السيد الحكيم في ذكرى رحيل الإمام محسن الحكيم (قدس سره): نستذكر مرجعيةً رساليةً صنعت الوعي وحمت وحدة العراق
في ذكرى رحيل المرجع الأعلى الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف)، استحضر السيد الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، معالم العطاء العلمي والجهادي والوطني والاجتماعي التي امتاز بها الإمام الراحل، مؤكدًا أن هذه الذكرى الأليمة تمثل فرصة لاستذكار مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في قيم الإيثار، والوعي، والتضحية، والبصيرة.
وقال السيد الحكيم إن الإمام محسن الحكيم (رضوان الله عليه) لم يكن مجرد مرجع ديني، بل كان مشروعًا حضاريًا متكاملًا، أغنى المكتبة الإسلامية بعلمه وفقهه، وكان أول من ابتعث المبلغين إلى أقاصي البلاد لنشر تعاليم الدين الإسلامي الأصيل، وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
وعلى المستوى الاجتماعي، أشار سماحته إلى أن علاقة الإمام الراحل بالعشائر العراقية تميّزت بالثقة المتبادلة، وشكلت عمقًا شعبيًا ما يزال أثره ممتدًا حتى اليوم، في تأكيدٍ على تماسك النسيج المجتمعي والديني.
أما وطنيًا، فقد شدّد السيد الحكيم على أن مواقف الإمام الحكيم في التصدي للاستعمار، ودعمه للمكونات العراقية كافة، تبقى شاهدة على روح وطنية عالية، لافتًا إلى موقفه التاريخي في الدفاع عن الشعب الكردي، ورفضه للمجازر التي ارتكبت بحقه، وهو ما كرّس مبدأ الأخوة العربية الكردية، وجسد قيم العدالة والإنصاف.
وفي الموقف الإسلامي، استذكر السيد الحكيم فتوى الإمام الحكيم التي اعتبر فيها من يُقاتل في سبيل فلسطين شهيدًا، وفتواه بجواز دفع الزكاة لدعمها، فضلًا عن إدانته القوية للكيان الصهيوني، ومخططاته الساعية لطمس الهوية الإسلامية.
وختم السيد عمار الحكيم كلمته بالقول: "سلامٌ على إمام الطائفة، يوم وُلد، ويوم لبّى نداء ربه، ويوم يُبعث حيًّا، ونسأل الله أن نكون من السائرين على نهجه، الحاملين لهمّه، العاملين بوصاياه".