• صحيفة ( المصري اليوم ) تلتقي سماحة السيد عمار الحكيم

    2017/ 09 /28 

    صحيفة ( المصري اليوم ) تلتقي سماحة السيد عمار الحكيم

    المراسل / في ما يخص مكافحة الارهاب ، هل يمكن ان توضح لنا دور مصر في مساعدة العراق ؟
    السيد عمار الحكيم / نحن نحترم الشقيقة مصر وما يمكن ان تقدمه للعراق ، ونحن  نعتقد ان الجانب الامني من الجوانب المهمة والأساسية التي من الممكن ان تمثل إطاراً في تبادل العلاقات بين البلدين.

    المراسل / كيف ترى العلاقات العراقية المصرية في الوقت الحاضر ؟
    السيد عمار الحكيم / اشعر ان هناك تطوراً كبيراً في علاقة مصر مع العراق وعلاقة العرب عموماً مع العراق ، ونجاح التجربة في العراق انما يمثل تأكيد على المسار الوطني في طبيعة الاجراءت التي تتخذها الحكومة العراقية ، وقد بات واضحاً لأشقائنا العرب ان التجربة العراقية جديرة بالاحترام ، وفيما يخص العلاقة العراقية المصرية نحن دائماً نشعر بالأسف والأسى لاستشهاد سعادة السفير المصري في العراق وظروفه التي مر بها ولكن ما يّهون الخطب ان مصر لم تكن وحدها المستهدفة في هذه في هذه العمليات وإنما الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه الذي استهدف وعلى مديات واسعة من قبل الإرهابيين والتكفيريين والقاعدة ، وهذا دليل إضافي على ذروة العمل المشترك وتظافر الجهود للوقوف أمام مثل هذه التحديات .

    المراسل / هل ان سماحة السيد عمار الحكيم جاء ليكون حاضرة العلاقات الايرانية المصرية ؟ خاصة بعد تأزم العلاقات الايرانية المصرية ؟
    السيد عمار الحكيم / نحن جئنا من العراق ، نحمل هم العراق ومعنيون بالشأن العراقي ،ونعتقد انه لو كانت هناك ثمة مشكلة بين مصر وإيران فان هذين البلدين قادرين على التواصل فيما بينهم ومعالجة هذه المشكلة وأنا شخصياً هنا لست إلا بمهمة واحدة وهي الشأن العراقي .

    المراسل / ما هو موقفكم من الاحتلال الأمريكي من العراق ، وبعد تأزم الوضع من الهجمات الإرهابية والمشاكل الطائفية المعروفة ؟
    السيد عمار الحكيم /نحن لم نكن نعتقد بصحة دخول قوات أجنبية إلى العراق للبدء بعملية التغير في العراق ، بالرغم من حجم الاضطهاد والملاحقة والمطاردة التي كنا واجهناها من نظام صدام ، ولكن حينما قررت الولايات المتحدة ان تشن الحرب على صدام وقفنا وقلنا الشعار المعروف
    ( كلا لصدام وكلا لأمريكا ونحن مع الشعب العراقي ) .

    المراسل / نحن نعرف موقفكم من صدام بأنه موقف تاريخي معروف ولكن ما هو موقفكم من الاحتلال ألان ؟
    السيد عمار الحكيم / ماقلته الآن نحن لم نكن ايجابيين في أن تأتي قوات أجنبية إلى العراق لتمارس عملية التغيير وقلنا كلا لهذه الخطوة ولكن القرار اتخذ بمعزل عن الشعب العراقي ، لان أمريكا لها مصالحها وبالتالي فإنها تتخذ مواقف تنسجم مع مصالحها ، وحينما حصلت عملية التغير ولاحظنا ان العراق أصبح تحت احتلال مشرّع بقرارات دولية وجدنا ان علينا ان نقف الى جانب شعبنا وندافع عن هذا الوطن ، لان هذا البلد ليس للأجانب و إنما هو للعراقيين ويجب ان يكون لنا دور في إعادة السيادة ونعتقد ان حضورنا الفاعل في مجلس الحكم والى ما بعده من الاجراءات ساهم بشكل كبير في تحويل السيادة في منتصف 2004 ، فيما كان المفروض ان تحول السيادة حسب الجدول الزمني للأمم المتحدة في نهاية 2005 وبعملنا هذا قرّبنا تحويل السيادة الوطنية سنة ونصف ونحن لازلنا نواصل العمل لوضع حد لإنهاء مهمة القوات الأجنبية .

    المراسل / ما هو رأيكم في الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ؟
    السيد عمار الحكيم / نعتقد ان هناك إجماع وطني بين العراقيين على هذا الأمر فالسيادة الوطنية العراقية هي الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه ، وان أي إطار ينظم العلاقة بين العراق ودول العالم يجب ان لا يتقاطع مع هذه السيادة ، هذا المبدأ الأول وأما المبدأ الثاني هو مبدأ العلاقة والانفتاح الإقليمي، و نعتقد انه مبدأ مهم .
    المراسل / هل تعتقد أن بإمكان العراق أن يعقد اليوم اتفاقية مع دولة أخرى في ظل احتلاله من قبل دولة أجنبية؟
     السيد عمار الحكيم / من المعروف أننا نشهد تنمية كبيرة وفي كافة المجالات ونحن بحاجة الى مساعدة الآخرين في إعادة اعمار العراق وجهوزية قواتنا الأمنية وتطوير العملية السياسية .
    هذه الحاجة الملحة العراقية للمحيط الاقليمي والمجتمع الدولي هي المحفز الاساسي لعقد تحالفات كبيرة مع الدول الاقليمية في المنطقة وواحدة من امنياتنا اليوم ان يكون لنا تحالف ستراتيجي مع جمهورية مصر لثقلها السياسي وعمقها الحضاري والفكري ونحن اليوم نرفع شعار صداقة مع الجميع ونبحث عن الاصدقاء والحلفاء والشركاء ونبني من خلال هذه العلاقات الكثير من المشاريع ، وبتطوير هذه العلاقة نستطيع ان نحافظ على السيادة وعدم التدخل في شؤون الآخرين وبالمقابل فان على الآخرين ان لا يتدخلوا في شؤوننا .

    المراسل/ ما هو موقفكم من الفتنة الطائفية في العراق وخصوصاً من فرق الموت ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / يسعدنا اليوم ان نتحدث عن ملفات أصبحت مغلقة واليوم الأجواء في العراق أصبحت مختلفة وقد وصل الشد الطائفي الى ادنى مستوياته قياساً بالظروف الصعبة التي مرت بالبلاد ، كما نشاهد انحسار العمليات الارهابية وتغير حال المواطنين وشعورهم بالامان اكثر من ذي قبل ، وقد أصبحت الحكومة تبسط هيبتها في العديد من المحافظات التي كانت تعتبر من المناطق التي تفقد الحكومة السيطرة عليها وقد اصبحت ملامح فرض القانون موجودة في هذه المدن ، ولكن اقولها وبصراحة اننا حينما كنا في أحلك الظروف كنا على عقيدة تامة بأن العراق لن يشهد حرباً بين الاهالي وانما شهد حرباً على الأهالي من قبل جهة واحدة تقوم باستهداف كل المكونات العراقية ، اننا نعتقد أنه بوجود اواصر العلاقة بين المكونات العراقية كالعشائر وغيرها فان الفتنة لم تدخل الى البيت الواحد لتفرق بين أهله وحينما وجدنا ان العدو واحد ولا يميّز بيننا بدأنا نرتبط بعضنا ببعض كما رأينا أن عمار الحكيم يذهب الى زيارة أهله في محافظة الانبار وبالعكس رأينا هناك الوفود من أهالي الانبار وصلاح الدين تزور النجف وكربلاء .

    المراسل / هل ترى ان ارض العراق أصبحت ساحة معركة بين ايران وأمريكا ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة كنا دوماً نعيش هذا الهاجس وان تكون الساحة الهشّة في العراق مدعاة لمثل هذه الصراعات بمعزل عن ارادته الاقليمية والدولية كالصراع الامريكي الايراني والصراع العربي الايراني وغيرها من الصراعات ، ولذلك كنا أول من دعا الى حوار امريكي ايراني في الشان العراقي وقد اسيئ الفهم في حينها وقيل ما الجدوى من هذا الحوار ، ولكن بالتدريج حصل اجماع وطني من قبل كل القوى العراقية على مثل هذا الأمر ، على كل حال فان العراق الجديد عراق اليوم هو الذي يبتعد عن أجواء الكراهية وسابقاً كان يقال عن العراق بأنه البوابة الشرقية ، واليوم نقول ان العراق هو النافذة الشرقية التي تجذر العلاقة بين دول المنطقة ونحن نبحث اليوم عن تطمينات في الشراكة القومية بين كل هذه الدول ولنجلس على طاولة واحدة ولنتحاور فنجد ان المشتركات والمصالح اكبر بكثير من جو التشنجات والجوانب الأخرى ،  و نعتقد أن سياسات المحاور الإقليمية من شأنها أن تخدم مصالح المنطقة .

    المراسل / في الفترة السابقة أثير موضوع فيلم ايراني يمجد قاتل السادات وهو ما أعاد الى الأذهان الصورة السيئة للعلاقات المصرية الايرانية ، هل يعتبر هذا منفر لوجود العلاقة الايرانية المصرية ؟ ام اأن الموضوع لا يعدو كونه فيلماً سينمائياً ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / انا في الحقيقة غير ملم بهذه التفاصيل ولكن إذا أردنا ان نتحدث عن المبادئ نعتقد ان مدارات ومراعاة مشاعر الآخرين واحترام رموز كل الأطراف هي قضية صحيحة وايجابية ومفيدة ، ثانياً فان الحوار والتواصل دوماً هو الأسلوب المناسب لحل أكثر الإشكاليات ، وحينما تتحول مشكلة اياً كانت خصوصياتها وأبعادها ، أي أن تتحول قضية فيلم بين بلدين الى مشكلة فهذا معناه ان هناك خلل في أساس العلاقة والا فان هذه المسائل وهذه القضايا لا تولد مشكلة ، ومن هنا فان وجود الأزمة هو دليل اضافي على ضرورة التواصل والحوار ، وقدرنا هنا ان نكون معاً في هذا المحيط الذي يتكون من عدة دول وعلينا ان نتحاور وان نتواصل لان سياسات العزل والمحاور وعدم الالتفات الى المصالح المتبادلة يمكن ان يعمق المشكلة في بعض الاحيان وهذا ما أشرت اليه من اننا بحاجة الى نظام ستراتيجي لشراكة اقليمية تضع التصور الكامل لكيفية تبادل المصالح .

    المراسل / في الفترة الأخيرة ، أصبح لدى الكثير في مصر هاجس من وجود المد الشيعي في بلاد السنة وخاصة في مصر وقد تحدثت الصحف ووسائل الاعلام من ان هناك اكثر من نصف مليون عراقي وغالبيتهم من الشيعة يسعون لنشر المذهب الشيعي في مصر وهو ما ألّب المشاعر لدى الآخرين ، ما هي وجهة نظركم في هذا الأمر ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / لدي عدة ملاحظات في هذا الشأن ، الملاحظة الأولى هي يجب ان نفصل بين المشروع السياسي لكل بلد وفي التوجه لهذا البلد من دين او مذهب أو ما إلى ذلك ومن الخطأ ان ينظر الى الشيعة كحزب سياسي او انهم اداة لنفوذ معين وهذا الأمر فيه ظلم وإجحاف بحق طائفة كبيرة لها امتدادتها اذا علينا ان ننظر الى ان التشيع يمثل قراءة للاسلام وهي واحدة من القراءات الموجودة وهناك الكثير من الذين يؤمنون بهذه الرؤية ويقرؤون هذه القراءة ونحن نحترم خصوصياتهم ، وبين أية أجندة او مشاريع سياسية وربط هذا بذاك فانه ظلم لهذه الجماعة من المسلمين .

    المراسل / الا ترى ان هذه الدعوة الى التشيع سوف تأزم العلاقة بين هذه البلدان ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / هذه هي النقطة الثابتة التي أردنا الحديث عنها ، نحن نفرق بين مجالين ، المجال الأول : احترام خصوصيات جميع المذاهب الإسلامية والتعرف على واقع الفكر بدون تشويش او إساءة او أجندة معينة او تحريف ، ومن حق الإنسان ان ينتمي الى أي مذهب يشاء وان تكون لدي مؤلفات وكتب و مفكرين يطلع من خلالها على المذاهب الاسلامية والديانات لان الاطلاع والتعرف على الفكر شيء جيد أ أما التبشير باتجاه معين والدعوة اليه بمطالبة الآخر بالتخلي عن مذهبه فمثل هذه الدعوات لا اعتقد انها صحيحة ويجب ان تكون هناك مناخات منفتحة في مجتمعاتنا الإسلامية وهذا الحق تكفله كل دساتير الدول الإسلامية لمواطنيها وعلى الانسان ان يختار ما يشاء ، اما ان ياتي آخر ويدفع باتجاهات معينة تؤدي الى ردود افعال سيئة في الوقت الذي هي بحاجة الى التكاتف وانا اعتقد ان هناك تفسير خاطيء للطائفية خصوصاً في بلداننا الاسلامية وشعوبنا العربية فتفهم الطائفية على انها التعبير عن الخصوصية يعني يقول الفرد انا شيعي او سني يتهم بالطائفية وهذا خطأ والطائفية معناها الاعتداء على خصوصيات الغير اما ان يعبر الفرد عن خصوصيته فهذا أمر لاباس به وحينما يأتي شخص ويقول انا مسلم فهذا ليس امر طائفي واليوم نجد ان الكثير من الفضائيات تعبر عن الإسلام من خلال قراءة مذهبية محددة سواء كانت سنية او شيعية وهذه ليست طائفية لان من حق الناس الذين ينتمون الى مذهب او دين معين ان يعرفوا الناس بهذا المذهب او الدين وعلينا ان نفرق بين المسائل التي تثير الحساسية و يقوم بعملية استقطاب وهذا يولد ردود افعال ، وبين عملية التعايش البناء من الذين ينتمون الى مختلف المذاهب ولكن يجمع بينهم الاسلام ، وعلينا ان نبين ما هو الصحيح وما هو الذي بحاجة الى اعادة النظر .

    المراسل / هناك مشروع فارسي يقوم على أساس التشيع ما هو تعليقكم على هذه النقطة ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / النقطة الاولى من الحديث انه لايرضى شيعة العالم ( شيعة العرب ) ان يربطهم مشروع فارسي وهناك شيء من الظلم للعروبة ومن الظلم للشيعة ان يضيق عليهم ويوضعوا في خانة معينة ، والشيعة العرب عرب يعتزون بعروبتهم وانتماءهم الى الاسلام وانتماءهم الى اهل البيت ويجدون الاسلام من وجهة نظر اهل البيت ( ع ) هو القراءة الصحيحة ، واعتقد ان مصر يمكن ان تتفهم ظروف الشيعة وعروبة الشيعة اكثر من غيرها ، لان الولاء لأهل البيت في مصر هي قضية شائعة حينما ترى الناس كيف يتدافقون على مراقد الائمة الموجودة لديهم ، ليعبروا عن الولاء لاهل البيت واهل البيت ليسوا لطائفة دون اخرى لانهم للمسلمين وللانسانية كلها .

    المراسل / المسجد الحسيني له سبع اماكن في الدول العربية وعليه اين يوجد الموضوع الصحيح للحسين ( ع ) ؟
    سماحة السيد عمار الحكيم / انا قرات بعد ان قطع راسه الشريف وسبي وجيء به الى الشام حيث وجود يزيد بقي جثمانه الشريف في كربلاء وتعدد الروايات في ان للسيدة زينب يوجد مقام هنا في الشام هذا هو دليل اضافي على طبيعة الظلامة التي تعرض لها اهل البيت ( ع ) في تلك الظروف حتى خفيت حتى جثامينهم واماكن دفنهم بحيث اصبحت تتعدد الروايات ، وعلى كل حال فان اكثر من رواية تقول ان راس الحسين في مصر واخرى نقول ان راسه في الشام ،  عموماً فحينما يذهب الانسان  الى هذه المزارات ليس للتقرب الى الشخوص وانما بالتقرب الى الله تعالى .

     

    اخبار ذات صلة

    ©️ كافة الحقوق محفوظة | يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر