• سماحة السيد عمار الحكيم لصحيفة البديل المصرية

    2017/ 09 /28 

    سماحة السيد عمار الحكيم لصحيفة البديل المصرية

    اشار سماحة السيد عمار الحكيم الى ان المشروع السياسي العراقي هو مشروع وطني يستند على الارادة العراقية قائلا:ان شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قده) وضع معالم المشروع الوطني الذي نحمله وهوليس مشروعاً طائفياً وانما هو مشروع عراقي بكل ما في هذه المفردة من معنى كما انه لايعتمد على  أجندة أجنبية وانمايسعى لتحقيق المصلحة الوطنية العراقية  لذلك فهو مشروع عربي لأننا عرب ومعتزون بعروبتنا وانتمائنا لهذه الامة الكريمة .

    جاء ذلك خلال اللقاء الذي اجرته مع سماحته صحيفة البديل المصرية مساء الاحد 27/7/2008 في مقر اقامته في القاهرة التي يزورها حاليا ، كما سلط سماحته الضوء على جوانب اخرى من العملية السياسية الجارية في العراق ، وفيما يلي نص اللقاء :


     المراسل / لماذا تزور مصر الان ؟

    السيد عمار الحكيم / مصر هي اكبر بلد عربي سكانياً وهي بلد التاريخ والحضارة والعروبة التي في امكانها ان توفر فرصة هائلة لانفتاح العراق على العالم العربي وان تكون هي ابضا نافذة للعالم العربي على العراق ولذلك نحن تواقون لتعزيز اواصر العلاقة وتبادل المصالح مع مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بل وحتى الامنية وخاصة في مجال مكافحة الارهاب وتدريب الاجهزة الامنية العراقية ومساهمات مصر في هذا المجال واضحة فالعراق ومصر هما بلدا الحضارات والفكر والثقافة والفن واينما نظرنا وجدنا هناك افقا رحبا وواسعاً لتعزيز العلاقة ، واقامة تحالف ستراتيجي بين العراق ومصر .. ونتمنى ان تكون هذه الزيارة خطوة من الخطوات لتعزيز العلاقة بين البلدين .


     المراسل / ماذا ستقولون للمسؤولين المصريين عندما يعربون عن قلقهم من تزايد النفوذ الشيعي في العراق على حساب السنة ؟
    السيد عمار الحكيم  / منذ بداية انطلاق المشروع وسقوط نظام صدام حسين ، رفعنا شعارات وطنية ، فشهيدالمحراب اية الله العظمى السيدمحمد باقر الحكيم ( قده ) منذ دخوله العراق وفي اول خطاب القاه على ارض البصرة ، وضع معالم المشروع الوطني الذي نحمله وهوليس مشروعاً طائفياً وانما هو مشروع عراقي بكل ما في هذه المفردة من معنى كما انه لايعتمد على  أجندة أجنبية وانمايسعى لتحقيق المصلحة الوطنية العراقية .. لذلك فهو مشروع عربي لأننا عرب ومعتزون بعروبتنا وانتمائنا لهذه الامة الكريمة .

    والمعادلة السياسية في العراق كانت معادلة جديدة وبالتالي هذه الإفرازات وبروز قوى ومكونات لإدارة البلاد كانت ظاهرة جديدة على تاريخ العراق ، ووجهت بشيء من الهواجس ، وكانت مثار قلق خاصة مع تواجد هذا العدد من القوات الأجنبية ، وسقوط النظام بالطريقة التي سقط بها ، كان هو الأخر مثار هواجس وقلق لبعض الدول . كل هذه الامور جعلت بعض الدول تتريث بالانفتاح على العراق وتلكؤ هذه الدول بالانفتاح على العراق في الوقت الذي انفتحت فيه بعض الدول الإسلامية على العراق بشكل واسع اعطى رسالة أخرى وأضاف قلقاً أخر وهي طبيعة العلاقة بين العراق وبين هذه الدول الكريمة ، أثار تساؤلات عما اذا كان هناك انحياز عراقي لدول معينة ، متناسين ان نفس الغياب العربي عن العراق كان سبباً في اختلال التوازن في علاقات العراق الإقليمية .


     المراسل/ أذن انت تلوم العرب ؟

    السيد عمار الحكيم  / انا لا الوم العرب انا أقول ان المسؤولية تضامنية ..وهي ليست مسؤولية العراقيين وحدهم فالعراقيون يتحملون المسؤولية في التعريف بمشروعهم وتبديد الهواجس والقيام بمبادرات وخطوات تؤكد التوجهات الوطنية والعربية لهم ، ولكن هذه ليست مسؤولية العراقيين وحدهم انما هذه مسؤولية تضامنية فلو كان الاشقاء العرب يتواجدون منذ البداية بقوة ويكونوا لجانبنا لخلقت توازنات اخرى وما كنا سنجد هذه الانطباعات عن المشهد العراقي وعلاقاته الإقليمية .


     المراسل / القاهرة أعربت عن خشيتها مراراً من كون إيران اللاعب الرئيسي في العراق فكيف ستحاولون طمأنة المسؤولين المصريين عندما يطرحون عليكم هذه الهواجس والمخاوف ؟

    السيد عمار الحكيم  / اننا نشعر ان سياسة العزل والمحاور الإقليمية لاتوصل الى نتيجة والعراق لايستطيع ان يكون درعاً او بوابة شرقية للامة العربية كما اعطى مثل هذا العنوان في ظروف سابقة ، العراق يستطيع ان يكون اليوم منفذاً للامة العربية لتجسير العلاقات والبحث عن اطار استراتيجي لشراكة اقليمية بين دول هذه المنطقة ففي مثل هذه الاطر وفي مثل هذه السياقات نستطيع ان نعرف بمصالح الجميع وكل يستطيع ان يحافظ على دوره وحجمة بما لا يتقاطع مع مصالح الاخرين .


     

     المراسل / هل هناك من سياسة او مشروع محدد وملموس لتقليل المخاوف المصرية والعربية من النفوذ الايراني

    السيد عمار الحكيم  /  طبعاً المشاريع يمكن ان تبحث حينما يتطلب الامر نحن اليوم نتحدث عن مبادئ وهذه هي رؤيتنا واعتقد ان ايران بلد صديق كما ان تركيا بلد صديق كما ان الدول العربية هي الرئة التي نستنشق منها نحن نريد ان نبني صدقات مع الجميع ولانريد ان نكون طرفاً في أي سياسة محاور في المنطقة .


     المراسل / كيف تنظر الى الانفتاح العربي على العراق في الاونة الاخيرة ؟

    السيد عمار الحكيم  / نحن سعداء للغاية وهذه خطوة جديدة وبداية مرحلة جديدة فزيارة المسؤولين العرب للعراق واستقبال بعض الدول العربية لمسؤولين عراقيين وتسمية بعض الدول لسفرائها هو بالتأكيد بداية خطوة جديدة والعديد من الدول تبحث عن قنوات للتبادل الاقتصادي مع العراق ووجودنا في مصر حالياً هو تعبير عن ارادة عراقية وارادة مصرية للانفتاح والتواصل وتعزيز العلاقات ، نحن نعتقد اننا اليوم في مرحلة جديدة فالحكومة العراقية قامت بعمليات عسكرية في بغداد والموصل والبصرة والعمارة وديالى ومدن اخرى ، واثبتت انها حكومة تنتصر للقانون وتريد بسط هيبتها  على كل مكان ، وانا تتخذ مواقف واضحة ضد كل من يخرج على القانون كائناً من كان ، وايا كان لونه ، وبالتالي برهنت على مصداقيتها وعلى وطنياتها ويجب عليها ان تحظى بالاحترام ، في المنطقة والعالم وان تبدأ صفحة جديدة لتبادل المصالح .

     المراسل / عدم قيام الجانب العراقي باظهار نتائج التحقيقات في اغتيال السفير المصري ببغداد ايهاب الشريف هو احد اسباب تأخر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين مصر والعراق ، فلماذا هذا التأخير ؟

    السيد عمار الحكيم  / اولاً نحن نعتقد ان مثل هذه الجرائم الشنيعة ما كان يقوم بها سوى تنظيم القاعدة وثانياً ان المؤسسة الامنية العراقية في ذلك الوقت كانت مؤسسة فتية ، ولم تكن قادرة على ان تذهب وتجري تحقيقات ، فشهيدالمحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قده ) الذي اغتيل بسيارة مفخخة في النجف في اغسطس عام 2003 مثلاً لا توجد نتائج لتحقيقات اغتياله ، فلو ظهرت نتائج التحقيقات الخاصة بالاخرين واختفت نتائج تحقيق الشهيد ايهاب الشريف  اكان يمكن القول ان هناك قضية في الموضوع او ان هناك غموضاً ، ولكن من الواضح ان المؤسسة الامنية كانت في بدايتها ولايوجد امكانية لتقصي الحقائق وطبيعة الصراعات في العراق والمنطقة تتضمن شواهد كثيرة وتؤكد ان تنظيم القاعدة والتكفيريين كانوا وراء مقتله

     المراسل / يعتقد ان احد اسباب ارجاع العرب لسفرائهم لبغداد هو حصولهم على تطمينات امنية من جانب قوى سنية ، وخاصة تلك المقربة من الجماعات المسلحة بعدم استهداف السفراء او مقار السفارات العربية كما حدث سابقاً ، فهل طلبت منكم مصر ضمانات امنية مماثلة ؟

    السيد عمار الحكيم  / لااعتقد ان هناك شبهة في قيام الحكومة او أي جهة شيعية بالاساءة الى أي سفير مصري يصل الى العراق ونحن ابدينا استعدادنا الكامل لتوفير الامن وتوفير المكان او أي شيء يساعد على حضور سفير مصري للعراق لتعزيز العلاقة بين البلدين .


     المراسل / هل تعتقد ان شيعة العراق يستطيعون تقديم نموذج لشيعة المنطقة ، يستند على المواطنة ويتجاوز الطائفية ،؟

    السيد عمار الحكيم  / بكل ناكيد ونحن نميز بين قضيتين قضية التشييع وهي قراءة للاسلام وانتماء الى مذهب اهل البيت ( سلام الله عليهم ) والخصوصية دينية مذهبية للناس وبين المشروع السياسي فالتشييع والشيعة طائفة وليس حزباً سياسياً ، ومن الخطأ ان نربط الشيعة العرب والشيعة في العالم الاسلامي او العالم كله في مشروع سياسي معين ، او باجندة معينة فالشيعة العرب هم ابناء اوطانهم ويتحركون وفقاً لخصوصية مناطقهم ، فالشيعة كما اخوانهم السنة ، لهم خصوصياتهم تبعاً لبلدانهم ، فالتشكيك بوطنية الشيعة العرب واتهامهم بالارتباط بأجندة خارجية هي نظرة للشيعة وكأنهم يشكلون حزباً سياسياً ، وهذا في الحقيقة تشويش على الواقع وهو مضر للغاية بمصالح الدول العربية وشعوبها الكريمة ، وهو تشكيك بالمواطنة ، وهي اعز الامور لدى الانسان .. وكل شيعي هو ابن وطنه وجلدته ، وتحكمه خصوصيات بلده وهذه هي الرسالة الواضحة لشيعة العراق ، الذين هم عرب وعراقيون ، فالإسلام يربطنا بجميع المسلمين والمذهب يربطنا مع بعض ، ولكن المشروع السياسي يبقى ابن بيئته .


     المراسل / المسؤولون المصريون سيسألونكم عن المفاوضات الجارية بخصوص الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية المشتركة ، خاصة في ظل وجود ارتباك في العالم العربي عما اذا كان اصرار بغداد على وضع جدول زمني للانسحاب الامريكي من العراق مرتبطاً بوجود احساس بتزايد قدرة القوات العراقية على تسلم الملف الامني ، ام بوجود اجندة شيعية للسيطرة عسكرياً على العراق ؟
    السيد عمار الحكيم  /  بالتأكيد لايشرف أي مواطن ان تتواجد قوات اجنبية على اراضيه ، كما لا يتشرف أي مواطن في أي بلد ان تتواجد قوات اجنبية على اراضيه ، فلابد من العمل على انهاء وجود القوات الاجنبية بطريقة موضوعية وهذا مبدا عام ،

    اما المبدأ الاخر ، فهو ان السيادة الوطنية العراقية هي خط احمر توافق عليها جميع العراقيين ، واى اطر لتنظيم العلاقة بين العراق ودول اخرى تتجاهل او تتجاوز على السيادة الوطنية فهي غير مرحب بها ولكن من ناحية اخرى ، فالعراق يعتمد سياسة الانفتاح  الاقليمي والدولي ، ويشعر ان من اهم نقاط قوة النظام السياسي الجديد ، هو بناء علاقات مع دول المنطقة والعالم ، وان نتبادل معه المصالح والولايات المتحدة واحدة من كبرى دول العالم المؤثرة وهناك مصلحة عراقية وامريكية في تبادل المصالح مع مراعاة الندية والحفاط على السيادة الكاملة ، اما ما يخص القوات الاجنبية والجداول الومنية لخروجها فيجب ان يكون الحديث عن جدولة موضوعية ، نحن نأمل بناء القوات العراقية وبقدر ما تكون هذه القوة جاهزة لملئ الفراغات الامنية وتحقيق الاستقرار في العراق بقدر ما نستغني عن القوات الاجنبية ، وبالتالي كان هناك جدال بين تيارين ، الاول يطالب بجدولة لخروج القوات الاجنبية من العراق والثاني يطالب بجدولة لبناء القوات الامنية العراقية وهو الموقف الذي ساندناه ، فما معنى ان تبقى القوات الامريكية لعشر سنوات اضافية ، اذا ما استطعنا بناء قوات امنية عراقية جاهزة خلال خمسة سنوات ؟ او ما جدوى ان تخرج القوات الامريكية خلال سنتين اذا لم تكن القوات العراقية مستعدة بعد ، فالاساس هو من يملأ الفراغ الامني في العراق اذا كانت المؤسسة الامنية العراقية قادرة على ذلك ، ان نركز على تحديد السقف الزمني لبقاء القوات الاجنبية .

     المراسل / ولكن التسريبات الاعلامية من داخل العراق تقول ان الاكراد مع الاتفاقية المشتركة علنا ً وسراً ، والسنة يؤيدونها في السر ويبدون معارضة في العلن ، فيما يعارضها الشيعة سراً ويتحفظون عليها علناً ، ما هو تفسيركم ؟

    السيد عمار الحكيم / نتحفظ على التعبير ان الشيعة يقولون فالوفد العراقي المفاوض مع الجانب الامريكي فيه شخصيات كبيرة وبارزة من كل الأطراف السياسية والمكونات العراقية ، وبالنتيجة أي تفاوض يحصل او أي نتيجة تتحقق فهي بالطريق العراقي وليس بالطريق الشيعي بالإضافة الى ذلك فدولة رئيس الوزراء نوري المالكي يعرض نتائج المفاوضات وتتخذ القرارات والخطوات بشكل مشترك ، ونحن لانستطيع ان نفكك هذا الملف ، فهذا الملف عراقي تخطى خطواته بالاشتراك بين كل الأطراف ، هذا مبدأ عام موجود ، هناك بالطبع حساسية بالعلاقة مع الولايات المتحدة كما هو معروف لدى الرأي العام العراقي ، وبالتالي حين يجري تنظيم هذه العلاقة ، يجب ان تكون المصلحة العراقية واضحة ، وبينة فيها ، ويجب ان تستطيع الحكومة العراقية ان ترفع راسها وتقول نحن اوجدنا اطاراً لتنظيم العلاقة ويشعر الجمهور العراقي ان صلاحية هذه القوات تتحدد ،  وان حركتها على الارض تتحجم ، وان المؤسسة العسكرية العراقية تأخذ ادواراً كبيرة وواضحة وان هناك افاقاً واضحة لانهاء وجود هذه القوات ولعل هذا ما يجعل الوفد العراقي يتحدث عن ضرورة وضع افاق زمنية لخروج كامل لهذه القوات من العراق بعد انتهاء مهمتها .

     المراسل / ولكن هل هناك من اطار زمني لجدولة الانسحاب ؟

    السيد عمار الحكيم  / سمعنا ان الوفد المفاوض برعاية دولة رئيس الوزراء يطرحون اسقفاً معينة ومتعددة مع الطرف الأمريكي ومن السابق لأوانه ان نحدد الأرقام وهي في طور التفاوض ، فبكل تأكيد عندما تصل المفاوضات الى مرحلة مرضية لكلا الطرفين ، فسيتم إعلان نتائجها ، نحن حريصون على ان أي أطار للعلاقة بين العراق وبين أي دولة من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ان يكون بكامل الشفافية والصراحة والوضوح ، وان يعرض على مجلس النواب وان تنشر نصوصه على مواقع الانترنيت وان تكون في يد الجميع

     المراسل / هل يتم عرضه على مجلس النواب قبل التوقيع او بعده ؟

    السيد عمار الحكيم / قبل التوقيع بالتأكيد ، فلا توقيع الا بإقرار مجلس النواب لايوجد عندنا علاقة خلف أبواب مغلقة او في دهاليز مظلمة نريد لهذه العلاقة ان تكون شفافة وواضحة ، ويمكن ان ندافع عنها .


     المراسل / هل يمكن تحديد موعد تقريبي لتوقيع الاتفاقية الأمنية مع واشنطن اذن ؟
    السيد عمار الحكيم  / هذه قضية فنية ولا استطيع ان احدد سقفاً لانتهاء المفاوضات ، ولكننا نسمع من دولة رئيس الوزراء بانه يشعر بالتفاؤل بإمكانية التوصل الى نتائج مرضية قريباً .
    المراسل / ولكن يبدو ان توقيع الاتفاقية الامنية بات صعباً في موعده المحدد نهاية الشهر الجاري ؟

    السيد عمار الحكيم  / لا اعرف ما اذا كان بالإمكان التوصل الاتفاق ، خاصة ان الايام الباقية في الشهر محدودة .

    اخبار ذات صلة