• كلمة السيد الحكيم في الإعلان الرسمي لمرشحي تحالف قوى الدولة الوطنية في العراق  2025م

    2025/ 10 /10 

    كلمة السيد الحكيم في الإعلان الرسمي لمرشحي تحالف قوى الدولة الوطنية في العراق 2025م

    بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين

    "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه.. في هذه الساعة وفي كل ساعة.. وليا وحافظا ..وقائدا وناصرا.. ودليلا وعينا.. حتى تسكنه أرضك طوعا.. وتمتعه فيها طويلا.. وهب لنا رأفته ورحمته..ودعاءه وخيره.. ما ننال به سعة من رحمتك وفوزاً عندك.

    الإخوة والأخوات الكرام..

    يا شركاء الأمل.. وصُنّاع التغيير.. وقادة المستقبل..

    يا أصحاب الهمة والإرادة الوطنية المخلصة..

    يا أهل الغيرة والشهامة والنخوة..

    السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته..

    نجتمع اليوم لنفتتح معا صفحة جديدة في سجل وطننا الحبيب..

    صفحة يكتبها أبناء العراق المخلصون الثابتون .. أصحاب التاريخ المكلل بالتضحيات والتجارب الناصعة..

    نلتقي اليوم في لحظة فاصلة بين طريقين.. طريق يضيع فيه المستقبل.. وتذبل معه الأحلام.. وتنهار عنده الفرص..

    وطريق آخر نصنعه بأيدينا.. ونصنعه بأصواتكم  .. وبقوة إيمانكم وصبركم.. نحو دولة عصرية عادلة قوية تليق بكم وبأبنائكم وبتاريخكم العريق..

    دولة يسودها الاستقلال والاستقرار والازدهار والعدالة..

    دولة تُؤمّن مستقبل شبابنا وتساعدهم في بناء حياة حرة كريمة..

    دولة لا يُظلم فيها المواطن .. ولا تهدر فيها الحقوق .. ولا تضيع فيها الفرص..

    نريد عراق الدولة لا عراق المكونات المتنازعة. نريد عراق الشراكة والعدالة لا عراق الإقصاء والمحاصصة. نريد عراق الاعتدال الذي يحفظ هوية الأغلبية، ويفتح صدره لجميع أبنائه ويعزز شراكتهم في الوطن والمصير، فالعراق وطن الجميع، ولا كرامة فيه لفرد أو مكون إلا بكرامة الجميع.

    لا تضيعوها... لأن الاعتدال هو الضمانة الوحيدة لعراق موحد عزيز.

    لا تضيعوها ... لأن التوازن كرامة، والتطرف هزيمة.

    لا تضيعوها ... لأن العراق يعتمد على صوتكم ليمد الجسور ، وليفتح أبواب المستقبل وليمنع مآسي الماضي.

    وهذا المسار لا يمكن تحقيقه من دون إرادتكم وإخلاصكم..

    فأنتم القوة التي نواجه بها مظاهر الإحباط واليأس..

    وأنتم السند والعشيرة في المواقف الصعبة والمنزلقات الخطيرة..

    وأنتم الطريق الذي نسلك به مسارات العراق نحو التطور والاعمار وبناء الدولة..

    خطابنا اليوم ليس إعلانا عن انطلاق الحملة الإنتخابية لتحالف قوى الدولة الوطنية فحسب.. بل هو إقرار بواجب الوفاء للعراق وشعبه.. وللدماء الطاهرة الزكية التي بُذلت من أجل تثبيت دعائم هذا النظام السياسي.. ومكافحة الفساد وإيقاف هدر الفرص.. والقضاء على البطالة.. وعدم السماح بعودة نظام الاستبداد والدكتاتورية من جديد تحت أي عنوان وفي أية ظروف.

    لم نجتمع اليوم لنردد الشعارات.. أو لنعيد الخطابات.. أو لنستخدم العواطف في التحفيز الإنتخابي..

    بل نريد أن نؤسس مسارا واضحا للحكومة المقبلة.. ولكيفية التعامل مع التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وببلادنا.

    فبالروح الجماعية والإرادة الواعية نعالج الإخفاقات التي شابت التجارب الماضية.. لا بالهروب ولا بالإنكار.. بل بالشجاعة والصدق.. والإصلاح الحقيقي من الداخل.

    لقد اخترنا هذه الثلة الكريمة من المرشحين.. من بين صفوفكم ، ومن واقعكم وأحلامكم وطموحاتكم.. وضعنا فيهم ثقتنا ومنحناهم خبرتنا وفهمنا لمنطق الدولة في مسارات السياسة والبناء والإعمار.. وحرصنا على أن يكونوا من مشارب متعددة.. معبرين عن نسيج أهلنا العراقيين وهويتهم الوطنية الجامعة.

    وكتبنا برنامجنا الإنتخابي بعقول خبيرة في مجال التخطيط والإدارة في الحكومة الإتحادية و الحكومات المحلية.. ليكون تنفيذه بسواعد تعرف معنى المسؤولية والإنجاز .. لأننا نؤمن أن الدولة لا تُبنى بالشعارات.. بل بالكفاءات والرؤية والإدارة الواعية.. ولدينا الرؤية الرصينة نحو عراق .. مستقل.. مستقر..مزدهر .. واعد بأهله وخيراته وفرصه الكبيرة..

    وهنا .. حين اكتملت لدينا ثلاثية الإدارة الواعية في (الرؤية ، والبرنامج ، والرجال)..

    أصبحت الفرص واضحة أمامنا رغم المخاطر والتحديات المحدقة ببلدنا ومشواره الحافل.

    وحين لاحت مخاطر الإحباط والسلبية.. في أوساط شبابنا وباتت تهدد مستقبلهم ودورهم في بناء دولة عصرية عادلة وقوية..

    أطلقنا شعارنا الإنتخابي (لا تضيعوها)..

    فلا تضيعوها .. لأننا لا نريد أن يضيع العراق من بين أياديكم..

    لا تضيعوها .. لأننا لا نقبل أن تذهب دماء الشهداء سُدى..

    لا تضيعوها .. لأن المستقبل لا ينتظر المترددين والغافلين..

    لا تضيعوا حقكم وحق مكونكم الأكبر.. فهو إن ضاع .. فقد ضاع حق العراق كله وحق مكوناته لاقدر الله.

    إننا نحذر من ضياع الفرص وهدرها..

    ونحذر من ضياع المكاسب والمنجزات التي تحققت خلال العقدين الماضيين..

    ونحذر من اليوم الذي تضيع فيه حقوق الأغلبية فتضيع بذلك حقوق الجميع.

    فالحقوق لا تُحفظ بالعزوف والانعزال .. بل تأتي بالمشاركة الإيجابية الواعية.. 

    واليوم نؤكد تمسكنا ترسيخ حقوقنا وكذلك حق المقاطعين للإنتخابات أيضاً .. فهم أهلنا ولحمنا ودمنا.. وما يصيبهم يصيبنا..

    وإن كان لهم رأي فهو مقدر عندنا ، ومقاطعتهم لا تمنعنا من حفظ حقهم عبر دورنا وإصرارنا على المشاركة الإيجابية الواعدة..

    أيها الإخوة والأخوات ..

    هناك من يريد أن يرجع بالعراق إلى الوراء.. وأن يسلب حقوق أهلنا من المكون الأكبر.. وأقولها بصراحة..

    هناك من يروج بأن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في العراق ليسوا أهلا للحكم والإدارة.. وأن فرصة الحكم قد فاتتهم.. وهنا أود مصارحتهم أيضا ..

    إن هذا النظام الذي تأسس منذ (2003) لم يستقم ولم يصل إلى اليوم الذي يشارك فيه الجميع في الإنتخابات.. لولا وعي المكون الأكبر وتماسكه وحكمته  .. ونجاحه في إدارة التوازن الوطني في العراق.. وقدرته على مواجهة المخاطر والتحديات..

    فلولا وعي المكوّن الأكبر وتضحياته وصبره.. لما بقيت دولتنا واقفة.. ولا انتصرنا على الإرهاب.. ولا صمدنا أمام المفخخات وداعش والفتن الصفراء .. 

    ولولا هذا المكون لم يستطيع احد حفظ الأرض والعرض و المقدسات ..

    لقد راهنوا على سقوط هذا النظام منذ أول يوم من تأسيسه..

    راهنوا على سقوطه بالمفخخات التي ملأت شوارع بغداد والمحافظات لسنين متتالية..

    وراهنوا على سقوطه بتنظيمات القاعدة وداعش وأخواتها من المتطرفين والتكفيريين..

    وراهنوا على سقوطه بخلق الفتنة.. وإشاعة الفوضى.. وهدم الثقة بين الشباب والحكومة لفترات طويلة..

    لكنهم خسروا وخسرت رهاناتهم .. لأن شعبنا كشف مخططاتهم و صمد.. والتف حول مرجعيته الدينية العليا في النجف الأشرف.. ولأنكم كنتم السور الحامي لهذا الوطن.. وأهله وشعبه.

    وكل هذه الأزمات والمخاطر والتحديات.. أسهمت في تماسك هذا النظام.. وازداد صلابة وقوة بفضل وعي وإصرار وتماسك أهلنا وشعبنا.. ووعي وحكمة قادة هذا المكون الذين يتهمهم البعض بمسميات الإجحاف وعدم الانصاف..

    ولا ننسى وعي وإخلاص قادة المكونات الأخرى الذين كان لهم الدور البارز والحاسم في حفظ وحدة العراق ومواجهة تحدياته في الأوقات العصيبة والخطيرة..

    أيها الأحبة..

    إن تمسكنا بحفظ هذا النظام السياسي.. والإصرار على اصلاحه من الداخل.. ينبع من تمسكنا بحفظ وحدة العراقيين عبر وحدة المكون الأكبر.. وحقهم في إدارة وبناء هذا البلد العظيم .. ودورهم الفاعل في تعزيز منطق الشراكة الفاعلة بين جميع مكونات وطننا الحبيب..

    نحن أقوياء بوحدتنا.. شيعة وسنة ، عرباً وكردا وتركماناً ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وإيزديين .. العراق لا يبنيه مكون واحد .. بل يبنيه الجميع بقلوبهم وسواعدهم وارادتهم الراسخة.

    وهنا أخاطب إخوتي من باقي المكونات.. مؤكداً لهم بأن حرصنا على وحدة المكون الأكبر وحفظ حقوقه.. هو في حد ذاته حفظ لوحدتكم وحقوقكم.. لأن ضياع حق مكون ما.. هو ضياع لحق الجميع بلا إستثناء..

    واهم من يظن أن النجاح والفشل يخص مكوناً دون آخر.. بل يخص جميع مكونات شعبنا وأهلنا..

    وعليه لابد من إسناد مظاهر النجاح السياسي والخدمي في الحكومة الإتحادية إلى الجميع حتى يشترك الجميع في بناء البلد وتطوره وازدهاره.

    الاستقرار لا يمكن أن يأتي من دون عجلة التطور والاعمار ..

    وكذلك عجلة البناء لا يمكن لها أن تستمر من دون استقرار سياسي واجتماعي في البلد..

    لقد وقفنا مع مشروع قانون البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق لنحوّل ثروتها إلى فرص عمل واستثمار وتنمية دائمة ومتجددة.

    وقد فعلنا ذلك مع الكثير من المحافظات, كمطار النجف الأشرف وشركة نفط ذي قار وغيرها. كما دعمنا الحكومات المتعاقبة لتنجز مشاريعها، وخاصة هذه الحكومة التي ساهمنا بما تحقق اليوم فيها من إنجازات على الأرض. واجهنا الفساد الذي امتص خيرات العراق وأرهق العوائل، ووقفنا مع القضاء في كل خطوة اتخذها لمحاربة الفساد والمفسدين ولانزال.

    لذلك أقولها لكم من القلب..

    هذه فرصتنا .. لا تضيعوها..

    هذه أصواتكم.. لا تضيعوها..

    وهذا العراق الذي تحلمون به لأبنائكم.. لا تضيعوه..

    نحن وإياكم شركاء في بناء الدولة العصرية العادلة القوية..

    ونحن وإياكم قادرون على تحويل العراق من بلد الأزمات إلى بلد الفرص..

    فامضوا معنا بوعيكم.. بإرادتكم.. بأصواتكم.. لنكتب معًا الصفحة الجديدة من تاريخ وطننا العزيز..

    ولتعلموا جيدا أيها الأحبة..

    إن برنامجنا الإنتخابي يقوم على أربعة أسس رصينة في الإصلاح والبناء والمعالجة:

    الأساس الأول/ هو ترسيخ الاستقرار السياسي في البلاد من خلال روحية المشاركة الواسعة و الفاعلة و الواعية للمكون الأكبر والمكونات الأخرى من جهة.. وتعزيز القوانين والتشريعات التي تؤسس إلى سلوك سياسي مستدام في الحوار والاعتدال.. ونبذ التطرف والاقصاء والتهميش من جهة أخرى.. فلا يمكن اعمار البلد وبنائه من دون تثبيت دعائم الاستقرار في البلد .. وسيادة منهج الوسطية والاعتدال في بلد متنوع ومتعدد المشارب والثقافات كالعراق..

    الأساس الثاني/ هو الإصلاح المالي والاقتصادي وفق أسس إستراتيجية.. تعطي الأولوية للقطاعات الاقتصادية المنتجة وتوفر فرص عمل مستدامة.. من خلال تأهيل القطاعات المالية.. والقطاعات المحركة للاقتصاد.. أبرزها القطاع الخاص.. وإعادة النظر بالشركات الممولة ذاتيا وتفعيلها برؤية اقتصادية .. وتعزيز التنمية البشرية من خلال التربية والتعليم والتدريب بما يتسق مع سوق العمل دوليا وإقليميا..

    الأساس الثالث/ ويتمثل في تحسين البنى التحتية الأساسية التي تسهم في نهوض القطاعات الاقتصادية وأبرزها الطاقة الكهربائية والخدمات البلدية وقطاع الاتصالات والنقل وتأهيل المناطق الحرة والمدن الصناعية..

    الأساس الرابع/ هو بناء وتعزيز تحالفات دولية وإقليمية قائمة على أساس احترام السيادة العراقية.. والمصالح الوطنية العليا.. والثوابت الإسلامية والعربية.. وترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة..

    لن نسمح أن يكون العراق ساحة صراع لغيره.. بل ساحة عزة وكرامة لأبنائه.. وقرارنا كان وسيبقى عراقيا مستقلا مهما اشتدت الضغوط والتحديات.

    إن رؤيتنا تقوم على أن يكون العراق جسرًا للتواصل لا ميدانًا للصراع، وبيتاً للتفاهم لا منصة للتناحر. وقد سعينا دائمًا إلى مدّ الجسور مع أشقائنا العرب، وتعزيز العلاقات مع جيراننا، وبناء حوارات متوازنة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التركية ومع الدول الإقليمية الكبرى، وفتح قنوات التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا و روسيا والصين ، بما يحقق مصلحة العراق ويحفظ سيادته ويضمن مستقبله.

    لقد أكدنا مرارًا أن قوة العراق في توازنه، وأن دوره الطبيعي هو أن يكون نقطة التقاء لا نقطة تقاطع. لهذا كنا ولا نزال ندعو إلى حوارات مباشرة بين القوى الإقليمية الكبرى، فالعراق يمكن أن يكون ساحة اللقاء لا ساحة النزاع، وصديقاً صادقًا يفتح الأبواب للحوار ويغلق أبواب الفتنة.

    لا تضيعوها ... لأن صوتكم هو الذي يمنح العراق شرعيته وقوته، وبه نثبت أن هذا الوطن ليس تابعًا لأحد ولا ورقة بيد الآخرين, بل هو بلد سيد عزيز قادر على حماية مصالحه وصياغة أدواره.

    كل هذا وغيره من الخطط والبرامج والآليات تم وضعها في برنامجنا الإنتخابي واعتمادها بفقرات واضحة ودقيقة تمثل مسارنا في الحكومة المقبلة..

    نحن لا نتحدث عن أرقام وخطط على الورق فحسب .. بل نتحدث عن كهرباء مستقرة في بيوتنا.. وفرص عمل مستدامة لشبابنا.. وصحة وتعليم يليقان بأبنائنا وأجيالنا.. و علاقات دولية متوازنة تحفظ حق العراق ودوره ومكانته بين الدول والأمم..

    نريد أن يتحول إحباط شبابنا إلى طاقة بناءة .. وتتحول هتافاتهم في الساحات إلى إنجازات في المصانع والجامعات.. فالشباب ليسوا جمهورا للانتخابات فحسب .. ولا وقودا للخلافات السياسية العقيمة .. بل نراهم قادة الغد وصُناع المستقبل .. وبيدهم إدارة العراق وشؤونه ومصالحه..

    إن خبز المواطن وكرامته أهم عندنا من أي منصب أو مكسب سياسي مؤقت..

    بوصلتنا هي المصلحة الوطنية العراقية العليا في تعاملنا مع الجميع.. من يكون قريباً من تلك المصلحة الوطنية يجدنا قريبين منه دائماً .. ومَن يبتعد عن تلك المصلحة الوطنية العليا سوف يرانا بعيدين عنه كل البعد ..

    إن تحالفنا السياسي ودعمنا لأي حكومة مقبلة سيكون مقيدا بتنفيذ هذه الأسس.. فلا نريد حكومة مشاركة فقط من دون قرار وتنفيذ.. ولا نريد في الوقت ذاته حكومة زاهدة بحقوق مكونات شعبنا وتمثيلهم النيابي والحكومي.. نريد حكومة متكاملة سياسيا وإداريا لتكون حكومة قوية وفاعلة.. تحول التهديدات والمخاطر إلى فرص واعدة.. وتصنع من الشباب قادة وبُناة لبلدهم ومستقبلهم..

    إننا ندرك المخاطر جيدا.. وندرك حجم التحديات.. ونعرف ما هي المشاكل والأزمات التي تقيد العمل الحكومي.. وما هي الأولويات التي يجب أن تكون على مسار العمل التنفيذي..

    وإن المشاركة السياسية تعكس وعيًا وطنياً ومسؤولية تاريخية، وكل صوت يُدلى به في الانتخابات يسهم في حماية التوازن الوطني وفي دفع العملية الديمقراطية إلى الأمام. فلنجعل من يوم الانتخابات يومًا وطنيًا مشهودًا.

    ومن دون أصواتكم وثقتكم الانتخابية.. لن نتمكن من تحقيق ذلك كله..

    اختاروا من ترونه أهلا للثقة..

    اختاروا من ترونه أهلا للأمانة..

    اختاروا من ترونه أهلا لترسيخ الاستقرار ..

    اختاروا ولا تضيعوا فرصة التطور والازدهار لبلدكم وشعبكم..

    اختاروا ولا تضيعوا حقوقكم .. فالفرص سريعة الفوت بطيئة العود..

    ولن ينفع الندم حين تأتي الفرص ولا نغتنمها جيدا..

    ولن ينفعنا الندم حينما نرى البلدان من حولنا تتطور.. ونحن نراوح في مكاننا بسبب ترددنا وتغافلنا..

    و لن ينفعنا الندم حينما ننشغل عن الإنجاز بالاختلاف.. وعن اليقين بالشك والتردد.

    لسنا نخوفكم من الغد كما يفعل البعض .. لكننا نؤكد لكم بأن الغد أفضل بإرادتكم ووعيكم واختياركم..

    امضوا على بركة اللّٰه نحو الأمام.. ولا تلتفتوا للمشككين والمحبطين واليائسين.. وأصحاب الاشاعات والأجندات المغرضة..

    فكروا بالمستقبل.. واهتموا بمصالح أجيالكم.. وركزوا على وحدة العراق وشعبه..

    فالتغيير الإيجابي يأتي عن طريق صندوق الاقتراع.. وعن طريق الاختيار الواعي الحاسم غير المتردد..

    نحن متفائلون بالخير.. متفائلون بالنصر.. متوكلون على اللّٰه سبحانه وتعالى.. ومؤمنون بقدرتكم ووعيكم وحرصكم على مصلحة العراق ووحدته..

    أسأل اللّٰه سبحانه وتعالى أن ينعم على أهلنا وشعبنا بالخير العميم والبركات.. وعلي الشعب الفلسطيني الذي يمر بظروف صعبة وهناك بصيص أمل بحل هذه الأزمة التي طال أمدها والأرواح التي أزهقت خلال السنتين الماضيتين ونسأل الله أن تكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق . 

    وأن يحفظ شباب العراق من كل سوء ومكروه..

    وأن يحفظ مراجعنا العظام ولا سيما المرجع الأعلى الإمام السيستاني (دام ظله الوارف) وأن يرحم شهداءنا الأبرار وقادة الانتصار والشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق.

    إنه نعم المولى ونعم النصير ..

    أللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله.. وتذل بها النفاق وأهله.. وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك.. والقادة إلى سبيلك.. وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة..

    والسلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته..

    اخبار ذات صلة