناء ... لأننا نؤمن ان الجزء المهم من عملية حفظ الاستقرار في المنطقة هو الحفاظ على الخطوط الحمراء التقليدية وتدعيمها وان سياسة فرض الامر الواقع ليست السياسة الصحيحة في منطقة ملتهبة كمنطقتنا ... نتمنى على اليمنيين ان لا يزهدوا بالحوار المشترك لأنه نهاية كل ازمة وان يكون الدخول بالحوار في أسرع وقت ... كما لا نتمنى ان يتورط الاشقاء العرب في صراع وحرب مفتوحة في اليمن وان لا تكون هذه الازمة بداية لصراع طائفي مفتوح ويجب ان لا يسمح لها ان تكون صراعاً طائفياً مفتوحاً ولا حتى صراعاً قومياً مفتوحاً!!..

    اخبار ذات صلة