• في خطبة عيد الفطر: السيد عمار الحكيم يعلن أن خيار المعارضة لازال قائما ويعلن عن تشكيل (مجالس الخدمة)

    2019/ 06 /05 

    في خطبة عيد الفطر: السيد عمار الحكيم يعلن أن خيار المعارضة لازال قائما ويعلن عن تشكيل (مجالس الخدمة)

    شهدت العاصمة بغداد إقامة صلاة وخطبة عيد الفطر المبارك بإمامة السيد عمار الحكيم رئيس تحالف الاصلاح والاعمار في مكتب سماحته اليوم الأربعاء الموافق ٥-٦-٢٠١٩ بحضور شعبي واسع، وأعلن السيد الحكيم خلال خطبته السياسية بهذه المناسبة عن موقفه تجاه مختلف القضايا والتعقيدات المحلية والإقليمية.

    السيد الحكيم أكد أنه بعد مرور اكثر من سبعة اشهر، نشهد تلكؤاً واضحاً في اكمال التشكيلة الحكومية، فبعض الوزارات بلا وزير، و وزارات أخرى تحتاج الى تعديل وزاري ومواقع حساسة ومهمة ما زالت تُدار بالوكالة..!، وصرح سماحته بأن تيار الحكمة الوطني قد قدم الدعم الكافي للحكومة وتنازل عن استحقاقه السياسي والانتخابي من اجل ان تاخذ فرصتها الكاملة في انجاز ما وعدت به في عقدها وعهدها مع الشعب امام مجلس النواب، فيما طالب سماحته الحكومة ان تصارح شعبها ليعرف ما تم انجازه وما لم يتم انجازه واسباب عدم الانجاز وعلى ضوء ذلك ستحدد الحكمة خياراتها المستقبلية.

    السيد الحكيم أعلن أن خيار المعارضة السياسية الوطنية لا زال قائماً وانما تم تجميده لأعطاء مزيد من الوقت للتقييم والمراجعة، وقدم سماحته تساؤلا لمجلس النواب أيضاً عن انجازاته خلال الفصلين التشريعيين ( في دوره الرقابي والتشريعي وانتظام عمله ولجانه..)، متمنيا مصارحة الشعب وإطلاعه، وأكد سماحته اننا مقبلون على صيف "لاهب" ، وما زالت مؤشرات تحسن الطاقة الكهربائية دون المستوى المطلوب، وإذا كان التقصير في تنفيذ البرنامج الحكومي يعود الى مجلس النواب او بعض الجهات السياسية فقد دعا سماحته السيد رئيس مجلس الوزراء الى مكاشفة الشعب، والكشف عن الجهات المعطلة لذلك رغم اعلان الجميع استمرار تخويلهم لرئيس الحكومة.

    السيد الحكيم طالب جميع أبناء وبنات تيار الحكمة الوطني في ظل هذه الظروف الحساسة والحرجة التي يمر بها العراق، بحتمية العمل بالواجبات الوطنية وتحمل المسؤولية التاريخية تجاه الشعب والأمة، وأكد سماحته إنَّ جوهر الانتماء الى الحكمة هو خدمة الناس وان يكونوا عوناً لهم في كل ملماتهم وتحدياتهم واحتياجاتهم مذكرا سماحته بمقولاته السابقة "شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله ، وأقربكم الى قلبي أخدمكم لشعبكم".

    السيد الحكيم أعلن أيضا عن تشكيل (مجالس الخدمة) في مقرات الحكمة في كافة المحافظات العراقية لتكون هذه المجالس مواقع للأطلاع على مشاكل المواطنين والعمل الجاد لمعالجتها وتخفيفها بما تمتلكه الحكمة من امكانات وعلاقات وتأثير اجتماعي وسياسي وحكومي، وأعلن سماحته بصراحة ووضوح بأن ايَّ مسؤول ينتمي للحكمة وفي أي مستوىً كان، اذا لم يخدم الناس ولم يتفاعل مع ما يقدم لمجالس الخدمة من تظلمات المواطنين لن يكون له مكان في الحكمة.

    السيد الحكيم أعلن أيضا عن إنطلاق (مبادرات الخدمة) في كل مكان يتواجد فيه أبناء الحكمة داعيا جميع الأمانات التنفيذية وقيادات الحكمة الإنطلاق بعزم وقوة نحو الناس في (مبادرات الخدمة)، كذلك أكد سماحته أنه يشعر بالفخر والاعتزاز حين يتعزز النهج الوطني لتيار الحكمة ويجسد مصلحة العراق وشعبه ويكسر الحواجز المذهبية والقومية والمناطقية ويمتد في تنظيماته الى كافة المحافظات والمناطق وان نجد اليوم ابناء وبنات الحكمة يمثلون باقة الورد العراقية بكل ألوانها الزاهية.

    السيد الحكيم حذر أيضا من خطورة الأوضاع الامنية التي شهدتها مؤخرا كركوك وديالى وحزام بغداد وعدداً من المدن الاخرى، مؤكدا انها تكشف عن وجود تحديات حقيقية تهدد وحدتنا الوطنية وتعرض السلم المجتمعي الى الخطر، وهو ما يتطلب اجتماعا عاجلا للجهات السياسية والقيادات المعنية للوقوف على الأسباب ومعالجتها بإجراءات حاسمة بعيداً عن المجاملات والصفقات السياسية، فيما بين سماحته ان النصر العسكري لا يكفي لوحده.. من دون تحويله الى أمن مستدام ... ومن دون نصر خدمي وسياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي. 

    السيد الحكيم شدد خلال خطبته أيضا على ضرورة معالجة الفوضى وانتشار السلاح بين الناس عن طريق ابرام عقد سياسي واجتماعي توقع عليه جميع القوى السياسية والعشائرية تلتزم بموجبه بحصر السلاح بيد الدولة وعدم احلال نفسها محل السلطة والقانون، كما اكد سماحته بأنه يتطلب الشروع بوضع برنامج وطني شامل لمكافحة الآفات المجتمعية كالأنتحار والمخدرات وارتفاع نسب الطلاق والالحاد..، تشترك في صياغته وتنفيذه المؤسسات الحكومية والدينية والثقافية والأعلامية والأكاديمية وغيرها، وضرورة اصلاح المنظومة الادارية عبر هندسة النظام اللامركزي في العراق من خلال اجراء التعديلات المطلوبة على قانون مجالس المحافظات ومنح المزيد من الصلاحيات للوحدات الادارية الاصغر وتخفيف الاعباء الادارية عن الوزارات.

    السيد الحكيم دعا أيضا لتشكيل المجلس التنفيذي للمحافظات برئاسة مجلس الوزراء، ومساعدة المحافظات على اقرار مشاريعها وانفاق تخصيصاتها المقرة وغيرها، ضمن رؤية حديثة وفلسفة جديدة تتسق مع جوهر الدستور العراقي والنظام الجديد، وشدد سماحته على اهمية، تفعيل المواد الدستورية في تنظيم العلاقة بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية والتعاطي العادل والدستوري في ملف النفط والمناطق المتنازع عليها، كما دعا سماحته للإسراع في تمرير قانون انتخابات مجالس المحافظات بعد تعديله بما يُساهم في تماسك القوى السياسية ويُساعد على تشكيل التحالفات العريضة ويحافظ على الاستحقاق الانتخابي للمرشح ويُحقق مبدأ العدالة في التوزيع والاختيار.

    السيد الحكيم أكد أيضا ان ملف مكافحة الفساد لازال غير واضح في مخرجاته العملية على اقل تقدير.. اذ نسمع عن إجراءات ونوايا للمحاسبة والمكاشفة.. لكن "للأسف" لم نشهد لحد الان وضوحا حاسما في المكافحة والعقاب، داعيا سماحته لمحاكمة لصوص القانون وايداعهم في السجون والبدأ بأصطياد حيتان الفساد، مؤكدا أن تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد خطوة مهمة ولكنها غير كافية ان لم تؤدي الى اتخاذ خطوات عملية حقيقية.

    فيما يتعلق بالوضع الاقليمي أشار السيد الحكيم مجددا الى ان العراق يقع في قلب الصراع الأمريكي الإيراني لما يمتاز به من موقع جيوسياسي فاعل ومؤثر، وما يحمله من ارث تاريخي يحتم عليه دوراً ريادياً في مواجهة الازمات التي تعصف بالمنطقة، مشددا سماحته على اهمية الانطلاق من سياسة وطنية مستقلة قائمة على المصالح العليا للعراق، فالعراق سيد نفسه.. ولا يمكن ان يكون تحت ظل المواقف التابعة او الموجهة، وان لنا مصالحنا وامننا الوطني كما لغيرنا مصالحه وامنه الوطني الخاص، وليس بالضرورة ان تكون تلك المصالح متقاطعة، بل يمكن ان تكون متبادلة ومتشابكة ما دام الهدف نابعاً من استقرار المنطقة وحفظ امنها وسلامة شعوبها.

    السيد الحكيم أكد أيضا أنه لا يمكن الاستمرار بسياسة الحروب والنزاع والصراع في منطقتنا.. و قد عانينا كثيرا ودفعنا ثمنا باهضا من الحروب الطويلة.. والحصار الاقتصادي المقيت، فنحن في حرب مستمرة منذ خمسين عاماً وان تعددت اشكالها، كما اعلن سماحته بوضوح عن عدم الحيادية تجاه سياسات الحصار والتجويع الذي يتعرض له الشعب الايراني المسلم والشقيق بعقوبات آحادية مستنكرة، فيما دعا سماحته إلى ضرورة توحيد بوصلة القرار العراقي الداخلي وفق الثوابت الوطنية للدولة، فلا يمكن مواجهة التحديات الخارجية والداخلية مع اختلاف التشخيص والمعالجة لدى الطبقة السياسية.

    السيد الحكيم شدد على اهمية الدعم لأي جهد سياسي يعمل على تقوية جهاز الدولة ويحفظ هيبتها ويعزز استقلال قرارها الوطني، وعدم السماح مطلقا لأي تصرفات غير مسؤولة او غير منضبطة في الساحة المحلية تخرج عن هذا السياق، معلنا سماحته الإشادة والدعم لما يقوم به فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح من جهود وطنية تسعى لتوحيد وبلورة رؤية وطنية جامعة بين القوى السياسية، مؤكدا على ضرورة مواصلة الانفتاح الدولي وترسيخ المشتركات والمصالح المتبادلة، ولابد من الحفاظ على المنجز السياسي المتحقق على الصعيد الإقليمي والدولي في الانفتاح والتواصل مع الجميع.

     

    السيد الحكيم حذر أيضا من الانجرار الى سياسات غير حكيمة قد تعرض العراق الى عزلة دولية، وحينها نكون قد رجعنا الى المربع الأول الذي ابتدأنا منه، وأكد سماحته ان مفهوم الانفتاح والتواصل الدولي يتطلب تضامنا وطنيا من جميع الجهات، وهو ما يتطلب خطابا وسلوكا موحدا يعي ويدرك الأولويات الوطنية والمصالح العليا للبلد، وأن مصلحة العراق تقتضي تعميق العلاقة مع الدول الشقيقة والصديقة والعمق العربي والجوار الأسلامي والمجتمع الدولي، كما أكد سماحته أنه لا يمكن ان نكون طرفا في أي محور تصادم، كما لا يمكن ان نقف متفرجين في الوقت ذاته حينما يتعلق الامر بمصالح العراق وامنه القومي.

     

    THE TEXT IN THE SERMON OF EID(press her)

    اخبار ذات صلة