• السيد عمار الحكيم يدعو للتنافس الانتخابي الشريف على اساس البرامج بعيدا عن التسقيط

    2018/ 02 /04 

    السيد عمار الحكيم يدعو للتنافس الانتخابي الشريف على اساس البرامج بعيدا عن التسقيط

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وصحبه المنتجبين. 

    الإخوة الكرام، الأخوات الفاضلات، اسمحوا لي في البداية أن أُرحب بكم أجمل الترحيب، وأُعرب عن سعادتي وسروري لهذه الفرصة للقاء بكم، وأتمنى النجاح لمؤتمركم التأسيسي هذا، عملية الاختيار والانتخاب لمن يتولى إدارة شؤون هذا المجلس الشبابي الوطني هو أمرٌ في غاية الأهمية، وأن يكون لكم دور في اختيار من يتصدى لخدمتكم في هذا المجلس كان خطوةٌ في الاتجاه الصحيح.

    قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (بسم الله الرحمن الرحيم  (( نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى . وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ )) صدق الله العلي العظيم). 

    هذه الآية هي من آيات الشباب في القرآن الكريم، وقد تكون من أوضح آيات الشباب، هناك اهتمامٌ كبير في القرآن الكريم في النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أهل بيته عليهم السلام، وإذا أردنا أن نرى له وفيه الديمومية والفاعلية والنشاط والتألق والتميز والرقي، فلابد أن نجد موقع الشباب في هذا المجتمع، مجتمعٌ لا يرعى الشباب، ولا يُنمي طاقات الشباب، ولا يُمكن الشباب.. مثل هذا المتجمع لا نستطيع أن نرى له تألقاً وتميزاً.

    العراق مجتمع شاب بامتياز تحتاج إلى تخطيط وتحفيز وتعامل خاص

    الطاقة الشبابية، الهمة الشبابية هي التي تُحرك المجتمعات، فكيف بكم إذا كان الحديث عن المجتمع العراقي، والذي يتميز بالشبابية بشكلٍ واسع، نسبة الشباب في مجتمعنا نسبة كبيرة، 90% من أبناء شعبنا هم دون الخمسين سنة، و70% دون الخمسة والثلاثين سنة، و40% دون الستة عشر سنة، هذا يُبرهن على أننا أمام كتلة شبابية كبيرة، كيف نُخطط لها، كيف نتعامل معها، كيف نحفزها، كيف نوفر لها الفرص، كيف نُنمي طاقاتها، كيف نغرس الثقة بالنفس في أعماق وجودها حتى تنطلق وتبني أمجادها وأمجاد وطنها بشكل واسع وكبير.

    حينما نتحدث عن الشباب لابد لنا أن نقف عن السِمات المشتركة التي تجمع بين الشباب. 

    السمة الأولى: الطهارة والنقاء، الشاب بحكم عمره الفتي لم يتلوث بالآثام والمعاصي والأخطاء والانحرافات كما هم كبار السن الذي مضى على حياتهم فترة أطول تُعرضهم إلى التلوث بشكلٍ أسرع، لذلك الطهارة والنقاء وسلامة القلب طهارة الروح الشفافية هذه سمة عامة نجدها في الشباب.

    ثانياً: وهي تتفرع على هذه الطهارة، المبدئية القيمية، الإنسان يولد على الفطرة، بطبعه تواق ومنفتح على الله سبحانه وتعالى، قيمه، مبادئه، معتقداته تحظى بأهمية كبيرة، إن كانت هذه العقيدة عقيدة سليمة يُقاتل من أجلها ويُضحي بالغالي والنفيس من أجلها، وإن كانت عقيدة منحرفة أيضاً يُقاتل ويُضحي من أجلها، ونحن في العراق اكتوينا بنار أولئك الشباب الذين يحملون عقيدة منحرفة، ففعلوا ما فعلوا من عمليات إجرامية وإرهابية.

    لاحظوا على مدار الأربعة عشر سنة جل من نفذ العمليات الإرهابية الانتحارية هم محسوبين على الشباب بشكل واضح، ومن وقف بوجههم وأعاد بهجة الانتصار لشعبنا ووطننا هم أيضاً الشباب الذين يحملون العقيدة السليمة والصحيحة، وهذه مسألة مهمة، نحن أمة ذات حضارة عريقة، يجب أن نعتز بهذه الحضارة، بهذه العراقة، بهذه الجذور التاريخية، بهذا التراكم الكبير، إسلامنا يدعونا للاعتزاز، وظروف بلدنا كعراق أيضاً يدعونا لأن سبعة آلاف عام من الحضارة خلفنا، نحن شعب يمتلك كل هذه الحضارة وكل هذا التاريخ وكل هذه القيم علينا أن نعتز بها، نتمسك بها.

    التمسك بالعقيدة، التمسك بالقيم، التمسك بالأخلاق ليست رجعية، ليست تخلف، ليست منافية للمدنية، يجب أن ننظر للواقع المدني وإلى التطورات في بلادنا بما ينسجم مع حضارتنا وقيمنا ومبادئنا ولا نستنسخ تجارب الآخرين، الآخرون تقدموا تكنولوجياً، الآخرون طوروا بلادهم عمرانياً ولكن بنفس الوتيرة المتسارعة الداعية إلى الإعجاب والانبهار بالبناء والإعمار والتكنولوجيا لديهم انحدار خطير وسريع إلى الهاوية في منظوماتهم القيمية، في الالتزام بالقيم والمبادئ، اليوم دول متطورة عمرانياً وتكنولوجياً تجد نسبة المتدينين بأي دين من الأديان السماوية نسبة ضئيلة جداً، ذلك أنهم وقعوا في خلط فضيع، ربطوا بين التكنولوجيا والتطور العلمي وبين التخلي عن العقيدة، وكأن العقيدة والأخلاق والقيم والثوابت والمبادئ كانت بالضد من ذلك التطور العلمي، فيجب أن نُعادي القيم حتى نحصل على التطور، هذا هو الخطأ الذي وقعوا فيه، هم تطوروا تكنولوجياً وانهاروا قيمياً.

    نحن معتزون بقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا ومعاييرنا ونجنح للتطور 

    من يعيش في عمق المجتمع الغربي يعرف ذلك، نحن نأخذ لقطة جميلة من بعيد ولكننا لا نرى واقع تلك المجتمعات وإنما نرى الأبنية والإعمار والتكنولوجيا، ونرى الرفاه الظاهري ولكن لا نرى عمق المجتمع، لا نطلع على نسب الكآبة في ذلك المجتمع، والحال ان التكنولوجيا والرفاه والإعمار والبناء والخدمات يفترض أن يكون من يعيش هناك سعيداً بحياته! لماذا نسبة الانتحار عالية، لماذا التفكك الأسري والاجتماعي هائل وكبير، لماذا أصبح الإنسان حتى حينما يقترن بقرينة ويُنجب منها أولاد يُفضلون أن يبقوا أصدقاء، ويوماً بعد آخر سيتبين لكم الانهيارات الهائلة التي ستحدث.

    هذه سنن إلهية، هذا واقع، خبرائهم، علمائهم، عقولهم بدأت تكتب وتحذر وترفع الكارت الأحمر بوجه تلك المجتمعات وتلك النظم وتقول نحن بلا أخلاق وبلا قيم وبلا مبادئ تلافوا أنفسكم قبل أن نضيع وننهار.

    الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من جانبين، جانب مادي للاحتياجات المادية، وجانب روحي ومعنوي، تجاهل هذا الجانب سيعني حالة من عدم التوازن مهما نجحت لفترة قصيرة ستنهار انهيار رهيب وخطير ولو بعد حين.

    نحن معتزون بقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا ومعاييرنا وأُطرنا الصحيحة ونجنح للتطور، ونجنح بتقديم المزيد، بناءٌ وإعمارٌ واستخدام للتكنولوجيا الحديثة في رفاه الإنسان مع القيم وأخلاق وروح، هذا هو الذي يُحقق الحالة المُثلى، ويجب أن نعيش هذا التوازن في مجتمعاتنا –كما يجب أن نعيشه في شخوصنا-، الإنسان حين يملك الدنيا وما فيها ولكنه ليس لديه قيم وقلب ينبض بالحياة وحب الله سبحانه وتعالى هكذا إنسان يكون فاقداً للحياة لا يستمتع بشيء.

    بسم الله الرحمن الرحيم، (وابتغي فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)، هذه التكاملية التي تحدث عنها القرآن الكريم مهمة، إذن الشباب مبدئية وقيم وفطرة سليمة والتزام، وهذا لا يتعارض أبداً مع المدنية، ومع الحراك، ومع الطموح، ومع كل شيء.

    ثالثاً: الشاب مشاعر، همم، انفعالات يمكن أن تكون في الاتجاه الصحيح إيجابية فتأخذ بهذا الإنسان إلى قمة الرُقي ويمكن أن تتحول إلى انفعالات سلبية تتحول إلى حاجز تحجز الطريق على الإنسان وتُوقعه في الكثير من المطبات، تلك المشاعر، تلك الهمة العالية للشباب حينما تُوجه بالعقل وبالحكمة تأخذ مدياتها الواسعة.

    رابعاً: الطاقة والقوة، الشباب لديهم طاقة، قوة بدنية، قوة فكرية، طاقة هائلة إذا ما اقتننت ببوصلة صحيحة ووظفت هذه الطاقة في الاتجاه الصحيح يُمكن أن تأخذ الشاب إلى رحاب المستقبل وبسرعة هائلة، وإذا عاش الشباب حالة الضياع وغياب البوصلة وفقدوا الهدف ستبدأ عملية التخبط ويُراوحوا في مكانهم.

    خامساً: الشباب لديهم حماس واندفاع، فإذا أصبح صاحب قضية، إذا حمل على أكتافه مشروع حقيقي لنفسه ولوطنه ولشعبه يُوظف هذا الحماس والاندفاع بالاتجاه الصحيح.

    سادساً: الشاب عنده صدق، عنده وفاء، يتعامل بصدق، المكر والخديعة والتلاعب والتكتيك هذه كلها أمورٌ تأتي لاحقاً، حينما تتراكم تجارب الحياة تتفتح العيون على أمور أخرى، ولكن الشاب نتيجة لطهارته، نتيجة لنقائه نراه صادقاً، ولذلك يكون مستعد أن يواجه، مستعد أن يتحدى، مستعد أن يُقدم كل شيء من أجل القضية التي يؤمن بها، سواء كانت هذه القضية قضية حق أم قضية باطل، فإذا أوصلنا له الرؤية الصحيحة، وإذا ساعدناه على أن يتبنى مشروعاً حقيقياً حينذاك سيوظف هذا الصدق والوفاء بهذا الاتجاه.

    سابعاً: التضحية والفداء والعطاء سمةٌ أخرى للشباب، الشاب مستعد أن يُضحي، مستعد أن يُعطي من وقته، من جهده، من ماله، من حياته، من إمكاناته، يعطي كل شيء من أجل القضية التي يؤمن بها، وهذه أيضاً سمة عظيمة في الشباب.

    ثامناً: الصبر والثبات، الشاب قادر على أن يصبر ويتحمل ويثبت على المشروع الذي يؤمن به ويقتنع به، قدرة الصبر هائلة للشباب، قدرة التحمل للمنغصات وللآلام وللمحن وللضغوط كبير جداً حين يكون مؤمن بقضية.

    تاسعاً: الكرم والعطاء، الشاب كريم النفس، الشاب يُعطي، يُقدم، ليس لديه الكثير من الحسابات، المراحل العمرية اللاحقة يُصبح لديها حساب، لكن الشاب مستعد أن يُعطي، أن يُقدم بكرم وسخاء ما يملك من طاقة من مالٍ من علمٍ فيما يعتقد بصحته وصوابيته، يصل به الأمر إلى حد الإسراف أحياناً، إلى حد اتهامه بأنه لا يُراعي البرمجة الصحيحة في الإنفاق، إلى حد أن يصرف أمواله إذا ما جاءه ورث كبير، الكرم سمة الشباب.

    عاشراً: التحدي والتصدي، الشاب يحب أن يتحدى، وكل هذه السمات هي مترابطة مع بعضها، الشاب حين يكون لديه الحماس والهمة والاندفاع من الطبيعي أن يقبل التحدي والمجازفة ويمضي لتحقيق أهدافه حسب ما يراها هو.

    فكائن بهذه السمات ونقاط القوة الهائلة والكبيرة يكفيه أن يجد نفسه، يحدد بوصلته، يُشخص أهدافه، يحمل قضية على أكتافه، يتبنى مشروع حتى تتحول هذه السمات العشرة فيه إلى رفد تساعده على أن يمضي ويشق طريقه ويبني مجد لنفسه ولمجتمعه ولشعبه.

    تيار الحكمة هو تيار الشباب لان الشباب هو ثروة العراق الحقيقية

    نحن نؤمن بالشباب ونفتخر بأن تيار الحكمة هو تيار الشباب، ونعتقد بأن هذا هو أفضل استثمار يمكن أن نستثمر فيه بالشباب، النفط ليست هي الثروة الوطنية الأولى في بلادنا، التجارة والصناعة والزراعة ليست هي الثروة الوطنية الأولى، الثروة الوطنية الأولى هي أنتم الشباب.

    شاب وطني، حامل مشروع، مؤمنٌ بقضية، مؤطر بقيم يحمل كل هذه السمات، مُندفع، متحمس، طاهر، نقي يُمكن أن يفعل الكثير من الإنجازات، بل يحول الانجاز إلى إعجاز، يفعل المعاجز ويُدهش الجميع، هكذا فعل شبابنا في ساحة المعركة، أدهشوا العالم بشجاعتهم، ببسالتهم، بتضحيتهم كسروا الإرهاب وكبروا عليه وحققوا انتصاراً تاريخياً عظيماً، ولكن كما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: هذه الجهاد الأصغر، انتصرنا على العدو بقوة، بقي علينا الجهاد الأكبر، العدو المرن، العدو المتخفي وليس العدو العسكري الطاهر.

    الفساد عدو علينا أن نتغلب عليه، غياب المؤسساتية في الدولة عدوٌ يجب أن نتغلب عليها، الطائفية عدو يجب أن نتغلب عليه، النزعات الفردية والشخصية والحزبية وتغليبها على الصالح العام عدو يجب أن نتغلب عليه، الانشغال بالهموم الخاصة وعن خدمة الناس وتوفير الرفاه لهم عدو يجب أن نتغلب عليه، هذا هو العدو المرن، هذا هو الجهاد الأكبر.

    كيف نصبح أصحاب مشروع وأصحاب قضية، وكيف نوظف هذه الإمكانات لصالح هذا المشروع وهذه القضية؟

    أقولها بصراحة: نحن لا ننظر إلى الشباب على أنهم حالة انتخابية عابرة، أو وقود في حملة انتخابية، الشباب ليسوا وقود، الشباب أساس المشروع وعماده، نريدهم قبل الانتخابات ونريدهم بعد الانتخابات بقوة أكبر، نُريدهم أن يتحركوا ويبثوا الأمل في شعبنا ونُريدهم أن يستثمروا ذلك الأمل ويبنوا ويُقدموا لشعبهم ووطنهم.

    الشباب القلب النابض للمشروع وليسوا جسرا للعبور 

    الشباب ليسوا جسراً يعبر عليه الكبار حتى يصلوا إلى طموحاتهم ويتركونهم ويركنونهم جانباً، الشباب هم القلب النابض لمشروعنا ولوطننا ولبلدنا ويجب أن يبقوا في الصدارة في التأثير والفاعلية بشكل واسع، الشباب عماد مشروعنا، وهم الثروة الوطنية الكبرى لبلادنا، وهم مفتاح الحل لمشاكل هذا الوطن، وعلينا أن نتعامل مع الشباب من هذه الزاوية ومن هذه المنطلقات، كما أننا نثق بشاباتنا نثق بقدراتهن بإمكانياتهن بكفاءتهن ولنا الشرف في تيار الحكمة إننا نعطي دور للشابة كما نعطيه للشباب الذكور, ونمكنهم ومن إيجابيات مجلس الشباب العراقي اليوم أنه أخذ هذه التجربة الإيجابية من وجود هيئة عليا لتمكين الشابات في تيار الحكمة سحبتموها إلى داخل مجلس الشباب الوطني وهذه خطوة صحيحة, وكما وضعنا كوتة للتنفيذ النسوي في تيار الحكمة وضعتم هذه الكوتة في مجلس الشباب الوطني وهذه خصوصية إيجابية أيضاً, ويجب أن تشعر الشابة بفرصها وأدوارها ومكانتها ودورها كما يشعر الشاب وتتكامل هذه الطاقات والجهود مع بعضها.

    تمكين الشباب ليس شعاراً نرفعه ونكتفي برفعه والحديث عنه, وإنما هو التزام عملي منا في تيار الحكمة على أن نمكن كل شاب وشابةٍ قادر على الفعل والعطاء, نمكنهم سياسياً, نمكنهم مجتمعياً, نمكنهم حكومياً حسب الفرص المتاحة, الشاب الكفوؤ عليه أن يمضي ويأخذ أدواره بشكل كبير.

    نحن اليوم لا نخبر عن نوايا وتمنيات, وإنما نتحدث عن واقع نعيش في تيار الحكمة, المئات من القادة الشباب لهم مواقع متقدمة في تيار الحكمة من المكتب السياسي الذي يغلب على نصف أعضائه أنهم من طبقة الشباب نزولاً إلى كل مرافق ومواقع المسئولية, نحن قدمنا قادة شباب وبرهنوا على أنهم قادرون على فعل المعاجز ونحن فخورون بهم وتزداد ثقتنا بقدراتهم وبإمكاناتهم يوماً بعد آخر.

    أنه عهدٌ قطعناه على أنفسنا نعمل على تمكين الشباب, نمكنهم, نفتح لهم الفرص والأبواب والنوافذ, نوفر لهم التدريب المطلوب ليكونوا قادرين على أداء واجباتهم ومهامهم على أفضل حال.

    على الشباب أن يعو أن الأدوار تنتزع ولا تمنح 

    أيها الشباب الدور في المجتمع, في الوضع السياسي, في الوضع الحكومي حقكم, ولكن هذه الأدوار لا تُمنح, لا تُعطى, تُنتزع, إن كنتم شباباً بهذه السمات العشرة التي تحدثنا عنها, إن كنتم شباب تحملون مشروعاً وقضية عليكم أن تنتزعوا أدواركم خذوها وانتزعوها بقوة بفعلكم بإرادتكم بمبادراتكم بحضوركم الفاعل والمسئول في كل الساحات بالتصدي بقوة لتسويق مشروعكم والدفاع عنه لإيضاحه للآخرين, أسأل نفسك أنت الشاب أنتِ الشابة يوم ما كنتم خارج هذا المشروع وتعرفتم عليه من عرفكم؟ شاب مثلكم عرفكم, فدخلتم ورأيتم وتمسكتم, اليوم أنتم قادة في هذا المشروع وأعضاء في مؤتمره العام, هل هذا حق محتكر لكم؟ أم زكاة العلم نشره, وهذا المشروع الذي جلبكم وجعلكم قيادات في مجلس الشباب الوطني يجب أن تنقلوه إلى غيركم من الشباب والشابات ليتعرفوا ويلتحقوا بهذا المشروع ويكونوا جزءاً أصيلاً وأساسياً فيه.

    خذوا أدواركم, لا تنتظروا أن يعطيها أحد لكم, أنتم بادروا, أنتم تحركوا، أنتم أثبتوا موقعكم ومكانتكم ودوركم وقابلياتكم في هذا المشروع.

    ما أجمل ما قاله الشاعر أحمد شوقي: 

    وما نيل المطالب بالتمني

    ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً

    انزل, تحرك, تصدى, تحده, وانتزع الدور وخذه,.... وما استعصى على قوم منالٌ,... شيء بعيد, التحقق صعب ولكنه ما بات صعبً على قومٍ,.... إذن إقدامه كان لهم ركابا) إذا أقدم, إذا بادر, إذا تصدى بعزيمة راسخة, بإرادة لا تلين, بتوكل على الله, بثقة على النفس يستطيع, ارفع شعار (نحن قادرون) وآمن بهذا الشعار بوجودك وحياتك, اثبت لنفسك أنك تستطيع, وكذلك ما نسب إلى الإمام الشافعي: (بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلى سهرَ الليالي ومن طلب العلى من غير كد أضاع العمر في طلب المحالي), إذا أردت أن تكون قائداً, إذا أردت أن تأخذ دوراً قيادياً, إذا أردت أن تكون متميزاً ومتألقاً, إذا أردت أن تكون متأثراً عليك أن تبادر, تمارس هذا الدور وتنتزع دورك, بفعل قدراتك ومواهبك وإمكانياتك وحركتم ونشاطك ودورك هكذا يجب أن تكون.

    تيار الحكمة والشباب .. فعل يتحدث عنه القول

    أيها الأعزاء, أيها الكرام, أيها الشباب والشابات, (من جد وجد ومن لج ولج ومن زرع حصد) هذه سنة الحياة, نتاج عمل حقيقي حتى تحصلوا على أدوار حقيقية تجعل من أنفسكم قصص نجاح, وتجعل من دوركم أسطورة للآخرين, هذا الأمر يحتاج إلى ثقة بالله وبالنفس, نحن نستطيع هذه يجب أن نصدق بها, يجب أن نؤمن بها, الإنسان موجود كائن غريب في قدراته وإمكاناته, يستطيع أن يفعل كل شيء بإذن الله, يقرر ويخطط ويثبت ويعمل ويستنفر الإمكانات ويواجه المنغصات ويتحدى الصعاب حتى يحقق هذه النتائج الكبير يستطيع.

    نحن قومٌ لا نقول ولا نفعل هذه ليست من قيمنا, ونحن قومٌ لا نكتفي أن نقول ونفعل هذا أيضاً ليس صحيح, ونحن قومٌ لا نكتفي أن نفعل ثم نقول للناس ما فعلناه هذه أيضاً أقل من همتنا, نحن قومٌ نفعل وفعلنا يقول, وهذا هو منهجنا الإسلامي فيه الشكل وفيه المضمون الصلاة حديث مع الله, به تفاصيل شكلية غريبة وعجيبة يجب أن تكون على طهارة, يجب أن تكون ثيابك طاهرة, يجب أن تستقبل القبلة, يجب أن يكون المكان الطاهر, يجب أن يكون المكان مباح غير مغصوب, إذا علمت أن القبلة شبر عن اليمين ومتعمداً صليت شبر على اليسار صلاتك باطلة, استقرار أثناء الصلاة لا يجوز أن تتحرك, يجب أن تكون مستقبل القبلة بحالة من السكينة والوقار والهدوء أثناء الصلاة, كلها قضايا ترتبط بالشكل والمضمون أنت تتكلم مع الله سبحانه وتعالى, الزهد بهذه الشكليات يضيع عليك الصلاة حتى لو كان قلبك تعتقد أنه متوجه نحو الله, توجد أشياء يجب أن تراعيها.

    لاحظوا أحبتي هذه مسألة جداً مهمة أرجو أن نلتفت لها: نحن قومٌ نفعل وفعلنا يقول (رحم الله امرئٍ عمل عملاً فأتقنه رحم الله امرئٍ عمل عملاً فأكمله) الإكمال, والإتقان, والدقة في كل التفاصيل, في القضايا الشكلية, في القضايا المضمونية, هي التي تنتج عملاً متميزاً, وجماعة متميزة, ومشروع متميز, وأداء متميز, وتأثير متميز, وخدمة للناس متميزة, هكذا يجب أن تكونون, نحن لا نشتكي لأن التشكي لغة العاجزين نحن لسنا عاجزين بفضل الله, نحن لا ننظر بتشاؤم وبسلبية للأمور وللحياة وللواقع لأننا متفائلون, نحن لا نسيء الضن بالجميع ولا نعمم السلبيات لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بحسن الضن, نحن لا نتهم الجميع ونقول: الكل مخطئون وفاسدون لا نقول ذلك, وهناك الكثير من الخطوات الصحيحة والطيبة لدى الآخرين وهناك أخطاء فينا يجب أن نعالجها, نراجع ولا نتراجع, بموضوعية, بصدقية, بتواضع, نقيم أوضاعنا ثم نذهب لنقيم الآخرين, رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله يقول: (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس), لنتكلم عن أنفسنا, نحن ماذا فعلنا وما لم نفعل؟ وماذا قدمنا وما لم نقدم؟ نحن كم استطعنا أن نفي ما وعدنا؟ نحن كيف نصلح أحوالنا؟ وكيف نصحح أخطائنا؟ نحن كيف نقيم وثم نقوم مشروعنا ومسيرتنا؟ لننشغل بأنفسنا, نظرتنا إلى الحياة, ونظرتنا إلى الوطن, ونظرتنا إلى الواقع بإيجابية, نحن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس, ثم نستحضر السلبيات حتى نعالجها, لذلك نحن متفائلون, نحن إيجابيون, نحن ننضر للإنجازات, نحن ننضر لنقاط القوة ومنها ننطلق لتقييم نقاط الضعف ومعالجتها, لا سلبية في أوضاعنا, إذن لا تشكي, لا تشاؤم, لا سلبية, لا تعميمات خاطئة على الجميع, هذه نداءاتنا يجب أن تكون واضحة.

    النجاح للشخوص والمشروع ولمبدأ تمكين الشاب 

    أيها الأحبة, أيها الشباب والشابات اعرفوا أن نجاحكم هو ثلاث نجاحات, نجاح لشخوصكم ومن حقكم أن تكونوا ناجحين, ومتميزين, ومتألقين, ونجاح لمشروعكم, مجلس الشباب الوطني, تيار الحكمة الوطني, هذا مشروعكم ينجح بكم, أنتم أذرعه, أنتم سفرائه, المشروع قائم بكم, حالة معنوية يتجسد بأفراده وأنتم قيادات وأفراده, وهو نجاح لمبدأ تمكين الشباب, يجب أن نمكن الشباب على نطاق واسع, ويجب أن نثق بهم, ويجب أن نعتمد عليهم, ويجب أن نعطيهم الأدوار, ونصحح, ونعالج, ونوصي, ونشرح, وندرب, ونأهل, ونتحمل بعض الأخطاء, فرجاءاً أنجحوا لتكونوا أنتم ناجحين وقصص نجاح في هذا المجتمع وهذا حقكم, ولكي يكون مشروع ناجح مشروع الحكمة وهذا حقكم أيضاً, ولكي تعطوا رسالة لكل القوى السياسية والمجتمعية من يريد أن ينجح عليه أن يمكن الشباب, ساعدوا الشباب في القوى والأحزاب المنافسة لكم أن يتمكنوا إذا أدنا أن لا نكون أنانيين, إذا أردنا أن نكون حقيقة ننتصر للشباب هو الشباب الذي لدينا شاب والشاب الذي في الحزب الآخر ليس شاب؟ ذاك أيضاً شاب, إذا ما يسمح له بنجاحكم شجعوا قادة أولئك الأحزاب أن يمكنوا الشباب حتى ينجحوا أيضاً, ثلاث نجاحات تجمعوها في نجاحاتكم في هذا الظرف.

    حق الشاب على الشباب كما يقولون, أنتم أيها الشباب لشباب هذا الوطن حق عليكم, والطيور على أشكالها تقع, أنت الشاب تستطيع أن تأثر على نظرائك الذين بعمرك أكثر من الآخرين, ما هو دورك في التواصل مع الشباب الآخرين ونقل المشروع إليهم؟ مهمتكم أيها الأحبة التواصل مع الشباب, الحوار مع الشباب, زرع الثقة بالنفس في قلوب الشباب, وانتشال الشباب من حالة الضياع والتخبط الذي يعيشوها, في مجتمعنا اليوم ماذا تفسر هذه الظاهر انتشار نسبة الانحرافات من المخدرات وغيرها في أوساط الشباب ما هو تفسيرها؟ شباب بعمر الورود كلهم طاقة, الدقيقة الوحدة إذا صرفوها في الاتجاه الصحيح يقلبون بلد لإعماره وبنائه, بالمئات تجدهم بالمقاهي جالسين يدخنون ما هو تفسيرها؟ هذا معناه وجود حالة من التخبط, من الضياع, من فقد البوصلة, من الإحباط, من ينتشل هؤلاء الشباب؟ من يبعث فيهم الأمل؟ من يجعلهم متفائلين؟ من يأخذ بأيديهم وينتشلهم مما هم فيه؟ أنتم الشباب حق الشباب على الشباب هذا واجبكم ومسئوليتكم عبر المشافهة الميدانية وجهاً لوجه, كلام شبابنا مع الشباب, شاباتنا مع الشابات, حديث في الجامعات في المقاهي حيثما يجتمع الشباب, وتبعث فيهم الأمل, والتفاؤل, والنشاط, والحيوية, وتعرفهم يوجد مشروع قادر على أن ينتشل الشباب وأن يأخذ بأيديهم ويمكنهم حتى نبني هذا البلد.

    أيضاً التواصل الالكتروني نمط آخر من أنماط التواصل وهو مؤثر ومهم وكبير, يجب أن ينظر كل واحد منكم إلى صفحته في الفيس بوك على أنها منبر, يجب أن يكون هادف, يجب أن يوصل رسائل حقيقية, يجب أن تحولها إلى مصدر إثراء, يجب أن توصلها إلى أوسع مساحة من الشباب, تكلمهم, وتشرح لهم, وتكسر حالة الجمود والإحباط عندهم, وهنا يظهر الإنسان القدير هذا الذي أقوله: تأخذونه بالمبادرة, الأدوار أنتم انتزعوها, الإنسان القدير هنا يبين كم لديه قدرة على التأثير, عنتر ابن شداد من أبطال العرب وشجعانه ماذا يقول: (سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت), عندما يتعرضون إلى الاستهداف, إذا الجيوش تأتي تهاجمهم يقولون: أين عنتر لو كان هنا لقلب الميمنة على المسيرة, (سيذكرني قومي..متى؟ ليس بالظروف الاعتيادية لا, ...إذا الخيل أقبلت وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ) في وضح النهار توجد شمس من يبحث عن القمر؟ في الليلة المظلمة تبحث عن البدر حتى تستهدي الطريق, اقتنعوا بمشروعكم, ناقشوه, تداولوه, انقدوه حتى تقتنعوا وتؤمنوا بهذا المشروع, حتى تكونوا مقنعين قادرين على إقناع الناس وتسويقه للشباب الآخرين, نحن لا نريد طاعة عمياء, نحن نريد التزام واعي, التزام ناتج من قناعتك بهذا المشروع, اقتنع, ناقشني, اسألني إلى أن تقتنع, عندما تقتنع سيكون التزام مشروع ليس عن طاعة عمياء وإنما عن التزام أنت مقتنع به وتراه قضيتك ومشروعك هذا ما نريده.

    أيها الأحبة الانتخابات على الأبواب وعلينا أن نستعد لها استعداد كامل, نتوكل على الله سبحانه وتعالى ونثق بأنفسنا وقدراتنا وإمكاناتنا الهائلة وجيوش من القادة الشباب الذين تربوا في هذا المشروع على مدار السنوات الماضي في 2010 وإلى يومنا الحاضر, نحن نعمل على إعداد وتربية الشباب ورب ضارة نافعة, كنا مهيئين أن نتحالف ولكن ما دام المصلحة اقتضت أن نكون بمفردنا مع عدد من حلفائنا من القوى الكريمة, وننزل باسمنا, بثيمتنا, بعنواننا, بتاريخنا, بحاظرنا, بشبابنا, وما أجمل هذه الفرصة أن نستثمرها استثماراً صحيحاً, ونحترم كل القوائم, وكل التكتلات, وكل التحالفات, وكل الأسماء, ولكن نحن نحنُ, فلننزل ونعرف بأنفسنا ومشروعنا, واثقين من الله سبحانه وتعالى وواثقين بأنفسنا.

    ثانياً: نتنافس بشرف بعيداً عن التسقيط للآخرين, أحذر أبناء تيارنا أن ينجروا إلى الصراعات الجانبية, وإلى المماحكات مع هذا وذاك, لنقول للناس ماذا نقدم لهم؟ وما هو برنامجنا لخدمتهم؟ والحمد لله أنتم يدكم مملوءة اليوم فيما تقدموه للناس, لأننا منذ أشهر ورشات عملنا تسير لصياغة برنامج انتخابي واقعي, حقيقي, عملي, قادرين أن نقول للناس: هذه مشاكلكم هذه حلولنا ومعالجاتنا بطريقة علمية ومنهجية, ليست شعارات ولا كلمات فارغة لا, نحن نعطيهم برنامج علمي واضح سنقدمه ونضعه بين أيدي شعبنا.

    ميثاق شرف انتخابي يحد من التسقيط والمغالطات 

    وأدعو القوى السياسية الكريمة, التحالفات, وكل من ينزل إلى المعترك الانتخابي, لنتعاهد, لنتبنى وثيقة شرف, أن ينشغل كلٌ ببيان إيجابياته, هذا سيجعل التنافس شريف على أساس برامج وليس تسقيط, وأكاذيب, وشبهات, لنستثمر الانتصارات العسكرية في القضاء على داعش, والسياسية على وحدة العراق, والمجتمعية في تطويق الطائفية, ولنبرهن لأبناء شعبنا بأن الطبقة السياسية على قدر المسئولية, ولننشغل بالمفيد والتعريف ببرامجنا بدل الحديث عن سلبيات الآخرين وتسقيطهم وإثارة الأكاذيب والشبهات عليهم, شعبنا أصبح عنده وعي, عنده فهم صحيح, يقدر, يعرف, ويعاقب من يريد أن ينتهك الآخرين ويسبهم ويشتمهم ما باتت هذه الوسائل مقنعة لأبناء شعبنا.

    ثالثا: سنطرح برنامج واضح لبناء الدولة, ونلتزم به بقدر ما يمنحنا الشعب الثقة بإذن الله تعالى ونكون رجال دولة حقاً هذه قضية أساسية.

    رابعا: سنقدم فريق عمل أساسه عماده الطاقات الشبابية الواعدة, الوجوه الجديدة, وبعض الوجوه التي خدمت وهي مقبولة للناس أيضاً نعطيها فرصة, لكن الأساس هو الوجوه الجديدة والطاقات الشبابية.

    خامسا: أولويتنا بناء الدولة العصرية العادلة, ستبقى هذه البوصلة, وسيبقى كل الجهد منصب بهذا الاتجاه.

    سادسا: نتمسك بالمشروع الوطني, هذا المشروع الذي طرحناه, وتبنيناه منذ وقت طويل, وخُوّنا, وجبّنا, واتُهمنا بشتى الاتهامات لأننا نؤمن بالمشروع الوطني

     

    كل من يؤمن بالعملية السياسية, وكل من يسمح قانون العراقي أن يكون طرفاً في هذه العملية فهو شريك لنا في هذه العملية السياسية.

    الانفتاح منهجنا, الانفتاح مسلكنا, الانفتاح طريقنا الذي لا نتخلى عنه بإذن الله تعالى.

    سابعا: ننزل إلى الميدان, ونتحدث إلى أبناء شعبنا, ونشرح لهم, نحن لا نمتلك مليارات لنملئ الطرقات والشوارع بالفلكسات, ولا نمتلك الأموال أو الوجهات أو الغطاءات لكننا نمتلك الثقة بالله سبحانه وتعالى وبأنفسنا وبمشروعنا وبصدقيتنا ونثق بكم أيها الشباب لننزل ونتحدث ونشرح ونوضح ونحترم خيارات شعبنا وقراره أينما كان.

    كل شئ قابل للتجديد إلا الثوابت 

    أيها الأحبة في مجلس الشباب الوطني, هذا المجلس يمثل واجهة أساسية ومهمة لنا في تيار الحكمة الوطني, وفي مشروعنا الشبابي الواعد الذي عملنا عليه ولازلنا نعمل وسنبقى نعمل بإذن الله تعالى على ترسيخه, وقام هذا المجلس بخطوات مهمة وأساسية وتوج عمله خلال الفترة المنصرمة بهذا المؤتمر التأسيسي وبالطريقة التي لاحظنا وبالانتخابات وبالخيارات الدقيقة في كافة المحافظات, وهو مجلس شبابي وطني كما سمى نفسه, وهو تيار الحكمة من مختلف الألوان, الأطياف, والمكونات العراقية وهذا ما يسعدنا, كان لهذا المجلس تأثيرات نوعية وخطوات مهمة وبرامج مؤثرة ونتمنى له أن يستمر بعد هذا المؤتمر التأسيسي بفاعلية أكبر وبلمسات أوضح.

    شعارنا التجديد, نجدد في كل شيء إلا في الثواب, إلا في القيم, إلا في المبادئ, كل شيء قابل للتجديد, الوسائل, الآليات, الخطاب, طريقة التواصل, كلها متغيرات قابلة للتجديد, نتركها لكم ولإبداعاتكم كيف ستبدعون؟ وكيف ستجددون؟ كونوا مجددين, كونوا متميزين, كونوا نوعيين في عطائكم, وفي برامجكم, وفي فعالياتكم, وفي تأثيركم, وفي حضوركم, ودققوا في معايير الانتماء والعضوية في هذا المجلس الشبابي ولتمكين ومن ستمكنوه في مختلف المفاصل والمواقع, أكثركم إخلاصاً للمشروع, أكثركم عطاءً للمشروع, أكثركم قدرةً على أداء واجباته هو الذي يجب أن يكون الأقرب لمواقع المسئولية وهو الأقرب لخادمكم عمار الحكيم, أخدمكم للشباب أعلاكم شأناً, القيادة ليست اختيار, القيادة ليست أمر ديواني, القيادة تأثير وفاعلية, كونوا قادة بفعلكم, بمبادراتكم, بعطائكم, وبرهنوا للجميع على إنكم بمستوى القيادة, العمل الجماعي لنعلم بروح نحن وليس بروح الأنا, نحن نعمل بشكل جماعي ونتشاور مع بعض, ونتكامل مع بعض, وننطلق على بركة الله.

    شكراً لكم ولمؤتمركم هذا وأتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق والتألق, والمزيد من العمل لخدمة شعبنا ووطننا, ولاسيما الشباب في بلادنا, أقول قولي هذا وأستغفر لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

     

     

    اخبار ذات صلة