• قناة البغدادية الفضائية تجري حواراً شاملاً مع سماحة السيد عمار الحكيم عبر الأقمار الصناعية

    2013/ 07 /14 

    قناة البغدادية الفضائية تجري حواراً شاملاً مع سماحة السيد عمار الحكيم عبر الأقمار الصناعية

     

    قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " لو كان قرار هيئة التمييز ضمن صلاحياتها الدستورية وإطارها الصحيح لكان يحترم ولكن هذه الهيئة تجاوزت صلاحياتها في انها أجّلت وليس من صلاحياتها التأجيل ، 
    وانها حددت موقف تجاه 500 شخص لم يقدموا طعناً في حين ان صلاحيتهم النظر في الطعون ليس الاّ  فكان كل صلاحيات هذه اللجنة النظر في  68  شخص قدموا طعناً وليس في الآخرين ، هي شككت بشرعية قرارات هيئة المساءلة والعدالة وليس من صلاحيتها التشكيك بهذه القرارات ، هي حددت موقف تنفيذي لمرحلة ما بعد الانتخابات ان الفائزين من هؤلاء المستثنين سوف لن تشملهم رواتب معينة او لن تكون لهم حصانات وهذه ايضاً ليس من صلاحياتها ، وهذه أربعة أمور تم فيها خرق القانون وتجاوز الصلاحيات من هيئة التمييز .

    جاء ذلك في اللقاء التلفزيوني المباشر عبر الأقمار الصناعية الذي أجرته قناة البغدادية الفضائية مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الاثنين 8/2/2010 ..وتناول اللقاء العديد من المواضيع والقضايا المتعلقة بالملفات الداخلية والإقليمية والخارجية . 

     

    كما تناول اللقاء استطلاع لآراء المواطنين والاسئلة المباشرة عبر الايميل ...

     


     البغدادية / ما هي الحكمة لعدم ترشحك في الائتلاف الوطني ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كنت انوي ان اعطي رسالة الى العراقيين جميعاً بان المهم هو تقديم الخدمة لأبناء الشعب العراقي وليس ان نتدافع جميعاً على كل موقع ، نحن بحاجة لأشخاص أكفاء يتصدون لإدارة العمل التشريعي البرلماني ولأشخاص أكفاء في العمل التنفيذي وكذلك الحال في كل مجالات العمل والخدمة في البلاد وبحاجة الى شخصيات سياسية تتحرك للدفاع عن العراق وعن المشروع الوطني العراقي وتدافع عن محرومية هذا الشعب ، كنت اعتقد ان بقائي بعيداً عن المواقع الوظيفية في الدولة العراقية يعطيني حرية ومرونة في الحركة للدفاع عن هذا المشروع الوطني الديمقراطي لذلك ارتأيت ان أكون بعيداً عن الدخول في هذه المفاصل والمواقع في الدولة ومن خلال موقعي في المجلس الأعلى كجهة سياسية كبيرة في العراق أمارس هذا الدور ويبقى المجلس الأعلى ممثلاً في مختلف هذه المواقع عبر شخصيات وقيادات كبيرة مع شركائنا في العملية السياسية .

    البغدادية / يجري الحديث عن أن الانتخابات القادمة ستأتي بقوى غير قادرة على تحقيق الأغلبية مما يجعل تشكيل الحكومة أمر صعب ، ما رأيكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نثق بأبناء شعبنا ونحترم قرارهم وارادتهم واذا ما وضعوا الثقة في أي كيان سنقف وندافع عن قيادات شعبنا ونعرف ان أبناء شعبنا له أكثر من توجّه وهذه قوة في العراق لذلك لانعتقد ان هناك حزباً او قائمة بإمكانها ان تأخذ الحصة الأكبر وتقوم بإدارة العمل بمفردها ، وحتى لو حازت قائمة معينة (كفرضية ) على أكثر من نصف مقاعد مجلس النواب فان وقائع العمل السياسي لاتؤكد امكانية تلك القائمة في ادارة البلاد بمفردها ، نحن نعمل على تحقيق شراكة حقيقية بين كل الأطراف ونعرف سلفاً ان هناك اكثر من قائمة وتوجّه ولذلك عملنا جاهدين لتوسيع الائتلاف الوطني في أول مرحلة وفي بداية تشكيله لأوسع مساحة ممكنة ومن ثم بادر الائتلاف لطرح فكرة الجبهة الوطنية العريضة التي تساعد على استقطاب والتعامل مع الأطراف السياسية الأخرى التي ستحظى ايضاً بثقة الشعب العراقي ومن خلال عمل مشترك ورؤية موحدة وبرنامج واضح المعالم سيتحقق انسجام متزايد في البرلمان وفي الحكومة المقبلة مما يساعد بالنهوض بالواقع العراقي وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني ويؤدي الى الرفاه والانتعاش الاقتصادي للمرحلة المقبلة .

    البغدادية / هناك أطراف داخل الائتلاف الوطني ومنهم الدكتور الجعفري لها تحفظات أو وجهة نظر أخرى بخصوص الجبهة الوطنية العريضة ، ما رأيكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لم استمع لتصريح او وجهة نظر الدكتور الجعفري ولكن ما اعرفه ان قرار الجبهة الوطنية العريضة هو قرار ائتلافي وليس قرار مجلسي اتخذ هذا القرار داخل الائتلاف وتبنيناه وعملنا من اجله ومن خلال مشاوراتنا مع الاخ الجعفري وجدناه متفهماً ومندفعاً لهذا العمل المشترك مع الأطراف الأخرى .

    البغدادية / نعود لمسألة ترشحكم للانتخابات البعض يقول ان عدم ترشحكم هو مقدمة لتغييرات كبيرة في المجلس الاعلى وتحديداً إبعاد الرموز الدينية من الخوض في العمل السياسي المباشر ، مارأيكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / الانسحاب في اللغة العربية هو عندما يتصدى الانسان لمهمة ثم يتراجع عنها ، شخصياً لم أتصدى للترشيح منذ البداية حتى انسحب وانما كان هناك قرار عن بصيرة ودراية اتخذناه منذ انطلاق التفكير بتشكيل الائتلاف ، فيما يرتبط بدور رجال الدين نحن نعتقد ان المواقع التنفيذية قد لايكون من المناسب تصدي رجال الدين لها لطبيعة الظروف والاعتبارات الموضوعية ولكن المواقع التشريعية فان وجود رجال الدين شأنهم شأن الكفاءات والقدرات العراقية اثراء المؤسسة التشريعية ولاحظنا بعض هذه الشخصيات كان لها ادوار بناءة في النظام التشريعي السابق ولذا فان عدد من رجال الدين هم مشاركون في الائتلاف الوطني السابق وفي ائتلافات أخرى وهم حاضرون ويشاركون شأنهم شأن المواطنين الآخرين .

    البغدادية / هل ترى مكونات الائتلاف الوطني منسجمة سياسياً وفي التطلع الى افق سياسي مشترك ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / هناك فرق بين حالة الاندماج والتوحد الكامل وهذا لم يحصل وهذا ما نسميه ائتلاف وفي الأنظمة الديمقراطية حينما تحصل ائتلافات انما هو بين قوى سياسية قد تكون لها قراءات متعددة في قضايا مختلفة ولكنها تأتلف وتتفق في جانب معين واليوم نحن كقوى سياسية تصل الى 50 كيان داخل الائتلاف الوطني اتفقت على برنامج موحد لإدارة البلاد وتحديد ملامح المشروع الوطني وتحديد الأولويات المطلوبة للمرحلة القادمة ، بذلت أشهر واستعانت بعشرات من الخبراء والعقول والطاقات العراقية في مختلف الاحتصاصات وحددت برنامج واضح المعالم فيه العمق والشمولية والاستيعاب ، هذه القوى منسجمة ومتحدة بما يرتبط بهذا البرنامج وهذه الأولويات وهذا لايمنع من انها تختلف ببعض التفاصيل في مواضيع أخرى .

    البغدادية / هذا التعدد في المشهد السياسي عموماً في العراق وفي داخل الائتلاف فهو من جهة تكون من ابرز ايجابياته هو عدم السماح للهيمنة من قبل جهة واحدة وعدم السماح للديكتاتورية ولكن في الوقت نفسه ألا يسبّب بشكل او بآخر تشظي المشهد الاداري والسياسي ولايوجد خطاباً متماسكاً يمثل بلداً قوياً او متمركزاً ، هل تعتقدون ان ذلك الأمر يمثل حالة مرحلية مؤقتة ثم تتلاشى أم ان القضية تبقى على هذه الحال لأمد طويل .

    سماحة السيد عمار الحكيم / شخصياً انا متفاءل من تحويل الائتلاف من كتلة برلمانية الى مؤسسة سياسية راشدة ووضعت الكثير من الضمانات في النظام الداخلي وتعزيز الأدوار ، هذا التنوع والتعدد في الوقت الذي قد يثير العديد من المخاوف من كيفية توحد الموقف وتمركزه في اتجاه واحد الا انه في الوقت نفسه يعبر عن نقطة قوة في الائتلاف الوطني حيث انه يحول الممارسة الديمقراطية الى واقع عملي ،كما قلت الكتلة الواحدة لايمكن ان تدير البلاد بمفردها وعليها أن تتعايش مع الكتل الاخرى ، فلم لا تجرب هذا الامر داخل الكتلة الواحدة و يكون هناك اكثر من رأي او فكرة ، القائد الضرورة والحزب الواحد ولّت من غير رجعة .

    البغدادية / بعد سلسلة التفجيرات الأخيرة وقوافل الشهداء لزوار كربلاء ماذا عن الملف الامني ولماذا يبقى حكراً بمسؤولية الحكومة في حين ان كل القوى ساهمت في تشكيل الحكومة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / فيما يخص الملف الامني اعتقد ان هناك شخصيات لها خبرة عالية في هذا الملف حاضرة في الائتلاف الوطني وشكلت لجنة داخل الائتلاف لدراسة الثغرات والإشكالات القائمة ووضع تصور وحلول ومعالجات ونظمت ورقة عمل اعتقد انها على مستوى عال من النضج سيقدم الى رئيس الوزراء والمسؤولين الأمنين على انها المشروع والرؤية الأمنية للائتلاف الوطني لكيفية معالجة الملف الامني والتعاطي معه ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انا اشاطركم في ان هذه الحكومة هي حكومة وحدة وطنية وان اختزال الانتصارات في شخوص او في كيانات فاذا تحقق الأمن فهو بفعل التعاون بين جميع الأطراف السياسية واذا تحققت انجازات في مجالات أخرى فهو كذلك أما اذا حصلت ثغرات علينا جميعاً تحمل المسؤولية وان اختلف مستوى حجم هذه المسؤولية بمستوى الصلاحيات الممنوحة لكل الاطراف .

    البغدادية / في نهاية فترة الحكومة تظهر أصوات من داخل الحكومة تنتقدها ، الدكتور عادل عبد المهدي ينتقد الحكومة ويحملها المسؤولية في وقت يكون هو جزء من كل ملفاتها وعضو بالمجلس الاعلى ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / اولاً بما أنكم ذكرتم فخامة الدكتور عبد المهدي فعلينا ان نتعاطى مع كلام هؤلاء المسؤولين وليس مع المانشيتات التي تظهرها وسائل الاعلام التي قد تكون اجتهادات او سوء فهم عندما نحدد بعض الاخطاء والثغرات علينا ان نوضح اين هي الثغرة وليس ان نحمل الحكومة كل الحكومة المسؤولية لان الحكومة هي الإطار الواسع الذي يشملنا جميعاً كل القوى المشاركة في العملية السياسية وهذا لايمنع اننا نحدد نقاط قوة في مجالات واحياناً ثغرات وإشكاليات معينة من اجل معالجتها وإصلاح الأوضاع فيها وهذا ايضاً لايمنع من عملية توزيع الأدوار وتحمل المسؤوليات كل وزير يتحمل مسؤولية أطار وزارته وضمن الوزارة ووكلاء وزارات ومدراء ومسؤولين وعندما تحصل مشكلة في وزارة حينذاك يمكن ان يوجّه السؤال والاستيضاح الى الوزير ، في اطار النظام الديمقراطي يجب ان يتحمل بعضنا بعضاً وتكون هناك حالة من الرقابة .

    البغدادية / بالنسبة للتيارات الإسلامية هل هناك لدى هذه التيارات أجندات جديدة تقف بوجه المشككين بقدرة هذه التيارات وعدم تراجعها وهل هناك ثبات على الموقف وهل هناك أمور أخرى لم يتم الفصح عنها ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كثر الحديث عن تراجع للقوى الاسلامية او القوى الدينية كما يعبر البعض في المرحلة السابقة وفي انتخابات مجالس المحافظات فان اكثر من 90 % من مقاعد مجالس المحافظات في جنوب بغداد وأكثر من 70 % من مقاعد بغداد كانت للإسلاميين ولا ادري اين هو التراجع ، اعتقد ان هناك شيء من التقدم قوى تتراجع وقوى تتقدم وتبقى هي قوى أسلامية تتنافس بالخير اما بالنسبة لموضوع تطوير الخطاب والبرامج فاعتقد اننا نعيش في بلد يعيش تطورات ومتغيرات كبيرة ويقفز قفزات مهمة في البناء وإدامة تجربة الديمقراطية ولذلك علينا دوماً ان نعيد النظر في تحديد أولوياتنا واستشراف مستقبلنا بالشكل الذي يجعل المشروع السياسي قادر على مواكبة هذه التغيرات في العراق .

    سؤال عن طريق الايميل / تكرار الوجوه التي فقدت شعبيتها في الشارع في الائتلاف الجديد ، ما رأيكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كنا نعتقد ان الائتلاف الوطني العراقي يجب ان يكون الفضاء الواسع الذي يشمل كل الأمزجة والطاقات والقدرات ووجود القائمة المفتوحة سيعطي الفرصة الكاملة للناخب لمنح الثقة لمن يشاء واذا كانت له وجهة نظر في أي من الشخصيات الكريمة في القائمة فبإمكانه اعطاء صوته للآخر الذي يجد فيه الجدارة في استحاق صوته ، حينما نتحدث عن المجلس الاعلى مثلاً قد تكون هناك اطراف لها ملاحظات او وجهة نظر او تحفظات وقد يكون هناك من يجد ان المجلس الاعلى قادر على ان يعبر عن رأي شريحة من المواطنين وهكذا بالنسبة لبقية الكيانات واي شخص من المرشحين .

    البغدادية / هناك من لم يحظى بالفوز في الانتخابات السابقة كالسيد احمد الجلبي هل ان دخوله ضمن الائتلاف يشكل لهم بوابة لولوج البرلمان ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كم قلت لا أحبذ الحديث عن الشخوص وانما نتحدث عن مبدأ عام كان المبدأ ان الائتلاف هو الاطار الذي يجمع أوسع مساحة من القدرات والتوجهات فيه الإسلامي والليبرالي والسني والشيعي والمسلم والمسيحي ، أردنا ان نقدم مزيجاً من كل الالون                     وذهبنا الى أطراف نافذة تعبر عن أي من هذه المكونات البعض ظروفه لم تسمح لدخول الائتلاف ووعدنا ان يكون ضمن جبهة ما بعد الانتخابات والبعض الآخر استجاب واليوم حاضر داخل الائتلاف .

    سؤال عن طريق الايميل / الاجتثاث وهيئة المساءلة والعدالة هل أنكم قلتم يجب غلق ملف اجتثاث البعث ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /لم اقل مثل هذا الحديث وليس من صلاحية احد في العراق ان يقول مثل ذلك ، كلنا ملتزمون بالدستور والقانون ، حزب البعث كان ولازال له الأدوار السيئة ضد الشعب العراقي والصداميون دوماً كانت لهم المواقف المعروفة في التنكيل والاساءة والتفجيرات ، ما تحدثت به هو التمييز والتفكيك لهذا الموضوع وعدم خلط الاوراق هناك حزب البعث كان ولازال وسيبقى محظور بحكم الدستور العراقي هناك الصداميون وهم مسيئون وهؤلاء ايضاً لا مجال لهم في العملية السياسية في العراق وهناك من حزب البعث لهم مواقع متقدمة مشمولين بالمساءلة والعدالة قد لايكونوا مجرمين بحسب التشريعات والقوانين النافذة في الدستور العراقي وهناك من وقّع على ورقة انتماء لظروف الحياة ، وحديثي كان لهذا الصنف الرابع وليس لكل الاصناف ، تحدثت في مرات عدة عن هذا الموضوع وقلت من وقّع على ورقة ليعيش ويمارس دوره في الحياة في وقت لم يسمح لأحد ان يتحرك الا حينما يكون عضواً او يوقّع على ورقة انتماء مثل هؤلاء الناس يجب ان نتعامل معهم كعراقيين وتكون لهم فرصة المشاركة في الحياة العراقية ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي .

    البغدادية / كان لكم حديث عن المقاومة وأطلقتم وصف للمقاومة وأثار ردود أفعال خصوصاً من السيد مقتدى الصدر، ما هو ردكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / في اليوم الثاني اصدرنا توضيحاً كون الحديث مسجل بالصوت والصورة ومعروف ما تحدثنا به نحن سؤلنا عن المقاومة العراقية وذكرنا ان المقاومة حق مشروع للشعوب والامم وهذه قضية ليس فيها استثناء سواء في العراق او في أي مكان آخر وعبرنا عن تقديرنا واحترامنا للمقاومين في كل مكان ولكن ذكرنا ان بعض من يرفع شعار المقاومة في العراق مما يؤسف له انه تبنى عمليات استهدفت الموطنين مما يشوه ويشوش على عنوان المقاومة ( هذا العنوان المهم )، وقد أسيء فهم هذا الحديث او اخذ بشكل عام وعمّم مما أدى الى بعض الانتقادات ونحن نحترم الانتقادات ووجهات النظر ولذلك أصدرنا توضيح ذكرنا كل الحديث وليس مقطعاً معيناً من هذا الحديث ، أعود لموضوع المساءلة والعدالة فالمشمولون بهذا الموضوع حسب القانون ليست لهم فرصة للمشاركة والترشح الى انتخابات مجلس النواب وهذا لايعني ان ليست لهم فرصة الحياة في العراق او أننا نتعامل معهم كمجرمين ويقدموا للمحاكم او يدخلوا السجون وكل بلد له شروط وقوانين يعمل بها فهناك شرط العمر والشهادة الدراسية وغيرها بقدر ما ندافع عن تطبيق قرارات هيئة المساءلة والعدالة فبنفس المقدار ندافع عن حقوق الذين يشعرون بالظلامة ويقدمون الطعون .

    البغدادية / لماذا لم يتم اجتثاث هؤلاء وهم داخلون في العملية السياسية في الانتخابات والاستحقاقات السابقة ؟ هل الخلل في الدستور ام ماذا ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / هناك قضيتين اولاً البعض اتهم بالترويج لحزب البعث وليس ان يكون عضواً في حزب البعث والترويج قضية يمكن ان تحصل في أي وقت وهذا ما ستحدده هيئة التمييز اذا ما قدمت الطعون وثانياً فان عدم تنفيذ القانون في مرحلة ما لايمنع من تنفيذه في مرحلة أخرى ، بصراحة شديدة نحن كنا في مرحلة بعد مقاطعات حصلت لمكون مهم وأساسي في بلدنا لعله تطلّب نوع من التساهل لإقناع الجميع بالمشاركة اما اليوم فنحن في ظرف آخر يسمح لنا بتطبيق بعض القوانين ، افتراض ان مكون معين لايمثله الا من له مواقع متقدمة في حزب البعث فهذا افتراض غير صحيح وظلم ، المكون فيه شخصيات مهمة وكريمة ونحن مدافعون عن شراكة حقيقية لكل المكونات ونرفض ربط هؤلاء بحزب معين اعتبر محظوراً في العراق وهو البعث ، المسألة الاخرى كثيراً ما أريد لهذه القضية ان تأخذ بعداً طائفياً في حين ان اكثر المستبعدين الـ ( 570 ) ثلثي هؤلاء هم من الشيعة وثلث من السنة ( بحسب ما قرأته في التقارير) فكيف يكون استهدافاً لطائفة معينة ، كما أن هناك ( 68 ) شخص فقط من أصل ( 570 ) قدموا طعون وهذا يعني ان الآخرون قبلوا القرار وانسحبوا كما ان قوائمهم قبلت القرار ورشحت بدائل الا ان قرار التمييز جاء ليشمل الجميع وهذه قضية غريبة .

    سؤال عن طريق الايميل / هل القضاء العراقي مستقل ، واذا كان كذلك فلم هذا التصعيد ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت لو كان هذا القرار لهيئة التمييز ضمن صلاحياتها الدستورية وإطارها الصحيح لكان يحترم ولكن هذه الهيئة تجاوزت صلاحياتها في أنها أجّلت وليس من صلاحياتها التأجيل وانها حددت موقف تجاه 500 شخص لم يقدموا طعناً في حين ان صلاحيتهم النظر في الطعون ليس الاّ فكان كل صلاحيات هذه اللجنة النظر في ( 68 ) شخص قدموا طعناً وليس في الآخرين ، هي شككت بشرعية قرارات هيئة المساءلة والعدالة وليس من صلاحيتها التشكيك بهذه القرارات ، هي حددت موقف تنفيذي لمرحلة ما بعد الانتخابات ان الفائزين من هؤلاء المستثنين سوف لن تشملهم رواتب معينة أو لن تكون لهم حصانات وهذه ايضاً ليس من صلاحياتها ، وهذه أربع أمور تم فيها خرق القانون وتجاوز الصلاحيات من هيئة التمييز 

    البغدادية / الى متى تستمر هذه التجاذبات والإشكالات في المشهد السياسي العراقي ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ما لم نبني دولة مؤسسات ونحترم هذه المؤسسات وتوزيع الصلاحيات فيما بينها سيبقى الجدل مستمر دائماً ، اعتقد ان أي مؤسسة دستورية حينما تتخذ قرارات ضمن صلاحيتها الدستورية فيجب ان تحترم واذا ما أريد الطعن بهذا القرار فلابد من الذهاب الى المؤسسات الدستورية الرقيبة على المؤسسات الأولى وهكذا ولذا فان كل مواطن يمكنه ان يذهب ويدافع عن حقوقه ، اما اذا أردنا ان ننظر لوجهة سياسية في هذه المؤسسات في كل قضية ، متى ما جاءت ملائمة بتوجهاتنا شكرنا وأيدنا ومتى ما خالفت نقضنا وعاتبنا فسنكون قد ابتعدنا عن التزام دولة المؤسسات .

    سؤال من مواطنة / هل تؤمن بعروبة العراق ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد نحن عرب ومعتزون تماماً بعروبتنا والعراق معتز بهويته العربية الأصيلة مع احترامنا للأخوة الكرد والتركمان والقوميات الأخرى لكننا كنا ولازلنا وسنبقى معتزون ومدافعون عن هذه العروبة وهذا حق يعتز الإنسان بانتمائه القومي .

    البغدادية / اليوم في العالم العربي حديث مختلف في قضية عروبة العراق ، الا تعتقد ان الحكومة مقصرة في توضيح هذا الأمر ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد اننا كعراقيين نتحمل جزء من المسؤولية في التشويش والإرباك الذي حصل ما بعد 2003 على مشروعنا الوطني وعلى الشخصيات المتصدية ، التشكيك بهذا الانتماء القومي او بعروبتنا انما يأتي على خلفيات سياسية وعلى ضوء هواجس ومخاوف إقليمية من التجربة العراقية وإفرازاتها والقوى السياسية الجديدة والمشروع الديمقراطي ، أتمنى لجميع العراقيين قادة وساسة ونخب ان يركزوا اكثر ويوضحوا ويزيلوا هذا الالتباس لنرفع أصواتنا أكثر ونتحدث عن عروبتنا ونتمنى لاشقاءنا العرب ان يفتحوا الصدور والقلوب ويمدوا الأيدي للعراق العربي الأصيل .

    سؤال من مواطن / من اين تحصلوا على الأموال التي تصرفونها على الانتخابات ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / من المعروف ان الائتلاف الوطني العراقي ليس له إنفاقات كثيرة في العملية الانتخابية ولحد الآن لم يظهر شيء على السطح وما يأتي سيكون محدود ومتواضع جداً وهذا يتم من خلال المواطنين المؤمنين بالائتلاف ويقدمون مساعداتهم لمساعدة الحملة الانتخابية ومتابعة شؤونها ، لايمكن مقارنة ما يصرف في الائتلاف بالعديد من القوى الأخرى التي تمتلك امكانات اكثر من امكانات الائتلاف الوطني .

    البغدادية / بالنسبة للائتلافات هناك نوعين قبل وبعد الانتخابات وما أثير من جدل في زيارتكم لكردستان البعض صوّره على انه تخوف من ان تشكيل الحكومة بعد الانتخابات سيكون عسيراً وان الائتلاف وكل الكتل لاتحقق الأغلبية لتشكيل الحكومة ، ما رأيكم ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / تعقيباً على ما ذكر في حديث سابق نحن نفرق ونميز بين الشراكة الحقيقية وهي أمر ضروري والمحاصصة التي أضرت بالعملية السياسية وعقّدت الكثير من المهام فهل يمكن ان نفكر بحكومة من دون مشاركة كل القوميات والمذاهب والطوائف العراقية علينا ان نفكر بتمثيلية واسعة لنطمئن جميع الأطراف بانهم حاضرون في ادارة البلاد نحن انتقلنا من ظروف جعلت الائتلافات على خلفيات محددة مذهبية او قومية او ماشابه ذلك الى ائتلافات وطنية ولكن ليس فيها تمثيل واسع لعمق كافة المكونات لعلنا نوفق في ذلك في مرحلة مقبلة وبعد 4 سنوات ولابد لنا من التفكير بنمطية او أطار او جبهة يجمع العديد من الكتل ، في زيارتنا لأقليم كردستان والتواصل مع القيادات الكردية تحدثنا من ان الموقف الكردي يجب ان يكون حاضر في المشهد السياسي المقبل وهم حاضرون في هذه الجبهة وشاطرونا في حضورهم في هذه الجبهة ونحن نتواصل ونفاتح أطراف أخرى وكتل مهمة في الساحة العراقية .

    البغدادية / ولكن هذا الموضوع بالذات ولقاءكم بالأطراف الكردية هو الذي جعل الدكتور الجعفري يتحفظ في هذه القضية خشية العودة للوراء وتكريس المحاصصة في الحكومة المقبلة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / انا لااعتقد ان اشراك المكونات العراقية في ادارة البلاد هو عودة للوراء وانما هو ترسيخ للشراكة الحقيقة وبين الإطراف ولم استمع لتصريح الدكتور الجعفري الا انه وفي مداولاتنا المباشرة أجده مهتماً بمثل هذه العلاقات مع المكونات العراقية والأطراف المهمة ، لايمكن ان ننظر لحكومة عراقية ليس فيها كرد او تركمان او غيرهم .

    سؤال من مواطن / يقول السيد عمار انه يدافع عن العروبة ، اين العروبة وانتم تنفذون أجندة ايرانية ؟

    سؤال عن طريق الايميل / ما هو الحكم الشرعي للكيانات والمرشحين الذين يشترون أصوات الناخبين ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان المجلس الأعلى ليس جهة معارضة تعمل تحت الأرض لتكون أجندتها مخفية عن المواطنين والمراقبين حتى تعمل لاجندة هذا البلد او ذاك لاقدّر الله ، المجلس الاعلى كيان سياسي كبير له توجهاته الوطنية الواضحة وله قاعدته الشعبية الكبيرة يحظى بثقة كبيرة من ابناء شعبنا وأجندتنا ومشروعنا واضح على الأرض لنا نواب ووزراء ولنا حضور واضح في المشهد السياسي العراقي ، لنا علاقات علاقات اقليمية ودولية معروفة ونتحرك بمشروع واضح المعالم لااعرف اين هو مع الاجندة ! المنطق الذي يقول ان على العراق ان يكون بعيداً عن ايران حتى يقترب من الأشقاء العرب ، نحن لسنا مع هذا المنطق ، نذهب للشقيقة تركيا ونبني علاقات ستراتيجية ونذهب للشقيقة إيران ونبني معها مصالح لانها دولة مهمة مجاورة تربطنا بها 1400 كلم ، (نحن هنا نتحدث باسم العراق وليس المجلس اعلى ) ، نذهب للأشقاء العرب ونتحدث إليهم ونبدد مخاوفهم ونرجح لهم ونشجعهم على تبادل المصالح مع العراق ومشروعه السياسي الجديد كل ذلك نقوم به تقديراً لمصالحنا الوطنية العراقية ولذلك نحن نعتقد ان علينا بناء علاقة مصالح وصداقة مع جميع دول المنطقة اذا كان البعض يفسر ذلك على انها أجندة إيرانية فنحن نحترم مثل هذه التفاسير ولكننا لن رؤيتنا لمصالحنا الوطنية .

    البغدادية / التفجيرات الأخيرة يقول البعض انها ردة فعل لقرارات المساءلة والعدالة ، هل نبقى أسارى لمثل هذه المحالاوت والأعمال الإرهابية على خلفيات سياسية ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم /  يجب ان ننظر لهذه القضية من زاويتين، من يقف وراء هذه التفجيرات وما هي دوافعه ونواياه ولماذا يستهدف المواطنين الأبرياء وهذه قضية تستحق ان نقف عندها لنكون على بصيرة من أصدقاء العراق وأعداءه ، وهناك جانب آخر يرتبط بنا داخل البيت العراقي كيف نحمي أنفسنا من هؤلاء الاعداء .

    وفي رده على استطلاعات المواطنين في الشارع العراقي ..قال سماحته :-

    بعد نتائج انتخابات مجالس المحافظات وقف المجلس الأعلى بكل شجاعة يعترف بان هذه الانتخابات كشفت عن وجود خلل وبدون مبالغة تلقينا الآلاف من المطالعات والملاحظات من قبل الكفاءات والنخب وتحدثوا عن تقييمهم لواقع المجلس الاعلى وعلى ضوء ما قراناه وسمعناه وقضينا عدة أشهر بدراسة هذه الأمور والملاحظات من قبل المختصين والحريصين على المجلس الاعلى وبدأنا بوضع خطط لاصلاح وتغيير وتطوير لواقع المجلس وبعد ان تولينا موقع ادارة الخدمة في المجلس الاعلى و منذ المؤتمر الصحفي الاول تحدثنا بوضوح عن عدة أولويات وتوجهات ومسارات ، المجلس الاعلى مؤسسة سياسية عريقة تتخذ قراراتها بطريقة المشورة وضمن اطر المشورة بدءاً بمركز القرار ثم الشورى المركزية ثم الشورى الموسعة ثم الهيئة العامة الى غير ذلك من مفاصل عديدة المشاورة والدراسة والبحث ، حددنا الاخطاء والمسارات ونخطو خطوات مهمة للامام ، الانتخابات التمهيدية كانت واحدة من هذه الخطوات الأساسية وشعرنا بسعادة كبيرة حينما وجدنا ان اكثر من 50 % من مرشحي المجلس الاعلى للانتخابات هم من المستقلين وفيهم اعلاميين مستقليين ، هناك الكثير من الخطوات الأخرى لايسع المقام لذكرها نحن نقوم بإصلاحات جدية في الخطاب السياسي وفي الادعاء الإعلامي في التنظيمات والتشكيلات في آليات التواصل مع الأمة وغيرها من الإصلاحات ونحن نمارس هذه المهمة بحكمة وهدوء .

    س / في الانتخابات القادمة هل سننتقل من مصطلح مفهوم العلمية السياسية الى مفهوم الدولة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / تارة نبحث القضية في اطار المصطلحات السياسية والعلمية لمثل هذه التداولات وتارة نتحدث بما يفهمها الشارع العراقي ، حينما نتحدث عن عملية سياسية فهو حديث عن مجمل المخاض الذي نسير فيه لبناء الدولة العراقية ومؤسساتها المختلفة وبالتالي فهي ليست تقاطع أو انتقالية من مرحلة الى أخرى وإنما المناخ الذي نعيشه في بناء الدولة العراقية يوسم من قبل المواطن والساسة العراقيين بالعملية السياسية المشهد السياسي يشهد تكامل وتطور وتحديد لاتجاه البوصلة وتركيز على البرنامج العلمي الذي يهيء الدولة والمؤسسات واحترام القانون والدستور .

    س /هناك حديث عن وجود انقسامات داخل المجلس وهناك من ينتظر الفرصة لازاحتكم عن موقعكم .. ما رأيكم ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / ما يثير دهشة الكثير من المراقبين هو هذا التماسك الذي يتميز به المجلس الاعلى كمؤسسة عريقة وواسعة وما اكثر ما يحصل من انشقاقات وتشظي في الكيانات السياسية الكبيرة خصوصاً عندما يحصل لها انحسار أو تراجع أو ما الى ذلك .

    لكن المجلس الاعلى مرّ بمخاض عسير شهد تراجع في الانتخابات وشهد وفاة سماحة السيد الحكيم ومع ذلك حافظ على أعلى مراكز التماسك والانسجام ورشح البديل في فترة زمنية قياسية بدون أية اشكاليات ، شخصياً في الاجتماع الذي عقد لوضع الثقة في خدمة اخواني طلبت من أي منهم  التصدي لرئاسة المجلس الاعلى وادارته واكون في خدمته لنجاح المشروع  ولكنهم أصروا ان يقدموا المصلحة في مثل هذا الترشيح ، لا اعتقد ان هناك تزاحم او تدافع وفي أي وقت أجد أن من إخواني مهيأ لان يتولى هذه المسؤولية ويتصدى سأكون في خدمته ومن المعروف في المجلس الاعلى انه في كل سنتين يعاد انتخاب الشورى المركزية ورئاسة المجلس وسائر المواقع الحساسة والمهمة لادارة العمل .

    س / هل استطاعت زيارتكم لدول المنطقة والعالم ايجاد حالة التعاطي مع الواقع السياسي الجديد في العراق ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / الزيارات التي نقوم بها ، نحن نجلس ونحاور الزعماء والمسؤولين في لقاءات ودية بعيدة عن الرتوش والمجاملات نشرح لهم الواقع العراقي نوضح لهم نقاط القوة ونشجعهم على الانفتاح على العراق وان العراق بحاجة لاشقاءه العرب والاقليمين والمجتمع الدولي أن يكونوا قريبين منه ومتواصلين مع العراق ، اعتقد ان هذه الزيارات حققت جزء من هذه الرؤية وتبديد الهواجس وهي مفردة في سلسلة طويلة من جهود الساسة والقادة العراقيين الحريصين والمتصدين لادارة البلاد ، لااريد المبالغة في تأثير هذه الزيارات ولكني أحاول وبكل تواضع بذل قصارى جهدي من اجل ايصال رسالة العراقيين ومظلوميتهم وطموحهم في بناء تجربتهم السياسية الوليدة .

     

    اخبار ذات صلة