• نص كلمة السيد الحكيم في المؤتمر السنوي لتجمع المعوقين في العراق 2023 م

    2023/ 12 /09 

    نص كلمة السيد الحكيم في المؤتمر السنوي لتجمع المعوقين في العراق 2023 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين 

    السادة والسيدات الحضور ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    -من دواعي السرور والاعتزاز أن نلتقي بكم أيها الأحبة .. يا أصحاب الهمة والعزيمة في هذا المؤتمر الكريم لنتداول معاً هموم الوطن وشؤونه في سبيل النهوض والارتقاء في حراكنا الحثيث نحو التنمية والإعمار والاستقرار.

    -لاشك إن أهم أوجه العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة تتمثل في تكافؤ الفرص والامكانيات بين أبناء الوطن الواحد بكافة انتماءاتهم و تنوعاتهم وظروفهم الحياتية ، فالشعوب الحية المتحضرة تولي إهتماماً كبيرا بالأشخاص ذوي الإعاقة ليس من منطلق التعاطف و التراحم الواجب إنسانياً بل من منطلق الوعي بأهمية وفاعلية هذه الشريحة التي يمكن أن تلعب أدواراً متقدمة في مجتمعاتها.

    -وبنظرة استقصائية سريعة نجد آلآف الشواهد على نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات العلمية والفنية والرياضية والاجتماعية في مجتمعنا وفي الدول الأخرى حيث تمكنوا من إحداث الفارق وإبهار الآخرين بنجاحاتهم وإصرارهم على الحياة.

    -إن مجتمعنا العراقي و بفعل الظروف الأمنية والصحية والاقتصادية الصعبة التي شهدها يضم شريحة واسعة من الأشخاص ذوي الإعاقة ، ولهؤلاء حقوق واجبة وحتمية وطنية في العيش الكريم و التنعم بفرصهم الحياتية والوظيفية التي تمكنهم من استثمار طاقاتهم وتحقيق الفاعلية والابداع في اختصاصاتهم وفي مجالات اهتمامهم وهواياتهم المختلفة.

    -أيها الأحبة .. نحن أمام ثلاثية تتمثل بـ : (المجتمع و الدولة والأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم)  ، وهذه الثلاثية يجب أن تتكامل فيما بينها للوصول إلى ما هو مطلوب ، فمن جهة المجتمع نحن بحاجة إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف بالتنوع وضرورة اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع من دون تمييز أو تهميش أو اقصاء.

    -ومن جهة الدولة ، فهي مدعوة بكافة مؤسساتها إلى التخطيط والتشريع و التنفيذ لكل ما يحقق بيئة سليمة وعادلة ومتكافئة للأشخاص ذوي الإعاقة ، في سبيل خدمتهم و توفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم واستثمار طاقاتهم لصالح الدولة والوطن .

    -وأما الأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم ، فيقع على عاتقهم العمل المنظم والدؤوب لمساعدة بعضهم البعض وعلى المجتمع و الدولة تحديد مطاليبهم و السبل الناجعة لتحقيقها وتمثيل هذه الشريحة من حيث المعرفة الدقيقة باحتياجاتها وما يلزمها من الضروريات ، وكذلك العمل على تغيير التوجهات المجتمعية وحث الجهات ذات العلاقة على تحمل مسؤولياتها و المساعدة على اندماج أفراد هذه الشريحة في مختلف مفاصل الحياة .

    -والمسؤولية الوطنية تقتضي أن نكون جميعا على قدر عال من الوعي و الإدراك وعدم الزهد ببعضنا و أن ننظر لكل فرد في المجتمع على أنه يمثل قيمة إنسانية و وطنية عليا ، ولطالما رفعنا شعار (الإنسان والوطن) ولا نزال نتمسك بهذه الثنائية المتلازمة .

    -إننا نتابع هذا الملف معكم أيها الأعزاء منذ سنوات طوال ، ضمن سلم أولوياتنا وبرامجنا الاجتماعية ، إيماناً منا بأهمية وفاعلية هذه الشريحة التي تستحق كل الاهتمام و الرعاية و المتابعة .

    -وقد جعلنا في أولوياتنا نقاطاً أساسية تخص مجالس المحافظات والحكومات المحلية في هذا الملف ، نوجزها بالآتي : 

    أولا : العمل في مجالس المحافظات على تشريعات محلية تستوعب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة بصيغة عملية وشاملة .

    ثانيا : التركيز على تفعيل المواهب والطاقات والخبرات الشبابية للأشخاص ذوي الإعاقة في المواقع القيادية في مجالس المحافظات ، لإعطاء صورة مختلفة وحيوية للحكومات المحلية.

    -في الجانب السياسي نحن مقبلون على انتخابات محلية حساسة طال أمدها ، و حان وقتها وتأخرت وتأجلت كثيراً بسبب الظروف التي يعرفها الجميع ويجب الإيفاء بهذا الاستحقاق لغرض ترسيخ الاستقرار وانطلاق الإعمار والخدمات في محافظاتنا الكريمة .

    -وفي الأنظمة الديمقراطية تمثل تنوعات المجتمع عبر الانتخابات في المواقع القيادية ، محلية كانت أو إتحادية ، لضمان تحقيق متطلبات المجتمع بكافة فئاته وطبقاته ومتابعة تنفيذها ، و لا سبيل آخر لهذا الأمر إلا صناديق الاقتراع .

    ولذا نحث أعزاءنا الكرام من الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الأنتخابات لضمان حسن التمثيل و حسن المتابعة لقضاياهم.

    -إن بلادنا تشهد انتقالة سريعة وآمنة نحو مزيد من الاستقرار والتنمية مع وفرة مالية نسبية وفرص اقتصادية كبرى مما يوجه أنظار العالم نحو مشاريع العراق والسوق العراقي والفرص الاستثمارية المهمة في البلد ، ومن هنا فإن مسؤولياتنا تصبح مضاعفة لانجاح هذه المرحلة والانتقال نحو مراحل ومحطات أفضل.

    -ولابد من وقفة مسؤولة بأزاء ما يجري في الجانب الإقليمي فلا يزال الكيان الصهيوني يتعمد استهداف المدنيين من الأطفال و النساء والمرضى وكبار السن والإعلاميين والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنى التحتية ومصادر أرزاق أشقائنا الفلسطينيين وهو الأمر الذي يستدعي  مواصلة الاستنكار والاستهجان بقوة والعمل على مساعدة الفلسطينيين لايقاف حمامات الدم والنزف المريع في غزة.

    -إن إزدواجية المعايير التي لمسناها على المستوى الدولي في قبال ملايين الضمائر الحية التي تظاهرت في كل انحاء العالم لنصرة أطفال و نساء غزة وشعبها الأبي وكان آخرها الفيتو الأمريكي المؤسف والمدان على تمرير مشروع قرار لوقف العدوان على غزة في مجلس الأمن ، تؤشر حجم الفجوة القيمية الكبيرة بين النخب ومجتمعاتها و هو أمر خطير يجب الانتباه إليه ، ولله الحمد فالعراق مرجعية وشعبا وحكومة وقوى سياسية ومجتمعية وإعلامية ومنظمات ونخباً كانت وستبقى في خندق واحد لنصرة فلسطين و حقوق شعبها المظلوم و هو ما يبعث على الفخر و الاعتزاز.

    تحية اجلال وإكبار لمرجعيتنا العليا وشهدائنا الأبرار وقواتنا المسلحة الباسلة وشعبنا العراقي الغيور وشريحة الأشخاص ذوي الإعاقة الشجعان المبدعين الأعزاء.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخبار ذات صلة