• الحوار التلفزيوني لقناة التغيير مع السيد الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية

    2023/ 09 /26 

    الحوار التلفزيوني لقناة التغيير مع السيد الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية

    المقدم 

     20 عام مرت على العملية السياسية،وأنت زعيم فيها، كيف يمكن أن تقيم هذه المرحلةوبحيادية تامة ؟ بكل سنوات التي مرت بها؟ 

     

    السيد الحكيم: 

    بسم الله الرحمن الرحيم 

     تحياتي لكم و للأعزاء المشاهدين 

     بالحقيقة ما كانت حقبة مثالية، هذه الـ20 سنة، فيها إنجازات وانتصارات، وفيها إخفاقات وانكسارات، كما هي مسيرة الإنسان، كما هي مسيرة البشرية فيها صاعد وفيها نازل، مثل تخطيط القلب، يصعد وينزل، وهكذا تستمر الحياة، أعتقد نحن إذا  اردنا أن نقيم بإنصاف وبموضوعية أي ظاهرة معينة لابد من ملاحظة ظروفها، والأمور المحيطة بها، نحن بلد مر بـ50 سنة من الحروب المتواصلة، وإن اختلف نمط هذه  الحروب ومنها المجاعة، ومنها الحصار، ومنها المشاكل التي واجهت العراقيين، لكن 50 سنة، نحن في حروب وفي دوامة مستمرة ، حينما نريد تقييم ظروفنا، يجب أن نلاحظ هذا الواقع والتحديات التي مرت على العراقيين وكذلك التنوع الكبير في الواقع العراقي، مذاهب، قوميات، قبائل، عشائر، أديان، مناطق وظروف معينة، الواقع الإقليمي، الواقع الدولي وحجم انعكاس رؤيته، انطباعاته، تقديراته،  مخاوفه تجاه التجربة العراقية، كل ذلك أدى إلى مضاعفات كبيرة في المشهد الداخلي العراقي، وحينما نقيس كل هذه الأمور، أنا أعتقد نحن في خط بياني صاعد، اليوم حينما نقيم وضعنا عما كنا عليه، البيئة السياسية أصبحت بيئة فيها لغة مشتركة، وهناك كلام وقدرة على التفاهم والخروج بمخرجات ونتائج مشتركة بين القادة السياسيين، على المستوى الأمني، اليوم مدننا آمنة إلى حد كبير، والأمن مستتب وهناك إجراءات حقيقية وتفكيك لخلايا الإرهاب بشكل جدي، وقدمت تضحيات جسام لتحرير كل شبر من الأرض وتفكيك كل هذه الخلايا إللي كانت مصدر قلق للعراقيين، مجتمعيا هذا الاشتباك المجتمعي، المكوناتي المذهبي القومي الإثني يتحول إلى تشابك ومحبة وتعاضد بين العراقيين،  الوضع الإداري والخدمي بدأ يتحرك بشكل إيجابي، موارد البلد تصرف في مكانها بشكل من أشكال. 

     نحن في كل شيء متأخرين قياسا إلى الدول الأخرى، ولكن قياسا إلى تحدياتنا ومشاكلنا نحن متقدمين، في 20 سنة  قدرنا نتخطى كل هذه الأزمات، وهذه المشاكل، والبلد بدأ بحالة الانتظام بالتدريج، هذا تطور مهم بحسب تقديري. 

     

    المقدم 

    هذا الخط البياني المتصاعد التي أشرتم إليه؟المستمع يعتقد أن الخلافات لازالت موجودة، وهناك خلاف سني سني كبير، وخلاف شيعي شيعي كبير، إذن كيف يمكن أن يتصاعد في ظل خلافات بعضها وصل إلى حد كسر العظم؟ 

     

    السيد الحكيم: 

    أولا الخلاف، الاختلاف، طبيعة الحالة البشرية والإنسانية والمجتمعات ؟ والمجتمع الذي لا يكون فيه اختلاف، والكل يفكرون بنفس الطريقة يكون هناك شك في عقولهم نشك بأمزجتهم، نشك بالطبع البشري المطلوب فيهم، ولكن مثلما أشرت في يوم ما الاشتباك كان مكوناتي بين شيعة وسنة بين قوميات مختلفة، اليوم أصبح اختلاف وجهات النظر داخل المكون الواحد، مما يعني ابتعد عن الصبغة المذهبية، الطائفية، الإثنية، وبدأ يأخذ أبعاد سياسية ، الخلاف السياسي ظاهرة صحية في أي نظام ديمقراطي، وكل الديمقراطيات مبتنية على موالاة ومعارضة، والرأي والرأي الآخر، وهذا يخطئ ذاك، والناس تقيم وتعطي صوت لمن تجد أن رأيه أوفق لمصالحها، وتجرب وقد تنجح أو تخفق فصوت للآخر، هي هذه تنوع في الآراء والاختلاف في الآراء أن تكون ضمن المكون الواحد ضمن اللون الواحد، هذا يعني أن الصبغة فيه سياسية وليست إثنية أو مذهبية، وهذا بحد ذاته هو تطور في الواقع الديمقراطي. 

     

    المقدم 

    جميل جدا، ما ذهبت إليه سماحة السيد عندما قلت كان الاشتباك مجتمعيا، الاشتباك الذي كان مجتمعيا في زمن الطائفية كان هو نتاج لفعل سياسي، الان انتهينا من الاشتباك المجتمعي ، المجتمع استطاع أن ينظم نفسه، بقي الاشتباك السياسي الحاصل الان اذا ما أردت ان تفسره أو تعطيه تحليلا و وصف أو تذهب به إلى مسبباته، ماذا تقول عنه؟ 

     

    السيد الحكيم: 

    كما أشرتم يعني الطائفية في العراق لم تكن طائفية مجتمعية، كانت طائفية سياسية، والفاعل السياسي هو إللي ترك بصمته فاليوم من نتحدث عن وئام مجتمعي، هو بشكل من الأشكال أيضا يكشف عن لغة مشتركة بين السياسيين إلتي بدأت حديثي بها، اليوم نتحدث عن ائتلاف إدارة الدولة ب280 مقعد برلماني وقوى سياسية من كل المكونات العراقية يشكلون الوعاء والحاضنة الداعمة لهذه الحكومة، إذن أصبح هناك مشتركات وهناك رؤية واضحة وورقة اتفاق سياسي وضعت ملامح وخارطة طريق يمكن أن يتفاهم ويلتقي عندها السياسيين، كما أشرت في اليوم الذي تنتهي الاختلافات، ويصبح كل السياسيين لهم رأي واحد، علينا أن نشكك بأنفسنا وقدراتنا وتاريخنا وحضارتنا، سنبقى دائما أمام أكثر من رأي وعلينا أن نتعايش مع تعدد الآراء، ليس معيبا أن نختلف، لكن من المعيب أن نعجز عن إدارة الاختلاف فيما بيننا والوصول إلى نتائج ضمن سياقنا القانوني، الدستوري، السياسي، الاجتماعي، وتقاليد العمل السياسي. 

     

    المقدم 

    خلافكم كان رحمة؟

     

    السيد الحكيم: 

    في بعض الحالات، الاختلاف كان رحمة، وفي بعض الحالات الخلاف كان نقمة، وفي بعض الأمور خرجت حالات الخلاف عن السيطرة، هذه كلها موجودة، لا يمكن أن نقيس كل شيء، لكن أصل تنوع الأفكار والآراء والمشارب يعطي من الحيوية والحراك، وشعبنا أكبر من أن يختزل في ميزا ج واحد، وفي مشروع واحد، تعدد المشاريع، تعدد الآراء، يجعل كل مواطن يجد ضالته في بعض هذه القوى السياسية، وهذا التنوع المهم، المهم أن نضع قواعد، كيف ننظم العملية؟ سيارات تسير في الشارع؟ إذا لميكن هناك شرطي مرور، ولا يوجد قواعد مرورية، ممكن أن تشتبك هذه العجلات مع بعضها ويصير اختناق مروري كبير، شرطي المرور عمله أن يعيد الناس إلى القانون المروري، ويوجد انسيابية في الحركة، تبقى هذه الناس تذهب يمين وناس تذهب يسار وناس كذا إلى آخره، فالقوى السياسية بمشاربها المختلفة هي تعبر عن المزاج المتنوع لشعبنا العريق ذو الحضارة الكبيرة. 

     

    المقدم 

    سوف أتوقف عند مقولتك لداود أوغلو  وزير الخارجية التركي، عندما جائك في موضوع وأنت؟ قلت له لا، إذا كنت مخطئا فقد تعلمت درسا، وأن كنت مصيبا فقد تجاوزت السير في طريق المجهول، هل لازال هذا المجهول سماحة السيد؟ 

     

    السيد الحكيم: 

    بالتأكيد الأمور ازدادت وضوحا الآن، فرزت المناهج، اتضحت الأمور، أوضاع البلد عموما هدأت المؤثرات التي كانت في عام 2010 والذي تلمحون إلى ذلك القاء الذي حصل، تطورت الأوضاع، لكن سيبقى في كل منعطف، في كل أزمة ممكن تتنوع وتختلف الآراء في تقييمها، في تحليلها، في استشراف المستقبل ومآلاتها، وسيختلف القادة حينئذ في تقدير الأمور، في يومها كان لعدد كبير من القوى السياسية توجه أن يمضوا، نحن كان عندنا وجهة نظر في تقييم الأداء السياسي وتصورنا أن هذا المشروع بهذه التوليفة بهذه الأولويات قد لا يكون منتج، أظهرت الأيام لاحقا أن تقديراتنا كانت قريبة من الصواب. 

     

    المقدم 

    على ماذا تستند عندما تريد أن تقرر المشاركة وعدم المشاركة؟ لم تشترك في حكومة المالكي، لم تشترك في حكومة عبد المهدي، الان لن تشترك على في حكومة السوداني؟ هل الاعتراض على طريقة التشكيل، ام  على شخص القائد؟ ام على  البرنامج الحكومي؟ على ماذا تبني تقييماتك المسبقة بالمعارضة قبل التشكيل؟ 

     

    السيد الحكيم:

    بالحقيقة نحن ندير أمورنا بطريقة مؤسسية، فلدينا أروقة قرار نجلس فيما بيننا، نتشاور ندقق، ونحلل في 2010، وأيضا في 2018  حين حللنا الظروف، وجدنا أن المعادلة وطريقة التركيبة والأولويات المطروحة في ذلك الوقت للفريق المتصدي لم نكن نجد فيها فرص للنجاح، فما أردنا أن نقحم انفسنا في مشروع نحن غير مقتنعين بمساراته ومآلاته، فضلنا أن نبقى خارج الحكومة، في حكومة السيد السوداني، المسألة لها طابع آخر، بما أن الانتخابات في 21 جاءت بمخرجات غير متوازنة وغير واقعية.

     

    المقدم 

    غير واقعية ؟ ملف هذا التعبير ؟ 

     

    السيد الحكيم:

    لسبب بسيط، أننا حصلنا على 400 شوف صوت وجائتنا 4 مقاعد،  فأصبح سعر المقعد الواحد 100,000 صوت، فيما أن طرف سياسي آخر كان سعر المقعد لديه 12,000 صوت، يعني كل مقعد من مقاعدنا يعادل تسع مقاعد لكيان سياسي آخر شارك في نفس العملية، لا أريد أن أدخل وأعود إلى الماضي و أدخل في جدلية أسباب هذه النتائج هل هي سوء في الإدارة أو في متطلبات القانون؟ أم هي أمور أخرى؟ كيف ما كان، خرجنا بأربع مقاعد ولا يليق بنا، نحن بتاريخنا، بقواعدنا الشعبية، بحضورنا الواسع أن نشارك في الحكومة بأربع مقاعد، فرحم الله امرئ جب الغيبة عن نفسه، ورحم الله امرئ عرف قدر ظروفه، فلم نكن نجد من المناسب أن نشارك في الحكومة مع هذه المخرجات، حتى لو كان لدينا 400,000 صوت، لكن مقاعدنا لم تكن بالشكل الذي تناسب لتمثيلنا بطريقة لائقة في الحكومة، فقررنا أن لا نشارك وجاء السيد الصدر في المرحلة الأولى وقدم مقترحا وشجع ودعى وتحسب لسماحته، واعتذرت من سماحته. 

     

    المقدم 

    كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة 

     

    السيد الحكيم: 

    في تقديري أن الأدوار لا تختزل بالدور الحكومي، في اللعبة الديمقراطية يجب أن نلتزم بقواعدها، الديمقراطية لغة أرقام أيا كانت الأسباب، أيا كانت مساحة القاعدة الشعبية، أيا كان عدد الأصوات، حينما تخرج  أنت بأربع مقاعد، فعليك أن تقدر أن هذه المرحلة ليس من اللائق أن تشارك فيها، ويجب أن تحترم تاريخك وحضورك، وقواعدك الشعبية، ولذلك نحن نمارس دور مؤثر في الحياة السياسية، لكن ليس عبر الحكومة. 

     

    المقدم 

    أنا استمعت للإجابة وقد لامست تفكيري، لكن لا ادري لماذا لدي شك أو ظن؟ إن هنالك حقيقة أخرى أو قراءات أخرى أنت تكتنزها، أو فكرت بها، أو تؤمن بها من عدم المشاركة؟ هذه المرة أربع مقاعد لكن في مرات سابقة كان أكثر في مراحل أخرى، لذلك اعطني السر.

     

    السيد الحكيم:

    أنا صريح معكم ومع شعبي وواجبي أن أكون صريح، ولذلك ذكرت أن المبررات في المرتين السابقتين 2010، 2014، 2018 2020، 2023،  نحن لم نشارك في تلك المراحل ليست لسبب واحد فقد كنا نرى أن الفريق والأولويات والخطاب والمشروع صعب أن يتقبل في ظل ظروف العراق وملابساته في تلك المقاطع الزمنية وأثبتت النتائج في 2010 و 2014 بالتالي دخل داعش وأخذ 40% من أرض العراق، وحصل الذي حصل من إشكاليات، إذا قراءتنا واستشرافنا كان صحيح، مع قطع النظر عن الأسباب في 2018 أفضت إلى استقالة دولة السيد عادل عبد المهدي بعد سنة واحدة من التصدي وأثبتت أيضا أن قراءتنا و استشرافنا كان صحيح في أن هذه المعادلة وهذه التوليفة صعب أن تحقق النجاح المنشود، في حكومة السيد السوداني، لم يكن هذا هو السبب بل السبب مختلف يرتبط هذه المرة  بمخرجات العملية الانتخابية. 

     

    المقدم 

    لو أعطي هذا القلم لسماحة السيد عمار الحكيم، وقيل له هل ترغب أن تبقى المحاصصة منهج سياسي للحكم تثبتها أم تلغيها؟ فماذا ستكتب؟ 

     

    السيد الحكيم:

    الحياة ليست أبيض وأسود لا يوجد جواب نعم أو لا الكلا للمحاصصة، نعم للتشاركية بين الأطراف والقوى السياسية التي تشارك في العملية السياسية، نحن لسنا النظام البرلماني الوحيد بالعالم، نحن البلد الـ80 في النظم البرلمانية، هناك 80 دولة تدار بهذه الطريقة، وطريقة الإدارة في النظام البرلماني هي أن قوى سياسية تشارك وحسب الفائزين تتعامل وتتعاطى مع بعضها، وتتشارك لتشكل أغلبية، وثم تشكل حكومة، بمعنى أن يجب أن يكون لهم مساهمة في الإدارة، ويجب أن يكون لهم مرشحين للوزارة وما شابه ذلك، في التشاركية مقبولة، المحاصصة التي تجعل الوزير من حزب، وثم يبدأ التدخل في كل تفاصيل الوزارة من الوكلاء والمدراء، وصولا إلى بسطاء الموظفين والمسؤولين من أقسام وغيرهم، هذه هي الخاطئة، يجب أن تكون عندنا مؤسسات يكون فيها المسؤوليات حسب التدرج الوظيفي، وبشكل منطقي ومعقول، والوزراء يتم اختيارهم حسب الأحزاب الفائزة، ومن الأحزاب المتحالفة لتشكيل الأغلبية النيابية التي تفضي لتشكيل الحكومة. 

     

    المقدم 

    قبل قليل ذكرت سماحة السيد أن وحدة من أسباب عدم الاشتراك ذكرت عبارة اعتراضنا على طريقة المشاركة أو التشارك الذي حصل، بمعنى أنه لديك إشكال على المحاصصة في إدارة نظام الحكم، بمعنى هي التي أنتجت كل هذه المساوئ التي نحن جميعا نصرخ منها؟ 

     

    السيد الحكيم:

    لا يوجد سبب واحد، نعم، المحاصصة بالطريقة اللي شرحتها آنفا في أن كل مسؤول حينما يكون من لون حزبي معين يتدخل في كل تفاصيل وزارته ويحاول أن يغير كل الفريق ونفقد فرصة الخبرة والتراكمية للمسؤول، فيصبح الوكيل على خلفية سياسية، والمدير على خلفية سياسية ومسؤول القسم على خلفية سياسية، هذه المحاصصة واحدة من أسباب التلكؤ الذي أصاب العملية السياسية، ولكن ليس هو السبب الوحيد، لكنه واحد من الأسباب دائما في النظم البرلمانية، الوزير يتم اختياره من الحزب السياسي الفائز أو الأحزاب السياسية الفائزة، ولكن الوزارات خاضعة لنظام صارم في التدرج الوظيفي وفي التراكمية وفي الخبرة وفي تقييم العاملين بمعزل عن المشارب السياسية للقوى الفائزة، القوى الفائزة تفوز اليوم بعد أربع سنين ممكن تفوز قوى أخرى، وهي تتغير لكن الدولة باقية، والمؤسسات تخدم الناس على الدوام، فيجب أن لا تدخل المحاصصة بهذا المعنى إلى كل مؤسسات الدولة، وفي عمقها، كما حصل في مراحل سابقة. 

     

    المقدم 

    هل تعتقد ان القوى السياسية ما زالت تمتلك عناصر قوة ومحركات فاعلة تمكنها من الانتقال  إلى مرحلة أفضل ؟

     

    السيد الحكيم :

    العملية السياسية والنظام السياسي والبلد يمتلكون هذه الفاعلية والقوى السياسية تمظهرات لهذا المشهد العام، وهذه القوى ليست من صنف واحد، فيها من يدرك طبيعة التحولات المجتمعية والسياسية والمؤثرات الخارجية والواقع الداخلي ومزاج الشارع وتوقعات المواطنين، فتكيف وتطور من خطابها وتكيف نفسها مع ما تم ذكره ، وكما ورد في وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله)  «طبيب دوار بطبه» ،حيث كان يجول بين الناس ويستشرف توقعاتهم ويعرف احتياجاتهم، ويقدم لهم الرؤية والحلول لمعاناتهم ومشاكلهم ، القوى السياسية اليوم تستطيع أن تتكيف مع هذه التطورات وتبقى جزء من الواقع السياسي، القوى السياسية التي تعجز عن ذلك وتركز فقط على سياقاتها الخاصة وترى أن (الماي يعبر من تحت رجلها) وتبدي بالتدريج تتراجع بشكل تلقائي، ونحن اليوم في المشهد السياسي نجد قوى محافظة على حضورها ، قوى تدخل إلى المشهد قوى فتية صاعدة، وقوى تغادر المشهد، هذا القدر يصنعه الواقع السياسي والاجتماعي؟

     

    المقدم 

    معنى ذلك هو  تبادل الأدوار؟

     

    السيد الحكيم :

    لا، ليس تبادل أدوار، هي الحقائق المجتمعية والسياسية وواقعيات الشعب و مزاج الشارع ومتطلبات المواطنين وطموحاتهم، ما كان جاذبا قبل عشر سنين لم يبقى جاذبا إلى اليوم، فالجهة السياسية تستطيع ان تقدم خطاب مقنع للجمهور وتحدد أولويات ومنهجية لمسارها وسلوكها السياسي، متسق مع حاجة المواطن، تستطيع أن تواكب وتستمر بكسب ثقة المواطن، القوى التي تجمد على خطاب وعلى سلوك وعلى واقع معين لم يستشعر المواطن أهميته  سوف يسحب الثقة عنها وذلك لن يعطيها الولاء ولن يعطيها الصوت فبشكل طبيعي تغادر المشهد ، هذه من محاسن الديمقراطية في أنها تبقي الباب مفتوح لقوى صاعدة، وقوى مغادرة وقوى ثابتة في المشهد كلا بحسب الاقتضاءات. 

     

    المقدم 

    من المجلس الأعلى وإلى تيار الحكمة سماحة السيد عمار الحكيم راهن كثيرا على الشباب وعبرت مراحل وأنت مع الشباب ، هل اقتنعت الآن إن الطاقات الشابة التي تمت رعايتها من قبلك أنتجت قادة تستطيع أن تمضي بهم ام التجربة تحتاج الى مراجعة؟

     

    السيد الحكيم :

    نحن نتكلم عن مشروع سياسي اجتماعي، هذا السؤال يجب أن يسأل إلى الناس، الناس كيف ترانا؟ هل تجد أمامها عشرات ، مئات من القادة الشباب الذين أصبحوا مؤهلين وقادرين على إدارة هذا المشروع؟ إذاً نحن نجحنا، إذا الناس ما شعروا مهما قلنا بحق نفسنا نكون قد تلكأنا في هذا الأمر، شخصيا من وجهة نظري لم أتردد في لحظة في أن هذا المسار هو المسار الصحيح، لسبب بسيط، نحن شعب 68% من مواطنيه هم دون ال24 سنة، بحسب إحصاءات وزارة التخطيط، 90% من مواطنيه دون ال50 سنة، إذا نحن شعب شبابي بامتياز، النمو السكاني في هذا البلد 2.6 ، وهو من أكبر معدلات النمو في العالم كله، لذلك نحن شعب شبابي بإمتياز، ومن يستثمر بالشباب فهو يتعاطى مع الشريحة المكتسحة الأوسع في هذا الشعب، ويجب أن لا نشك في ضرورة الاهتمام بالشباب وتمكينهم وتأهيلهم ودفعهم إلى الواجهة، وإذا أخفقت أي جهة في هذا الأمر تكون المشكلة بهم وليس بالشباب ، الشباب يستحقون كل الرعاية والاهتمام، الكلام فينا، هل نحن استطعنا أن نضع خبرتنا تحت تصرف هؤلاء؟ هل استطعنا ان نستخرج معادنهم النقية وإمكاناتهم العظيمة لصالح بلدهم، هذه المسألة ترتبط بنا وأن الاهتمام بالشباب وتمكينهم وإعطائهم الفرصة في الجانب الأساسي هو الذي يضمن مستقبل بلدنا. 

     

    المقدم 

    كثير من المهتمين بالشأن السياسي نقاد ومثقفين يقولون عبارة عن حكومة السيد السوداني، هو الفرصة الأخيرة للعملية السياسية، إلى أي مدى ممكن أن تتفق أو تختلف مع هذا التوصيف؟ 

     

    السيد الحكيم :

    أنا أفضل استخدام الفرصة الثمينة ، السوداني الفرصة الثمينة للعملية السياسية، لا يوجد فرصة أخيرة لهذا البلد ، جائت إمبراطوريات وذهبت وجائت أنظمة مختلفة وذهبت وبقى العراق، وبقى الشعب العراقي وبقت العملية السياسية كقدر لإدارة شؤون الناس، فلا يوجد أحد يمثل فرصة أخيرة لهذا البلد، البلد قائم ونحن راحلون كلنا، الله يطيل في أعمار الجميع، لكن هناك فرص ثمينة، السيد السوداني بإمكانياته الإدارية، خبرته الإدارية، طاقته الشبابية، يفهم كيفية التعاطي مع البيروقراطية الإدارية القائمة في البلاد ويتجنب الدخول في الصراعات السياسية وما شابه، وهو أمام فرصة لدفع البلد خطوة حقيقية للأمام، وفي مفارقة غريبة، نحن لم نشارك في الحكومة، ولكننا من أشد الداعمين لهذه الحكومة، لهذا السبب أننا نجد أن هناك فرصة نجاح ونريد أن نستثمرها لصالح شعبنا، وإذا أردنا أن نتعاطى بالسياقات التقليدية، المفترض أن المعارض يعطل ويضع العصا في الدواليب، لكن الشعب  سيدفع الضريبة، ونحن لا نريد أن نكون سبب في تعطيل إرادة شعبنا أو الخدمة والرفاه لشعبنا.

     

    المقدم 

    هل تريد أن تؤسس لنمطية جديدة بالمعارضة العراقية؟ أنا لا أشترك مع الحكومة لكنني أدعم الحكومة، كيف تفسر لي ذلك سماحة السيد؟ 

     

    السيد الحكيم :

    في كل الحكومات التي لم نشارك بها، وحتى التي عارضناها في بعض مساراتها ، أينما كان هناك موقف إيجابي وصحيح من وجهة نظرنا كنا أول المرحبين والداعمين وبقوة ودائما كنا على يقين بأنه يجب أن نعطي صورة وهي ان لا نعارض لأصل المعارضة، أنا لم أشارك إذاً يجب ان أعطل وأعترض على كل شيء، او أشارك إذاً يجب أن أمجد وأمتدح كل شيء، هذا خطأ، نحن نشارك، نعترض على بعض الخطوات غير السليمة، ونحن نعارض، نمدح ونشكر بعض الخطوات السليمة، أما في هذه الحكومة ذكرت أن السبب لا يخص الأخ السوداني أو حكومته، والفريق الحاكم، وإنما كان يخص مخرجات الانتخابات ونجد ان هناك فرصة للنجاح، نقف بكل طاقاتنا لدعم هذه الفرصة لتحقيق الرفاه والرخاء لشعبنا. 

     

    المقدم 

    في كتاب رحلة وطن، توقفت عند قصة جميلة ، عندما كان بايدن نائب الرئيس الأمريكي طلب من عندك دعمك الولاية الثانية للسيد المالكي ، رفضت حينها وقلت يجب أن نفتش عن بديل، الأسباب، الضرورات لهذا الرفض؟

     

     السيد الحكيم :

    حقيقة نكن محبة كبيرة لأخينا السيد المالكي وهو شخص محترم ومقدر وصديق ولم تكن لدينا أي مشكلة مع شخصه ، لكن قناعاته ، منهجه، أولوياته، هي التي كانت خاضعة للتقييم والنقاش وما شابه ذلك، وأيضا المسألة لم تكن تخص سيادته، كانت تخص الظروف، الوضع المجتمعي، موقف القوى السياسية من المكونات الاخرى ، ظروف البلد، الأولويات التي كان يعتمدها السيد المالكي مجمل تقييمنا لها انها كانت توليفة غير منتجة وسيعرض هذا المسار البلد إلى انتكاسة، هذا كان فهمنا، لكن نحن لا نفرض فهمنا على الآخرين، قلنا ما دام نحن عندنا هذا الفهم بأي مبرر نشارك ونحن نرى الأمور غير ذاهبة بالاتجاه الصحيح، نحترم نفسنا وننسحب من هذه العملية، ولكن آخرين اقتنعوا وتشكلت أغلبية ومضوا على بركة الله، وأنا كنت سعيد أن الحكومة تشكلت وأن نخرج من الانسداد السياسي والذي استمر أكثر من ثمانية أشهر حينها ، في ذاك الوقت الناس تحتاج إلى حكومة تدير أمورها وتخدم مصالحها، فتشكلت حكومة وكان فيها أغلبية مريحة، ومضت الأمور، نحن بقينا أوفياء لقراءاتنا لاستشرافنا ، وتحليلنا، واليوم لست نادما على ذلك الموقف، ولعل آخرين  ممن دخلوا في يومها بعدها بسنتين (من القادة المشاركين) كان يهمسون في أذني ويقولون انت اتخذت القرار الصحيح، ونحن وقعنا في ورطة حين دخلنا، وبعضهم انسحب رسميا في منتصف الطريق كما تعرف.

     

    المقدم 

    القرارات الجريئة أو القرارات المفصلية التي تتخذها في مرحلة من المراحل، قد تزعل  الآخرين، أو تكلفك؟ 

     

    السيد الحكيم:

    لا شك، أن أي قرار يتخذه الإنسان وهو متصدي للشأن العام في الوضع السياسي الاجتماعي سوف يرتاح له البعض، ويزعل منها البعض الآخر فيها تبعات و انزعاجات وبها كلف أيضا، لكن الإنسان يجب أن يكون وفيا لفهمه وتحليله وقراءته للأمور ولمصالح شعبه بحسب ما يقدر، لذلك لم أدخر جهدا في تحمل كل الفاتورات والضرائب الكبرى التي تحملتها نتيجة المواقف التي اتخذتها في مراحل سابقة، لأن شعبنا كان يستحق ذلك. 

     

    المقدم 

    اشتغلت في السياسة وإنت بعمر صغير ماذا أعطتك السياسة؟ وماذا أخذت منك؟ 

     

    السيد الحكيم: 

    بالفعل؟ أنا شخصيا خلفيتي كانت خلفية ثقافية، علمية، ثقافية، قضيت شبابي في هذا الجانب ومرض الوالد جعلنا أمام خيارات صعبة لم تكن في الحسبان أبدا، تعرفون الوالد غادر الحياة وهو بعمر الـ 60 سنة،  يعني في ذروة نشاطه وحيويته، وكان صادم جدا أن في هكذا ظروف و يصاب بالمرض وتقدير الإخوة آنذاك، وتشجيع سماحة انه لا يوجد من يمكن أن ينهض بالمهمة والناس تتقبله وكذا إلى آخره غيرك، فيجب أن تتصدى، فأتت الممارسة السياسية تماما خلاف كل ما كنت مخطط له وما هو منسجم مع الخلفية الثقافية. 

     

    المقدم 

    قرار تخطيط. 

     

    السيد الحكيم: 

    لا طبعا، المرض كان صدفة، ولكن مرض الوالد استمر 30 شهر، فكانت فرصة كافية للمتابعة، تعرفون المجلس الأعلى في حينها، القواعد الشعبية كانت ترتبط برمزية أسرة الإمام الحكيم، و كان من الصعب أن يتصدى أحد من الإخوة الآخرين، و تلتف الناس حوله في تقدير الإخوة آنذاك، فأصروا على تقديمنا ودعمنا من قبلهم، وبالإجماع تم اختيارنا وبانسيابية وسلاسة كاملة وبدون أي ضغوط معينة يومين بعد وفاة الوالد وبسرعة وبلا تردد، أو تأخير تمت هذه العملية على كل حال، فأصبحنا أمام متطلبات جديدة لم تكن في الحسبان، ولم نكن قد أعددنا أنفسنا لمثل هذه المهمة، وتعرفون المجال السياسي له متطلبات مختلفة تماما عن المجال الثقافي والمعرفي والعلمي والبيئة التي أنا كنت فيها، لكن حاولت أن أتكيف، وكان الإخوة يقدمون الاستشارات، وأنا كنت أصغي واستفيد وأسأل وأتابع، وللإنصاف الأخ سيد عادل عبد المهدي من الشخصيات السياسية التي  كنت أستفيد كثيرا من استشاراته في تلك المرحلة. 

     

    المقدم 

    عمل أقدمت عليه، وشعرت إنك جازفت مثلا تشكيل تيار الحكمة،  قرار تتمنى أن تراجعه بهذه الحقبة السياسية، ما يخص الحكمة أو ما يخص سماحة السيد عمار الحكيم، تتمنى أن يعود بيك الزمن حتى تراجع؟

     

    السيد الحكيم:

    يعني بالحقيقة القرارات الاستراتيجية التي اتخذناها في منعطفات خطيرة، بدون أن أقع في مكابرة أو تعنت أو إصرار، أنا غير نادم عليها، أشعر أنها كانت قرارات صحيحة لأننا لم نتخذها عن انفعال، وإنما جاءت بعد دراسة وتروي وبحث وتشاور في نطاق واسع، وثم اتخاذ القرار ، لكن طبيعي الإنسان كلما يكتسب خبرة إضافية في تفاصيل الحياة السياسية، الخطوات إلتي اتخذت في تفاصيل كثيرة يشعر الإنسان كان يمكن أن يكون أكثر احترافية في أن يقوم بهذه الأمور بخسائر وضريبة أقل وبتفاهمات أكثر مع الأطراف الأخرى، إلى غير ذلك، بالتالي المزاج الشبابي والاندفاعات والرغبة في الاندفاع تجاه ما نستوضحه من مصلحة للبلد ولشعبنا لعله أدت إلى أن تتخذ الخطوات بطريقة كان يمكن أن نقوم بها بكلف وعوارض أقل. 

     

    المقدم 

    فليكن السؤال بشكل أعمق، سماحة السيد عمار الحكيم عملت زعيما سياسيا بعملية سياسية كثيرا ما وصفت بالداخل والخارج،  إنها عملية كانت فاسدة، هل يحرجك هذا الموضوع؟ 

     

    السيد الحكيم 

    على كل حال، لا يوجد عمل ليس فيه مضاعفات، طبيب و طبيب حاذق يجري عمليات ينجح في بعضها، وبعضها قد تكون  من وجهة نظره، ناجحة، لكن تفضي إلى وفاة المريض لاعتبارات مختلفة، و ينزعج هنا، لكن هذا قدر أن يقدم الخدمة، كذلك الميدان السياسي  من مجالات الخدمة الحقيقية ويجد الإنسان مدى التأثير في تغيير مسار، أو  في إيجاد قناعة لدى القادة الآخرين، قرار سياسي قيادي يتخذ في البلد، ممكن ينقذ أرواح أو يوقع الناس في مهالك وفي مشاكل، فهي عملية جدا حساسة، أعتقد نحن كنا طبابين خير وحمامة سلام خلال مشوارنا السياسي، دائما حاولنا أن نخفف الاحتقان أن نخفف الاندفاعات، ندعو الناس إلى الوئام والتواصل والتعايش مع بعضها، قدمنا مبادرات كثيرة في ظروف صعبة أيام التوتر والاحتقان الكبير، ولم نتورط بقطرة دام عراقية، هذا ما يقوله منافسينا قبل شركائنا وحلفائنا، الجميع في المشهد لا أحد يتهمنا بقطرة من الدم وحتى في شؤون الفساد، الآن في نظرة عامة في أن الطبقة السياسية فاسدة، تشملنا مع غيرنا، لكن أي مواطن سأل لو سأل في أن يأتي بخمس أشخاص فاسدين أو عشرة لا أعتقد أنه سيكون ضمن هذه القائمة التي تخطر ببال أي مواطن ستجد أحد من قيادات الحكمة ضمن هذه القائمة. 

     

    المقدم 

    الخلاف الشيعي الشيعي بالذات مع السيد الصدر استمر فترة طويلة، لم تنجح الوساطات ولم ينجح الحوار، هل تتعاملون مع ذلك  الان على انه أصبح واقع حال؟ 

     

    السيد الحكيم :

    سماحة السيد الصدر شخصية قيادية مهمة ومحترمة والتيار الصدري شريك أساسي في المشهد الاجتماعي والسياسي في البلاد، كان هكذا وسيكون وسيبقى وهو محط احترام وتقدير الجميع، دائما كان التيار الصيدي له وجهات نظر حادة في بعض الجزئيات، كان يختلف مع الشركاء الآخرين في تفاصيل وما نجده اليوم ليس شيء غريب، يعني دائما كان هناك اكثر من توجه ورأي بين القوى السياسية الشيعية السنية الكردية، نعم ؛ التيار الصدري في مراحل سابقة كان يعارض الحكومة ينسحب من الحكومة لكن يبقى في البرلمان، فيصوت داخل الأروقة واللجان النيابية، هذه اول مرة الإخوة في التيار الصدري  ينسحبوا من مجلس النواب، هم لم ينسحبوا من المشهد السياسي إنما انسحبوا من المشهد النيابي، والواقع السياسي أوسع من الحكومة والبرلمان وهم حاضرون ومتواجدون، وأعتقد إذا ما ذهبنا إلى الانتخابات النيابية القادمة سيشارك التيار الصدري وهم شريك أساسي في هذه المعادلة. 

     

    المقدم 

    هذه الانتخابات لن يشاركوا ، ماهو الاثر الذي سيتركه التيار الصدري؟ 

     

    السيد الحكيم :

    باعتبارها انتخابات محلية خدمية، عندما انسحبوا من مجلس النواب فيقولون نحن تركنا الباب الكبير هل ندخل من الباب الصغيرة؟ اعتقد لهذه الاعتبارات أنا أحلل الموضوع بهذا الشكل، لا أتحدث نيابة عنهم، لكن أعتقد أي انتخابات اتحادية نيابية قادمة سيكون التيار الصدري فاعل ومساهم وشريك ومن الطبيعي نكون مضطرين لأن نعمل مع بعض ونتحمل الاختلافات في تقييمنا للأداء، للسلوك، للمنهج وما شابه ذلك، بالتالي الناس التي تصوت لهم عراقيين والناس التي تصوت لشريك اخر، أيضا عراقيين، فبالتالي إفرازات العملية الانتخابية، والقوي التي تفوز فيها كلهم يمثلون إرادة شعبنا، ولا شك، لا تنقطع الفرصة في وقت من الأوقات، تبقى الفرص دائما قائمة، ودائما كانت الأبواب مفتوحة والأيادي ممدودة وسماحة السيد الصدر أخ عزيز وشريك مهم، و متى ما قرر أن يلبي هذه الدعوات ويفتح بابه، سيجد إخوانه إلى جانبه، و نحن نعتز كثيرا به. 

     

    المقدم 

    العلاقة مع السيد الصدر هل ما زلت متواصل معه ؟

     

    السيد الحكيم :

    بالحقيقة لا يوجد تواصل يومي في هذه المرحلة بحكم رغبة سماحة، لكن نحن من ناحيتنا دائما جاهزون للتواصل. 

     

    المقدم 

    العلاقة مع إقليم كردستان في هذه الحكومة، على الرغم من توجهات السيد السوداني، لكنه عاد الانفجار مرة اخرى في كركوك، بشكله الأمني  ومع المركز بشكله المالي ، هذه الأزمة متى تحل ؟ 

     

    السيد الحكيم :

    كما تعرفون هناك نصوص دستورية كل من الطرفين يقرأها بطريقته ويفهمها بشكل من الأشكال، لا يوجد فهم مشترك من الطرفين للنصوص الدستورية، وعند الاختلاف في التفسير المرجعية تكون إلى المحكمة الاتحادية، من المؤسف أن المحكمة الاتحادية لم نقبل جميعا بمخرجاتها أو تفسيرها بشكل كامل،  فأصبح حتى تفسيرها للنصوص الدستورية مثار اختلاف بين الطرفين، الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، لكن أعتقد هناك ثقة جيدة وهناك تفاهم وتواصل مستمر وقدرنا أن نتفاهم مع بعض، وأعتقد تشريع قانون النفط والغاز سيوفر فرصة مهمة لتوحيد الفهم والرؤية للنصوص الدستورية، وتحويلها إلى قانون وتعليمات، ما إن تنتظم العلاقة البينية بين الإقليم وبين الحكومة الاتحادية على أساس قانوني متفق عليه ستنتظم هذه الأمور، لا توجد مشكلة نفسية، توجد محددات قانونية وصياغات، كيف نكيفها مع بعض ونخرج بحصيلة مرضية ومقنعة للجميع.

     

    المقدم 

    ماهي استعداداتكم للانتخابات المحلية المقبلة؟ كتيار حكمة؟

     

    السيد الحكيم : 

    كما تعرفون قرار الإطار التنسيقي ، أن قوى الإطار تنزل بأكثر من قائمة ، لأن هذا القانون يساعد على مثل هذا التعدد والتنوع، فنحن نزلنا بقائمة قوى الدولة الوطنية مع أخينا الدكتور العبادي وعدد من الحلفاء الآخرين، ولدينا مرشحين في كل المحافظات التي نتنافس فيها ، وبفضل الله وبشهادة شركائنا الآخرين المنافسين في هذه العملية، أن قوائم قوى الدولة تمتاز بالقوة والوزانة من حيث الشخصيات التي تم اختيارهم وسعة التمثيل من مختلف العشائر والقبائل والمحافظات والمناطق وهي من القوائم القوية والفاعلة والقرار يبقى لشعبنا، نتمنى أن تكون النتائج بالشكل الذي يرضي شعبنا وتكون مناسبة لتاريخ الحكمة والقوى الحليفة معها. 

     

    المقدم 

    أعتقد هنالك مفاجئات قد تسبق الانتخابات، مواقف إقليمية لها انعكاسات على الداخل العراقي أو داخلية ينتجها المشهد السياسي، هل هنالك ما يقلق؟ 

     

    السيد الحكيم :

    تقديري أن الانتخابات ما ضية في موعدها المحدد بإذن الله تعالى، والأمور كلها انتظمت بهذا الاتجاه، هذا لا يمنع أن شعبنا شعب حي وفيه حراك، ممكن بعض الشباب في تشرين يحبون يستذكرون الذكرى السنوية، او تفاصيل أخرى قد تكون ، لكن هذه كلها تستوعبها الديمقراطية العراقية وواقعنا السياسي والاجتماعي العراقي، لكنها لا أعتقد أنها ستؤثر على المسار الانتخابي وتوقيت الانتخابات. 

     

     المقدم 

    النضوج بالمشهد السياسي ، تقبل الآخر يعني انتقلنا إلى مرحلة نقبل بعضنا البعض، ننتج فكرة مشتركة، نتقبل المعارضة أو الصوت المعارض بدأت تنضج ؟

     

    السيد الحكيم : 

    أعتقد أننا نتطور كثيرا في هذا الجانب، وحين نختلف، نجلس ونعالج، لاحظتم الآن الأزمة الأخيرة في قضية رواتب الإقليم، شرف إلى بغداد  السيد مسرور البارزاني  والتقى بالرئاسات والقادة السياسيين واستمع منهم إلى ملاحظاتهم وهواجسهم، وشرح لهم وجهة نظرهم، وأفضى ذلك إلى اتفاق على خطوات تحل هذه المشكلة الإنسانية لشعبنا في كردستان العراق، هذا نموذج ، مثل هذه الأمور ما كانت تحل بهذه السلاسة والانسيابية، كانت تأخذ مديات كبيرة وتمتد إلى الإعلام والتراشقات وشعبنا ذاكرته مليئة بمثل هذه التفاصيل. 

     

    المقدم 

    هل هناك اختلاف في المعادلة؟ 

     

     السيد الحكيم :

    لا شك وجود ائتلاف إدارة الدولة الذي يمثل أهم القوى السياسية المشاركة اليوم في البرلمان وفي الحكومة، ويمثل طيف جدا واسع من مختلف الأطراف، يتفقون مع بعض يجلسون ويناقشون أكثر القضايا حساسية، مما كان يصعب طرحها في مثل هكذا محافل أن تطرح وتناقش ويسمع إلى الآراء، ونخرج بحصيلة واستنتاج، هذا كله تطور في المشهد السياسي. 

     

    المقدم 

    سماحة السيد بالمشهد السياسي أو المشهد الشعبي أو المجتمع هناك 75% غير راضين عن العملية السياسية، أغلبية صامته، لماذا لا تستثمر بها القوى السياسية؟ لماذا بقي  هذا الحاجز؟

     

    السيد الحكيم:

    طبعا في كل البلدان الأغلبية الصامتة  هي غير منخرطة ضمن الأحزاب وجمهور القوى والكيانات السياسية هي المساحة الكبيرة، وهذه عينها على الوضع العام، كلما استطعنا أن ننتج خدمات، اليوم أزمة هؤلاء أنهم يرون النظام السياسي وشرعيته بمقدار ما يقدمه من خدمات، يعني رابطين مشروعية النظام بالخدمات، وبما أن هذه المرحلة هي فرصة بدأت تعطى الخدمات وتقدم بشكل أفضل، حيث هذه الموازنة التي 200 تريليون الآن يكاد يكون انتهت كل تعليمات تنفيذ الموازنة وأمثالها، والآن بدأت تدخل حيز التنفيذ، قد نشهد في الأشهر القادمة ورشة كبيرة عراقية في مختلف المحافظات لبناء مشاريع لخدمة الناس، إذا نجحت الحكومة في هذا الأمر، هذا سيعزز من شرعية ومشروعية النظام السياسي أكثر لدى هؤلاء الناس، أيضا أداء المفوضية وشعور الناس أن الورقة التي يضعها في صندوق الاقتراع بالفعل ستقرأ كما هي، ولا يوجد أي ترتيبات خلف الستار وما إلى ذلك ما يتصوره الناس أحيانا، وإرادة الناس ستمثل هذا سيساعد كثيرا في تشجيع عدد أكبر من الناخبين للمشاركة في الانتخابات.

     

    المقدم

    من خلال التعبير الأخير قد بدى إنك قلقا من الانتخابات ونتائجها؟

     

    السيد الحكيم:

    لا، لست قلقا، لكن لنكن واضحين، نقول نحن حذرين، نعمل جاهدين ونعمل  بصمت ولكن بشكل ممنهج لنرد الاعتبار لتيار الحكمة وتاريخه وموقعه ومكانته في المشهد السياسي اعتبار.

     نعم نحن نحاول أن نرد الاعتبار أربع مقاعد ليس هي شأننا وبالفعل الناس دعمونا ب400,000 صوت وكانت أصواتنا كبيرة لكن لم تنتج المقاعد المناسبة وفي هذه الانتخابات نتمنى أن نحسن الأوضاع ويكون الحكمة في الموقع، التموضع السياسي اللائق بتاريخه وبجمهوره الواسع.

     

     

    اخبار ذات صلة