السيد الحكيم: العلاقة مع العشائر إرث نحمله للأجيال القادمة
من قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، وفي مضيف قبيلة بني زيد الكريمة، حيث استقبله الشيخ رياض فرهود سليمان آل شريف، التقى السيد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، جمعًا غفيرًا من شيوخ ووجهاء القضاء. خلال اللقاء، استذكر سماحته العلاقات التاريخية التي تربطه بقبيلة بني زيد وعشائر قضاء الشطرة، مؤكدًا أن هذه العلاقة هي إرث الآباء والأجداد، وسيتم نقلها كإرث للأبناء والأحفاد.
وأشار السيد الحكيم إلى التحديات الكبيرة التي واجهها العراق بعد عام 2003، حيث حاولت أجندات خارجية زعزعة الأوضاع في البلاد، بدءًا من التفجيرات التي استهدفت مبعوث الأمم المتحدة، مرورًا باستشهاد شهيد المحراب (قدس سره)، وصولًا إلى محاولات إشاعة الطائفية وتشويه صورة العراق. وأكد أن هذه الأجندات سعت لخلق صورة مغلوطة ومغايرة للواقع العراقي.
وتطرق السيد الحكيم إلى التحديات الأمنية التي واجهها العراق، بما في ذلك تحدي تنظيم داعش الإرهابي الذي استباح ثلث أراضي البلاد. وأشاد بنخوة العراقيين وتلبيتهم لفتوى المرجعية الدينية العليا، بالإضافة إلى مساعدة الأصدقاء، مما أسهم في تحقيق الأمن في ربوع العراق عبر الدماء والدموع والتضحيات الجسيمة.
وشدد الحكيم على ضرورة رص الصفوف وتوحيد الخطاب وتغليب المصلحة الوطنية، مع أهمية الانفتاح على دول المنطقة والعالم. وأكد أن الحوار هو الوسيلة الأمثل لتقريب وجهات النظر وتجسير العلاقات، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار والتنمية.
كما جدد الحكيم دعوته لاعتماد ثلاثية الملفات في التعامل مع تركيا، والتي تشمل قضايا المياه والاقتصاد والأمن، مع التركيز على إدارة ملف المياه بشكل عادل. ودعا إلى الحفاظ على ما تحقق من إنجازات، مشيرًا إلى أهمية تعاون الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية والعشائر العراقية لخلق بيئة استثمارية مثالية ومطمئنة، والتصدي لأي محاولات ابتزاز تستهدف الاستثمار والمستثمرين.
وفي ختام كلمته، جدد الحكيم دعوته إلى إقرار ميثاق عشائري يحرم الدم واستخدام السلاح في حل الخلافات، مؤكدًا أن هذا الميثاق سيكون خطوة مهمة نحو تعزيز السلم الاجتماعي والاستقرار في العراق.
يأتي هذا اللقاء في إطار جولة الحكيم لمحافظة ذي قار، والتي تهدف إلى تعزيز التواصل مع العشائر العراقية والاستماع إلى مطالبهم، بما يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية ودفع عجلة التنمية في البلاد.