• السيد عمار الحكيم : ندعم أي تغيير وزاري شرط بنائه على أسس تقييمية صحيحة

    2016/ 02 /10 

    السيد عمار الحكيم : ندعم أي تغيير وزاري شرط بنائه على أسس تقييمية صحيحة

    أبدى السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي دعمه لأي تغيير وزاري يصب في مصلحة إدارة الدولة وتقويم العمل الحكومي، مذكرا بدعوته إلى تقييم ما تحقق وما أنجز وان يكون تقييما موضوعيا، مبينا دعمه لأي تغيير أن كان جوهريا أو جزئياً ما دام مبنيا على أسس تقييمية صحيحة، داعيا  إلى  أن يكون مبدأ اختيار التكنوقراط  واضحا وشفافا وان تكون هناك مسطرة واحدة ومعايير واحدة وان يتم الاختيار من قبل لجنة مكونة من التكنوقراط  وأصحاب التخصص تعرض أسماؤها للرأي العام، معربا عن ثقته من دعم القوى السياسية لأي إصلاحات وتغييرات تعتمد هذه المعايير، مشددا على الحاجة لإحداث تغيير فعلي وعملي، مستدركا "لكن في نفس الوقت يجب أن يكون التحرك مبنياً على أساس وجود خطة و رؤية واضحة ومقنعة".

    موقف المرجعية الأخير دليل عدم رضاها عما يجري

    وعن موقف المرجعية من تعليق الخطبة السياسية إلا للضرورة والمناسبة التي تستوجب الحديث قال السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الأسبوعي الأربعاء 10/2/2016  ان " التحليلات لموقف المرجعية ذهبت في مختلف الاتجاهات"، موضحا رأيه من موقف المرجعية بأنها  الحامي الأول لهذا الشعب والحافظة لحقوقه، مبينا أن موقف المرجعية له تفسير واحد لا يحتاج إلى تأويل ومفاده " أن على المتصدين أن يكونوا على قدر المسؤولية ويتحملوا ثقل الأمانة أمام الله وأمام الشعب والتاريخ ولا خيار لهم إلا النجاح ومن لا يستطيع النجاح عليه أن يترك المكان لغيره"، عادا قوة المرجعية بقدسيتها ورمزيتها وأبويتها وبعمق تأثيرها الروحي والمعنوي في المجتمع، فهي سلطة معنوية ولا تفرض شيئاً على احد ولكنها لن تتخلى عن مسؤوليتها الشرعية والأخلاقية في الدفاع عن حقوق الناس وحماية مصالحهم، معتبرا توقفها عن الحديث رسالة بليغة و واضحة مفادها أنها غير راضية عما يجري وهو اقل بكثير من توقعاتها ولاسيما في خضم هذه التحديات.

    المرجعية اعتمدت لكل مرحلة نسقا معينا

    السيد عمار الحكيم بين أن رسالة المرجعية للجميع وعلى الكل أن يعرف حجم مسؤوليته من التقصير تبعا للمواقع التي يشغلها ودوره في دفع عجلة الإصلاح ومن يحاول أن ينأى بنفسه عن اللوم فهو واهم، موجها خطابه لكل من يعتقد أن توقف المرجعية عن الحديث فرصة للتخلص من ضغطها "هذا وهم كبير ، فعندما يعتب علينا الأب ويعبر عن ذلك بصمته ولنعلم أننا في مشكلة وأننا قصرنا وهو ما يدعونا لمراجعة أعمالنا وسلوكنا ومواقفنا وطريقتنا في إدارة الأمور"، مذكرا بان العراق منذ تكوينه كدولة ولد في كنف المرجعية، مستشهدا بثورة العشرين ودور المرجعية فيها ولم تتخلى المرجعية عن واجبها الأبوي والرعوي والشرعي والإنساني رغم تعاقب الحكومات والانقلابات الأيدلوجية، لافتا الى ان المرجعية اعتمدت لكل مرحلة سياقاً ونسقاً معيناً ولكنها على اختلاف الأنساق تتجه باتجاه واحد وتستند إلى أرضية واحدة، مشددا على دور المرجعية في حفظ العراق وحمايته وهذا ما شهد له العالم، فضلا عن دورها في مواجهة الإرهاب والتكفير حيث كان العراق على شفى حفرة، مخاطبا المرجعية الدينية العليا بان رسالتها قد وصلت، واعدا بالعمل بكل جد وجهد على تقييم الجزء المتعلق بتيار شهيد المحراب، فيما ستظل العيون شاخصة إلى بوصلة المرجعية.

    نينوى ستحرر برجالاتها ومن كل الطوائف والمكونات

    سماحته وصف معركة الموصل بالمعركة التاريخية للعراق ومستقبله، مسترسلا في وصفها "نينوى ليس مجرد محافظة عراقية وإنما هي الضامن للحفاظ على العراق المتنوع الذي نعرفه وولدنا فيه ونقاتل من اجله"، مبينا أنها معركة بإذن الله ستكون كاسرة لظهر الإرهاب ولابد من جعلها لكل العراقيين بكل مكوناته، موضحا أن "نينوى تمثل التنوع العراقي والعمق الحضاري للوطن ومكونات الشعب العراقي لها تواجد جغرافي وديمغرافي فيها وعليه فان أبناء جميع المناطق يجب ان يشاركوا ويساهموا في تحرير مناطقهم ، بغض النظر عن القومية والطائفة على أن يكونوا من أهل نينوى"، مشيدا برجالات نينوى وإذا ما احتاجوا إلى المساعدة فان العراقيين من زاخو إلى الفاو سيكونون صفاً واحدا معهم، داعيا إلى الاستعداد للمعركة والتخطيط لها جيدا بعيدا عن إرهاصات المرجفين فضلا عن تحويل نينوى إلى "محطة للتلاحم والتماسك وتجسيد الإرادة الوطنية ولن نسمح بان تكون موقعاً للاختلاف والتشظي"

    تحرير الرمادي دليل على قدرة العراقيين

     سماحته رأى أن تحرير الرمادي دليل واضح على أن العراقيين بالتوكل على الله يستطيعون ان يعتمدوا على أنفسهم وتقوية عزيمتهم ووثوقهم بإرادتهم، مبينا أن القوات المسلحة ومعها التشكيلات العسكرية من الحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة تمسك زمام المبادرة والكل يعمل تحت خيمة الدولة وراية الوطن ولا خيار لكل عراقي مخلص وشريف إلا أن يكون تحت راية هذا الوطن ويعمل على تقوية أركان الدولة والنظام، مؤكدا أن من يخرج عن هذا الإطار فلا مكان له في مستقبل العراق حتى وان سمحت له الظروف الآنية المرتبكة أن يحقق لنفسه موطئ قدم محدود هنا أو هناك، مشددا على ان المعركة الواضحة والصريحة والحقة ضد الإرهاب في العراق حيث الحدود واضحة والفاصلة بين الحق والباطل محددة والإرهاب التكفيري ألظلامي يمارس إجرامه الشيطاني بلا تبرير او تورية، عادا تحمل العراقيين للعبء الأكبر من تراكمات التاريخ وأخطائه ولا يمكن للإرهاب والتطرف والتكفير والإجرام ان يكون هو البديل عن الدولة والوطن.

    المنطقة باتت مسرحا لاستعراض الأسلحة

    إقليميا وصف سماحته منطقة الشرق الأوسط "بالمسرح الكبير لاستعراض أنواع الأسلحة والتحالفات والقوات"، مبينا أن هذا  المشهد يذكر بمشاهد الحرب العالمية الثانية عندما تحولت أوروبا إلى ساحة معركة وتحولت الشعوب الى جنود ووقود في تلك الحرب،  متسائلا "هل ما نعيشه هو تكرارالمشهد بنسخة شرق أوسطية؟"، مبينا أن الكل يرفع راية قتال داعش، لكن في حقيقة الأمر فان الكل يحتشد من اجل تثبيت مناطق نفوذه وحماية مصالحه ورسم خط الجدار الذي سيمر بالقرب منه، مجددا تحذيره من ان هذه الحرب لا منتصر فيها وان مواقف الدول في طريقها للتفكك وان أفضل  طريقة لحفظ الجميع هو أن يجلس الجميع على طاولة واحدة بغض النظر عن خلافاتهم وان يتفقوا على توزيع مناطق النفوذ وفرز المساحات وان يحترم بعضهم البعض لان هذا ما سيحدث عاجلا أم آجلا.

    الإمام الخميني (قده) آمن بحتمية انتصاره والإمام الخامنئي (دام ظله) سار على خطاه

    وعن ذكرى الثورة الإسلامية في إيران قال سماحته هذه الثورة "غيرت الكثير من المفاهيم "، مبينا أنها اختلفت عن باقي الثورات حيث قادها رجل فحرك الشعب وغير الوضع القائم بصورة جذرية، عادا عزيمة الإمام الخميني (قده) كانت سر عظمة الثورة الإسلامية في إيران، ورغم طلبه للعلم واساتذيته في الحوزة كان حاملا رؤية لوطنه وكان يحلم بحرية شعبه وكان يعرف قيمة تكليفه الشرعي، مبينا ان مواجهة الشاه ليست سهلة حيث السطوة والجبروت والإمكانيات الهائلة، لافتا إلى أن الإمام كان مؤمنا بحتمية الانتصار بارتكازه على حقيقتين "الأولى التسديد الإلهي والثانية هي الإيمان بحاجة الشعب لهذا التغيير"، مذكرا بما عاناه الإمام الخميني من اعتقال ونفي لكن كل ذلك لم يمنعه من إن يرى نفسه كقائد وان يقوم بدوره القيادي ويتحمل مسؤولية اختياراته، مبينا أن الإمام الخامنئي ( دام ظله) قائد الثورة الإسلامية الحالي سار على خطى الإمام الخميني وواصل مشروعه وأصّل مبادئ الثورة فأصبحت هذه الثورة قصة نجاح في تاريخ الثورات وتركت أثارها وبصماتها الواضحة في مسار تاريخنا المعاصر وتحولت الى قدوة ونموذجٍ يحتذى به في كيفية تحويل التحديات إلى فرص ونجاحات متراكمة.

     

    للأطلاع على نص حديث السيد عمار الحكيم (اضغط هنا)

    اخبار ذات صلة