• السيد الحكيم.. لقمة الحرام تسلب التقوى من الانسان

    2024/ 03 /21 

    السيد الحكيم.. لقمة الحرام تسلب التقوى من الانسان

    اكد السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني أن حق البطن، هو الحق الثامن في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا الإمام زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام)، تلك الرسالة التي تمثل اختزالا لنظام الحقوق في الرؤية الإسلامية، وذكر في سلسلة محاضراته الرمضانية السابقة المعنى اللغوي للبطن والإضاءات القرأنية المتعلقة بهذا الحق، ووصل إلى الإضاءة الخامسة وهي لقمة الحرام وآثارها المدمرة في حياة الإنسان في القرآن الكريم:
    وقال سماحته الأثر الأول : سلب التقوى من الإنسان، كما ورد  في سورة المائدة الآية ٩٦ والكلام موجه للمحرِمين " أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُون" فتبين الآية الكريمة أن المحرم وهو الذي يصيد من البحر يخرج عن تقوى الله.
    اما " الأثر الثاني : لقمة الحرام تجعل الإنسان يتبع الشيطان
    ورد ذلك في سورة البقرة الآية ١٦٨ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ  إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ " في إشارة إلى أن أكل الحرام إتباعٌ لخطوات الشيطان".
    فيما "الأثر الثالث : الفسق والخروج عن دائرة الدين والدخول في المعصية 
    كما ورد في سورة الأنعام الآية ١٢١ " وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْق" 
    كما أشار سماحته إلى معنى الاستغفار وكيفيته وجاء هذا المعنى في نهج البلاغة الحكمة ٤١٧ قال أمير المؤمنين "عليه السلام" لقائل قال بحضرته: (أَسْتَغْفِرُ اللهَ) " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا الْإِسْتِغْفَارُ؟ الْإِسْتِغْفَارَ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّلُهَا: النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى، وَالثَّانِي: الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً، وَالثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ، وَالرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا، وَالْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ، حَتَّى يَلْصِقَ الْجِلْدُ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ، وَالسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ الْمَعْصِيَةِ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَقُولُ: (أَسْتَغْفِرُاللهَ)"
    وبين السيد الحكيم في الاضاءة السادسة: أهمية الاقتصاد بالأكل وفوائد ذلك الاقتصاد، حيث يشير الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى ذلك بقوله " وأن تقتصد له في الحلال، ولا تخرجه من حدّ التقوية الى حدّ التهوين و ذهاب المروة"
    وورد ذلك أيضا في قوله تعالى في سوة الأنعام الآية ١٤ " وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين" مبينا أن معيار وميزان قلة الأكل هو أمله وإمساك الإنسان عنه وهو يشتهيه، فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) " كل وأنت تشتهي ، وأمسك وأنت تشتهي )، وعنه أيضا (صلوات الله عليه)  " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع"
    وللحديث تتمة

    اخبار ذات صلة