نص كلمة السيد الحكيم في الحفل الذي أقيم بمناسبة المولد النبوي الشريف 1446 هـ - 2024 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين.
أصحاب الدولة والسيادة والمعالي والسعادة .. أصحاب السماحة والفضيلة...
السادة والسيدات الحضور ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. سيدي يا رسول الله، أشهد أنك قد بَلغت رسالات ربّك ونصحت لأمتك وجاهدت في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأديتَ الذي عليك من الحق، وأنك قد رأفتَ بالمؤمنين وغلظت على الكافرين وعبدتَ الله مخلصاً حتى أتاك اليقين، فبلَغَ الله بك اشرَف محلّ المكرّمين.
اليوم نحتفل بذكرى ولادة نبي أضاء الله به الظلمات وأنقذ به الأمة من الجهل والظلم،والفقر والاستغلال، والصراع البشري الذي يسيطر فيه القوي على الضعيف، ومن عمق هذه الأزمات والانحدار الجارف كان العالم يترقب ولادة تنهض بالانسان من كبوته وتعيد إليه إنسانيته، وتقضي على الظلم والطغيان وتدعم مشروع السماء على الارض في خلق أمة إنسانية تعتز بكرامتها وترتفع بأخلاقياتها وتغادر مستنقعات الذل والضياع والجهل والوثنية.
استطاع نبينا نبي الرحمة محمد (ص) أن ينشئ أمة من العدم، وأن يحول شبه جزيرة العرب القاحلة إلى مصدر إشعاع فكري وحضاري إمتد إلى أصقاع الأرض،وتفاعل مع كل الأجناس البشرية وعلى مختلف قومياتها وأعراقها وخلفياتها الدينية والثقافية والاجتماعية.
وهنا لا بد أن نقف عند التحديات الكبرى التي يواجهها عالمنا الإسلامي، ومن أبرزها العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
إننا نرى بوضوح كيف تسقط اليوم تلك القيم التي نادت بها الدول الغربية، التي طالما تحدثت عن حقوق الإنسان والعدالة وحماية الأبرياء، لكنها إلتزمت الصمت عن الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأمام التدمير الوحشي الذي تتعرض له غزة.
إنها دعوة لنا جميعًا للوقوف مع أهلنا في فلسطين، للدفاع عنهم بكل الوسائل الممكنة، والمطالبة بوقف فوري لهذا العدوان الغاشم وعودة النازحين وإعادة الإعمار، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني على أرضه.
وفي العراق نؤكد على ضرورة الإسراع في اختيار رئيس مجلس النواب وندعو القوى الكريمة المعنية بالترشيح لاستثمار الأجواء الوحدوية للمولد النبوي الشريف والاتفاق على أحد المرشحين وتطمين شعبنا بحسن أختيارهم.
إننا بحاجة إلى اشعار جميع مكونات الشعب العراقي بأنها ممثلة في مؤسسات الدولة لإن التمثيل العادل والشامل هو الضمانة الحقيقية لبناء دولة مستقرة، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعات شعبنا الوفي.
أيها الأحبة الكرام، ونحن نحتفل بميلاد النبي الأعظم قائدنا وسيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، نتذكر أنه كان نبيًا للرحمة، قائدًا للعدل، ومؤسسًا لدولة تقوم على الأخلاق والقيم.
لقد ترك لنا إرثًا عظيمًا، نحتاج اليوم إلى إحيائه في حياتنا اليومية، في سياساتنا، وفي تعاملاتنا.
إننا أمام مسؤولية كبيرة؛ أن نكون على قدر الأمانة، وأن نعمل جاهدين لتحقيق القيم النبوية في واقعنا.
فلنتكاتف جميعًا من أجل بناء مجتمع يسوده العدل، ويحترم حقوق الجميع، ويحقق الخير لكل أفراده.
نسأل الله أن يجعلنا من أتباع نبيه المخلصين، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه، إنه سميع مجيب.
الشكر والتقدير لديوان الوقف السني ومعالي رئيس الديوان على تنظيم هذه الاحتفالية المهيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.