• أكد أنها ليست منفصلة عن مشروع إصلاح حقيقي واضح وشفاف.. السيد عمار الحكيم: استقالات وزراء المواطن سلمت للعبادي

    2016/ 02 /24 

    أكد أنها ليست منفصلة عن مشروع إصلاح حقيقي واضح وشفاف.. السيد عمار الحكيم: استقالات وزراء المواطن سلمت للعبادي

      فكك السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي البيان الذي أصدره المجلس الأعلى الاسبوع حول رؤيته للإصلاح، مبينا أنه "البيان" جاء بناءا على حاجة فعلية وملحة لوضع النقاط على الحروف، مشيرا إلى أن الوضع السياسي مؤخرا شهدا أحداث متسارعة اختزلت إلى درجة ظن البعض فيها أن أزمة البلد محصورة بالتغيير الوزاري فإذا حدث هذا التغيير فان الأوضاع ستكون مثالية وتختفي كل المشاكل والأزمات!، مؤكدا حاجة الإصلاح إلى أسباب وتقييم، واصفا مساواة الكفوء بغير الكفوء والناجح بالفاشل بالهروب إلى الأمام، كاشفا عن تقديم وزراء كتلة المواطن استقالاتهم للدكتور العبادي، مبينا انه "الاستقالات"  ليست منفصلة عن مشروع إصلاح حقيقي وواضح وشفاف، داعيا إلى جعل قبول إي استقالة مبنيا على أساس السبب الذي تبديه اللجنة المختصة، مشددا على ضرورة توفر معايير واضحة للبدلاء وان تقوم الجهات السياسية المشاركة بالحكومة بتقديمهم بناء على المواصفات التي يضعها رئيس مجلس الوزراء وان لا يكون هناك استثناء لأي احد من هذه المواصفات، فضلا عن ضرورة أن يكون للبرلمان رأي في اختيار الوزراء، معللا ضرورة رأي البرلمان بالقول "لأنه بالنهاية لا تكون لهم شرعية إلا بقبول البرلمان بهم"

      جاء ذلك في الملتقى الثقافي الأسبوعي بمكتب سماحته في بغداد الأربعاء 24/2/2016 .

    لا أحد مستعد أن يمشي معصوب العينين أو يمنح شيكاً على بياض لأحد

      سماحته بين أن رؤية سماحة السيد مقتدى الصدر بتشكيل لجنة تقيم أداء الوزراء محط دعم تيار شهيد المحراب الذي اصدر بيانا يؤكد دعمه لهذه الدعوة لأنها ذات المنهج الذي يؤمن به المجلس الأعلى في العمل المبني على خطوات معروفة فلا احد مستعد أن يمشي معصوب العينين أو يمنح شيكاً على بياض لأحد، عادا الصراحة مع النفس والشعب وتحديد مكامن الخطأ بدون مجاملة أو حسابات شخصية ضيقة هنا أو هناك أساس الإصلاح، مبينا أن المطالبة بلجنة تقييمية لأداء الوزراء من المفروض أن لا  تزعج أحدا لأنه مطلب الشعب بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهو ذاته ما يطالب به الدكتور العبادي في أن تكون الحكومة حكومة تكنوقراط  من مختصين وخبراء، مشددا على استقلالية اللجنة وإعلان نتائجها للجميع، معقبا على من يقول "أن اللجنة ستسبب حرجا للبعض" بالقول "وهل تغيير الوزراء بدون سبب لا يسبب إحراجا ؟! وهل نحن ننوي أن نقوم بإصلاح حقيقي أم نراعي خواطر شخصية هنا أو هناك"، مؤكدا ان المسألة ليست محرجة وليست صعبة، مستدركا "لكن نستغرب ان البعض يطالب بالتغيير ولا يقدم آليات، هنا تكمن علامات الاستفهام الكبيرة و ما دمنا نبحث عن مختصين وخبراء فلا نتصور أن يكون خلافٌ على من تتوفر فيه هذه الصفات بغض النظر عن الجهة التي رشحته أو الطريقة التي ترشح بها".

    نؤمن بالأغلبية السياسية من كل المكونات

      وعن مفهوم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي للأغلبية السياسية قال السيد عمار الحكيم " نحن نؤمن بالأغلبية السياسية من كل المكونات وليس بالأغلبية العددية فقط كما ينظر البعض للغالبية السياسية"، مبينا أن تيار شهيد المحراب يدعو إلى أغلبية فيها شيعة وسنة وكرد وسائر المكونات الأخرى ولتكن هناك معارضة فيها شيعة وسنة وكرد، رافضا تشكيل الأغلبية العددية التي يكون ثقلها الكبير من مكون واحد ويكون وجود الآخرين تشريفيا أو شكليا، موضحا إن العراق متنوع ولا يمكن أن يعيش إلا بهذا التنوع ولا يمكن للعملية السياسية أن تستمر إلا إذا كانت كل المكونات متواجدة فيها.

    البذخ والإسراف خلق بيئة فاسدة

      وعن أسعار النفط وإمكانية بقائها منخفضة إلى فترة ليست بالقصيرة بين السيد عمار الحكيم ان الموازنات كانت تبنى على أساس الإنفاق لا الحاجة الفعلية مما أدى إلى تضخم عدد الموظفين إلى مستوى أصبح العراق يحتل الصدارة في العالم بعدد موظفيه نسبة إلى عدد سكانه، مبينا إن وفرة الأسعار ساهمت بزيادة الاعتماد على النفط وأدخلت الدولة العراقية في مرحلة الشلل الاقتصادي البنيوي بحيث لم يعد هناك تركيزاً جدياً على تنويع الموارد والخروج من أسر الدولة الريعية وتركز الاهتمام على تحديد كيفية صرف الموارد الضخمة المتوفرة، لافتا الى ان البذخ والإسراف بالضرورة سيخلق بيئة فاسدة وصار الفساد مرافقا ومشجعا لسياسة إنفاق الموارد وإهدار المال العام، مبينا أن نهاية فورة أسعار النفط أرت الجميع الصورة الحقيقية بدون رتوش وبينت ارتباط مستقبل الدولة ببضاعة يرتفع أو يهبط سعرها في بورصة الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن العام الحالي شهد لأول مرة دراسة موازنة بشكل جدي على مبدأ الاحتياجات والأولويات والصرف على أساس الحاجة، مؤكدا أن الدولة بدأت تفكر بعقلية الحصول على الموارد لا إنفاقها وبدأ المجتمع يفكر بعقلية الإنتاج لا الاستهلاك وبدأ الفرد يفكر بعقلية تنويع المصادر في عمله ودخله وتخلّى عن الطموح بأن يكون موظف دولة، داعيا إلى الصبر على هذا التوجه فمن غير المعقول أن يأتي ذلك أكله بعد شهر أو شهرين، مشددا على ضرورة تشريع مئات القوانين والتشريعات الضرورية كي نكون على الطريق الصحيح، مرجحا بقاء أسعار النفط منخفضة لكنها قد توفر الحد الأدنى من احتياجات البلد وتمنحه الفرصة للتفكير بعمق وتطوير الإنتاج وصنع دورة اقتصادية حقيقية.

    الإرهاب ليس حالة محلية مرتبطة بوضع سياسي محدد

      السيد عمار الحكيم أشار إلى الإرهاب الذي يصارعه العراق منذ 12 سنة، مستدركا لكن "موجته الأخيرة هي الأخطر والأشرس والأكثر بربرية ووحشية منذ قرون وليس بمقاييس الإرهاب الذي حاربناه في العقد المنصرم"، منوها إلى أن هذا الإرهاب قد وصل إلى مرحلة احتلال الأرض من أكثر من دولة وإعلان دولته المستقلة المزعومة وهو يمثل القمة في التمكين الإرهابي، مذكرا بتحذير العراق للجميع من خطر الإرهاب وامتداده وتطوره وأخذه إشكالا جديدة وتغذيه على اي بيئة غير مستقرة سواء في العراق او أي منطقة صراع كاليمن وليبيا وسوريا وحتى في افريقيا الوسطى والفلبين واندونيسيا، مشيرا إلى أن الإرهاب ليس حالة محلية مرتبطة بوضع سياسي محدد إنما الوضع العراقي المعقد وعمق التحولات التي حدثت في هذا البلد جعلته يظهر بشكل بارز هنا بينما هو حالة عالمية وفكر منحرف تكفيري إجرامي، لافتا إلى أن الإرهاب بات تحديا وخطرا على العالم فيما العراق اليوم أصبح  يحارب الإرهاب ويستعيد المبادرة ويستخدم سياسة القضم في استرجاع الأرض وسياسة التحطيم في تسديد الضربات الموجعة للإرهاب ومعاقله وأسسه السياسية واللوجستية ويحقق تقدما في هذا المحور.

    العراق يعيش حالة الحرب منذ 35 سنة

      سماحته أشار إلى أن العراق يعيش حالة الحرب منذ 35 سنة وهي حرب متواصلة وعلى جبهات مختلفة وبعناوين متعددة وهي حرب شرسة ومدمرة منذ بداية الثمانينيات والى اليوم والعراق في حروب مستمرة بدون توقف، مسترسلا "الحرب العسكرية هي حرب والحصار الاقتصادي هو حرب، وتغيير النظام السياسي بغزو عسكري هو حرب، والإرهاب هو حرب" مبينا أن هذه الحروب استنزفت كل شئ في العراق الثروة والإنسان والمبادئ والقيم والسياسة، مشيرا إلى استطاعة العراقيين تجاوز الكثير من جروح هذه الحروب وان يبنوا نظاماً سياسياً يتداولون فيه السلطة بشكل سلمي وديمقراطي، موضحا "بالتأكيد انه ليس النظام المثالي والكامل ولكنه على الأقل أفضل من العديد من الأنظمة في دول المنطقة والعالم وهو بحاجة إلى التطوير والتصحيح والعمل المستمر على ترسيخ ثقافة التعددية السياسية"، آملا من الجيل السياسي الجديد ان يأخذ الريادة بتنضيج المسارات السياسية وتطويرها.

     

     للاطلاع على نص كلمة السيد عمار الحكيم (أضغط هنا)

    اخبار ذات صلة